علي الصيرفي
06/06/2009, 12:00 PM
الحاوي يخرج الرجل من قبعته
بقلم القاص : علي الصيرفي :rose:
راحت تعبث بأوراق جمعتها في صندوق مجوهراتها الصغير ، فاحت منها رائحة عطره ، في عينيها تجمعت دمعة حزينة ، راحت تهرب نحو خديها المتوردتين ،قالت بعد قراءة الرسالة الأولى، كل الأشياء جميلة عندما يسورها الحب ، ونسمات المساء وأنا النائمة بين صفحات اليأس المتجمع عند غرفة الأحلام التي أنشدها .flwr2
جفلت من حلمها عندما رأت صورته تبتسم لها تلك الابتسامة التي خافت منها ، هي الوحيدة التي تعرف معناها ، وتفهم سر حركتها وتقاطيعها وسمفونية نبرتها ،وقفت مذهولة وهي تسمع كلماته المخيفة والتي يخفى وراءها الكثير ،وقد أرادها لتبرير موقف ما .
صار عمرك سبعاً وثلاثين سنة ، لقد اقتربت من الأربعين ، وتبسم بخبث ،راح يسرح خصلات شعره ،ويرش العطر الذي أحبه فجأة فوق قميصه ورقبته ، مردداً أغنية أحبها ، نزلت كلماته كالصاعقة فوق محيط حياتها ، اشتدت جذوة الشرارة التي أشعلها في قلبها ، خروجه الجديد ،وفي أوقات كان يجالس فيه طفليه جعلها وسط ضباب لا رؤية خلفه ، لم تعد تعرف العد إلى العشرة ولا حتى تذكر العد اثنان هي وهو ، طارت عبر زوبعة لا رحمة فيها ولا إمهال ، كانت تبعد عن جسدها خفافيش بشعة تحاول في كل مرة الالتصاق بوجهها وفوق نهديها ، وصورته وهو يمد لسانه في فهما حتى يصل إلى معدتها فيأتيها القيء وتسقط في جرن الماء بين الحائط ورأسها المنقلب نحو الأسفل في كل الصفحات التي جمعتها في صندوقها الغجري ، حيث ضاع الشيء الأخير في خزنتها المثقوبة ، كل الأشياء أمامها ، وجهها كالقمر في ليلة شحوبه رغم جمال كل مافي هذا الوجه ، جسدها المرسوم على رخام أبيض أجمل من ميسلينا الامبرطورة الرومانية التي غارت منها أفروديت .
دقت الساعة معلنة منتصف الليل في غرفة بردت كل جوانبها وتراكم ضباب ثلجي في حناياها ، رأته يعانق امرأة تبرجت بكل ما يفضح روعة جمالها ، لصقت ملامحها في خيالها ، صرخت : دعيه ... إنه .... كان صوتها يختفي و يختنق ، حاولت ْ مرة ثانية ، لم تقدر ، بلعت فأراً خرست ، سقطت في بركة وحل جلبتها أمطار غريبة جاءت من وراء ظهر هذا الموسم من الأمطار وملأت حديقة بيتها ، وجدت زوجها والمرأة ، يستحمان في وحل أصفر اللون ، وحولهما حيوانات تحب الوحل ، كلمته بلغة القلب ، كانت كلماتها تموت عند ملامسة شفتيها ، وصورته راحت تنكمش وتصغر حتى صار جعلاً يطير فوق بركة الوحل ، مصفقاً بجناحين من الكيتين ، مصدراً صوتاً مزعجاً ، طارت المرأة مقتربة منه وكانت قد تحولت إلى ذبابة فرس ، وحطت فوق جسد الطفلين ، ناست عينا المرأة الأم ،ركضت مسرعة ، كانت الذبابة قد بدأت بلعق دم الصغيرين بنهم وشراهة ، صرخت الأم :وعيناه تقطران دماً : يا ويلي ..... كان الأب يضحك وهو يطير فوق البركة ورائحة قذرة تفوح منه ، جمعت الأم الطفلين بين ذراعيها وضمتهما إلى صدرها ، والذبابة تركب فوق الجعل وهو يطير بها مبتعداً ، إلى آخر بركة الوحل حيث وقف فوق قطعة لحم نتنة تفوح منها رائحة خانقة ومميتة ، راح يضم بجناحيه الذبابة وهي تدفع في فمه قيئاً دموياً مصته للتو من الطفلين ... كان يلعق دماً وهو يبتسم تلك الابتسامة التي تعرفها المرأة الأم flwr3
فزت من نومها برعب لا وصف له سمعت صوته عبر الصالة وهو يقول : باي يا عمري .... غداً !!!! لم تستطع أن تفهم بقية الجملة لأنه أخفض صوته وطبع قبلة سريعة فوق جواله ، دخل الغرفة كالحاوي الذي يخرج من جيوبه كل الحيل والخدع التي يسلب بها عقل مشاهده ، اقترب كلوح الثلج مد شفتيه كشفاطة البلاعة ، أحست بقرف غريب يهجم إلى عمرها ، نتقته من رئتيها رائحة كريهة، وتقيئته من روحها لحماً فاسداً خرب ذوقها ، شمت رائحة الدماء التي شربها ، لزوجة غريبة لم تحس بها من قبل لصق بها كحلزونة لزجة تسير فوق قطعة من الرخام ، كانت رائحة لأنثى غير مرئية في تلك اللحظة تفوح من فمه ، وصور أطفال خرجوا من بين أسنانه يصرخون خائفين !!!! ماما ... هذا ليس بابا :coffee:flwr3:happy:
بقلم القاص : علي الصيرفي :rose:
راحت تعبث بأوراق جمعتها في صندوق مجوهراتها الصغير ، فاحت منها رائحة عطره ، في عينيها تجمعت دمعة حزينة ، راحت تهرب نحو خديها المتوردتين ،قالت بعد قراءة الرسالة الأولى، كل الأشياء جميلة عندما يسورها الحب ، ونسمات المساء وأنا النائمة بين صفحات اليأس المتجمع عند غرفة الأحلام التي أنشدها .flwr2
جفلت من حلمها عندما رأت صورته تبتسم لها تلك الابتسامة التي خافت منها ، هي الوحيدة التي تعرف معناها ، وتفهم سر حركتها وتقاطيعها وسمفونية نبرتها ،وقفت مذهولة وهي تسمع كلماته المخيفة والتي يخفى وراءها الكثير ،وقد أرادها لتبرير موقف ما .
