المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل انتهى زمن العمالقة في الفكروالأدب ؟


مصطفى معروفي
04/01/2007, 03:50 PM
يبدو أن ظهور العباقرة من شعراء وكتاب ومفكرين لم تعدموجودة عندنا في العالم العربي بالشكل الذي كانت عليه في بدايات القرن الماضي ،ونحن هنا لا ننكر أن عندنا حاليا أفذاذا في مختلف مجالات الفكر والأدب،لكنهم ليسوا على مستوى الشهرة والصيت اللذين كانا لدى أسلافهم،فنحن لم نعد نرى أفذاذا عباقرة كما هو الشأن بالنسبة لمفكرين وأدباء مثل :الرافعي والعقاد وطه حسين وشوقي وحافظ والجواهري وقاسم أمين وجبران ونعيمة والقائمة تطول...ولا أدري ما هوالسبب في اختفاء هذه الظاهرة ،أوعلى الأقل السبب في خفوتها خفوتا ظاهرا جليا.فلا شك أن ثمة أسبابا ذاتية وموضوعية عملت على حجب الظاهرة أوعلى ضمورها ضمورا باديا للعيان..
ويجدر بنا هنا أن نسرد بعض العوامل التي أراها كانت دافعا أساسيا لبروز تلك الظاهرة ،والتي ساعدت على تلميعها وتأطيرها،وأجملها في الآتي:
الثقافة:
إن أولئك الأفذاذ اتسموا بامتلاك رصيد ثقافي واسع ومهم، حتى أننا لنكاد نقول بأنهم كانوا موسوعيين -حسب علمي فإن آخر الموسوعيين كان هوالشاعر الألماني جوته-،فالأديب أوالمفكر منهم كان لديه ما يقوله للناس،بمعنى أنه كان يتكلم ويعلم ما يقول ،ومعنى يعلم ما يقول هوأنه كان يعرف المواطن التي تحتاج إلى البحث فيها والتحدث عنها،أي أن المفكر والأديب كانا يضيفان الجديد،وفي اعتقادي الشخصي أن الإضافة النوعية هي التي تميز المفكر والأديب من غيرهما.ثم إنه كانت لديهما قناعات وأفكار يؤمنون بها ويدافعون عنها ،تارة باستعمال المنطق ،وتارة بإيرادالحجة والدليل.
وسائل الاتصال:
كان لوسائل الاتصال دور حاسم في ذيوع صيت أولئك الأفذاذ ،كما كانت سببا في شيوع أفكارهم وأدبهم،و هذا العامل وإن كان على درجة من الأهمية لا تخفى فإنه لا يصدق على كل من كانت له به علاقة من كتاب ،فكم من أديب وكم من مفكر لم يبق منه شيئا ،مع العلم أنه في وقته كان من الوجوه الدائمة الظهور في المنابر الإعلامية ،والأمثلة عن هذا تجل عن الحصر.
وضوح الفكرة والهدف:
بالنسبة للمفكرين فقد كانت لديهم أفكار واضحة وأهداف يحاولون الوصول إليها ،ففي أدمغتهم كانت تلك الأفكار واضحة على ما تتسم به من تخمر ونضج لما لأصحابها من بعد نظر و اتساع أفق، وقدبسطوها للناس بشكل سليم في كتاباتهم،وقدامتاز أسلوب هؤلاء بثلاث ميزات لا بد منها للأسلوب كي يكون أسلوبا ناجعا وراقيا ،وهي:الوضوح والدقة والمتانة.فأسلوبهم لا غموض فيه ولا لبس ،وتبعا لذلك فقد جاءت أفكارهم ساطعة واضحة ،تجد من الناس المناصر لها والمناوئ والمعادي حتى ،ومن هو دون ذلك ،وقد كنا نرى المعارك الأدبية والفكرية محتدمة ،وعلى أشدها بين كاتب وآخر،وبين القراء المناصرين وغير المناصرين،فكان الحقل الأدبي والفكري يعرف حركة دؤوبة ،ويعج بالحركة والنشاط،والمهتم لا بد أن يخرج من ذلك بالفائدة الجمة والتنوير المغذي للعقل ةالمنعش للروح.
