خلود الحسّاني
03/06/2008, 07:07 AM
http://www.alamuae.com/gallery/data/thumbnails/37/1361329-8299e339d3f33486.jpg
منذ القدم ونحن لانتردد في قولنا أن( القلم ترجمان المشاعر ),لأن الأقلام ما وجدت إلا حين أدرك الإنسان أن الكتابة سواء كانت نقشاً على حجر أو رقشاً على ورق ، ماهي إلا وسيلة ولّدتها حاجة التعبير عن مكنوناته منذ اختراع أبجدية الحرف , فما لبث القلم أن تسيّد وسائل التعبير ليكون لذاته حضارة تتمثل في كونه ..
(المنبر الحر للرؤى , والصوت المتحدث عن خلجات النفس, والمرآة الصادقة للمُثل التي نوقن بها)....
ولكن اليوم وفي عصر الإنفتاح الثقافي والمعرفي والمعلوماتي لابد أن نتوقف أمام العبارة التي بين الأقواس لنتأكد من جدارتها في الرجحان على كفة ميزان الصواب فالأقلام لم تعد رسول النفس إلى مغاليق القلوب والعقول , بل فقدت جوهرية ماهيتها التي كان أساسها المصداقية , وتحولت من كونها المرآة الصافية التي تعكس ملامح النفوس كما يجب لها أن تكون إلى(أقــنــعــــة)تخبئ خلفها ملامح لنفوس مشوهه .
ما يجب أن نلتفت إليه هنا أن الملامح التي نقصد ليست ملامح الوجوه التي نطالع ظاهرها كل يوم , بل هي ملامح النفوس في بواطنها وخفاياها فذواتنا لها ملامح هي أولى بالعناية من قبلنا لأنها هي ذاتها ما سوف ينعكس ليتبلور في تكوين هويات طبائعنا وسلوكياتنا ليكون وجهنا الحقيقي الذي من خلاله نستطيع الحكم على مدى نسبة التماثل بين شخصياتنا الداخلية وملامحنا الظاهرية ..
وحين نطالع نصاً سُكبت كلماته شهداً , وتراصفت عباراته في اتزان رصين غير قابل للحشو والهنّات ولانملك معه إلا أن نتفاعل مع بواعثه ونشيد بمُثل كاتبه , فأصحاب الأقلام شخصيات درجنا على معرفة توجهم من خلال مايكتبون وعلى احترامهم حين نحاورهم , وكل ذلك نابع من أننا موقنون في دواخلنا أن القلم أقدر منا على تقويم الأخطاء التي نعجز عن تصحيحها , ولأننا نعرف عنه بأنه حين يتمازج مع صاحبه فلا نحظى إلا بنص تقاسمت فيه(الأنا والقلم) فتشاطروا سوياً لوحة التعبير في صورة متكاملة بحسب معايير القارئ وقرائته لصاحب النص من خلال ما يكتب ,ولأننا مازلنا لوقتها نردد أن القلم (مرآة )النفس البشرية ووسيلتها الأولى للتعبير عن ماهيتها ..
بيد أنه في أي لحظة خاطفة يسقط فيها القلم ( القناع)عن صاحبة فنعكس على ملامحه مرآة التقييم الذاتي فلا نرى للأسف إلا وجوهاً مشوهه استترت خلف أقنعة أقلامها لتزيف حقائقها فلا نملك إلا أن نعجب في هذه الازدواجية التي تقلدها القلم وصاحبة وعصفت بملامحه التي رسمها لنا قلمه بدقة وعلقناها له على أروقة الذائقة ,خلف هذه الأقنعة سوف نجد إما نفوس قبحت سرائرها ,أو نفوس خبثت مقاصدها ,أو نفوس إعْوجّت مسالكها فحادت عن سمو الهدف وسلامة الغاية , أو نفوس ضحلة التفكير لم يزدها علمها إلا جهلاً ولم تؤتها رفعة مكانتها إلا سقوطاً وتشظي ..
