مراد الساعي
07/06/2008, 01:01 AM
الإخوات والإخوة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نظراً لعدم استيعاب متصفحي لكامل القصيدة تم نسخها على متصفحين متتاليين.
تحيتي واحترامي // مراد الساعي
عودة الرُّوح
يَارِحْلةً قَبْلَ الْهُدَى بَيْنَ الدُّجَى = شَكٌ ، سَرَابٌ يْكْتَوِي كَالْجَمْرةِ
قَدْ حَارَ فِكْرٌ ، بَيْنَ أَنَّاتِ الْجَوَى = يَحْيَا بِرُوْحٍ قَدْ هَوَتْ فِي الظّلْمَةِ
مَا اخْتَارَ إِسْمَاً أَو مِيْلَادَاً أَو غَدَاً = فِي عَالَمٍ جَاءَ بِهِ مِنْ نُطْفَةِ
حِيْنَ افْتِرَاقٍ عَنْ حَيَاةٍ،مَنْ أَنَا ؟! = يَا مَنْ هَدَى ، إِهْدِ الْأَنَا حَقِيقَتِي
بَأٌسٌ حَصِيْدٌ ، وَالدُّرُوْبُ تَرْتَجِي = سُهْدَ اللَََّيالِي عَنِ وَمِيْضٍ يَهتَدِي
أَمْضِي كَأَنِّيِ هَارِبٌ فِي مَجْهَلٍ = مِنْ حِيرَةٍ تَأبَى جُفُونِي مَرْقَدِِي
صَاحَتْ ظُنُونِي ، مِنْ وَجِيْدٍ ، قَدْ كَفَى = فَالْحَقُّ بَادٍ حَوْلَنَا وَيَغتَدِي
سَلْ عَنْ يَقِينٍ بَيْنَ أَجْدَاثِ الْوَرَى = وَفِي عُيُونِ الْكَونِ نَجْوَى الْأَوْحَدِ
أَيْنَ الْمَفرَّ مِنْ صِرَاعٍ كَالرَّدَى = أَدْمَى يَقِيْنِي ، ثُمَّ أَمْسَى قَالِيَا
يَا مَنْ رَمَاكَ الْفِكْرُ سُقْمَاً كَالْفَنَى = إِلَى مَتَى تَلْقَى ظَلَامَاً بَاغِيَا
تَحْيَا شَتَاتَاً بَيْنَ شَكٍّ قَاتِلٍ = تُعَذِّبُ النَّفْسَ وَتَدْعُو دَاوِيَا
تَبْحَثُ عَنْ ذَاتٍ وَعَنْ أَسْرَارِهَا = تَرْجُو جَوَاباً تَرْتَضِيْهِ شَافِيَا
كَمْ قُلْتُ يَا نَفْسٌ لِمَا لَا نَهْتَدِي ؟ = هَذَا وُجُودٌ قَدْ أَتَى مِنْ صَنْعَةِ
شَمْسٌ وَأَقْمَار ٌ، سَمَاءٌ وَالْمَدَى =لَيْلٌ فَإِصْبَاحٌ سَرَى مِنْ آيِةِ
فِي نِسْمَةٍ أَو نَبْتَةٍ ، فِي خَلْقِنَا = سِرٌّ جَلِيْلٌ قَدْ جَرَى مِنْ قُدْرَةِ
فَالْكَونُ يَغْفُو ثُمَّ يَصْحُو طَائِعَاً = فَمَا يَكُونُ الْأَمْرُ رَهْنَ الصُّدْفَةِ
وَمَا يُحِيْطُ الْخَلْقَ عِلْمَاً قَد خَفَى = إِلإَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا يَظْلِمُ
وَمَا شَرِيْكٌ قَدْ دَنَا مِنْ مُلْكِهِ = مِنْهُ إِلَيْهِ الْأَمْرُ يَغْدُو،يَعْظُمُ
قَدْ أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ ، وَالْإِنْجِيْلَ مِنْ = حَرْفٍ تَسَامَى رَحْمَةً لا يُهْدَمُ
ثُمَّ الْهُدَى قَدْ جَاءَ فِي قُرْآنهِ = يَمْضِي بِهِ دَرْبُ الْوَرَى،وَيسْلَمُ
