ريم محمد
06/07/2009, 04:07 PM
هديه لقلب.......
تتشبث كفي بكفها ..أقبض على يدها بقوة..أقبلها , و أنظر إلى وجهها النحيل وإلى عينيها التي تزرع في نفسي الحياة ..
-ماما أحبكِ..
تتبسم بألم و وهن "و أنا كذلك لين"
-ماما فلتخرجي من هذا المكان ..
تشيح بوجهها للجهة الأخرى ..و تترقرق من عينيها دمعة لتنزف على خديها بألم..
أثب على السرير , و الذي يهتز بوثبتي أنظر لوجهها ..و أتألم..
-ماما أ تبكين؟ هل أغضبكِ هنا أحد؟
أمسح بأناملي الصغيرة تلك الدموع اللعينة التي تنتثر على خديّ أمي..و أجدد من جديد كرهي لهذا المكان .. الذي يسجن أمي منذ شهور..فلا تزال عنها هذه الأسلاك و هذه الإبر ..لكم أكرههم لأنهم يعذبونها..
-ماما..
و تجيبني بألم تكاد تخفيه فلا تستطيع.."نعم يا حبيبتي.."
-فلتخرجي من هذا المكان المقرف..
-لا أستطيع يا حبيبتي ..فأنا..
و تسكت و سكوتها يحرقني ..آهـ يا أمي لم أعد لين الطفلة ..لقد كبرت صدقيني لقد كبرت..و أصبحت قادرة على أن أسرح شعري .. و أعد الشاي لوالدي..و أذاكر دروسي لوحدي..و أهتم بمعاذ و خالد..
- ماما سأعتني بكِ صدقيني فأنا قادرة على ذلك ..
- لين كفي عن إزعاج والدتك..
يبتر صوتي صوت والدي يدخل الحجرة و وراءه الطبيب المقرف .."أف ..كم أكرهه"
يقف بمحاذاة سرير أمي ينظر إلى الشاشة الصغيرة المثبتة فوق السرير.
- لماذا تعذب ماما.. أتركها تخرج..
يلتفت ناحيتي يبتسم ابتسامة غبية ..ثم ينحني بإتجاهي و يحدق في وجهي..
- أنا لا أعذبها ..أنا أساعدها..لكي تعود معك ذات يوم للبيت..
- أنت تغرس في جسدها هذه الأدوات اللعينة إنها تبكي منها..
يحتوي وجهي بكفيه..
- يا صغيرتي..قلب ماما متعب قليلا..
أبتعد عنه و أمسح عن وجهي آثار تلك اليدين التي تعذب أمي..و أفرد ذراعي..و أقول بتحدي" قلب أمي كبير و واسع بحجم غرفتي..و يسعني أنا و والدي و أخويّ"
* * *
قلب أمي متعب لا أستطيع نسيان هذه الكلمة ..حتى بعد مغادرتي لذلك المكان..و بعد أن لمست يد أمي للمرة الأخيرة "سأعود غدا لآخذك معي" ..و قبلت جبينها الطاهر و ارتسمت على شفاهنا بسمة رائعة..
أما اليوم فسأنزع عنها هذه القيود و سأصرخ في وجه الطبيب "لا تقترب من ماما..و لا تلوثها بيديك المتسختين"
نعم سأصرخ ..فأنا لم أعد طفلة ..لقد كبرت و كبرت..
- بابا هل تحب ماما..
- نعم يا لين أحبها..
-فلماذا كنت تصرخ في وجهها حينما كانت معنا..و تقول لها بغضب "لا تقتربي من المطبخ..و لا تنظفي البيت!..
يصمت والدي بعد أن يبتلع غصة كبيرة تقف بألم في حلقه..
-بابا قلب ماما كبير نسكن فيه كلنا فهي دائما تقول إننا في قلبها..و ليس كما قال ذلك الطبيب ..أليس كذلك..
- نعم يا لين ..نعم..
- بابا أنا أحبكم جميعا..أحب ماما و أحبك أحب معاذ و خالد..
- و أنا كذلك ..
-بابا...
ينظر إلي والدي "كُفي يا لين عن الثرثرة..و إلا.."
- حسنا لن أتكلم سأكون خرساء..
- هكذا أفضل..
- أفضل طبعا ..لكني أحبكم..
-ثرثارة يا لين..
يتشنج وجهي استعدادا لموجة بكاء عارمة..و أطلق صرخة مكتومة لتدوي في السيارة"أين أنت يا أمي"
- يمسح على رأسي " حسنا اصمتي هاقد وصلنا؟"
- سأخبر أمي ..أقسم أني سأخبرها..
- هيا لين لنشتري لها الورد الذي تحبه..
يقبض على كفي الصغيرة ..و نشتري الورد.. و أحمله بين ذراعي و أردد في نفسي "سأهديه لقلب أمي"
في ممر المشفى ..و قبل و صولنا لحجرة أمي..شيء ما جعل والدي يركض مسرعا و يتركني خلفه..
سرت إلى حيث حجرة أمي " ماما جئت بالورد الذي تحبينه.. " لكن الهدوء كان قاتلا..و السرير كان خاليا..و الأسلاك متدلية..
_ ماما أين أنت؟ ماما هل ستخرجين معي كما و عدتني!..
