مشاهدة النسخة كاملة : وراءَ كلّ رجلٍ عظيم مشكلة عقيمة
أحمد بدر
17/04/2008, 01:57 AM
عنوان.. وموضوع.. دون تحضير ~ جاءا هكذا عفويا..
القصة تكمن إذ كنتُ أقلب اليوم كتاب "الجمل" للخليل ابن أحمد الفراهيدي
وإذ أنا اقرأ تذكرت أن قرأتُ في مكان ما أنْ ( ليس كل كتاب جاء يحمل اسم الخليل ثقة فهو له )
والسبب عزيزي القارئ أبسط مما تتصور
ذاك أن حرم الخليل المصون قد حرقت عصارة ذهن ذاك الفطحل العظيم بكل ما تحتويه الكلمات من معان
فأوقدت بتعبه النار لتعايش النار أغلى حطب عرفته العلوم..
والسبب: غيرة منها عليه فانتقام حيث تجده يولي كتبه ومؤلفاته حصة أكبر مما يؤتِها هي
طبعا لله في خلقه شؤون.. فهكذا عقلية عبقرية كان الأجدى بها أن تكون كذلك فالله خلقها للفائدة الشاملة العامة للمجتمع.. كيف لا وعلوم الخليل أكبر من أن يحضنها هلالان..
ومن نقل لنا بعض ثروته هم طلابه وليس هو فكان ما كان من تصحيف..
تساءلتك: أين هو من تلك المقولة المشهورة .. وراء كل رجل عظيم امرأة عظيم..
فهنا يثبت العكس الصحة والدليل أبلج كغزالة الضحى..
مودتي
سودة الكنوي
17/04/2008, 03:09 AM
الموضوع شيق جداً..
فقد أرجعتني إلى شهور خلت عندما سألت أستاذي ( أبو الطيب العمري) عن مدى صحة الادعاء بأن
(معجم العين ) ليس للخليل بن أحمد بل أنه منسوب إليه، فبعضهم قال أنه وضع أبوابه و رتبها ثم
أعجله نداء الحق قبل أن يكمل الحشو فأكمله تلامذته، و ذهب بعضهم إلى أنه قد صنفه ثم أهدى نسخته
إلى تلميذه الليث و (زوجة الليث هي التي أحرقت الكتاب) فأراد إعادة نسخه فنسخه مما قد حفظ مسبقاً
و إلى ذلك يُعزى كثرة الهنات و الأخطاء الصرفية الواقعة في كتاب معجم العين..
و أصح الأقوال في ذلك قول ابن المعتز:
(كان الخليل مُنقطعاً إلى الليث ، فلما صنف كتابه "العين" خصه به ، فحظي عنده جداً ، ووقع منه موقعاً عظيماً ، ووهب له
مئة ألف درهم، وأقبل على حفظه وملازمته ، فحفظ منه النصف ، وكان تحته ابنة عمه ، واتفق أنه اشترى جارية نفيسة ، فغارت ابنة عمه ،
وقالت : والله لأغيظنه ، وإن غظته بالمال ، فذلك ما لا يبالي ، ولكني أراه مُكباً ليله ونهاره على هذا الكتاب ، والله لأفجعنه به ،
فأحرقته ، فلما علم اشتد أسفه ، ولم يكن عند غيره منه نسخة ، وكان الخليل قد مات ، فأملى النصف من حفظه ،
وجمع بعض علماء عصره ، وأمرهم أن يكملوه على نمطه ، وقال لهم : مثلوا عليه واجتهدوا ، فعملوا هذا التصنيف الذي بين أيدي الناس)
و قد كتبت مقالة بهذا الخصوص قبل أشهر عبارة عن مقارنة بين (تشومسكي)
و (الفراهيدي) واضع علم الصوتيات التي يدعي الغرب أنهم هم الذين وضعوه...
شكرا للبصري..
/
/
/
/
للحديث بقية
تنويه:
الخليل بن أحمد الفراهيدي ، عالم جليل و شيخ من شيوخ أهل الحديث-رحمه الله-
و من أقوم الناس عقيدة و أحسنهم أخلاقاً و قد عرف بزهده و ورعه و ظرفه
و يعزى إليه وضع معظم علوم اللغة من نحو و عروض و صوتيات
و قد كان سبب وفاته أنه كان يفكر في وضع علم الجبر (الرياضيات)
و حصل أنه أثناء تفكيره ارتطم بسارية المسجد و سقط و نزف حتى توفاه الله
سنة 175هـ
رحمه الله و أحسن إليه
أحمد بدر
17/04/2008, 12:27 PM
الموضوع شيق جداً..
