جمعة الفاخري
28/02/2009, 01:31 PM
تشاويق*
# لأنَّكِ لي .. لقلبي فسأسمِّيكِ على مَشِيْئَتي .. سَأُسَمِّيكِ قُرُنْفُلةً وأقنعُ الرَّبيعَ بتغييرِ أسماءِ بناتِهِ .. منعًا منَ التقليدِ المعطَّرِ ..
سأسمِّيكِ شمسًا ، فبإمكانِ الشمسِ أن تجدَ لها اسمًا آخرَ يشبهُ وجهَهَا .. فوجْهُكِ شمسٌ لا يُشْبِهُ وجهًا غيرَهُ .. ولا شمسًا ..
سأسمِّيكِ غيمةً ، وأصدِّقُ رِذَاذَ الشَّوْقِ الذي يُنَاوشُ قلبي ببللِ التِّحْنَانِ السَّافِرِ .. سَأُؤْمِنُ بالمطرِ المعطَّرِ الذي تُرَذِّذُهُ عَيْنَاكِ على عطشِ قلبي الغويِّ .. وأطالبُ الغيمَ بعدمِ إثارةِ زعاز العطرِ حينما تمرِّينَ على وجهِ الصُّبْحِ قصيدةً للإشراقِ .. وعاصفةً للشوقِ .. ومراسمَ للضَّوْءِ .. حينما تعلنينَ احتكارَ العطرِ .. وابتكارَ الدِّفءِ .. واختصارَ الجمالِ..
سأسمِّيكِ قصيدةً وأحيلُ على التَّقَاعِدِ ملايينَ الدَّوَاوِيْنِ الفارغةَ الجوفَاءَ .. سأكتفي بابتساماتكِ ففيها مليونُ ديوانٍ .. وبنظرتِكِ الآمِلَةِ فهي تجاوزُ مليونَ قصيدَةٍ .. وَبِرِمُوْشِكِ ، فكلُّ رمشٍ ينسجُ بتمرُّدِهِ مليونَ معنًى متمرٍّدٍ .. ومليونَ قافيةٍ عذراءَ ..
سأسمِّيكِ وطنًا .. لأسكنَ عينيكِ طالبًا لُجوءًا عاطفيًّا إِلِيْهِمَا .. مُسْتَجْدِيًا إقامةً دائمةً فيهما .. ليجيئَكِ قلبي الوحيدُ شَاهِرًا أشواقَهُ ، رَاغِبًا بارتجافهِ حقَّ المواطنةِ الأبديَّةِ فيهما..
سأسمِّيكِ سماءً .. وأطالبُ الغيمَاتِ بالتخلِّي عن بيتِهَا لمصلحةِ عينِيكِ .. وأعتذرُ للسَّمَاءِ الطيِّبةِ عن تأخُّرِها في إعلانِ اسمِها المحجوزِ منذُ الْبَدْءِ لجميلتي ..
سأسمِّيكِ بحرًا .. وَأَبْتَلُّ بأنفاسِكِ .. وأرضى لنفسِي بالغرقِ فيكِ .. .. سأمتطي نبضَاتي الزَّوَارِقَ وأبحرُ في مجاهيلِ عينيكِ مغامرًا لا يَؤُوْبُ .. وسأرسمُ على ضِفَافِ وَجْنَتِيْكِ شَاطِئًا لِلْوُصُولِ .. ولا وصولًُ .. سَأَظَلُّ ألهثُ إلى شاطئيكِ وأغرقُ .. أقتربُ من الوصولِ وأغرقُ .. أتعمَّدُ الغرقَ .. وأغرقُ .. !
سأقنعُ البحرَ بأنْ يغيَّرَ ذَاكِرَةَ الموجِ .. وينسى زرقتَهَ .. عليه منَ الآنَ أَنْ يجدَ له اسمًا ووطنًا .. وأنْ يدعَكِ لي .. بكلِّ تقلُّباتِ الموجِ في عينيكِ .. بكلِّ هَيَجَانِ البحرِ وغضبِهِ وطربِهِ ولعبِهِ .. بكلِّ سِحْرِهِ وَجُنُوْنِهِ .. بشواطئِهِ ..
سَأَسمِّيكِ عصفورةً .. وأغنِّي وأنتِ لقلبي أنشودَةَ الهوى ..
سأسمِّيكِ مدرسةَ الحبِّ .. وأغلقُ مدارسَ الأرضِ جميعَها .. وأدعو صغارَ العاشقينَ إلى فصولِ عينيكِ لتعلِّمِ لغَةِ الهوى .. لحفظِ أناشيدِ الغرامِ .. ولمعرفةِ حِسَابِ النَّبضَاتِ المتمرِّدةِ .. والآهاتِ والزَّفَرَاتِ ليلَ الاشتياقِ .. وغداةَ اللَّهفةِ الكبرى.
سأسمِّيْكِ عاصفَةً وأسقطُ شَعْرَكَ من قوائمِ المتمرِّدينَ على سلطةِ الممكنِ بثورَاتِ المستحيلِ .. وسأجدُ عملاً آخرَ للعواصفِ ؛ بأنْ تحملَ عطرَكِ لكلِّ الكونِ مكاتيبَ هوًى .. وَرُسَلَ غرامٍ...
alfakhrey@yahoo.com
* من كتاب ( أسير بقلبٍ ملتفتٍ ) للكاتب.
