مشاهدة النسخة كاملة : ] خ ـبايا الزوايا [
إيناس الطاهر
02/04/2007, 09:46 AM
لكلّ في الح ـياةِ نكهة ،،،
يُعانقُ فيها طعم اللذةِ للأرواح
من نمنماتِ الهمسِ نلجُ النفوسَ ونستطعم صاحبها ;;;
سـ أبدأ من زوايا المح ـظور لـ روحي
أمتشقُ قلمي حساماً
وأعلنُ للح ـرفِ قناصل
قد حان موعد تأبين الخوف
لا شيء يستح ـق كبتَ الأنا
لـ أنا ، وهنا
خ ـبايا الزوايا
ما ظهرَ منها وما بطن
فما زلتُ أبح ـثُ عني بين تضاريس الح ـياةِ
أريد أن أولدَ لـ مرةٍ واح ـدة
واح ـدةٍ فقط ، لأعرفَ ما هو طعمي
صباحٌ سكّر ، بـ ماء الورد معطّر ، بل ما فاضَ من الخير وأكثر
لكلِّ من نظر ، وفهم واعتبر ، وأدركَ ما بصَر ، لما خفي من الحرف وما عبر
إيناس الطاهر
02/04/2007, 01:47 PM
لهم :
http://ww.xx5xx.net/up-pic/uploads/9756625d4a.jpg
لماذا نح ـاولُ دوماً أمام الـ ( كاميرة ) أن نكون أجمل ؟؟؟
لماذا نبتسمُ وخلف الصمتِ ألف بكاء ؟؟
في تلك اللح ـظة التي ولِدَ لـ آلة التصوير صوت ( تِك )
لـ تجعل من وجهكَ منحوتةَ لا تتغير ، ماذا كانت نفسك تقول ؟؟ بماذا كنتَ تفكر ؟؟
وكيف عانق الأسى للـ قلبِ شغ ـاف !!!
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
بهم :
http://ww.xx5xx.net/up-pic/uploads/9756625d4a.jpg
أريدُ أن أُخرجك من قمقم المجاملةِ والتكلّف
اليوم عدستي أمام وجهك
أصرخ بك ، لـ أدع الصورة تنطق عنك
دون تزييف ] قل لي كيف لنا أن نعيش [
دون تكليف ]خبرني كيف يكون الموت أفضل [
;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;
لي :
http://ww.xx5xx.net/up-pic/uploads/9756625d4a.jpg
سـ أبتسم لي
وألتقط من روح ـي ، صورتك المنقوشة بـ الحنّاء
اشتقت لـ صورتي في عينيك
فـ في عينيك ، أكون دون رثاء
كن لي حدقة التصوير ، واحمل من وجعي ألف جنين
رتّبه حيث تكون
سـ أرمقك بـ حياء
و أنحت وجهاً عاشقاً
يقول من ناظريه " مذ عرفتك سيدي ، صرتُ أجمل "
إيناس الطاهر
02/04/2007, 02:56 PM
تنقلنا الأحداث لأعماق ذواتنا ، لذلك الركن البع ـيد من سواد ،،،
من أخمص القاع إلى مرافيء الرفض ، نلجأ لـ مكنون الإعجاز في الموجود
بح ـثاً عن الأفضل في المستح ـيل !!!!
الإدراك كُنهٌ مبني على الإنكار
وبعض التكالبِ من الواقع يزيد الحقائق غموضاً !!!!
قد يرتقي صاحب الفكر دون وصول لـ جداول الحقيقة
وقد نستقي من مآقي العلم دون تعلّم
وكثيراً ما نزهد بـ الثمين عجزاً عن كماله
ونقبل البغيض الرخيص طلباً في الستر !!!
أيها المج ـبول على حدود لظى ،،،
تقرؤنا ملامح الجزع الأعظم ، فـ نهوي
من فلسفةٍ لـ واقع ينهش اللحم ويترك العظام رميم ،،،
نفيقُ على تنهداتٍ حرّى ، حتى انقطاع التيار عن العقل ،
كأننا نطلب من الصمت الرفض عنّا ، أو نهرب للـ صمت منّا ،،،
ما الحقيقة ؟؟
إنها ذلك الركود للـ نطق والإعتراف به عجزاً وتكويناً
قد تج ـيدُ يمينك نقله ، وقد تعجز دونه ،
ربما كانت زفراته تحرق بيان الاستيعاب
قاتلةً أي فيء وظل ، لـ نحترق حتى نهايات البنان
مبدعٌ ، ذا حسٍّ قريبٌ من فوضوية الاستحسان
فقط يكفي أن أعلم أنّ الألمَ درسٌ في الصبر ، لأدرك أنني سـ أستفيد
لكم ، وردٌ كـ أنتم
إيناس الطاهر
02/04/2007, 02:59 PM
http://www.anhaar.com/vb/uploaded/2776_1175172573.jpg
ألا ليتَ المنامَ واقعٌ ، وكلُّ الح ـياةِ تصيرُ خيال
فـ أحظى بـ وَردِ ذا صنعةٍ ،، يكون الأمانُ فيه وصال
إذا قالَ شوقاً تفيض أدمعي ،،، وإنْ قالَ نبضاً أصيرُ الموالي
إيناس الطاهر
02/04/2007, 03:39 PM
[img]http://www.xx5xx.net/up-pi/uploads/6d9b52d4e0.jpg[/ig]
لستُ أدري ، ءأغيرُ عليكَ من الورد ؟
أم الوردُ من لهفتي عليكَ يغ ـير ؟؟؟؟
يا عطر الوردِ أنتَ ، يا مالكَ فوحَ العبير
إنْ كان للـ نورِ نورٌ
فـ نور ضياءك تنوير
وإنْ كان للـ صبحِ شدوٌ ، فـ انتَ للـ ماء خرير
إنَّ للـ عشقِ قلوباً ، ألهبتْ حرفاً أثير
وإنَّ في النفسِ بوحاً ،، يشدوه شوقاً مثير
همسة : أضغاثُ أحلام ، فـ لا تلوموا نائماً لم يستيقظ بع ـد :D :rolleyes:
إيناس الطاهر
02/04/2007, 03:53 PM
أحيانا أستغرب بعض أفكار مجتمع تجرع حينا الحضارة !!!
اليوم أرى بعض أفكاره الدخيلة
وكأنه تشرّب الحماقة منذ الرضاع ،
فكانت ملامح الغباء بادية على عقله المنغولي
وكأنني به كابن سفاح ،
بنشوة وبذرة حرام جاء ،
في ليلة من الليالي حين تآلف سكيرعربيد ظالم غشيم ، و بتول ّّّّ!!!!!
إيناس الطاهر
03/04/2007, 11:52 AM
أكمل عامه الأول زاحفاً نحو الأسفل
وأتقن لـ عامه الثاني تلوين الأقنعة
وأجاد وضع الصباغ على وجهه العاري
كم أنت قبيح أيها الملّون
منسوج من شرايين الشياطين
ومعجون بـ دماء إبليس
ومطحون بـ ماء الرذيلة
لا يعرف الشكر طريقه إلى نفسك
ولا تجيد روحك إلا كل مترفٍ من حمق
أتدري ؟؟ منذ القديم وأنا ألعب معك الغميضة
وأعرف أين تختبئ
وإلى أيّ الملاجئ تهرول
لكنني أدّعي الغباء
فقط لـ أضحك آخر النهار
من مختبئ مكشوف الخفايا
اليوم ، أريد أن أرتاح من لعبتي
سـ أتركك أنت من تغمض
وأهرول كي أختبئ
حيث لا تدركني ولا تطالني سلطاتك
أو عسسك الأحمق
هيا
حاول البحث عني
لن تجد يداً تطالني
وبينما أنت تبحث في غضب
سـ أكون حيث تراني ولا تراني
حيث تدركني ولا تطالني
حيث أرمقك فـ لا تنساني
أتناول ما هو أسود من لونك
وأطعم من لعبتك
وأشهى من إعجابي بـ التغابي
أنا وفنجان القهوة
نستلذّ التعذيب
وأنت تهذي ، بـ جنون
http://newsimg.bbc.co.uk/media/images/39077000/jpg/_39077995_coffee_cup203.jpg
صحتين ، يا فنجان القهوة المرّة
تأتي بعد عناء اختباء
إيناس الطاهر
03/04/2007, 11:58 AM
عسى ما شرّ
أنا من يوم ما كانت ، ملامح شوقي تلحقني
وأنا واياك ، ضدّ وندّ ، يلاقينا فراق بـ حدّ
وتتباعد أمانينا
وتهجرنا سنين الوصل ويلاحقنا قسى البعاد
تباعدنا ، و تغرّبنا ، وصرنا بـ القهر ، نذكر ، بقايا من اسامينا
حفرناها ، ونسيناها ، وهجرتنا يوم إنّا ، من الأيام طلبناها
كنّه القدر يكتب ، لا نلقى هوى الخلّان
وشوف الخلّ ما يطلب بيوم البعد لقيانا
تعال وشوف بعيونك ، وش اللي صار
من بَعدك يجي بُعدك
وما يرحم أنين الشوق ، قلبك القاسي
زمان ،
يوم اني عرفتك قالت لي عيونك
مرة وحدة اوعديني
واوفي الوعد
اوفي الوعد
واذكريني
وذكرتك ، وليتني ما عبرت الشطّ ولحقتك
انت تنسى ، قلبه يقسى
وقلبي عـ الوجع ينظر
ذاك الوعد
عسا ماشر ، تعلمت عني الصبر
الله أكبر ، والله وصرت تستغني ، وعن مين ؟؟ عني
وانت صناعة ايديني وجمالك لمسات من فني
الله اكبر كيف يستغني وهو المتمني
وكيف صار يروووح وما يحني
يا ابعدهم الناس واقربهم مني
يا عشقي الجارف ، وشوقي النازف
ياحب ما لقيتله لا وصف ولا واصف
يجوز للغير اليوم شايف
او الله العليم نست اسمي ذيك الشفايف
او انا اخاف منه وهو مثلي اليوم خايف
انا ناوي ابتعد ومصر وحالف ، بس ايش حيلتي كيف أواجه أعاصير العواطف
شلون انساحبي ولهفتك وخوفك علي وسؤالك عني ، كيف انسى كل ذيك السوالف ؟؟
انتَ اذا غلي الذهب ينكسر خاطره بوجودك وانت الالماس
انت ما انت روحي ودمي وبس ؟؟ انت الانفاس
هاك دمي حبر ، هاك قلبي القرطاس
واكتب عني ، عن كذبي ولعبي واحتيالي وخيانتي
اكتب انك الأطهر ، انك الجوهر ، انك من العنبر اعطر ، انك الشمس وانور
اكتب عن كل شي كبير
صدقني انت اكبر منه وانت فيك كل المحاسن واكثر
انت الوفي وانا الخاين
انا المديون وانت الداين
انا قريه ومهجورة ، وانت رياض وجنات ومداين
وانا الخداع الاسود وانت البياض الواضح الباين
وين الهروب منك ، وانت عمر وسنين
وانت حب وحنين
وين و كيف ؟؟؟
احكيلي و علّمني كيف اهجرك واغدرك واتركك وانساك
قولي كيف وانا ذرة غبار في سماك
احبك ايه احبك
واحبك ولوما اتمنى احبك ، بس غصب احبك
إيناس الطاهر
03/04/2007, 03:45 PM
فلسفة عشق
هل عشقتَ يوماً ؟؟؟
هل فكرتَ في معنى عشقك ؟؟؟
أحاولتَ أن تنظر للأمر نظرةً فلسفيةً مضافةً لقدَرٍ من التدبّر والتعمّق ؟؟؟ ... ربما أنك لم تفعل ، وربما أنك جازفتَ وفعلتَ وأنا هنا سأفعل .
سيدي / سيدتي :
العشق حالة تبدأ بالصمت ، وتتعمق بالاسترخاء ، وتشتد بالهيـام .... قد تصيبك وأنت وحدك فتكون لحظة صفاء ، وإنْ أصابتك وبرفقتك عزيز فهي المحبــة ، أما إن انتابتك وأنت مع الطبيعة فهي لحظة الأمل ؟؟!! .... أما جمالها إن ربطتك مع الإله فتكون حينها ... محبة العبادة والاستعباد لسيد العباد ....
إذاً صفاء ، محبـة ، أمـل ، وعبادة .... مسميات ومسميات ، لكلمةٍ واحدةٍ ... إلا أن المعنى ليس واحداً فيها ... فحين تصيبك وأنت مع نفسك يكون العشق وقتها لحظة وهمية ينتهي بذكرى مأساوية أو بانتهاء اللحظة التي أنت فيها ، نشأ من فراغ وانتهى للفراغ .
و إن كان بينك وبين شخص ، فقد أخذ طابع الفناء ... فأنت عشقت فانٍ ، وعشق الفاني فناء ، وبوح من النسيان للإنسان منسيا ..
ولو كان عشقك للطبيعة فهو التموج و التغير ، ونهايته النضوب ، فالبحر ينضب ، والربيع يذهب ، والنضب من مقلوبات النبض ... والنبض شعور ... والشعور إنسان ... والإنسان أنت ، موجود بفكرك حتى لو غار للأبدية جسدك
و الجمال ، أين يكمن الكمال ؟؟؟؟ في عشقك الإله ، حينها تكون كلمة الأسمى قد حققت ما تريد ، فانٍ عشق باقٍ، و الفناء في البقاء وجود ، و عشق الدائم يعني الدوام ... حب أبدي باقٍ وإن فني الزمان ...
برأيي أصفو إليك ... وأصطفيك ...
ومع الخلاصة أحييك ، و أزيدك من الشعر بيتا ...
فانٍ لفاني فناء ... وفانٍ لناضب انتشار ، وفانٍ لباق دوام ... ذاك ما أرى ، ولك ما ترى .... ولا تحسب هذا رأياً ... بل قل إنها خاطرة لحظات تبعثرت في فلسفة الحياة مع انزلاق النفس في محطة التفكر النفسي ... و الذاتيةِ الباحثةِ عن الراحة والانتماء ، والخلود ... خلود الروح اقصد لا الجسد ....
دمتَ لي بخيـر :)
إيناس الطاهر
03/04/2007, 03:49 PM
http://www.x5xx.net/up-pic/uploads/4a5a1720c0.jpg
يطوفُ بيَّ الوجدُ حين رحلت
يا من بـ قلبي أنتَ سكنت
فـ أدمى الفراق مهجة روحي
و أحرق البعدُ صبراً ، صبرت
أراكَ أمامي تفارقُ عيني ، فـ يعجزُ قلبي مدّكَ عمراً
ليتَ لـ أمري مدادكَ روحاً ،
وتقصير عمري يومَ عجزت
فما الدنيا دونكَ إلا همومٌ ، وما يومي بعدكَ إلا سرابٌ
فـ حتفكَ جاء مخاضٌ لـ نزفي ، و بعد المخاضُ إجهاضٌ فرحي
وشح ـناتُ روحي تموتُ لـ بُعدكَ
أموتُ فراقاً ، وأحيا شِقاقاً ،
فـ يستلُّ حزني ، بعدكَ خنجر ، يطعنُ تباعاً ، فـ أُثقبُ جرحاً ،
ينادي وصالَ حبيبٍ موّدع ، ندايَ بـ قربه صار عقيماً ،
أناجيه أقبِل فـ يُعرِضُ عني
أينكَ مني ملاكي أينك ؟ أناديكَ شوقاً صداهُ عقيمٌ ،
يطوفُ المدائن يبحثُ عنك ، فـ يرتدُّ حزناً ،
سكونٌ لـ صوتك ، رحيلٌ جسدك ، خفوتٌ قربك ، محالٌ وصلك ، جوابكَ صامت ، وصوتك خامد ، أنت رحلت ، جاء الجواب ، يقتل دمعي ، أنتَ رحلت!!
أتشتاقُ همسي ؟؟ تتوقُ لـ وصلي ؟؟
أتسأل رباً لقاؤك خِلاً ؟؟ يوم البع ـثِ وحين سَـ نُنشر ؟
فإنْ لم يحظى قلبي دوامَك ظلاً
أقول لـ ربي : إلهي حبيبي ، بـ حقِّ الح ـياة ، اجعل خليلي ، شريكي عندك
إلهي حبيبي ، اجعل خليلي ، شريكي عندك ،،،،،
إيناس الطاهر
03/04/2007, 05:28 PM
أتع ـرف ( بونوكيو ) الفتى الخشبي ؟؟
حين يكذب يستطيلُ أنفه ، هكذا عاقبته الساح ـرة حتى يتوب
>
<
>
<
ويح ـي !!!
إلى متى سـ تبقى يا أنفي تطول ؟؟؟
بونوكيو ، بقدر ما أح ـبك أكرهك
بـ قدر ما أشفق عليك ، أراني فيك !!!!!!!!
