أمل السرحان
01/12/2008, 08:33 PM
قصة قصيرة ..
لحظات الغروب .. والشفق الأحمر .. يرسمان في أعماقها خطوط الحزن ..
وخطوط الرجاء .. فكل المنافذ أغلقت بينها وبين من إمتلك روحها .. إلا هذه الشرفة التى تطل على باب منزله
.. تقف عندها كل غروب ترقب عودته ..!!تنظر اليه فترى أي حلم مات مذبوحاً .. وأي قلبٍ يغوص في بركة
ألم .. لم تنحني يوماً .. حتى لألمها ..لم تحاول أن تظهر عواطفها .. جعلت ألف ستار وستار يغلفان قلبها ..
أحبت بشموخ ..وبكت بشموخ .. في ظلمة جدران سترت ضعفها عن البشر..!!
أصغت السمع .. ها هو يقترب .. سيوقف سيارته الآن .. وسوف يعدل ياقة قميصه ..وسينحني لإخراج حقيبة
أوراقه .. ولكنه أبداً لن ينظر لقلب هناك خلف الشرفه يراقبه بصمت ..ترى الى أي جنون تنساق ..وما ذنبها أن
مات أبويها وتركا لها كل هذه الأراضي..وثروة طائله لم تمنحها السعادة .. وهي الابنه الوحيدة ..
_ سيدتي العشاء جاهز ..
لم تنتبه أنها وقفت لساعات على الشرفه .. واتتها فكره .. إبتسمت ..
_ ماري أريدكِ أن تذهبي للطبيب " رائد " في البيت المجاور وأستدعيه أشعر بتوعك ..
_ حالاً سيدتي ..
راقبتها تطرق الباب .. غابت قليلاً .. ثم رأته مقبلاً مع خادمتها ..
كاد أن يغمى عليها .. أي جنون قامت به .. ؟؟
ماذا ستخبره الآن .. ؟؟
أين شموخها وكبريائها .. دارت الغرفه مرات بإرتباك .. كان وجهها يزداد شحوباً ..
لم يسبق لها أن كلمته أبداً .. كان يكفيها أن تراقبه من بعيد .. كيف تجرأت ..
شعرت بخطواته مع خادمتها .. يرتقي الدرج .. واحد إثنان .. ثلاثة ..
ظلام دامس يلفها ..وكف حانية تربت على خديها ..سيدتي ستكونين بخير..
لم تقوى على فتح عينيها .. ماذا جرى .. ؟؟ سمعت خطواته مغادراً لم تقوى على النظر اليه .. كان يكلم خادمتها
.. سأذهب لإحضار الدواء .. سأعود حالاً..
شعرت بإعياء هل حقاً كان هنا .. لمس يدها .. أخبرتها ماري أنها كانت في غيبوبه
وأنه حملها لسريرها وأنعشها ..
حين عاد قابلته في الردهه وشكرته .. كتمت كل مشاعرها .. ودعته للعشاء ..
_ احضرت لك ِ فيتامينات سيدتي فأنت لا تعاني الا من ضعف عام ..
ليته يعلم معاناتها الحقيقية ..فهي لا تحتاج لشئ في الكون حاجتها إليه ..
نظرت لعينيه .. لأول مرةٍ تراهما من قرب .. كانتها بحر من حنان ودت الا تفارقه ..
فكه وهو يبتسم ينثر زهور الزيزفون في خريف مشاعرها ..
_ أتبحثين عن شئ مفقود في وجهي ..
_ إبتسمت بإرتباك .. عذراً .. يبدو أني ما زلت متعبة ..
- إذن إسمحي لي .. سيدتي .. بالذهاب .. وسأطمئن عنك ِ إلى اللقاء ..
شعرت بأريج الحب يعبق في المكان ..والقصر الكبير شعرت به يتماوج فرحاً يتراقص بحبور .. والمساء صار
يعج بهمسات السمار ..
توطدت بينهما علاقة إلفه .. كانت حباً مجنوناً صامتا من ناحيتها .. وعلاقة حائرة من ناحيته ..كان يزورها بين
الحين والأخر .. أو يذهبان في نزهة .. ويغرقان في ضحك طفولي .. صار ينظر لشرفتها كل صباح ويحيها ..
شعرت أن الحزن فارق دربها ..
