طارق قاسم
10/06/2008, 02:35 AM
(بديت القصة بأول شتى
تحت الشتى..
************
في أحد الشتاءات دعوتهما لزفاف أختي،الاثنان جاءا متأخرين في نفس التوقيت ،على الباب اكتشفا أنهما جاءا لنفس السبب عندما سألا بعضهما عن الزفاف في أي من قاعات الدار يكون؟..بحثا سويا عن القاعة حتى وصلا..استقبلتهما بفرحة مضاعفة تليق بقدومهما المشترك..تركته عند مدخل قاعة الرجال ثم اصطحبتها حتى سلمتها لأمي عند مدخل قاعة النساء..بعد الفرح علمت أنهما تقابلا ثانية –صدفة كذلك- أثناء الانصراف و أنه انتظر معها حتى ركبت تاكسي العودة،بعدها عاد هو سيرا على الأقدام قاطعا ما لا يقل عن خمسة عشرة محطة بمقياسنا نحن المصريين للمسافات وهو يفكر في ملايين الأشياء الجميلة التي زخت على ذهنه بشكل مفاجىء ولطيف.
في برود مفتعل واتزان مثقب بالتشوف الواضح الذي كان يهوي من عل بطاقة اكبر من كل أطنان الالتواء والتخفي جعلاني-برضا تام وسعادة من جانبي- سنترالا وحامل سلامات إلى كل منهما من الآخر وكنت استشعر بهجة حقيقية بالفرح القافز من العيون والمتضوع من الصوت ،تحينت الفرص لأضعهما أمام بعضهما في احتكاك مباشر حتى أطلت واحدة عندما طلبت هي مني أن أدلها على شركة موثوقة تشتري منها (لاب توب) ،على الفور أعطيتها رقم تليفونه وأنا أسال نفسي:
*هل معقول أن ذلك الأحمق لم يخبرها عن عمله أثناء انتظار التاكسي؟
اشترت اللاب توب من الشركة التى يعمل بها وبحجة السؤال عن صحة اللاب توب وصيانته دوريا أينعت حدائق الود المرشوشة بأنداء التقدير والاعجاب المتبادلين .
وعلى حس حضرة اللاب توب أطل كل منهما من شرفة واسعة على الآخر ثم أطلا من شرفة مشتركة على الدنيا ..أطاحا في الطريق بكل جبال اختلاف الرؤى وتقييم الأشياء الناتجة عن انتماء كل منهما الى مدرسة مختلفة في التدين ،لأجلها سمع محاضرات عمرو خالد وهو المريد الشغوف لوجدي غنيم ،ولأجله ارتدت الخمار وهي التي كانت ترى لابساته معرضات عن الزينة الحلال مضيقات لما وسعت الشريعة ،لكن الصدام الذي جرف حدائق الوفاق كان بسبب واقعة الدنمارك الشهيرة..عندما سافر عمرو خالد مع آخرين إلى هناك بزعم شرح الإسلام لمن أهانوا الرسول الكريم .. الجو الصناعي المكيف الذي جلس فيه دعاتنا مع شقراوات الدنمارك غير العابئات بهم ولا بنا في ظل طناش وكبر صليبيين ،خنق التفاهم وعلى أنقاضه أخذت تمرح عفاريت الصدام والاتهام ..هو أصبح يرى فيها فقط بنتا مدللة تبحث عن التدين المودرن المنعش الذي يجمل الحياة ،وهي أصبحت لا تقرأ فيه سوى ميول التشدد ونزعات الانغلاق..كنت طوال ذلك أمارس بدأب وفزع دور المراقب المسئول عن تفسير وجهات النظر وتمكنت من تهدئة الأجواء واقناعهما بأن كل تلك الخلافات لا تستحق أن تدمر ما بينهما خصوصا وأن الأمور كانت تتجه صوب الزواج .كان واضحا أن المسألة لا علاقة لها بعمرو خالد ولا الدنمارك ولكنها فورانات وانفجارات ضرورية لتفاعل بين عنصرين من عناصر الحياة يعتزمان الاندماج في كيان مشترك..مجرد اختلاف طفيف في ترجمة بعض فقرات السيناريو من طرفين كان كل منهما حتى وقت قريب يتحدث لغة بعيدة نسبيا عن الآخر ..