ويبدو أن عامل الاحتكاك بالغرب كان له أثره في وجود هذه الظاهرة ،فكثير من المثقفين الذين كانوا طرفا في هذه المعارك هم من أولئك الذين اتصلوا بالغرب اتصالا مباشرا ،أو من الذين تأثروا بثقافته الوافدة ،مقابل المثقفين المحافظين الذين وقفوا ضد منافحين عن القيم المتوارثة ،مبينين خطورة الأفكار المستوردة على هوية الأمة.
إن ظاهرة بروز العباقرة أو الأفذاذ هي ظاهرة عالمية ، وخفوتها أو انعدامها هو ظاهرة عالمية كذلك،إلى أنها تختلف في الدرجة قوة وضعفا من مكان إلى مكان ،ومن مجتمع إلى مجتمع.وإذا كنا قد سردنا بعض العوامل التي كانت حسب رأينا وراء ظهور بعض عباقرتنا العرب ،فلا بد أن نعطف على ذلك ببعض العوامل التي قللت منها أو جعلتها تكاد تكون منعدمة،فنقول:
ضغط الجماعة عى الفرد:
إن الجماعة لها سلطة معنوية على الفرد ، سلطة قاهرة لا تلين لها عريكة ولا يهن عزم،فالمفكر أو الأديب يجد نفسه محاطا ومحاصرا بالجماعة ،لأنها تمثل القيم المحافظ على التقاليد والأعراف التي بموجبها هي محافظة على كيانها ومستمرة في الوجود،فأي كاتب أو مفكر هو مدعو لأن يكون منسجما في طروحاته وفي استخراجاته مع ما يتماشى مع القيم السائدة في مجتمعه ،وإلا سيتلقى صنوفا من الأذى والجفاء لا تتصور.
الشخص العادي:
إن الشخص العادي يرى في ما يقوله المفكر العبقري شيئا متطرفا،إما لأنه لا يفهمه ،وإما لأنه مشبع بأفكارمغايرة يراها هي الصواب وغيرها خاطئ.ولذا فهو يهمله ويحاربه على مستويات منها:
-أن لا يحفل بأفكاره.
-أن يشنع فكره ،وينشر ذلك في الملأ.
-أن يؤلب عليه العامة والخاصة.
-أن لا يقدم له الدعوة لتقديم أطروحاته والتعبير عن وجهة نظره في محاضرة أو ندوة أو في لقاء عاد.
الأفذاذ وشعور الآخرين بالنقص:
إن الأفذاذ يجعلون الناس العاديين يشعرون بالنقص،ويدخلون علي أنفسهم الضيم،فكم من عظيم أو زعيم قدم أعمالا جليلة عادت بالنفع العميم على وطنه أو على الإنسانية قاطبة،ولكنه في نهاية المطاف لم يجد من الناس ما يستحقه من إجلال وإكبار وتقديرلما قدمه،فسقراط مثلا كان سبب تقديمه للمحاكمة هو العامة،وقد مات وهو حانق على الديموقراطية التي أدت به إلى مصير سيئ،وشارل دوجول محرر فرنسا تنكر له الناس فصوتوا لمنافسه في الإنتخابات..الخ..الخ...
وأخيرا نقول هل انتهى زمن العمالقة في افكر والأدب؟أم هل سيظهر عمالقة آخرون جدد؟وإذا ظهروا هل نستطيع تخمين وتحديد الطريقة والكيفية اللتين سيظهرون بهما؟
أرجو أن أكون قد وفقت في طرح وجهة نظري في مسألة من المسائل لها علاقة بالوضع الثقافي العربي عموما،وأعتقد أنه بالنقاش من طرف إخواني وأخواتي ستتضح أمور أخرى لا شك أنها غابت عني وأنا أحاول قدر ما استطعت أن أكون واضحا في طرحي ،ومسفرا عن قناعاتي.

