فتحية الشبلي
17/09/2008, 01:40 AM
16/9/1931
اليوم السادس عشر من سبتمبر ، يوافق الذكري ، السابعة والسبعين لإستشهاد شيخ الشهداء وأسد الصحراء
{ عمر المختار }
وإليكم رائعة أمير الشعراء ، أحمد شوقي في رثاء شيخ الشهداء ...
****
ركزوا رفاتك في الرمال لواءَ **=** يستنهض الوادي صباح مساء
يا ويحهم نصبوا منارا من دم **=** توحي إلى جيل الغد البغضاء
ما ضر لو جعلوا العلاقة في غد **=** بين الشعوب مودة و إخـاء
جرح يصيح على المدى و ضحية **=** تتلمس الحرية الحمراء
يا أيها السيف المجرد بالفلا **=** يكسو السيوف على الزمان مضاء
تلك الصحاري غمد كل مهند **=** أبلى فأحسـن في العدو بـلاء
و قبور موتى من شباب أميـة **=** وكهولهم لم يبرحـوا أحيـاء
لو لاذ بالجوزاء منهم معقل **=** دخلوا على أبراجها الجوزاء
فتحوا الشمال سهوله و جباله **=** و توغلوا فاستعمروا الخضراء
و بنو حضارتهم فطاول ركنها**=**دار السـلام و جلـق الشمـاء
خيرت فاخترت المبيت على الطوى**=** لم تبن جاها أو تلم ثراء
إن البطولة أن تموت من الظما **=** ليس البطــولة أن تعب الماء
إفريقيا مهد الأسود و الحدها **=** ضجت عليك أراجــلا و نسـاء
و المسلمون على اختلاف ديارهم**=**لا يملكون مع المصاب عزاء
و الجاهلية من وراء قبورهم **=** يبكون زيد الخيــل و الفيحـاء
في ذمة الله الكريـم و حفظـه **=** جسد ببرقـة وسـد الصحــراء
لم تبق منه رحى الوقائع أعظما**=** تبلى ولم تبق الرماح دماء
كرفات نسر أو بقية ضيغـم **=** باتـا وراء السافيـات هبــاء
بطل البداوة لم يكن يغزو على **=** تنك ولم يك يركب الأجواء
لكن أخو خيل حمى صهواتها **=** و أدار من أعرافها الهيجاء
وافاه مرفوع الجبين كأنـه **=** سقراط جر إلـى القضـاة رداء
شيخ تمالك سنه لم ينفجر **=** كالطفل من خوف العقاب بكاء
و أخو أمور عاش في سرائها **=** فتغيـرت فتوقـع الضـراء
الأسد تزأر في الحديد ولن ترى**=**في السجن ضرغاما بكى استخذاء
و أتى الأسير يجر ثقل حديده **=** أسد يجرجر حية رقطاء
عضت بساقيه القيود فلم ينؤ **=** و مشت بهيكله السنون فناء
تسعون لو ركبت مناكب شاهق **=** لترجلت هضباته إعياء
خفيت عن القاضي و فات نصيبها**=** من رفق جند قادة نبلاء
و السن تعصف كل قلب مهذب **=** عرف الجدود و أدرك الآباء
دفعوا إلى الجلاد أغلب ماجدا **=** يأسو الجراح و يطلق الأسراء
و يشاطر الأقران ذخر سلاحه **=** و يصف حول خوانه الأعداء
و تخيروا الحبل المهين منية **=** لليث يلفظ حولـه الحوبـاء
حرموا الممات على الصوارم و القنى**=**من كان يعطي الطعنة النجلاء
أني رأيت يد الحضارة أولعت **=** بالحق هدما تارتا و بناء
شرعت حقوق الناس في أوطانهم **=** إلا أباة الضيم و الضعفاء
يأيها الشعب القريب أسامع **=** فأصوغ في عمر الشهيد رثاء
أم ألجمت فاك الخطوب و حرمت **=** أذنيك حين تخاطب الإصغاء
ذهب الزعيم و انت باق خالد **=** فانقد رجالك و اختر الزعماء
و أرح شيوخك من تكاليف الوغى **=** و احمل على فتيانك الأعباء
اليوم السادس عشر من سبتمبر ، يوافق الذكري ، السابعة والسبعين لإستشهاد شيخ الشهداء وأسد الصحراء
{ عمر المختار }
وإليكم رائعة أمير الشعراء ، أحمد شوقي في رثاء شيخ الشهداء ...
