بدور
28/05/2009, 06:26 AM
/
هروب في سبيل الأنتعاش
/
قبل عدة اسابيع خططنا سوياً للهرب بعيداً (شهراً فقط) كي ننسى الألم وضعفنا , وصخب تلك المدينة التي نعيشها , اردنا الهرب دون أن يعلم أحد , اردنا العيش سوياً بعيداً عن تلك المتاهات في حياتنا , وعن تدخلات كل من يعنينا .
بينما كنت اقلب وريقاتي لعلي أجد فيها مايخفف عني ,اتتني مسرعه تبكي فعانقتها كي أخفف عنها فوجدتني أبكي معها , فاختلط نحيبناً فأصبح واحد , فقلنا سويا ( اااه ياقهري ) توقفنا عن النحيب فجأة واخذنا نضحك بهستيريا , لم تكن المرة الأولى التي نجد أنفسنا فيها متوافقتان بل بكل لحظاتنا (افراحنا وضحكاتنا واحزاننا متوافقة ),تلك الفتاة تشبهني كثيراً وكنت دوماً اخبرها بأنها ( توأمي) ورفيقة دربي ..
صرخت بها لقد حان وقت الهرب لقد حان وقت الرحيل الى ذلك الشاطئ بلا هواتف وبلا خدم وبلا ناقلات وبلا قلبينا , صرخت بي (قلبينا لانستطيع ان نتركهما ) فقلت :لا سنتركهما لعلهما يشعران بكل الم تسببا لنا به ,أومئت برأسها معلله بالموافقة, فقلت هيا بنا لنحزم امتعتنا لاوقت لدينا فسوف( نرحل فجراً) , وحزمت كلاً منا حقائبها بكل خفة وسراً وخرجناً من منازلنا قبل ان يظهر النور معللاً بتلك الفاجعة , اتفقنا سلفاً مع صاحب مركبة بأن ينتظرنا على بعد شارعين من منزلنا ودفعنا له كل مانملك مقابل لحظات سعادة سنقضيها سوياً برفقة الفرح , وقمنا بااغراء زوجته وابنته بساعتان من الالماس مقابل قطع عهد بعدم اخبار احد عن مكاننا فينكشف امرنا ,فوافقوا على أن يعودوا بعد شهر ليقلونا من نزهتنا .
رحلت بنا تلك المركبة وبد شعاع النور بخيوطه يخترق النوافذ ورمينا بذلك القلبين خلفنا وبالألم معهما , ورسمنا تلك الابتسامة على ذلك الوجهان المشرقان وبرمجنا افكارنا على ماذا نفعل وماذا ينتظرنا عندما نصل ,قطعنا عدة اميال والأرض تزداد جمالاً ومعها يزداد شغفنا بالوصول .
,وصلنا ذلك المكان الريفي , كوخ صغير يطل على بحيرة زرقاء تعكس عليها الشمس بخيوطها الذهبية لتكون ذلك القوس القزحي الساحر , صوت أمواج , مشاجرة عصفوران رقيقان على لقمة عيش , هواء نقي لايعكر صفوه مخلفات المصانع , توقفت تلك المركبة الصغيره ونزلنا مسرعتان حافيتا القدمين نتسابق لذلك الكوخ ونغني سويا ( انا لحبيبي وحبييبي الي ), دخلنا اليه لنكتشف ذلك المخبأ الذي حلمنا به كثيراً , ( غرفة نوم واحدة وسريران ودولاب اثري ,غرفة معيشة وطاولة مصنوعة من خشب السنديان وكرسيان , مطبخ صغير لايوجد به سوى موقد صغير لصنع القهوه , ضحكنا بصخب فقلت ايتها الشريره عليك بجمع الحطب وانا التي ستطبخ , داعبتني قائله حسناً ايتها الصغيرة سنوزع المهام ومن تتكاسل عن عملها ستتحمل مشاق يوم لوحدها ,, تعالت ضحكاتنا ونحن نخرج لتلك الشرفة الصغيرة المطلة على البحيرة والتي ستكون مكان لافطارنا ولقراءة القصص ..
