عبد الله العُتَيِّق
30/03/2009, 09:12 AM
فن الصعلكة
الصعلكة صنعة رائجة ، و سوقها نافقة ، و مكاسبها خاسرة ، ينتمي إليها من كل عشرةٍ تسعة و شيء ، و هي خفيفة المحمل ، قليلة العمل ، مريحة للبال ، مهلكة للمال ، مضيعة للعيال .
الصعلكة تعني العيش في الحياة بلا مهمة ، لأنها حالة لا يُرتجى منها شيء ، و لا يكون الصعلوك فيها إلا أحمقاً غبياً ، يهتم _ إن اهتمَّ _ بالزيفِ و الضائع .
الصعلكة كأي شيءٍ في الحياة فنٌّ لها قواعدها و أصولها و قوانينها ، من أراد التصعلُك وجبَ عليه أن يلتزم قواعدها و إلا فهو منفيٌ ومطرود غير محمود و لا مُكرَّم .
روتين الانضمام إلى الصعلكة كأي روتين ، ضرورة التقديم بطلب الانضمام ، و التزام الشروط بالموافقة عليها عند عرضها عند الطلب .
فشروط الصعلكة :
أولاً : غياب الهدف ، فيعيش الصعلوك كل أوقاته بدون هدف يسعى إليه ، لأنه لو حددَ هدفاً ، و لو صغيراً ن لحُرم من الصعلكة .
ثانياً : أن يكون هزلياً ، فالجد ليس من صفات الصعاليك ، فالمتصعلك إن جدَّ في أمرٍ فهو مؤملٌ له ، و المؤملُ عنده هدف ، فيكون قد خرقَ شرطين من شروط الانتساب إلى الصعلكة .
ثالثاً : أن يهتم بالشكل فقط ، لأنه يسعى فقط لأن يكون موجوداً ، و لا يكتمل وجوده إلا بزخارف الشكل ، و إذا اهتم بالحقائق و الأشياء الجوهرية يكون ارتكب ناقضاً من نواقضِ الصعلكة ، و خرقُ الشرطِ نقضُ الربْط و الضبْط .
رابعاً : أن يكون غير مُبالٍ بشيءٍ ، فيعيش في ظل رغبات نفسه ، و تحت إيحاءات روحه ، و متى نظر إلى المبالاة باحترام فمطرود مذموم مدحور مخذول ، لأنه لا يُبالي إلا أولئك المتعبين أنفسهم بكل شيءٍ يريدونه ، و هم مساكين في قانون الصعلكة .
فصاد الصعلكة تشير إلى الصورة و الشكلية ، و عينها عدمُ ما ينافيها ، و لامها رفض تركها ، و كافها كفاية بها عن سواها .
بعد الموافقة على الشروط يكون الانتساب إلى الصعلكة بجدارة ، و يلتزم في تصعلكه التطبيق العملي للصعلكة و أفعالها ، و يبدأ بنفسه قبل كل شيءٍ ، فيُعيشها برغباتها ، و يصرفها عن أي هدف .
و حين يكون في غمرة العيش في جوِّ صعلكته لا يلتفت إلى أولئك الذين سيوجهونه و ينصحونه ، لأن من لم يتصعلك لن يعرف طعم الصعلكة ، فيجب على الصعلوك أن يُعرضَ عنهم و لا يتلفت إليهم ، مهما كانوا .
السيد الجليل الصعلوك سينال منصب الحماقة مع أرقى الألقاب ، لأنه سيتجرد من إنسانيته لأجل أنانيته ، و سيكون في ملءِ بطنه طول زمنه ، لذا فطول وقته قائما بوظيفة الصعلكة ، و المشغول لا يُشغل .
الصعاليك كثيرون في منظمة الصعلكة الكبرى ، و القاسم المشترك بينهم أنهم يعيشون بلا شيء و إلى لا شيء ، و هم صنفان من الصعاليك :
الأول : صعلوك خالٍ تماماً من كل شيءٍ ، فلا هدف و لا غاية و لا مقصد و لا هوية ، فهذا أغلب الناس ، و مكشوفون و لا يُجالسهم إلا أمثالهم .