****
ركزوا رفاتك في الرمال لواءَ **=** يستنهض الوادي صباح مساء
يا ويحهم نصبوا منارا من دم **=** توحي إلى جيل الغد البغضاء
ما ضر لو جعلوا العلاقة في غد **=** بين الشعوب مودة و إخـاء
جرح يصيح على المدى و ضحية **=** تتلمس الحرية الحمراء
يا أيها السيف المجرد بالفلا **=** يكسو السيوف على الزمان مضاء
تلك الصحاري غمد كل مهند **=** أبلى فأحسـن في العدو بـلاء
و قبور موتى من شباب أميـة **=** وكهولهم لم يبرحـوا أحيـاء
لو لاذ بالجوزاء منهم معقل **=** دخلوا على أبراجها الجوزاء
فتحوا الشمال سهوله و جباله **=** و توغلوا فاستعمروا الخضراء
و بنو حضارتهم فطاول ركنها**=**دار السـلام و جلـق الشمـاء
خيرت فاخترت المبيت على الطوى**=** لم تبن جاها أو تلم ثراء
إن البطولة أن تموت من الظما **=** ليس البطــولة أن تعب الماء
إفريقيا مهد الأسود و الحدها **=** ضجت عليك أراجــلا و نسـاء
و المسلمون على اختلاف ديارهم**=**لا يملكون مع المصاب عزاء
و الجاهلية من وراء قبورهم **=** يبكون زيد الخيــل و الفيحـاء
في ذمة الله الكريـم و حفظـه **=** جسد ببرقـة وسـد الصحــراء
لم تبق منه رحى الوقائع أعظما**=** تبلى ولم تبق الرماح دماء
كرفات نسر أو بقية ضيغـم **=** باتـا وراء السافيـات هبــاء
بطل البداوة لم يكن يغزو على **=** تنك ولم يك يركب الأجواء
لكن أخو خيل حمى صهواتها **=** و أدار من أعرافها الهيجاء
وافاه مرفوع الجبين كأنـه **=** سقراط جر إلـى القضـاة رداء
شيخ تمالك سنه لم ينفجر **=** كالطفل من خوف العقاب بكاء
و أخو أمور عاش في سرائها **=** فتغيـرت فتوقـع الضـراء
الأسد تزأر في الحديد ولن ترى**=**في السجن ضرغاما بكى استخذاء
و أتى الأسير يجر ثقل حديده **=** أسد يجرجر حية رقطاء
عضت بساقيه القيود فلم ينؤ **=** و مشت بهيكله السنون فناء
تسعون لو ركبت مناكب شاهق **=** لترجلت هضباته إعياء
خفيت عن القاضي و فات نصيبها**=** من رفق جند قادة نبلاء
و السن تعصف كل قلب مهذب **=** عرف الجدود و أدرك الآباء
دفعوا إلى الجلاد أغلب ماجدا **=** يأسو الجراح و يطلق الأسراء
و يشاطر الأقران ذخر سلاحه **=** و يصف حول خوانه الأعداء
و تخيروا الحبل المهين منية **=** لليث يلفظ حولـه الحوبـاء
حرموا الممات على الصوارم و القنى**=**من كان يعطي الطعنة النجلاء
أني رأيت يد الحضارة أولعت **=** بالحق هدما تارتا و بناء
شرعت حقوق الناس في أوطانهم **=** إلا أباة الضيم و الضعفاء
يأيها الشعب القريب أسامع **=** فأصوغ في عمر الشهيد رثاء
أم ألجمت فاك الخطوب و حرمت **=** أذنيك حين تخاطب الإصغاء
ذهب الزعيم و انت باق خالد **=** فانقد رجالك و اختر الزعماء
و أرح شيوخك من تكاليف الوغى **=** و احمل على فتيانك الأعباء