عزيز العرباوي
29/11/2008, 08:00 PM
هؤلاء نسائي وعبيدي …
أريدك أن تختاري منهم من يؤم صلاتي .
وحاشيتي …
وعبيدي …
ومن يكتب رسالاتي .
أريدك أن تهتمي بي وبأكلي وبشؤوني …
فأنت منذ الآن …
رئيسة الخدم في قصري ،
وسيدة الوصيفات والجواري ،
فهل تليقين بي ؟
وهل تليقين بالمهمات التي وكلتك بها وتطبقين أمري ؟
في قصري لا أريد الجاهلين من عبادي
ولا أريد الخائفين من معركة الشرف التي قدتهم إليها ،
ولا أريد النساخين محررين ،
فتقييدهم أفضل …
وتكبيلهم بالديون أضمن …
من يريد مائة امنحوه ألفا
من يريد ألفا امنحوه ألف ألف
من يريد حليبا امنحوه بقرة ،
من يريد أن يركب امنحوه حصانا ،
فالنقل والأكل والشرب عندي للجميع ،
والكل عندي سواسية …
قائد الحرس والفلاح والنجار والصانع والتاجر ،
وكاتب الرسائل والنساخ والمعلم والنائم والساهر ،
من شاء أن يخرج عني فله ذلك
ومن شاء أن يرحل عني فله ذلك
سأصنع لقصري سياجا من ذهب ،
ولنفقي دربا …
وأعيد للناس ألقابهم وأسماءهم في البطاقات
وللنساء طلاءهن ومساحيقهن من خزائني
وأعود إلى الحياة معهم من جديد .
ونركب قطار الحرية معا إلى بر الأمان …
فسيري يا امرأة في خدمتي ..
وحافظي على صحتي وعافيتي …
وعلى شهرتي في التاريخ ،
سأعيدك إلى مجد الطفولة الغابر
فتبا لما صنعت يدي بك وبأهلك
فقد كنت أكره الفقراء والجائعين ، والخائفين ،
والخارجين عني ، وعن حكمي …
أما الآن :
فالحب سيج عقلي وتفكيري …
وأملى علي أن أصبح أهلا لك ولشعبي
فلا تشريد ولا تهديد ولا عذاب ولا عقاب ،
من مات قد مات
فالله غفور رحيم ،
لي ولأمثالي من طغاة هذا الزمن القصير
من يريد الحب أمنحه
ومن يريد الرحمة أرحمه
ومن يريد أن يخرج عن تعليقاتي وسياساتي فليذهب .
ومن يبقى أقبله ،
فالأرض للجميع من شعبي
للفقراء والضعفاء ،
للصوص والعشاق ،
للمجرمين والأبرياء .
لا فرق بين غني وفقير إلا بالمنصب الذي أوليه ،
ولا بين فتاة وعجوز إلا بإنجابها لطفل من صلبي ،
فمن أراد أن يهديني ابنته جارية أقربه ،
ومن أحب ابنتي الأميرة أقتله ،
فحرمة القصر حرام على الجميع ،
وحديثه ممنوع على الجميع ،
وتاريخه ممنوع على الجميع ،
وإلا أطلقت سراح كلاب القصر …
لتنهش أجساد العبيد وألحرار …
وأجساد المصلين … !!
المحمدية في 18 يوليوز 2002 م
عزيز العرباوي
كاتب مغربي
أريدك أن تختاري منهم من يؤم صلاتي .
وحاشيتي …
وعبيدي …
ومن يكتب رسالاتي .
أريدك أن تهتمي بي وبأكلي وبشؤوني …
فأنت منذ الآن …
رئيسة الخدم في قصري ،
وسيدة الوصيفات والجواري ،
فهل تليقين بي ؟
وهل تليقين بالمهمات التي وكلتك بها وتطبقين أمري ؟
في قصري لا أريد الجاهلين من عبادي
ولا أريد الخائفين من معركة الشرف التي قدتهم إليها ،
ولا أريد النساخين محررين ،
فتقييدهم أفضل …
وتكبيلهم بالديون أضمن …
من يريد مائة امنحوه ألفا
من يريد ألفا امنحوه ألف ألف
من يريد حليبا امنحوه بقرة ،
من يريد أن يركب امنحوه حصانا ،
فالنقل والأكل والشرب عندي للجميع ،
والكل عندي سواسية …
قائد الحرس والفلاح والنجار والصانع والتاجر ،
وكاتب الرسائل والنساخ والمعلم والنائم والساهر ،
من شاء أن يخرج عني فله ذلك
ومن شاء أن يرحل عني فله ذلك
سأصنع لقصري سياجا من ذهب ،
ولنفقي دربا …
وأعيد للناس ألقابهم وأسماءهم في البطاقات
وللنساء طلاءهن ومساحيقهن من خزائني
وأعود إلى الحياة معهم من جديد .
ونركب قطار الحرية معا إلى بر الأمان …
فسيري يا امرأة في خدمتي ..
وحافظي على صحتي وعافيتي …
وعلى شهرتي في التاريخ ،
سأعيدك إلى مجد الطفولة الغابر
فتبا لما صنعت يدي بك وبأهلك
فقد كنت أكره الفقراء والجائعين ، والخائفين ،
والخارجين عني ، وعن حكمي …
أما الآن :
فالحب سيج عقلي وتفكيري …
وأملى علي أن أصبح أهلا لك ولشعبي
فلا تشريد ولا تهديد ولا عذاب ولا عقاب ،
من مات قد مات
فالله غفور رحيم ،
لي ولأمثالي من طغاة هذا الزمن القصير
من يريد الحب أمنحه
ومن يريد الرحمة أرحمه
ومن يريد أن يخرج عن تعليقاتي وسياساتي فليذهب .
ومن يبقى أقبله ،
فالأرض للجميع من شعبي
للفقراء والضعفاء ،
للصوص والعشاق ،
للمجرمين والأبرياء .
لا فرق بين غني وفقير إلا بالمنصب الذي أوليه ،
ولا بين فتاة وعجوز إلا بإنجابها لطفل من صلبي ،
فمن أراد أن يهديني ابنته جارية أقربه ،
ومن أحب ابنتي الأميرة أقتله ،
فحرمة القصر حرام على الجميع ،
وحديثه ممنوع على الجميع ،
وتاريخه ممنوع على الجميع ،
وإلا أطلقت سراح كلاب القصر …
لتنهش أجساد العبيد وألحرار …
وأجساد المصلين … !!
المحمدية في 18 يوليوز 2002 م
عزيز العرباوي
كاتب مغربي