جمعة الفاخري
28/05/2008, 01:56 PM
ـ تَبَارىَ شاعرٌ ومجنونٌ باستعرَاضِ مُوَهِبِهِمَا .. فَقَالَ الشَِّاعرُ لِلْمَجْنُوْنِ :
خُذْ هَذَا القلبَ .. افتحْهُ .. انثرْهُ في فَضَاءِ اللهِ مطراً .. وقصيدةً .. وشعاعاً .. وأمواجَ عطرٍ .. ثمَّ اجمعْ ما يُوْرِقُ في ظلِّهِ من أنهرٍ وفراشَاتٍ وقصَائدَ وأحْلامٍ .. أرسلْهُ للسَّمَاءِ نورساً خُرافيًّا ، ثمَّ اجرِ تحتَ جناحِيْهِ .. واجمعْ في سِلالِ الرُّوْحِ مَا تَهَاطَلَ من شَغَفِ القصيدَةِ .. ما تَنَاسَلَ منهُ كَغِيْمَةٍ دَاهَمَهَا الطَّلْقُ المطيرِ..
ـ قالَ المجنونُ : خُذْ قلبي .. صَوْمَعَةً .. وَحَقْلَ قَمْحٍ .. وَمَرْجَ يَاسَمِيْنٍ .. وَمِرْآبَ أمنيَاتٍ ..
قال الشاعر : سَأُجَرِّبُ أنْ ألبسَ قلبَكَ .. لأعلمَ ـ يقيناً ـ إنَّهُ على مقاسي .. سأدَّخرُ قلبي احتياطيًّا فلعلَّ جنونَ الشعرِ يُدَاهِمُني على حِيْنَ إِيحاءٍ .. فَأُغْرِقُهُ في وَجَعِي ..!
خُذْ روحي زورقَ أشواقٍ للأمانيِّ القصيَّةِ .. وقلبي مجدافاً يتوكَّأهُ الزَّوْرَقُ لِلشَّاطِئِ الْبَعِيْدِ ..!؟
ـ أقسمُ إنَّكَ شاعرٌ عظيمٌ ..
ـ وأقسمُ أنَّكَ مجنونٌ كبيرٌ..!؟
ـ اقطعي عنِّي الماءَ والهوى والكهرباءَ .. ابقي لي نافذةً وقمراً ونجمةً .. ووردةً وعصفوراً .. فسأصنعُ صبحاً .. ومساءً حالماً وضحى أنيقاً .. وليلاً ساحراً .. سأتدبَّرُ يوماً مريحاً ..
ـ أنا أملكُ وجْهَكِ .. فماذا تملكينَ ..!؟
ـ أملكُ حبَّكَ ..!
ـ كانت تغمسُ مِرْوَدَهَا في المكحَلَةِ .. وتملأ عيناً تقيمُ فيها ليالٍ مدلهمَّةٌ ..
كان يغمدُ قلمه في محبرةٍ فاحمةٍ .. ثم يرسمُ عيناً لامرأةٍ تغمسُ مِرْوَدَهَا
في مِكْحَلَةِ أيَّامِهِ ..
كانت تلقِّن المرودَ كيف يمكنُهُ أن يتسوَّدَ فيتسلِّلُ بينَ غَابَاتِ السَّوَادِ مُسْتَحِمًّا بالضُّوءِ ، معطَّراً بالحلمِ ..
كان يلقِّنُ الحرفَ كيفَ يمكنُهُ أن يتوشَّحَ بالنورِ وإنْ كانَ السوادُ معسكراً في أعماقِهِ ..!
ـ كانت ترسمُ عينيها ، وكان يرسمُ طريقاً إليهِمَا .. كانت تدشِّنُ ليلاً فارهاً ، وكان يفتحُ قصيدةً معطَّرةً ..!
ـ الأشواقٌ ناطقٌ رسميُّ باسْمِ أعماقِنَا .. المرآةُ ناطقٌ رسميٌّ باسْمِ وجوهِنَا ..