فقد أرجعتني إلى شهور خلت عندما سألت أستاذي ( أبو الطيب العمري) عن مدى صحة الادعاء بأن
(معجم العين ) ليس للخليل بن أحمد بل أنه منسوب إليه، فبعضهم قال أنه وضع أبوابه و رتبها ثم
أعجله نداء الحق قبل أن يكمل الحشو فأكمله تلامذته، و ذهب بعضهم إلى أنه قد صنفه ثم أهدى نسخته
إلى تلميذه الليث و (زوجة الليث هي التي أحرقت الكتاب) فأراد إعادة نسخه فنسخه مما قد حفظ مسبقاً
و إلى ذلك يُعزى كثرة الهنات و الأخطاء الصرفية الواقعة في كتاب معجم العين..
و أصح الأقوال في ذلك قول ابن المعتز:
(كان الخليل مُنقطعاً إلى الليث ، فلما صنف كتابه "العين" خصه به ، فحظي عنده جداً ، ووقع منه موقعاً عظيماً ، ووهب له
مئة ألف درهم، وأقبل على حفظه وملازمته ، فحفظ منه النصف ، وكان تحته ابنة عمه ، واتفق أنه اشترى جارية نفيسة ، فغارت ابنة عمه ،
وقالت : والله لأغيظنه ، وإن غظته بالمال ، فذلك ما لا يبالي ، ولكني أراه مُكباً ليله ونهاره على هذا الكتاب ، والله لأفجعنه به ،
فأحرقته ، فلما علم اشتد أسفه ، ولم يكن عند غيره منه نسخة ، وكان الخليل قد مات ، فأملى النصف من حفظه ،
وجمع بعض علماء عصره ، وأمرهم أن يكملوه على نمطه ، وقال لهم : مثلوا عليه واجتهدوا ، فعملوا هذا التصنيف الذي بين أيدي الناس)
و قد كتبت مقالة بهذا الخصوص قبل أشهر عبارة عن مقارنة بين (تشومسكي)
و (الفراهيدي) واضع علم الصوتيات التي يدعي الغرب أنهم هم الذين وضعوه...
شكرا للبصري..
/
/
/
/
للحديث بقية
تنويه:
الخليل بن أحمد الفراهيدي ، عالم جليل و شيخ من شيوخ أهل الحديث-رحمه الله-
و من أقوم الناس عقيدة و أحسنهم أخلاقاً و قد عرف بزهده و ورعه و ظرفه
و يعزى إليه وضع معظم علوم اللغة من نحو و عروض و صوتيات
و قد كان سبب وفاته أنه كان يفكر في وضع علم الجبر (الرياضيات)
و حصل أنه أثناء تفكيره ارتطم بسارية المسجد و سقط و نزف حتى توفاه الله
سنة 175هـ
رحمه الله و أحسن إليه
أهلا سودة ومرحبا بكِ..
أثريتِ الموضوع طبعا وهذا ما يُرام ويحبذ..
يقال بأن الخليل ابن أحمد هو واضع طريقة التبويب بالحروف الأبجدية فله سبق الإختراع لهذه الطريقة التسهيلية بحثا وتقصي..
ولكن الموضوع كان من أجل تفنيد هذه المقولة ( وراء كل رجل عظيم أمرأة عظيمة )
فحقيقة التي أرى أنْ هذا المثل (لا ينزل لي من زور) أولها أنه استعمل شمول الكليّة في "كل" ونحن نعلم أن من المبدعين الكِثار من كان أعزبا ولم يشم رائحة الزواج.. هذا ~ وما تناولته يثبت العكس حتى لو تجاوزنا عن الفراهيدي تناولا لغيره سنجد من عانى من زوجته التي أصبحت أداة تنغص عليه مشروعه العلمي..
