مريم جمعة عبد الله
17/04/2009, 02:01 PM
http://www.emlaat.com/vb/uploaded/65_1241214761.gif
من سلسلة ( حكايات من عوالم تشبهنا )
.
( لكل الذين يتجذرون نقاء .. ورؤاهم مطر )حاولت استمالة الريح حين واجهتها ، لكن تصلب غصنها الجاف خذلها ، الجدار المتقشر الذي نبتت بجانبه واصل صمته الأبدي ، فيما ودعت آخر أوراقها النسغ و سقطت متكومة بجانب أخواتها ، في تجربة أولى لليباس
عارية واجهت الريح
عارية وقفت في وجه آت عاصف جردها من ابتهاج
ذهول
و تقاطر الحزن على الجذع المستشف لرؤى متواترة عن زهوة الاخضرار ، تعمق ليحتوي الجذور التي كانت تئن في حلم ارتواء و تلاشى الفيء .
لم تتأن السحب ، مرت سريعا مقتفية أثر الريح ، فيما العصافير تجاوزتها ضانة بالأغاني الملونة ، بألم نظرت إلى ظلها الذي ارتقى الجدار خطوطا رفيعة متعرجة لهيكل بائس .
استمطرت الصبر
الليل غشي باردا ، بألم اشتاقت استباقات العصافير إليها ، اشتاقت دفء أرجلها
و هي تحوط أفنانها اللدنة ، تجذر في العروق توق اخضرار .
وحده الجدار المتقشر ظل يساندها بصمت، لذلك قررت أن تختبر حكمة الصمت !
أصغت في هدأة الكون لالتماعات النجوم ، تسمع صوتها الآن ينساب أشعة شفيفة متراقصة في سماء مدلهمة ، و يأتلق الضياء ، ليغمر وجه سحابة واهنة ، سرى إليها من البعيد أنين هياكل بائسة ، ما بال الليل امتلأ بالضجيج ! كل ما كانت تظنه صامتا نطق في لحظة قررت الصمت ، المكان من حولها تحول لعالم خرافي تنهض فيه الكائنات من السكون و تنطق في الظلمة ، تبوح بأسرار و حكايا ، ثم تغرق في خشوع تسابيح .
من العمق .. من ذرات التربة المتشبعة بتاريخ قوافل و كائنات تنامى إليها همس استفزها :
لدورات الزمن وعد يأتي .. وعد يأتي ... وعد يأتي ... وعد يأتي
غدا الهمس أغنية عذبة صدحت بها أطياف العالم الخرافي ..
ارتجفت ... انتشت ... تلقفت الكلمات حلما رضيعا أسكنته دواخلها .. سربته بحنان للجذور الغافية ... استفاق الأمل .. منح الجذور طاقة الحب .. تغلغلت في التربة .. تشبثت بعبقها ... أعادت صياغة النشيد بذات اللحن الخرافي
من عمق اليباس تتنفس الحياة
للاخضرار وعد يأتي
للاخضرار وعد يأتي
عاشت أيامها لذة الانتظار
يوم
و يوم
و يوم
......
......
تململت نتوءات صغيرة شاقة اللحاء البني
في صباح شتوي اكتسى الجدار المتقشر الصامت بظل وارف فيما كانت العصافير تداعب الأغصان اللدنة بأغان خضراء .
.
من سلسلة ( حكايات من عوالم تشبهنا )
.
( لكل الذين يتجذرون نقاء .. ورؤاهم مطر )حاولت استمالة الريح حين واجهتها ، لكن تصلب غصنها الجاف خذلها ، الجدار المتقشر الذي نبتت بجانبه واصل صمته الأبدي ، فيما ودعت آخر أوراقها النسغ و سقطت متكومة بجانب أخواتها ، في تجربة أولى لليباس
عارية واجهت الريح
عارية وقفت في وجه آت عاصف جردها من ابتهاج
ذهول
و تقاطر الحزن على الجذع المستشف لرؤى متواترة عن زهوة الاخضرار ، تعمق ليحتوي الجذور التي كانت تئن في حلم ارتواء و تلاشى الفيء .
لم تتأن السحب ، مرت سريعا مقتفية أثر الريح ، فيما العصافير تجاوزتها ضانة بالأغاني الملونة ، بألم نظرت إلى ظلها الذي ارتقى الجدار خطوطا رفيعة متعرجة لهيكل بائس .
استمطرت الصبر
الليل غشي باردا ، بألم اشتاقت استباقات العصافير إليها ، اشتاقت دفء أرجلها
و هي تحوط أفنانها اللدنة ، تجذر في العروق توق اخضرار .
وحده الجدار المتقشر ظل يساندها بصمت، لذلك قررت أن تختبر حكمة الصمت !
أصغت في هدأة الكون لالتماعات النجوم ، تسمع صوتها الآن ينساب أشعة شفيفة متراقصة في سماء مدلهمة ، و يأتلق الضياء ، ليغمر وجه سحابة واهنة ، سرى إليها من البعيد أنين هياكل بائسة ، ما بال الليل امتلأ بالضجيج ! كل ما كانت تظنه صامتا نطق في لحظة قررت الصمت ، المكان من حولها تحول لعالم خرافي تنهض فيه الكائنات من السكون و تنطق في الظلمة ، تبوح بأسرار و حكايا ، ثم تغرق في خشوع تسابيح .
من العمق .. من ذرات التربة المتشبعة بتاريخ قوافل و كائنات تنامى إليها همس استفزها :
لدورات الزمن وعد يأتي .. وعد يأتي ... وعد يأتي ... وعد يأتي
غدا الهمس أغنية عذبة صدحت بها أطياف العالم الخرافي ..
ارتجفت ... انتشت ... تلقفت الكلمات حلما رضيعا أسكنته دواخلها .. سربته بحنان للجذور الغافية ... استفاق الأمل .. منح الجذور طاقة الحب .. تغلغلت في التربة .. تشبثت بعبقها ... أعادت صياغة النشيد بذات اللحن الخرافي
من عمق اليباس تتنفس الحياة
للاخضرار وعد يأتي
للاخضرار وعد يأتي
عاشت أيامها لذة الانتظار
يوم
و يوم
و يوم
......
......
تململت نتوءات صغيرة شاقة اللحاء البني
في صباح شتوي اكتسى الجدار المتقشر الصامت بظل وارف فيما كانت العصافير تداعب الأغصان اللدنة بأغان خضراء .
.