عبد العزيز الجرّاح
05/01/2007, 10:49 PM
الشاعر والكاتب / مصطفى معروفي

حضرت فقط لأقدم لك الشكر...
على حضورك الأول في هذا القسم.
ولي عودة لاحقاً إن شاء الله لـ هذا الطرح الذي يناقش قضية أدبية مهمة.

شكراً لـ فكرك سيدي...

تحيتي وتقديري
عبد العزيز الجراح

سالم السيفي
05/01/2007, 11:35 PM
يبدو أن ظهور العباقرة من شعراء وكتاب ومفكرين لم تعدموجودة عندنا في العالم العربي بالشكل الذي كانت عليه في بدايات القرن الماضي ،ونحن هنا لا ننكر أن عندنا حاليا أفذاذا في مختلف مجالات الفكر والأدب،لكنهم ليسوا على مستوى الشهرة والصيت اللذين كانا لدى أسلافهم،فنحن لم نعد نرى أفذاذا عباقرة كما هو الشأن بالنسبة لمفكرين وأدباء مثل :الرافعي والعقاد وطه حسين وشوقي وحافظ والجواهري وقاسم أمين وجبران ونعيمة والقائمة تطول...ولا أدري ما هوالسبب في اختفاء هذه الظاهرة ،أوعلى الأقل السبب في خفوتها خفوتا ظاهرا جليا.فلا شك أن ثمة أسبابا ذاتية وموضوعية عملت على حجب الظاهرة أوعلى ضمورها ضمورا باديا للعيان..


سيدي الكريم ..
أولا لك جل الشكر وعظيم التقدير على هذا الطرح الذي ينبغي الوقوف على مكوناته وقفة تعطيه حقه حتى نستخلص منه ما تفضلت وطرحت ..
ولو تحدثنا عن الواقع الأدبي اليوم وعن الاختلاف بين الأدباء وعدم تمكن هولاء الأدباء من الوصول إلى المكانة التي كانوا عليها أسلافهم سابقا فإننا لا بد أن نقر أن هناك فارق كبيرا بين الجيل المنصرم وبين جيلنا الحالي من حيث التمكن في إعطاء الفكر حقه ومن حيث التوجه أيضا ..
فقد كان للعلم\ الأدب \ الثقافة بجميع أطيافها ..أهلوها الذين حملوا على عواتقهم أن الفكر الذي يتعاطوه لا يكون شغله الشاغل الا توصيل رسالة صادقة إلى من وضعوا ثقتهم بهم ..وقد كان توجهم حينها توجها صحيحا بماهية الأدب ..وان أولئك الإعلام الذين ذكرتهم كانوا على قناعة مما يفعلون ..
هذا جانب والجانب الأخر ..
لو عدنا إلى جيلنا الحالي وفتشنا بين أروقته لوجدنا الكثير من التناقضات التي لا تخدم المصالح الأدبية وإنما تخدم المصالح الشخصية ..ومن ثم أن الاستقاء من منابع هشة تجعل الفكر مقلدا لا مؤمنا بما يفعل وهذا يدعو إلى تقليص الدور الحقيقي لماهية التعاطي مع هذا الكيان الفكري الحقيقي ..
ناهيك عن قلة القراءة والاطلاع الحقيقي إلا في بعض الكتب التي تكون ذات نفع ضئيل ..والاهم من ذلك القناعة التي تقول أنني أحسن من غيري وهي تكمن في الأنا المتضخمة ..وهناك النقاط الكثيرة ..
وبما أنني على عجالة من أمري الآن ..وقفت على ما اقتطفت أعلاه ..ولي عودة أخرى حول ماهية هذا الموضوع ..
لك التحية والتقدير ..
سالم

مصطفى معروفي
06/01/2007, 10:05 PM
الشاعر والكاتب / مصطفى معروفي
حضرت فقط لأقدم لك الشكر...
على حضورك الأول في هذا القسم.
ولي عودة لاحقاً إن شاء الله لـ هذا الطرح الذي يناقش قضية أدبية مهمة.
شكراً لـ فكرك سيدي...
تحيتي وتقديري
عبد العزيز الجراح
-----------------------
بارك الله فيكأخي عبدالعزيز على هذه الالتفاتة الطيبة منك لي،وأنا أعتبر حضوري في هذا المنتدى الجميل واجبا قبل أن يكون اختيارا،نظرا لمكانة صاحبه الأدبية ، ونظرا لميزة الجدية التي دشن بها المنتدى انطلاقته.
تسلم أخي عبد العزيز.