حسب اعتقادي أن لو كانت هنلك نسبة صحة لمثل هكذا مثل فهي تعني الصبر على ما ينوش الزوجة من حاجات عزف عنها ذلك العظيم حيث اهتماماته فأنا لا أتصور أن تلك العظيمة كانت عظيمة في عمل فناجين القهوة له فتصبرها هو ذاك الذي يحسب لصالحها غالبا وفي مثل هكذا أمور
فنقول: أنْ نعم هي عظيمة حيث صابرت وأبدعت من موقِعِها كزوجة لعظيم فسهلت له الصعب وكانت معه لا عليه.. أمـّا والغيرة فهي غريزة قاتلة للمرأة عانى ما عانى منها الأزواج وهذه مشكلة تواجه أغلب من لمع نجمه
للحديث معك طعم القهوة يا سؤدة..
احترامي
سودة الكنوي
17/04/2008, 01:22 PM
أهلا سودة ومرحبا بكِ..
أثريتِ الموضوع طبعا وهذا ما يُرام ويحبذ..
يقال بأن الخليل ابن أحمد هو واضع طريقة التبويب بالحروف الأبجدية فله سبق الإختراع لهذه الطريقة التسهيلية بحثا وتقصي..
ولكن الموضوع كان من أجل تفنيد هذه المقولة ( وراء كل رجل عظيم أمرأة عظيمة )
فحقيقة التي أرى أنْ هذا المثل (لا ينزل لي من زور) أولها أنه استعمل شمول الكليّة في "كل" ونحن نعلم أن من المبدعين الكِثار من كان أعزبا ولم يشم رائحة الزواج.. هذا ~ وما تناولته يثبت العكس حتى لو تجاوزنا عن الفراهيدي تناولا لغيره سنجد من عانى من زوجته التي أصبحت أداة تنغص عليه مشروعه العلمي..
حسب اعتقادي أن لو كانت هنلك نسبة صحة لمثل هكذا مثل فهي تعني الصبر على ما ينوش الزوجة من حاجات عزف عنها ذلك العظيم حيث اهتماماته فأنا لا أتصور أن تلك العظيمة كانت عظيمة في عمل فناجين القهوة له فتصبرها هو ذاك الذي يحسب لصالحها غالبا وفي مثل هكذا أمور
فنقول: أنْ نعم هي عظيمة حيث صابرت وأبدعت من موقِعِها كزوجة لعظيم فسهلت له الصعب وكانت معه لا عليه.. أمـّا والغيرة فهي غريزة قاتلة للمرأة عانى ما عانى منها الأزواج وهذه مشكلة تواجه أغلب من لمع نجمه
للحديث معك طعم القهوة يا سؤدة..
احترامي
نعم يا أستاذ أحمد لقد أردت فقط تبرئة ساحة زوجة الفراهيدي رحمه الله
حتى لا يظلمها التاريخ..
و إلصاق التهمة بزوجة الليث كما صحّ عن الرواة...
بالطبع هذه العبارة ليست صحيحة 100% بل تعتمد على مدى تفهم تلك المرأة و رقي تفكيرها
بل أن بعضهم أخذها من وجهة نظر أخرى،،
و تناول ما حفل به التاريخ السياسي من علاقات بين الرؤساء و السياسيين و بين(....)
بمعنى (وراء كل ممن ذُكرت أسماؤهم في الكتاب قصة مع امرأة)
-الكلام حمَّال أوجه-
و قد قرأت منذ زمن كتاباً بهذا الخصوص و لكن للأسف فقد محت الذاكرة اسمه فضلا عن اسم مؤلفه...
عموماً أنا ضد هذه المقولة المأثورة و أخالفها تماماً لأن المرء قد يصنع مجده و زوجته ساهية لاهية بل
ممكن أن تكون مثبطة محبطة..
فقد حُكي لنا أو سمعنا عن طالب في مرحلة الدراسات العليا (صنعت معه زوجته نفس ما صنعته زوجة الليث فأحرقت له مسودة الأطروحة
و القرصCD المخزن عليه نسخة البحث، لسبب تافه أنه منشغل عنها بسبب الرسالة..
و قد يكون وراء كل عظيم امرأة مقهورة مركونة على الرف تعاني إهمال زوجها و غيابه و سفرياته و انقطاعه
بالساعات و ترك شئون المنزل و الأولاد على عاتقها فتعيش مظلومة مصلوبة على خشبة البيت و الأولاد على حساب عظمته و إنجازه..
و من وجه آخر قد تكون زوجة متفهمة تعين زوجها على الإنجاز بصبر و تهيء له أسباب الراحة و الجو الملائم للعطاء...
و اسأل مجرب...