إيناس الطاهر
03/04/2007, 05:42 PM
قرأتُ لـ إحداهن تقول :
هُنَاك قَوْل مَأثُور علَى جَانِبٍ كَبيِرٍ مِنْ الْحَقيقَة وَالصِدْق
والْوَاقِعيّة الْمُمْتَدّة مِنْ سَوَاحِلِ شَاطْئْ هَافْمُون المُرْتَبِط
جُزْيَئات مَاؤُهُ بِجزْيَئاتِ مَاءِ جُزُر الآزُور
(الْمَرأْةُ التِي تُحِبّ اْلَرجُل لِذَاتِهِ فَهِي إِمَا مَجْنُونَة أَوْ ضَعِيفْة ) ..
فَأْعتَقِد بَلْ أَجْزِمْ أَنّ لَيْسَ هُنَاك
مَامِنْ رَجُل يُحَبُّ لِذَاتِه فَلا بُدّ لَهُ مِنْ ( ٌإِضْافَاتٍ ) حَتّى يُصْبِح مَقْبولاً .
أقفُ عندَ المقولةِ تارةً وعندَ رأي الكاتبةِ ، أخرى
أتح ـوقل على تفكير !!!
والمرأة هل هي مقبولةً كيف هي ؟ بدون مح ـسنات ولا إضافات ؟؟؟
والمرأة أينها من كلِّ ذلك اللهو ؟؟
مسكينةٌ أنتِ يا ح ـواء
إيناس الطاهر
03/04/2007, 05:46 PM
جنديي المجهول
وصاحب نحوب نفسي إنْ ألمّ بك عارض من غياب مجهول
اليوم أخط رسالتي المائة قبل الميلاد ، أو ربما الميتّة بعد الميلاد
إليك ،، ومن سواكَ يستحقها ، أودعتها بريد قلبي ، وأرسلتها مع حمام أملي
علّها يا عذب القلب ، تصلك ، ولو بعد حين ،،،،
أتدري يا سيدي ومهجة القلب
في الحياة نحن سكارى ، وما نحن بـ سكارى ، إنما هي طقوس الحياة
تنيمنا مغناطيسياً وتسحبنا في دوّامة اللا شعور ، أتدرك مغزى الكلام يا غناتي ؟؟؟
ربما نعم ، وربما لا ، وربما أنك لا تدري ، كيف أنا أيضاً لا أدري
ذات مرة ، قرأتُ يا سيدي كتاب النبي لـ جبران خليل جبران
وبـ الأمس بدأتُ به من جديد ، كان سخيفاً وكل الأدباء أجمعوا أنه تحفة جبران لـ هذا الزمان
أتدري لمَ كان في نظري سخيفاً ؟؟؟
لأنني اكتشفت ما لم أشعر أنّ هنالك من اكتشفه في الوجود ، اكتشفت أنّ الوحدة ، والعزلة ، والأنين ، قد تجعلان من القلب الضعيف وكر أجحاف بـ حق الخلائق ،،
خبرني يا عزيز النفس
هل الذل يكمن في النفس المطيعة ؟؟
أم أنه سلعة هذا الزمان العجيب ؟؟؟
خبرني يا قوي الجأش
هل نحن أبناء الرذيلة ؟؟ أم نحن أبناء المعاناة ؟؟؟
يستهويني القلم سيدي ، ويشدني كلّ حرف متين
لكنني ألمح الحزن بين طيّات ما يكتبون ، بربك لماذا ؟؟؟
لمَ صار القلم مكان الحزن ؟؟؟ ولمَ صار حبره دمُّ معاناة ؟؟؟ ولم صار لا يخطّ إلا اليأس ؟؟
هل حين نضحك نستكثر على أنفسنا لحظات سعادة ؟؟؟
خبرني ، هل تضحك من قلبك ؟؟ هل تجيد الابتسام بـ قلب صافٍ ؟؟
يقال أنني أعاني اضطراب مشاعر من رحم مثكول الخطى
هل نشتري الحزن بـ يوم سعادة ؟؟
لماذا الأسى يا سيدي صار أستاذ الحياة ؟؟ ولمَ صرنا تلاميذ مطارحة الغرام على سطور رخيصة ؟؟
لمَ صرنا نسخة معبأة من فكر مكرر ؟ لمَ بات الفرح خليفة ذكريات ؟؟ لمَ استقوى اللئيم على الحليم ؟؟ لمَ
صار السبب مشروع تفكير ؟؟ ولمَ ابتعدتَ أنتَ عني ؟؟ لمَ صرتَ مقلّاً في خير حرفك ؟؟ لمَ اشتريت الصمت
وبعت الرفض في هذا الزمان ،، هل أجد لديكَ إجابة ؟؟
قلّي يا درة العين ، أين هي الحقيقة ؟؟
أين هو القلب القوي ؟؟
أين هو الانسان الذي لا يظلم أخوه الانسان ؟؟
أين الطريق سيدي ؟؟ ألديك إجابة أين هي الطريق ؟؟؟
أنتظرك في الموعد ، وإن طال الزمان
وإن لم تأتي فأنا أعلم أنك أتيت لكنني من جئتُ متأخرة
كن بخير ، وبـ ود ، وبـ احترام
أيها الجندي المجهول من المرسلة إليك : أنا
إيناس الطاهر
03/04/2007, 05:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بدأتُ بـ الاسم المجيد ، وبه أستعين ،،،
كنتُ أنتظر رذاذ الحروف أن تهطل دون توقف ، لكنني أطلتُ الوقوف واستعنتُ بـ عكاز الصبر على حالي المحترقة
كنتُ أظن في النوم سلوة الروح المرهقة ، حتى عافت النوم أجفاني ، ورفض جنبي المضجع !!!
ما بالها حالي ، لا تبالي ولا تهتم ولا تستنفر أو تستنكف ، يصيبها جمود عجيب ، وسطحية غريبة ،
خبرني بـ الله عليك ألديك خبر ؟؟ أأجد لديك الإجابة ؟؟؟
اعلم أنّك لن تجيب ، فمنذ الأزل كنتُ وما زلت أستمر بـ تلك اللعبة البلهاء
أكتب حروفي البالية ، أحمّلها الأنين ، وأحلام العمر الماضي ، وترهات خيالي
ثم أمسك الرسالة ، وأكتب صندوق بريد أتخيله أنا ، أو أظنه يحمل رقم الحظ لـ ندبة وضعها الزمان على وجهي
أرفق الحروف طيّات المغلف وأرسلها نحو الأفق ، دون عنوان لي
دوماً وهكذا أرسل لك الرسالة يا صاحب البريد المجهول وأنا أعلم أنك لن تجيب ، لن ترد ، لن تقول نعم أو حتى لا
ليس بإمكانك أن ترفضني ـ سـ تقبلني وتقرأني
قد تبكيني ، وقد تضحك على سخافتي
وقد تلقي رسالتي أدراج الرياح دون قراءة
فقط أردت أن أقول لك ، كم أنا سعيدة أن ألقي أحمالي بين اطياف خيال
خيال اسمه حلم
كن بخير ، وبـ ود ، وبـ احترام
أيها الجندي المجهول من المرسلة إليك : أنا
إيناس الطاهر
03/04/2007, 05:48 PM
كليمي الصامت ،،،
تحية المولى إليك ،، وحالي يندب عني ، وأنا لـ حال لساني مباح !!!
يقال ، زُر غبّاً تزدد حبّاً
وأنا أكثر الزيارة ، ولا أدري أفي الزيارة إثارة أم بها من جلاف الحياة نظرات استنكار ،،،
آتيك على تعب ، وأدّنس هدؤك ، وأستحلي انتهاك حرمات صمتك الممتد عبر عُمر الأرض
أضع هذياني ، وأرتحل ، لـ أعود من جديد بـ دنس الحياة ، فـ أزور بحيرتك الصامتة ، أغتسل من ذنبي وحقدي
وكرهي وظلمي ، وأخرج كما الحور العين في أرض الجور
إنها رحلة جنديي المجهول
بين الطهر واللوم ، ولهجة المعاناة وأضلع الأرق ،،،
يتحدثون يا سيدي القريب عن الفضيلة كأنها صفحات كتاب ما زاره إلا الغبار !!!
وأراها سيدة شرقية ، أحسنت عباءتها وارتحلت نحو الشمس تبحث عن نفسها
حين ضاعت معانيها بين الذنوب !!!!
أتدري ؟؟ يقول أحدهم أننا كلما كبر الزمان اشتقنا لأمس مضى
أظنني اليوم أريد الأمس هذا ، ليس حين كنتُ طفلة ، ولا جنيناً في رحم أمي
بل قبل ذلك التكوين ، أي قبل الميلاد لي ، ليتني لم أكن بعد الميلاد شيئاً
أتظنني متشائمة سيدي ؟؟
ربما ، إذ أرهقتني المظالم ،
ولم أكُ يوماً بـ ظالم ، وما كنتُ بـ الذم عالم ، ولا بـ متع الحياة غارم ، ولا للـ حياة رافضاً وناقم !!!
لكنني اليوم ، أراهم في غيّهم يعمهون
وفي عدوانهم يستمرون
و في اللغو يتحدثون
وعن الخير هم سيدي معرضون
وصرتُ ما بين مفتون ومجنون
لستُ أعلم في الحياة لي هوية
أمن بنات حواء أنا أم مسترجلة دون شخصية
أم من الجان ما تلبّس الكيان فـ ضاعت مع الالتباس الشخصية
أم هي فرض أوهام ، وأضغاث أحلام ، وكوابيس منام !!!
أنيس وحدتي ، وسبب شقائي
يا أناي أنا ، ومناي أنا ، وعذابي أنا
أتهوى التباس الصمت هكذا دوماً دون إجابة ؟؟؟
أتكون محرر الأحاديث وتهرب للـ صمت ؟؟
أألجمتك الحياة ؟ وقطعت لسانك الأوهام ؟ وسحبتك من الدنيا التلاهي ؟؟
خبرني عن الموت الروحي ،
أهو فقدان الأمل ؟؟ أم الكفر بـ الأمل ؟؟
بربك بل ما هو الأمل ؟؟؟
أهو انتظار الغد ؟؟ أم الرغبة للـ استمرار للـ غد ؟؟؟ أم الرجاء بـ صباح جميل لـ يوم غد ؟؟؟
خبرني عن الأماني ،،
أهي لعبة إبليس معنا ؟؟ أم هي سهم الحياة لنا ؟؟
أهي حق أم واجب ؟؟ أمندوب هي أم حرام ؟؟
قلّي ،، أفي الفكر خيانة ؟؟
وأيهم أكبر خيانة الفكر أم خيانة الجسد ؟؟؟
خبرني عن الصوت
أهو ما يخرج من الحلق أم ما يبقى وفيه غصّة ؟؟
هل أستمر ؟؟ أم أثقلتُ قلبك معي ؟؟؟
سـ أصمت وأرحل ، لكنني لا أعدك بـ عدم العودة
جنديي المجهول
نسيت أن أسألك عن صحتك وحياتك
كيف تقضي أوقاتك ؟؟
فـ هل تعذرني لـ سهوي !!!
كن بخير ، وبـ ود ، وبـ احترام
أيها الجندي المجهول من المرسلة إليك : أنا
إيناس الطاهر
03/04/2007, 05:51 PM
بعد اسم ربي الرحمن الرحيم
إليك ، أيها القابع في قصرك العاجي
وحولك الدنيا تلألأت ، وتناثرت الـ نجوم حول قمرك تتراقص تطلب الرضا
أوَتدري كيف نستلهم من ذواتنا الحائرة صفائح اعتذار حين ننهدر على أنفسنا عقاب ؟؟
في مهجتي وجعان
وجع نبض ضعيف ، ووجعُ قصر ذات اليد عن الاسترسال في التوضيح حين يخطئ لساني عن التبرير
تمرّ علينا لحظات ، يعاندنا فيها القلم عن استخدام الحروف في شرح ما في النفس يدور
ربما لـ عجزنا عن إدراك فحوى الشعور ، أو لـ خجلٍ في رحى النفس يدور
فيّ وجدٌ إلى قول ما لا يقال ، إلى عناق السحاب ومداعبة قيثاراً تعزف من اللحن أطيبه وأكثره هدوءاً
لكن ذات اليد قصيرة ، وأنا لا أملك الغوص في الحروف
سيدي الغريب القريب البعيد
حدّثتني نفسي ذات وجد ، أننا حين نريد أن نعترف علينا أن نكون قمة البساطة ، الاعتراف لا يحتاج تعقيد
ولا مقدمات ، لا يحتاج إلا قلباً صادقاً يرسل ما لديه ، وقلباً مُصدّقاً ما يُـرسل إليه ، لكنني لا أملك أن أخطّ على قسماتك ، صورة تأييد وتصديق لما أقول ، لا أملك إلا أن استمر بـ حيرتي كيف أكون بلا أقنعة وأنا أحدثك ؟؟
أريد أن تكون البساطة أساس ما يحتويني من حديث ، لكنني أكتشف أنني كلما زدتُ بساطة ، زاد تعقيد أفكاري
مرة قال جدي - رحمه الله - أنّ الغضب طفل نحبه وهو يناغينا صغيراً فإذا ما تركنا له اللجام
ما استطعنا له إيقاف حتى يسيطر على حياتنا ، أظن جدي كان ينظر للـ أفق البعيد حين قالها ، ورأى ما لم
تدركه بصيرتي يومها !!!!
كيف أستطيع أن أقولها معاني وجدي دون مشقة ؟؟
كيف أعبر محيطاً لا يمكنني إلا الغرق به ؟؟
نزيف صعب يصيبني كلما أوحت نفسي إليّ حاجتي لـ تكوين صورة واضحة لـ معالم الحياة في ذهني !!!
نحن أولاد الحياة سيدي ، افهم ذلك
فيّ للـ حياة شغف لا يوقفه عقلي الناضج ، هو ذات الشغف الذي يلفني كـ كفن ساعة لا أستطيع
أن أكون إلا صامتة وفي قلبي ألف ألف ألف كلمة !!!!
أحتاج إلى نظرة تصديق حين أتحدث ، لا تزح وجهك عني ، لا تغلق الأبواب دوني
لستُ ملاكاً عصمه ربه عن الزلات ، صدقني ، يحتاج المرء منّا إلى من يقول له أنا أؤمن بك
الإيمان بـ الشئ يعطيه حافزاً للـ بقاء ، وأنت لم تمنحني ذلك الشعور ، تصرّ أن تبقى صخرة صامتة
حتى الصخرة ترق حين تسقط القطرة الضعيفة عليها مرة تلو أخرى ، فـ لمَ ترَ في صمتك واقع
ولا تراه وقيعة ؟؟؟
حاول أن تؤمن بي ، قلها ، عبّر عنها
أنت لا تدري كم يتوقف العمر على كلمة رضا ، أحياناً يقول الناس كم أنت سعيد ، وكم عطاؤك متجدد
لا يدرون أنك تحترق ، تتأوه ، تحتاج أن تكون طفلاً على صدر أمه يبكي ، يبكي ، دون توقف ، يجهش بـ حرقة
وتخفي الآآآآآآآآه ، تحرقها ، حباً وطواعية ، وفي أعمق أعماقك تريد الصراخ ، تريد العناق ، تريد من يقول لك
وللـ حظة : أنا أفهمك ، !!!
