جمعة الفاخري
25/05/2008, 04:04 PM
ـ عصافيرُ الطفولةِ لا تبرحُ أغصانَ الذَّاكِرَةِ ، إِنَّهَا تنقرُ فوقَ الأبوابِ الموصدةِ .. مذكِّرةً بأنَّ ثمَّة صباحاً جميلاً لا يُوَارِبُ وجهَهُ للمساءَاتِ الرماديَّةِ !؟ وثمَّة فرحاً بهيًّا لا يديرُ ظهرهُ للعبقِ الربيعِ الآتي من هناكَ ..
ـ سأكدِّسُ ظلِّي على بابِ الظهيرةِ .. وأصلُبُهُ على خاصرَةِ المساءِ الشاحبِ شبحاً .. وأسألُ الليلَ محوَهُ بهدوءٍ معتمٍ ..!؟
ـ مُكَابِرٌ ظِلِّي السقيمُ .. إِنَّهُ يقفُ منغرساً في خاصرةِ الظهيرةِ اللاهبَةِ ، ينتصبُ مغروراً متحدِّياً الريحَ والشمسَ في صلفٍ بليدٍ ..!
ـ ظلَّي الْمُكَابِرُ هَرِبَ منَ الشَّمْسِ الدفيئَةِ ليقفَ بعيداً عني مقروراً في المسَاءِ الصَّقِيْعِ ..!
ـ مسكينٌ ظلِّي البليدُ .. سَتَكْسِرُهُ انحناءاتي .. وسيمسخُهُ المساءُ العصيُّ .. مُرْسِلاً إيَّاهُ إلى مزابلِ الظلامِ القمئِ ..!
ـ آهٍ لو تمنحيني هَامِشاً صغيراً للحريِّةِ لأثبتَ لكِ إنني مُدْمِنُ العيشِ في أسرِكِ .. !
ـ آهٍ يا قلبيَ الكفيفَ .. كيفَ سأقنِعُكَ أَنَّ النظراتِ التي تقودُكَ إليها عميَاءُ .. والخطواتِ نحوَهَا بلا ذاكرةٍ .. وعكَّازَ الشَّوْقِ إليها يستدرِجُكَ إلى مهاوي الجنوحِ الرهيبِ..!
ـ العاشِقُ لا يرضى بالقليلِ .. ولا يقنعُهُ الكثيرُ .. ياللانفلاتاتِ الرَّعْناءِ تَسِيْلُ بهِا نفوسُ العاشقينَ ..!؟
ـ ككلِّ الكائنَاتِ تُولدُ القصائدُ عاريةً.. لكنَّها تولدُ عَاقِلَةً مُكْتَمِلَةَ النُّضُوْجِ .. لذلكَ تستحي أن تكشفَ عورتَهَا على الملأِ .. أن تولدَ في حضرةِ العيونِ الظمياءِ المتربِّصَةِ بها بعُريِّها القدسيِّ ..
ـ اللِّيلُ الذي خبَّأ وجهَهُ في عينيكِ مطلوبٌ لشرطَةِ الصَّباحِ .. فاطلبي العونَ منَ وَجْهِكَ كي يُصْرِفَهُم عن مساكِبِ الضوءِ ..
ـ ابتسامَتُكُ رِشْوَةٌ مُبَاحَةٌ لقلبي .. تُنْبِتُ فيهِ ألفَ ربيعٍ .. وتزرعُ فيهِ ألفَ غَيْمَةٍ .. وتؤسِّسُ فيهِ ألفَ حلمٍ.. وتُوَشْوِشُهُ بألفِ وعدٍ خصيبٍ قريبٍ .. أمَّا نبضي فَرِشْوَةٌ محرَّمةٌ لحبٍّ يَرُشُّني بِسَعِيْرِهِ ، وَيَرْشُوْني بأشواقٍ حارقةٍ مارقةٍ ..!؟
ـ حينَ باتَ النَّاسُ يُدَارونَ أجسادَهم عن لقائهِ قرَّرَ المطرُ ألاَّ يعودَ لعناقِهِمْ على الأرضِ مجدَّداً ، مكتفياً بإرسالِ رذاذِهِ الخجولِ برقيَّاتِ اعتذارٍ عن غيابِهِ القصريِّ المبرَّرِ ..!
ـ أَرْنَبُ اللَّغَةِ تفرُّ أمامَ سِهَامِ المعاني .. تفلتُ مني كلَّ مرَّةِ .. تنكرني في صحراءِ الأبجديَّةِ الشَّاسِعَةِ .. أتوسَّلُ حرفاً واحداً .. حرفاً أعرجَ ينزفُ عجزاً .. ينقذُ وقوفيَ الأبلَهَ أمامَ عسرِ ولادَةِ المعنى .. أستعطفُ حرفاً واحداً يحفظُ هيبَتَةَ كلمَاتي وهي تتهاوَى أمامَ بلاغَةِ حسنِكِ الجهورِ .. أستجدي أبجديَّاتِ الدنيا حرفاً واحداً فلا يجئُ .. يا لَحِقْدِ الحروفِ اللَّئيمةِ .. يالفشلي في البلاغَةِ المعجزةِ .. !