مجددا هب الاستقرار عذبا شفيفا موحيا أن الأيام المقبلة دفء خالص ..لكن أهلها الذين انتظروه في الليلة المقررة لقراءة الفاتحة لم يجدوه لان الأمن انتزعه حتى من نفسه..قضى شهرا تحت التعذيب والظلام والكهرباء والإهانات ..خرج صلبا هذا صحيح لكن يبدو أن الله منحه تلك القوة ليواجه بها رفض أهلها الصارم والصارخ لاتمام الزواج ..قال لي أبوها :كيف أزوجها لمتشدد حياته في مهب الخطر؟
جاهدت كي أقنعه أن ما حدث لصديقي شرف له ولنا وشهادة من الظالمين أنه رجل في زمن الخنوع..لان الرجل بشان تلك النقطة لكنه أصر على أن حياة ابنته في ظل تلك الزيجة ستكون عذابا لأن من تضعه الحكومة في رأسها تحول حياته الى جحيم..
التقى ثلاثتنا مرارا لبحث الموقف .ابتكرنا عشرات الحيل ..وسطنا العديد من المعارف والأقارب..أمام إصرار المسكينة وجزعها صعد أبوها من لهجته واتهمها بالعقوق ثم الفجور والانحراف لأنها تخالف مشيئته بالرغبة في الزواج من شخص لا يرضى هو عنه،وفتح الدرج واستخرج كل الآيات والأحاديث الشريفة التي تتحدث عن بر الوالدين وأن زواج الفتاة بغير موافقة أهلها عهر وإغضاب للخالق..خيرها بين رضاه وبين زواجها من صديقي..كان الاختيار محسوما .
* * *
الشتاء التالي قرأ أبوها فاتحتها على محاسب يعمل في شركة محمول شهيرة وسافر صديقي لأداء العمرة بعدها مباشرة حصل على عقد للعمل بالخليج.
********
خلصت القصة بتاني شتية
تحت الشتي
تركوا بعضن)
فيروز
تحت الشتى..
************
في أحد الشتاءات دعوتهما لزفاف أختي،الاثنان جاءا متأخرين في نفس التوقيت ،على الباب اكتشفا أنهما جاءا لنفس السبب عندما سألا بعضهما عن الزفاف في أي من قاعات الدار يكون؟..بحثا سويا عن القاعة حتى وصلا..استقبلتهما بفرحة مضاعفة تليق بقدومهما المشترك..تركته عند مدخل قاعة الرجال ثم اصطحبتها حتى سلمتها لأمي عند مدخل قاعة النساء..بعد الفرح علمت أنهما تقابلا ثانية –صدفة كذلك- أثناء الانصراف و أنه انتظر معها حتى ركبت تاكسي العودة،بعدها عاد هو سيرا على الأقدام قاطعا ما لا يقل عن خمسة عشرة محطة بمقياسنا نحن المصريين للمسافات وهو يفكر في ملايين الأشياء الجميلة التي زخت على ذهنه بشكل مفاجىء ولطيف.
في برود مفتعل واتزان مثقب بالتشوف الواضح الذي كان يهوي من عل بطاقة اكبر من كل أطنان الالتواء والتخفي جعلاني-برضا تام وسعادة من جانبي- سنترالا وحامل سلامات إلى كل منهما من الآخر وكنت استشعر بهجة حقيقية بالفرح القافز من العيون والمتضوع من الصوت ،تحينت الفرص لأضعهما أمام بعضهما في احتكاك مباشر حتى أطلت واحدة عندما طلبت هي مني أن أدلها على شركة موثوقة تشتري منها (لاب توب) ،على الفور أعطيتها رقم تليفونه وأنا أسال نفسي:
*هل معقول أن ذلك الأحمق لم يخبرها عن عمله أثناء انتظار التاكسي؟
اشترت اللاب توب من الشركة التى يعمل بها وبحجة السؤال عن صحة اللاب توب وصيانته دوريا أينعت حدائق الود المرشوشة بأنداء التقدير والاعجاب المتبادلين .
