المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا ومُرْسَاهَا


طارق قاسم
03/10/2008, 12:01 AM
http://www.emlaat.com/vb/uploaded/65_1225559623.gif

http://www.emlaat.com/vb/uploaded/65_1225722960.gif

.
.

حتى لحظات قليلة مضت،كنت أظنني مبتدئا في فهم الآيات ،والتقاط النفحات ،واستلهام الحكم الجارية تحت طبقات كلمات القرآن الرقراقة المنداة بالروعةالقدسية والنغم الرباني.. إلا أنني اكتشفت أن بعد المشرقين يتمدد آمنا مطمئنا بيني وبين تلك المرحلة..فالأمية الفظة الخانقة الصماء هى ما رأيتني أرتع فيه حتى العماء ،ولولا رحمة ربي لكنت من الهالكين
=====
لقيني كعادته ،تطفو بشاشته وطلاقة وجهه بإحكام على سطح مهابة شاسعة..صافحته وكالعادة طلبت منه الدعاء..بتعبير رؤوم راسخ لا يشوبه مثقال ذرة من عمد أو تسلط مد نظراته إلى عيني مباشرة،شعرت بها تنداح عبر شباكي عيني إلى داخلي ..أشهرت على الفور إذعانا محببا من النوع يفترش الموقف تلقائيا عندما نكون بإزاء أحد الصالحين
قال بصوته العريض الرزين المؤثر:ربنا يصلح لك الحال وييسر لك الأمور
نعم الغنيمة المولودة مع فجر يوم جديد
استويت خلفه ،في الصف الأول من صفي الفجر اليتيمين اليوميين .. سلمت نفسي..وأقلعت بقلبي صوب جنة فواحة مترامية ركعتان من أروع ركعات العمر
كبر
لاح كجبل من يقين أبيض ..عمود من نور ومرمر تنبعث منه الآيات جليلة ندية أخاذة..مجسمة مرئية..زالت المسافة بين ألفاظ التلاوة وبين مضمونها الذي غمرنا أثيريا ملحميا داويا متلاطما يهز القلب وينفض عن العقل بقايا الهجوع
انمحت الفواصل بين السمع الذي مفترض أن نتلقى به الآيات ،وبين التمرغ الحميم في مجسمات الصور والأحداث تحت سطوة المعنى الذي انهل جارفا كاسرا سديمي الإيقاع جرف الأرواح إلى شرفة علوية كونية منخلعة من اعتبارات الزمان وجدران المكان مغموسة في
شهود حق بازغ تتخلق إرهاصاته ثم تترى وقائعه وتهب تداعياته ..عاصفة بالأبصار أنواره وتجلياته
ياالله
بالحق كاد قلبي يتوقف..بالحق انحبست أنفاسي..واحتقنت نبضات النشوة حتى غصت بها سريرتي ،ولم يكن ثمة من مخرج سوى الهروع إلى إعلان الإفلاس أمام إعجاز القدرة ،وإشهار الاستسلام والعجز وذبح جمود النفس وإراقة دمه دمعا هاطلا لم ولا ولن يساوق أو أو يسابق انهمار الرحمات وتكاثف الدلالات
وقال اركبوا فيها
باسم الله مجراها ومرساها
إن ربي لغفور رحيم
تقاذفني مع السفينة موج الطوفان الذي كالجبال..تماهى كل شىء مع كل شيء ..ذاب كل شىء في كل شىء..الوجود صار محض حال من
الجزع الممتزج بالعرفان العاجز والحيرة اللاهثة اللاهبة قلوب أهل المركب النائح المتضرع اللائذ بجناب الله طلبا للسلامة
شعور عارم أشبه بانسلات الروح ..خضوع ينز توسلا ..غارت أشلاء النكران والجحود تحت اللجة فلا شىء بقى سوى بشر و آية ظاهرها الخطب الجلل المدلهم وباطنها رحمة سخية مفعمة بالبكارة تجري بفرح كاسر في عروق الوجود بعد طول تصلب وهجران
ناداني نبي الله نوح ..نادى الشيخ الابن الكافر الخائن..في حضرة العبرة تكون السطوة للحكمة..للحقيقة..للقاعدة السارية الحاكمة رغم الزمان وفوق المكان
أ جل
أنا المارق الآبق الذي بصق من طويته الملتاثة جبلا وهميا من غرور وعنت وقال سآوى إليه فبنى له الشيطان فوقه قصورا فاجرة سرابية من الأمان المزعوم وقت لا عاصم من أمر الملك إلا هو
منه....وإليه
بيده......وإلى مشيئته
لا مصير إلا ما صاغت إرادته
ولا مآل إلا الذي قدرت حكمته
==========
طفق اللسان يلهج استغفارا وإقرارا
خر القلب قبل الجبهة التى هرعت إلى المسكنة مأوى من الفزع
لانت الملامح التي رأت في المذلة إبراء للضمير والنفس من الصلف والعزة
هل غرقت مع ابن نوح في ماء الطوفان أم غرقت في دمعي؟
لم أفق إلا والعين تبلع ماءها والروح تقلع عن سكب نفسها مدرارة فوارة لوعة وأوبة
استويت مع الشيخ والإخوة نراقب رسو السفينة ..زغردت في آذاننا ابتهالات النجاة..فرح شفيف خيم وأزاح كل عناء

