المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ~ مَبْنِي عَلَى المَجْهُولِ ؟


أسامة بن محمد السَّطائفي
29/11/2008, 04:48 PM
http://www.emlaat.com/vb/uploaded/65_1225559623.gif
http://www.emlaat.com/vb/uploaded/65_1229561642.gif

.. سَــلامٌ عليكُـمْ و رحمةُ اللهِ وَ بركاتُــهُ .

.

.

.

. . مَـبْـنِـي عَـلَـى المَـجْـهُـولْ ؟


~ ألمَـحُهم دائِماً في كلِّ مرَّةٍ آتِي فيها لكي أفتحَ المَحلَّ صَباحاً أو عندما أُغلقهُ مساءاً ، أوفِياءَ لحيِّهمِ السَّكَنِيِّ لا يُفارقونهُ إلاَّ نَزراً يَسيــراَ .

~ أراهُم في وَضعِيَّاتٍ مختلفةٍ و أماكِنَ متعدِّدةٍ تَحتَ العِماراتِ أو على الأرصِفَـة ، منهم الواقفُ و منهم الجالسُ و منهم ما بينَ ذلك يَتكلَّمونَ مُقهقهينَ بِالعِباراتِ النَّابِيَةِ وَ الألفاظِ الهابِطةِ المُبتكَرةِ لا يَردعهم حَياءٌ من النَّاسِ وَ لا خَوفٌ من رَبِّ النَّـاس . أنيسهم في مَجالِسهم العامرة ، سَجائرٌ و فَناجِينُ قَهـوة يَتحدَّثونَ في أيِّ شيء دونَ انتِقاءٍ للمواضيعِ الَّتي يَتمُّ النِّقاشُ حولها فوقَ مائدتهم المُستديرة وَ دونَ مُراعاةِ إذا كانَ المُنَاقَشُ يَعنيهم أم لاَ ؟ أو لديهم معرفةٌ بهِ أو لاَ ؟ لِذا فالكَلامُ يَدورُ حولَ السِّياسَةِ وَ السِّينما وَ الإقتِصاد وَ الثَّقافَة وَ الأزياء وَ الفِلاحَةِ وَ الصِّحَّة وَ المَحروقاتِ وَ الفَنِّ وَ إلَـخ وَ آخرِ صَيحاتِ الغَربِ العابرةِ للقارَّاتِ عبرَ شَبكاتِ التلفزيونِ وَ الأنترنت ، و لا أنسَى ذِكرَ حَديثهم الأكبر وَ مِحورَ جَعجَعَتهمِ الأهمِّ وَ الَّذي يَتصدَّرُ لائِحةَ المَمضُوغاتِ : كُـرةُ القَـدَم وَ ما أدراكَ ما كرةُ القدم ، تِلكَ الطَّابةُ الجِلدِيَّـةُ المَنفوخَـة وَ الَّتي تُعبِّرُ بِصِدقٍ عن واقِعنا الذَّليل فنحنُ نُشبهها إلى حَدٍّ ما ، فكم تقاذفتنا البِطالةُ هنا و هناك وَ كم رَكلتنا القراراتُ التَّعسُّفِيَّةُ وَ الأوضاعُ البيروقراطِيَّـةُ في مَيدانِ المجتمعِ مُضرَّجينَ بعرقِ الجَريِ الدَّؤوبِ خلفَ مِهنةٍ شريفةٍ وَ لُقمةٍ نَظيفة ، بَيْدَ أنَّ الشَّرفَ وَ النَّظافةَ صارا مَعدنينِ نَفيسينِ هذهِ الأيَّـام وَ نَدُرَ من يَتعاملُ بهما في سائرِ أحوالـه .

