المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عند المصب .. !


غير مسجل
06/05/2009, 09:37 PM
حوار دار بين اثنين , لكل منهما وجهه من النظر هو موليها , في قضية جوهرية تمس كل إنسان , تختلف النظرات حيالها والموقف منها .. سأترك لك عزيزي القارئ الحكم والاصطفاف مع من تشاء , ومساندة من توافق برأيك وقلمك ..
>
>
> قال له بعد أن عاد من سفر : كم أتمنى أن أعيش قصة حب تشعرني بنفسي ياصديقي , تعيد لي روحي , تجدد مشاعري , تجعل الشعور يفيض بالوجد والغرام في قلبي , سئمت من الجمود والرتابة , كم أتمنى أن أحلق مع محبوبتي في عالم الجنون , نجري وننسى كل شئ سوانا , نتبادل القلوب , ونتشارك في الأرواح , ونتقاسم العمر , كم أتمنى أيها الفيلسوف أن أسمع كلمة : ( أحبك ) منها .. حاء وباء تنعش كل ذرة في , آه ِ لو تعلم أن عروق قلبي يابسات , جفت منذ زمن , ولا يسقيها سوى هذه الكلمة , وأوراقي كلها تساقطت في زمن كله خريف , لا تزهر ياسمينتي إلا بالحب , و لا يجي الإيناع لأزاهيري والإيراق لأوراقي إلا بها , لا يرقص قلبي إلا معها ..
>
> ( أحبك ) .. أدفع نصف عمري وأسمع هذه الكلمة من فم صغير شهي , تقولها بشغف وشوق , وتهمس لي بها في المساء الدافئ , وأدفع النصف الباقي وأرى في عيونها رقصة العشق وذبول الوله , آآآه ياصاحبي ما ألذ أن تنكسر لحبيبك وينكسر لك .. ما أروع أن تخبئ له المفاجآت ويخبئ لك , هل تملك روحاً تتوله بك تتلهف لك ؟ كم أنت مسكين ! هل حباك الزمن بتؤأم لروحك تختصر الدنيا كلها في صوته , عندما يناديك باسمك , تصور حتى اسمك ستجد له طعماً ومذاقاً على تلك الشفاه الشقية ,
> أعرفت نشوة العيد وحبيب بجوارك .. تهواه ويهواك .. كل عام وأنت الحب ياعيدي .. أهنئ العيد بك وأهنئ نفسي بحبك .. أواه من تلك اللحظات ياصاحبي .
>
> لو سمعت رنة من بكاء وهي تقول لك : خشيت عليك كثيراً .. أأنت بخير ؟ كن لأجلي بخير .. إذاً لزارتك السعادة ولم ترحل .. هل بللت شوقك بنظراتها التي تحيلك عدماً من كل شئ سوى وجودها أمامك .. ؟ هل ذقت لذة الموعد .. في مساء كله عطر .. وتصبحت برسالة منها تخبرك أنها رأتك البارحة في منامها , وزارها طيفك فأسكنته الحشايا منها .. إن هذه هي الحياة وما سواها عدم محض .. موسيقي الكون هو الحب . .. لاحظ عندما تطرب روحك وتنتشي .. عمن تبحث . ؟ إنك تفتش بداخلك عن حب .. تترنم باسمه وتراقص طيفه وتهيم مع خياله في قصة لا تنتهي وسفر لا يؤؤب .. الحب حديث العيون الصامت .. وأغنية الجن والإنس , وموت الشقاء بلا رجعة ..
>
> ماقيمة الإنسان دون حب ؟ مالذة العيش دون رعشة قلب ؟ ما طعم الحياة دون نشوة عشق وترنيمة لقاء ؟ لن يرق لك من طبع .. أو يشف لك من شعور مالم تحب .. لن تشعر بالنسمات الناعمة وصوت العصافير ورقصات المطر مالم تعشق .. أتدري ما الهوى يا جليسي ؟ إنه الذي قال عنه نزار :
>
> هو أن تظل على الأصابع رعشة .. وعلى الشفاه المطبقات سؤال !!
>
> ميلاد روحي , وموعد سفري , وشروق شمسي , واشتعال نجمتي , وانتشار عطري , يوم أن أحب . سأكون شاعراً لأجلها , سأشدو بالقصائد في خصلات شعرها , في نحرها, في طريقة كلامها , في روعة صوتها , في حزنها, في كل شئ عنها .. وكاتباً في متخصصاً في شرح سحر الجمال الذي تملكته هذه الملكة ..
>
>
>
> تبسم له صاحبه , و بدأ يتمتم ويهمهم بكلمات , ثم نفث على نفسه تعاويذ اللاحب , وصار يطرد ويمحو من ذاكرته مصطلحات الغرام , ينفضها عن نفسه ولا يرغب في بقائها بدماغه : وله .. عشق .. حب .. اندهاش .. شوق .. حنين .
>
> ثم قال : ياصاحبي أتعي ماتقول , أتبحث عن نفسك أم عنها ؟ هل تريد الشقاء ؟ هل تفتش عن العناء ؟ تسافر بحلمك نحو اليباب , وتطلب السراب , هل ترغب في سكون الأوجاع ونسيان الطعنات أم ثوران العواصف بصدرك وطغيان الصراخ بداخلك ؟ لقد أسكناهم قلوبنا يا صاحبي وأسلمناهم مفاتيح هذه القلوب فجرحوها وسرقوا مافيها وذهبوا .. أطعمناهم هذه القلوب كقطع من الحلوي ونسينا كل شئ سواهم ,أغلى مضغة فينا مضغوها ثم لفظوها على قارعة الطريق ومضوا , وتسلو بنا كدمية ثم رحلوا . للبحث عن قلب آخر
>
>
> أسألك : لماذا تنجح قصة حب واحدة من ألف قصة ؟ سؤال لن يعرف إجابته العشاق ! لأنهم مازالوا في غياب وتيه عن الشعور .. وخلف السراب يلهثون .. شتات وضياع .. وألم وضيق .. وسعير وهجير.. وخيانة وكذب , هذا الذي تسميه حب .. فقط أحب نفسك واعشق ذاتك فهي التي لن تخونك أو تغادرك .. ! سافر لوحدك , وتمتع بنفسك , وتأمل جمالك فلا يستحقه أحد سواك ..
>
> باختصار أيها الصديق , قلبك أغلى ماتملك.. أحرسه جيداً , فلا تسكن فيه من يتكئ على جدرانه , ويمد رجليه في أرجائه , ويضع رأسه علىه ليسترخي , ويدفأ في ردهات هذا القلب الفخم , ويشعر بالأمان ويتربع على عرشه , ثم يخونك ويمضي , يغرز خنجره فيك ويرحل , يجرحك جروحاً غائرة لا يشفيك منها سوى القبر البارد ..
>
> إنها فوضى الشعور أيها البائس .. عندما تعيث بداخلك فوضى خلاقة فأنت حتماً وقعت في ( شرك الحب ) .. عندما يسكن الآخرون بقلبك فابشر .. إنهم سيعبثون بهذا القلب , وسيذبل بسببهم .
>
>
> كانت أمنيات عذبة عشناها .. وانتظرنا طويلاً حولها نرعاها .. وبدمع عيوننا سقيناها , فأنبتت لنا الشوك والألم !وأدمت الوجوه قبل الأعقاب .. إنها مزحة أطلقتم عليها كلمة الحب .
>
>
> كامل الشناوي لما رأى محبوبته نجاة الصغيرة بيد عشيق آخر يقبلها وتقبله بوله وعشق في مكان قصي , تقاطر قلب هذا الأديب الشاعر ألماً ولوعة وأخرج هذه القصيدة الصارخة من أودية العناء وصحراء الشقاء :
>
>
> لا لا تكذبي إني رأيتكما معا
> ودعي البكاء فقد كرهت الأدمعا
> ما أهون الدمع الجسور إذا جرى
> من عين كاذبة فأنكر وادعى
> إني سمعتكما ..
> عيناك في عينيه ..
> في شفتيه ..
> في كفيه..
> في قدميه ..
> ويداك ضارعتان ..
> ترتعشان من لهف عليه ..
>
> ماذا كانت النتيجة لما اتصل باكيا على نجاة الصغيرة التي يكتم حبها وقرأ عليها القصيدة الصارخة هذه ويداه ترتعشان وشفتاه ترتجفان ؟
>
> سمعت نجاة من كامل الشناوي أستاذ الأدب الكبير في مصر في مكالمة بالهاتف القصيدة ثم صاحت :
> ( هايل ياكامل هايل دي تصلح أغنية حغنيها أنا ياكامل ) .. فترك السماعة من يده وانخرط في نوبة من بكاء مرير ..
>
> تصور فيم تفكر .. وفيم هو يفكر .. ! ثم ماذا تسمي لي فعل الأديب البارع كامل المسكين ؟ وماذا تصف موقف نجاة الصغيرة يامحامي الحب الموهوم .. إنه حديث خرافة ياصاحبي فلا تصدق .. أنما هو حب الأجساد وعشق الرغبات أو حب المصالح المتلاقية أو إن شئت قل : الشوق الذي لم يطفأ بالوصال واللقاء ..
>
>
> أيها الحالم : صدقني ضحكت طويلاً لما قرأت بيتا لنزار ملك الحب وشاعر المرأة :
> أتيتُ من رحمِ الأحزانِ... يا وطني
> أقبّلُ الأرضَ والأبـوابَ والشُّـهبا
>
> حبّي هـنا.. وحبيباتي ولـدنَ هـنا
> فمـن يعيـدُ ليَ العمرَ الذي ذهبا؟
>
>
> حبيباتك يانزار ؟ متى كان الحب لأكثر من واحد ؟ وماهذا الحب الجديد ؟ وهل يتعلق القلب بأكثر من واحد !! إلا أن يكون قلبا فيه تضخم أو فندقاً للسكن ؟ كم أنت مسكينة ( يابلقيس ) يا من قتلت في لبنان , ورحلت عن هذه الدنيا وحب نزار يسكن كل ذرة فيك , لقد كنت مجرد رقم في دفتر نزار , ليتك تعلمين , أنتِ ضمن :(حبيباتي ولدن هنا) أيرضيك ؟ ..
>
>
>
> هات لي قلباً يأنف من الغش ياصديقي وخذ ماتبقى من عمري .. الكل هنا يبحث عن نفسه ويفتش عن ذاته .. ويلهث خلف رغباته فأستجر بالله معي من حب ويحب وحباً , وكل كلمة فيها حاء وباء ..
>
>
> قبل المنزلق :
>
> إنه الإبحار نحو بحرين .. بحر ملئ بالجزر الخضراء والضباب والمطر , تسافر معك الروعة ,و تسابقك الروح , وترافقك النشوة , ولكن ربما صادفت المضايق والالآم , ولقيت حتفك في هذا المحيط الهادر عندما تهب الرياح النحسات , وتهاجمك الأمواج العاتيات , ومعها ( قراصنة القلوب ) , فتهدم في داخلك الإنسان , وتحطم في روحك البسمة , وتهشم كل حلم نبت بصدرك , بسبب الصدمات النكدة وطعنات الخيانة , وربما لقيت المحار والدرر وعروس البحر, وسحر لبك منظر الغروب والمطر يغازل الأرض , والندى يداعب الزهر , وأهازيج البحارة تميلك طرباً , وطرفك يرنو نحو أفق أبيض .. تكاد تلامسه بيمينك من خفة روحك وشفافيتها , والنسمات الباردة تنعش الساكن منك ..
>
> وسفر نحو بحر راكد ميت , لا خطر فيه ولا هول , ولا يحطمك أو يهدّمك أو يخونك أو يخدعك من أحد .. ولا رياح ولا أمواج بل السكون والهدوء , قلبك في أمان من القرصنة , ولكن الرتابة والجمود .. تستجم لوحدك على الشاطئ , وترجع إلى بيتك من غير خطر أو ضيق , إلا هاجس الوحدة ..
>
>
>
> فأي الفريقين أولى باللحاق .. أفتوني في أمري إن كنتم للرؤيا تعبرون ..
>
>
>
>
>
>
> سيف ذات ألم .
>
>
>
>
>
>
>
> التوقيع : ( حرفي محض خيال .. أجسد به أوجاعاً تستعمر ذاتي .. حرفي صورة ترمز لروحي وهي تحلق , بلا أجنحة .. تسافر في الفضاء البعيد , تتلمس اللاأشياء و تخاف من الهاوية .. حرفي ثقب أتنفس من خلاله حتى لا أختنق .. حرفي وقبري متشابهان كلاهما ( .. .. ) .
> أتسلل من نفسي لأختلي بحرفي هنا , أغفو على راحتيه ., أرتوي من الضوء , أشرب من أنفاس الزهر , لا يعرفني من أحد , أرسم لوحة زيتية باهتة , ألمس نفسي في زواياها , ألوانها وميض من ذكريات , وبروازها آثار الجروح التي منحها الناس لي .. حرفي بقايا من أمنيات لن تموت)
>
> التوقيع : ( الغرباء .. لا تنفك حقائبهم تسألهم عن السفر , يقلقهم كل شئ .. لو أقاموا مانعموا .. ولو ظعنوا ماسكنوا , حضورهم غياب .. تعبس في وجوههم الأرصفة والمباني , وتستوحش منهم الشوارع و المدن , ينزعون نحو الغروب , ويركنون لخيوط الدخان .. ويناجون ردهات الأمواج وكأنها تتراقص على أهداب قلوبهم .. متى الرحيل .. متى الرحيل ؟)