أدري أنني أزعجتك ، حتى أنا انزعجتُ من ذاتي
اعذرني أردت فقط أن أعلمك أنني أؤمن بك وبـ قلبك
أردت أن أقول لك ، أنني أستنشقك عطراً ، و أرنو لـ طرف لحظ جاء دون موعد
أنني ، أثق فيك ، حتى وإن خانتني بـ نفسي الثقة
كن بخير ، وبـ ود ، وبـ احترام
أيها الجندي المجهول من المرسلة إليك : أنا
إيناس الطاهر
04/04/2007, 11:34 AM
على الشرفة ،
ومع فنجان قهوتي ،
راق لي رسم صورتك وزهر الياسمين
البارحة كان للـ حلم طعم ثاني
يوم طيفك مرّ ومن حلمي خذاني
تدري وش يعني سبيّة ؟؟
يعني أموت فيك ، وأرجع أعيش لـ أموت ثاني
أتدري يا أنت
منذ عرفتك ، صرت " قهوتي "
إيناس الطاهر
04/04/2007, 11:36 AM
مع فنجان قهوة مثلّجة كتب لها :
سيدتي
تعبت مطاردة ظلّك في ظلمات الليل
تعبت أنادي أينكِ يا حياتي
وقد ضاعت حياتي بلاكِ
سيدتي
أيتها المخملية على جسد روحي
عانقي قلبي واستبيحي من بوحي سطور عشق
تهواكِ ولا تنأى عنكِ ولا تنساكِ
أيتها المكتملة الظهور
يا قلب الياسمين وعطره
هل خبرتكِ قبل اليوم كيف أراكِ ؟؟؟
أنتِ النظر ، والروح وما جَدّ من الروح من جمال
أنتِ الربيع والخريف والشتاء
والصيف منكِ أخذ العطاء
حبيبتي ، وردتي الفوّاحة في كلّ مكان
أتدركين كم أسمو بكِ ؟؟ أتعلمين كم أرتشف من قطرات الندى صبري
وأتجرّع العلقم في غيابك
شمس تنير دربي
وتبدأ بـ لملمة أوراقي
هاته أنتِ يا ملاكي الصامت بـ لا جناحان تحلقي فوق سمائي
امكثي داخل قلبي
واسكني هدب عيني
وامنحيني وجهة قبلية نحو الفضاء
لـ أعانق النجوم بـ الخفاء
وأقبّل القمر
بل دعيني أكون ، هالة منسوجة حول خيوطك السرمدية
داعبي وتري بـ أنملكِ ، واعزفيني لحناً لا يقبل التردد
ابدأي معي
دو ، ري ، مي ، فا ، صو ، لا ، سي
هكذا تعزف الموسيقى
أنا وأنتِ على ( البست ) وحدنا ، نتراقص ، مع أمواج البحر يغسلنا
فـ تتطهر أجسادنا إلا من الروح
تناديني ، فـ أقول لبيها الحبيبة
وأنتشي بـ صوتك الحيي وأذوي بين ذراعي الحياة عاشقاً
آآآآآآه لو تدرين يا عمري كم أهواكِ
ولو تعلمين كم أرسل لكِ مع النجوم رسالات الهوى ، ومكامن الجوى ، ومطالب الحنين
طفلٌ صغير يضيع في تضاريس ضحكاتك السحرية
آآآآآآه من فعل العيون ، وألف آآآآآآه من عزف الوتر لـ ضحكات فجرية
إيناس الطاهر
04/04/2007, 11:38 AM
فنجان قهوة بعد اختبار صعبٍ هو عالم من هدوء ينسكب على صولجان نفس :)
كم جميلٌ أن ينبثق النهار بعد ليل لم ينل الجسد منه راحة النوم
ويكون باقي اليوم جميلاً
حين تعلم أنّ تعبك لم يذهب أدراج الرياح
صحتين لـ أجمل فنجان قهوة
وبـ التوفيق لـ جميع الدارسين وأنا منهم :):):)
إيناس الطاهر
04/04/2007, 11:38 AM
بعضهم يهواها سكر زيادة
لأن طعم المرّ من الدنيا ألفناه ، فـ بحث في السكر عن طعم الحلاوة
وبعضهم يحبها وسط
فـ خير الامور أوسطها ، وكانهم لا يريدون تعويد النفس طعم الشهد ولا حرمانها مرّ العيش
وبعض البعض يرغبها خفيفة
وقد اكتفوا بـ حلاوة الأمل عن دنيا حلاوتها كذب وزيف مصطنع
والغالبية يعشقها مرّة سادة
أصول السيادة
أو لـ نقل يتوقون لـ فهم معنى المرّ في كل عارضٍ من حياة
تلك طقوس القهوة لدى الناس
والناس أجناس
والقهوة واحدة
أسود لونها
مرّ طعمها
معتقٌ عطرها
كُثرٌ عشاقها
هي كما هي ونحن بـ أذواقنا من نتغير
إيناس الطاهر
04/04/2007, 11:42 AM
بعضهم يهواها سكر زيادة
لأن طعم المرّ من الدنيا ألفناه ، فـ بحث في السكر عن طعم الحلاوة
وبعضهم يحبها وسط
فـ خير الامور أوسطها ، وكانهم لا يريدون تعويد النفس طعم الشهد ولا حرمانها مرّ العيش
وبعض البعض يرغبها خفيفة
وقد اكتفوا بـ حلاوة الأمل عن دنيا حلاوتها كذب وزيف مصطنع
والغالبية يعشقها مرّة سادة
أصول السيادة
أو لـ نقل يتوقون لـ فهم معنى المرّ في كل عارضٍ من حياة
تلك طقوس القهوة لدى الناس
والناس أجناس
والقهوة واحدة
أسود لونها
مرّ طعمها
معتقٌ عطرها
كُثرٌ عشاقها
هي كما هي ونحن بـ أذواقنا من نتغير
سادة ، أصولُ السيادة
في المقهى العتيق ، ذاك الذي رحلت عنه ضمائر البشرية وبقي يندب حظه حين فقد من الأرواح طهرها
كنت سلطان المقهى ، وكان النادل براءة الطفولة تسعد بـ خدمتك
هل جربت شربّ قهوتك على رائحة الأموات ؟؟؟
نعم ، هناك في المقهى كانت الأرض تعبق بـ الرمائم من النفوس تأتي وتروح ، حيّة لمْ تمت ، لكن العفن ملأ باطنها قبل ظاهرها
هل جربت شربَ قهوتك أمام مُغرغرٍ يريد جرعة ماء لـ يشرب ؟؟
نعم ، هناك في المقهى ، كانت عيون من لا يملأ عينه سوى التراب تناظر فنجانك في حسدٍ وأسى
هل جربت شربَ قهوتك وتحتكِ الأرض تهتز ؟؟
نعم ، هناك في المقهى ، حيث الأرض تتأرجح من سوء البشر وقاطنيها
يا ذلك الأنت المذهول المولود من فم الرفض
تعددت الأسباب والموت واحدٌ
والنفوس المريضة أثكلت كاهل الأرض ونادت السماء أنْ اللهم لا تشبع لنا جوفاً أبداً
فقط ، اشرب من فنجانك وانظر حال البشر
لـ تدرك كم صعبٌ هواؤهم ، وسخيف معشرهم ، وأليم وقع أقدامهم
في المقهى ، تخدمك البراءة ، ويسعد بك الطهر ، ويتمنى القلبُ لك فنجاناً هنيّاً
في ظل القلوب الآمنة ، بعيداً عن عيوبِ الذئاب وغدر الأصحاب ، وخيانة الأحباب
وتأكد ، انّ فنجانك ، سعيدٌ أن يكون النادل فيه انا
لأكون في خدمة القلوب الطاهرة ، بـ حرفي ونبضي ، ورائحة فنجاني السادة
إيناس الطاهر
04/04/2007, 11:44 AM
فنجان قهوة بعد اختبار صعبٍ هو عالم من هدوء ينسكب على صولجان نفس :)
كم جميلٌ أن ينبثق النهار بعد ليل لم ينل الجسد منه راحة النوم
ويكون باقي اليوم جميلاً
حين تعلم أنّ تعبك لم يذهب أدراج الرياح
صحتين لـ أجمل فنجان قهوة
وبـ التوفيق لـ جميع الدارسين وأنا منهم :):):)
ربما حين يجلس المتهم خلف القضبان بـ انتظار حكم القاضي
يشتاق كثيراً لـ فنجان قهوة ، ليس لـ عشقٍ فيها بـ قدرِ ما هو إحساس وشوقٌ للـ حرية
فـ عبقها لا يسمح به لـ سجين ولا تقدّم إلا للـ أحرار
فـ هل يُسمحْ بـ فنجان قهوة على كرسي اعتراف ؟؟
كنتُ أرى الح ـياةَ جبلٌ لا يترنح أمام الهزّات ،
وحين أقرأ أفع ـالها أقول أنا وهذه الدنيا نمضي في خطين لن يلتقيا
وبدأتُ أوغل في كشف أسبار نفسها ، من وليد مرورها
ويوماً عن يوم بدأ خطّي المستقيم الانحراف عن مساره
ويلك ، اعتدل واستقم ، لكنه يميل بـ زاوية حادّة ، حتى أجده بعد حين يلامس مستقيم دنيا ،
فـ أدركتُ أنني التقيت بها وكنتُ أظن كل الظن ألا تلاقيا !!!
لأستشعر بـ لحظة ح ـياةً في زمن ننعت البشر فيها بـ الذئاب
شفافة في وقتٍ كل من فيه يجيدون وضع الأقنعة
دنياي
كنتُ اليوم خلف القضبان أحلم بـ فنجان حريتي لـ سوء اعتقاد مني
وأنتِ اليوم القاضي والجلاد
فـ هل يسمح معاليكم للـ سجّان القابع خلف قضبانكم بـ فنجان حريته من ذنب اعتقاد ؟؟؟
حتى حكمها ، أرسل ألف باقة ياسمين لـ فنجان قهوتها
وأستنشق من بعيد رائحة الهال تخرج من فنجان !!!
جميلةٌ هي الدنيا لو قرأنها بع ـين راضية
إيناس الطاهر
04/04/2007, 11:46 AM
على الشرفة ،
ومع فنجان قهوتي ،
راق لي رسم صورتك وزهر الياسمين
البارحة كان للـ حلم طعم ثاني
يوم طيفك مرّ ومن حلمي خذاني
تدري وش يعني سبيّة ؟؟
يعني أموت فيك ، وأرجع أعيش لـ أموت ثاني
أتدري يا أنت
منذ عرفتك ، صرت " قهوتي "
تعلمتُ أنْ أحتسيها
ونسيتُ مع التكرار لها طعماً
أدركتُ بعدَ إدمان
كم أكره نكهتها !!!!!!!!!!!!!!!
إيناس الطاهر
04/04/2007, 11:47 AM
أتع ـرف ( بونوكيو ) الفتى الخشبي ؟؟
حين يكذب يستطيلُ أنفه ، هكذا عاقبته الساح ـرة حتى يتوب
>
<
>
<
ويح ـي !!!
إلى متى سـ تبقى يا أنفي تطول ؟؟؟
بونوكيو ، بقدر ما أح ـبك أكرهك
بـ قدر ما أشفق عليك ، أراني فيك !!!!!!!!
أريد أنْ أتع ـلم كيف أكره هذه الصورة في خيالي
صورة تأبين جثمانك الأخير والبكاء عليه
إيناس الطاهر
04/04/2007, 11:48 AM
تح ـتويني مع ـالمُ الأسى
أتج ـرّعُ الخ ـشية كلَّ خوف
في الروح ابتهالٌ إلى سماءات خشيتي
مجبولةٌ على الرهبةِ يا أنا ،،،،
طرقات فؤادي ضع ـيفةٌ تع ـاني هزال وميض
لا إدراك لي سواي
ولا قربي إلا بقايا الكبتِ من منعطفِ طريقٍ إلى هاويةِ الاندثار ،،،،
موشومةٌ على روحي صورةُ الح ـسناء الخ ـرساء
تلك التي بـ الإشارةِ تقول عطفاً بي
وبـ الصوتِ يكون البكاء ،،،
كم سـ أحتاجُ حتى ألملم ملامح ـي من ج ـديد
ج ـديدٌ خائفٌ على نفسه مني
من بقايا زهدٍ ، أساسه الامتع ـاض
إيناس الطاهر
04/04/2007, 11:49 AM
ليس أصعب على النفس من لحظات تجبل فيها على الانصياع إلا من ذاتها
وتسقط أوراق العمر كـ خريفٍ لم يرحم بقايا رجاء مكبلة الأيادي لا تقوى على الصراخ رفضاً للـ قيد
ترتمي على فسحات الأرض أصداء جسد أهملته السنين ، ونسته الحياة لـ حتى أرخى الليل عليه سدائله وتركه يتماوج مع وقع الألم المعزوف بـ ناي الموت
يمشي إلى قبره بـ تأودة ، فلمَ العجلة والقبر آخر مكان يحسب الوقت وينظر عقرب الساعة
كان مظلماً إلا من جبروت الوحدة ، تقرع على حافتة جحافل الغبار طبول الاحتضار الأخير ، وتتراقص الأشباح احتفالاً بـ الزائر الجديد ، كل ما في البيت الجديد جديد إلا هو عن نفسه قديم ولـ وضعه الأخير غير آبه
تذكره الأقارب ، تارة بـ الخير ، وأخرى بـ الذم
لـ حتى صار وقت من الزمن كـ شمّاعة تعلّق عليها الذنوب ، وكأنه حين هوى إلى مسكنه الأخير حمل معه ذنب البشر أجمعين وكأن قابيل حمّله ذنب قتل أخيه
ليس مهماً كيف تتآنس مع الوضع الجديد
المهم كيف يستأنس هو بك فلا يتركك لـ ألم الوحدة ترتع وحيداً وتتجرّع الأسى من معاناة وحدتك وتجترّ أذيال الخيبة كلما دقت الأجراس معلنة حفل فرح أنت عنه بعيد
هناك ، في زاوية المقهى ، رقد عجوز أكل الدهر منه وشرب ثملاً
تذكر صديقاً عنه رحل ، تأوه ، كنّا نشرب حتى نثمل ، ونتراقص على الأرض كـ فراش يحرقه اللهيب ،
على باب المقهى ، وقف يتيم بـ عناقيد وعقود ياسمين ، ينتظر الخارجين علّ عاشقاً يشتري منه عنقوداً للـ حبيبة فـ يضمن الفتى عشاء يومه أو ربما يعود غائب تعوّد أن يشتري منه كل العناقيد ويمضي بـ سلام
كان اليتيم يتسائل كثيراً ، ماذا يفعل ذلك الثمل بـ كل تلك العناقيد
هناك ، على حافة أحد القبور كانت مئات عناقيد الياسمين تتدلى وتعبق عطراً رغم ذبولها
وبينما كان العجوز يتذكر كان صاحبنا في قبره يحترق من تلك الذكريات ، ويموت
إيناس الطاهر
04/04/2007, 11:50 AM
مواؤها يجرح
ناظرتها ،
ضرر أصاب عينها فـ أعماها
قطةٌ مشرّدة في الشارع لمْ يرحمها البشر
جريمةٌ أخرى تضاف لـ قائمة جرائم البشر
لمْ يكتفوا بـ تعريض بعضهم للـ قناصل بل زادوا عليها فئة الحيوان !!
كان يقال قديماً شريعة الغاب
اليوم ، صارت في النفس قناعة أنّ الحيوان يحيا على قانون ألهمه إياه الربّ في علاه ، بينما نحن البشر حدنا عن درب القانون
ترى من أرحم وأعقل
غابة حيوانات بـ شريعة الغاب
أم عالمُ البشر بـ غابة بـ لا شريعة !!!
لستُ حقاً أدري
إيناس الطاهر
04/04/2007, 11:50 AM
في عتمةِ الليل
ونزوح القمرِ عن مداره
وحلُ الآثام يصيب الأرواح
حين ينطق الظلم في حدود وطن
ويعزف الحقّ عن الحديث
يتمّلق كل شيطان رجيم
وتصعد الملائكة من المساجد
فلمْ يعد هناك من يقول للـ ظالم أنتَ ظالم !!!
يتحدث فارغُ الروح ، عالي الصوت ، كـ طبلٍ أجوف
ويصفّق للـ متحدث جماعةٌ من الصمّ
بينما يجلس في زاوية الكرنفال ، شيطان يكتب عن ذلك السلطان
كلامٌ يحفظه التاريخ ذات يوم
فـ المتكلّم نطق شهداً من دبر نحل لم يُخلق
شتّان بين الواقع والحقيقة
بئساً لها من ليلةِ نفاق على وقع الجاز تغنّي
يمشي فيها أموات البطن يقولون من قلّة الموت نغني
ويله ذاك الوطن
ذاك الذي ارتسمت على حدوده الأربع صورة كفن
دون غسّال للـ جسد
ويدخل القبر شعبٌ
لم يقيموا عليه صلاة الجنازة
إيناس الطاهر
04/04/2007, 11:51 AM
بالأمس كنتُ بـ صحبة امرأة ابتلاها الربّ بـ ثلاثة بنين أصابهم الصمم
كانوا بـ رفقتنا ،
الناس ينظرون إليهم بـ حزن
الأطفال يسخرون منهم حين يتكلم الصغار بـ لغة الإشارة
الأمهات يندبن حظّ الأم المتعثّر
وأنا في أعماقي أنظر الصبية حاسدةً حظّهم في الحياة
ما حاجتهم لـ أذن تسمع الفاحش من قول والزيف من حديث واللغو من يمين ؟
ما حاجتهم لـ لسان يحادث وجوهاً ملّونة وقلوباً غلفاً وعقولاً متحجرة ؟
يكفيهم بعضهم ، وتكفيهم أخوتهم ، تبقى ملائكيتهم دون أن يدوسها الشيطان
مساكينٌ نحن ، نمتلك السمع والنطق ونفتقر البصيرة
مسكينٌ أنت يا إنسان ، تظنك تحيا وأنت كلما عشتَ أكثر متَّ ألف مرّة
****
بعضنا يتنفس لـ يموت
وبعضنا ، يتعامل مع الناس لـ تندثر روحه
وقليلٌ همْ من يلتحفهم التراب وما تزال أرواحهم تحلّق بين القلوب
إيناس الطاهر
04/04/2007, 11:51 AM
سبع سنين ، كانت رحلتها معه
كان لها الروح والفؤاد ، وكان مرمى الأمنيات
منعت نفسها عن كل خاطب بـ انتظار حضوره
كان يبادلها في الهوى حكايةً بـ حكاية
تقول كلمة فـ يرد بـ أحلى ما منها
كما قال شاعر العشق مرة
وأشوف بدمعتك حكيك وأعرفه قبل تحكينه
........ وجيب أحلى من اللي بتحكينه واتركك تحكين
كانت تراه القمر وتظن نفسها في حياته ضوء الشمس
تواعدا ، وفي الموعد
تهامسا
تحدّثا
تضاحكا
وعن المستقبل معاً رتّبا
كيف تكون هناك مملكة فيها ، هو وهي
استأذنها بـ الغياب لحظات ، تاركاً محفظته ، وجواله
نظرت للـ جوال وراقها أن تعرف بـ أي اسم يحفظ اسمها لديه
فـ هو في جوالها المحبوب فـ ماذا عساها في هاتفه تكون ؟؟؟ :):):)
ضربت رقمه من جوالها ، وآلاف الأسماء تتزاحم في عقلها العاشق
أضاء جواله وعزف ألحان الهوى
أمسكت الموبايل ، ونظرت لـ اسمها
كانت الصدمة اكبر من الكلمات
" حُـثالة رقم 5 "
إيناس الطاهر
04/04/2007, 01:10 PM
أحيانا أستغرب بعض أفكار مجتمع تجرع حينا الحضارة !!!