أَحْسَسْتُ رُوْحاً غَيْرَ رُوْحِي قَدْ سَرَتْ = بِمُهْجَتِي،تَصْفُو إِيمَانَاً،حَلَّقَتْ
عَلَى جَنَاحيِّ الرِّضَا كَنِسْمَةٍ = كَأَنَّهَا عَادَتْ إِليَّ وَاهْتَدَتْ
كَأَنَّمَا مُدَّتْ يَدٌ حَيْنَ ارْتَأَتْ = عُمْرَاً غَرِيقَاً قَدْ هَوَى ، فَأَنْقَذَتْ
ثُمَّ تَدَاعَى صَهْلُ شَكٍّ هَدْأَةً = بَينَ يَقِينِ الْحَقِّ ، ذَاتِي أَسْلَمَتْ
فَاضَتْ دُمُوعُ الْأَمْنِ تَرْوِي صَحْوَتِي = لَمَّا تَرَاءَى الْكَوْنُ حَوْلِي جَنَّةَ
أَشْهَدْتُكَ التَّوْحِيْدَ يَارَبُّ الْوَرَى = نُوْرٌ عَلَى نُوْرٍ تَسَامَى طَلْعَةَ
أَدْعُوكَ يَا رَبِّي وَنَجْوَاكَ الرِّضَا = ظَلَمْتُ نَفْسِي فَارْتَضِي لِي تَوْبةَ
رُحْمَاكَ إِنِّي طَامِعٌ فِي رَحْمَةٍ =عَلِمْتُ أَنَّ الْفَجرَ يَمْحُو الظُّلْمَةَ
يَا خَالِقَ الْجَمَالِ تَزهُو رُوْحُهُ = أَشْهَدَتَ فِيْهِ الْعَيْنَ ، بَعْضَ صَنْعِكَ
صُبْحٌ وَشمْسٌ تَزدَهِي بِنُورِهَا = فَمَا يَكُوْنُ النُّوْرُ عِنْدَ عَرْشِكَ !؟
أَبْصَارُ خَلْقٍ تَجْتَلِيْكَ بِالثَّنَا = تَفَكُّرَاً ، حَارَ بِسِرِّ مُلْكِكَ
فَكُلُّ مَا بِالْكَونِ يَسْمُو آيَةً = وَفِطْرَةً وَنِعْمَةً مِنْ فَضْلِكَ
يَا ظَاهِرَاً وَ بَاطِنَاً،يَا هَادِيَاً = قَلْبٌ مُتَيَّمٌ،بِعِشْقٍ يَخْفِقُ
لِغَيْرِكَ،الْحُبُّ يَصِيْرُ مَغْرَمَاً = وَ مَا لَهَا الرُّوْحُ سُوَاكَ تَعْشَقُ
فَاَنْتَ مَنْ أَسْقَى الدُّنا مَحَبَّةً = وَكُلُّ نَفْسٍ فِي هَوَاكَ تَغْرَقُ
بِأَبْحُرٍ تَفِيْضُ شَوْقاً هَادِراً= لِيَوْمِ لُقْيَاكَ وَقُرْبٍ يُشْرِقُ
رِضَاؤُكَ الْهَادِيْ يُنِيرُ مُهْجَةً = وَ مِنْ قُلُوْبِ النَّاسِ يَبْقَى غَارِمَا
وَحَاجَةٌ قَضَيْتُهَا بِرَحْمَةٍ = صَارَتْ غَيَاثَاً وَنَمَاءً غَانِمَا
يَا مُنْيَةَ الْعِبَادِ حِيْنَ الْمُلْتَقَى = قَلْبِي بِظِلِّ الْعَرْشِ يَحْيَا هَائِمَا
وَالنَّفْسُ تَصْبُو أَمَلَاً وَرَغْبَةً = لِرؤُيَةٍ تَغْدُو رَبِيْعَاً حَالِمَا
أَرْسَلْتَ أَدْيَانَ الْهُدَى تَهْدِي الْوَرَى = وَأَنْبِيِاءً قَد تَحَابُوا حَوْلَنَا
يَدْعُونَ رَبَّاً وَاحِدَاً فِي مُلْكِهِ = يَرْجَوْنَ إِسْلَاماً يَصُونُ نَهْجَنَا
وَيَنْذِرِونَ الْإنْسَ يَوماً آتِيَاً = وَيُخْلِصِوْنَ الدِّينَ،يُسْقِي رُوْحَنَا
