عبد الخالق الزهراني
28/03/2009, 12:36 PM
جليل القدر , عليّ المكان , فصيح اللسان , واضح المنزلة , سامي الشأن : سيدي الذي بذلتُ لهُ عقلي وحسّي , وسلّمتُهُ طوعاً قياد نفسي , وجرّدت لأجلهِ صقيل الأفهام , وأشرعتُ لهُ سهام الأقلام , فكنتُ لهُ كما يجِبُ أنْ يكون الحبيبُ لحبيبهِ , والصفيّ لصفيّهِ , والنديمُ لنديمِه ,,,
سيدي الذي أظهر ما كنتهُ روحي من شعور
وكشف ما سترتُهُ من أسرارٍ على مرّ الدهور
وأبى إلاّ أنْ أكونَ واضِحاً حتى عند غموضِ الزمان وأهلِه
وصادِقاً حتى عند زيفِ المشاعر وخداع البصر والبصائر
سيدي : أين ستوصلني , أطعتُكَ فأرهقتني , لممتُك فشتّتني , جمعتُك فبعثرتني , أوضحتُك فطلسمتني , ليس لي منك بدٌّ , لأنكَ قدري وأنا قدرُك , لا مفر منك , كما أنهُ لا مفرّ مني - واعتذر منك لهذا القول الأخير ولكنّك عوّدتني على الصدق - الاتصافُ بك مزيّةٌ سعى إليها الأشراف وعلية القوم , بل إنّ بعضهُم يدفعُ من قوتِ عيالِه ليُقال شاعِر , ماذا وجدوا بك ليفعلوا ما فعلوا وهُم لا يعرفون عظيم مكانِك وجليل سلطانِك , ما وجدتُ بك إلاّ أنّك سيّدٌ مُستبِدٌّ طاغية , ولكنّ استبدادك لهُ حلاوةٌ ونشوةٌ لا توازيها كثيرٌ من لذائذ الحياة ,,
سيدي الشّعر : بصدق بدأتُ أتضايقُ منك لعلمي أنّك لن تردّ لي ذرّةً من جهدي عند الاستسلام لسطوتِك المُرهِقة , وجبروتِك المؤرِّق , ولن تعطيني شيئاً ممّا أريدُ منك , كيف وأنتَ ذو برقٍ خُلّب , يُضيءُ ولا يُمطِر , ولكنّهُ يخطف الأبصار ويسحر ,,
نزفتني كثيراً كثيرا
وعدتني وما وفيتَ لي
زهِدتُ فيما هو أجلّ منك فارتقى غيري بما زِهدتُ فيه وشقيتُ بك , ولا زِلتَ تُصِرّ على مواصلتي لطريقك الطويلِ المتعِب , والغايةُ مجهولة ,,,
سيدي : أريدُ أنْ أبوحَ لك أنت لوحدِك , فما لكَ تبلِّغُ بوحي لغيرِك , وتُبالِغُ في وصفِ ما أجدُ , حتى يُخيَّلُ لمن يقرأُني بك عند حُزني أنّني ما ابتسمتُ في حياتي قطّ , وعند فرحي أنّي ما أسِفتُ قطّ .
كفاني أيّها السيد المُطاع
كفاني سهراً
كفاني أرقاًً
كفاني سُهداً
أسهرتني والخلقُ هُجّع
خدعتني بقولِك ستُصبِحُ رؤوس المعاني لك خُضّع .
أغريتني بانّي سأبلُغُ بكَ الجوزاء , وما أراني إلاّ كمن يمشي في مكانِه وما جاوزتُ عتبةَ منزلي .
سأبعثُ لك ببرقيةٍ أُخرى أخبرُك فيها بقراري الأخير ,,
هل أبقى لكَ كما كنتُ أمْ سيُحدِثُ اللهُ في أمري وأمرك بعد ذلك أمرا ,,
اصفح لي سيدي ما بُحتُ بهِ فأنتَ بي أو بغيري , جليل القدر , عليّ المكان , فصيح اللسان , واضح المنزلة , سامي الشأن ,,,
المُرسِل : عبدالخالق الزهراني
سيدي الذي أظهر ما كنتهُ روحي من شعور
وكشف ما سترتُهُ من أسرارٍ على مرّ الدهور
وأبى إلاّ أنْ أكونَ واضِحاً حتى عند غموضِ الزمان وأهلِه
وصادِقاً حتى عند زيفِ المشاعر وخداع البصر والبصائر
سيدي : أين ستوصلني , أطعتُكَ فأرهقتني , لممتُك فشتّتني , جمعتُك فبعثرتني , أوضحتُك فطلسمتني , ليس لي منك بدٌّ , لأنكَ قدري وأنا قدرُك , لا مفر منك , كما أنهُ لا مفرّ مني - واعتذر منك لهذا القول الأخير ولكنّك عوّدتني على الصدق - الاتصافُ بك مزيّةٌ سعى إليها الأشراف وعلية القوم , بل إنّ بعضهُم يدفعُ من قوتِ عيالِه ليُقال شاعِر , ماذا وجدوا بك ليفعلوا ما فعلوا وهُم لا يعرفون عظيم مكانِك وجليل سلطانِك , ما وجدتُ بك إلاّ أنّك سيّدٌ مُستبِدٌّ طاغية , ولكنّ استبدادك لهُ حلاوةٌ ونشوةٌ لا توازيها كثيرٌ من لذائذ الحياة ,,
سيدي الشّعر : بصدق بدأتُ أتضايقُ منك لعلمي أنّك لن تردّ لي ذرّةً من جهدي عند الاستسلام لسطوتِك المُرهِقة , وجبروتِك المؤرِّق , ولن تعطيني شيئاً ممّا أريدُ منك , كيف وأنتَ ذو برقٍ خُلّب , يُضيءُ ولا يُمطِر , ولكنّهُ يخطف الأبصار ويسحر ,,
نزفتني كثيراً كثيرا
وعدتني وما وفيتَ لي
زهِدتُ فيما هو أجلّ منك فارتقى غيري بما زِهدتُ فيه وشقيتُ بك , ولا زِلتَ تُصِرّ على مواصلتي لطريقك الطويلِ المتعِب , والغايةُ مجهولة ,,,
سيدي : أريدُ أنْ أبوحَ لك أنت لوحدِك , فما لكَ تبلِّغُ بوحي لغيرِك , وتُبالِغُ في وصفِ ما أجدُ , حتى يُخيَّلُ لمن يقرأُني بك عند حُزني أنّني ما ابتسمتُ في حياتي قطّ , وعند فرحي أنّي ما أسِفتُ قطّ .
كفاني أيّها السيد المُطاع
كفاني سهراً
كفاني أرقاًً
كفاني سُهداً
أسهرتني والخلقُ هُجّع
خدعتني بقولِك ستُصبِحُ رؤوس المعاني لك خُضّع .
أغريتني بانّي سأبلُغُ بكَ الجوزاء , وما أراني إلاّ كمن يمشي في مكانِه وما جاوزتُ عتبةَ منزلي .
سأبعثُ لك ببرقيةٍ أُخرى أخبرُك فيها بقراري الأخير ,,
هل أبقى لكَ كما كنتُ أمْ سيُحدِثُ اللهُ في أمري وأمرك بعد ذلك أمرا ,,
اصفح لي سيدي ما بُحتُ بهِ فأنتَ بي أو بغيري , جليل القدر , عليّ المكان , فصيح اللسان , واضح المنزلة , سامي الشأن ,,,
المُرسِل : عبدالخالق الزهراني