فجر
03/10/2008, 04:58 AM
"
لله درك ياطارق
غرغرت الروح شوقاً لهكذا نفحات .. تحلق بنا الى محاريب الإيمان .. ومواطن الإنكسار التي ترفعك عزاً قرب مليكٍ مقتدر
عندما نستوي وقوفاً أمام صاحب الجبروت وخالق الخلق من عدم .. تأبى الأنفس السوية إلا أن تخضع لباريها ومنشئها .. فتذعن سمعاً وطاعة وعرفان
أما الأنفس المنغمسة في وحل الغفلة والغاقرة في لجة الهوى والملتصقة بغواية الشيطان فوالله إنها لتتشبث بخيط أمل مقطوع وتتدثر بجلابيب الخيبة التي أفصح عن حقيقتها رب العزة والجلال في قولة تعالى : وقال الشيطان لماقضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وماكان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلاتلوموني ولوموا أنفسكم، ماأنا بمصرخكم وماأنتم بمصرخي، إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذابٌ أليم".
حقيقة ياطارق حين نحلق ونشعل فتيل الفكر والتدبر نبدأ في الإرتفاع الى أماكن مختلفة حتى وكأنك أحياناً تجدك في بلاط فرعون وتسمع تحاورة مع همان
أو كأنك تقف على ساحل بحرٍ قد أنفرج كـ الطود العظيم ..
وماأن تخرج من هناك حتى تجد نفسك تقف في تلك الحيرة والندامة التي تلبست قابيل وهو يرى غراب أهدى منه وأعلم
ومابين أية وأخرى ينقلنا مركب التدبر الى جنان تجري من تحتها الأنهار أو ملائكة غلاظ شداد على أبواب جهنم
وبين هذا وذاك تجد ربنا وخالقنا يتودد الى عبادة الصالحين أن أدركو حقيقة خلقكم وأنكم ماوجدتم إلا لتعبدون
هل تعلم ياطارق حين أتلو القرأن فأجد ربنا عز وجل في علاه يقول إني غفور رحيم لكل من أساء وأنكر وحجد أشعر بشعور عظيم أقول في نفسي أي نعيم يزجية لنا ربنا ونحن نغرق في غفلاتنا وجحودنا له بنسيان ذكر أو تهاون في طاعة
أي شكرٍ سيوازي هذة الفضائل العظام التي يسبغها علينا عدد ماتعاقب الليل والنهار