الثاني : صعلوك فيه و فيه ، فيه الخلو و فيه الامتلاء ، و لكنه يتظاهر بأنه شيءٌ و يسعى لشيءٍ ، متدرعاً بهذا الشيءٍ في تغطية اللا شيء ، فهو يُظهر للناسِ أنه صاحب هدف و رسالة ، و لكنه في نفسه لا يحمل أي انتماء لهدفه و رسالته ، وهذا كثيرٌ في صنفه ، و ينخدع به الكثيرون .
فهناك صعاليك السياسة و الذين ليس لهم إلا أن يكونوا في صورة حسنة جميلة في منظمة السياسة ، فتراهم يكثرون من الادعاءات و العطاءات رياءً و سُمعة ، و يُهملون الواجب الذي تحت أيديهم ، فغابَ عنهم الهدف و التنظيم ، و هذا شرطٌ صَعلكِيٌّ أساس .
و هناك صعاليك العلم و الثقافة ، و الذين شُغلهم الشاغل إظهار ذواتهم بإضمار و إخفاء حقائق العلوم ، فضياع المعرفة عندهم أسهل من ضياع ذواتهم ، فنجدهم يُغيبون شيئاً من المعلومات المعرفية حتى لا تسقط هيبتهم و كرامتهم و ثقتهم عند الناس ، فعاشَ في أنانيته وتجرد من إنسانيته .
وهناك صعاليك التجارة و الاقتصاد ، فلا يُبالون ببقية الناسِ فيرفعون الأسعار ، و يعبثون بالبضائع و السِّلَع ، من أجل كسب ربح قليل مقابل خسارة إنسان ، وهذه رسالة الصعلكة .
فلمن أراد أن يتصعلك بانتسابه إلى منظمة الصعلكة عليه أن يلتزم هذه المنهجية ، و لا يكتفي بها ، بل يجب عليه أن يكون مبدعاً في التصعلُك ، لأن الصعلكة علمٌ و فنٌّ .
استيحاءٌ من قول الأول :
لحا الله صُعلوكاً مُناه و همُّه
من المال أن يلقى لبوساً ومطعما
الصعلكة صنعة رائجة ، و سوقها نافقة ، و مكاسبها خاسرة ، ينتمي إليها من كل عشرةٍ تسعة و شيء ، و هي خفيفة المحمل ، قليلة العمل ، مريحة للبال ، مهلكة للمال ، مضيعة للعيال .
الصعلكة تعني العيش في الحياة بلا مهمة ، لأنها حالة لا يُرتجى منها شيء ، و لا يكون الصعلوك فيها إلا أحمقاً غبياً ، يهتم _ إن اهتمَّ _ بالزيفِ و الضائع .
الصعلكة كأي شيءٍ في الحياة فنٌّ لها قواعدها و أصولها و قوانينها ، من أراد التصعلُك وجبَ عليه أن يلتزم قواعدها و إلا فهو منفيٌ ومطرود غير محمود و لا مُكرَّم .
روتين الانضمام إلى الصعلكة كأي روتين ، ضرورة التقديم بطلب الانضمام ، و التزام الشروط بالموافقة عليها عند عرضها عند الطلب .
فشروط الصعلكة :
أولاً : غياب الهدف ، فيعيش الصعلوك كل أوقاته بدون هدف يسعى إليه ، لأنه لو حددَ هدفاً ، و لو صغيراً ن لحُرم من الصعلكة .
ثانياً : أن يكون هزلياً ، فالجد ليس من صفات الصعاليك ، فالمتصعلك إن جدَّ في أمرٍ فهو مؤملٌ له ، و المؤملُ عنده هدف ، فيكون قد خرقَ شرطين من شروط الانتساب إلى الصعلكة .
ثالثاً : أن يهتم بالشكل فقط ، لأنه يسعى فقط لأن يكون موجوداً ، و لا يكتمل وجوده إلا بزخارف الشكل ، و إذا اهتم بالحقائق و الأشياء الجوهرية يكون ارتكب ناقضاً من نواقضِ الصعلكة ، و خرقُ الشرطِ نقضُ الربْط و الضبْط .
