المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : برقية غير شعرية إلى الشعر !!


عبد الخالق الزهراني
03/08/2008, 06:37 AM
جليل القدر , عليّ المكان , فصيح اللسان , واضح المنزلة , سامي الشأن : سيدي الذي بذلتُ لهُ عقلي وحسّي , وسلّمتُهُ طوعاً قياد نفسي , وجرّدت لأجلهِ صقيل الأفهام , وأشرعتُ لهُ سهام الأقلام , فكنتُ لهُ كما يجِبُ أنْ يكون الحبيبُ لحبيبهِ , والصفيّ لصفيّهِ , والنديمُ لنديمِه ,,,
سيدي الذي أظهر ما كنتهُ روحي من شعور
وكشف ما سترتُهُ من أسرارٍ على مرّ الدهور
وأبى إلاّ أنْ أكونَ واضِحاً حتى عند غموضِ الزمان وأهلِه
وصادِقاً حتى عند زيفِ المشاعر وخداع البصر والبصائر
سيدي : أين ستوصلني , أطعتُكَ فأرهقتني , لممتُك فشتّتني , جمعتُك فبعثرتني , أوضحتُك فطلسمتني , ليس لي منك بدٌّ , لأنكَ قدري وأنا قدرُك , لا مفر منك , كما أنهُ لا مفرّ مني - واعتذر منك لهذا القول الأخير ولكنّك عوّدتني على الصدق - الاتصافُ بك مزيّةٌ سعى إليها الأشراف وعلية القوم , بل إنّ بعضهُم يدفعُ من قوتِ عيالِه ليُقال شاعِر , ماذا وجدوا بك ليفعلوا ما فعلوا وهُم لا يعرفون عظيم مكانِك وجليل سلطانِك , ما وجدتُ بك إلاّ أنّك سيّدٌ مُستبِدٌّ طاغية , ولكنّ استبدادك لهُ حلاوةٌ ونشوةٌ لا توازيها كثيرٌ من لذائذ الحياة ,,
سيدي الشّعر : بصدق بدأتُ أتضايقُ منك لعلمي أنّك لن تردّ لي ذرّةً من جهدي عند الاستسلام لسطوتِك المُرهِقة , وجبروتِك المؤرِّق , ولن تعطيني شيئاً ممّا أريدُ منك , كيف وأنتَ ذو برقٍ خُلّب , يُضيءُ ولا يُمطِر , ولكنّهُ يخطف الأبصار ويسحر ,,
نزفتني كثيراً كثيرا
وعدتني وما وفيتَ لي
زهِدتُ فيما هو أجلّ منك فارتقى غيري بما زِهدتُ فيه وشقيتُ بك , ولا زِلتَ تُصِرّ على مواصلتي لطريقك الطويلِ المتعِب , والغايةُ مجهولة ,,,
سيدي : أريدُ أنْ أبوحَ لك أنت لوحدِك , فما لكَ تبلِّغُ بوحي لغيرِك , وتُبالِغُ في وصفِ ما أجدُ , حتى يُخيَّلُ لمن يقرأُني بك عند حُزني أنّني ما ابتسمتُ في حياتي قطّ , وعند فرحي أنّي ما أسِفتُ قطّ .
كفاني أيّها السيد المُطاع
كفاني سهراً
كفاني أرقاًً
كفاني سُهداً
أسهرتني والخلقُ هُجّع
خدعتني بقولِك ستُصبِحُ رؤوس المعاني لك خُضّع .
أغريتني بانّي سأبلُغُ بكَ الجوزاء , وما أراني إلاّ كمن يمشي في مكانِه وما جاوزتُ عتبةَ منزلي .
سأبعثُ لك ببرقيةٍ أُخرى أخبرُك فيها بقراري الأخير ,,
هل أبقى لكَ كما كنتُ أمْ سيُحدِثُ اللهُ في أمري وأمرك بعد ذلك أمرا ,,


اصفح لي سيدي ما بُحتُ بهِ فأنتَ بي أو بغيري , جليل القدر , عليّ المكان , فصيح اللسان , واضح المنزلة , سامي الشأن ,,,

المُرسِل : عبدالخالق الزهراني
4/11/1428هـ
14/11/2007م

ريما
03/08/2008, 09:32 AM
هو ذاك الزائر الذي يأتينا بلا موعد..,
بلا اسئذان
لينزوي بنا وورقه وقلم..,
ويخلو التفكير من كل شيء إلاه
,
جدير بهذا الصديق ألا يفك قيدك
كن له الحرف ..,ليكن لك الضوء!!
,
وابقى بمعيته للأبد ..؛
حتى نرتوي شعراً

:coco: :coco: :coco:
أستاذ عبدالخالق
تحية تليق بمن يتنفس شعراً وأدباً

بُكَاءْ
06/08/2008, 12:44 AM
لا أدرِي لمَ جاءَتني مقولةُ الشاعر محمّد حسين الخباز
(و كيف عقيمُ اللفظ بين أصابعي يلقّح أرحام المعاني فَ تنجِبُ؟)
هنا أرى أن الشّعرَ لقَّحَ الشّاعرَ الذي فيكَ
جعلكَ تكتبُ هذه الرسالة إليهِ مغلّفةٌ بِالحزنِ أو الثّورةِ و التمرّد عليه
و ما في داخلك إلّا الحبّ و الامتنانِ لِهذا الذي صيّرك شاعراً مقتدراً
و نحنُ بدورنا
نُرسلُ إليك بر قيةً غيرَ شعريَّةٍ لكنها (شعوريّة) لِ تواصلَ المسير
تخلِقُ معانٍ جديدةٍ و تسمو شعراً ،

عبد الخالق الزهراني

تحيَّة لِ نبضك ,

عبد الخالق الزهراني
07/08/2008, 09:41 AM
الكريمة ريما


يسرقنا هذا الشعر وندين له بالشكر



يبعثرنا ونوليه كل التقدير


يقصينا في زاوية لنفتح للعالم باباً من خيال فنعاهده على المضي قدماً فيما يرضيه




كم أنا ممتن لكرم مرورك


دمتِ بخير