/
/
/
من الأمور الطريفة التي قد تثري النقاش -و الحديث بمثله يذكر- قصيدة طريفة ضاحكة فكاهية
للشاعر أحمد سالم با عطب و التي تروي شيئاً من معاناة بعض المثقفين و محترفي الأدب و الشعر سواء مع الناس أو داخل البيت..
قرأتها ذات اطلاع في كتاب (قصائد ضاحكة للدكتور الفاضل و الشاعر و الداعية طيب الذكر أستاذنا / ناصر بن مسفر الزهراني)
و هو كتاب قيم يجمع بين المتعة و الفائدة في إطار أدبي طريف و شيق..
لعلي أضيفها هنا للفائدة:
جاءت مجعّدة الجبين مزمجرهْ=شعثاء شاهرة الذراعِ مشمَّرهْ
مجنونة الكلمات ثائرة الخطى=و سلاحها في كفها ليَ مسطرهْ
قالت: حياتي في رحابك مُرّةٌ=و جوانحي نارُ عليه مسعّرهْ
أيامنا انصرمت مشنجةَ الرؤى=و رياض أحلامي بوجهكَ مقفرهْ
تمسي و تصبح للصحائف عاكفاً=تتلو سخافات الحِجى المتحجرهْ
*أبْليْتَ شعر (البحتريٍّ) دراسةً=و ( أبي نواسٍ) و (الكميت) و (عنترة)
ماذا جنيت جعلت منا مركباً=للجائحات و للمجاعةِ قنطرهْ
في كلِّ زاويةٍ أقمتَ منارةً=لَبــِناتــُها كتبٌ عتاق مقفرهْ
حجراتنا حبلى بها و جهودنا=حيرى على طرق الصلاح مبعثرهْ
ما أنت إلا دمية يُلهى بها=في سوق أربابِ الدراهم مَسْخَرَهْ
ما أنت إلا ضائعٌ في مهمهٍ=نسَّاج ألفاظٍ و بائعُ ثرثرهْ
إن سرت قال الناس إنك عالةُ=كــَلٌّ يعيش على بقايا المجزرهْ
و إذا لزمت البيت عشت محنطاً=وقطعت في الموتى لعمرك تذكرهْ
بسماتنا مشنوقة بشفاهنا=و رغائبي في سفح بؤسكَ مهدرهْ
غرفاتنا هرِمت بها جدرانها=شوهاء عارية الطلاء مجدَّرهْ
و أثاثنا لمّا وَهَتْ عزماته=جار الزمان على حماهُ فكسَّرهْ
حتى فساتيني التي أحضرتها=ليل الزفافِ على الرفوفِ مشرشرهْ
مفتاح باب المال لم يظفر به=إلا أخو قدم و صاحبُ حنجرهْ!!
هذا غريقٌ في النعيم كأنما=دنياهُ في قدميهِ من عبثٍ، كُرَهْ
و البلبل الصداح ودق سمائه=ذهبٌ تبيت به الليالي ممطرهْ
فدروبه بسَّامة من خطوهِ=و جِنانه بكرومها مخضوضرهْ
و العاشق الوله الولوع بكتبهِ=أيامه سود الجباه مكشَّرهْ
**(طوق الحمامةِ) في الصباحِ فطوره= و غداؤه(قطر الندى) و (الجمهرهْ)
صدئت حنيناً للطعامِ صحونه=و شكى لهيب الجوعِ جوف الطنجرهْ
إضاءة:
*أسماء شعراء من مختلف العصور الأدبية..
**أسماء كتب
/
/
للحديث بقية..
:rose:
إملاءات المطر
أحمد بدر
18/04/2008, 08:19 PM
مساء الورد أخت سؤدة
اليوم وقع بيدي كتاب " تاريخ العلماء النحويين " لـِ أبو المحاسن التنوخي
وقرأتُ بعض ما تناول عن الشيخ الجليل الخليل بن أحمد فتذكرتُ موضوعنا
قلتُ: لا ضير من نقله هنا للفائدة فهي فرصة قد لا تتكرر لسبب أننا وبصراحة لا نولي اهتماما لهؤلاء العلماء بقدر ما نولي اهتماما أكبر لما نكتب..
قال عنه أبو المحاسن التنوخ:-
هوَ الخليل بن أحمد الأزدي
أخذ علم النحو عن أبي عمرو بن العلاء.
واخترع علم العروض، ومعرفة أوزان أشعار العرب.