اليوم أرى بعض أفكاره الدخيلة
وكأنه تشرّب الحماقة منذ الرضاع ،
فكانت ملامح الغباء بادية على عقله المنغولي
وكأنني به كابن سفاح ،
بنشوة وبذرة حرام جاء ،
في ليلة من الليالي حين تآلف سكيرعربيد ظالم غشيم ، و بتول ّّّّ!!!!!
تعصف أشلاء الضحايا في الأماكن
تصفر الرياح
ويزمجر الغضب
لـ يسكت داخلنا ما نسميه مقاومة
إيناس الطاهر
04/04/2007, 01:11 PM
هذيان لـ آخر المينا
والبحر فاغرٌ فاه لـ كلّ ما يُرمى به من كلمات
ومينائي صارَ خالياً من القوارب
بعد أنْ اتقن القرصان خطف الجواهر
وانتصب يعلن نفسه سيّد البحار ، على الملأ
ما زلتُ أبحث عن لؤلؤ مكنون
لـ عمق الروح في كيان الكلمات
" لحظة هذيان أحمق "
إيناس الطاهر
04/04/2007, 01:11 PM
كلمة تعلمتها جديدة
ووضعتها في قاموسي
اليوم يطيب لي قولها
وترديدها ألف ألف ألف مرة
لأنها جميلةٌ ، مثيرةٌ ، وتدعو للـ تفاؤل ، وفيها الابتسام
قل يا ربْ وعليه اتّكل
:D :D :D
هي كذلك وسيمة ، وراااااااااااااااائعة
إيناس الطاهر
04/04/2007, 01:13 PM
:p :p :p
كثيراً ما نستقبل الصبح بـ شهقة الوليد ، وغالباً ما نعانق الغمام بـ فرحة العاشق المتيّم
غريبة هي النفس البشرية
لا قانون يمكنه أن يحدد هويتها
ولا فكرَ يمكنه أن يضع لها حدّا لـ حلمها ورأيها وبحرها السابحة فيه إنسانيتها
بـ الأمس كنتُ أشعر بـ جزعٍ مخيف
يتغلغل في حنايا جسدي ويزيده سمنة مفرطة
ترهل في خلايا تفكيري
دهون حول خاصرة مفرداتي
وشحوم كثيفة تحيط نفسي بـ الغموض
أريد الهروب إلى حيث لا يدري ولا يراني أحد
حيث الغمام أسوداً ، بلا مطر
عقيم رحم الغيوم وأنا بذرتها ، ووجعي نشوتها ، ودمعي المطر
لـ حتى أعلنتُ نفسي حاكماً وقلتُ في ذاتي
لو حكّموني بـ البشر
سـ أقتل الكره بين الناس
وأوجد شعباً لا يعرف فرقة الأجناس
طعامه الابتسام
وشرابه الهيام
وهواؤه أنا
يتنفسني كل حين
ودوني يموت
اليوم
أريد الغيوم ماطرة
والأرض رياضٌ مزهرة
والقلوب بـ الحبّ عامرة
غريبٌ هو طبع البشر
أو أنني أنا من تكتنفها الغرابة :cool:
إيناس الطاهر
04/04/2007, 01:14 PM
حاولتُ مرّة التخيل ، ماذا لو كان مني نسخةً اخرى في مكان آخر
أن تتكون ، فلسفة تكوينية
فيزيائية
نفسية محضة
ترى ، هل كنت أعيش وأنا في رحمها لم آتي للحياة بعد ؟؟؟
وصلني ما سأحياه وما عليه سأكون ، فكيف استطعت الصمت ، وكيف حين حضرت ، نسيت ما به قد أُعلمت ؟؟؟
حين ولدت ، كانوا يرمقونني وكنت لا أرى غير وجه أمي ، وأميز أنها بقربي لأنني منها قد رضعت ،
وإن وضعتني بجوار نبضها أصمت ، لأن ذلك النبض ما كان يزيل سواد الرحم !!!!!
فكيف استطعت تمييز الوجوه حين كبرت ، حتى بدأت أنسى وجه أمي ؟؟؟
وكيف إن حضرت ما عادت رائحة الحليب تخبر عنها ؟؟؟
ولماذا لم يعد النبض يذكرني إلا بأنه إن توقف فسأفنى !!!!!
ولماذا صرت أخشى الظلمة وقد كانت بداياتي مظلمة ؟؟؟
وها أنا أحبو ، ثم أخطو ، ثم أهرول تارة بفرح ، وتارة بفزع ، وبعد حين سأودع عزوبيتي ، وأكون أبا ،
غريب ، كنت ابنا أطالب أبي ببعض الوقت ، وبعد حين سأكون أبا يطالبني ابني ببعض الوقت ،
سأنسى ما كنت أعد نفسي به حين أكبر ، لأنني حين أكبر سأكون شخصا آخر ، ليس أنا ،
بل هو ذلك الشخص الذي وضع كل ناسٍ نفسه ، في قالبه !!!!
ثم أحمل عكازا ، وقد أركب طقم أسنان ( ابتسامة ) ثم أموت
ولا أدري كيف تشرق الشمس بعدها ، هل سأتكرر ، وتكون روحي في جسد غير جسدي ؟؟؟ ،
هل أنا روح لجسد فنى منذ زمن ، كثيرا ما أتخيل أمورا حدثت معه ، ولكنني متأكد أنني عاشرتها ،
أنني عشتها ، فهل كان الأمس لي ولكن بجسده ؟؟؟
وكثيرا ما أظن أن هذا الموقف قد مر بي قبل اليوم ،
ولكن أين ؟؟؟ لست أدري ؟؟؟ أيعني ذلك أنني غير أنا ؟؟؟ وأنه قد يكون أنا ؟؟؟
اليوم أنا مريض ، أقول رحماك ربي
وغدا أنسى أنني مريض ،
بل أنسى معاناتي ، فهل حين كنت مريضا كانت روح غير روحي تتلبس الألم ؟؟؟
أيعني ذلك أن الجسد قالب تدخل فيه كل ظروف الحياة لتعريه وتنحته وتكونه وتفارقه ؟؟؟؟
فلسفة وتكوين ،
بل هي نظرة في إرهاصات النفس !!!!!
أن أكون في عالم آخر ، في ذات اللحظة ، ملكا ،
هنا على الأرض متسول ، مشرد صعلوك ، يبحث عن الأمان ، يبحث عن وطن ، يبحث عن الحقيقة
وهناك ، ظالم غاشم ، جائر ، لا يسمح باقتحام قلعته ، أو الولوج لعالمه
بل يدفعني الجنون أكثر لأن أرى مني نسختين
نسخة ذكر
وأخرى أنثى
ذكر يبحث عن مكمله وكيانه ، وأنثى تبحث عن نصفها الآخر ؟؟؟
أيعني ذلك أن نصفي الآخر هو أنا بتكوين آخر ؟؟
أو قد أكون هو بتكوين ثانٍ !!!
إذا من تزوج أربعا ، فله من النسخ أربعا ، بوجوه أخرى
أم أنها مسالة انتقائية ، لا نهائية التفكير
خرجت وأنا بعض من أبي ،
إذا أبي تكرر من خلالي ؟؟؟
فلو كنت شريرا وأبي طيب ، فذلك يعني أنني الجزء الغامض من الكون الذي لم يراه أبي ،
أو أنني الوجه الثاني لقطعة النرد الذي لا يمكن لأبي أن يراه !!!
وإن تشابهنا فنحن نفس الوجه ،
طيب لو كنا توأما ؟؟؟
أأنا وأخي نفس الأنا بجسدين ؟؟؟ أم تطابقنا يعي الأنا الواحد ؟؟؟
بالمناسبة ، لو كان لي مثيل بـ عالمٍِ آخر ، هناك في البعيد ، أيعني ذلك أن مجموعنا واحد ؟؟؟
أم أننا اثنين فثلاثة فعشرة ؟؟؟ هذا يعني أن لكل شئ نسخة ، أيحدث العمر بتوقيتنا أم بتوقيت الفضاء ،
تخيل معي أنني أعيش بتوقيت الأرض وأنني الآن قد مر علي (....) سنة أرضية أما ذلك الأنا البعيد هناك ما يزال ابن سنة مريخية أو سنة ضوئية ،
سأفنى وهو ما يزال يحبو ؟؟؟؟
ضرب وهم ، أو جنون ، ربما
لكن بإمكاني القول أنني استطعت التخيل قليلا
إيناس الطاهر
04/04/2007, 01:15 PM
دلفَ بخطىً ثـقيلةً .. لا بل خيّل اليه انها مثقلةً بثقل هـواء الغربة الذي يطبق على رئتيه
ركل حجراً في طريقه و اخذ يراقبه و هـو يتدحرج حتى سـكن ../. شاح بنظره عنه و نفث من داخله انين عمره باكمله ..
اخـذ يحدث نفسـه في فلسفه عميقه جداً _ على اسلوب سـقراط _ لو اخذت كأس ماء و شربت نصفه ماذا سيبقى منه ؟ ساكون سـاذجاً جداً اذا قلت يبقى نصفه الآخر
لان ما بقي منه هـو بقايا فقط و ان كانت ثلاثة ارباعه و ليس نصفه !!
ان من انتزع منه شيء لا يظل كما كان بل يظل جزءاً مشـوهاً !!
/
\
/
عندها وقفت خطاه ، ووقف كل شيء فيه !!
رحماك ربي
كانت كلمات منفيّ عن الوجود أدرك بعد حين كم يظمأ لـ قطرات امل في محيط حياة
وكم تخنعه الأقدار بظلمها وربما تتلو على أسماعه أهازيج مصحوبة بعزف الناي فوق تابوت مساحته أصغر من حجم ما احتوى
تخيّل ؟؟؟ ميتٌ موجوع !!!
لأن تابوته أصغر من طوله ، فـ ضمّوا جسده على بعضه حتى يمكن له التأقلم مع بيته الجديد !!!!
إيناس الطاهر
04/04/2007, 01:24 PM
لم يكن سهلاً اشتعال القلب ناراً من لهيب العشق
حتى اكتسى لون الحياة بـ لون الورد
وبدأت أرمق الغروب كل ذات لحظ
جميل منظر البحر يغني ، يعانق الشمس فـ تتلوّن حمرة وجنتاها !!!
وكأنها تشتعل من داخلها لـ يتوهج لون السماء بـ لون الغروب !!!!
أنا والبحر قصة بدأت منذ رحلة العمر الأول لـ خطوات قلبي حين هتف رحماك ربي
هناك حالة طارئة تبحث عن منقذ !!!
من حينها تعلمت ألا أحمل جواز سفر نحو الشمس
تعلمت ألا أرتحل للـ بعيد
أنت من علمني أن أحمل طائرتي داخل قلبي
لـ تسافر بي
فـ لا أقلق من الوحدة ، فـ أنا وطائرتي نحلّق في سماك
لو تدري كم احتجزتُ داخلي مدناً وعمائر
كلها أخفيها لأجلك
أخفيها حتى تحط طائرة إقلاعي في مطارات قلبك
إيناس الطاهر
04/04/2007, 04:25 PM
لو
,,أحتاج لجرعة دواء ,
أعتمد كثيرًا على مناعتي فأبصره
ويبصرني ولا أحد منَّا يجتذب الآخر نحوه وكلنا محتاج ،
هو يريد مساعدتي وأنا أحاول أن أقوم بذاتي,
تدري كم أنا معتمد على مناعتي التي بدئت تتمزق داخلي فتموت,
وددت لو كنت بمنأى عن كل من أحتاج,احتجزتُ
مساحات الصبر كلَّها, داخلي فكانت,
مدناً وعمائر
كلها أخفيها لأجلك
,أخفيها, حتى تحط,
عن ما أشعره تجاهك الأوزار فأدركُ أن ,
طائرة إقلاعي,
ما زالت تحوم فوق مدارج طويلة, في مطارات قلبك
اليوم أشعر بتعب كبير
أحتاج لجرعة
يا صاح ـبَ السع ـادة ، لطفاً ،،،
قدْ قتلتَ منّا طرفاً ،،،
سح ـرتَ لبَّ لبيبٍ
يع ـشقُ في الوجدِ ح ـرفاً !!!!
يا صاح ـبَ الريادة ، ارحم
لسنا طفلاً مدلل
إنّا تذوقنا مرّاً
من الح ـياةِ وعلقم
يا صاح ـبَ الذوقِ ، تاج ـي
ليس ياقوتاً ، ومرمر
إنه تاجُ مع ـاني
قيده لمْ يتكّسر
يا صاح ـبَ الشعرِ ، اعلم
ما جرّني للـ عشقِ ح ـتفُ
وما آمنتُ بـ حبٍّ
واليوم ، سيدي ، أشع ـر
أني صرتُ متيّم
إيناس الطاهر
04/04/2007, 04:40 PM
أشع ـرُ بكَ تراقب
أتصدق ؟؟؟؟
يدغ ـدغني هذا الشع ـور ;) :)
إيناس الطاهر
05/04/2007, 11:26 AM
أج ـملُ الصديقات ، ع ـاتبتْ روح ـي ، فـ كتبتْ تقول :
تَوْطِئَة
اِرْتِمَاءَة وَدَاعٍ عَلَى كَفِ النَّارِ!
مَوْلِجٌ
لَيْسَتْ شَهَادَةُ المِيْلَادِ مَن تُعلِنُكَ للحَيَاةِ*
وَ لَيْسَتْ شَهَادَةُ الوَفَاةِ مَن تُعلِنُ نَفْيَكَ مِنَ الحَيَاةِ
وَ الدَلِيْلُ قَتْلِي بِخنْجرِكِ مِنَ الظَهْرِ !
وَصِيَّة
الصَدِيقُ الحَقُ مَن أَهْدَاكَ عُيُوبك
[لَيْسَ دَائِمًا]
(1)
هَاتِ يَدَكِ لَيْلَايْ
فَنَلِجُ مَفَازَةً بِلَا حُ ـدُودْ [تَاهَتْ فِيْهَا الـ أَنَا وَ تَبَخَرَتْ
الـ هِيَ!]
(2)
لَيْلَايْ مَهْيَم؟
صَهٍ يَا أَنتِ ، دَعِيْنِي وَ ألَمِي!
(3)
مُصفَّدةٌ الرُّوحُ بِقُيُودِ الخذلانِ
:(
(4)
رِسَالةٌ إلَيْهَا مَعَ خَتْمِ الوِدِّ
أَحبَبْتُكِ وَ أُقسِمْ ، وَ أَحبَّ فِعلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌ عَلَى النِّسيانِ
(5)
قَالَ لِي [ابقِ قَلِيلًا لأُشْفَى مِنكِ]
وَ أنتِ كَيفَ أُشْفَى مِنْكِ؟
يَا مَن ألبَستِ القَلبَ كَفَنَ الـ آهِ
كَيفَ أُشْفَى مِـ،،ـنْكِ؟
>
<
>
<
ليستْ شهادة الميلادِ من تُع ـلنكَ للح ـياة روح ـاً ، وعُ ـمراً
شهادة القلبِ من تح ـدّدُ ساعةَ الولادة !!!