فَيَقْصِدُونَ الْحَقَّ يَمْحُو بَاطِلاً = سَعْيَاً بإِخْلَاصٍ لِيَسْمُو دَرْبَنَا
يَا مَوِعِدَاً أَعَزَّ الْقَوْمَ بِالْهُدَى=فِي مَكَّةٍ كَانَ اللَّقَاءُ المْفُتَدَى
بِمَوْطِنِ الإِسْلَامِ لَاحَتْ شَمْسُنَا= وَ أَشْهَدَتْ فِي الْكَونِ رَبَّاً وَاحِدَا
وَالْمُصْطَفَى رَسُولَنَا وَنَهْجَنَا = جَاءَ بِقُرْآنٍ وَشَرْعٍ يُقْتَدَى
مُنَزَّلَاً بِرَحْمَةٍ وَنَاسِخَاً =لِكُلِّ دِيْنٍ أَو كِتَابٍ قَدْ غَدَا
مُحَمَّدٌ يَا خَاتِمَاً دِيْنَ الْوَرَى = لَمَّا دَنَوَتْ كنُتَ فَجْرَاً هَادِيَا
أَيْقَظتَ أَقمَارَ السَّما حَتَّى دَنَا = مِنْكَ السَّنَا ثُمَّ غَشَاهَا سَاقِيَا
يَانِعْمَةً سَادَتْ فَأَمْحَتْ ظُلْمَةً = حَتَّى تَرَاءَى الْبَدْرُ مِنَّا دَانِيَا
عَلَى مُحْيَّاكَ الْمُنَى تَبَسَّمَتْ = مِنْ نُورِكَ الذِي تَهَادَى رَائِيَا
تَخْطُو،فَأعْلَامُ الْهُدَى بِدَرْبِنَا = تَرنُو ، فَأَنسَامُ الرُّبَا فَوَاحِيَا
يَا مَنْ خُطَاكَ فَوْقَ قَفْرٍكَالشَّذَا = يَهفُو إِلَيْنَا عَابِقَاً وَبَاقِيَا
يَا مَنْ رَنَا،حتَّى جَثَا(رَضْوَى) لَهُ = ثُمَّ غَدَا دَرْبُ الْوَرَى مُوَالِيَا
فَمَنْ سِوَاكَ الْنُّورُ مِنْهُ قَد ضَوَى = خَيرَاً وَعَدْلَاً يَجْتَبِينَا حَانِيَا
أَثْنَىعَلَيْكَ الْحَقُّ يَا حَبِيْبَنَا = فَأَنْتَ مَنْ زَانَ الْبَرَايَا بَالْهُدَى
أَسَّسْتَ صَرْحَ الْمُسْلِمِينَ بِالتُّقَى =قَامَتْ لَكَ الْأَكْوَانُ سَعيَاً وَنِدَا
صَارَ بِكَ الْمُحَالُ،يَعْدُو،يَأْتِنَا = لَمَّا الْتَقَيْنَا بِهُدَاكَ السُّؤْدَدَا
ثُمَّ غَشَى جَوْفَ الثَّرَى تَسْبِيحُنَا = وَأَسْقَطَ الْغَيمُ وُرُودَاً وَنَدَى
يَا خَالِقَ الْأَكْوَانِ يَا رَجَاءَنَا = بَعْدَ دُهُوِرٍ مِنْ هُدَى مُحَمَّدِ
مَا زَالَ فِي الْكَونِ مَجُوْسٌ قَدْ عَثُوا = أَوْثَانُ بُوذَا ثُمَّ شِرْكٍ يَعْتَدِي
قَالُوْا ثَلَاثاً :قُلْتُ: وَيْلاً أَشْرَكُوا = سُبْحَانَكَ الْوَاحِدُ نُوراً يَغْتَدِي
هَوَتْ قُلُوبٌ وَالْتَقَتْ فِي ظُلْمَةٍ = صَمّاءَ عَنْ حَقِّ،ضَلَالاً تَرتَدِي
كَمْ مِنْ قُرُونٍ قَدْ مَضَتْ فِي غَيِّهَا = حِيْنَ ارْتَضَتْ أَصْنَامَ رِجْزٍ مَعْبَدَا
لَمْ تَرتَضِي رَبَّ السَّمَاءِ رَبَّهَا = سَارَتْ إِلَى لَيْلٍ بَهِيْمٍ كَالرَّدَى
قَالُوا إِذَا مِتْنَا وَكُنَّا بِالثَّرَى ؟! = هَلْ عَوْدَةٌ أُخْرَى وَنَلْقَى مَوْعِدَا ؟!