مصطفى معروفي
06/01/2007, 10:19 PM
سيدي الكريم ..
أولا لك جل الشكر وعظيم التقدير على هذا الطرح الذي ينبغي الوقوف على مكوناته وقفة تعطيه حقه حتى نستخلص منه ما تفضلت وطرحت ..
ولو تحدثنا عن الواقع الأدبي اليوم وعن الاختلاف بين الأدباء وعدم تمكن هولاء الأدباء من الوصول إلى المكانة التي كانوا عليها أسلافهم سابقا فإننا لا بد أن نقر أن هناك فارق كبيرا بين الجيل المنصرم وبين جيلنا الحالي من حيث التمكن في إعطاء الفكر حقه ومن حيث التوجه أيضا ..
فقد كان للعلم\ الأدب \ الثقافة بجميع أطيافها ..أهلوها الذين حملوا على عواتقهم أن الفكر الذي يتعاطوه لا يكون شغله الشاغل الا توصيل رسالة صادقة إلى من وضعوا ثقتهم بهم ..وقد كان توجهم حينها توجها صحيحا بماهية الأدب ..وان أولئك الإعلام الذين ذكرتهم كانوا على قناعة مما يفعلون ..
هذا جانب والجانب الأخر ..
لو عدنا إلى جيلنا الحالي وفتشنا بين أروقته لوجدنا الكثير من التناقضات التي لا تخدم المصالح الأدبية وإنما تخدم المصالح الشخصية ..ومن ثم أن الاستقاء من منابع هشة تجعل الفكر مقلدا لا مؤمنا بما يفعل وهذا يدعو إلى تقليص الدور الحقيقي لماهية التعاطي مع هذا الكيان الفكري الحقيقي ..
ناهيك عن قلة القراءة والاطلاع الحقيقي إلا في بعض الكتب التي تكون ذات نفع ضئيل ..والاهم من ذلك القناعة التي تقول أنني أحسن من غيري وهي تكمن في الأنا المتضخمة ..وهناك النقاط الكثيرة ..
وبما أنني على عجالة من أمري الآن ..وقفت على ما اقتطفت أعلاه ..ولي عودة أخرى حول ماهية هذا الموضوع ..
لك التحية والتقدير ..
سالم
---------------------
أخي الكريم سالم بن حمدان السيفي:
إضافة إلى ماورد في ردك الكريم أقول:
حقيقة أن العمالقة السابقين بلغوا شأوا لم يبلغه اللاحقون،والغريب العجيب في الأمر أن من اللاحقين ممن بشتغل على مشروع فكري أو أدبي ،ولنأخذ على سبيل محمد عابد الجابري في الفكر وادونيس في الشعر،فعلى الرغم من الحضور البين لهذين الكاتبين في الساحة إلا انهما لا يحظون بذيوع الصيت الذي حظي به السابقون،فالعقاد لحد الآن لم يزل مالئا الساحة ،وما زالت أفكاره متداولة تناقش على نطاق واسع.
بالنسبة للتوجه لدى العمالقة فإنه حسب رأيي كان في أغلبه ناتجا عن تكوين عصامي،حتى ولو كان بعضهم نال الشهادات العليا في الجامعات الكبرى.ولنأخذ هنا على سبيل المثال العقاد وطه حسين رغم الاختلاف الذي قد يكون بيننا وبين هذا الخير في مجموعة من طروحاته.فالأول لم ينل من الشهادات سوى الشهادة الابتدائية ،بينما الأخير كان دكتورا،لكن في كتاباتهما ربما تجد العقاد أمتن أسلوبا وأكثر ثقافة.
بارك الله فيك أخي سالم.

