المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ~> وحدكـَ لا تُسافرُ مرتينْ <~


خالد المعمري
23/03/2009, 08:20 PM
http://www.emlaat.com/vb/uploaded/65_1225559623.gif

السلام عليكم على قلوبكم الطاهرة ، وقد اغتسلت بماء المطـر ..
وعذرا على الانقطاع عنكم .. وإن كنت بعيدا
فقلبي يسكن بينكم ..

..
..



وَحْدَكَ لا تُسافِرُ مَرَّتَيْن*
" إلى أبي العلاء في سفره الوحيد "


" وَكَأَنَّني أَلقَيْتُ أَسْئلتي بِوادي الصَّمْتِ
إذْ آنَسْتُ بالنَّبْعِ المقدَّسِ عطرَهُ
فَتَّشْتُ عَنْ بَلَدٍ يَحِنُّ إلى الرَّحِيلِ بِلا مَطَرْ
فِإذا بِوجْهِكَ يَسْتَعِيدُ حِكايَةَ الأَسْرارِ
وَحْدَكَ لا تُسافِرُ مَرَّتَيْنْ "
.....
... مِنْ ذلكَ الغَيْمِ المُؤرَّخِ بالرَّحيلِ لقصَّةٍ أَزليّةٍ
أَجَّلْتَ كُلَّ مساحةٍ للنَّبْضِ
حينَ كتبْتَ ألواحَ الخُلُودِ
وكُنْتَ مِفْتاحاً لكُلِّ قَبيلةٍ أَلْغَتْ تَفاصِيلَ الرِّوايةِ
مِنْ حُدُودِ تَقارُبِ الأرواحِ
لا مَنْفى يُعيدُ لنا سُؤالَ الغُرْبةِ الأُولى
ولا أُفُقَ التّآويلِ الذي قَدْ أَلْبَسُوهُ عِمامَةَ الماضي
وجاءُوا يَبْدؤُونَ خِلالَهُ الأسْفارَ نَحْو مَدينَةٍ وَقْتيّةٍ
مِنْ ذلك الوَعْدِ المُهاجِرِ ،
مِنْ تَأَرْجُحِ هذهِ الكَلِماتِ
بَيْنَ الشَّيْءِ واللاشَيْءِ ،
بَيْنَ يَمامَةٍ غَنَّتْ لأَحْلامِ الرَّبيعِ حُرُوفَها ،
ويَمامةٍ نَامَتْ عَلى ضَوْءِ القَمَرْ
عَلَّقْتَ كُلَّ تَميمَةٍ لِلصُّبْحِ
كُلُّ مَسافَةٍ أَهْدَتْكَ دَرْبَ سُفُورِها
كَيْفَ ابْتَدأْتَ الصُّبْحَ ؟!
ذِي صَلَواتُ هذا العُشْبِ مَنْفاها بهذا الظِّلِّ
ذِي أَصْداءُ صَيْفيٍّ يُقامِرُ بالنِّداءِ لِرحْلَةٍ شتويَّةٍ
كَيْفَ ابْتَدأْتَ الحُبَّ ؟!
مَا مِنْ قِبْلَةٍ يرنو لها الرَّملُ الذي يَحْدُوهُ تاريخُ المُسافِرِ
كُنْتَ في أَسْمائِهِمْ ضَوْءاً
فَلا تُدْنِيكَ أَسْئِلَةُ الرُّخامِ مِنَ التَّضارِيسِ المُهَشَّمَةِ الحُرُوفْ
لا تَنْسَ أَنَّ النُّورَ آخِرُ أُغْنِياتِ البَعْثِ ،
آخِرُ أُحْجِياتِ الصَّمْتِ
كُنْ كَالرِّحْلَةِ البَدَويَّةِ الأُولى فَتَكْتبها السُّطُورْ

قُلْ لِلمراكِبِ هَلْ يموتُ حَنينُها ..
لِلزُّرْقَةِ الأُولى ،
لِفَجْرٍ أَبْعَدِ

قُلْ للمقامةِ في سَماءِ عُرُوجِها ..
إِلاكِ
يا عِطْرَ المدى لَمْ يُولَدِ

قُلْ لِلتَّوحُّدِ
هَلْ نَسِيتَ رُكُوعَنا ..
وَبَقِيتَ في إِثْمِ المتاهةِ تَرْتَدي

أَضْواءَ مَنْ مَرُّوا
وَكُنْتَ صَباحَهمْ ..
أَطْيافَ مَنْ رَسَموا انْتهاءً لِلْغَدِ

لَوْ يَنْثُرُ الماضونَ عِطْرَ رَحِيلِهمْ ..
هَلْ كُنْتَ تَأتِي في ابْتهالٍ أَوْحَدِ ؟!