هَذَا مُحَالٌ أَنْ نَعُودَ بَعْدَمَا = صِرْنَا تُرَابَاً وَانْتَهَينَا عَالْمَدَى
كَمْ عَذَّبُوا،كَمْ كَذَّبُوا مِنْ رُسُلٍ = لِيُطْفِئُوا نُوْرَ الْهُدَى ثُمَّ اعْتَدُوا
مِنْ كُلِّ شَرٍّ يَحْتَسُونَ إِثْمَهُ = هَامُوا عَلَى دَرْبِ الْفَنَى لَمْ يَهتَدُوا
جَابُوا الْوُجُودَ دُوْنَ حَدٍ مَانِعٍ = فِي ظُلُمَاتِ الْجَهْلِ عَاثُوا،أَفْسَدُوا
حَتَّى تَأَلَّهُوا وَعَانَقُوا الْعِِدَا = صَاحَ لِسَانُ الْحَقِّ : تبَّاً أَلْحَدُوا
شعر: مراد الساعي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نظراً لعدم استيعاب متصفحي لكامل القصيدة تم نسخها على متصفحين متتاليين.
تحيتي واحترامي // مراد الساعي
عودة الرُّوح
يَارِحْلةً قَبْلَ الْهُدَى بَيْنَ الدُّجَى = شَكٌ ، سَرَابٌ يْكْتَوِي كَالْجَمْرةِ
قَدْ حَارَ فِكْرٌ ، بَيْنَ أَنَّاتِ الْجَوَى = يَحْيَا بِرُوْحٍ قَدْ هَوَتْ فِي الظّلْمَةِ
مَا اخْتَارَ إِسْمَاً أَو مِيْلَادَاً أَو غَدَاً = فِي عَالَمٍ جَاءَ بِهِ مِنْ نُطْفَةِ
حِيْنَ افْتِرَاقٍ عَنْ حَيَاةٍ،مَنْ أَنَا ؟! = يَا مَنْ هَدَى ، إِهْدِ الْأَنَا حَقِيقَتِي
بَأٌسٌ حَصِيْدٌ ، وَالدُّرُوْبُ تَرْتَجِي = سُهْدَ اللَََّيالِي عَنِ وَمِيْضٍ يَهتَدِي
أَمْضِي كَأَنِّيِ هَارِبٌ فِي مَجْهَلٍ = مِنْ حِيرَةٍ تَأبَى جُفُونِي مَرْقَدِِي
صَاحَتْ ظُنُونِي ، مِنْ وَجِيْدٍ ، قَدْ كَفَى = فَالْحَقُّ بَادٍ حَوْلَنَا وَيَغتَدِي
سَلْ عَنْ يَقِينٍ بَيْنَ أَجْدَاثِ الْوَرَى = وَفِي عُيُونِ الْكَونِ نَجْوَى الْأَوْحَدِ
أَيْنَ الْمَفرَّ مِنْ صِرَاعٍ كَالرَّدَى = أَدْمَى يَقِيْنِي ، ثُمَّ أَمْسَى قَالِيَا
يَا مَنْ رَمَاكَ الْفِكْرُ سُقْمَاً كَالْفَنَى = إِلَى مَتَى تَلْقَى ظَلَامَاً بَاغِيَا
تَحْيَا شَتَاتَاً بَيْنَ شَكٍّ قَاتِلٍ = تُعَذِّبُ النَّفْسَ وَتَدْعُو دَاوِيَا
تَبْحَثُ عَنْ ذَاتٍ وَعَنْ أَسْرَارِهَا = تَرْجُو جَوَاباً تَرْتَضِيْهِ شَافِيَا