صباحكِ كـ قلبكِ الطاهر
/
\
وَ كَانتْ لـ صداقَتِنَا مِنكِ شَهَادَةُ موتٍ لِي
/
\
أحببتكِ يَا صديقة و أُقسِم ، و سـ أظلُ أكنِّ لكِ المودة
موفقةٌ أنتِ دومًا
الوداع إيناس
:;:;:;:;:;:;:;:;:;:;:;:;:;:;:;:;:;:;:;:;:;:;:;:;
نصفي الأعذبْ
ومهج ـةُ روح ـي المثكلة
أعليَّ الع ـتب ؟؟ وأنتِ أعلم بـ قلبي مني ، وأدرى بـ طبعي عنّي
رفيقة الروح ، صديقةُ البوح ، طاهرة الوجود ، ملاكي الودود
محمودةَ الصفاتِ ، مترفةَ الكلماتِ ، أصيلةَ الطبعِ ، ممنوعٌ من القلبِ الرفعِ
تلومينا وتع ـتبين ، وعلى الغ ـيابِ تغضبين ، ولـ قلّة السؤالِ ودّنا تنسين
وما دريتِ بـ حالِ الإيناس ، وقلبِ الإيناس ، وألم الإيناس
ألا يا بهجةَ النفس اعذري طاري الغ ـياب ، مكرهة أخيّتك لا بطولةَ في الغ ـياب
وإني لا ألومُ من فيضِ روح ـكِ الع ـتاب إذ أدرك أنّ الع ـتبَ بابَ حبٍّ وأمل
سلوة قلبي الليلكية
لستُ ممّن يبيع الصح ـاب ، ويخ ـونُ الرفاق ، ويسلى الذكريات
لـ يتمرّغ آخر العهدِ بـ الخ ـيانة ، فـ أنا الوفيّةُ النديّة
الشريفةُ الشرقية ، الموصولةُ الواصلة ، المشتاقةُ الولهى ، صاح ـبةُ الطائي في رحلةِ الكرم
وإنكِ يا ريح ـانتي الأثيرية اتهمتِ مني القلب ظلماً ، فـ كنتُ وذئبَ يوسف خلف قضبانَ الإتهام نرتع
وفرضتِ قرار الوداعِ دون استماع ، وافترضتِ سوء النوايا دون إقناع
حقّي عليكِ أكبر من هجري لكِ تلك الأيام
هو حقُّ من عرفَ حقُّ الأحقّ فـ اتبع النور دونَ رتق ، بحثاً عن الع ـتق ،
ما خانَ ولا هان ، ولا امتهن ولا أهان ، ولمْ يسلو لح ـظاتِ الصح ـبةِ الهنيّة ،
بيدَ أنَّ للـ دنيا تضاريسٌ تج ـبرنا تارةً على الانح ـدار ، وتارةً أخرى على الارتقاء
تأخذنا في دوّامة التلاهي ، بين ساهٍ ولاهي ، لـ نتكوّر فوق همومنا بح ـثاً عنّا ،
وهرباً من ظلمات أرواحنا منّا
جليلة السلطان ، رفيعة الشان ،
لستُ لـ صكِ الغفران طالبةً ، ولا للـ بعدِ مبررة
غيرَ أنّي بـ دفء قلبكِ طامعة ، وبـ سع ـةُ صدركِ راغبة
بـ عينكِ الراضية حالمة ، وثقتكِ بي آملة
يا أنتِ ، يا كلّي أنتِ ، وخيرُ صح ـبتي ، وونيسةُ وح ـشتي ، ورفيقةُ مسرتي ، وبيتُ حزني ولوعتي
جئتُ والخطى تخجل إليكِ مضيّاً ، والروح تتوقُ لـ بسماتك جليّاً ، أطلبُ إعادة النظر ، والترّيثَ في الأمر
وتقدير القدر ، وتجليةُ الصور ، إليكِ أقدّم مظلمتي منكِ ، وأطلبُ الحكمَ عليكِ فيكي
حبيبتي ، كأنَ ما كان من العتب ، ضربُ وهم
وأضغ ـاثُ أح ـلامٍ لا ح ـسابَ عليها ولا تح ـاسب
أنتظرُ منكِ ردك ، وأثق بـ جلالِ قدرك ، وآملُ بـ حسنِ حكمك
بين أيمانكِ أنا ، فـ لا تنطقي الحكم إلا بع ـدَ أن تشاوري قلبك
قبلاتي يا قلبووووووووو
إيناس الطاهر
08/04/2007, 02:56 PM
احترم نفسك
حين تضيق ذرعاً بـ متطفل وتريد أنْ تصمته أو تدعوه لـ التزام الأدب لا يتبادر لـ ذهن العامّة جملة أفضل من " احترم نفسك " ;) ، لـ تخبره فيها أنه تجاوز الحدّ المقبول للـ أدب ....
هل هناك من لا يحترم نفسه ؟؟؟
وهل حين يضايقك أحدهم يعني أنه لا يحترم نفسه ؟؟؟
وهل الكلمة تقاس عند الكلّ بـ نفس المقياس ؟؟
سؤالي : لمَ قلت له احترم نفسك ولم تقل احترمني ، مع أنه ضايقك وأنت الأجدر بـ طلب الاحترام
احترم نفسك ، سألني بها سائل وجاوبت عنها طويلاً ، والآن أطرحها أمامكم
رجاءً فكروا بها لحظة وامنحوا أنفسكم الجواب
إيناس الطاهر
08/04/2007, 02:59 PM
سيدي القارئ ، لا تنظر إليّ بـ عينيّ الاتهام
فـ القيد في معصمي يزيل عن عينيك الغمام ،،،
مأساتي يا قارئي مأساة مواطن لا يفهم القانون
كــ طالب بليد ، يحمل دفاترَ يحسبها ماعون !!!
مأساتي مأساة مواطن
وعلّها مذبحة وطن
وطن شهيد !!!
يا سيدي في موطني لا فرد حر
في موطني لا قلب حر
كلهم بـ القيد عالقين
كلهم يلاحقهم الأنين
مكرهين ، مجبرين
حفاةً ، عراةً
يلفظون الموت كل حين !!!
في موطني ،
كل الكلاب تحمل وجه الانتحار
لا طير يستطيع رفرفة الجناح ،
فـ الكلّ بـ لا جناح
والكل بـ لا ريشٍ عراة ،،،
لا تلمني إن بحثتُ عن وطنٍ بديل
إنْ صاحبت حاخامات اليهود
وجالست الباباوات على أرصفة الكنائس ،
ندقُّ الأجراس
فـ في وطني لا حياة للصراخ !!!!
يا سيدي تلك رحلتي
رحلة الشقاء ،
أدمنتْ المستحيل
حتى نسج العنكبوت حول عنقها إشارة الإعدام
كل ساحات أرضنا ،
تملأها المقاصل ،
والأعناق الملقاة ، على ساحة الاختناق !!!!!
في موطني ، لا حدود للـ فكر
ولا مكان للـ عقل
كلهم خلف الرغبة ساعون
والرغبة عندنا اسمها الطاعون
رهبة كأنها الطاحون
بلا أسنان
ولا دواليب هواء !!!
لا ماء في وطني
ولا هواء
لا خضرة تجني
منها الأرجاء
كلهم حفاة
وبعضهم عراة
وكلُّ كلهم ، من الفناء حاضرين
يا سيدي ، في موطني كل الوجوه تبكي
كـ وجه الوليد
يبكون بـ لا دموع
فقد دفعنا للـ دولة ضريبة
هي الركوع والدموع
حتى الصدى ما كان يعود
نصرخ خلف الجبال ، أنْ أنقذون
فـ يذهب الصوت ، ويرجع الصدى
لا تحضرون
نحن فارهون
نحن الكرام العابثون
نحن الأصيل
أن لاح للشمس أصيل !!
لا صدى يعود ، قد لقنوه ، كيف يرتاد الأمكنة دون شعور
كيف يموت ، كيف يصير بلا ضمير
في موطني لا حاكم ولا سلطان
إلا النوم ، وكلهم في سبات
لا تتفاجأ ، أنني أبحث عن وطن بديل
عن حدود المستحيل
عن حب ماله مثيل
عن بركان مشاعر
عن سيول
عن أخاديد عشق
عن حقول
عن حب لا بداية له ولا انتهاء
فـ في موطني ضاع الرجاء
واستلقت تحت الشمس بوادر العناء
والنساء ، في موطني حبلى
من بذرة الهواء
ذاك الأمل ، كان هواء
نتنفس الشقاء
ونستجدي العناء
في موطني لا مكان للـ ملائكة
لا مكان للـ شياطين
لا مكان للإنس ولا الجان
في موطني ، الشيء الوحيد الموجود ، هو البلاء
فـ لا تنتظر مني سيدي ، إلا حروف الشقاء
همسة :
متى سـ تتعاملْ مع ـنا حكومتنا بـ شيء من الاحترام لـ خلايا أدمغتنا ؟
إلى متى سـ يبقى شعور المغترب في وطنه يلاح ـق طرقات أنفسنا ؟؟؟؟؟؟؟؟
إيناس الطاهر
08/04/2007, 03:36 PM
فلسفة حلم
حلمت أنى احلم ...
وفي حلمي رأيتني ،،، في هالة من الخوف الأفلاطوني العجيب ،،
أنى بمملكة قابعة في ميزان بكفتين ، كفة لخطايا النفوس ،، وكفة لخطايا الروح ،، وأن الموت محمول على أكتافه الطير بلا نزاع أو خناق ،، والقلوب حمراء مبعثرة الأوراق ،، والنساء لآلئ مرصوصة حول عنق اللطف تتهادى مع موج البحـر بلا تجريح أو تقتيل أو اسوداد ...
وأنّ المحيط قد تجمد .. فخرجت من جوفه أرواح ملايين الموتى ينشدون لحن الخلود ،، في انتظار الحساب ،، ميزان لا يخطئ .. و نار لا تطفأ ،، واقوام تمضي واقوام تروح ...
رأيتني اني بسفينة تمضي بمحيط اوله صفحة بيضاء وآخره بلا نهاية اسود ،، ولا ميناء له ولا مرسى ،،، وجوه تاتي ووجوه تروح ، وجوه اعرفها ووجوه اجهل اصحابها ،، وكلهم ملفوفين بكفن ازرق كزرقة السماء قبل ان تنقلب للاحمر ،،
كانوا كالاصنام وجوه باردة وعيون جامدة وافكار متحجرة ،، التف بينهم كما تلتف الرياح بين اغصان طرية فاجدني عارية خالية فارغة ،،،
أدخل قلوبهم فلا أراها!!!
وأجدني أصفُر كـ ريح دخلت شجراً أجوف ،،،
وبدون مقدمات لاذ البحر بالفرار ،، فاعتلت الموجة ، وصرخت الارض تحته صرخة قابيل حين قرر الغدر ،، علت السفينة وهبطت ، علت وهبطت ، علت وهبطت ،، ونست أنها بشراً حملت ، ونست أنها غلف القلوب حوت ،،
ورمت الغيوم سهاما كالحجاره ،،، وحملت الغيوم في رحمها بذرة بالحرام ... من خان أرباب السوابق وحمّل الغيوم ؟؟؟
ونادى من اعلى جبل الأقدار صوت ... قال يا من حقوق الله تأكلون ،، يا أبناء إبليس الي فلتخرجون ،، وللأرض تعودون ،، ليس من النار خلقتم يا اولاد الطين ،،، أفعالكم من وجع الخطيئة ، وطموحكم وأمانيكم من الرغبة الدنيوية مصنوعة ،،،
مخنوقة مقهورة مظلومة أريد الهروب ومنافذ حلمي مغلقة والأبواب بلا مفاتيح فأين المهرب والمفر؟؟؟
وبدون مقدمات جاءتني السكينة بثوبها السندسي الاخضر ... مسحت الغبار ورفعت هامتي فوق متون حلمي فاستيقظت منه وأمرت عيني ان تفتح على الواقع ففتحت فاذا الصبح قد شق جوف الليل وخرج ،،،
السماء زرقاء ، والأرض جميلة وهي خضراء ، ولا شئ من حلمي الذي كان في حلمي كان ،،،
ابتسمت : على الارض السلام قلت ، وما حاكمت حلمي على كذبه ، فهل يسأل ميتا عما رأى ؟؟؟ ...
علمت ان الوقع جميل ، والاجمل منه الحقيقة دون تزييف ،، والابتسامة جوهرة ، والامل ميعاد ،،، والانسان قلبا وعقلا وروحا ،،، علمت ان الحقيقة في ان نعيش الحقيقة والا نهرب من الواقع للاحلام ،، لانها بكل بساطة ستسحبنا لدوامة ملفوفة متعبة ونفيق منها على كابوس ... وعلمت اننا من روح الله خلقنا ... وبأمر ربي قد صيّرنا ... وما رغباتنا وضياعنا الا طيف رماه اعوان ابليس ...
دنيانا امرأة مزينة بجواهر ورغبات الحياة ... تشيب ان اعرضنا عنها وتزهو وتحلو كلما اليها اقبلنا ... روحها من دماء عاشقيها ، كدراكولا في كتاب الأساطير على دماء البشرية يفيق ... ومن نور الشمس ووهج الحق يحترق ...
آه لو علم كل هاو لمصالحه انه غير نصيبه ما أخذ ... ولغير قدره ما سعى لانقلبت الموازين ، وما بات في برد الشتاء مشرد ، ولا جاع مسكين ، ولا بكت ام على مستقبل يتيم ... ولا حسد فقير غني أو طرد من بابه الغني فقير
ما أجملك دنيانا ، حين تزهين بالرضا ، وتحكمين بالعدل ، وتتنفسين بالرجا فسحات الامل
إيناس الطاهر
08/04/2007, 03:38 PM
ولكن
اليوم ، جاءها خاطب
مواصفاته رايقة
وضعه المالي جيد ، صاحب عقل ، مثقف
أضف على ذلك رجل دين وصلاح
أعجبته حين ناظرها ، وجدها فتاة أحلامه
وحين رأته أدركت أنه من تبحث عنه
وبعد الاتفاق على كل شئ
وقبل الاتفاق الأخير
جاءت الطامة
الشاب يصغر فتاتنا العروس
بـ ساعة ، بـ يوم ، بـ شهر ، بـ سنة ، بـ سنين
ليس مهماً ، المهم أنّه يصغرها
بـ عرفنا ، بـ عاداتنا ، بـ تقاليدنا
الأمر كبيرة ومصيبة
لسنا أنبياء لـ نقتدي بـ محمد صلوات الله عليه وسلامه
ولا كل عرائسنا خديجة
موضوع مطروحٌ موجود
الزواج من فتاة تكبرك عمراً ( للـ رجال )
الارتباط بـ شاب يصغرك ( للـ صبايا )
إلى أي درجة ممكن ؟؟
ما معوقاته ؟؟ ما أسباب رفض الفكرة ؟؟
إلى أي حدّ في مجتمعاتنا يمكن للـ فكرة النجاح ؟؟؟
مع ملاحظة أنّ جسد المرأة يهرم قبل الرجل ، وأنّ عمر النضوج والعطاء لديها محدود
على طاولات النقاش الصامت
لكم ولـ معتقداتكم وآرائكم
بـ جدية ، ومن يملك الحل فلـ يحتفظ به لـ نفسه
لـ قلوبكم وبنات أفكاركم
فكرةٌ نعلم أنها لا تُخجل ، ومع ذلك من نقاشها الع ـقيم نخجل :D
إيناس الطاهر
09/04/2007, 01:11 PM
بـ الأمس ، على قناة الرسالة
كان طارق سويدان وتلك المعتوهة في لقاء أمام الجمع
تحدثوا عن الحجاب ، ولزومه
فـ أبدت الخرقاء رأيها القائم على عدم ضرورة ارتداء الحجاب
كونه عادة لا عبادة
معظم مرتديه من الفتيات مرغماتٌ عليه ، بـ حكم التقليد وسلطة الأهل
لـ حتى قالت جملتها في كتابها الذي ألّفته ، لو ارتدت ابنتي الحجاب لـ قتلتها !!! :eek:
تمنيتُ لو كنتُ ( أوف لاين ) معها لـ أسألها سؤال أحبُّ توجيهه لكلّ تلك الفئة الضالة :
لماذا حين نصلّي نغطّي الرأس ، ونستر الجسد وإن كنّا فُرادى نصلي
ونحن بين يديِّ ربٍّ أعلم بـ تفاصيلنا منّا ؟
ولماذا حين نطوف حولَ الكعبةِ نكشف الوجه ونستر الجسد مغطين الرأس إنْ لمْ يكن للـ حجابِ داعٍ !!!
وعليه قِس بقيةِ الأمور !!!
يا أَمَةَ الله ،
كوني لله وحيث ارتضى لكِ الحق والخير
فإن لمْ يقبل قيامكِ بين يديه كشفاً وهو بكِ أعلم ولا حاجةَ له بكِ وأنتِ من احتاجه
فـ كيفَ يقبل بـ وجودكِ مع غريبٍ مكشوفةً غير ساترة ؟؟
يا أمَةَ الله ،
دعيهم في غيّهم ساعون
كوني لله حيث ارتضى لكِ الخيرَ
وتأكدي حجابكِ لن يمنع خروج الأفكار من رأسك بل سـ يحفظها من الزوال ويُنضَجها بـ الركيزة والتعّقل
يا أَمَةَ الله ،
كوني لله ، ولا تُرضي سواه
إيناس الطاهر
10/04/2007, 01:15 PM
شكراً لك ،،
أدركتُ المعنى ، لستَ بح ـاجةً لـ مجاملتي
قد كفيتكَ طول الشرح ، فـ لا تحمّل نفسك لائمة البداية
شكراً أخيرة
إيناس الطاهر
14/04/2007, 11:26 AM
شكراً لك ،،
أدركتُ المعنى ، لستَ بح ـاجةً لـ مجاملتي
قد كفيتكَ طول الشرح ، فـ لا تحمّل نفسك لائمة البداية
شكراً أخيرة
أقدم الاعتذار منك عنك إليك ;)
كان هنالك لبساً في الموضوع
بعد مراجعة الأمر اكتشفت انني بدّلت رأسي حتى أضعت للح ـظة إيماني بي
هل نتصالح من جديد ؟؟؟؟
إيناس الطاهر
14/04/2007, 11:27 AM
احترم نفسك
حين تضيق ذرعاً بـ متطفل وتريد أنْ تصمته أو تدعوه لـ التزام الأدب لا يتبادر لـ ذهن العامّة جملة أفضل من " احترم نفسك " ;) ، لـ تخبره فيها أنه تجاوز الحدّ المقبول للـ أدب ....