لكنهما لم يتحدثا لحظه عن الحب .. لم تعبر له عن عشقها المجنون ..ولم يصارحها بمشاعره .. وأكتفت بقربه ..
فلا شئ يهم قدر وجوده هنا..
أخبرها أنه سيذهب للمدينه .. وسيعرفها على شخص حبيب لقلبه .. شخص هو كل حياته ..إبتسمت .. أخيراً
سيأتي بأمه .. أخيراً سيكللان صداقتهما بالزواج ..
شعرت بالغبطة وأنتظرته .. بقلق ..وأمل .. وحلم ..
ها هو يقترب .. إنها تلمح أمه بجانبه .. خفق قلبها بسرعة جنونية ..
أوقف سيارته .. ونزل فتح بابها .. لأنثى في مقتبل العمر .. شع وجهها عن إبتسامة عذبة ..عانقته .. سمعتها
تقول له " ليتكَ تدرك كم إشتقتكَ حبيبي "
أحست بالدنيا يلفها سواد قاتم .. وتضاربت كل ذكرياتها .. هو لم يخبرها مرة واحده أنه يحبها ..وهي .. لم تلمح له
عن مشاعرها .. عاد مع حبيبته .. سيعلمها عن زواجه ..!!
إنهارت في ثواني كل أحلامها ..شعرت بالإختناق .. كادت تهوي .. جلست على مقعد قرب الشرفة .. تنظر
لباب غرفتها نظرات فارغة ..صوت الباب الخارجي يطرق ..
هاهو يرتقي الدرج ليعلن لها عن زواجه .. يغوص قلبها أكثر وأكثر ..
وتبقى عيناها مسمرتان على الباب بنظرة فارغة باردة ميته ..
طرق الباب ودخل .. هاله ما رأى .. بسرعة فحص نبضها ..كانت جثة هامدة .. صرخ بجنون ..
لا تموتي أرجوكِ ..
لا يا حبيبتي .. أتوسل إليكِ لا تتركيني ..لقد أحضرت أختي لنعلن زواجنا ..
وبقيت عيناها مسمرتان تنطقان بعظم ما عانته .. ورأسه في حجرها يبكي بألم ..!!
بقلم أمل السرحان
لحظات الغروب .. والشفق الأحمر .. يرسمان في أعماقها خطوط الحزن ..
وخطوط الرجاء .. فكل المنافذ أغلقت بينها وبين من إمتلك روحها .. إلا هذه الشرفة التى تطل على باب منزله
.. تقف عندها كل غروب ترقب عودته ..!!تنظر اليه فترى أي حلم مات مذبوحاً .. وأي قلبٍ يغوص في بركة
ألم .. لم تنحني يوماً .. حتى لألمها ..لم تحاول أن تظهر عواطفها .. جعلت ألف ستار وستار يغلفان قلبها ..
أحبت بشموخ ..وبكت بشموخ .. في ظلمة جدران سترت ضعفها عن البشر..!!
أصغت السمع .. ها هو يقترب .. سيوقف سيارته الآن .. وسوف يعدل ياقة قميصه ..وسينحني لإخراج حقيبة
أوراقه .. ولكنه أبداً لن ينظر لقلب هناك خلف الشرفه يراقبه بصمت ..ترى الى أي جنون تنساق ..وما ذنبها أن
مات أبويها وتركا لها كل هذه الأراضي..وثروة طائله لم تمنحها السعادة .. وهي الابنه الوحيدة ..
_ سيدتي العشاء جاهز ..
لم تنتبه أنها وقفت لساعات على الشرفه .. واتتها فكره .. إبتسمت ..
_ ماري أريدكِ أن تذهبي للطبيب " رائد " في البيت المجاور وأستدعيه أشعر بتوعك ..
_ حالاً سيدتي ..
راقبتها تطرق الباب .. غابت قليلاً .. ثم رأته مقبلاً مع خادمتها ..
كاد أن يغمى عليها .. أي جنون قامت به .. ؟؟
ماذا ستخبره الآن .. ؟؟
أين شموخها وكبريائها .. دارت الغرفه مرات بإرتباك .. كان وجهها يزداد شحوباً ..
لم يسبق لها أن كلمته أبداً .. كان يكفيها أن تراقبه من بعيد .. كيف تجرأت ..