أَوْ كَانتِ الكَلِماتُ تَسْكُنُ شَرْعَنا ..
من سُلَّمِ النَّاياتِ
حَتْماً نَبْتَدِي

هاكَ المسافَة ، فَاسْقِها صَلَواتِنا
عَلِّقْ أَحاديثَ النُّجُومِ ، وَضِحْكةً
كَانَتْ مَساءَاتُ الخُلُودِ تَحِنُّ لِلْمَسْرى البَعيدِ
وَضِحْكَةٍ عَرَبِيَّةِ الإتقانِ
هَلْ سَنَقُولُ إِنَّكَ مِنْ وَراءِ الغَيْمِ تَرْسُمُ حُلْمَنا الْمَنْسِيَّ ؟!
أَمْ سَنُبَعْثِرُ التَّارِيخَ فَوْقَ رَصِيفِ شَارِعِنا المُبَخَّرِ بالهُتافاتِ القَدِيمَةِ ؟!
لا سُؤالَ سَيجْمعُ الرَّحلاتِ
وَزَّعْتُ الغِيابَ لِهذِهِ الأَسْماءِ ،
وَزَّعْتُ الْخَرائِطَ كُلَّها ،
تَارِيخَ أَسْئِلَةٍ مُعَلَّقَةٍ عَلى جُدْرانِ هَذا الصَّمْتِ ،
أَوْراقِيْ ، دَفاتِرَ رِحْلَةٍ .
" وَرِسَالَةُ الغُفْرانِ " ، لِلأَيَّامِ
لِلذَّنْبِ المُوَزَّعِ دَاخِلِيْ ،
لِلْحُبِّ ،
لِلْمَنْفى ،
لَهُمْ ، عَلَّقْتُها
وَكَأَنَّني أَيْقَظْتُ كُلَّ قَطِيعَةٍ جَاءَتْ بِها الرُّكْبانُ
لا تَدَعِ النَّدَى يَمْضِيْ وَحِيداً في اسْتِفاقَةِ صُبْحِنا
كَالرُّوحِ كُنْ في حَضْرَةِ المَوَّالِ
أَنْتَ لِهذِهِ الصَّلَواتِ مِحْرابٌ تَقَدَّسَ سِرُّهُ
فِإِلى أَعَالي النَّبْضِ ، عُدْ
وَعَلى سَلالِمِهِ الأَخيرَةِ
مِنْ أَغَاني اللذَّةِ المَفْقُودَةِ امْنَحْ كُلَّ قَافِيَةٍ تَفاصِيلَ الرُّجُوعِ
هُناكَ كُنْ ..
" لِمَعَرَّةِ النُّعْمانِ " أَلْفُ تَساؤُلٍ
جِلْبابُها الغَجَرِيُّ يَدْفنُ مَا تَبَّقَّى مِنْ حِكاياتِ العُصُورْ
نَادَتْكَ سُنْبُلَةٌ ، فَعَرِّجْ لابْتِهالِ عُرُوجِها
لا حُلْمَ نَمْلِكُهُ .. وَأَنْتَ تَعُودُ في صَمْتِ المَساءِ تِلاوَةً
كُرْسِيُّ عُزْلَتِكَ احْتَوى كُلَّ الطُّقُوسِ الخَالِدَةْ
سجَّادَةُ الأَسْرارِ خَطَّتْ ذِكْرَها في جَبْهَةِ الدَّمْعِ الشَّفِيفْ
مِحْرابُكَ اللَيْلِيُّ عَتَّقَ كُلَّ زَاوِيَةٍ
إِذاً
كُنْتَ انْتِصاراً للحَقِيقَةِ في تَفاسِيرِ البِدايَةِ
كُلَّما هَتَفُوا إِلى الظِّلِّ المُبَعْثَرِ فِيهِمُ
أَوْ كانَتِ الأَسماءُ شَاهِدَةً على سِفْرِ الوُجُودْ
أَشْعَلْتَ نُورَكَ قَاطِفاً وَرْدَ الحِكَايَةِ :

" مِنْ هُنا كانَ انْبِعاثُ الضَّوْءِ تَارِيخاً ،
يُلَوِّنُ قِصَّةَ المَنْفى ،
فَكانَ به الْخُلُودْ ..

خالد علي المعمري


* القصيدة المشاركة في مهرجان الشعر العماني السادس بولاية البريمي العام الماضي والحاصلة على المركز الثالث في المهرجان

فجر
23/03/2009, 09:15 PM
*
وأنا يااستاذ / خالد .. أحتاج زمناً طويــــلاً لكي أُثبت أن نصوصك تفوق كل ماأمتلكة من عبارات الثناء ..
لذا ..
سـ أختار الصمت إيماناً بصدق
المقولة المعروفة
الصمت في حرم الجمال جمال

مصطفى كامل رشوان
23/03/2009, 11:02 PM
الأستاذ الشاعر / خالد المعمري

أدخلتني في فضاءات اللاحدود
وقدمت مائدة كل الأشياء
واللامعقول ..
حرف كالثريا بالماس معقود
لك فائق التقدير والإحترام

أسامة بن محمد السَّطائفي
24/03/2009, 07:57 PM
*

خالـد ، سَـلامٌ عليك وَ رحمةُ اللهِ وَ بركاتهُ ،

/

هَكذا يفعلُ الكِرامُ حِينَما يَغيبُونَ وَ مِن بعدِها يَعودونَ ،

يقدِّمونَ أغلى ما عندهم لكي يُعبِّروا بهِ عن حُبِّهم لمن يُعزُّونهم ، وَ ها أنتَ يا كَريمُ تفعلُ صَنيعهم ،

عندَ قُدومكَ الراقِي أطربتنا بجمالياتِ الرَّمزِ الخَفِيِّ / البادِي وَ ألهبتَ فينا نارَ الشَّوقِ للمَزيدِ الماتعِ ،

أهلاً بكَ يا ابنَ عليّ ،

/

تقبَّل منِّي خالصَ التَّحيَّةِ وَ المحبَّـة :flower2:

سودة الكنوي
31/03/2009, 09:24 PM
المعمري خالد أبو الولي..