لهؤلاء إن كانوا قد مروا يوماً بدروبنا أوستجمعنا بهم ظروفنا يوماً على ساحات الفكر نقول : لا عزاء لنا في رؤية ملامحكم المشوهة وفجيعتنا في أقلامكم التي تقلدناها إحتراماً لكم في يوم ما إلا أنكم زودتمونا بالدرع الحصين الذي نواجه به أمثالكم ..... ولكن
دائماً ما نقول أن الضوء في آخر النفق , لذلك ونحن في مسيرنا في عوالم الثقافة المفتوحة لابد وأن نقابل أقلاماً من نوع آخر , أقلام فاق حسن ملامحها قدرة مرآة القلم على عكسها وتصويرها , هم ندرة استحقوا أن يكونوا بحق أرباب الفكر والقلم , لأنهم تسيدوا أهوائهم وسيسوها وفق شرائع الحق والعدل والضمير , هم بشر لهم أخطائهم والتي لاتخجل أقلامهم من عرضها بحبر المغفرة فنقرأها نحن بروح التسامح فكيف بهم حين يجوبون بنا عوالمهم ويسافرون بنا في دواخلهم , حتماً لن نجد إلا أقلاماً هي مرآة لنفوسها وإنعكاس لحقائقها , أقلام تجمّلت ملامح أصاحبها بحسن النية , وصفت بصفاء السريرة , وسلمت بسلامة المقصد ورقي الغاية وسمو الهدف .... لهؤلاء
ولهؤلاء فقط نقول .. كونوا قريبين من ذائقتنا وفكرنا وحياتنا حتى ندرك أن البشر لم يصبحوا في شرع الغاب وأن القلم مازال رسول الفكر والمرآة الصافية للنفوس , كونوا قريبين لنجدكم ونعمم وجودكم لتكونوا أمراً مشاع ....
شخصياً لم أجد على مدى مسيرة أعوام في هذا الفضاء الثقافي الرحب ممن سقطت أقنعتهم فانحسرت عن ملامحهم من الندرة إلا قلائل قد ينقصون واحداً ولا يزيدون ,ليس المهم انتمائهم إلى جمع المذكر أو إلى نون النسوة فالجمال الروحي ليس حكراً على جنس بعينه ولكن المهم أنني كنت حظيظة بلقائهم , ومازلت هناك
( أقلام .. ووجوه.. وأقنعة )
أعلم أن هناك من سيتلصص على سطوري ويصيبه الملل, وقد يستنكر ما أوردت ولكن موضوعي قد بدأ منذ كتابة أول حرف فيه فأنا لا أعترف أبداً بالمقدمات..
همسة....
التقائي بالندرة ومعرفتي بهم لا يعني أبداً أنني منهم ,فحكمنا على ذواتنا لا يكون إلا من خلال مرآة الآخرين ..
منذ القدم ونحن لانتردد في قولنا أن( القلم ترجمان المشاعر ),لأن الأقلام ما وجدت إلا حين أدرك الإنسان أن الكتابة سواء كانت نقشاً على حجر أو رقشاً على ورق ، ماهي إلا وسيلة ولّدتها حاجة التعبير عن مكنوناته منذ اختراع أبجدية الحرف , فما لبث القلم أن تسيّد وسائل التعبير ليكون لذاته حضارة تتمثل في كونه ..
(المنبر الحر للرؤى , والصوت المتحدث عن خلجات النفس, والمرآة الصادقة للمُثل التي نوقن بها)....
ولكن اليوم وفي عصر الإنفتاح الثقافي والمعرفي والمعلوماتي لابد أن نتوقف أمام العبارة التي بين الأقواس لنتأكد من جدارتها في الرجحان على كفة ميزان الصواب فالأقلام لم تعد رسول النفس إلى مغاليق القلوب والعقول , بل فقدت جوهرية ماهيتها التي كان أساسها المصداقية , وتحولت من كونها المرآة الصافية التي تعكس ملامح النفوس كما يجب لها أن تكون إلى(أقــنــعــــة)تخبئ خلفها ملامح لنفوس مشوهه .
ما يجب أن نلتفت إليه هنا أن الملامح التي نقصد ليست ملامح الوجوه التي نطالع ظاهرها كل يوم , بل هي ملامح النفوس في بواطنها وخفاياها فذواتنا لها ملامح هي أولى بالعناية من قبلنا لأنها هي ذاتها ما سوف ينعكس ليتبلور في تكوين هويات طبائعنا وسلوكياتنا ليكون وجهنا الحقيقي الذي من خلاله نستطيع الحكم على مدى نسبة التماثل بين شخصياتنا الداخلية وملامحنا الظاهرية ..