ـ لأني لا أعرفُ ما سأقولُ سأتركُ القلمَ المخمورَ بعطرِها يروي لكم تفاصيلَ الاشتيَاقِ ..
ـ آهٍ يا امرأةً تغتصبُ الفرحَ والحزنَ والحضورَ والغيابِ .. حضورُكِ يُوَطِّنُ في القلبِ ألفَ ربيعٍ .. غِيَابَكِ يفتحُ الجرحَ على مصاريعِهِ .. يجتثُّ خمائلَ الأملِ ، وينيمُ الحياةَ على أضغاثِ انكسارٍ مقيتٍ..!
ـ حاولْتُ أن أبتعدَ عنكِ .. كانتِ المسافةُ تضيعُ من قدميَّ .. وصوتي يفارِقُني مُنَادِياً إِيَّاكِ .. وَعِطْرِي يَخُوْنِني فلا يعَّطرني ..
ـ السَّرَابُ ينصبُ شِراكَهُ للعطشى .. الشمسُ تجفِّفُ آخرَ بلَّةِ رمقٍ .. وآخرَ حبَّةِ عرقٍ مُشْتَرِكَةً في مُؤَامَرَةِ المواتِ الْقَمَيْءِ ..!
ـ عاهرٌ هذا السرابُ .. فهو يدنو لعيونِهمِ العطشى .. ثمَّ يبتعدُ عن متناولِ رِيِّهم المبتغى ..
السَّرَابُ ينتدبُكَ ضحيَّةً للعبتِهِ القذرَةِ .. يصطفيكَ لتشاركَهُ لعبَهُ الدمويَّ .. يقترحُ أنْ يجفِّفَ قلبَكَ .. أن ينشِّفَ الدمَ في عروقِكَ .. أن يُشْنِقَكَ ببريقِ أملٍ كذوبٍ .. على حَدِّ المواعيدِ
.. سفَّاحٌ هذا السَّرَابُ المقيتُ .. فالبسْ لسفرِ الأمنيَاتِ الفجَّةِ كفنَ الاندفاعِ ..
ـ للهوى بابانِ كبيرانِ .. عينَاكِ ..
ـ للحبِّ أبوابٌ كثيرةٌ .. عيناكِ .. ابتسامتُكِ .. وجنتاكِ..
ـ للحبِّ ألف بابٍ رموشكِ ..
ـ كلَّما حاولْتُ أن أكتبَ عنكِ قصيدةً يُبَاغتني عِطْرُكِ من أوَّلِ حرفٍ فينسيني حروفَ الأبجديَّةِ ...!
ـ يُشْبِهُنِي هذا الصمتُ فهو يئزُّ بذكراكِ ..!
ـ تُشُبِهُنِي هذهِ الوحدَةُ فهي تسلمُ ذاكرتَهُ لوجهِكِ ..
ـ يُشُبِهُنِي هذا الغيابُ فهو يستأجرُ حلماً يشي بِكِ لقلبيِ.
ـ يُشبهُنِي هذا المنفى فهو يطوِّقُ قلبي بعطرٍ من ذكراكِ ..
ـ وهذا الوطنُ يُشْبهني فهو يعصمُ قلبي من انفطارِ النَّسْيَانِ على مَصَاطَبِ الألمِ الحقودِ..!
ـ يا امرأةً أفسدَتْ طبائعَ الرَّبيعِ ؛ فجعلتَهُ يُعَدِّلُ مزاجَهُ الملوَّنَ على طيفِ خدَّيكِ ، ويأمرُ ورودَهُ بالابتسَامِ كشفتيكِ .. وبالانغمَاسِ في اللِّيلِ البهيمِ كما عينَاكِ..!
ـ طائرُ الحبِّ الذي طارَ بقلبي نثرَ ريشَهُ في الفضاءِ فأمطرَتْ ورداً وفراشاتٍ ونحلاً .. وفي الصباحِ الوضئِ صَرَّحَ الرَّبيعُ بأنَّ ثمَّةَ استثناءً مثيراً ترتكبُهُ النَّبْضَاتُ في وَضْحِ القصيدةِ ..
ـ القلبُ الذي يَهْذِي بحبِّكِ لم تُلْجِمْهُ الهزَائِمُ ، فلقد ظَلَّ يُؤَوِّلُ الغيَابَ بحضورٍ ذهبيٍّ مزدهرٍ ..!