بدءنا يومنا العليل بمداعبة تلك العصفورة التي بنت عشها على نافذة غرفتنا , فاطعمت صغارها واخذت أردد ( أين انت ياقلبي ) سرعان ماأتتني تلك الضربة القاصمه , فقالت :الم تقولي ان نتركهما بلا رحمة , أيتها العابثة سرعان ماتذكرتيهما ونحن بيومنا الأول ,, دعي قلبك ولاتذكريه فستعودين اليه يوماً ويعود إليك بالالم , هيا انهضي لنقضي يومنا بلا قلب وبلا حب وبلا جنون , بل سنأخذ بالجنون الى ذلك الشاطى لكي تحلو لنا السعادة معه.
نهضنا سوياً وحملت كل واحدة منا حقيبه قد جهز فيها لوازم لتلك الرحلة القصيرة , وصلنا الى الشاطى تارة نمشي بخطوات مسرعه وتارة نمشي بخفة ونقلد بعض الشخصيات , وضعنا اغراضنا واخذنا نركض على امتداد ذلك الشاطى الرملي فبريقه كالكرستال الخالص الساحر بالجمال وصوت الموج كعازف تفنن بجميع الألحان .
تسابقنا على الشاطى والامواج تتلقفنا بصخب, سرقت نظاراتها وجعلتها تلحق بي وعندما حاولت الامساك بي رميتها بعيداً , لعبنا كثيراً حتى وجد الجوع منفذ لكي ينبئناً بوصوله, قلت: لها هيا بنا لنعود لكي نأكل قالت :وماذا نأكل ونحن لايوجد لدينا سوى حطب ورغيف خبز واجبان , أريد وجبة دسمة , قلت: ونحن سنأكل وجبة دسمه , قالت : ماذا , قلت : سنذهب سوياً في رحلة صيد سمك ثم سنقوم بشواء السمك الم أخبرك أنني جهزت الكثير من المفاجأت , عانقتني وهي تصرخ أحبك أحبك يافتاتي الصغيرة , صعدنا لذلك القارب الخشبي الصغير الذي حوي على سناره وشبكه وطعام لذلك السمك القابع في قاع البحر , فحدثتها مداعبة سيشتم رائحتي ويأتي بلاشعور , قالت ياشين الغرور , وغنينا ( سناره وبلور وبنت مثل النور ) , ابحرنا بقيادة ذلك الرجل الريفي الذي لم ينطق بحرف حتى يأخذ اجره كاملاً ( شريرات ) لانريد سوى اصواتنا وضحكاتنا تعانق الهواء , هذه شروط رحلتنا لانفس سوى انفاسنا ولاصوت يترنم سوى اصواتنا:) ,من رحلتنا هذه لم نقم بصيد سوى سمكتان فضحكنا معللات بأننا اثنتان فقط , عدنا وقمنا بشويها ثم التهامها بلا رحمة مع بعض الصوص الخاص بالسمك .
فعدنا للكوخ فقد بدءت الشمس بالغروب , والنعاس يغالبنا فكم كان يوم رائع وغداً ينتظرنا بروعته ,قمنا بتنظيم تلك الفوضى وتنظيف الاوساخ , وبعدها اغتسلنا ثم خلدنا الى النوم ورائحة الياسمين تفوح بالارجاء , شعور بالراحة , لارنين هاتف ولاازعاج سيارات , لاصخب لتلك الانوار وضجيج الاخوه, تخت مصنوع من الخشب ومفارش ناعمة بلون الزهر محشوة بريش النعام , وقنديل ينير لنا عتمتنا ويعكس بانارته شي من الجمال .