جوري جميل
20/12/2009, 01:06 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لكل عصر وزمان أدبه و أولوياته.. وضروراته وأحكامه..

لكل زمن فكر وواقع هيأته الظروف.. وبنته الثقافة..

لم ولن ينتهي الفكر والأدب ما دام هناك إنسان...

ما دام الإنسانُ إنساناً فالفكر والأدب حيّ لم يمتْ...

جل تقديري واحترامي..

مصطفى معروفي
25/12/2009, 11:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لكل عصر وزمان أدبه و أولوياته.. وضروراته وأحكامه..

لكل زمن فكر وواقع هيأته الظروف.. وبنته الثقافة..

لم ولن ينتهي الفكر والأدب ما دام هناك إنسان...

ما دام الإنسانُ إنساناً فالفكر والأدب حيّ لم يمتْ...

جل تقديري واحترامي..
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته،
الواقع أن المقال المتواضع لا يتحدث عن انتهاء الفكر و الأدب في حد ذاتهما ،و إنما يتساءل فقط عماذا إذا كان زمن العمالقة فيهما قد أنتهى بالنظر إلى مؤشرات الواقع الحالي،و هي مؤشرات تقول لنا باللسان الفصيح أن رجال الفكر و الأدب لم يعودوا يُقَدَّمون إلى المجتمع و إلى القارئ بتلك الهالة التي عهدناها في المفكرين و الأدباء في ما سلف.
بالفعل الفكر و الأدب لا يمكن أن ينعدما من الوجود للحاجة الماسة إليهما في حياة الآحاد و الجماعات ،و لكن بعض الأجواء المحيطة بهما قد تتغير و قد تمضحل لم لا؟
تحية و د و تقدير.

خالد المعمري
28/12/2009, 12:10 PM
السلام عليكم أخي ...
اعذرني .. وكأني - فهمت - أن ذاك الجيل بكل ما يتسم به من مقومات - ذكرتَها - يتميز كثيرا عن هذا الجيل الذي وكما - فهمتُ أنا - أنه لا تتوافر فيه تلك المقومات .
- الثقافة
- وسائل الاتصال
- وضوح الهدف
هل المقومات غير موجودة في مفكري هذا الوقت ، وهل هي من رفعت مفكري ذلك الزمن ،،

اعذرني ثانية ..
فالإبداع موجود ، ولكن الواقع ووجهته تغيرت ، ونظرة الحياة للحياة اختلفت ،، ألا تتفق معي أن الجيل الذي ذكرته جاء بعد سنوات عجاف من الاضمحلال الفكري والثقافي ، فنصبنا أولئك المفكرين تماثيل نتلمس خطاها ، وحين تشبعنا وامتلأت بطوننا ، أدرنا وجوهنا بعيدا عن أقلامنا .

جوري جميل
28/12/2009, 02:14 PM
أسعد الله أوقاتك أستاذ مصطفى ..
فهمتُ ما رميتَ إليه ...انتهاء العمالقة والأدباء بمعزل عن الأدب والفكر...

برأيي قد يكون هنالك أدباء حقيقيون لكنهم مغمورون, غطاهم المجتمع ولونتهم ظروفهم فبدو وكأن لا وجود لهم .

المفكرون والعمالقة موجودون ولكن يظهر بعضهم على سطح المياه والبعض الآخر تطوف فوقهم المراكب. فكلما بدت رؤوسهم أصر المجذاف على إزاحتهم .

ملاحظة : قد يكون بالقرب منا مفكر وأديب ومبدع مثقف وواعٍ لكننا لم نلتقي معه يوماً في طريق الحوار أو الأدب بسبب عدم تلاقي الأزمنة الطريقية.
فلا تستغرب إن كان جاركَ مثلاً يمتلك موهبة لغوية أدبية ولكنك لا تعلم ...فضلاً إلى أن التغييرات في المجتمع الواحد تتأثر بها كل الطبقات بما فيهم الأدباء . وكذلك الظروف المعيشية والحياتية تضطر البعض للبعد عن عقولهم والجري وراء عيشهم .