ـ قد أصبحُ أنا الأسيرُ شاعراً .. لو تمنحُني عَيْنَاكِ فرصةً للهربِ منهما ... إليهما ..!
ـ على يمينِ الفجرِ انطلقَ الصباحُ ضاحكاً .. على شمالِ الفجرِ جلسَ الليلُ يبكي..!alfakhrey@yahoo.com
ـ سأكدِّسُ ظلِّي على بابِ الظهيرةِ .. وأصلُبُهُ على خاصرَةِ المساءِ الشاحبِ شبحاً .. وأسألُ الليلَ محوَهُ بهدوءٍ معتمٍ ..!؟
ـ مُكَابِرٌ ظِلِّي السقيمُ .. إِنَّهُ يقفُ منغرساً في خاصرةِ الظهيرةِ اللاهبَةِ ، ينتصبُ مغروراً متحدِّياً الريحَ والشمسَ في صلفٍ بليدٍ ..!
ـ ظلَّي الْمُكَابِرُ هَرِبَ منَ الشَّمْسِ الدفيئَةِ ليقفَ بعيداً عني مقروراً في المسَاءِ الصَّقِيْعِ ..!
ـ مسكينٌ ظلِّي البليدُ .. سَتَكْسِرُهُ انحناءاتي .. وسيمسخُهُ المساءُ العصيُّ .. مُرْسِلاً إيَّاهُ إلى مزابلِ الظلامِ القمئِ ..!
ـ آهٍ لو تمنحيني هَامِشاً صغيراً للحريِّةِ لأثبتَ لكِ إنني مُدْمِنُ العيشِ في أسرِكِ .. !
ـ آهٍ يا قلبيَ الكفيفَ .. كيفَ سأقنِعُكَ أَنَّ النظراتِ التي تقودُكَ إليها عميَاءُ .. والخطواتِ نحوَهَا بلا ذاكرةٍ .. وعكَّازَ الشَّوْقِ إليها يستدرِجُكَ إلى مهاوي الجنوحِ الرهيبِ..!
ـ العاشِقُ لا يرضى بالقليلِ .. ولا يقنعُهُ الكثيرُ .. ياللانفلاتاتِ الرَّعْناءِ تَسِيْلُ بهِا نفوسُ العاشقينَ ..!؟
ـ ككلِّ الكائنَاتِ تُولدُ القصائدُ عاريةً.. لكنَّها تولدُ عَاقِلَةً مُكْتَمِلَةَ النُّضُوْجِ .. لذلكَ تستحي أن تكشفَ عورتَهَا على الملأِ .. أن تولدَ في حضرةِ العيونِ الظمياءِ المتربِّصَةِ بها بعُريِّها القدسيِّ ..
ـ اللِّيلُ الذي خبَّأ وجهَهُ في عينيكِ مطلوبٌ لشرطَةِ الصَّباحِ .. فاطلبي العونَ منَ وَجْهِكَ كي يُصْرِفَهُم عن مساكِبِ الضوءِ ..
ـ ابتسامَتُكُ رِشْوَةٌ مُبَاحَةٌ لقلبي .. تُنْبِتُ فيهِ ألفَ ربيعٍ .. وتزرعُ فيهِ ألفَ غَيْمَةٍ .. وتؤسِّسُ فيهِ ألفَ حلمٍ.. وتُوَشْوِشُهُ بألفِ وعدٍ خصيبٍ قريبٍ .. أمَّا نبضي فَرِشْوَةٌ محرَّمةٌ لحبٍّ يَرُشُّني بِسَعِيْرِهِ ، وَيَرْشُوْني بأشواقٍ حارقةٍ مارقةٍ ..!؟
ـ حينَ باتَ النَّاسُ يُدَارونَ أجسادَهم عن لقائهِ قرَّرَ المطرُ ألاَّ يعودَ لعناقِهِمْ على الأرضِ مجدَّداً ، مكتفياً بإرسالِ رذاذِهِ الخجولِ برقيَّاتِ اعتذارٍ عن غيابِهِ القصريِّ المبرَّرِ ..!
ـ أَرْنَبُ اللَّغَةِ تفرُّ أمامَ سِهَامِ المعاني .. تفلتُ مني كلَّ مرَّةِ .. تنكرني في صحراءِ الأبجديَّةِ الشَّاسِعَةِ .. أتوسَّلُ حرفاً واحداً .. حرفاً أعرجَ ينزفُ عجزاً .. ينقذُ وقوفيَ الأبلَهَ أمامَ عسرِ ولادَةِ المعنى .. أستعطفُ حرفاً واحداً يحفظُ هيبَتَةَ كلمَاتي وهي تتهاوَى أمامَ بلاغَةِ حسنِكِ الجهورِ .. أستجدي أبجديَّاتِ الدنيا حرفاً واحداً فلا يجئُ .. يا لَحِقْدِ الحروفِ اللَّئيمةِ .. يالفشلي في البلاغَةِ المعجزةِ .. !