ويقال أيضا: إنه نظر في علم النجوم، وفهمه، فلم يحمده، وقال رحمه الله:
أبْلِغَا عَنِّيَ الْمُنجِّم أنِّي = كافِرٌ بالَّذِي قَضتْهُ الْكواكبْ
عَالِمٌ أنَّ ما يكونُ مِنَ الأمْ = رِ قَضَاءٌ مِنَ المُهَيْمِنِ وَاجِبْ
وله قطع مختارة، فمنها ما خاطب به أخاه، وكان أنكر عليه حالاً رآها منه، فقال، رحمه الله تعالى:
لَوْ كُنْتَ تَعْلَمُ مَا أقُولُ عَذَرْتَنِي = أوْ كُنْتُ أفْهَمُ ما تقولُ عَذَلْتُكَا
لكِنْ جَهِلْتَ مَقَالَتِي فَعَذَلْتَنِي = وَعَلِمْتُ أنَّكَ جاهِلٌ فَعَذَرْتُكَا
وقال أيضاً، عفا الله عنه:
عَذَلْتَ علَى ما لَوْ عَلِمْتَ بِقَدْرِهِ=بَسَطْتَ مَكَانَ اللَّوْمِ والعَذْلِ مَنْ عُذْرِي
جَهِلْتَ وَلَمْ تَعْلَمْ بأنَّكَ جَاهِلٌ = فَمَن لِي بِأَنْ تَدْرِي بأَنَّك لا تَدْرِي
وقال أيضا، رحمه الله:
عُذْرُكَ عِنْدَ رَبِّكَ مَبْسُوطُ = وَالذَّنْبُ عَنْ مِثْلِكَ مَحْطُوطُ
لَيْسَ بِمَسْخُوطٍ فِعَالُ امرئٍ = كُلُّ الَّذِي يَفْعَلُ مَسْخُوطُ
وروى أبو بكر ابن الأنباري، أظنه عن أبيه، عن علي بن نصر الجهضمي، قال: ورد الخليل بن أحمد - ويقال: إنه لم يسم في الإسلام قبله أحمد - إلى سليمان بن حبيب بن المهلب، إلى الأهواز، وكان صديقاً له، فأقام عنده مدَّة، فكتب رقعة وانصرف، فلم يجده عند ظنه به، فكتب رقعة، وكان في الرقعة:
وَرَدَ العُفاةُ المُعْطِشُونَ فأَصْدَرُوا = رِيًّا وطابَ لهم لَدَيْكَ الْمَشْرَعُ
ووَرَدْتُ دونَك ظامِياً مُتَدَفِّقاً = فردَدْتَ دَلْوِي شَنُّها يَتَقَعْقَعُ
وأَرَاكَ تُمْطِرُ جَانِباً عن جَانِبٍ = وفَضاءُ أرْضِي مِن سَمائِكَ بَلْقَعُ
أَلِحُسْنِ مَنْزِلَتِي تُؤَخِّرُ حاجَتِي = أم ليس لي فيهِ بِخَيْرٍ مطْمعُ
وكتب إليه:
أَبْلِغْ سليمان أنِّي عنه في سَعَةٍ ... .................
الأبيات، وسنذكرها بكمالها.
وروى ابن الأنباري أيضا، أن سليمان بن حبيب أهدى إليه هدية لم يرضها، فكتب إليه:
أَهْدَى إليَّ أبو أَيُّوبَ فَاكِهَةً =مِن أَرْضِ سَنْدَانَ يا للهِ مِن طُرَفِ
هَدِيَّةٌ لم تكُنْ عندِي بفائِدةٍ =ولا هَدايَا ذَوِي الإنْعامِ والشَّرَفِ
وله أيضا:
يا زَلَّةً يُكْثِرُ الشَّيْطانُ إنْ ذُكِرتُ =منها التعجب جاءت من سليمانا
لا تَعْجَبُوا أن يَزِلَّ الخَيْرُ عن يَدِهِ =الْكوكبُ النَّحْسُ يسْقِي الأرْض أحْياناً
وغير ابن الأنباري يقول: إن سليمان بن علي الهاشمي كتب إليه يستدعيه، وبعث إليه بمال وفاكهة، ورد المال، وكتب إليه بهذه الأبيات:
أبْلِغْ سليمانَ أنِّي عنه في سَعَةٍ =وفي غِنىً غيرَ أنِّي لستُ ذا مال
شُحًّا بنَفْسِيَ إنِّي لا أَرَى أحَداً = يَمُوتُ هَزْلاً ولا يَبْقَى علَى حَالِ
فالرِّزْقُ عَن قَدَرٍ لا العَجْزُ يَنْقُصُهُ = ولا يَزِيدُك فيه حَوْلَ مُحْتالِ
وإنَّ بينَ الْغِنَى والفَقْرِ مَنْزِلَةً = مَوْصُوَلةً بجَدِيدٍ ليس بالْبالِي
والفقرُ في النَّفسِ لا في المالِ تَعْلَمُهُ=ومِثْلُ ذاك الغِنَى في النَّفْسِ لا المالِ
والصَّبْرُ يُعْقِبُ خَيْراً إن قَنَعْتَ به = والحِرْصُ يَدْعُو إلى فَقْرٍ وإذْلالِ
ولم يُختلف في زهده.