وعلى حس حضرة اللاب توب أطل كل منهما من شرفة واسعة على الآخر ثم أطلا من شرفة مشتركة على الدنيا ..أطاحا في الطريق بكل جبال اختلاف الرؤى وتقييم الأشياء الناتجة عن انتماء كل منهما الى مدرسة مختلفة في التدين ،لأجلها سمع محاضرات عمرو خالد وهو المريد الشغوف لوجدي غنيم ،ولأجله ارتدت الخمار وهي التي كانت ترى لابساته معرضات عن الزينة الحلال مضيقات لما وسعت الشريعة ،لكن الصدام الذي جرف حدائق الوفاق كان بسبب واقعة الدنمارك الشهيرة..عندما سافر عمرو خالد مع آخرين إلى هناك بزعم شرح الإسلام لمن أهانوا الرسول الكريم .. الجو الصناعي المكيف الذي جلس فيه دعاتنا مع شقراوات الدنمارك غير العابئات بهم ولا بنا في ظل طناش وكبر صليبيين ،خنق التفاهم وعلى أنقاضه أخذت تمرح عفاريت الصدام والاتهام ..هو أصبح يرى فيها فقط بنتا مدللة تبحث عن التدين المودرن المنعش الذي يجمل الحياة ،وهي أصبحت لا تقرأ فيه سوى ميول التشدد ونزعات الانغلاق..كنت طوال ذلك أمارس بدأب وفزع دور المراقب المسئول عن تفسير وجهات النظر وتمكنت من تهدئة الأجواء واقناعهما بأن كل تلك الخلافات لا تستحق أن تدمر ما بينهما خصوصا وأن الأمور كانت تتجه صوب الزواج .كان واضحا أن المسألة لا علاقة لها بعمرو خالد ولا الدنمارك ولكنها فورانات وانفجارات ضرورية لتفاعل بين عنصرين من عناصر الحياة يعتزمان الاندماج في كيان مشترك..مجرد اختلاف طفيف في ترجمة بعض فقرات السيناريو من طرفين كان كل منهما حتى وقت قريب يتحدث لغة بعيدة نسبيا عن الآخر ..
مجددا هب الاستقرار عذبا شفيفا موحيا أن الأيام المقبلة دفء خالص ..لكن أهلها الذين انتظروه في الليلة المقررة لقراءة الفاتحة لم يجدوه لان الأمن انتزعه حتى من نفسه..قضى شهرا تحت التعذيب والظلام والكهرباء والإهانات ..خرج صلبا هذا صحيح لكن يبدو أن الله منحه تلك القوة ليواجه بها رفض أهلها الصارم والصارخ لاتمام الزواج ..قال لي أبوها :كيف أزوجها لمتشدد حياته في مهب الخطر؟
جاهدت كي أقنعه أن ما حدث لصديقي شرف له ولنا وشهادة من الظالمين أنه رجل في زمن الخنوع..لان الرجل بشان تلك النقطة لكنه أصر على أن حياة ابنته في ظل تلك الزيجة ستكون عذابا لأن من تضعه الحكومة في رأسها تحول حياته الى جحيم..
التقى ثلاثتنا مرارا لبحث الموقف .ابتكرنا عشرات الحيل ..وسطنا العديد من المعارف والأقارب..أمام إصرار المسكينة وجزعها صعد أبوها من لهجته واتهمها بالعقوق ثم الفجور والانحراف لأنها تخالف مشيئته بالرغبة في الزواج من شخص لا يرضى هو عنه،وفتح الدرج واستخرج كل الآيات والأحاديث الشريفة التي تتحدث عن بر الوالدين وأن زواج الفتاة بغير موافقة أهلها عهر وإغضاب للخالق..خيرها بين رضاه وبين زواجها من صديقي..كان الاختيار محسوما .
* * *
الشتاء التالي قرأ أبوها فاتحتها على محاسب يعمل في شركة محمول شهيرة وسافر صديقي لأداء العمرة بعدها مباشرة حصل على عقد للعمل بالخليج.
********
خلصت القصة بتاني شتية
تحت الشتي
تركوا بعضن)
فيروز