~ المُهمّ ، وَ عودةً بنا إلى ما كُنتُ أتحدَّثُ بشأنهِ حَتَّى لا أتيهَ فإنَّ هاجِسَ لُعبةَ كرةِ القدمِ يُسَيطرُ على عقولِ تلكَ الزَّمرةِ الشَّبابِيَّـة ليلَ نَهار ، يُتابعونَ أخبارها و يرصدونَ تحرُّكاتِ لاعبيها و تنقلاتهم بل وَ إنَّهم يَحضرونَ مُبارياتها و يعيشونَ أجوائها بمُنتهى الشَّغفِ و الإهتمام . و من أجلِ أن يبقوا على اتصالٍ و اطلاعٍ دائِمينِ مع مستجدَّاتِ تلكَ الرِّياضَـةِ ، دَئبوا على شراءِ الصُّحفِ المُختصَّةِ بها و واضبوا على قرائتها بتركيزٍ فائق . فترى الواحدَ من أولئكَ العاطلينَ عن الإرادةِ يقضي أغلبَ يومهِ و هو يَجوبُ صفحاتِ جَريدَتهُ المُفضَّلة جِيئةً و ذَهاباً دونما مَـلل ، مُلتصقاً بِقارعةِ الطَّريقِ الَّتي يَعشقها إلى حدِّ الجُنون .

~ وَ مِمَّـا زادَ من درجةِ استغرابي وَ أبكانِي ضاحِكاً مَلابسهم المتحضِّرةُ و هيئاتهم المتقدِّمةُ و أشكالهم الرَّاقِيَـة ، فلا يَكادُ يَخلو موضعٌ من جُسومهم من أثرٍ للموضَـةِ وَ صَرعاتِ الحِلاقةِ وَ الأناقةِ وَ الخَلاعةِ وَ التَّمَـيُّـع . فالمَلابسُ لم يبقى منها إلاَّ اسمها المجرَّدُ من المَعنَى ، رثَّةٌ وَ ممزَّقةٌ بدعوى التَّجديد وَ تفصيلاتها فوضَوِيَّةٌ تنتشرُ فيها الرُّقعُ و الشَّراشِفُ تحتَ اسمِ الحَداثَـة ، وَ لكي يَبدو الهِندامُ مُغايراً للعادةِ السَّليمَـةِ و الفطرةِ القَويمَـةِ كُمِّلَ منظرُ ذلكَ كُلِّهِ بِمثبِّتِ الشَّعرِ البرَّاق وَ الــ mp3 [ المُتطوِّر / المُتهالك ] معَ النَّظَّاراتِ الشَّمسِيَّةِ و القُبَّعاتِ ذاتِ العلاماتِ التِّجارِيَّةِ العالميَّةِ و المُفبركَة بألوانٍ زاهيةٍ مُزركَشَـة ، عندها يَكونُ صاحبُ كلِّ هاتيكَ الإكسسواراتِ أقربَ إلى فَزَّاعةٍ منهُ إلى مُهـرِّج ، على الأقلِّ فإنَّ البهلوانَ دائمُ الحَـركةِ وَ الحَيَوِيَّـة !

~ كلُّ ما أبديتهُ من مُلاحظَـاتٍ و غيرها استفزَّني لأطرحَ أسئلـةً غَـزيرةً على نفسِـي ... :

~ ألا يَدرسُ هَـؤلاء ؟

~ ألا يَعملُ هَـؤلاء ؟

~ ألا يُشاهِدونَ التِّـلفَـاز ؟

~ ألا يَمَلُّـونَ من روتِينهم اليَـومِـيِّ ؟

~ ألا يَـأكلونَ وَ ينَـامُـون ؟

~ من أينَ لهم بالأموالِ لكي يَشتروا ما أسلفـتُ ذِكـره ؟

.

.

.

؟؟؟؟؟؟؟؟؟

عَـلاماتُ استِفهامٍ تَبحثُ عمَّـن يُزيلُ عنها غُموضَـها و يروِي غَليلَـها بالإجَـابَـةِ الشَّافِيَـة ، وَ مصيرٌ يَبقى غيرَ واضِـحِ المَعالـم يَغرقُ في غيبوبَـةٍ مُـزمِنَـة وَ سُـكْـرٍ عُضَـال ، وَ يَغشَـاهُ الإنقِيَـادُ الأعمَـى مُلطَّخاً بأوسَـاخِ العَصرَنَـة .



~


سَـطِيـفْ ، 16 / 08 / 2008 .

حُلم
15/12/2008, 06:34 AM
وليت الأمر يبقى على تفاهات الحديث ومتابعة الرياضة ..!

ليته يبقى على التقليد الأعمى وسطحية التفكير ياأسامة ..