هل هناك من لا يحترم نفسه ؟؟؟
وهل حين يضايقك أحدهم يعني أنه لا يحترم نفسه ؟؟؟
وهل الكلمة تقاس عند الكلّ بـ نفس المقياس ؟؟
سؤالي : لمَ قلت له احترم نفسك ولم تقل احترمني ، مع أنه ضايقك وأنت الأجدر بـ طلب الاحترام
احترم نفسك ، سألني بها سائل وجاوبت عنها طويلاً ، والآن أطرحها أمامكم
رجاءً فكروا بها لحظة وامنحوا أنفسكم الجواب
هل حاولتم بها ؟؟؟
للح ـظة فكرت بها
فـ اكتشفت أنّ قمة احترامي لـ ذاتي ، تجاهلها :D
إيناس الطاهر
14/04/2007, 11:29 AM
هل تحاول أن تتخيل معي ،،،
مدينة كلُّ من فيها نساء
كيف تكون ؟
بـ الله خبرني
إيناس الطاهر
14/04/2007, 11:31 AM
اليوم مخ ـتلفٌ ، مختلفٌ جداً
بين الفرح والحزن عندي خيط رقيق لا يكاد يُرى ،
يؤطر مشاعري
ويرتبها حسبما يريد وينسجني بين حدود الابتسام والبكاء متسول ضائع ،
يبحث تارة عن
كسرة خبز فإذا ما وجدها طمع بما يضعه فيها
وتارة أخرى عجوزاً ، متصابيةً ،
تنظر الفتية حولها ، بـ جمالهم ، دلالهم ، قوّتهم ، فتصبغ الشيبات
آملة غير متنبهة لكل التجاعيد التي ملأت وجهها المترهل .
بـ نظرة رضا هكذا أراني وأنا أحبس الأنفاس تارة ، وأخرجها أخرى
ضدان لديّ لا يمكنني ، تأطير أحدهما على أخيه ،يأتيان معاً
وقد يرحلان معاً !!!!
لا يمنحان مواعيد دقيقة للحضور ، فـ أبقى غير دارية
هل اليوم موعد الابتسام معي ؟ أم موعد الحزن والبكاء والرثاء !!!!
وكأنني كلما تعمّقت مع ذاتي أجدني في تناقض عجيب ،
يحمل مني ذات الوجه بنسخةٍ أخرى لا شأن لها بسابقتها ، ولا علاقة .
هل نتدرج في الفرح ؟
أم أنها الحياة تحرمنا تارة
وتصلنا أخرى لترتبنا حسبما
تريد هي دون أن نعترض
أو نقدّم لائحة كفر بما
يكون من تصرفات حياة ؟؟؟
الأمس واليوم ،
فارق ساعاتٍ محدودة ،
لكن العملة كانت مختلفة ،
والمعدن نوع آخر والطبع كنهٌ آخر ،
لا حدود وتبرير لما استشعره بقوة ،
اليوم ، أريد مراقصة السماء في حفل غنائي منفرد الإيقاع
يقول تعالي أراقصكِ حيث نكون وحدنا ،
فوق حبّات النجوم نؤطر فرحنا ،
على صفحة القمر المضيء يدقُّ دُفّنا ،
ومن ماء بحر الهيام نثمل فـ تغدو الحياة بـ قلبنا أجمل ،
ويسكن فينا رذاذ الخيال ، فـ نعشق تبراً وللكون نعقل
اليوم أنا أفضل ،
وجهي أجمل ،
وأكثر عتقاً لتلك الأماني
جميلٌ نهاري ،
وفيّ من الكون ورد معطر
إيناس الطاهر
14/04/2007, 11:32 AM
الزنزانة
غموضٌ يكتنفُ تلكَ الزنزانةِ ، حين لا يكونُ المُدرَك عنها سوى أنها سجنٌ إنفرادي يدخله المرء بإرادته ، وقد يَتكوّن فيها دون إرادته، ولا يمضي على سجنه أياماً حتى تُزلزَل الأرض بصرخةٍ تملأ الأبدان رجفةً ، ثم يتصاعدُ من خلفِ القضبان الغليظةِ دُخانٌ ينبئ عن جثة قد احترقت ، لا أحد يدري أذهبَ السجينُ للموتِ بإرادته أم أنّ هنالك سرّ دفينٌ فيها ؟
كان الأمرُ بالنسبةِ إليه أشبهَ بالتحدي ، وربما بطوق النجاةِ الممدود من علٍ ، عليه أنْ يجازف ، فذقنه الطويلة ممتلئةٌ بالأتربة ، إنه غير قادرٍ على نفضها أو قصها لقصر ذات اليد ، وثوبه الفضفاض قصيرٌ متهم بالقذارة ، ضاقت عليه الأرض بما رحبت فمن حوله يندّدون به ويتهمونه بإرهاب التصرف ، ويحيكون ضده التهم ، ليُجاد وضع الحبل حول عنقه بدعوى معتقدِه الذي يجهله ، ينظر حوله ، الجوع يسيطر على الأفواه المفتوحة .
دون أن يترك خبراً عن وجهته ، انطلق حيث القضبان الغليظة مؤمناً بأنّ عليه أنْ يسبح ضدّ التيار ، أو يعانق جدار الموت ليحيا إلى الأبد . وحتى يقوى على ذلك الخوف الذي يسيطر على نفسه كان عليه يجد النقطة التي يبدأ منها ، تلك التي تحسم الاتجاه الذي يسلكه نحو النور ، عليه أنْ يتعلم ما جهل من أمورٍ نُسبت ضده زوراً وبهتاناً ، يجد حلولاً لكل ما يعانيه شعبه المهمل ، وطبقته التي سكنت تحت الأرض ، يعيد الدفء إلى البيوت التي جعلته شمّاعة فقرها وموطن حزنها ، وسبب معاناتها .
وصل زنزانته ، استشعر لون الرماد على الجدران ، استنشق رائحة الجلود المحترقة ، قبل أن تخطو قدماه داخل القفص اهتزّ كأنه يدخل قبره حيّاً ، أيخطو إلى الداخل ويصبح رهين قراره ؟ ، أم يعودُ أدراجه ، حيث منيع غاية ! ، خياران أحلاهما مُرّ ، إنه يخاف من المجازفة ، ففيها رهانٌ على ما يجهل ، نادته جاذبية السجن : ما الحياة إلا تجربة ! فمن لا يملك مفاتيح قيده يملك على الأقل حقّ الدفاع عن حريته .
ويخطو أخيراً للأمام ، لظلمة الزنزانة .
لمْ يختلف هذا اليوم عن سابقه ، ما تزال تعبق في أنفه رائحة الجلود المحترقة ،
- لكنني لا أرى شيئاً ، كم مرّ عليّ هنا ؟؟ هل أنا نائم ؟ أمستيقظٌ أنا ؟؟هل هذه ظلمة حلمي أم يقظة واقعي المظلم ؟؟
هكذا كان يفكر وهو يحدّق في المدى ، شعرَ بجوعٍ يتغلغل في أوصاله ، انحنى حتى لامس فمُهُ أصابع أطرافه السفلى ، وبدأت أنيابه بنهم تقضم البنان تلوَ الآخر، في لذةٍ عجيبةٍ ، وألم فيه الاستيقاظ !
- هل أعاقب نفسي ؟ لا أملك إلا اشتهاء لحمي وقضمه ! ، ماذا يحدث لو قضمتُ إصبعي كاملاً ؟
الجوع يشتد ، فينتقل فمه إلى يده ، غارساً أنيابه في لحمه ، فإذا ما تألم استيقظ ، فيستشعر روحه ، ليرى صوراً تقفز إليه من الماضي حاملةً غصن زيتون وفخراً تواسي وحدته وظلمة وحدته ، فإذا أخذ الألم منه مطلبه سقطَ دون شعور ، وعندما يفيق تثيره رائحة دمه المراق ، تزيده نهماً لمزيد من احتواء نفسه ، وكأنه كلما قضم من خارجه جزءاً أعاده إليه ورتبه كيفما يريد ليقف قوياً إزاء العاصفةِ من حوله وفي كيانه ، إن جزءه المبتور ما عاد له ، وما دخل جوفه ينمو ليحيا
- هل حين نتألم نكتمل ؟ قال حكيم :انظر إلى نصف الكوب الممتلئ ، أما علم الحكيم أنّ ما بقي من الكوب بقايا فقط ؟! إنها بقايا وإنْ بلغت ثلاثة أرباعه و ليس نصفاً ،
إن من انتُزع منه شيء لا يظل كما كان بل يصير جزءاً مشوهاً ،
يؤرقني شعوري بالتشوّه ، أريد أن ]أرتبني وأحتويني [* من جديد ، فلن يخاف عليَّ أحدٌ أكثر مني ، سأعيد بناء ما ضعف حتى عدِم " لأن الخطأ الأكبر أن أنظّم الحياة من حولي ، ثم أترك قلبي في فوضى" ،
لن أرضخ للضغوطات ، ولن أقبل بعد اليوم بما يضرّني من مسلّمات ، مهما كان الخارج سيئاً فأنا قادرٌ على تغييره ، سأبني داخلي مملكتي ، أنا داخل أنا ، لينقص منظر الخارج ، ويزيد نضجاً ورفعةً داخلي ، سأواجه الفتن.
ناداه من أعماقه خوف : ماذا عساك وحدكَ تفعل ؟ هيهات حلمك .
- مالي أجبن ، تتنحى عني ثقتي فتضعف عزيمتي ،
ما بالك يا رجل ؟ أفق ، إذا لم تثق بنفسك فلن يثق بك أحد .
مرة أخرى عاد له إصراره ؛ نورٌ خفيفٌ ينبثق من أعماقه ، يمنحه العزيمة ، رويداً رويداً كانت قضماته لخارجه تتزايد بتناسق في اختيار الموضع ، يمضغ بعضه نصف مضغة تاركاً لذاك النور تكوينها من جديد ويضعها حيث يجب أن تكون .
وصل إلى مرحلة صار الخارج فيها هشاً فبدا شاحباً مرهقاً ، صارت تضايقه رائحة دمه ؛ وكأن ما يشتمّه قد فسد ، مهما كانت الرائحة منفّرة فإنها أقل فساداً من نتانة الفتن ما ظهر منها وما بطن .
نور انبثق من الجدار . شعر بتواصلٍ مع ذلك النور ، كأنه يخرج من نبضه ، وكأنّ وقت المخاض جاء وحان للجنين معانقة الحياة ، الضوء يكبر تارة ويخفت أخرى ـ كان يشعر بألم وإرهاق يزداد كلما توّسعت الدائرة وابتعدت عن مركزها ، حتى فقد وعيه للحظات ، وحين أفاق ، كان النور قد أخذ نصف الجدار فأنار المكان.
بدا الأمر أشبه بصفعة أخذت من وجهه مستقرها ، لم يكن الرماد يملأ الحائط كما كان يظن ، بل كان هناك عشرات الوجوه المعلقة عليها ملامح الفزع والرهبة ، صدمةٌ هالته همّ أن يخرج صرخةً من أعماقه ، لكنه أدرك أنه إن فعل سيسحبه النور فيحترق ما تبقى له من جسد ويكون وجهاً خائفاً التصق بالجدار ، وهكذا سيكون ضاع في أزمة الضغوطات بعد أن وجد نفسه ،
كظم جزعه ، ونظر كلّه ، كان كاملاً لم ينقص منه شيء وكأنه ما كان يقتات على بعضه ولا يلتهم أجزاءه ليحيا ، ساعده النور على رؤية حدوده الجديدة ، نهض ، بدا وكأنه يتعلم الخطو من جديد ، و سرعان ما تملكته قوّة هائلة خرجت من داخله و انطلقت لتفجّر قضبان الزنزانة ليخرج وقد ولدَ الرضا والكمال فيه !! أو ربما كان هذا شعوره !
******************************************
]أرتبني وأحتويني [ : أدركُ انها غير جائزة في قواعد العربية ، لكنني أردتُ التلميح لثورةٍ خارجية ثم داخلية وصلت إلى تحطيم قواعد العربية } ربما احتاج الكاتب أن يجعل منها شيئاً جديداً {
إيناس الطاهر
14/04/2007, 11:33 AM
المُهرّج
كل البطاقات قد بيعت لمشاهدة أفضل مهرج في تاريخ السيرك ... بـ شهادة الملايين فقد صار الوحيد القادر على جعل كل من في الصالة يضحك ...
" في الغد علي أن اقدم عرضا يروق المشاهدين ، كم هي صعبة الشهرة ، علي أن اقدم كل مرة أضعاف مجهود أول مرة ... "
اجتماع مطول مع مدير السيرك ... نصائح وكلمات تهديد مختبئة خلف ستار البسمة الصفراء ، وحين هموا بالانصراف جاءه صوت المدير : ، في الغد قدم افضل ما عندك ...
هزّ رأسه واعداً وانصرف ...
غرفةٌ مظلمة ، لا تناسب مهرجاً ... شمعةٌ ضعيفةٌ مضيئةٌ بـ زاوية الغرفة ، بدت الألوان والأقنعة مترامية على طاولة فخمة ... غرفة واسعة ونغمات كلاسيكية تنبعث من الحاكي ... تعلو تارة وتنخفض أخرى ومع دق الوتر يرتفع نبض مهرجنا وينخفض مرة أخرى ... جلس أمام المرآة ، أمسك قطعة القطن وحين همّ بـ مسح الألوان ، خانته يده ، كم يخشى أن ينظر لـ وجهه بلا ألوان ، نسي ملامح وجهه ، نسي ذلك الشحوب الذي يعتلي بشرته ، نسي لونه مع الألوان ... بل بات يخاف لونه دون ألوان ، ترك قطعة القطن ونهض ... كان متوتراً ، كاذبة تلك البسمة العريضة التي تملأ وجهه ... كاذبة ، إن خلفها ألف آه و آه محبوسة !!! ولكنها صارت الحقيقة التي يراها الناس ، حتى ما عادت حقيقة انه معذب موجودة في قاموس المشاهدين ، خرج ناظراً للـ سماء ... مرّ شهاب مسرعاً ، حياته كـ هذا الشهاب ، بـ لا استقرار ، بـ لا عائلة ، مجرد حركات بهلوانية ، وأطباق تتأرجح على كفه المنهكة ، ورقصات ظريفة فوق كرة متدحرجة ، وربما السير على حبل بمرافقة مظلة ، هذه حياته ، التي نسي معها حقوقه ، ونسي انه أب لثلاثة أولاد أكبرهم صبي مريض .
حدق بـ الأقفاص ، كان الأسد مستسلماً للـ نوم ، اقترب منه ، حدق به ... سمع ضحكات الشمبانزي خلفه ، دوماً كان صديقه ، وكان التدريب يتطلب من المهرج الرقص والشمبانزي يضحك في قفزات محببة للجمهور ، ولكن هذه المرة ولأول مرة ، تصبح حركاته ثقيلة باردة وتافهة ومستفزة لقلبه ...
كفى ، صرخ به لكن الآخر ما ازداد إلا حركة ورقصا ، ينتظر من صاحبة تصفيقا وتشجيعا كـ عادته...
ما عاد ينظر ، ما عاد يرى ، دون أن يستطيع أخرج خنجراً من مجموعة مرصوصة على طول بنطاله الملون ، نظر بـ حقد للقرد ورمى الخنجر فتربع في صدر المسكين ، فـ اخرج آهة متألمة تمزق لها قلب المهرج .. استيقظ على فعلته بـ قهر وندم .. فتح القفص ، رفيق عمره قد مات ، وهو قاتله ، لماذا فعل ذلك ؟؟؟ بـ ارتعاشة حزينة حمل القرد ومشى به لأقرب أرض ترابية ، حفر ودفن القرد ... وبكى ، بـ مرارة بكى ... ليتهم يعلمون انه إنسان ، ليتهم لا يحملونه ما لا طاقة له به ... يضحك وفي القلب ألف همّ ، تزدان ثيابه بـ مئات الألوان المتفائلة وفي قلبه سواداً لا يضيئه فجر جديد ،
عاد لجناحه ، تمدد على سريره ، إذاً فقد بات مجرما ... جريمة لن يسأل عنها أحد ، ولن يهتم بها أحد .. سيقول انه قتل .. قردا قتل ! ومن يهتم الآن بقرد !؟!؟..
