طارق قاسم
21/09/2008, 05:13 AM
ماتت
هكذا ..لفظة بسيطة ..باهتة ...معتادة ...مرمية على قارعة موضوع قصير في مدونة صديق لي
قابلت مثلها مرارا وتكرارا وأقصى ما أظهرته هو شيء من الإطراق الروتيني وإطلاق عبارات ترحم فاترة أوحى بها لنفسي أنني أعتبر وأتعظ بموت هذا أو هذه أو ذاك أو تلك ...لكني هذه المرة ارتطمت بها ...ماتت ..تسمرت لوهلة ..كانت الكلمة الصغيرة فوهة دقيقة لبركان هائج مهول بطول الوجود وعرضه وعمق الحياة وغموضها وبعد الأحلام والأماني وارتفاع جبال الظلم التي يحكم الزبانية الأرض من قلاعهم السوداء الشيطانية المظلمة الدامية فوقها ...لكن أيضا ...بعذوبة و حميمية وبرد يقين انتهز الفرصة ليعلن عن نفسه ويثبت وجوده ...وإثارة حقيقة ناضرة التقيتها في طريق خاو كدت أيأس من وجود ونيس فيه ...وشجن اعتذار متبتل لعدم احترامنا ذكر الموت واستمرار اجتيازه كعرض بلا مغزى ولا معنى في الممر القصير الضيق المسى حياة
ماتت
لا أعرفها لكني أحببتها وأشفقت عليها كأختي النحيفة التي لا تتوقف عن خدمتنا بتفان عفي نبيل مترفع لا يجدي معه نكراننا وصلفنا الذي يدفعنا لاعتبار ذلك حقا طبيعيا لا حاجة بنا لشكره أو الشكر عليه
لا أعرفها
لكني رثيت لها وودت لو أمد يدي عبر حجب الغيب كي ألوح لها مودعا متمنيا أن يكون وداعا مؤقتا نلتقي بعده في ظل رحمة إلهية تذيب بكل الود والوداعة و الحنان آثامي المترامية وخطاياي المتطاولة
لا أعرفها
لكني رغبت أن أقترب منها وأسالها إن كانت تريد شيئا ..لكن ماذا عساها تريد وقد ذهبت إلى من عنده الخير أبعد من مد البصر والبصيرة ...وأعلى من السماء ذات البروج
لا أعرفها
لكني أردت أن أنهار إلى جوارها ممرغا خدي في عتبات القدرة ..أرنو بقلبي نحو عرش ذي الجلال أحط رحالي وأبسط حزني وأفرش ذلي وتوسلي ورجائي وأذرف دموعي وأحكي عن نفسي ..جهلي ..عنادي ..كبري ..نزقي ..ظلمي ..ألمي..رافعا فوق كل ذلك راية بيضاء مرفرفة من طلب الغفران والعفو والرحمة
لا أعرفها
لكني تمنيت لو آخذها وأطوف بها على كل الذين آذيتهم ..ظلمتهم ..جرحتهم ..أهدرتهم ..أهملتهم ..أسأت إليهم ..تعاليت عليهم ...وأطلب منهم أن يسامحوني لأجلها ..إكراما لخاطرها ...ونزولا على شفاعتها
لا أعرفها
لكني رأيتها تبتسم لي ابتسامة من كشف له السر ..وأرى الحقيقة ..وشاهد المستقر ..وعاين المصير ..ابتسامة واثقة مطمئنة تنفث في عالمي الحيران المتداعي ثقة وبشرى مشوبة بتحذير لطيف كأنما صادر عن أمي
* * * * * * * *
كانت مدونة صغيرة على الانترنت ..وكانت مريضة بمرض خطير ..قالت في آخر تدوينة كتبتها أنها ستحكي عن رحلتها معه إذا كتب الله لها الحياة ..وفي تلك التدوينة طلبت من كل من يقرأ أن يدعولها بالشفاء ..هممت بالدعاء لكني تذكرت الآن أنها بين يدي الغفور الرحيم ..نكست تحفزي الطارئ وشرعت أقرأ خبر موتها الذي نقله أخوها على نفس المدونة في تعليق بسيط طالبا من كل من يقرأه أن يدعو لها بالرحمة والمغفرة
لا شك عندي أن الله العظيم المجيد استجاب الدعوات ...شفاها ورحمها ..شفاها من عالمنا ومنا ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ...ومن ظلم الخلائق إلى عدل الخالق ومن مقاساة التلوي ألما إلى التقلب في نعيم رضوانه ..ورحمها من بؤس العيش على هذه الأرض والارتعاش يوميا تحت وطأة أخبارها المحزنة المفجعة
اللهم اغفر لها وأرحمها ..واشملها بعفوك وغفرانك ..واحشرها واحشرنا مع سيد خلقك ونبيك محمد ..لا ملاذ لنا ..ولا ملجأ.. إلا رضاك