وطبعاً الأمر نسبي نوعاً ما ...

أشكرك لهذا الموضوع أستاذ مصطفى , تقبل مروري المتواضع أمام عظمة فكرك .

مصطفى معروفي
10/04/2010, 01:50 AM
السلام عليكم أخي ...
اعذرني .. وكأني - فهمت - أن ذاك الجيل بكل ما يتسم به من مقومات - ذكرتَها - يتميز كثيرا عن هذا الجيل الذي وكما - فهمتُ أنا - أنه لا تتوافر فيه تلك المقومات .
- الثقافة
- وسائل الاتصال
- وضوح الهدف
هل المقومات غير موجودة في مفكري هذا الوقت ، وهل هي من رفعت مفكري ذلك الزمن ،،

اعذرني ثانية ..
فالإبداع موجود ، ولكن الواقع ووجهته تغيرت ، ونظرة الحياة للحياة اختلفت ،، ألا تتفق معي أن الجيل الذي ذكرته جاء بعد سنوات عجاف من الاضمحلال الفكري والثقافي ، فنصبنا أولئك المفكرين تماثيل نتلمس خطاها ، وحين تشبعنا وامتلأت بطوننا ، أدرنا وجوهنا بعيدا عن أقلامنا .
سلام الله عليك أخي خالد المعمري،
نعم الواقع تغير ،و كان من المفروض أن يعمل تغيره على إبراز ثلة من المفكرين و الأدباء بسمات مميزة ،لكن الذي حدث هو العكس،بحيث صارت الكتابة على الصعيد الفكري و على الصعيد الأدبي و كأنها لا تحيد عن النمطية أسلوبا و على الاجترار مضمونا.
تسلم أخي الأستاذ خالد.

مصطفى معروفي
10/04/2010, 02:03 AM
أسعد الله أوقاتك أستاذ مصطفى ..
فهمتُ ما رميتَ إليه ...انتهاء العمالقة والأدباء بمعزل عن الأدب والفكر...

برأيي قد يكون هنالك أدباء حقيقيون لكنهم مغمورون, غطاهم المجتمع ولونتهم ظروفهم فبدو وكأن لا وجود لهم .

المفكرون والعمالقة موجودون ولكن يظهر بعضهم على سطح المياه والبعض الآخر تطوف فوقهم المراكب. فكلما بدت رؤوسهم أصر المجذاف على إزاحتهم .

ملاحظة : قد يكون بالقرب منا مفكر وأديب ومبدع مثقف وواعٍ لكننا لم نلتقي معه يوماً في طريق الحوار أو الأدب بسبب عدم تلاقي الأزمنة الطريقية.
فلا تستغرب إن كان جاركَ مثلاً يمتلك موهبة لغوية أدبية ولكنك لا تعلم ...فضلاً إلى أن التغييرات في المجتمع الواحد تتأثر بها كل الطبقات بما فيهم الأدباء . وكذلك الظروف المعيشية والحياتية تضطر البعض للبعد عن عقولهم والجري وراء عيشهم .

وطبعاً الأمر نسبي نوعاً ما ...

أشكرك لهذا الموضوع أستاذ مصطفى , تقبل مروري المتواضع أمام عظمة فكرك .
شكرا لك أختي الأستاذة الفاضلة جوري على الرد الكريم و أقول:
إذا تمعنا في الأسباب التي جعلت من أولئك المفكرين و الأدباء عمالقة سنجد أنهم كانوا يحملون قضايا كبيرة نذروا أنفسهم لها و وطنوها على الصبر في الدفاع عليها،و هذا السبب لا نجده حاليا في مفكرينا و أدبائنا ،أو نحن نجده و لكن بصورة فيها خفوت و ضمور.
تسلمين سيدتي.