استيقظت باكراً وهي لازالت نائمه , مشيت بخفة كي لاأحدث ضجيجاً فتستيقظ , جهزت الأفطار ( رغيف خبز, جبنة بيضاء كنقاوة قلبها , مربى , عصير فرش برتقال ) استيقضت تؤامي وانا اضع الافطار على الطاوله فقالت: ربي لايحرمني قلبك ياعسل , داعبتها كم عندي من( ..) ستفرغينها رغماً عنك والا لن ترين المفاجأة,, ضحكت بشغب امرك يامولاتي .
انتهينا من افطارنا ونهضت مسرعه عندما سمعت ضجيج بالخارج وعلمت بأن المفاجأة حضرت وقلت لها اغمضي عيناك وفتحت باب الكوخ وانا امسك بيدها ونزلنا الدرج خطوة خطوة وانا اغني لها ( هده هده ) حتى وضعت يدها على ذلك الشعر الحرريري فشهقت عندما رأت خيلها التي تعشقها فصرخت بي مااجملها من مفاجأة , لم اوقن بأنها ستتحقق يوماً ما , اخذت بزمام تلك الفرس الاصيله واخذت انا بزمام الأخرى وبدءنا سباقنا واخذنا نسترجع لحظات الطفوله عندما كنا نذهب لاأحد المتنزهات ونركب على ( السوسي ) ولعله يخطو بنا خطوه واحده ,, تذكرنا الكثير ونحن نعانق عنان تلك الخيول بين الاشجار والطبيعة الخلابة , قضينا هذا الصباح بالتجول بالخيول وبعدها عدنا لكوخنا الصغير لكي نرتاح قليلاً , ونحتسي القهوه ونقرأ شيئاً من دفتر تلك الملاك .
حل المساء معلناً بعدم خروجنا , لازال بنا نشاط وحيويه ويخالطه شي من الجنون , التفت اليها قائله مارأيك فقطعت حديثي قائله ان نرقص , تعالت ضحكاتنا وقمنا نتسابق لذالك الراديو الصغير , لأننا ابتعدنا عن كل مايتصل بالتقنيه , قمت باادارة ذلك الزر الصغير على أحدى الاذعات الأجنبيه وعشنا تلك الأجواء بالرقص مع بعض التقليد والضحك حتى ارهقنا التعب , فقالت لي :الا تريدين ان نأكل في تلك الشرفة المطله على البحر ونراقب تلاعب الامواج واندماجها مع بعضها بلا موعد , قلت بلى (وأريد شرفه وعصفور واغاني فيروزيه) ضحكت وقالت ياعيني على الحب وصاحبته , انتهى مساءنا بتلك الروعه كمساءتنا السابقة , لم اذق طعم النوم مبكراً ولذته منذ وقت الا بهذه الرحله ( لاتفكير , لاهموم , ..) ماان اضع راسي على مخدتي حتى اغط بسبات عميق لاأفيق منه الا على صوت أذان الفجر .
تتألت ايامنا بسعادة حتى اقتربت نهاية هذا الهروب ونعود كسابق عهدنا , جعلنا تلك الثلاث الايام الأخيرة بقرب الشاطى , نصبنا تلك الخيمة الصغيرة قريباً من ذلك الضجيج الصاخب ورغم ضجيجه الا انه يبعث بأرواحنا الشغب والانطلاق , نصبنا قواعد لعبتنا المفضله ( تنس) واخذنا نضررب تلك الكرات بهستيريا وكثرت سقطاتنا ولكن تلك السقطات تزيدناً شقاوه وضحكنا , جعلنا هذا اليوم ختاماً لكل ماتمنيناه .