ـ لأني لا أعرفُ ما سأقولُ سأتركُ القلمَ المخمورَ بعطرِها يروي لكم تفاصيلَ الاشتيَاقِ ..
ـ آهٍ يا امرأةً تغتصبُ الفرحَ والحزنَ والحضورَ والغيابِ .. حضورُكِ يُوَطِّنُ في القلبِ ألفَ ربيعٍ .. غِيَابَكِ يفتحُ الجرحَ على مصاريعِهِ .. يجتثُّ خمائلَ الأملِ ، وينيمُ الحياةَ على أضغاثِ انكسارٍ مقيتٍ..!
ـ حاولْتُ أن أبتعدَ عنكِ .. كانتِ المسافةُ تضيعُ من قدميَّ .. وصوتي يفارِقُني مُنَادِياً إِيَّاكِ .. وَعِطْرِي يَخُوْنِني فلا يعَّطرني ..
ـ السَّرَابُ ينصبُ شِراكَهُ للعطشى .. الشمسُ تجفِّفُ آخرَ بلَّةِ رمقٍ .. وآخرَ حبَّةِ عرقٍ مُشْتَرِكَةً في مُؤَامَرَةِ المواتِ الْقَمَيْءِ ..!
ـ عاهرٌ هذا السرابُ .. فهو يدنو لعيونِهمِ العطشى .. ثمَّ يبتعدُ عن متناولِ رِيِّهم المبتغى ..
السَّرَابُ ينتدبُكَ ضحيَّةً للعبتِهِ القذرَةِ .. يصطفيكَ لتشاركَهُ لعبَهُ الدمويَّ .. يقترحُ أنْ يجفِّفَ قلبَكَ .. أن ينشِّفَ الدمَ في عروقِكَ .. أن يُشْنِقَكَ ببريقِ أملٍ كذوبٍ .. على حَدِّ المواعيدِ
.. سفَّاحٌ هذا السَّرَابُ المقيتُ .. فالبسْ لسفرِ الأمنيَاتِ الفجَّةِ كفنَ الاندفاعِ ..
ـ للهوى بابانِ كبيرانِ .. عينَاكِ ..
ـ للحبِّ أبوابٌ كثيرةٌ .. عيناكِ .. ابتسامتُكِ .. وجنتاكِ..
ـ للحبِّ ألف بابٍ رموشكِ ..
ـ كلَّما حاولْتُ أن أكتبَ عنكِ قصيدةً يُبَاغتني عِطْرُكِ من أوَّلِ حرفٍ فينسيني حروفَ الأبجديَّةِ ...!
ـ يُشْبِهُنِي هذا الصمتُ فهو يئزُّ بذكراكِ ..!
ـ تُشُبِهُنِي هذهِ الوحدَةُ فهي تسلمُ ذاكرتَهُ لوجهِكِ ..
ـ يُشُبِهُنِي هذا الغيابُ فهو يستأجرُ حلماً يشي بِكِ لقلبيِ.
ـ يُشبهُنِي هذا المنفى فهو يطوِّقُ قلبي بعطرٍ من ذكراكِ ..
ـ وهذا الوطنُ يُشْبهني فهو يعصمُ قلبي من انفطارِ النَّسْيَانِ على مَصَاطَبِ الألمِ الحقودِ..!
ـ يا امرأةً أفسدَتْ طبائعَ الرَّبيعِ ؛ فجعلتَهُ يُعَدِّلُ مزاجَهُ الملوَّنَ على طيفِ خدَّيكِ ، ويأمرُ ورودَهُ بالابتسَامِ كشفتيكِ .. وبالانغمَاسِ في اللِّيلِ البهيمِ كما عينَاكِ..!
ـ طائرُ الحبِّ الذي طارَ بقلبي نثرَ ريشَهُ في الفضاءِ فأمطرَتْ ورداً وفراشاتٍ ونحلاً .. وفي الصباحِ الوضئِ صَرَّحَ الرَّبيعُ بأنَّ ثمَّةَ استثناءً مثيراً ترتكبُهُ النَّبْضَاتُ في وَضْحِ القصيدةِ ..
ـ القلبُ الذي يَهْذِي بحبِّكِ لم تُلْجِمْهُ الهزَائِمُ ، فلقد ظَلَّ يُؤَوِّلُ الغيَابَ بحضورٍ ذهبيٍّ مزدهرٍ ..!
ـ قد أصبحُ أنا الأسيرُ شاعراً .. لو تمنحُني عَيْنَاكِ فرصةً للهربِ منهما ... إليهما ..!
ـ على يمينِ الفجرِ انطلقَ الصباحُ ضاحكاً .. على شمالِ الفجرِ جلسَ الليلُ يبكي..!alfakhrey@yahoo.com