فتحية الشبلي
04/03/2009, 10:34 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعل من الأهمية بمكان التطرق الي موضوع حيوي يهمنا كمجتمع عربي وهو الهيمنة الثقافية ومخاطرها
فمفهوم الهيمنة الثقافية مفهوم واسع ومتعدد ومتشابك في تحديده
وقد تتخذ شكلا سياسيا أو عسكريا أو أقتصاديا أو ثقافيا وهي ترتكز أساسا علي التسلط والإكراه وهي تعني فرض ثقافة معينة من المتسلط علي المتسلط عليه بشكل ظاهر أو خفي ولعل الشكل الظاهر هو ماعرفناه من أحتلال الأستعمار الغربي لشعوب العالم الثالث ومحاولته لفرض ثقافته ونمط تفكيره وهذا نلاحظه جليا في الأستعمار الفرنسي للمغرب العربي ومحاولة فرنسا الساعية الي فرنسة المغرب العربي أما الشكل الخفي والذي يعد من أخطر الأشكال فهو الهيمنة الثقافية وهو أشد خطورة لأنه موجه نحو النظم المعرفية في الثقافة العربية
والثقافة كما هو معروف وحسب تعريف عالم الإجتماع الإنجليزي وليام
أوجبرن هي ذلك الكل المركب الذي يحوي القيم والأخلاق والعادات والأنماط السلوكية والعرف والتقاليد والرموز والإبداع
والعالم الغربي من خلال عمليات الغزو الثقافي الموجه يحاول ضرب هذه الثقافة في مكوناتها ومبادئها وأسسها الخاصة والثقافة العربية تمثل من هذا المنظور الخصوصية التاريخية للأمة العربية من ناحية القيم والمبادئ
وتشكل البعد الإنساني للعرب فهي التي تجذر العرب في تراثهم وتاريخهم كما أن أرتباط الهوية الثقافية بالوطن والأمة يجعلها تتعرض للهجوم من قبل العولمة أحد أشكال الهيمنة وأحدثها
والهيمنة الثقافية في البلدان العربية حسب وجهة نظري المتواضعة لاتقتصر علي الغزو الأعلامي عبر الفضائيات والأنترنت وكافة الوسائل التي تغزو العاطفة والخيال
ولكن نقطة الضعف الأساسية والمركزية تكمن في البيئة التعليمية
لأنها الأساس الذي تتكون وتنمو وتنضج فيه الكوادر العلمية والثقافية والسياسية
لذلك فهي البؤرة الأساسية التي يجب أن تتجه إليها جهودنا وإعادة صياغة أهدفنا ووسائلنا العلمية ومناهجنا في فضاء يتسم بالحرية حرية التفكير والرأي والحوار والجدل وتعدد الآراء وبذلك نفتح المجال أمام كل الطاقات الإبداعية في كافة المجالات لكسر سياج التسلط الداخلي وأوجه الهيمنة الخارجية بإبدعات في جميع الميادين تتفاعل مع الثقافات الأخري وتنهل منها وتنقدها بمعني علاقة تبادلية أخذ وعطاء وعندما نصل الي ثقافة حية ديناميكية تتعامل مع مشكلات الوطن وتحدياته بنجاح وتتفاعل مع القضايا الوطنية والفكرية بصورة خلاقة يتهمش عندها تأثير الغزو الثقافي ويميل الي التلاشي
ولمواجهة الهيمنة الثقافية في العالم العربي علينا أن نركز علي ثلاثة أبعاد رئيسة
أولا / البعد السياسي الذي يجب أن يسعي الي تكوين ديمقراطيات حقيقية تسمح بحرية الرأي والتعبير والحوار الذي يعد وسيلة أتصال وإنفتاح علي ثقافات أخري
ثانيا / البعد الإقتصادي
والذي يجب أن يركز علي غرس تنمية إقتصادية وطنية تلبي حاجات الجماهير الضرورية
ثالثا / البعد الثقافي
والذي يجب أن يهدف الي تشييد ثقافة عربية تكون العلاقة بين أفرادها مبنية علي أساس الحوار والتواصل وهذا كما سبق وأن أشرت يتطلب إعادة النظر في إستراتيجية التعليم في البلدان العربية
وختاما أرجو منكم إبداء وجهات النظر حول هذه القضية وأقتراح الحلول الناجعة من أجل الخروج من هذا المأزق الإستعماري الموجه نحو أمتنا العربية تحديدا من أجل طمس هويتها
الإثراء أعزائي من أجل الإفادة والأستفادة التي نرجو أن تعم هنا في هذا المنبر الإعلامي