انتهى هذا اليوم بالسباحه التي كنت اخافها وأجلها وكانت تشجعني وتارة تضحك قائله ياماما ماراح تغرقين وادخلي حتى يغطيك هذا الماء فلن تغرقي , فاصرخ بها انسيتي قلبي الذي ينتظرني محملاً بهمومه , فمن أين له بأحد من بعدي فقالت : لاتخافي سيجد كائناً يسكن به . فأخذت اقذفها بتلك الكورة التي كانت بيدي وهي تردها لي بضربات موجعه , وتسحب بي لداخل ذلك الشبح الغادر واانا اصرخ بها واخبرها انه يوجد به مفاجأة ان لم تتركني وغرفت لن تراها , قالت : من أجل المفاجأة فقط فسددت لها ضربه بالكره حتى لاتعبث معي مرة اخرى , ماأجمل ذلك العناق الأخوي بينا وماأجمل ان تجد رفيق روح لايعرف للعتاب طريق ..
عدنا لكوخنا الصغير الذي عشنا به أجمل لحظات حياتنا وشاركتني رفيقة روحي ضحكات لم أشعر بحقيقتها منذ زمن , فذلك الشعور بالسعادة الحقيقي, ماأجمل الحرية والانفلات من قيود الألم والوهن والضعف ,, ماأجمل الحرية والتحرر عندما تريد أن تكون حر , ماأجملها عندما توقن بأنك قادراً على صنع الأمل والسعادة , بيدنا سعادتنا وبيدنا حزننا والمنا , لاذنب لذلك القلب لنحمله تلك المشاعر ,هو فقط يضخ بالحب والالم وبكل شعور يشعر به , وذلك القلب فلو لديه لسان لنطق ( ارحم بي ياأبن ادم ) ..
حبيبتي أخيتي وصديقتي أعلم أنني لااستطيع أن اقدم لك سوى ان أخذ بيدك كي ازيل تلك الاحزان والغربه بكلماتي ومداعبتي لك وبصخبي وشقاوتي .. هذه كلماتي اكتبها إليك , بل كتبها إليك قلبي وهو ينبض شوقاًُ لي ويخبرني بأن لاأتركه مرة أخرى فلم أعلم انه يرافقني من بداية رحلتي الا عندما قمت بكتابة هذه الرسالة إليك ,, نطق وقال هل جلبت لك الحزن , فاأصابني الهلع وقلت : منذ متى وانت هنا , قال منذ ان نزلتي من تلك المركبة تسابقين تؤامك ولكن قبعت جامداً لم أخبرك !لكي تعلمي أنك انتي التي تجلبين الحزن إلي واتهمتني بجلبه , ولتعلمي أنني لم أرفض سعادتك التي عشتها هنا ,أبتسمت وأنا أربت عليه بيدي, عذراً ياقلبي فلقد اخرستني حجتك
نمنا تلك الليله وانا اشعر بخفقات قلبي التي أشتقت إليها , استيقضنا على مزمار صاحب المركبة , اصابنا الهلع وعندها اصابتنا ضحكه جنونيه منذ متى لم نسمع صوته المزعج , فقلت لها : هيا بنا سنعود لكوكبنا , قالت: وهو كذلك وهي تأخذ بوشاحها , قلت: مارأيك ان نخرج الأن ونغتسل بماء البحر ونشاهد ذلك القوس القزحي عن قرب ,تمت بهيا وهي تأخذ بيدي وركضنا لذلك البحر لنودعه ولنضع بصمة ذكرى بجانبه . وصلنا اليه فمسكت بيدها وقلت أقرئ هذه الرساله , وانا سأحفر لها قبراً , قرأتها وعيناها يملاهما الدمع فأمسكت بيدي لكي ندفنها سوياً مع خاتمان وضعا عليهما اسمائنا ورمز الصداقة, وقطعنا عهدنا بأن نعود إليها مراراً لكي تذكرنا بدرس قلبينا لنا ..
انتهى
-----------------------------------------------
هل ماكتبته قصه قصيرة ام حكايه ؟؟؟
حللوها وانقدوها فهي لكم أهديها ( لاأريد سوى توجيه والأخذ بيدي ) ليست الأولى ولكن هي أقرب القصص لقلبي.