ياااااااه ماأعظمك ربي وماأحلمك وماأكرمك ..
طارق
لقد أبحرت بي حتى تحركت الغبطة في كوامن النفس .. ماأشد غبطتي لك الأن حين كنت تجول في ملكوت تلك الأية العظيمة .. ماأسعدك والله
أخي .. لن أثني عليك فأنت كاتب تفوق على ثناء المبتدئين من أمثالي
لكن سأقول لك صدقاً مواضيعك الى حد الأن تلامس أفكار راودتني مراراً وتكراراً
فماأجملها حين اندلقت من يراعك المعطاء
سلم فكرك أيها الأخ الكريم
وأهنيك من أعماقي على تلك اللذة وذاك الهطول وذاك النقاء الذي يستقر بين جنبيك
يقول رسولنا الصادق الأمين :
وذكر منهم [رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه من الدمع]
جعلك الله منهم
اعذرني على الإسهاب في الرد فوالله منذ أن قرأت أنساب الحديث مني على الكيبورد وبالكاد أستطعت إيقافه

هند بنت محمد
04/10/2008, 01:25 PM
طارق
خمسة نجوم
وعوده تليق بسموك : )

http://tooofa7a.googlepages.com/h32236h.png

هند بنت محمد
14/10/2008, 02:10 AM
http://tooofa7a.googlepages.com/912924tvwjj3fnoz.gifhttp://tooofa7a.googlepages.com/912924tvwjj3fnoz.gif
http://tooofa7a.googlepages.com/912924tvwjj3fnoz.gif

التعايش مع ايحاءات النص ولطائفه والتفيئ من حرور الزمن تحت اكنته هو اسمى انواع الفكر
تأويل النص على وجهه الاحسن بحيث يطابق المنطق ويؤازر العقل هو اسمى انواع الفهم
سواء كان من القران او من غيره
كان حديثك عن نصٌ حفظ حقه رب السماء وليس صعاليك الارض
لطالما تفكرت ياطارق فيما نكتب
وكيف نحن نشغر بغيرةٍ جما على نصوصنا وبكل مااوتينا من سبل نحفظ حقوقها
ثم اذ طرأ طارئ لنعود في محاولة تدبر اللحظه التي ساقتنا للكتابه .. اكتشف ان اغلبها لم يكن سوى مجرد فراغ محفوظ الحق ومختوم بإسم كاتب قد يؤمن ولا يطبق وقد يطبق ولايفقه وقد يجمع الاثنين ويبقى ناقص
اعود لنصوص القران .. اجدني كلما تدبرت فيها وخاصةً قصص الامم السابقه
اكتشف كمية قصور الفهم لدي وضمور الحرف الذي يسهب بلا فائده تبعث على كل هذه الروحانيه
مااصغرنا امام ربي ياطارق .. ومااعظمه بحقنا رغم كل قصورنا

طارق
احاول ان اموسق كل كلمات الثناء والاعجاب لتلحق في ركب فكرك
وتبقى عاااجزه
ابقَ حيثك .. في السماء
عطري / وردي

http://tooofa7a.googlepages.com/h32236h.png

محمد صلاح الحربي
19/10/2008, 03:00 PM
كنت قد فارقت لذة الخشوع ..
أو هي فارقتني ..
لكني هنا شعرت بأن القلب يكتظ بما يشعرني به
وكأنه كله يتحول إلى مدى إيمان مشع ..
:
:
نعمة من الله كبيرة
أن نجد من خلقه الرائعين
من يساعدوننا علينا ..
إلى درجة أن تصير شكوكنا الماحقة ..
مضاءة بوهج أجمل يقين .
:
:
كل الروح شكر لقلبك وفكرك أيها البهي
وألف نعم ..
لله درك يا طارق

هند بنت محمد
03/11/2008, 03:19 PM
يستحق هذا الفكر وشماً يتوج على هام النبض

ج ـنة الروح
09/11/2008, 01:50 AM
طارق ..