تتشبث كفي بكفها ..أقبض على يدها بقوة..أقبلها , و أنظر إلى وجهها النحيل وإلى عينيها التي تزرع في نفسي الحياة ..
-ماما أحبكِ..
تتبسم بألم و وهن "و أنا كذلك لين"
-ماما فلتخرجي من هذا المكان ..
تشيح بوجهها للجهة الأخرى ..و تترقرق من عينيها دمعة لتنزف على خديها بألم..
أثب على السرير , و الذي يهتز بوثبتي أنظر لوجهها ..و أتألم..
-ماما أ تبكين؟ هل أغضبكِ هنا أحد؟
أمسح بأناملي الصغيرة تلك الدموع اللعينة التي تنتثر على خديّ أمي..و أجدد من جديد كرهي لهذا المكان .. الذي يسجن أمي منذ شهور..فلا تزال عنها هذه الأسلاك و هذه الإبر ..لكم أكرههم لأنهم يعذبونها..
-ماما..
و تجيبني بألم تكاد تخفيه فلا تستطيع.."نعم يا حبيبتي.."
-فلتخرجي من هذا المكان المقرف..
-لا أستطيع يا حبيبتي ..فأنا..
و تسكت و سكوتها يحرقني ..آهـ يا أمي لم أعد لين الطفلة ..لقد كبرت صدقيني لقد كبرت..و أصبحت قادرة على أن أسرح شعري .. و أعد الشاي لوالدي..و أذاكر دروسي لوحدي..و أهتم بمعاذ و خالد..
- ماما سأعتني بكِ صدقيني فأنا قادرة على ذلك ..
- لين كفي عن إزعاج والدتك..
يبتر صوتي صوت والدي يدخل الحجرة و وراءه الطبيب المقرف .."أف ..كم أكرهه"
يقف بمحاذاة سرير أمي ينظر إلى الشاشة الصغيرة المثبتة فوق السرير.
- لماذا تعذب ماما.. أتركها تخرج..
يلتفت ناحيتي يبتسم ابتسامة غبية ..ثم ينحني بإتجاهي و يحدق في وجهي..
- أنا لا أعذبها ..أنا أساعدها..لكي تعود معك ذات يوم للبيت..
- أنت تغرس في جسدها هذه الأدوات اللعينة إنها تبكي منها..
يحتوي وجهي بكفيه..
- يا صغيرتي..قلب ماما متعب قليلا..
أبتعد عنه و أمسح عن وجهي آثار تلك اليدين التي تعذب أمي..و أفرد ذراعي..و أقول بتحدي" قلب أمي كبير و واسع بحجم غرفتي..و يسعني أنا و والدي و أخويّ"
* * *
قلب أمي متعب لا أستطيع نسيان هذه الكلمة ..حتى بعد مغادرتي لذلك المكان..و بعد أن لمست يد أمي للمرة الأخيرة "سأعود غدا لآخذك معي" ..و قبلت جبينها الطاهر و ارتسمت على شفاهنا بسمة رائعة..
أما اليوم فسأنزع عنها هذه القيود و سأصرخ في وجه الطبيب "لا تقترب من ماما..و لا تلوثها بيديك المتسختين"
نعم سأصرخ ..فأنا لم أعد طفلة ..لقد كبرت و كبرت..
- بابا هل تحب ماما..
- نعم يا لين أحبها..
-فلماذا كنت تصرخ في وجهها حينما كانت معنا..و تقول لها بغضب "لا تقتربي من المطبخ..و لا تنظفي البيت!..
يصمت والدي بعد أن يبتلع غصة كبيرة تقف بألم في حلقه..
-بابا قلب ماما كبير نسكن فيه كلنا فهي دائما تقول إننا في قلبها..و ليس كما قال ذلك الطبيب ..أليس كذلك..
- نعم يا لين ..نعم..
- بابا أنا أحبكم جميعا..أحب ماما و أحبك أحب معاذ و خالد..
- و أنا كذلك ..
-بابا...
ينظر إلي والدي "كُفي يا لين عن الثرثرة..و إلا.."
- حسنا لن أتكلم سأكون خرساء..
- هكذا أفضل..
- أفضل طبعا ..لكني أحبكم..
-ثرثارة يا لين..
يتشنج وجهي استعدادا لموجة بكاء عارمة..و أطلق صرخة مكتومة لتدوي في السيارة"أين أنت يا أمي"
- يمسح على رأسي " حسنا اصمتي هاقد وصلنا؟"
- سأخبر أمي ..أقسم أني سأخبرها..
- هيا لين لنشتري لها الورد الذي تحبه..
يقبض على كفي الصغيرة ..و نشتري الورد.. و أحمله بين ذراعي و أردد في نفسي "سأهديه لقلب أمي"
في ممر المشفى ..و قبل و صولنا لحجرة أمي..شيء ما جعل والدي يركض مسرعا و يتركني خلفه..
سرت إلى حيث حجرة أمي " ماما جئت بالورد الذي تحبينه.. " لكن الهدوء كان قاتلا..و السرير كان خاليا..و الأسلاك متدلية..
_ ماما أين أنت؟ ماما هل ستخرجين معي كما و عدتني!..