إن كثرة قراءة النصوص هنا و هناك تجعل الذائقة ترتاض على تمييز الغث من السمين
و الجيد من الرديء، كيف لا و الدربة تكسب العين المجربة و الذهن المبحر خبرة في
مجال معرفة العمل الأدبي القيم و منذ قراءة السطر الأول..
بحق ملامح الثقافة التي يسكبها صاحب البيان في لغته توشي النص بأبهى الألوان
و تكسوه أبهى الحلل و توشحه أردية الديباج المزخرفة بزبرجد اللغة و جواهر الكلم
و جماليات الشعور المتمكن من أدواته...

تحية لهكذا حرف و هكذا فكر و هكذا لغة..

مياسم
01/04/2009, 05:13 PM
يا خَالد ،
مِراراً كلّما درَجتُ على هذهِ القصِيدَة ،
تلكّأَ حرفي ،
لا شيءَ يُجاري هذهِ البلاغَة ، لا شيءَ والله .. :thumbsup:

أجراسْ
02/04/2009, 06:05 PM
صهْ \ فالجمالْ يتحدثْ هُنا

لله درك

عطْر

خالد المعمري
02/04/2009, 10:42 PM
المارون على رصيف الكلمات

جرس
مياسم
سودة الكنوي
أسامة
مصطفى
فجر



أنارت الطرقات جميعها ، يالها من لحظة يكون المارون فيها أنتم
تحاياي العطرة
واحترامي الخالص

مترقبة
03/04/2009, 01:35 AM
يا الله
و الصمتُ في حَرَمِ الجمال جمال ..

إيمان بنت عبد الله
03/04/2009, 02:05 PM
هذا سِفْرٌ ماتِع ..




أُحيي هذا البهاء ، و أُصفقُ بحرارة !





/




إيمَان

فتحية الشبلي
03/04/2009, 09:15 PM
سيد / خالد
تقف الكلمات بحياء وخجل أمام هذا الزخم البلاغي العالي جدا
نحن أمام معزوفة شعرية عزفها عازف تتجلي في أنامله كل معالم الجمال والذوق
أحسنت وأبدعت سيدي الكريم
/
وعودا حميدا
دم بتواصل
تقديري وإحترامي الكبيرين

خالد المعمري
16/04/2009, 05:31 PM
- مترقبة
- إيمان بنت عبدالله
- فتحية الشبلي


مروركن هنا له نكهة خاصة ، كلماتي رقصت طربا
أشكر مروركن الرائع
وقراءتكن للنص


خالد

ابتسام آل سليمان
04/01/2010, 06:31 PM
لا حُلْمَ نَمْلِكُهُ .. وَأَنْتَ تَعُودُ في صَمْتِ المَساءِ تِلاوَةً
كُرْسِيُّ عُزْلَتِكَ احْتَوى كُلَّ الطُّقُوسِ الخَالِدَةْ
سجَّادَةُ الأَسْرارِ خَطَّتْ ذِكْرَها في جَبْهَةِ الدَّمْعِ الشَّفِيفْ
مِحْرابُكَ اللَيْلِيُّ عَتَّقَ كُلَّ زَاوِيَةٍ
إِذاً
كُنْتَ انْتِصاراً للحَقِيقَةِ في تَفاسِيرِ البِدايَةِ
كُلَّما هَتَفُوا إِلى الظِّلِّ المُبَعْثَرِ فِيهِمُ
أَوْ كانَتِ الأَسماءُ شَاهِدَةً على سِفْرِ الوُجُودْ
أَشْعَلْتَ نُورَكَ قَاطِفاً وَرْدَ الحِكَايَةِ :

" مِنْ هُنا كانَ انْبِعاثُ الضَّوْءِ تَارِيخاً ،
يُلَوِّنُ قِصَّةَ المَنْفى ،
فَكانَ به الْخُلُودْ ..
ليتكـ أطلت أيهذا الرائع!

عبد العزيز الجرّاح
03/02/2010, 09:07 AM
خالد المطر ،

أعلم أني حضرت متأخرًا .. جدًا ، جدًا ..
ولكن حرف أمثالك غني عن حضور أمثالي..
أنا هنا لأقول لك : أن المطر يفتقدك، وكثيرًا ..

تحاياي

مضاوي الروقي
03/02/2010, 09:49 AM
منذ زمن لم أقرأ شعرا يستحق القراءة
ما قرأته هنا نثر الألوان في سمائي و أغدقني حتى الثمل
ممتنة جدا لقلمك