حبيب محمود
05/12/2008, 02:29 AM
الواعدون
:
:
:
:
يبحثون عن طريق، يضعون فيها أقدامهم على مواقع الخطوات التي وضعها من سبقهم، يشعرون بالعجز حيناً وبالفخر حيناً آخر لمجرد تلقيهم توجيهاً أو ثناءً.
يتكاثرون مثل تكاثر الزهور في الحدائق، فيتشابهون، ويبقى أيّ منهم رهين ما يواجه من عناية وتشجيع، أو تثبيط. قبل زمن الإنترنت؛ كانت الأدراج تقرأ مسوداتهم. وبعد الإنترنت؛ صاروا يتنفسون ويعبّرون ويجايل بعضهم بعضاً.
حين تبحث عنهم في المؤسسات الثقافية؛ فإنك بالكاد تجد أحداً منهم. المؤسسات مشغولة بالأسماء "الكبيرة"، واللاصقين بجدرانها وفعالياتها، والراغبين في الانتفاع. أما "جمهور" الواعدين فلا مكان لهم يُمكن أن يلاحظه أحد، أو تحدده إدارة الجمعية أو النادي.
الجيل الجديد ليس موجوداً بالمعنى الذي تأسست المنشآت الثقافية من أجله. هذه المؤسسات منهمكة في "الصف الأول"، والصف "الثاني" يهرول في منتديات الإنترنت باحثاً عن "تعقيبات" فوضوية لا تتحمّل أية مسؤولية نقدية أو تربوية..!
في اعتقادي أنه ليس في معظم مؤسساتنا الثقافية برنامج يبلور أو يفعّل عملاً أو نشاطاً أو تقنية لرعاية "الواعدين" في مواهب الأدب والثقافة. وما يحدث هو دمج كل شيء في سياسة العمل وتنظيماته، لتسير رعاية الموهوبين "بالبركة" شأنها شأن النشاطات المرتجلة، أو المخطط لها تحت سياسة "السمع والطاعة".
ولذلك؛ فإن من القاطع الجازم القول: إن أياً من مؤسساتنا الثقافية لم تنجح ـ حتى تاريخه ـ في صناعة شاعر أو قاص أو روائي أو كاتب، ولم يتخرّج منها ـ بالمعنى الحقيقي ـ أيّ مبدع.
http://www.alwatan.com.sa/news/alwatanop2.asp?id=4017&issueno=2988
:
:
:
:
يبحثون عن طريق، يضعون فيها أقدامهم على مواقع الخطوات التي وضعها من سبقهم، يشعرون بالعجز حيناً وبالفخر حيناً آخر لمجرد تلقيهم توجيهاً أو ثناءً.
يتكاثرون مثل تكاثر الزهور في الحدائق، فيتشابهون، ويبقى أيّ منهم رهين ما يواجه من عناية وتشجيع، أو تثبيط. قبل زمن الإنترنت؛ كانت الأدراج تقرأ مسوداتهم. وبعد الإنترنت؛ صاروا يتنفسون ويعبّرون ويجايل بعضهم بعضاً.
حين تبحث عنهم في المؤسسات الثقافية؛ فإنك بالكاد تجد أحداً منهم. المؤسسات مشغولة بالأسماء "الكبيرة"، واللاصقين بجدرانها وفعالياتها، والراغبين في الانتفاع. أما "جمهور" الواعدين فلا مكان لهم يُمكن أن يلاحظه أحد، أو تحدده إدارة الجمعية أو النادي.
الجيل الجديد ليس موجوداً بالمعنى الذي تأسست المنشآت الثقافية من أجله. هذه المؤسسات منهمكة في "الصف الأول"، والصف "الثاني" يهرول في منتديات الإنترنت باحثاً عن "تعقيبات" فوضوية لا تتحمّل أية مسؤولية نقدية أو تربوية..!
في اعتقادي أنه ليس في معظم مؤسساتنا الثقافية برنامج يبلور أو يفعّل عملاً أو نشاطاً أو تقنية لرعاية "الواعدين" في مواهب الأدب والثقافة. وما يحدث هو دمج كل شيء في سياسة العمل وتنظيماته، لتسير رعاية الموهوبين "بالبركة" شأنها شأن النشاطات المرتجلة، أو المخطط لها تحت سياسة "السمع والطاعة".
ولذلك؛ فإن من القاطع الجازم القول: إن أياً من مؤسساتنا الثقافية لم تنجح ـ حتى تاريخه ـ في صناعة شاعر أو قاص أو روائي أو كاتب، ولم يتخرّج منها ـ بالمعنى الحقيقي ـ أيّ مبدع.
http://www.alwatan.com.sa/news/alwatanop2.asp?id=4017&issueno=2988