وحين نطالع نصاً سُكبت كلماته شهداً , وتراصفت عباراته في اتزان رصين غير قابل للحشو والهنّات ولانملك معه إلا أن نتفاعل مع بواعثه ونشيد بمُثل كاتبه , فأصحاب الأقلام شخصيات درجنا على معرفة توجهم من خلال مايكتبون وعلى احترامهم حين نحاورهم , وكل ذلك نابع من أننا موقنون في دواخلنا أن القلم أقدر منا على تقويم الأخطاء التي نعجز عن تصحيحها , ولأننا نعرف عنه بأنه حين يتمازج مع صاحبه فلا نحظى إلا بنص تقاسمت فيه(الأنا والقلم) فتشاطروا سوياً لوحة التعبير في صورة متكاملة بحسب معايير القارئ وقرائته لصاحب النص من خلال ما يكتب ,ولأننا مازلنا لوقتها نردد أن القلم (مرآة )النفس البشرية ووسيلتها الأولى للتعبير عن ماهيتها ..
بيد أنه في أي لحظة خاطفة يسقط فيها القلم ( القناع)عن صاحبة فنعكس على ملامحه مرآة التقييم الذاتي فلا نرى للأسف إلا وجوهاً مشوهه استترت خلف أقنعة أقلامها لتزيف حقائقها فلا نملك إلا أن نعجب في هذه الازدواجية التي تقلدها القلم وصاحبة وعصفت بملامحه التي رسمها لنا قلمه بدقة وعلقناها له على أروقة الذائقة ,خلف هذه الأقنعة سوف نجد إما نفوس قبحت سرائرها ,أو نفوس خبثت مقاصدها ,أو نفوس إعْوجّت مسالكها فحادت عن سمو الهدف وسلامة الغاية , أو نفوس ضحلة التفكير لم يزدها علمها إلا جهلاً ولم تؤتها رفعة مكانتها إلا سقوطاً وتشظي ..
لهؤلاء إن كانوا قد مروا يوماً بدروبنا أوستجمعنا بهم ظروفنا يوماً على ساحات الفكر نقول : لا عزاء لنا في رؤية ملامحكم المشوهة وفجيعتنا في أقلامكم التي تقلدناها إحتراماً لكم في يوم ما إلا أنكم زودتمونا بالدرع الحصين الذي نواجه به أمثالكم ..... ولكن
دائماً ما نقول أن الضوء في آخر النفق , لذلك ونحن في مسيرنا في عوالم الثقافة المفتوحة لابد وأن نقابل أقلاماً من نوع آخر , أقلام فاق حسن ملامحها قدرة مرآة القلم على عكسها وتصويرها , هم ندرة استحقوا أن يكونوا بحق أرباب الفكر والقلم , لأنهم تسيدوا أهوائهم وسيسوها وفق شرائع الحق والعدل والضمير , هم بشر لهم أخطائهم والتي لاتخجل أقلامهم من عرضها بحبر المغفرة فنقرأها نحن بروح التسامح فكيف بهم حين يجوبون بنا عوالمهم ويسافرون بنا في دواخلهم , حتماً لن نجد إلا أقلاماً هي مرآة لنفوسها وإنعكاس لحقائقها , أقلام تجمّلت ملامح أصاحبها بحسن النية , وصفت بصفاء السريرة , وسلمت بسلامة المقصد ورقي الغاية وسمو الهدف .... لهؤلاء
ولهؤلاء فقط نقول .. كونوا قريبين من ذائقتنا وفكرنا وحياتنا حتى ندرك أن البشر لم يصبحوا في شرع الغاب وأن القلم مازال رسول الفكر والمرآة الصافية للنفوس , كونوا قريبين لنجدكم ونعمم وجودكم لتكونوا أمراً مشاع ....
شخصياً لم أجد على مدى مسيرة أعوام في هذا الفضاء الثقافي الرحب ممن سقطت أقنعتهم فانحسرت عن ملامحهم من الندرة إلا قلائل قد ينقصون واحداً ولا يزيدون ,ليس المهم انتمائهم إلى جمع المذكر أو إلى نون النسوة فالجمال الروحي ليس حكراً على جنس بعينه ولكن المهم أنني كنت حظيظة بلقائهم , ومازلت هناك
( أقلام .. ووجوه.. وأقنعة )
أعلم أن هناك من سيتلصص على سطوري ويصيبه الملل, وقد يستنكر ما أوردت ولكن موضوعي قد بدأ منذ كتابة أول حرف فيه فأنا لا أعترف أبداً بالمقدمات..
همسة....
التقائي بالندرة ومعرفتي بهم لا يعني أبداً أنني منهم ,فحكمنا على ذواتنا لا يكون إلا من خلال مرآة الآخرين ..