المدارس باتت موبوءة بالفشل من معلمين وطلاب .. بل ان المدارس النموذجيه تعد على الأصابع في كل بقاع الوطن العربي وليس الأمر حكراً على بلدٍ معين ..!

والبيوت اصبحت غرفاً مغلقةً ابوابها ، وأهلها كلاً في شأنه مشغول ..

وإن استدرك الآباء انهم آباء فتحوا تحقيقاً مع الأبناء وعقدوا الجبين وكشروا ليتمنون ابناءهم انهم دوماً غافلين ..!

نتاج ذلك هو اكتضاض الشوارع بهم لتصبح ملتقى للفساد والتخطيط للجرم واصطياد الفرائس لارتكاب الحرام ..




اما دائرة الاتهام فتدور حول البطالة والفقر والفراغ وإهمال الأهل ..!



لست ابرر لشبابنا .. لكن هذه اسبابٌ حقيقية ..!

والحقيقة المرَّة ان شبابنا للأسف لايستهوي سوى الملذات والراحة ..

والتقليد اشباعٌ للفراغ داخلهم ومحاولة للوصول للغير لو كان بالألبسة وتسريحات الشعر ..!


لكني لاأعمم بل ان التباشير تلوح بأن الأجيال القادمة ستكون افضل مازال هناك أُسرٍ واعية ..!

ومازال الوصول للقمم مشروطاً بالعلمِ والشهادات العُلى ..!!




،
،
،


بوركَ في عقل ادار هذه الافكار وأخرجها باسلوب الواعي الحريص على دعائم الأمة ياأستاذنا أسامة ..!

اقبل شكري وعذري على تعليقٍ لايرتقي لمستوى الموضوع الباسق ..!




سلمت وعقلك وحرفك ..



تقديري واحترامي ..


flwr2

أسامة بن محمد السَّطائفي
16/12/2008, 06:13 PM
وليت الأمر يبقى على تفاهات الحديث ومتابعة الرياضة ..!

ليته يبقى على التقليد الأعمى وسطحية التفكير ياأسامة ..


المدارس باتت موبوءة بالفشل من معلمين وطلاب .. بل ان المدارس النموذجيه تعد على الأصابع في كل بقاع الوطن العربي وليس الأمر حكراً على بلدٍ معين ..!

والبيوت اصبحت غرفاً مغلقةً ابوابها ، وأهلها كلاً في شأنه مشغول ..

وإن استدرك الآباء انهم آباء فتحوا تحقيقاً مع الأبناء وعقدوا الجبين وكشروا ليتمنون ابناءهم انهم دوماً غافلين ..!

نتاج ذلك هو اكتضاض الشوارع بهم لتصبح ملتقى للفساد والتخطيط للجرم واصطياد الفرائس لارتكاب الحرام ..




اما دائرة الاتهام فتدور حول البطالة والفقر والفراغ وإهمال الأهل ..!



لست ابرر لشبابنا .. لكن هذه اسبابٌ حقيقية ..!

والحقيقة المرَّة ان شبابنا للأسف لايستهوي سوى الملذات والراحة ..

والتقليد اشباعٌ للفراغ داخلهم ومحاولة للوصول للغير لو كان بالألبسة وتسريحات الشعر ..!


لكني لاأعمم بل ان التباشير تلوح بأن الأجيال القادمة ستكون افضل مازال هناك أُسرٍ واعية ..!

ومازال الوصول للقمم مشروطاً بالعلمِ والشهادات العُلى ..!!




،
،
،


بوركَ في عقل ادار هذه الافكار وأخرجها باسلوب الواعي الحريص على دعائم الأمة ياأستاذنا أسامة ..!

اقبل شكري وعذري على تعليقٍ لايرتقي لمستوى الموضوع الباسق ..!




سلمت وعقلك وحرفك ..