سودة الكنوي
07/05/2009, 02:24 AM
سيف..
نبضك يشبه أفانين الرافعي
متقن يا سيف..
أعجبني النص حد المعاودة مرات و مرات..
أهلا بك في إملاءاتك المطرية

عبد العزيز الجرّاح
07/05/2009, 02:53 AM
سيف ،

لا أخفيك .. قراءتك عناء ، ارتواء !
ولتعلم أن رأيي وقلمي معك :)

شكرًا لك .. وللحب في قلبك ..
وأهلاً بك في واحتك البنفسجية ..

تحاياي

فتحية الشبلي
07/05/2009, 03:33 AM
عند المصب
حوارية من نوع آخر تعكس رأيين متضادين !!!!!!!

أولا ً وقبل الخوض في غياهب هذا الموضوع أود الترحيب( بك أيها الزائر الكريم )
شاكرة لك أو هذا الطرح المميز لموضوع مهم وجدي وهو ما يختص بالحُب والعواطف
وكان الطرح في قالب سردي حواري ممتع حقاً وغاية في الذهول
الحياة بطبيعة الحال مزيج من متناقضات عدة فيها الحب والكره ، الفرح والحزن ، الامل اليأس
الخ
ولكي نكون في حالة توازن لابد ان نكيف أنفسنا وفقاً للحياة نفسها وان نعيشها بكل مواقفها
وقضية الحُب والاقدام عليه او الإحجام عنه أُمر يختلف من شخص الي آخر
فالحُب شأنه شأن اي شئ آخر فيه الجانب المشرق والمضئ وفيه الجانب المضٌني ولا أقول الكريه لان الحُب عاطفة نبيلة وسامية جداً وراقية جداً ، ونحن من نزينها او نشوهها حسب تعاملنا معها
ولكن الأمر الذي لا يكمننا تجاهله هو العيش بدون حُب الذي هو يعد شيئاً ضروري كالماء والهواء
فهو اكسير الحياة وملحها
وأنا بغض النظر عن كل ما عُرض من تضاد بين الرأيين
فإني أمُيل الي الرأي الأول فالحب عندي هو الأهم لاته لا يمكنني ان أتصور نفسي ان أعيش بدونه
لست خيالية ولكن الواقع كذلك يفرض علينا ان نحب من أجل الحُب نفسه
ولا يكمننا تجاهل عواطفنا من خلال مرورنا بتجربة قاسية أو تعرضنا لهزات من حب خادع زائف
فهذا ليس معناه ان نحكم علي هذه العاطفة السامية التي لوثها بعض البشر بخداعهم ونفاقهم بالإندثار
الحُب شئ رائع إذا فهمناه جيداً وعرفنا حلاوته الحقيقة وذلك لا يتأتي إلا من خلال طريق واحد وهو الصدق فقط

الحديث يطول والحوار ممتع ولا أريد الخوض فيه كثيرا لان في جُعبتي الكثير والكثير
لاني أُحب من اجل الحُب ورغم كل شئ يبقي هو الأجمل والأروع !!!!
وساترك الفرصة لغيري ليدلو بدلوه يبدي رأيه مع إحترامي لجميع الآراء فالأختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية

شكراً ياعزيزي علي هذا الطرح اللطيف والجميل والعميق ويهمنا كذلك ان تبدي رأيك
وشكراً لزيارتك المطر ونأمل ان نراك قريباً بيننا هنا في إملاءات المطر

تحاياي وإحترامي

ندى عبدالعزيز
09/05/2009, 06:27 AM
وأنصب حرفُكْ ياسيفْ
يتَهادى على عتبات أرواحنا
حُييتْ يامَطر ..