شعرت بخطواته مع خادمتها .. يرتقي الدرج .. واحد إثنان .. ثلاثة ..
ظلام دامس يلفها ..وكف حانية تربت على خديها ..سيدتي ستكونين بخير..
لم تقوى على فتح عينيها .. ماذا جرى .. ؟؟ سمعت خطواته مغادراً لم تقوى على النظر اليه .. كان يكلم خادمتها
.. سأذهب لإحضار الدواء .. سأعود حالاً..
شعرت بإعياء هل حقاً كان هنا .. لمس يدها .. أخبرتها ماري أنها كانت في غيبوبه
وأنه حملها لسريرها وأنعشها ..
حين عاد قابلته في الردهه وشكرته .. كتمت كل مشاعرها .. ودعته للعشاء ..
_ احضرت لك ِ فيتامينات سيدتي فأنت لا تعاني الا من ضعف عام ..
ليته يعلم معاناتها الحقيقية ..فهي لا تحتاج لشئ في الكون حاجتها إليه ..
نظرت لعينيه .. لأول مرةٍ تراهما من قرب .. كانتها بحر من حنان ودت الا تفارقه ..
فكه وهو يبتسم ينثر زهور الزيزفون في خريف مشاعرها ..
_ أتبحثين عن شئ مفقود في وجهي ..
_ إبتسمت بإرتباك .. عذراً .. يبدو أني ما زلت متعبة ..
- إذن إسمحي لي .. سيدتي .. بالذهاب .. وسأطمئن عنك ِ إلى اللقاء ..
شعرت بأريج الحب يعبق في المكان ..والقصر الكبير شعرت به يتماوج فرحاً يتراقص بحبور .. والمساء صار
يعج بهمسات السمار ..
توطدت بينهما علاقة إلفه .. كانت حباً مجنوناً صامتا من ناحيتها .. وعلاقة حائرة من ناحيته ..كان يزورها بين
الحين والأخر .. أو يذهبان في نزهة .. ويغرقان في ضحك طفولي .. صار ينظر لشرفتها كل صباح ويحيها ..
شعرت أن الحزن فارق دربها ..
لكنهما لم يتحدثا لحظه عن الحب .. لم تعبر له عن عشقها المجنون ..ولم يصارحها بمشاعره .. وأكتفت بقربه ..
فلا شئ يهم قدر وجوده هنا..
أخبرها أنه سيذهب للمدينه .. وسيعرفها على شخص حبيب لقلبه .. شخص هو كل حياته ..إبتسمت .. أخيراً
سيأتي بأمه .. أخيراً سيكللان صداقتهما بالزواج ..
شعرت بالغبطة وأنتظرته .. بقلق ..وأمل .. وحلم ..
ها هو يقترب .. إنها تلمح أمه بجانبه .. خفق قلبها بسرعة جنونية ..
أوقف سيارته .. ونزل فتح بابها .. لأنثى في مقتبل العمر .. شع وجهها عن إبتسامة عذبة ..عانقته .. سمعتها
تقول له " ليتكَ تدرك كم إشتقتكَ حبيبي "
أحست بالدنيا يلفها سواد قاتم .. وتضاربت كل ذكرياتها .. هو لم يخبرها مرة واحده أنه يحبها ..وهي .. لم تلمح له
عن مشاعرها .. عاد مع حبيبته .. سيعلمها عن زواجه ..!!
إنهارت في ثواني كل أحلامها ..شعرت بالإختناق .. كادت تهوي .. جلست على مقعد قرب الشرفة .. تنظر
لباب غرفتها نظرات فارغة ..صوت الباب الخارجي يطرق ..
هاهو يرتقي الدرج ليعلن لها عن زواجه .. يغوص قلبها أكثر وأكثر ..
وتبقى عيناها مسمرتان على الباب بنظرة فارغة باردة ميته ..
طرق الباب ودخل .. هاله ما رأى .. بسرعة فحص نبضها ..كانت جثة هامدة .. صرخ بجنون ..
لا تموتي أرجوكِ ..
لا يا حبيبتي .. أتوسل إليكِ لا تتركيني ..لقد أحضرت أختي لنعلن زواجنا ..
وبقيت عيناها مسمرتان تنطقان بعظم ما عانته .. ورأسه في حجرها يبكي بألم ..!!
بقلم أمل السرحان