لم أضعها هنا الا لثقتي بقلوبكم وببعض الأسماء التي اعرف عنها لامجامله ولاتشجيع للخطأ :)
لكم مني باقات الجوري العاطرة
بدور
هروب في سبيل الأنتعاش
/
قبل عدة اسابيع خططنا سوياً للهرب بعيداً (شهراً فقط) كي ننسى الألم وضعفنا , وصخب تلك المدينة التي نعيشها , اردنا الهرب دون أن يعلم أحد , اردنا العيش سوياً بعيداً عن تلك المتاهات في حياتنا , وعن تدخلات كل من يعنينا .
بينما كنت اقلب وريقاتي لعلي أجد فيها مايخفف عني ,اتتني مسرعه تبكي فعانقتها كي أخفف عنها فوجدتني أبكي معها , فاختلط نحيبناً فأصبح واحد , فقلنا سويا ( اااه ياقهري ) توقفنا عن النحيب فجأة واخذنا نضحك بهستيريا , لم تكن المرة الأولى التي نجد أنفسنا فيها متوافقتان بل بكل لحظاتنا (افراحنا وضحكاتنا واحزاننا متوافقة ),تلك الفتاة تشبهني كثيراً وكنت دوماً اخبرها بأنها ( توأمي) ورفيقة دربي ..
صرخت بها لقد حان وقت الهرب لقد حان وقت الرحيل الى ذلك الشاطئ بلا هواتف وبلا خدم وبلا ناقلات وبلا قلبينا , صرخت بي (قلبينا لانستطيع ان نتركهما ) فقلت :لا سنتركهما لعلهما يشعران بكل الم تسببا لنا به ,أومئت برأسها معلله بالموافقة, فقلت هيا بنا لنحزم امتعتنا لاوقت لدينا فسوف( نرحل فجراً) , وحزمت كلاً منا حقائبها بكل خفة وسراً وخرجناً من منازلنا قبل ان يظهر النور معللاً بتلك الفاجعة , اتفقنا سلفاً مع صاحب مركبة بأن ينتظرنا على بعد شارعين من منزلنا ودفعنا له كل مانملك مقابل لحظات سعادة سنقضيها سوياً برفقة الفرح , وقمنا بااغراء زوجته وابنته بساعتان من الالماس مقابل قطع عهد بعدم اخبار احد عن مكاننا فينكشف امرنا ,فوافقوا على أن يعودوا بعد شهر ليقلونا من نزهتنا .
رحلت بنا تلك المركبة وبد شعاع النور بخيوطه يخترق النوافذ ورمينا بذلك القلبين خلفنا وبالألم معهما , ورسمنا تلك الابتسامة على ذلك الوجهان المشرقان وبرمجنا افكارنا على ماذا نفعل وماذا ينتظرنا عندما نصل ,قطعنا عدة اميال والأرض تزداد جمالاً ومعها يزداد شغفنا بالوصول .
,وصلنا ذلك المكان الريفي , كوخ صغير يطل على بحيرة زرقاء تعكس عليها الشمس بخيوطها الذهبية لتكون ذلك القوس القزحي الساحر , صوت أمواج , مشاجرة عصفوران رقيقان على لقمة عيش , هواء نقي لايعكر صفوه مخلفات المصانع , توقفت تلك المركبة الصغيره ونزلنا مسرعتان حافيتا القدمين نتسابق لذلك الكوخ ونغني سويا ( انا لحبيبي وحبييبي الي ), دخلنا اليه لنكتشف ذلك المخبأ الذي حلمنا به كثيراً , ( غرفة نوم واحدة وسريران ودولاب اثري ,غرفة معيشة وطاولة مصنوعة من خشب السنديان وكرسيان , مطبخ صغير لايوجد به سوى موقد صغير لصنع القهوه , ضحكنا بصخب فقلت ايتها الشريره عليك بجمع الحطب وانا التي ستطبخ , داعبتني قائله حسناً ايتها الصغيرة سنوزع المهام ومن تتكاسل عن عملها ستتحمل مشاق يوم لوحدها ,, تعالت ضحكاتنا ونحن نخرج لتلك الشرفة الصغيرة المطلة على البحيرة والتي ستكون مكان لافطارنا ولقراءة القصص ..
بدءنا يومنا العليل بمداعبة تلك العصفورة التي بنت عشها على نافذة غرفتنا , فاطعمت صغارها واخذت أردد ( أين انت ياقلبي ) سرعان ماأتتني تلك الضربة القاصمه , فقالت :الم تقولي ان نتركهما بلا رحمة , أيتها العابثة سرعان ماتذكرتيهما ونحن بيومنا الأول ,, دعي قلبك ولاتذكريه فستعودين اليه يوماً ويعود إليك بالالم , هيا انهضي لنقضي يومنا بلا قلب وبلا حب وبلا جنون , بل سنأخذ بالجنون الى ذلك الشاطى لكي تحلو لنا السعادة معه.
نهضنا سوياً وحملت كل واحدة منا حقيبه قد جهز فيها لوازم لتلك الرحلة القصيرة , وصلنا الى الشاطى تارة نمشي بخطوات مسرعه وتارة نمشي بخفة ونقلد بعض الشخصيات , وضعنا اغراضنا واخذنا نركض على امتداد ذلك الشاطى الرملي فبريقه كالكرستال الخالص الساحر بالجمال وصوت الموج كعازف تفنن بجميع الألحان .
تسابقنا على الشاطى والامواج تتلقفنا بصخب, سرقت نظاراتها وجعلتها تلحق بي وعندما حاولت الامساك بي رميتها بعيداً , لعبنا كثيراً حتى وجد الجوع منفذ لكي ينبئناً بوصوله, قلت: لها هيا بنا لنعود لكي نأكل قالت :وماذا نأكل ونحن لايوجد لدينا سوى حطب ورغيف خبز واجبان , أريد وجبة دسمة , قلت: ونحن سنأكل وجبة دسمه , قالت : ماذا , قلت : سنذهب سوياً في رحلة صيد سمك ثم سنقوم بشواء السمك الم أخبرك أنني جهزت الكثير من المفاجأت , عانقتني وهي تصرخ أحبك أحبك يافتاتي الصغيرة , صعدنا لذلك القارب الخشبي الصغير الذي حوي على سناره وشبكه وطعام لذلك السمك القابع في قاع البحر , فحدثتها مداعبة سيشتم رائحتي ويأتي بلاشعور , قالت ياشين الغرور , وغنينا ( سناره وبلور وبنت مثل النور ) , ابحرنا بقيادة ذلك الرجل الريفي الذي لم ينطق بحرف حتى يأخذ اجره كاملاً ( شريرات ) لانريد سوى اصواتنا وضحكاتنا تعانق الهواء , هذه شروط رحلتنا لانفس سوى انفاسنا ولاصوت يترنم سوى اصواتنا:) ,من رحلتنا هذه لم نقم بصيد سوى سمكتان فضحكنا معللات بأننا اثنتان فقط , عدنا وقمنا بشويها ثم التهامها بلا رحمة مع بعض الصوص الخاص بالسمك .
فعدنا للكوخ فقد بدءت الشمس بالغروب , والنعاس يغالبنا فكم كان يوم رائع وغداً ينتظرنا بروعته ,قمنا بتنظيم تلك الفوضى وتنظيف الاوساخ , وبعدها اغتسلنا ثم خلدنا الى النوم ورائحة الياسمين تفوح بالارجاء , شعور بالراحة , لارنين هاتف ولاازعاج سيارات , لاصخب لتلك الانوار وضجيج الاخوه, تخت مصنوع من الخشب ومفارش ناعمة بلون الزهر محشوة بريش النعام , وقنديل ينير لنا عتمتنا ويعكس بانارته شي من الجمال .
استيقظت باكراً وهي لازالت نائمه , مشيت بخفة كي لاأحدث ضجيجاً فتستيقظ , جهزت الأفطار ( رغيف خبز, جبنة بيضاء كنقاوة قلبها , مربى , عصير فرش برتقال ) استيقضت تؤامي وانا اضع الافطار على الطاوله فقالت: ربي لايحرمني قلبك ياعسل , داعبتها كم عندي من( ..) ستفرغينها رغماً عنك والا لن ترين المفاجأة,, ضحكت بشغب امرك يامولاتي .
انتهينا من افطارنا ونهضت مسرعه عندما سمعت ضجيج بالخارج وعلمت بأن المفاجأة حضرت وقلت لها اغمضي عيناك وفتحت باب الكوخ وانا امسك بيدها ونزلنا الدرج خطوة خطوة وانا اغني لها ( هده هده ) حتى وضعت يدها على ذلك الشعر الحرريري فشهقت عندما رأت خيلها التي تعشقها فصرخت بي مااجملها من مفاجأة , لم اوقن بأنها ستتحقق يوماً ما , اخذت بزمام تلك الفرس الاصيله واخذت انا بزمام الأخرى وبدءنا سباقنا واخذنا نسترجع لحظات الطفوله عندما كنا نذهب لاأحد المتنزهات ونركب على ( السوسي ) ولعله يخطو بنا خطوه واحده ,, تذكرنا الكثير ونحن نعانق عنان تلك الخيول بين الاشجار والطبيعة الخلابة , قضينا هذا الصباح بالتجول بالخيول وبعدها عدنا لكوخنا الصغير لكي نرتاح قليلاً , ونحتسي القهوه ونقرأ شيئاً من دفتر تلك الملاك .
حل المساء معلناً بعدم خروجنا , لازال بنا نشاط وحيويه ويخالطه شي من الجنون , التفت اليها قائله مارأيك فقطعت حديثي قائله ان نرقص , تعالت ضحكاتنا وقمنا نتسابق لذالك الراديو الصغير , لأننا ابتعدنا عن كل مايتصل بالتقنيه , قمت باادارة ذلك الزر الصغير على أحدى الاذعات الأجنبيه وعشنا تلك الأجواء بالرقص مع بعض التقليد والضحك حتى ارهقنا التعب , فقالت لي :الا تريدين ان نأكل في تلك الشرفة المطله على البحر ونراقب تلاعب الامواج واندماجها مع بعضها بلا موعد , قلت بلى (وأريد شرفه وعصفور واغاني فيروزيه) ضحكت وقالت ياعيني على الحب وصاحبته , انتهى مساءنا بتلك الروعه كمساءتنا السابقة , لم اذق طعم النوم مبكراً ولذته منذ وقت الا بهذه الرحله ( لاتفكير , لاهموم , ..) ماان اضع راسي على مخدتي حتى اغط بسبات عميق لاأفيق منه الا على صوت أذان الفجر .
تتألت ايامنا بسعادة حتى اقتربت نهاية هذا الهروب ونعود كسابق عهدنا , جعلنا تلك الثلاث الايام الأخيرة بقرب الشاطى , نصبنا تلك الخيمة الصغيرة قريباً من ذلك الضجيج الصاخب ورغم ضجيجه الا انه يبعث بأرواحنا الشغب والانطلاق , نصبنا قواعد لعبتنا المفضله ( تنس) واخذنا نضررب تلك الكرات بهستيريا وكثرت سقطاتنا ولكن تلك السقطات تزيدناً شقاوه وضحكنا , جعلنا هذا اليوم ختاماً لكل ماتمنيناه .
انتهى هذا اليوم بالسباحه التي كنت اخافها وأجلها وكانت تشجعني وتارة تضحك قائله ياماما ماراح تغرقين وادخلي حتى يغطيك هذا الماء فلن تغرقي , فاصرخ بها انسيتي قلبي الذي ينتظرني محملاً بهمومه , فمن أين له بأحد من بعدي فقالت : لاتخافي سيجد كائناً يسكن به . فأخذت اقذفها بتلك الكورة التي كانت بيدي وهي تردها لي بضربات موجعه , وتسحب بي لداخل ذلك الشبح الغادر واانا اصرخ بها واخبرها انه يوجد به مفاجأة ان لم تتركني وغرفت لن تراها , قالت : من أجل المفاجأة فقط فسددت لها ضربه بالكره حتى لاتعبث معي مرة اخرى , ماأجمل ذلك العناق الأخوي بينا وماأجمل ان تجد رفيق روح لايعرف للعتاب طريق ..
عدنا لكوخنا الصغير الذي عشنا به أجمل لحظات حياتنا وشاركتني رفيقة روحي ضحكات لم أشعر بحقيقتها منذ زمن , فذلك الشعور بالسعادة الحقيقي, ماأجمل الحرية والانفلات من قيود الألم والوهن والضعف ,, ماأجمل الحرية والتحرر عندما تريد أن تكون حر , ماأجملها عندما توقن بأنك قادراً على صنع الأمل والسعادة , بيدنا سعادتنا وبيدنا حزننا والمنا , لاذنب لذلك القلب لنحمله تلك المشاعر ,هو فقط يضخ بالحب والالم وبكل شعور يشعر به , وذلك القلب فلو لديه لسان لنطق ( ارحم بي ياأبن ادم ) ..
حبيبتي أخيتي وصديقتي أعلم أنني لااستطيع أن اقدم لك سوى ان أخذ بيدك كي ازيل تلك الاحزان والغربه بكلماتي ومداعبتي لك وبصخبي وشقاوتي .. هذه كلماتي اكتبها إليك , بل كتبها إليك قلبي وهو ينبض شوقاًُ لي ويخبرني بأن لاأتركه مرة أخرى فلم أعلم انه يرافقني من بداية رحلتي الا عندما قمت بكتابة هذه الرسالة إليك ,, نطق وقال هل جلبت لك الحزن , فاأصابني الهلع وقلت : منذ متى وانت هنا , قال منذ ان نزلتي من تلك المركبة تسابقين تؤامك ولكن قبعت جامداً لم أخبرك !لكي تعلمي أنك انتي التي تجلبين الحزن إلي واتهمتني بجلبه , ولتعلمي أنني لم أرفض سعادتك التي عشتها هنا ,أبتسمت وأنا أربت عليه بيدي, عذراً ياقلبي فلقد اخرستني حجتك
نمنا تلك الليله وانا اشعر بخفقات قلبي التي أشتقت إليها , استيقضنا على مزمار صاحب المركبة , اصابنا الهلع وعندها اصابتنا ضحكه جنونيه منذ متى لم نسمع صوته المزعج , فقلت لها : هيا بنا سنعود لكوكبنا , قالت: وهو كذلك وهي تأخذ بوشاحها , قلت: مارأيك ان نخرج الأن ونغتسل بماء البحر ونشاهد ذلك القوس القزحي عن قرب ,تمت بهيا وهي تأخذ بيدي وركضنا لذلك البحر لنودعه ولنضع بصمة ذكرى بجانبه . وصلنا اليه فمسكت بيدها وقلت أقرئ هذه الرساله , وانا سأحفر لها قبراً , قرأتها وعيناها يملاهما الدمع فأمسكت بيدي لكي ندفنها سوياً مع خاتمان وضعا عليهما اسمائنا ورمز الصداقة, وقطعنا عهدنا بأن نعود إليها مراراً لكي تذكرنا بدرس قلبينا لنا ..
انتهى
-----------------------------------------------
هل ماكتبته قصه قصيرة ام حكايه ؟؟؟
حللوها وانقدوها فهي لكم أهديها ( لاأريد سوى توجيه والأخذ بيدي ) ليست الأولى ولكن هي أقرب القصص لقلبي.
لم أضعها هنا الا لثقتي بقلوبكم وببعض الأسماء التي اعرف عنها لامجامله ولاتشجيع للخطأ :)
لكم مني باقات الجوري العاطرة
بدور