ويروى أن صديقاً له ولي ولاية، فكتب إليه: الحق بي. فجاء الرسول وهو يأكل كسرة،
فقال: قل له: أما دمت أصبر على الكسرة فلست أبلغك.
وأنشده يقول:
قد صَاغَةُ اللهُ مِن مِسْكٍ ومِن ذَهَبٍ = وصاغَ رَاحَتَهُ مِن عَارِض هَطِلِ
وله " كتاب في العروض " ، وكتاب " العين " .
وهو أول من صنف اللغة على حروف المعجم.
قال الشاعر يعني ابن دريد، لما عمل كتابه المعروف " الجمهرة " :
وهْوَ كتابُ العَيْنِ إلاَّ ... أنَّه قد غَيَّرَهْ
في أبيات تركناها.
وتُوفي الخليل سنة سبعين ومائة، وقد قيل: سنة خمس وسبعين ومائة.
وقال الجاحظ: له " كتاب في الألحان " .
من شعره، يذكر كتابي عيسى بن عمر:
ذَهَبَ النَّحْوُ جمِيعا كُلُّهُ = غير ما أحْدث عيسى بنُ عُمرْ
ذاكَ إكْمالُ وهذا جامِعٌ =وهما للِنَّاسِ شمْسٌ وقمرْ
وكان يقال لأحدهما " المكمل " ، والآخر " الجامع " .
ويروى أنه دخل على المنصور، فقال له المنصور: قد قلت بيتاً فأجزه.
فقال: وما هو؟ فقال:
أدَرْتُ الهَوَى حتَّى إذا صارَ كالرَّحَى = جعلتُ مَحَلَّ القَلْبِ في مَوْضِع القُطْبِ
فأطرق ساعة، ثم قال:
فلمَّا جَعَلْتُ القلبَ تحتَ رَحَى الْهَوَى = نَدِمْتُ وصارَ القلبُ في مَوْضِعٍ صَعْبِ
فأمر له بجائزة. إنتهى كلامه رحمه الله
أما وانتِ يا سودة فقد اتفقتِ معي على الباطل الذي المّ بمعنى المثل..
ولو كان صحيحا لكان العكس أصح خصوصا والشرقية بدون وازع ودافع من البيت لا تنتشر إلا على مضض
تحياتي لكِ كريمتي
سودة الكنوي
18/04/2008, 08:51 PM
لقد وقعنا على لحم!
ما كل هذا الثراء!
نعتزم إنشاء موضوع عن القراءة و الكتب قريباً بإذن الله
و نحتاج لترددك الدائم و( موسوعيتك) الظاهرة..
سأعود
/
/
/
/
فالحديث قد طاب جناه..
أحمد العراقي
20/04/2008, 04:13 PM
السلام عليكم ..
الحقيقة أنا اتتبع كتاباتكم ففيها الكثير من الفائدة.. بودي ان اضيف قصة هنا(ميلودراما) تعقيبا على موضوع الاخ احمد البصري:
شيخ ورع وتقي يذهب الى المسجد فيصلي ويلقي بعض الدروس ويجيب عن بعض الاسئلة.. وما برح يتكلم عن زوجته في تقاها وعلمها واطاعتها وكان يحمد الله كثيرا على هذه النعمة..
ويُذكر ان لدى الشيخ مكتبة عامرة في البيت في شتى العلوم ولان بصره اخذ بالوهن كانت زوجته تقرأ له فكانت الفائدة مشتركة بينه وبين الزوجة.. تفقهت الزوجة كثيرا من القراءة لدرجة انه كان يستشيرها..