صار عمرك سبعاً وثلاثين سنة ، لقد اقتربت من الأربعين ، وتبسم بخبث ،راح يسرح خصلات شعره ،ويرش العطر الذي أحبه فجأة فوق قميصه ورقبته ، مردداً أغنية أحبها ، نزلت كلماته كالصاعقة فوق محيط حياتها ، اشتدت جذوة الشرارة التي أشعلها في قلبها ، خروجه الجديد ،وفي أوقات كان يجالس فيه طفليه جعلها وسط ضباب لا رؤية خلفه ، لم تعد تعرف العد إلى العشرة ولا حتى تذكر العد اثنان هي وهو ، طارت عبر زوبعة لا رحمة فيها ولا إمهال ، كانت تبعد عن جسدها خفافيش بشعة تحاول في كل مرة الالتصاق بوجهها وفوق نهديها ، وصورته وهو يمد لسانه في فهما حتى يصل إلى معدتها فيأتيها القيء وتسقط في جرن الماء بين الحائط ورأسها المنقلب نحو الأسفل في كل الصفحات التي جمعتها في صندوقها الغجري ، حيث ضاع الشيء الأخير في خزنتها المثقوبة ، كل الأشياء أمامها ، وجهها كالقمر في ليلة شحوبه رغم جمال كل مافي هذا الوجه ، جسدها المرسوم على رخام أبيض أجمل من ميسلينا الامبرطورة الرومانية التي غارت منها أفروديت .
دقت الساعة معلنة منتصف الليل في غرفة بردت كل جوانبها وتراكم ضباب ثلجي في حناياها ، رأته يعانق امرأة تبرجت بكل ما يفضح روعة جمالها ، لصقت ملامحها في خيالها ، صرخت : دعيه ... إنه .... كان صوتها يختفي و يختنق ، حاولت ْ مرة ثانية ، لم تقدر ، بلعت فأراً خرست ، سقطت في بركة وحل جلبتها أمطار غريبة جاءت من وراء ظهر هذا الموسم من الأمطار وملأت حديقة بيتها ، وجدت زوجها والمرأة ، يستحمان في وحل أصفر اللون ، وحولهما حيوانات تحب الوحل ، كلمته بلغة القلب ، كانت كلماتها تموت عند ملامسة شفتيها ، وصورته راحت تنكمش وتصغر حتى صار جعلاً يطير فوق بركة الوحل ، مصفقاً بجناحين من الكيتين ، مصدراً صوتاً مزعجاً ، طارت المرأة مقتربة منه وكانت قد تحولت إلى ذبابة فرس ، وحطت فوق جسد الطفلين ، ناست عينا المرأة الأم ،ركضت مسرعة ، كانت الذبابة قد بدأت بلعق دم الصغيرين بنهم وشراهة ، صرخت الأم :وعيناه تقطران دماً : يا ويلي ..... كان الأب يضحك وهو يطير فوق البركة ورائحة قذرة تفوح منه ، جمعت الأم الطفلين بين ذراعيها وضمتهما إلى صدرها ، والذبابة تركب فوق الجعل وهو يطير بها مبتعداً ، إلى آخر بركة الوحل حيث وقف فوق قطعة لحم نتنة تفوح منها رائحة خانقة ومميتة ، راح يضم بجناحيه الذبابة وهي تدفع في فمه قيئاً دموياً مصته للتو من الطفلين ... كان يلعق دماً وهو يبتسم تلك الابتسامة التي تعرفها المرأة الأم flwr3
فزت من نومها برعب لا وصف له سمعت صوته عبر الصالة وهو يقول : باي يا عمري .... غداً !!!! لم تستطع أن تفهم بقية الجملة لأنه أخفض صوته وطبع قبلة سريعة فوق جواله ، دخل الغرفة كالحاوي الذي يخرج من جيوبه كل الحيل والخدع التي يسلب بها عقل مشاهده ، اقترب كلوح الثلج مد شفتيه كشفاطة البلاعة ، أحست بقرف غريب يهجم إلى عمرها ، نتقته من رئتيها رائحة كريهة، وتقيئته من روحها لحماً فاسداً خرب ذوقها ، شمت رائحة الدماء التي شربها ، لزوجة غريبة لم تحس بها من قبل لصق بها كحلزونة لزجة تسير فوق قطعة من الرخام ، كانت رائحة لأنثى غير مرئية في تلك اللحظة تفوح من فمه ، وصور أطفال خرجوا من بين أسنانه يصرخون خائفين !!!! ماما ... هذا ليس بابا :coffee:flwr3:happy: