المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (* هذيان في غرفة المستحيلات *) قصاصة ونقط ) *


سالم السيفي
07/02/2007, 02:14 AM
حبيبتي سأكتب إليك أشياء وهذيان ..وقد أكتب كلماتٍ كالأشعار ولكنها ليستْ شعراً بل الياذةُ حبٍ صادقة ..
في غرفة المستحيلات وضعتُ أنا ..فانظري سيدتي ماذا أصابني ولا تعجبي من حالتي من أفعالي وأقوالي ..
لأول مرة أكون في غرفة المستحيلات ويحيط بي الأطباء والأجهزة ..وجميعهم يسعون من أجل خلاصي منكِ ..فهل يا ترى استطاعوا؟!

هل تعلمين أنني حينما أفكر في كل الظواهر الطبيعية والاصطناعية المحيطةُ بي وحتى الاختراعات لا يشد انتباهي سوى((ابـن الـهــيـثــم))حينما أكتشف ظاهرة الانعكاس الضوئي..فأمنتُ أن قسماتُ وجهك هي التي تنعكس أمامي وتعكس كل شيء في حياتي الى ضوء ساطع ..

وقلتُ في نفسي لحظتها أن أدسون لم يكن اكتشافه للمصباح عبثاً..فأنا فعلاً في هذه اللحظة أحتاجكِ لتظيئي غرفة قلبي
وعلمتُ أيضاً مدى حاجتي للطنين ..فشكرتُ جرهام بل على اكتشافه الهاتف فهو الشيء الوحيد الذي يمكنني الوصول من خلاله إليك وسماع نبرةُ صوتكِ .

هل كان ((كلومبس..حينما أكتشف كوبا\ و هرنانـدوكورتس حينما اكتشف المكسيك\ وفاسكو دي جاما حينما اكتشف المحيط الهادي\ وفرانسيسكو بيزارو حينما أكتشف بيرو\وجون كابوت حينما أكتشف كندا\هل كان جميع هؤلاء الذين كتب عنهم التاريخ في سجلاته بأنهم أصحاب أكشافات وحدهم..وهل هم قادرين على الاكتشاف فقط..فأنا هنااليوم أتحداهم جميعاً حينما اكتشفتك .. فأنتِ شيء نادراً لم يستطع المكتشفون الوصول إليه من قبل..

بالله عليكِ.. هل يستطيع جاليلو أن ينفي نظريتي في الدوران حول ذاتي وفي البحث عنكِ ..ربما لو علم بأهمية دوراني حولكِ في وقتٍ كهذا حتماً سيستبدل نظريتهُ ..فأنا كدينمو لا أستقر أبداً ولا أتوقف عن الدوران حتى لو عاد فارادي ليعيد اختراعاته من جديد ..فلن يكون بنفس القوة التي أحملها في داخلي إليكِ..
فيا سيدتي النظرية القوية التي لم أستطيع دحضها هي نظرية الجاذبية لا خوفاً من نيوتن ..ولكن طبيعتي في القرب منك مهما حاولتِ الابتعاد..هي التي تسيطر على كل جزء من جزيئاتي

نعم كنتُ أشد اعتراضاً على (( هوراس ولز)) وكأنني في حلقة من حلقات الاتجاه المعاكس و بكل قوةٍ أتحدى قائلاً: بأن مهما كانت دقة اختراعه للبنج ومالهُ من تأثير على الشخص الذي تم تخديره ..لكنه لن يكون عليه تأثيراً بالنسبة لي ..فقد
كنتُ دوماً أردد
ستأتي
لن تأتي
ستأتي
لن تأتي ..
فهل تأتي
وبعدها توقف فيّ كل شيء وخسرتُ التحدي ولكني لم اخسر مجيئكِ لي..

ولم أنتبه إلا في غرفة المستحيلات ..
وهذه هي أولُ الأشياء التي بدأتُ بالهذيانِ بها ..
بدأت أسردُ كل شيء..كنتِ تعرفينه .. وأشياء كنتُ أُخفيها عنكِ..أتحدث عن سالم القابع بأعماقي ..
فيا سيدتي اعلمي.. أنا لستُ شخصاً مثالياً ..ولم أكن .. بي من القبح مالا تتوقعين ..بي من الأنانية مالم تتصورين ..بي من الحماقة ما يجعلك حتى من قلبكِ تبعدينهُ وعنه تبعدين ..


أتعلمين كثيراً أقع في المغالطات ..وأكون ساقطاً حتى في نظري ..بل ربما أكبر من ذلك ..أتدركين كم احترمتُ ((أحمد غلوش)) حينما أسس جمعية منع المسكرات ..ولكنني في ذات الوقت أسكر حتى الثمالة ..وألف الأفيون وأدخنه حتى أنتشي ..فأجد المرأة كالسيجارة أضعها وقتُ النشوةِ بين شفتي ..وحالما انتهيتُ منها لا أجد لها مكاناً إلا موطأ قدمي ..
وحتى أقرب الأصدقاء لي ..أضعه فوق رأسي كالعمامة من أجل أخذ صورةً فوتوغرافية ..وحالما شعرتُ بصداع منها رميتها بعيداً عني ولا اهتم في المكان الذي ستسقط فيه نظيفاً كان أم قذراً ..ففي هذه الأيام أصبح لا فارق بين النظافة والقذارة ..

ريم ..حبيبتي
وأنا في غرفة المستحيلات ..قلتُ أشياء في منتهى القبح .. وكانت جميع أقوالي وأفعالي متناقضة..قلتُ
إنكِ أنتِ الوحيدة التي أحببتُ مع أن أجندتي تحمل العديد من النساء قبلكِ وستحمل الكثير من النساء بعدكِ مالم تستطيعي احتوائي..قلتُ لكِ بأنكِ سيدةُ الزمان والمكان .. وربما قلتُ أشياء أكبر من ذلك ..فهذه سجيتي وهذه طباعي على صدر كل فتاة أنقش وشماً مختلفاً عن الأخرى .. ولكن جميع النساء اللائي عرفت واللواتي سأعرف ما هن إلا محطات عبور ..لا تحتاج إلى هوية أو حتى تأشيرة دخول ..أما أنتِ سيدتي فوطنٌ عنوانه أنا وعالمًٌ موقعه أنتِ.


سيدتي ..
أتذكرين في بدء البداية كنتِ شامخةً ..وحينما أقتربُ منكِ أجدكِ متمسكة بعادات وموروث القبيلة ..
فأكرهُ القبيلة لهذه الطقوس القائلة ..
كل شيء في قريتنا ممنوع .
أن نلتقي أن نتحدث
فهل حقاً مازلتِ تذكرين تلك القوانين التي كانت مفروضة ..
علينا يوم كنا صغارا
أتذكرين كم من القوانين كان
يفرضها الأهل والقبيلة
أتذكرين منذ كنا صغارا
لاقبلة0 مسموحة 0.. بيننا
ولاحتى0
هدية ترمز عن براءتنا
كان كل شيء ممنوع
أن أراك في شوارع قريتنا
ممنوع0
أن أراكِ في المدرسة
ممنوع 0
.. كل شيء يا جميلتي ممنوع.. ممنوع
قيوداً تفرضها القبيلة ..
وها أنت تكبرين ..وتتألقين
وبالحسن والدلال تتفردين
فمهما قاومتِ من قيود حبي لن تنجين
وستأتين إليّ وفي قلبي ستسكنين وتتربعين..
وان بعدتُ عنكِ ستبكين
ريم حبيبتي
ها أنتِ تكبرين
وتتألقين ..فهل
تسمحي.. .وتقبلي
أن أتوقف هنا
ونحن في غرفة المستحيلات
أتسمحين ..ونحن في
الثلاثين ..
أختارُ لون شعركِ
ولون الفستان ورائحة العطر
وأعمدها.. بذكريات تلك السنين
وزهوراً وياسمين
وقد تكتشفين فيّ أشياء لم يسبقكِ أحداً بها
وربما ماتتْ فيّ منذ سنين..

ريم ..حبيبتي
هذياني اليوم ما هو إلا نتاج انعكاسات مررتُ بها وأنا في غرفة المستحيلات ..حيث أني أصبحتُ مغيباً عن الوعي ..مشلول الحركة منهك القوى ..ولكنني حالما أعود إلى حال الاستقرار .. ستتأكدين من أنتِ بالنسبة لي وماذا تعنين لي ..أنتِ شيءٌ أقربُ من الخيال أبحثُ فيكِ عني وعن روحي الضائعة ..فان غبتُ يوماً فتأكدي أنني لازلتُ أبحثُ عنكِ فيكِ..وحينما أجدكِ لن أحتاج إلى منطاداً لألف العالم بك ..يكفيني أن أنظر إلى عيناكِ فتحلق بي إلى المريخ .. أو حتى عطارد ..أن أسكن في قلبك وأتربع فيه وتكوني أنتِ الناهيةُ والآمرة كزنوبيا على مملكة تدمر وكبلقيس على سبا .. وتكوني كأم البنين حينما احتاج إلى المشورة لا أجد النصح إلا منكِ ..
ريم حبيبتي ..والله ثم والله في نفسي أشياء لا تحملها الأوراق ولا تختزلها المجلدات ولكنني لأجلك أتوقفُ هنا فمهما كتبتُ فيكِ ستبقى حروفي ضائعة ..


واليك تمتماتي
لو كنتُ بالشعرِ نبيّ ذمْ
تحفُني المشاعر الجنيّة
وكافراً في معبدِ السكارى
وشوكةً .. في نهدِ صبية
لو كنت بالشعرِ نبي دمْ
تحفُني المشاعر الدمويّة
ومسرفاً في كيد العذارى
طلقة.. في عنقِ فتيّة
لو تمّت الأوهام في جذوري
مستاءةً تدنو على دويّة
لكان شعري في انكسارٍ
ينثرني يا حلوتي شظيّة
لكنني أخشى على صفائي
من صيحةٍ كريهةٍ .. قوية
لكنني أخشى على عطائي
من ضحكةٍ سخيفةٍ .. غبية
هويتي العزف وأنتِ أدرى
لا ترقصي من هذه الهوية
عطيّتي النزف وأنتِ ادري
لا تعْجبي من هذه العطيّة
لو كنت بالشعرِ نبيّ ذم
تحفُني المشاعر الجنيّة
وكافراً في معبدِ السكارى
وشوكةً .. في نهدِ صبية
لكان شعري في انكسارٍ
ينثرني يا حلوتي شظية
لكنني أخشى على صفائي
من صيحةٍ كريهةٍ .. قوية
لكنني أخشى على عطائي
من ضحكةٍ سخيفةٍ .. غبية
سالم

يُمنى سالم
07/02/2007, 11:37 AM
سالم

معانقة أولى لحرفك المتميز..

ومعانقة أخيرة لإملاءات..

وجميل أن أحمل معي هذا الزخم الرائع من أحرفك المتباهيه بكثرة المستحيلات..

وما أروع حبيبتك بموروثها التقليدي وعاداتها الرائعة..

تحياتي لقلمك ولها

كن بخير

امجاد
08/02/2007, 09:33 AM
.



.




.



ايها السالم،،
مبدعٌ أنت
وأعلم انني لم أقدّم جديداً


سأكون دوماً ... هنــا
على عتبة الإنتظــار ..
و لكل انهمـــــار .!

تحية احترام

امجاد

يوسف عزت
14/02/2007, 12:06 PM
تجولت بين الحروف
وصنعت صورة
لا تهمس ولا تتكلم
ففي حضرت الجمال هاهنا
نصطحب الصمت
دهشة
و
ا
ن
ب
ه
ا
ر
ا.......................
أخي العزيز سالم
الجمال هنا يتربع
في ذاك الشوق والحنين والحب المبذر لها


تقديري وتحياتي

يوسف عزت

رانية أحمد
26/03/2007, 11:36 PM
وراء كل هذيان .. هي

سالم بن حمدان السيفي

لا تدع النبض يتوقف هنا ..


رائع وأكثر

كل الود