ـ بَطَالةُ القلوبِ عَنِ العشقِ نفيٌّ قَسْرِيٌّ خَلْفَ أسوارِ الحياةِ ..
alfakhrey@yahoo.com
خُذْ هَذَا القلبَ .. افتحْهُ .. انثرْهُ في فَضَاءِ اللهِ مطراً .. وقصيدةً .. وشعاعاً .. وأمواجَ عطرٍ .. ثمَّ اجمعْ ما يُوْرِقُ في ظلِّهِ من أنهرٍ وفراشَاتٍ وقصَائدَ وأحْلامٍ .. أرسلْهُ للسَّمَاءِ نورساً خُرافيًّا ، ثمَّ اجرِ تحتَ جناحِيْهِ .. واجمعْ في سِلالِ الرُّوْحِ مَا تَهَاطَلَ من شَغَفِ القصيدَةِ .. ما تَنَاسَلَ منهُ كَغِيْمَةٍ دَاهَمَهَا الطَّلْقُ المطيرِ..
ـ قالَ المجنونُ : خُذْ قلبي .. صَوْمَعَةً .. وَحَقْلَ قَمْحٍ .. وَمَرْجَ يَاسَمِيْنٍ .. وَمِرْآبَ أمنيَاتٍ ..
قال الشاعر : سَأُجَرِّبُ أنْ ألبسَ قلبَكَ .. لأعلمَ ـ يقيناً ـ إنَّهُ على مقاسي .. سأدَّخرُ قلبي احتياطيًّا فلعلَّ جنونَ الشعرِ يُدَاهِمُني على حِيْنَ إِيحاءٍ .. فَأُغْرِقُهُ في وَجَعِي ..!
خُذْ روحي زورقَ أشواقٍ للأمانيِّ القصيَّةِ .. وقلبي مجدافاً يتوكَّأهُ الزَّوْرَقُ لِلشَّاطِئِ الْبَعِيْدِ ..!؟
ـ أقسمُ إنَّكَ شاعرٌ عظيمٌ ..
ـ وأقسمُ أنَّكَ مجنونٌ كبيرٌ..!؟
ـ اقطعي عنِّي الماءَ والهوى والكهرباءَ .. ابقي لي نافذةً وقمراً ونجمةً .. ووردةً وعصفوراً .. فسأصنعُ صبحاً .. ومساءً حالماً وضحى أنيقاً .. وليلاً ساحراً .. سأتدبَّرُ يوماً مريحاً ..
ـ أنا أملكُ وجْهَكِ .. فماذا تملكينَ ..!؟
ـ أملكُ حبَّكَ ..!
ـ كانت تغمسُ مِرْوَدَهَا في المكحَلَةِ .. وتملأ عيناً تقيمُ فيها ليالٍ مدلهمَّةٌ ..
كان يغمدُ قلمه في محبرةٍ فاحمةٍ .. ثم يرسمُ عيناً لامرأةٍ تغمسُ مِرْوَدَهَا
في مِكْحَلَةِ أيَّامِهِ ..
كانت تلقِّن المرودَ كيف يمكنُهُ أن يتسوَّدَ فيتسلِّلُ بينَ غَابَاتِ السَّوَادِ مُسْتَحِمًّا بالضُّوءِ ، معطَّراً بالحلمِ ..
كان يلقِّنُ الحرفَ كيفَ يمكنُهُ أن يتوشَّحَ بالنورِ وإنْ كانَ السوادُ معسكراً في أعماقِهِ ..!
ـ كانت ترسمُ عينيها ، وكان يرسمُ طريقاً إليهِمَا .. كانت تدشِّنُ ليلاً فارهاً ، وكان يفتحُ قصيدةً معطَّرةً ..!
ـ الأشواقٌ ناطقٌ رسميُّ باسْمِ أعماقِنَا .. المرآةُ ناطقٌ رسميٌّ باسْمِ وجوهِنَا ..
ـ بَطَالةُ القلوبِ عَنِ العشقِ نفيٌّ قَسْرِيٌّ خَلْفَ أسوارِ الحياةِ ..
alfakhrey@yahoo.com