ولكم مني أطيب التحايا
ودي
لعل من الأهمية بمكان التطرق الي موضوع حيوي يهمنا كمجتمع عربي وهو الهيمنة الثقافية ومخاطرها
فمفهوم الهيمنة الثقافية مفهوم واسع ومتعدد ومتشابك في تحديده
وقد تتخذ شكلا سياسيا أو عسكريا أو أقتصاديا أو ثقافيا وهي ترتكز أساسا علي التسلط والإكراه وهي تعني فرض ثقافة معينة من المتسلط علي المتسلط عليه بشكل ظاهر أو خفي ولعل الشكل الظاهر هو ماعرفناه من أحتلال الأستعمار الغربي لشعوب العالم الثالث ومحاولته لفرض ثقافته ونمط تفكيره وهذا نلاحظه جليا في الأستعمار الفرنسي للمغرب العربي ومحاولة فرنسا الساعية الي فرنسة المغرب العربي أما الشكل الخفي والذي يعد من أخطر الأشكال فهو الهيمنة الثقافية وهو أشد خطورة لأنه موجه نحو النظم المعرفية في الثقافة العربية
والثقافة كما هو معروف وحسب تعريف عالم الإجتماع الإنجليزي وليام
أوجبرن هي ذلك الكل المركب الذي يحوي القيم والأخلاق والعادات والأنماط السلوكية والعرف والتقاليد والرموز والإبداع
والعالم الغربي من خلال عمليات الغزو الثقافي الموجه يحاول ضرب هذه الثقافة في مكوناتها ومبادئها وأسسها الخاصة والثقافة العربية تمثل من هذا المنظور الخصوصية التاريخية للأمة العربية من ناحية القيم والمبادئ
وتشكل البعد الإنساني للعرب فهي التي تجذر العرب في تراثهم وتاريخهم كما أن أرتباط الهوية الثقافية بالوطن والأمة يجعلها تتعرض للهجوم من قبل العولمة أحد أشكال الهيمنة وأحدثها
والهيمنة الثقافية في البلدان العربية حسب وجهة نظري المتواضعة لاتقتصر علي الغزو الأعلامي عبر الفضائيات والأنترنت وكافة الوسائل التي تغزو العاطفة والخيال
ولكن نقطة الضعف الأساسية والمركزية تكمن في البيئة التعليمية
لأنها الأساس الذي تتكون وتنمو وتنضج فيه الكوادر العلمية والثقافية والسياسية
لذلك فهي البؤرة الأساسية التي يجب أن تتجه إليها جهودنا وإعادة صياغة أهدفنا ووسائلنا العلمية ومناهجنا في فضاء يتسم بالحرية حرية التفكير والرأي والحوار والجدل وتعدد الآراء وبذلك نفتح المجال أمام كل الطاقات الإبداعية في كافة المجالات لكسر سياج التسلط الداخلي وأوجه الهيمنة الخارجية بإبدعات في جميع الميادين تتفاعل مع الثقافات الأخري وتنهل منها وتنقدها بمعني علاقة تبادلية أخذ وعطاء وعندما نصل الي ثقافة حية ديناميكية تتعامل مع مشكلات الوطن وتحدياته بنجاح وتتفاعل مع القضايا الوطنية والفكرية بصورة خلاقة يتهمش عندها تأثير الغزو الثقافي ويميل الي التلاشي
ولمواجهة الهيمنة الثقافية في العالم العربي علينا أن نركز علي ثلاثة أبعاد رئيسة
أولا / البعد السياسي الذي يجب أن يسعي الي تكوين ديمقراطيات حقيقية تسمح بحرية الرأي والتعبير والحوار الذي يعد وسيلة أتصال وإنفتاح علي ثقافات أخري
ثانيا / البعد الإقتصادي
والذي يجب أن يركز علي غرس تنمية إقتصادية وطنية تلبي حاجات الجماهير الضرورية
ثالثا / البعد الثقافي
والذي يجب أن يهدف الي تشييد ثقافة عربية تكون العلاقة بين أفرادها مبنية علي أساس الحوار والتواصل وهذا كما سبق وأن أشرت يتطلب إعادة النظر في إستراتيجية التعليم في البلدان العربية
وختاما أرجو منكم إبداء وجهات النظر حول هذه القضية وأقتراح الحلول الناجعة من أجل الخروج من هذا المأزق الإستعماري الموجه نحو أمتنا العربية تحديدا من أجل طمس هويتها
الإثراء أعزائي من أجل الإفادة والأستفادة التي نرجو أن تعم هنا في هذا المنبر الإعلامي
ولكم مني أطيب التحايا
ودي