" ويحي ، أين اذهب يوم يشكيني لربي ويقول : قتلني وما أذنبت بحقه يا رب ؟؟ " ،
مرت قشعريرة باردة في أوصاله ، يا رب .. يآآآآه .. أنساه عمله الإله .. فضاقت النفس وما وجدت ملجأ .. ضاع دفء القلب .. بالابتعاد عن رضا الرب .. فـ هل عساه يعيد التفكير ؟؟ هل تراه يغير خطوات الضياع ؟؟ أيّلون نفسه بتناسق وتناغم بدل تلك الفوضوية ؟؟ يسأل ولا يجيب .. وأخيراً فضل الصمت حتى بالتفكير ...
تك ، تك ، تك ....
عقرب الثواني يدور ،
انه السر الذي لا يعلمه أحد ، خوفه من ساعة العقارب ،
حين كانت أمه تغلق باب غرفته بعد أن تتمنى له أحلاما سعيدة ، كانت تتركه في صراع مع ساعة الحائط ، عقرب الثواني في سباق مستمر مع دقات قلبه ، لماذا هذا الخوف الطفولي ؟؟؟ اعتقد انه مات من سنين لكنه اكتشف انه ما يزال موجودا متأصلا فيه ،
كان ذلك حين أهدى والده ساعة يد له وهو في الرابعة من العمر ...
وحين استعد للنوم فزع من شئ يطرق ، يسمعه ولا يعرف ما يكون ، صرخ بعلو حسه ...
وحين حضرت أمه شرح ، ففهمت ، وبدل أن تربت على كتفه جعلت منه أضحوكة بين العائلة ،
ومنذ ذلك الحين نشأ خوف وكره لـ ساعة العقارب ،
زادت بوجود ساعة الحائط ، عقارب أكبر وقهر نفسي أبطأ ! ..
بدأ يشعر بضيق عجيب .. قلبه يضيق ، وروحه وصلت بوابة حنجرته ، يعض شفته السفلى بقهر أدماها ، يداه تنتفض دون وعي ، يهز رأسه بغضب ، يمنة و يسرة ، وهي تصر
تك ، تك ، تك ....
صمت لاح بالمكان غير صوتها ، كفى ، كفى ،، دون أن ينطق ، كانت أنفاسه المتلاحقة تنبئ بما في ذاته ، ودون وعي منه مرة أخرى .. يمسك شيئا بيمينه ويضرب ساعة الحائط ...
دوي كأنه انفجار مع سكون الليل .. ثم ...
تك ، تك ، تك ...
لم تخرس ...
دون إدراك سبقته قدماه ووطئها ،
سحقها بقدمه ،
ألا موتي وليمت معك خوفي ..
يموت صوتها ...
ويعود السكون ،
وتهدأ نفسه المتعبة ...
اغمض عينيه . واخذ نفس جد عميق ،
ثم زفير طويل .. شهيق ، زفير .. وعاد له سكونه
... لينتبه لذاك الشيء الذي رما الساعة به ...
إنها صورة أولاده و أمهم ..
كم يشتاق لهم ... الوقت متأخر ، لكنه يضرب النقال على هاتف المنزل ...
وقت طويل قبل أن يأتي الرد : نعم ؟؟
انه ولده .. حياه .. وبشوق كبير ، وبدمعة مكبوتة من نار المحبة الأبوية ، يسأله عن أحوال أهل الدار طالبا عدم إيقاظهم ..
وقبل أن ينهي المكالمة يهمس الصغير على خجل ...
" أبي ، اعلم انك تعمل لأجلنا .. أمنا طلبت ألا نخبرك ، ولكن أخي الكبير متعب جدا ... جاءته النوبة ، الأطباء يقولون إنها اخطر من كل مرة ...
بابا .. لقد ادخرنا أنا واخوتي أموالا كثيرة ..
أرجوك عد .. لاجل أخي الكبير .. انه الآن بالعناية المركزة ،
صباح الغد يتحدد وضعه .. يتمنى أن يراك ،
أبتِ ، قد لا تراه بعد الآن .. عد أرجوك "
أنهى المكالمة ، وقلبه يتمزق ،
" قد لا تراه مرة أخرى " ، يا له من مهرج حزين ..
يا له من مرتدي للألوان في حداد !
شقت الشمس ظلمة الليل ..
فاق كل من في السيرك إلا هو ما غمض له جفن ،
وقبل أي شئ ، جرى نحو غرفة المدير يريد إجازة ،
ابنه مريض جدا قد يموت
"تمزح ، العرض اليوم ، سيبدأ بعد ساعة ، أنت تعلم ،، الكل حضر لاجلك وأنت تريد إجازة ؟؟"
أصر على الإجازة فابنه مريض
" حسنا قدم عرض اليوم وسافر على طائرة المساء حتى الغد .. وعد مساء الغد لعرض ما بعد الغد ، أنت تعلم ديونك كثيرة للسيرك ، ابذل جهدك ليحيا أولادك بعزّ .. ابنك مريض منذ الأزل ، اهتم بمستقبل الاثنين الآخرين "
يا لها من كلمات باردة .. حياة هذا المدير بين الحيوانات أكسبته استرخاصا لارواح البشر ..
بل إن الحيوانات لتقدر وتشعر اكثر منه ...
كانت هذه الكلمات ما يدور بخلد مهرجنا .. عاد لجناحه ،
هاتَف منزله ، جاء صوت ولده الصغير يبكي " لا تعد ، لا حاجة لان تعود .. مات أخي الكبير و أمي معه بالمستشفى ، مات أخي ولم يرك ، لا داعي لان يراك ، هو بكفن الموت وأنت بألوان الحياة ، هو بألم الموت ، وأنت ببسمتك المزيفة ... لا تعود .. لا داع لان تعود "
أنهى مكالمته .. اغمض طرفة ثوان ..
ثم .. توجه للمرآة ، صبغ وجهه بزيادة ..
جعل الألوان تصرخ طربا وحيوية ..
بدل ثوبه بآخر فيه عشرات عشرات الألوان ،
نظر لبسمته بالمرآة .. جميلة ، تبعث الأمل والصفاء والضحك ، ما رأى أي ألم على ملامحه ،،
استعد .. حتى جاء صوت المدير من على المسرح يطلب تشجيع المهرج الضاحك ..
يعلو الصراخ والتشجيع والتصفيق ..
ويخرج هو على عجلة صغيرة ، بضحكة ملأت حدود السيرك ،
ويتضاحك الأطفال ، تدخل الفيلة العملاقة ، يتراقص مع خرطومها ، ترفعه وتنزله على ظهر الأسد .. راقص الحيوانات من ألطفها لاخطرها .. قدم عرضا رائعا ، كانت فيه روح فوق روحه .. ولم يكتف ، صعد السلم العالي ، ومشى على الحبل دون مظلة ، لم يسقط ، تأرجح في الفضاء ،
بعد أن انتهى العرض .. وحيا الجمهور الذي وقف يسبقه تصفيقه ..
وهو ، ينظر من علٍ .. رأى السعادة بعيونهم .. وعند قمة سعادة البشر ، ومن صفوة ضحكات السعداء ، ومن فوق رؤوس الحضور ، مد يده للأعلى بقوة المنتصر .. وصرخ بصوت ضاع مع صوت الحضور .. صاح بملء فيه وقال بدمع يغسل ألوانه المزيفة ..
(( .... آآآآآآآآآآه .... ))
إيناس الطاهر
14/04/2007, 11:35 AM
أوان الورد
لم تكن امرأة في حسنها ، جميلة الوجه ، بديعة التكوين، كحلاء العين ، سوداء الشعر .... أبدع الخالق فيها ، فوضع فيها من كل مقياس جمال قالباً... إن تحدثت أطربت ، وان صمتت سحرت.. إن نظرت أسرت ، وإن طرفها غضّت – القلوب ألهبت - .... إن مشت تهادت في مشيتها فـ تشتهي الأرض تقبيل كاعب القدم .. وإن وقفت رفعت الرأس فوق عنق كـ الخيزران ، وجسد كـ الريحان ، لؤلؤ اصطف خلف ورد ، كـ طابور ثابت قوي يتنور بـ نور وجهها إن ضحكت ، ويختبئ حياء من رقة الشفتين إن تاقت لضمهما... إن جلست وقفت لها الأجساد بـ احترام ، وإن وقفت ركعت لها الهامات بـ استسلام ...أنيقة الملبس .. عطرها يخبر عنها ، وملبسها ينبئ بـ مكانتها ... رأسها المرفوع يحذر من غرورها .
حلم شباب الأرض كانت ، لا يراها عازب إلا وتمناها حليلة تشاركه سود الليالي ... وان لمحها الثيب كره من جاورته فراشه ، مستقّلاً أيام سعده ... وان اشتم رائحة عطرها الميئوس من شفاه للعن زمانه ورجا القدر لو كان له في العمر بقية ... وان كان لا بد من موته فليكن بين ذراعيها لـ تلحظ الأطراف حورية الله على الأرض تمشي !!! وأما الصبي إن رآها لـ تمنى بسمة يحسده أقرانه عليها ... ويا ويلها إن سلكت طريق النساء ، فـ لن تجد إلا حاسدة أو حاقدة أو لاطمة خدها أساً أو عاضة شفتيها ألماً !!!؟
حقاً حلم الحالم كانت ، ونشوة النائم ، وإفطار الصائم ، واستقامة القائم ... أما هي !!!! فلم يفتها ما بها من جمال ، ولم يزدها ذاك إلا غروراً على غرور ،،، و كبرياء فوق كبرياء ... و عجرفة تهدم عجرفة ... من الخارج كانت البلور ورائحة المسك ، ومن الداخل كانت الفتور و طعم المسك !! ،
أجل لم تكن بحاجة لمرآة كي تصلح شكلها حتى لا يغير خيالها من حسنها ؟؟؟ لكنها ... وفي كهف قلبها ، تبيت شنيعة المنظر ، قبيحة المظهر ، مزرية المحضر ... وكـ حال أي فتاة مرغوبة ، جميلة ومطلوبة ، فقد تهافت الخاطبون ، وكثر الراغبون ، خاطب غني و خاطب فقير ، واحد كبير و آخر صغير ، طالب مثقف وفرد لا يحمل في العلم تقدير !!! ...
و هي ! لا ترى فيمن خطب المستحق، أو الفارس المنتظر ، ليس لأنها تحلم بـ رجل !!! بل لأنها ترى من نفسها عظماً لا يطاله الرجال ، و عزاً أكبر من الملوك الفرسان !. حتى كأنها تنتظر أن يكون آسرها نبيا منتظر – و أنّى له أن يكون – ، أو مالكا للمشرقين والمغربين – وهل يعاد مخلوق كذي القرنين ؟؟ - ، أو ربما رجل بـ حسن يوسف وغنى قارون !! ... وفي نفسها تعلم أنها لو وجدت رجلاً يجمع كل ما في البشر من محاسن لـ قالت : أنّى لهذا أن يكون مالكي؟!!!
و عاماً تلو عام و هي تخذل من جاءها طالباً ، و ترد من رجاها خائباً ، وتلحق الرفض بالتجريح ، و أخيراً أدارت ظهرها للخطاب ، و أنزلت دونهم الحجاب ، و أغلقت على نفسها الأبواب . فقبعت في حجرة من عاج ، و فراش من سندس و حرير و ديباج ، ولم تضع في مملكتها الصغيرة غير زجاجات من العطر ، و كثير من الثياب ، ولا يُدخل الطعام إلا على أطباق من الذهب وماء بـ أكوابٍ من فضة !! ولا يراها سيد أو خادم أو عبد .. و مضى على حالها سنينَ وسنين ، حتى طواها النسيان ، ونسي اسمها كل إنسان ، وبعد حين من الأحيان راقها أن تخرج للعباد ، فقد تاقت لنظرات الهيام والاستعباد ...! فـ ترتدي أجمل الثياب ، وتضع سيد العطور ، و تخرج من باب عزلتها و تبدأ بالسير والسير والسير و المسير ....
و تضايقها الأرض ، تسال نفسها: لِمَ عساها تعبت و الأرض مرصوفة بـ انتظام ؟؟ فتجيبها النفس الآمرة بالسوء – ربما طول الرقود كان السبب - ، وتمضي ، و كم يذهلها لا مبالاة البشر من حولها ،، النساء ينظرن للثوب و حسب ، والمتشاغلون يرفعون الرؤوس بعد اشتمام العطر ،،، ثم لا تلبث النفوس بـ إهمالها !!!! وما زاد جنونها أنها مرت بـ حسناوات يتبادلن أطراف الحديث فما رأت عين مراهق تحيد عنهن إليها !!! فـ تواسيها نفسها اللوّامة – يريدون أن يكيدوا لكي كيداً ، فـ تجاهليهم فـ مثلك أعلى من اللوم - ... وتصل مولاة الجمال لـ شارع ضاق من ازدحام المارة ، فـ تتوقف حيث كانت تكره مساواتها بـ هؤلاء اللا شئ !!؟ - كما كانت تسميهم - ، وهناك من بعيد رأت وسيماً يحدق بها ، و يقترب اكثر ، فـ اكثر . في داخلها قررت إن حادثها أن ترميه بـ كلمة تفقده ما به من وجاهة و سيادة ، فـ لما صار جارها أزاحت ناظريها ، فـ همس لنفسه – علها لا تراني - ، انحنى نحوها وقال برقة : أأساعدك في عبور الشارع يا جدة ؟
يا جدة ، يا جدة ! يا جدة ؟ يا جدة!!!؟؟؟؟؟
مراراً وتكراراً ترددت الكلمة الأخيرة في ذهنها ، فـ حدجته بـ نظرة شرسة ، ثم أزاحته بكل قوتها حتى كاد يسقط . لعنها بـ صوت عال فـ انقبض قلبها لـ عزة في نفسها ما جرؤ أحد منها على سبها ! شهقت و لطمته على خده ، فتجمع الناس حولهما وكلهم يحاول تهدئة الوضع ويرجون الشاب بالتزام الصبر . تقدمت منها عجوز قائلة : إهدأي يا اخيّه ، فـ قالت بـ غضب : ذلك الأخرق قد تطاول علي ، ثمّ.... جحظت عيناها و لم تنتبه لصوت أحد حولها ، فقد راعها تغيُر صوتها ، وتلك الحشرجة الخشنة في صوتها ! و كأنها فهمت بـ قهر قصد الفتى بكلمة جدة ، وما عنته العجوز بكلمة اخيّة ،،،، فـ مضت مسرعةً حتى اختفت عن الأنظار ...
أوقفها التعب أمام منزل لـ قوم يتسامرون ، التفتوا لـ لهاثها المستمر بـ اهتمام . تقدمت طفلة وبـ حنان همست : كوب ماء ؟؟؟
ردّت مولاة الجمال نافية : مرآة ... أعطني مرآة ،،
وبين ذهول الموجودين أحضرت الصغيرة مرآة وناولتها لها ، و بيد مرتجفة ، و عين دامعة ولسان يسأل الرب أمرا ،، نظرت وجهها ،، شهقت ،، ثم أعادت النظر فـ لطمت ،،،
أمعنت النظر ،، فـ صرخت ...
إنها تغار منها ، دوماً كانت المرآة تغار منها ، وإلا فما معنى ما هنا تراه !!؟؟ ، عينان ناعستان غائرتان ، شفتان ترتعشان مضمومتان !! ثم ،، خطوط كثيرة تنتشر على الخدين وتحت الذقن و على الجبهة ، أهي التجاعيد ؟؟؟ وعنقها الطويل ، عنق الخيزران ، بات مترهلا غريبا .. بكت و بكت ... بـ حرقة و ألم بكت ... حدّق الجمع بها في عدم استيعاب لكل ما يجري إلا عجوزا تقدم نحوها فلاقت عيناه عيناها ... حاولت جاهدة تذكره لكنها لم تقدر رغم ثقتها أنها رأته ذات يوم .. قال بـ همس تعمد ألا يسمعه سواهما : ألا تذكريني يا سيدتي ؟؟ أنا خاطب جاءك ذات يوم فخور بـ نفسه ، معتز بـ علمه ، عصامي بنى نفسه ، جاءك واثقا بـ شبابه ، فرددته خائبا وأهنته و أضحكت القوم عليه ... ماذا أردت ؟ أردت البقاء حلما عند الرجال ؟؟؟
أما فكرتِ أن للعمر ضريبة ؟؟ أما علّمت نفسك أنها اليوم مرغوبة ، وفي الغد ليست إلا مسلوبة ؟؟؟ ها أنت الآن بلا أهل و لا سند ، بلا زوج و لا ولد ؟ أما أنا فقد تزوجت فتاة لم تكن بـ جمالك لكن انظري الآن لذلك التلألؤ على وجهها وتلك السعادة وهي محاطة بأولاد و أحفاد عظيمة عندهم سعادتها ... أغركِ أن جمالك قاتل؟؟؟ فـ انظري ماذا عساه الساعة يفعل؟؟ لن أقوم برد كرامتي الآن خوفا على تلك الشيبات التي اعتلت رأسك ، لكن عذرا ليس لكِ مكانا بيننا ، لا اقصد هنا ، بل بين البشر!!! عودي لمخدعكِ العاجي و اجعليه قبرك، أنت الآن نسيا منسياً فـ استمري على ذلك ، و تأكدي أني لن افضح هويتك حتى تبقي في ذهن المتخيل تلك الجميلة المغرورة ... اذهبي سيدتي ...