كَمْ قُلْتُ يَا نَفْسٌ لِمَا لَا نَهْتَدِي ؟ = هَذَا وُجُودٌ قَدْ أَتَى مِنْ صَنْعَةِ
شَمْسٌ وَأَقْمَار ٌ، سَمَاءٌ وَالْمَدَى =لَيْلٌ فَإِصْبَاحٌ سَرَى مِنْ آيِةِ
فِي نِسْمَةٍ أَو نَبْتَةٍ ، فِي خَلْقِنَا = سِرٌّ جَلِيْلٌ قَدْ جَرَى مِنْ قُدْرَةِ
فَالْكَونُ يَغْفُو ثُمَّ يَصْحُو طَائِعَاً = فَمَا يَكُونُ الْأَمْرُ رَهْنَ الصُّدْفَةِ
وَمَا يُحِيْطُ الْخَلْقَ عِلْمَاً قَد خَفَى = إِلإَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا يَظْلِمُ
وَمَا شَرِيْكٌ قَدْ دَنَا مِنْ مُلْكِهِ = مِنْهُ إِلَيْهِ الْأَمْرُ يَغْدُو،يَعْظُمُ
قَدْ أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ ، وَالْإِنْجِيْلَ مِنْ = حَرْفٍ تَسَامَى رَحْمَةً لا يُهْدَمُ
ثُمَّ الْهُدَى قَدْ جَاءَ فِي قُرْآنهِ = يَمْضِي بِهِ دَرْبُ الْوَرَى،وَيسْلَمُ
أَحْسَسْتُ رُوْحاً غَيْرَ رُوْحِي قَدْ سَرَتْ = بِمُهْجَتِي،تَصْفُو إِيمَانَاً،حَلَّقَتْ
عَلَى جَنَاحيِّ الرِّضَا كَنِسْمَةٍ = كَأَنَّهَا عَادَتْ إِليَّ وَاهْتَدَتْ
كَأَنَّمَا مُدَّتْ يَدٌ حَيْنَ ارْتَأَتْ = عُمْرَاً غَرِيقَاً قَدْ هَوَى ، فَأَنْقَذَتْ
ثُمَّ تَدَاعَى صَهْلُ شَكٍّ هَدْأَةً = بَينَ يَقِينِ الْحَقِّ ، ذَاتِي أَسْلَمَتْ
فَاضَتْ دُمُوعُ الْأَمْنِ تَرْوِي صَحْوَتِي = لَمَّا تَرَاءَى الْكَوْنُ حَوْلِي جَنَّةَ
أَشْهَدْتُكَ التَّوْحِيْدَ يَارَبُّ الْوَرَى = نُوْرٌ عَلَى نُوْرٍ تَسَامَى طَلْعَةَ
أَدْعُوكَ يَا رَبِّي وَنَجْوَاكَ الرِّضَا = ظَلَمْتُ نَفْسِي فَارْتَضِي لِي تَوْبةَ
رُحْمَاكَ إِنِّي طَامِعٌ فِي رَحْمَةٍ =عَلِمْتُ أَنَّ الْفَجرَ يَمْحُو الظُّلْمَةَ
يَا خَالِقَ الْجَمَالِ تَزهُو رُوْحُهُ = أَشْهَدَتَ فِيْهِ الْعَيْنَ ، بَعْضَ صَنْعِكَ
صُبْحٌ وَشمْسٌ تَزدَهِي بِنُورِهَا = فَمَا يَكُوْنُ النُّوْرُ عِنْدَ عَرْشِكَ !؟
أَبْصَارُ خَلْقٍ تَجْتَلِيْكَ بِالثَّنَا = تَفَكُّرَاً ، حَارَ بِسِرِّ مُلْكِكَ
فَكُلُّ مَا بِالْكَونِ يَسْمُو آيَةً = وَفِطْرَةً وَنِعْمَةً مِنْ فَضْلِكَ