ذات يوم وفي المسجد قال له احد الشيوخ .. تعال نختبر زوجتك.. فأرسلوا شخصا اليها مع بعض المال وقال لها.. زوجك يبلغك السلام وهو سيغيب بضعة ايام لانه تزوج بأمرأة أخرى وهذا المال بعثه اليكِ لسد احتياجاتكِ لحين عودته...
صرخت الزوجة بوجه الرجل ورمت النقود بوجهه وقالت..
قل له لا يعود الى هنا أبدا.. ثم قامت وحرقت المكتبة بما فيها طبعا بالاضافة الى تكسير اغراض البيت
عاد الشيخ مسرعا ودُهش مما رأى.. قال لها:
كنت اتصور أي شيء الا حرق المكتبة فالاغراض لكِ وأنتِ حرة التصرف بها أما المكتبة فلا فهي للاخرين ولو أني لو شككت لحظة واحدة بفعلتكِ هذه ما أقدمت على القبول بأختبارك
والقصص كثيرة على هذا المنوال.. ومثلما قالت الاستاذة سودة.. ليس كل النساء على هذه الشاكلة
أنما أحببت أضافة شيء لموضوع النقاش
دمتم بود
سودة الكنوي
22/04/2008, 01:06 PM
السلام عليكم ..
الحقيقة أنا اتتبع كتاباتكم ففيها الكثير من الفائدة.. بودي ان اضيف قصة هنا(ميلودراما) تعقيبا على موضوع الاخ احمد البصري:
شيخ ورع وتقي يذهب الى المسجد فيصلي ويلقي بعض الدروس ويجيب عن بعض الاسئلة.. وما برح يتكلم عن زوجته في تقاها وعلمها واطاعتها وكان يحمد الله كثيرا على هذه النعمة..
ويُذكر ان لدى الشيخ مكتبة عامرة في البيت في شتى العلوم ولان بصره اخذ بالوهن كانت زوجته تقرأ له فكانت الفائدة مشتركة بينه وبين الزوجة.. تفقهت الزوجة كثيرا من القراءة لدرجة انه كان يستشيرها..
ذات يوم وفي المسجد قال له احد الشيوخ .. تعال نختبر زوجتك.. فأرسلوا شخصا اليها مع بعض المال وقال لها.. زوجك يبلغك السلام وهو سيغيب بضعة ايام لانه تزوج بأمرأة أخرى وهذا المال بعثه اليكِ لسد احتياجاتكِ لحين عودته...
صرخت الزوجة بوجه الرجل ورمت النقود بوجهه وقالت..
قل له لا يعود الى هنا أبدا.. ثم قامت وحرقت المكتبة بما فيها طبعا بالاضافة الى تكسير اغراض البيت
عاد الشيخ مسرعا ودُهش مما رأى.. قال لها:
كنت اتصور أي شيء الا حرق المكتبة فالاغراض لكِ وأنتِ حرة التصرف بها أما المكتبة فلا فهي للاخرين ولو أني لو شككت لحظة واحدة بفعلتكِ هذه ما أقدمت على القبول بأختبارك
والقصص كثيرة على هذا المنوال.. ومثلما قالت الاستاذة سودة.. ليس كل النساء على هذه الشاكلة
أنما أحببت أضافة شيء لموضوع النقاش
دمتم بود
مداخلة طريفة..
لقد أفسد الناصحون على الشيخ سعادته :D
نأخذ من هذه القصة العبر و نستخلص منها نقطتين مهمتين:
- فضيلة الحكمة و التريث و عدم التسرع في اتخاذ القرارات
- أخذ النصح و المشورة من العقلاء و أصحاب الرأي السديد فقد قال أبو تراب علي كرم الله وجهه:
(رأي العاقل ينجي و رأي الجاهل يردي)
و لكن (سبق السيف العذل) و كان الله في عون الشيخ و عوضه عن كتبه خيراً
همسة:
على كل زوج أن يضع مقتنياته الثمينة في حرزها ، قبل أن يغضب زوجته
لا سيما إذا كان الأمر متعلقاً بالغيرة..
: )
أحمد العراقي أمتعتنا بقصة الشيخ الممتحِن...
/
/
/
للحديث بقية
:rose:
إملاءات المطر
vBulletin® v3.8.8 Beta 1, Copyright ©2000-2024, Jelsoft Enterprises Ltd.