تقديري واحترامي ..


flwr2

*

الأخت القَديرَة حُـلْـم ، سلامٌ عليكِ و رحمةُ اللهِ و بركاتهُ ،

/

كما بيَّنتِ يا أختاهُ فإنَّ موضوعَ التقليدِ و الرِّياضَةِ ليسَ كلَّ شيءٍ ، و لقد أكملتِ أهمَّ الجَوانبِ ،

و لكنَّني قصدتُ بذكرِ ما ذكرتُ التَّنبيهَ و الإشارةَ لأمرٍ أراهُ كلَّ يومٍ تقريباً في بعضِ الشبابِ المُستهترِ ،

وَ إنَّنا نؤمِّلُ الخَيرَ وَ الصَّلاحَ مهما جَرى ، فإنَّ الخيرَ في أمَّةِ محمَّدٍ ( صلى الله عليه و آله و سلم ) كما أخبرَ هوَ ( عليهِ الصلاةُ و السَّلام )

/

ازدانَ موضوعِي برجاحةِ عقلكِ وَ نُورانِيَّةِ كلماتكِ ،

أشكركِ على ذلكَ جَزيلاً ، وَ أنتظركِ بشغفٍ في الآتِي ،

أتمنى أن تتقبلي مني خالصَ التحية و الإحترام :flower2:

فتحية الشبلي
18/12/2008, 04:44 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
بداية أود أن أن أتقدم إليك أخي الكريم أسامة علي حسن إختيارك لهذا الموضوع الذي يهمنا بشكل عام ، وجزاك الله عنا كل خير علي طرحك المميز وهذا ليس بغريب عليك أخي الكريم فالطيب لا يطرح إلا طيبا
أسامة ..
أن موضوع الشباب ، والفراغ والتسكع بين الأزقة والطرقات والأهتمامات الجوفاء التي يعيرها البعض أهمية قصوي برغم قزامتها ، والثقافة الحياتية السليمة التي تكاد تكون معدومة ، والألفاظ البذيئة التي باتت لغة تتدوال بين عدد كبير من أوساط الشباب ، وطريقة اللباس التي تعتبر رمزا للحداثة
التي وللأسف لم نأخذ منها إلا اللمم ..
كل هذا الأمور أستاذي المجتمع بأكمله مسئول عليها بالكامل فالشباب بحاجة الي التوعية بهذه الأسقام الإجتماعية ، هذه الفيروسات التي تنتقل عبر الغزو الغربي البارد الذي يستهدف النسق القيمي لمجتمعاتنا من خلال تصدير كل ما من شانه تدمير هذه الشريحة الحيوية في المجتمع .
ولعل الجهة الأولي التي تقع عليها المسئولية الأولي هي الأسرة ، فهي الخلية الأولي التي يتشرب فيها الفرد ثقافة المجتمع وما تحويه من دين ، وقيم ، وعادات ، وتقاليد ، وأعراف ، وهذا الموروث الثقافي يتآصل في الشاب من خلال عملية التربية الصالحة التي نهدف من خلالها الي إنشاء جيل صالح نافع صامد أمام تحديات العصر فالأسرة يجب أن تأخذ علي عاتقها مهمة توعية وتبصير أبنائها بالخطر المحدق بهم ، ومساعدتهم علي شغل أوقات فراغهم بما يعود عليهم بالفائدة
ومتابعتهم بأستمرار وعدم التنصل من هذه المسئولية بحجة عدم وجود وقت كاف للمتابعة من قبل الوالدين بحكم العمل أو ماغير ذلك فتربية النشئ والمساهمة في خلق شباب واع يعد أهم عمل
أيضا يأتي دور المدرسة كدور مكمل وممتم لدور الأسرة فهي تساهم في التنشئة الإجتماعية السليمة للأفراد من خلال التوعية والأرشاد والنصح وتدعيم المواقف التربوية الإيجابية ونبذ الظواهر الإجتماعية السلبية وإعداد الشباب لمواجهة الحياة ، ونؤكد هنا علي دور المعلم الواعي المثقف الذي يجب أن يمتاز بالدبلوماسية والحنو في المعاملة ، والكياسة والصبر الذي قلما نجده في معلمي اليوم .
وتأتي فيما بعد مسئولية المجتمع وما يتضمنه من أقنية ثقافية عدة والتي تساهم بشكل كبير في توعية الشباب ، ويحب هنا محاربة كل مصدر ثقافي يتسبب في إفساد ذوق الشباب وكل مظهر من مظاهر الفساد وهذه مسئولية المجتمع ككل.
أسامة ، أحيك من القلب والحديث هنا يطول ، ولي عودة تليق.