# لأنَّكِ لي .. لقلبي فسأسمِّيكِ على مَشِيْئَتي .. سَأُسَمِّيكِ قُرُنْفُلةً وأقنعُ الرَّبيعَ بتغييرِ أسماءِ بناتِهِ .. منعًا منَ التقليدِ المعطَّرِ ..
سأسمِّيكِ شمسًا ، فبإمكانِ الشمسِ أن تجدَ لها اسمًا آخرَ يشبهُ وجهَهَا .. فوجْهُكِ شمسٌ لا يُشْبِهُ وجهًا غيرَهُ .. ولا شمسًا ..
سأسمِّيكِ غيمةً ، وأصدِّقُ رِذَاذَ الشَّوْقِ الذي يُنَاوشُ قلبي ببللِ التِّحْنَانِ السَّافِرِ .. سَأُؤْمِنُ بالمطرِ المعطَّرِ الذي تُرَذِّذُهُ عَيْنَاكِ على عطشِ قلبي الغويِّ .. وأطالبُ الغيمَ بعدمِ إثارةِ زعاز العطرِ حينما تمرِّينَ على وجهِ الصُّبْحِ قصيدةً للإشراقِ .. وعاصفةً للشوقِ .. ومراسمَ للضَّوْءِ .. حينما تعلنينَ احتكارَ العطرِ .. وابتكارَ الدِّفءِ .. واختصارَ الجمالِ..
سأسمِّيكِ قصيدةً وأحيلُ على التَّقَاعِدِ ملايينَ الدَّوَاوِيْنِ الفارغةَ الجوفَاءَ .. سأكتفي بابتساماتكِ ففيها مليونُ ديوانٍ .. وبنظرتِكِ الآمِلَةِ فهي تجاوزُ مليونَ قصيدَةٍ .. وَبِرِمُوْشِكِ ، فكلُّ رمشٍ ينسجُ بتمرُّدِهِ مليونَ معنًى متمرٍّدٍ .. ومليونَ قافيةٍ عذراءَ ..
سأسمِّيكِ وطنًا .. لأسكنَ عينيكِ طالبًا لُجوءًا عاطفيًّا إِلِيْهِمَا .. مُسْتَجْدِيًا إقامةً دائمةً فيهما .. ليجيئَكِ قلبي الوحيدُ شَاهِرًا أشواقَهُ ، رَاغِبًا بارتجافهِ حقَّ المواطنةِ الأبديَّةِ فيهما..
سأسمِّيكِ سماءً .. وأطالبُ الغيمَاتِ بالتخلِّي عن بيتِهَا لمصلحةِ عينِيكِ .. وأعتذرُ للسَّمَاءِ الطيِّبةِ عن تأخُّرِها في إعلانِ اسمِها المحجوزِ منذُ الْبَدْءِ لجميلتي ..
سأسمِّيكِ بحرًا .. وَأَبْتَلُّ بأنفاسِكِ .. وأرضى لنفسِي بالغرقِ فيكِ .. .. سأمتطي نبضَاتي الزَّوَارِقَ وأبحرُ في مجاهيلِ عينيكِ مغامرًا لا يَؤُوْبُ .. وسأرسمُ على ضِفَافِ وَجْنَتِيْكِ شَاطِئًا لِلْوُصُولِ .. ولا وصولًُ .. سَأَظَلُّ ألهثُ إلى شاطئيكِ وأغرقُ .. أقتربُ من الوصولِ وأغرقُ .. أتعمَّدُ الغرقَ .. وأغرقُ .. !
سأقنعُ البحرَ بأنْ يغيَّرَ ذَاكِرَةَ الموجِ .. وينسى زرقتَهَ .. عليه منَ الآنَ أَنْ يجدَ له اسمًا ووطنًا .. وأنْ يدعَكِ لي .. بكلِّ تقلُّباتِ الموجِ في عينيكِ .. بكلِّ هَيَجَانِ البحرِ وغضبِهِ وطربِهِ ولعبِهِ .. بكلِّ سِحْرِهِ وَجُنُوْنِهِ .. بشواطئِهِ ..
سَأَسمِّيكِ عصفورةً .. وأغنِّي وأنتِ لقلبي أنشودَةَ الهوى ..
سأسمِّيكِ مدرسةَ الحبِّ .. وأغلقُ مدارسَ الأرضِ جميعَها .. وأدعو صغارَ العاشقينَ إلى فصولِ عينيكِ لتعلِّمِ لغَةِ الهوى .. لحفظِ أناشيدِ الغرامِ .. ولمعرفةِ حِسَابِ النَّبضَاتِ المتمرِّدةِ .. والآهاتِ والزَّفَرَاتِ ليلَ الاشتياقِ .. وغداةَ اللَّهفةِ الكبرى.
سأسمِّيْكِ عاصفَةً وأسقطُ شَعْرَكَ من قوائمِ المتمرِّدينَ على سلطةِ الممكنِ بثورَاتِ المستحيلِ .. وسأجدُ عملاً آخرَ للعواصفِ ؛ بأنْ تحملَ عطرَكِ لكلِّ الكونِ مكاتيبَ هوًى .. وَرُسَلَ غرامٍ...
alfakhrey@yahoo.com
* من كتاب ( أسير بقلبٍ ملتفتٍ ) للكاتب.