هكذا ..لفظة بسيطة ..باهتة ...معتادة ...مرمية على قارعة موضوع قصير في مدونة صديق لي
قابلت مثلها مرارا وتكرارا وأقصى ما أظهرته هو شيء من الإطراق الروتيني وإطلاق عبارات ترحم فاترة أوحى بها لنفسي أنني أعتبر وأتعظ بموت هذا أو هذه أو ذاك أو تلك ...لكني هذه المرة ارتطمت بها ...ماتت ..تسمرت لوهلة ..كانت الكلمة الصغيرة فوهة دقيقة لبركان هائج مهول بطول الوجود وعرضه وعمق الحياة وغموضها وبعد الأحلام والأماني وارتفاع جبال الظلم التي يحكم الزبانية الأرض من قلاعهم السوداء الشيطانية المظلمة الدامية فوقها ...لكن أيضا ...بعذوبة و حميمية وبرد يقين انتهز الفرصة ليعلن عن نفسه ويثبت وجوده ...وإثارة حقيقة ناضرة التقيتها في طريق خاو كدت أيأس من وجود ونيس فيه ...وشجن اعتذار متبتل لعدم احترامنا ذكر الموت واستمرار اجتيازه كعرض بلا مغزى ولا معنى في الممر القصير الضيق المسى حياة
ماتت
لا أعرفها لكني أحببتها وأشفقت عليها كأختي النحيفة التي لا تتوقف عن خدمتنا بتفان عفي نبيل مترفع لا يجدي معه نكراننا وصلفنا الذي يدفعنا لاعتبار ذلك حقا طبيعيا لا حاجة بنا لشكره أو الشكر عليه
لا أعرفها
لكني رثيت لها وودت لو أمد يدي عبر حجب الغيب كي ألوح لها مودعا متمنيا أن يكون وداعا مؤقتا نلتقي بعده في ظل رحمة إلهية تذيب بكل الود والوداعة و الحنان آثامي المترامية وخطاياي المتطاولة
لا أعرفها
لكني رغبت أن أقترب منها وأسالها إن كانت تريد شيئا ..لكن ماذا عساها تريد وقد ذهبت إلى من عنده الخير أبعد من مد البصر والبصيرة ...وأعلى من السماء ذات البروج
لا أعرفها
لكني أردت أن أنهار إلى جوارها ممرغا خدي في عتبات القدرة ..أرنو بقلبي نحو عرش ذي الجلال أحط رحالي وأبسط حزني وأفرش ذلي وتوسلي ورجائي وأذرف دموعي وأحكي عن نفسي ..جهلي ..عنادي ..كبري ..نزقي ..ظلمي ..ألمي..رافعا فوق كل ذلك راية بيضاء مرفرفة من طلب الغفران والعفو والرحمة
لا أعرفها
لكني تمنيت لو آخذها وأطوف بها على كل الذين آذيتهم ..ظلمتهم ..جرحتهم ..أهدرتهم ..أهملتهم ..أسأت إليهم ..تعاليت عليهم ...وأطلب منهم أن يسامحوني لأجلها ..إكراما لخاطرها ...ونزولا على شفاعتها
لا أعرفها
لكني رأيتها تبتسم لي ابتسامة من كشف له السر ..وأرى الحقيقة ..وشاهد المستقر ..وعاين المصير ..ابتسامة واثقة مطمئنة تنفث في عالمي الحيران المتداعي ثقة وبشرى مشوبة بتحذير لطيف كأنما صادر عن أمي
* * * * * * * *
كانت مدونة صغيرة على الانترنت ..وكانت مريضة بمرض خطير ..قالت في آخر تدوينة كتبتها أنها ستحكي عن رحلتها معه إذا كتب الله لها الحياة ..وفي تلك التدوينة طلبت من كل من يقرأ أن يدعولها بالشفاء ..هممت بالدعاء لكني تذكرت الآن أنها بين يدي الغفور الرحيم ..نكست تحفزي الطارئ وشرعت أقرأ خبر موتها الذي نقله أخوها على نفس المدونة في تعليق بسيط طالبا من كل من يقرأه أن يدعو لها بالرحمة والمغفرة
لا شك عندي أن الله العظيم المجيد استجاب الدعوات ...شفاها ورحمها ..شفاها من عالمنا ومنا ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ...ومن ظلم الخلائق إلى عدل الخالق ومن مقاساة التلوي ألما إلى التقلب في نعيم رضوانه ..ورحمها من بؤس العيش على هذه الأرض والارتعاش يوميا تحت وطأة أخبارها المحزنة المفجعة
اللهم اغفر لها وأرحمها ..واشملها بعفوك وغفرانك ..واحشرها واحشرنا مع سيد خلقك ونبيك محمد ..لا ملاذ لنا ..ولا ملجأ.. إلا رضاك