صبيحة شبر
14/08/2008, 11:52 PM
ام بديلة
الشوارع متشابهة ، والأزقة تأخذ بك الى دروب أخرى ، وأنت في دوامة ،إلى أين تولين وجهك ؟ آذنت الشمس بالمغيب ،وأوشك نور النهار أن يودعك ،خرجت مسرعة من البيت بعد أن أسيء إليك ، لم تعتادي سماع تلك الكلمات الغاضبة المهينة ، وأنت ابنة أبيك الوجيه المعروف ، فقدت أمك الحبيبة وارتأى أبوك ان يتخذ لك أما بديلة ، فأنت ما زلت طفلة بعد في سنتها الابتدائية الأولى ، وتحتاجين الى من يقف بجانبك معبدا لك الطرق ، ومسهلا عليك وعورة المسالك ، خرجت مسرعة بعد ان أسمعوك تهما مختلفة ، أنت بريئة منها ، فمن يقف بجانبك مدافعا ، ذائدا تلك الاتهامات ؟ وأبوك مريض ، قد حذرك الطبيب من إغضابه ، وسرعة انفعاله ابتعد عنك المخلوقان الحبيبان ،و قد اعتدت على حنانهما الجميل ورعايتهما الرائعة لقد تغير كل شيء وما عاد الناس أنفسهم ، كيف يمكنك ان تعرفي ماذا تفعل الأيام لتغير الناس ، فيصبح الرقيق صخرا يابسا ؟
الشوارع متشابهة والظلام أوشك ان يهبط بكلكله وأنت أزمعت على المغادرة تعرفين الى اين تذهبين ، زقاق قصير فيه أربعة بيوت وفي بدايته متجر لبيع البطيخ ، وأول بيت لونه ابيض ، قد صبغ حديثا ، وليس من المعقول الا تعرفي ذلك الزقاق ، وقد زرت أهله مرات مع أبويك
تسيرين في الشوارع العديدة ، شارع يمضي بك الى آخر ، وأنت تريدين ان تصلي إلى مبتغاك قبل أفول الشمس ، وتوديع أشعتها الذهبية
- اذهبي من هنا لم يعد لك مكان بيننا
لم تكوني تتوقعين ، ان الأمور تصبح بهذا السوء ، الجميع كان يرأف لحالك وقد تبدلوا ، وأبوك مريض ، ليس من السهل عليه أن يغضب ، وأنت حريصة على صحته ، هو الوحيد الباقي لك
الشوارع متشابهة ، تخرجين من احدها ، لتدخلي الآخر ، كثير من الأزقة ،قصير طولها ، فيها أربعة بيوت ، احدها مصبوغ باللون الأبيض ، وفي بداية الزقاق بائع البطيخ ، ينادي على بضاعته ، فما هو اسم الزقاق الذي خرجت للتنقيب عنه ؟
لم تفعلي شيئا يستدعي الغضب ، كان الشتاء قاسيا ، والبرودة تجعل أصابعك تئن من الجليد ، وزوجة الأب التي تتظاهر بحبك ، أمرتك ان تغسلي الأواني ،في الساحة المكشوفة أمام المطبخ ، استبد بك البرد القارص ، وأبوك الرحيم في أحضان زوجته ، وعليك ان تقومي بغسل الأواني ، وتنظيف المطبخ ، تلك الساعة المتأخرة ، من الليل بعد ان خرج الضيوف ، من دار أبيك بعد أن دعاهم لتناول طعام العشاء..