رابعاً : أن يكون غير مُبالٍ بشيءٍ ، فيعيش في ظل رغبات نفسه ، و تحت إيحاءات روحه ، و متى نظر إلى المبالاة باحترام فمطرود مذموم مدحور مخذول ، لأنه لا يُبالي إلا أولئك المتعبين أنفسهم بكل شيءٍ يريدونه ، و هم مساكين في قانون الصعلكة .
فصاد الصعلكة تشير إلى الصورة و الشكلية ، و عينها عدمُ ما ينافيها ، و لامها رفض تركها ، و كافها كفاية بها عن سواها .
بعد الموافقة على الشروط يكون الانتساب إلى الصعلكة بجدارة ، و يلتزم في تصعلكه التطبيق العملي للصعلكة و أفعالها ، و يبدأ بنفسه قبل كل شيءٍ ، فيُعيشها برغباتها ، و يصرفها عن أي هدف .
و حين يكون في غمرة العيش في جوِّ صعلكته لا يلتفت إلى أولئك الذين سيوجهونه و ينصحونه ، لأن من لم يتصعلك لن يعرف طعم الصعلكة ، فيجب على الصعلوك أن يُعرضَ عنهم و لا يتلفت إليهم ، مهما كانوا .
السيد الجليل الصعلوك سينال منصب الحماقة مع أرقى الألقاب ، لأنه سيتجرد من إنسانيته لأجل أنانيته ، و سيكون في ملءِ بطنه طول زمنه ، لذا فطول وقته قائما بوظيفة الصعلكة ، و المشغول لا يُشغل .
الصعاليك كثيرون في منظمة الصعلكة الكبرى ، و القاسم المشترك بينهم أنهم يعيشون بلا شيء و إلى لا شيء ، و هم صنفان من الصعاليك :
الأول : صعلوك خالٍ تماماً من كل شيءٍ ، فلا هدف و لا غاية و لا مقصد و لا هوية ، فهذا أغلب الناس ، و مكشوفون و لا يُجالسهم إلا أمثالهم .
الثاني : صعلوك فيه و فيه ، فيه الخلو و فيه الامتلاء ، و لكنه يتظاهر بأنه شيءٌ و يسعى لشيءٍ ، متدرعاً بهذا الشيءٍ في تغطية اللا شيء ، فهو يُظهر للناسِ أنه صاحب هدف و رسالة ، و لكنه في نفسه لا يحمل أي انتماء لهدفه و رسالته ، وهذا كثيرٌ في صنفه ، و ينخدع به الكثيرون .
فهناك صعاليك السياسة و الذين ليس لهم إلا أن يكونوا في صورة حسنة جميلة في منظمة السياسة ، فتراهم يكثرون من الادعاءات و العطاءات رياءً و سُمعة ، و يُهملون الواجب الذي تحت أيديهم ، فغابَ عنهم الهدف و التنظيم ، و هذا شرطٌ صَعلكِيٌّ أساس .
و هناك صعاليك العلم و الثقافة ، و الذين شُغلهم الشاغل إظهار ذواتهم بإضمار و إخفاء حقائق العلوم ، فضياع المعرفة عندهم أسهل من ضياع ذواتهم ، فنجدهم يُغيبون شيئاً من المعلومات المعرفية حتى لا تسقط هيبتهم و كرامتهم و ثقتهم عند الناس ، فعاشَ في أنانيته وتجرد من إنسانيته .
وهناك صعاليك التجارة و الاقتصاد ، فلا يُبالون ببقية الناسِ فيرفعون الأسعار ، و يعبثون بالبضائع و السِّلَع ، من أجل كسب ربح قليل مقابل خسارة إنسان ، وهذه رسالة الصعلكة .
فلمن أراد أن يتصعلك بانتسابه إلى منظمة الصعلكة عليه أن يلتزم هذه المنهجية ، و لا يكتفي بها ، بل يجب عليه أن يكون مبدعاً في التصعلُك ، لأن الصعلكة علمٌ و فنٌّ .
استيحاءٌ من قول الأول :
لحا الله صُعلوكاً مُناه و همُّه
من المال أن يلقى لبوساً ومطعما