يَا ظَاهِرَاً وَ بَاطِنَاً،يَا هَادِيَاً = قَلْبٌ مُتَيَّمٌ،بِعِشْقٍ يَخْفِقُ
لِغَيْرِكَ،الْحُبُّ يَصِيْرُ مَغْرَمَاً = وَ مَا لَهَا الرُّوْحُ سُوَاكَ تَعْشَقُ
فَاَنْتَ مَنْ أَسْقَى الدُّنا مَحَبَّةً = وَكُلُّ نَفْسٍ فِي هَوَاكَ تَغْرَقُ
بِأَبْحُرٍ تَفِيْضُ شَوْقاً هَادِراً= لِيَوْمِ لُقْيَاكَ وَقُرْبٍ يُشْرِقُ
رِضَاؤُكَ الْهَادِيْ يُنِيرُ مُهْجَةً = وَ مِنْ قُلُوْبِ النَّاسِ يَبْقَى غَارِمَا
وَحَاجَةٌ قَضَيْتُهَا بِرَحْمَةٍ = صَارَتْ غَيَاثَاً وَنَمَاءً غَانِمَا
يَا مُنْيَةَ الْعِبَادِ حِيْنَ الْمُلْتَقَى = قَلْبِي بِظِلِّ الْعَرْشِ يَحْيَا هَائِمَا
وَالنَّفْسُ تَصْبُو أَمَلَاً وَرَغْبَةً = لِرؤُيَةٍ تَغْدُو رَبِيْعَاً حَالِمَا
أَرْسَلْتَ أَدْيَانَ الْهُدَى تَهْدِي الْوَرَى = وَأَنْبِيِاءً قَد تَحَابُوا حَوْلَنَا
يَدْعُونَ رَبَّاً وَاحِدَاً فِي مُلْكِهِ = يَرْجَوْنَ إِسْلَاماً يَصُونُ نَهْجَنَا
وَيَنْذِرِونَ الْإنْسَ يَوماً آتِيَاً = وَيُخْلِصِوْنَ الدِّينَ،يُسْقِي رُوْحَنَا
فَيَقْصِدُونَ الْحَقَّ يَمْحُو بَاطِلاً = سَعْيَاً بإِخْلَاصٍ لِيَسْمُو دَرْبَنَا
يَا مَوِعِدَاً أَعَزَّ الْقَوْمَ بِالْهُدَى=فِي مَكَّةٍ كَانَ اللَّقَاءُ المْفُتَدَى
بِمَوْطِنِ الإِسْلَامِ لَاحَتْ شَمْسُنَا= وَ أَشْهَدَتْ فِي الْكَونِ رَبَّاً وَاحِدَا
وَالْمُصْطَفَى رَسُولَنَا وَنَهْجَنَا = جَاءَ بِقُرْآنٍ وَشَرْعٍ يُقْتَدَى
مُنَزَّلَاً بِرَحْمَةٍ وَنَاسِخَاً =لِكُلِّ دِيْنٍ أَو كِتَابٍ قَدْ غَدَا
مُحَمَّدٌ يَا خَاتِمَاً دِيْنَ الْوَرَى = لَمَّا دَنَوَتْ كنُتَ فَجْرَاً هَادِيَا
أَيْقَظتَ أَقمَارَ السَّما حَتَّى دَنَا = مِنْكَ السَّنَا ثُمَّ غَشَاهَا سَاقِيَا
يَانِعْمَةً سَادَتْ فَأَمْحَتْ ظُلْمَةً = حَتَّى تَرَاءَى الْبَدْرُ مِنَّا دَانِيَا
عَلَى مُحْيَّاكَ الْمُنَى تَبَسَّمَتْ = مِنْ نُورِكَ الذِي تَهَادَى رَائِيَا