الشوارع متشابهة ، وكل شارع يؤدي إلى كثير من الأزقة القصيرة ، التي تحتوي على أربعة بيوت ، احدها ابيض اللون ، وفي بدايتها بائع البطيخ ، ينادي على بضاعته اللذيذة ، وأنت تعلمين ان اسم الزقاق ؤ، يتكون من ثلاثة حروف ( سن ، و ، ق) فما هو اسم الزقاق ؟ هل هو سوق ؟
يؤلمك البرد الشديد ، وينهك أصابعك المتجمدة ، وينبعث الماء بصعوبة ، كأنه ثلج من الصنبور ، والصحون كثيرة وأنت تشعرين الآن ، في هذه البرودة القاتلة بالظلم ، أمك توفيت ، وأبوك يظن انك وجدت البديل ،عن الأم الراحلة وتحرص على تعليمك ، مهارة النساء منذ نعومة أظفارك
الأزقة متشابهة ، وعديد منها قصير الطول ، تحتوي على أربعة بيوت ، احدها مصبوغ باللون الأبيض ،وفي بدايتها بائع البطيخ ، ينادي بأعلى صوته ، على بضاعته اللذيذة ، وقد أنهك عظامك التعب ، وأتعبك المسير الطويل ، وتطمحين الى الوصول الى مبتغاك
تيبس عظام كفك الصغيرة ، وتتجمد أصابعك الرقيقة ، وأنت تغسلين الأواني بعد وليمة العشاء ، ينزلق احد الصحون الجميلة ، من يدك بسبب البرد
- ايتها الحمقاء اللعينة ، كيف تجرؤين على تكسير الأواني ، التي تعبت في المحافظة عليها ؟
الأزقة كثيرة ، وعديد منها يحتوي على أربعة بيوت ، احدها ابيض اللون ، وفي بدايتها بائع البطيخ اللذيذ ، وهو يرفع صوته عاليا ، وقد أمضك التعب والتجوال ، فما اسم الزقاق الذي تبحثين عنه في هذا الوقت المتأخر ، الذي آذنت الشمس فيه بالمغادرة ، هل هو قوس ؟
تأتيك زوجة الأب غاضبة ، تصفعك صفعات متتالية وهي تصرخ
- أتلفت الطاقم الذي كان محل فخري واعتزازي
تمسك صحنا آخر وترمي به بقوة على الأرض ، وآخر ورابع
- اذهبي إلى بيت خالك
الأزقة متشابهة ، وقد أضناك المسير الطويل ، والبحث المستمر فأين الزقاق الذي تبحثين عنه ؟ هل اسمه وسق ؟
يخرج أبوك على أصوات التكسير ، تنحني زوجة أبيك عليك ، لتطبع قبلة على خدك ، أنت أدرى بحقيقتها
تفاجئك تلك الحركة التي لم تتوقعيها ، تدركين ان عقابا اشد قسوة ينتظرك ،تقررين ان تتركي المنزل في ظهر اليوم التالي بعد ان يغادر أبوك الى العمل ، أنت حريصة على إرضائه ،
الأزقة متشعبة ، والعديد منها يحتوي على أربعة منازل ، احدها ابيض اللون ، وفي بدايتها بائع البطيخ ، ينادي على بضاعته ، وقد أدركك الجوع ولم تعد قدماك يتحملان الاستمرار
صبيحة شبر
1-2 - 2007
الشوارع متشابهة ، والأزقة تأخذ بك الى دروب أخرى ، وأنت في دوامة ،إلى أين تولين وجهك ؟ آذنت الشمس بالمغيب ،وأوشك نور النهار أن يودعك ،خرجت مسرعة من البيت بعد أن أسيء إليك ، لم تعتادي سماع تلك الكلمات الغاضبة المهينة ، وأنت ابنة أبيك الوجيه المعروف ، فقدت أمك الحبيبة وارتأى أبوك ان يتخذ لك أما بديلة ، فأنت ما زلت طفلة بعد في سنتها الابتدائية الأولى ، وتحتاجين الى من يقف بجانبك معبدا لك الطرق ، ومسهلا عليك وعورة المسالك ، خرجت مسرعة بعد ان أسمعوك تهما مختلفة ، أنت بريئة منها ، فمن يقف بجانبك مدافعا ، ذائدا تلك الاتهامات ؟ وأبوك مريض ، قد حذرك الطبيب من إغضابه ، وسرعة انفعاله ابتعد عنك المخلوقان الحبيبان ،و قد اعتدت على حنانهما الجميل ورعايتهما الرائعة لقد تغير كل شيء وما عاد الناس أنفسهم ، كيف يمكنك ان تعرفي ماذا تفعل الأيام لتغير الناس ، فيصبح الرقيق صخرا يابسا ؟
الشوارع متشابهة والظلام أوشك ان يهبط بكلكله وأنت أزمعت على المغادرة تعرفين الى اين تذهبين ، زقاق قصير فيه أربعة بيوت وفي بدايته متجر لبيع البطيخ ، وأول بيت لونه ابيض ، قد صبغ حديثا ، وليس من المعقول الا تعرفي ذلك الزقاق ، وقد زرت أهله مرات مع أبويك
تسيرين في الشوارع العديدة ، شارع يمضي بك الى آخر ، وأنت تريدين ان تصلي إلى مبتغاك قبل أفول الشمس ، وتوديع أشعتها الذهبية
- اذهبي من هنا لم يعد لك مكان بيننا
لم تكوني تتوقعين ، ان الأمور تصبح بهذا السوء ، الجميع كان يرأف لحالك وقد تبدلوا ، وأبوك مريض ، ليس من السهل عليه أن يغضب ، وأنت حريصة على صحته ، هو الوحيد الباقي لك
الشوارع متشابهة ، تخرجين من احدها ، لتدخلي الآخر ، كثير من الأزقة ،قصير طولها ، فيها أربعة بيوت ، احدها مصبوغ باللون الأبيض ، وفي بداية الزقاق بائع البطيخ ، ينادي على بضاعته ، فما هو اسم الزقاق الذي خرجت للتنقيب عنه ؟
لم تفعلي شيئا يستدعي الغضب ، كان الشتاء قاسيا ، والبرودة تجعل أصابعك تئن من الجليد ، وزوجة الأب التي تتظاهر بحبك ، أمرتك ان تغسلي الأواني ،في الساحة المكشوفة أمام المطبخ ، استبد بك البرد القارص ، وأبوك الرحيم في أحضان زوجته ، وعليك ان تقومي بغسل الأواني ، وتنظيف المطبخ ، تلك الساعة المتأخرة ، من الليل بعد ان خرج الضيوف ، من دار أبيك بعد أن دعاهم لتناول طعام العشاء..