بهاءٌ لا محدود مغروسٌ بأرض هذا المتصفح
ليس فقط لمتعة القراءة لهكذا حرف ..
وليس فقط للحبكة اللفظية التى يتقاطر منها الجمال قطرة تتبعها صاحبتها فى لهفة تفتُك بنا ..
وليس فقط لأن الحدث جميل .. والحديث نقى .. والمكان نحو الجنة يسمو ..
ولكنـ لأنك ياطارق كُنت صادقاً حتى ظننت أننى مررت حيثك وخطوت عدة خطواتٍ متزنة بروحك دون خوفةٍ من سقوط ...

يا الله ..
تذكرتُ حينما قرأت نصك تلك الآية التى كلما قرآتها إستوقفتنى
" ألم يئن للذيم آمنوا أن تخشع قلوبهم لذِكر الله "
أعتصر خجلاً حينها وأطأطأ رأسى بإتجاه الأرض حتى أشعر بضآلتى
وأحدث قلبى حقاً ألم يئن .. وأتسائل .. لماذا نتظاهر بالجمود أحياناً
وبالقسوة أحياناً .. ونُصر أن نروض فطرتنا على إفتراض الجهل بحب الله
وأن حوائجنا التى نلح عليها إن هى إلا وسيلة يفرضها الله علينا لا لقهر
وإنما شوقٌ لقلوبنا المهترئة بالبعد عن الله

..
الغريب ياصديقى أننا نمتلك أن نغرس أخضراً جديداً فى قلوب قد إقتلعت مرارة الدنيا وهمومها
وبغضها أحياناً أخضرها ويابسها ونُعيد إنشاء ربيعاً إلى حيث السماء ..
فقط ب إعادة إتجاهات قلوبنا شطر مستقبلنا أو بتعبيرٍ أدق ( مستقبلنا المُتجاهل )
ألذى لم تمنحنا دنيانا وقتاً كافياً نرتب فيه غرفنا هناك وحدائقنا هناك وأحلامنا هناك
إنها الفردوس .. اللهم إرزقنا أعلاها ..
..

كُنت قد إشتقت لقلبى يصعد سُلم السماء تضرعاً ..
يا قلب حى على الخشوع



..

أيها الصديق الصدوق
جمالٌ كُنت هنا ب حق
لم أكن أعرف أن لديك كل هذا الرقى ومحجوبٌ هو عن أعيننا مذ زمن ..

ودى الكبير للقلب الذى سطر flwr1

سهى الأحمد
19/11/2008, 03:34 PM
أخشى أنْ أظلمَ النصّ ,
ليَ عودة أكثر رويّةً .. http://u.tgareed.com/uploads/78cb4e38d0.gif

سهى الأحمد
20/11/2008, 03:45 AM
يا الله .. كمْ دمعة في محرابِ اللا شيءْ ذُرفتْ ..؟
بينما محاريبُ الخشيةِ والخشوعْ تشكو جدب العينِ
فللهِ المُشتكى سبحانه .. حليماً , رحيماً , لطيفاً , بِنا رغمَ تقصيرنا



الصّورْ هُنا بديعة , حياكة النصَّ , أناقة مفرداتهُ ,
الهيبة المنبعثة من بين السّطورْ .. كلها ترسمُ طريقاً آخرْ وفكراً أرحبْ للتأمّلْ ,



كمْ هيَ ضمأى أرواحُنا لهكذا لغة .؟!



عزفُكَ منفردْ طارقْ ,
لن تصلُ إليهِ حروفيْ لِ تُثنيْ , جمعتُها كلها لِ تقولْ : شُكراً من القلبِ لهكذا جمالْ ,
وكنْ دائمَ الهُطولِ .!



تحيّة وتقديرْ ..


http://u.tgareed.com/uploads/7fa26c799c.gif

ريم عبد الرحمن
28/09/2009, 04:18 PM
عالياً من جديد

نص رائع بما تحمله هذه الكلمة من معنى ,, أعود به للأعلى

ولي عودة بإذن الله

أخي الفاضل , طارق

حياك ربي يا صاحب هذا النهج وبارك لك فيما أعطاك
تقديري وعناية الله تحفظك أينما كنت.


ننتظرك هنا ,, أينك عنا هذه الأيام