تَخْطُو،فَأعْلَامُ الْهُدَى بِدَرْبِنَا = تَرنُو ، فَأَنسَامُ الرُّبَا فَوَاحِيَا
يَا مَنْ خُطَاكَ فَوْقَ قَفْرٍكَالشَّذَا = يَهفُو إِلَيْنَا عَابِقَاً وَبَاقِيَا
يَا مَنْ رَنَا،حتَّى جَثَا(رَضْوَى) لَهُ = ثُمَّ غَدَا دَرْبُ الْوَرَى مُوَالِيَا
فَمَنْ سِوَاكَ الْنُّورُ مِنْهُ قَد ضَوَى = خَيرَاً وَعَدْلَاً يَجْتَبِينَا حَانِيَا
أَثْنَىعَلَيْكَ الْحَقُّ يَا حَبِيْبَنَا = فَأَنْتَ مَنْ زَانَ الْبَرَايَا بَالْهُدَى
أَسَّسْتَ صَرْحَ الْمُسْلِمِينَ بِالتُّقَى =قَامَتْ لَكَ الْأَكْوَانُ سَعيَاً وَنِدَا
صَارَ بِكَ الْمُحَالُ،يَعْدُو،يَأْتِنَا = لَمَّا الْتَقَيْنَا بِهُدَاكَ السُّؤْدَدَا
ثُمَّ غَشَى جَوْفَ الثَّرَى تَسْبِيحُنَا = وَأَسْقَطَ الْغَيمُ وُرُودَاً وَنَدَى
يَا خَالِقَ الْأَكْوَانِ يَا رَجَاءَنَا = بَعْدَ دُهُوِرٍ مِنْ هُدَى مُحَمَّدِ
مَا زَالَ فِي الْكَونِ مَجُوْسٌ قَدْ عَثُوا = أَوْثَانُ بُوذَا ثُمَّ شِرْكٍ يَعْتَدِي
قَالُوْا ثَلَاثاً :قُلْتُ: وَيْلاً أَشْرَكُوا = سُبْحَانَكَ الْوَاحِدُ نُوراً يَغْتَدِي
هَوَتْ قُلُوبٌ وَالْتَقَتْ فِي ظُلْمَةٍ = صَمّاءَ عَنْ حَقِّ،ضَلَالاً تَرتَدِي
كَمْ مِنْ قُرُونٍ قَدْ مَضَتْ فِي غَيِّهَا = حِيْنَ ارْتَضَتْ أَصْنَامَ رِجْزٍ مَعْبَدَا
لَمْ تَرتَضِي رَبَّ السَّمَاءِ رَبَّهَا = سَارَتْ إِلَى لَيْلٍ بَهِيْمٍ كَالرَّدَى
قَالُوا إِذَا مِتْنَا وَكُنَّا بِالثَّرَى ؟! = هَلْ عَوْدَةٌ أُخْرَى وَنَلْقَى مَوْعِدَا ؟!
هَذَا مُحَالٌ أَنْ نَعُودَ بَعْدَمَا = صِرْنَا تُرَابَاً وَانْتَهَينَا عَالْمَدَى
كَمْ عَذَّبُوا،كَمْ كَذَّبُوا مِنْ رُسُلٍ = لِيُطْفِئُوا نُوْرَ الْهُدَى ثُمَّ اعْتَدُوا
مِنْ كُلِّ شَرٍّ يَحْتَسُونَ إِثْمَهُ = هَامُوا عَلَى دَرْبِ الْفَنَى لَمْ يَهتَدُوا
جَابُوا الْوُجُودَ دُوْنَ حَدٍ مَانِعٍ = فِي ظُلُمَاتِ الْجَهْلِ عَاثُوا،أَفْسَدُوا
حَتَّى تَأَلَّهُوا وَعَانَقُوا الْعِِدَا = صَاحَ لِسَانُ الْحَقِّ : تبَّاً أَلْحَدُوا
شعر: مراد الساعي