الشوارع متشابهة ، وكل شارع يؤدي إلى كثير من الأزقة القصيرة ، التي تحتوي على أربعة بيوت ، احدها ابيض اللون ، وفي بدايتها بائع البطيخ ، ينادي على بضاعته اللذيذة ، وأنت تعلمين ان اسم الزقاق ؤ، يتكون من ثلاثة حروف ( سن ، و ، ق) فما هو اسم الزقاق ؟ هل هو سوق ؟
يؤلمك البرد الشديد ، وينهك أصابعك المتجمدة ، وينبعث الماء بصعوبة ، كأنه ثلج من الصنبور ، والصحون كثيرة وأنت تشعرين الآن ، في هذه البرودة القاتلة بالظلم ، أمك توفيت ، وأبوك يظن انك وجدت البديل ،عن الأم الراحلة وتحرص على تعليمك ، مهارة النساء منذ نعومة أظفارك
الأزقة متشابهة ، وعديد منها قصير الطول ، تحتوي على أربعة بيوت ، احدها مصبوغ باللون الأبيض ،وفي بدايتها بائع البطيخ ، ينادي بأعلى صوته ، على بضاعته اللذيذة ، وقد أنهك عظامك التعب ، وأتعبك المسير الطويل ، وتطمحين الى الوصول الى مبتغاك
تيبس عظام كفك الصغيرة ، وتتجمد أصابعك الرقيقة ، وأنت تغسلين الأواني بعد وليمة العشاء ، ينزلق احد الصحون الجميلة ، من يدك بسبب البرد
- ايتها الحمقاء اللعينة ، كيف تجرؤين على تكسير الأواني ، التي تعبت في المحافظة عليها ؟
الأزقة كثيرة ، وعديد منها يحتوي على أربعة بيوت ، احدها ابيض اللون ، وفي بدايتها بائع البطيخ اللذيذ ، وهو يرفع صوته عاليا ، وقد أمضك التعب والتجوال ، فما اسم الزقاق الذي تبحثين عنه في هذا الوقت المتأخر ، الذي آذنت الشمس فيه بالمغادرة ، هل هو قوس ؟
تأتيك زوجة الأب غاضبة ، تصفعك صفعات متتالية وهي تصرخ
- أتلفت الطاقم الذي كان محل فخري واعتزازي
تمسك صحنا آخر وترمي به بقوة على الأرض ، وآخر ورابع
- اذهبي إلى بيت خالك
الأزقة متشابهة ، وقد أضناك المسير الطويل ، والبحث المستمر فأين الزقاق الذي تبحثين عنه ؟ هل اسمه وسق ؟
يخرج أبوك على أصوات التكسير ، تنحني زوجة أبيك عليك ، لتطبع قبلة على خدك ، أنت أدرى بحقيقتها
تفاجئك تلك الحركة التي لم تتوقعيها ، تدركين ان عقابا اشد قسوة ينتظرك ،تقررين ان تتركي المنزل في ظهر اليوم التالي بعد ان يغادر أبوك الى العمل ، أنت حريصة على إرضائه ،
الأزقة متشعبة ، والعديد منها يحتوي على أربعة منازل ، احدها ابيض اللون ، وفي بدايتها بائع البطيخ ، ينادي على بضاعته ، وقد أدركك الجوع ولم تعد قدماك يتحملان الاستمرار
صبيحة شبر
1-2 - 2007