مسحت دمعها و أدارت ظهرها ولسان حالها يقول : ((( يا من ظننتِ أن جمالكِ دائم ،،، تكدري ، فان غدا قادم .... يُميت جمالك ويقتل حسنكِ ،،، و يُبعد عنكِ العاشق المتيم... ))) ، وبقيت تردد : غدرنا الناس و استكبرنا عليهم ، و ما درينا أن الزمان غادر ......
ثـــــــــــــــم غابت في الزحام....
إيناس الطاهر
14/04/2007, 11:36 AM
الأحدب
دوما تشده قصة ( احدب نوتردام) يتوه في كلماتها ، في زواياها ، هو و أحدب القصة مختلفان متشابهان في الوقت ذاته ، يختلفان في أن أحدب نوتردام رأس الصفحة ، و هو ذيلها ، ربما ، لان هناك بشر جاءوا لهذه الدنيا ، ورحلوا منها نسيانا باختيارهم ، و يتشابهان في أن كلاهما يحمل حدبة ثقيلة فوق ظهره ، حدبة أجبرته على الركوع وهو عزيز النفس طاهر الروح!!!
نعم أحدب هو ، لا تكفيه هموم الأرض بل تزيد عليها كتلة ثقيلة دمجت نفسها بقوة وتسلقت كاللبلاب ظهره ثم مدت جذورها عميقة إلى العظام فنخرتها وبنت مستعمرتها فيها فشلّت إحدى القدمين وباتّ لا يفارق كرسي بعجلات ، أحدب مشلول !!! ولم تكتفي تلك الكتلة اللعينة بذلك ، بل لقد مصّت عروقه وشربت دم الحياة من وريده وقضت على لسانه بأن يحمل فوق ظهره ثقلا يمنعه من إبانة المعنى وتوضيح الكلمات ، احدب ، مشلول الحركة ، اخرس اللسان !!!
منذ وعى على الدنيا وتفتحت مداركه للحياة منع عن نفسه نور الأرض ، لم تر غرفته ضوء النهار ، لم تعشق شرفته رائحة القهوة بين زواياها ، كيف يفعل و هو يرى عيون الناس شامتة ، مستخفة ، حاقدة ، مشفقة ، وربما خائفة ، ليس والله مجرما ، ليس مخيفا ، داخله طاهر ، يحتاج المحبة ، يحتاج الأمان ، لكن حدبته اللعينة تقف حاجزا بينه وبين البشر ، ضغوط نفسية أجبرته على أن يغلق عليه بابه ، ويبتعد عن كل شئ ، وحش هو ، من يرضى بوحش !!! يعيش بين الكتب والروايات ، هكذا رضي لحياته بأن تكون ، ولفكرة أنه احدب وحشي مثقف استسلم !!!
ويحن للنفس الخروج ، فيعاتبها : يا نفس استكيني وليني ، وإياك أن تُهاني أو تهيني ، ما لك بين البشر مستقرا فاهدئي ، وبالله استعيني ..
لكنها نفس عدوة ، تأبى إلا الخروج ، وبعد زمن طويل ، زمن جدا ، جدا طويل ، يفتح بابه وينزل الشارع ، يجوب الشوارع ، يرى العيون تهاب أو تلوم أو تبتعد مشمئزة ، و كأنه كتلة من القذارة ... يستمع للكلمات الجارحة ولكنه صمم عدم التراجع ، أراد أن يكسر هالة الخوف داخله ،مضى في طريقه ليرى مطعما أمامه ، توجه نحوه وحين هم بالدخول صده صاحبه ، عذرا لا مجال ، أخرج محفظته إيحاء بحمله النقود ، فاعتذر الرجل مرة أخرى ، منظرك لن يشجع الزبائن على البقاء ، ابتلع الإهانة مجبرا ومضى ، ساهما ضائعا لا يفيق إلا على شتيمة ، أو كلمة بذيئة ، ثم ، دون سابق إنذار التف حوله مجموعة من المراهقين ، غطوه ، وفي لحظات كانوا يجرون بعيدا ، سرق الفتية محفظته ، ربما رأوه وهو يخرجها لصاحب المطعم فتبعوه ليسرقوها ، وها قد فعلوا ! ، فماذا يفعل ؟؟ كيف يتبعهم ؟؟ كيف يصرخ مستغيثا ؟؟ ومن يغيث احدبا ، مشلولا ، اخرسا ؟؟؟ ... ورغما عنه انطلقت من فمه ضحكة كبيرة طويلة جدا ، احدب مشلول اخرس ... تزداد حدة الضحكة وعمقها ، احدب مشلول اخرس ، شهقة طويلة مع الضحكة وبكاء محروق ، لماذا يبكي ؟؟؟ كان يضحك ، يضحك !! ، احدب مشلول اخرس يضحك !!!! أدار الكرسي عائدا لبيته ، وقرر ، ستكون هذه المرة اليتيمة التي يرى فيها نور العالم الخارجي !! ( و كأنه كائن من عالم آخر )
في اليوم التالي ، وفي الصفحة الأولى في صحيفة عريقة ، موضوع يحمل صورته فاتحا فمه بوسعه ضاحكا و هو يجوب الشوارع ، يقول :
" بلد حر ، وعقول متفتحة متفهمة ، والكل فيه مترابطون .. هكذا نحن في بداية القرن الواحد والعشرين !!! "
إيناس الطاهر
14/04/2007, 11:37 AM
القمر
1
- ما اجمل الصباح حين يحمل معه توقيع السلام
- يآآآآه ، منذ زمن لم تنطق بكلمات أدبية يا حامد !! تعال واشرب قهوتك على الشرفة..
- الأدب ؟؟ تعلمين يا زوجتي الحبيبة أني لست أنساه ، محفور في حجرات القلب ولكن رغيف الخبز أبعده عني بعض الوقت ..
- والحرب ؟؟ أنسيتها ؟ تلك الصراعات من اجل الكنز ، الأرض ، والابرياء هم الضحايا دائما ...
- هههههههه ، ما زالت فيكِ تلك اللمسة السياسية ، ألا تخشين الجدران يا نبيلة ؟؟
شاركته الضحك ولم تعلق ، فكلاهما يعلم وفي قرارة نفسه أن روح طالب الجامعة والتي سكنت جسديهما بما فيها من أحلام بالحرية والرفض والطموح قد رحلت بعيدا ، بل ماتت منذ صارا أبوين لثلاث أبناء .. ولاحت فكرة هادئة تقتل أي مجال للاعتراض ، فكرة تهمس بحنان( أن كم هو جميل ذلك الصباح من شرفة منزلهما الدافئ) .
- أبي ، أبي أريد هدية العيد
- ألا تحيي والدك يا كريم !؟ - بلوم-
- آسف يا أمي ، سلام الله عليك يا أبتِ
- أهلا بولدي الجميل ، هل نمت جيدا ؟؟
- نعم ، لكن البعوض ضايقني قليلا ، لقد شرب دمي كله .
- ههههه ، وهل أحضرت دما جديدا .. لا عليك يا حبيبي ، ستقضي البلدية عليه قريبا
- البلدية ستدفن المستنقعات ، وترمم البيوت ،وتحسن شبكة الصرف الصحي ، وتقضي على البطالة ، ربما أنها ستحرر الأرض أيضا !!
- حسبك يا نبيلة .. ما يزال كريم صغيرا على اعتراضاتك .. ها كريم ، ماذا تريد هدية العيد يا بابا ؟؟؟ أتريده كبش العيد ؟؟ أم ثوبا جديدا ؟؟
- لا هذا ولا ذاك .. أريد القمر الذي في السماء ..
لم يستطع الأبوان إخفاء دهشتهما فولدهما ابن الرابعة يطلب القمر ، قالت نبيلة التي لم تستطع تمالك نفسها من الضحك : القمر الذي في السماء !! ماذا ستفعل به يا ولدي؟؟
- أريد أن أضعه في حجرتي ، فالكهرباء دائمة الانقطاع ، وأنا أخاف الظلمة والشمعة يموت نورها بسرعة...
- الطريق إلى القمر يا ولدي طويل ، فيه هموم وعقبات ، ولكن لا تقلق سأحضره لك إن شاء الله بشرط ان تكون مطيعا لامك... طبع قبلة دافئة على خد ولده وحمل حقيبته متوجها للباب قائلا : إن تأخرت فلا تقلقي علي ، قد أمر بالسوق ، سأشتري لكريم فانوسا بصورة قمر ، ثم أمر بالبلدية لأرى ما آخر تطورات وعودهم...
- احذر الكلاب ، إنها تملأ لشوارع..
- لا تقلقي الله الحامي ، ستقضي البلدية على الكلاب...
- أتظن ؟؟ حين أحضروا الكلاب أول مرة قالوا إنها لحراسة الناس ، لكنها سعرت وتمردت وطغت ، حتى البلدية نفسها لم تستطع ان توقفها ولن تستطيع ...
تنهد ومسح رأسها بحنان ، يعلم أنها تعلم انه غير راض ، لكن الصمت في اغلب الأحيان يكون ارخص سلعة لمن لا يملك الثمن....
تجاوز الوقت منتصف الليل ، وكالعادة الكهرباء مقطوعة ، جرس الهاتف ينبئ أن هنالك خبرا عن حامد الذي لم يعد بعد ، امسكت الهاتف بقلق وبدون تركيز ...
- السلام عليكم ..
- أجل ، أنا زوجته !
- بربك ماذا تقول ؟؟ لا فالكهرباء مقطوعة عندنا وصوت مولدة الكهرباء يمنعني من التركيز ، في أي مستشفى ؟؟ سأحضر فورا ..
2
نهضت بفزع من سريرها ، كان كابوسا إذا .. مررت يدها على الفراش الناعم ، كان باردا .. تنهدت بألم ، ورجعت ذاكرتها لاربعة أشهر مضت حين تلقت مكالمة هاتفيه تطالبها التوجه لمستشفى العاصمة لاستلام جثة زوجها ... هي تذكر أنها بقيت لآخر لحظة تأمل ألا تكون الجثة له .. لكنها تأكدت أنها جثته حين لمحت بألم وجهه البارد وقد غادرته الروح ، أبلغوها أن كلبا ضالا قد عض زوجها من عنقه . ما زالت تذكر كيف تقدم رئيس البلدية منها واعدا أنه سيمسك ذلك الكلب المسعور ويقتله وحين صرخت أنتم من أدخل الكلاب إلينا ، قلتم أنها ستساعد في نشر الأمان لكنها في كل يوم تقتل بريئا لا ذنب له .. أنتم من قتل زوجي .. يومها نظر رئيس البلدية لها بجفاء وقال : لا تعترضي على حكم الله ، الموت حق يا سيدتي ، ثم إن الكلب الذي عض زوجك لم يكن من الكلاب التي أحضرتها البلدية ، أنه كلب محلي ..
بعد أربعة أشهر رغما عنها تضحك... كلب محلي !! ، تنهدت بألم : نعم ، كلب مستورد ، وآخر محلي ... حتى الكلاب أصبحت بدرجات ، لكنها وفي قرارة نفسها تعلم انهم من سلط الكلاب على زوجها الذي كان له صولات وجولات في معارضتهم ومحاولته طرد الكلاب ، لقد وشى به ذو ثقة ، .. حتى الخيانة أصبحت بمستويات !! مسحت دمعها ونهضت لتتفقد الأولاد ...
- كريم ؟؟ ماذا تفعل على النافذة يا ولدي ؟؟ - اقتربت منه ، كان يبكي – ما بالك كريم ؟؟ أرأيت حلما ضايقك ؟؟
- لا ، ولكن أبي تأخر يا أمي .. قال انه ذاهب ليحضر القمر لكنه لم يعد ..
قشعريرة باردة سرت في أوصالها . ابتسمت لصغيرها وطمأنته : سيعود يا حبيبي ... قريبا سيعود
نظر الصغير لها متشككا وقال : حين يغيب القمر من السماء سيعود بابا ولكنه لن يغيب .. أمي ، إن كلمك ابي بالهاتف أخبريه أن يعود فاني بأشد الشوق اليه، قولي له أني ما عدت أريد القمر .. لاني ما عدت أخشى ظلمة غرفتي ونوره يملأ السماء التي تعلو سقفها يا أمي .. دعيه يعود ، لم اعد اخش شيئا بعده الا الظلمة ...
حضنته بقوة ، نظرت للقمر في السماء ، ودق قلبها ، سيسرق نور القمر يوما ما ، فماذا تجيب ولدها حين لا يعود والده ولا يظهر القمر ؟؟؟ حينها ستكون الظلمة والوحدة والكلاب ... ورغما عنها أجهشت بالبكاء ..
إيناس الطاهر
14/04/2007, 11:38 AM
قريتي والخوف
لم أكن انتظر طيفه حين مر غريبا ... لأول مرة يأتي قريتنا زائر ... جلس بجانبي وقال ... أنت سكان هنا ؟؟؟
- نعم سيدي هل من خدمة ؟؟
- أرجوك ، هل لي بشربة ماء
- تفضل ... - وبعد أن شرب سألته : هل جئت ضيفا أم ساكنا أم باحثا عن أحد؟؟؟
- بل جئت قاتلا !!! - قالها وضحك -
- قاتل ؟؟؟ من أنت سيدي ؟؟؟
- أنا رسول ما عليه إلا البلاغ ... جئت من بعيد لترحل معي روح مائة من أهل قريتك ... أنفث المرض فيهم فيموتوا من لحظتهم
قالها ومعالم الجدية واضحة عليه ... شهقت وقلت له : رسول مَن أيها الغريب ؟؟؟؟ أصدقا ما تقول ؟؟؟
نهض ونفض الغبار عن ثوبه المخملي الأسود ... همس بجدية : رسول المرض الذي سيموت منه مائة من قريتك .. ابق خارج القرية حتى الغروب ... أراك على خير ...
هممت بالحديث لكنه كان قد اختفى ، لجم لساني و قلب حالي وتبعثرت أفكاري ... رسول المرض !! ... لا لا ... لابد أني كنت أتخيل ... يا رب ... مالي وعقلي ... أينكي يا غنماتي ؟؟ ...
أفلت الشمس و عدت قريتي وخوف يعتريني ... ما أن دخلت حتى بدأت الأصوات والنواح تقرع طبلة أذني ... أحد الشيوخ مر من أمامي مستعجلا
- يا عم ... يا عم - ناديته - ... ماذا هناك؟؟؟
- إنها اللعنة ... اهرب يا ولدي وانفذ بجلدك ...
- ماذا حدث ... خبرني !!
- ألف من سكان القرية ماتوا ...
- ألف ؟؟؟ وكل قريتنا لا تزيد عن ألفين شخص ؟؟؟ نصف القرية ؟؟؟ لكنه قال مائة ....
- ماذا تهذي يا ولدي ؟؟
- كيف ماتوا يا عم ؟؟؟
- لا ادري ... الكل يهرب ، اهرب يا ابني ، اهرب
عشر سنوات مرت ... ولم يبق غيري في قريتنا وغنماني ... عشر سنوات ولم تخطو قريتنا قدم ... أسموها القرية المشؤومة .. الكل يخشى دخولها ... فالموت حدث ولا سبب له ...
بينما مزماري يعزف اللحن الحزين ... سمعته يهمس لي : أما زلت قابعا في ذات المكان ؟؟؟
وحين التفت له ... كان هو بذاته ، رسول المرض !! ، بحاله وشحمه ، لم يتغير به شئ . نهضت بفزع وقلت له : ماذا فعلت ؟؟؟ أنصف القرية تقتل ... ما بالك يا رجل ؟؟؟ كيف فعلتها وجعلتها دمارا ...؟؟؟؟
تنهد وقال ... من المرض ... والله ما مات إلا مائة كما وقد أخبرتك..
- بل ألف يا سيدي
- مائة أيها الطيب ... مائة وحسب ...
والتسعمائة الباقون كيف ماتوا؟؟؟
- رحلت أرواحهم – ببرود -
- إذا ... ليسوا مائة !
- من المرض مائة يا ولدي
- و الباقون ؟؟؟
- مائة من المرض يا ولدي ... ولكن الباقون ... للأسف ماتوا ... ولكن ... كحال البشر ... ماتوا
- من ماذا ...
نظر للسماء ... ثم حدق في عيني وقال بعمق ... من الخوف ... الخوف ...
ثم اختفى ... اختفى ولم يبق غير الصدى
مائة ماتوا من المرض ... والتسعمائة الباقون ماتوا من الخوف
والتسعمائة الباقون ماتوا من الخوف
ماتوا من الخوف
من الخوف
الخوف
الخوف
الخوف
إيناس الطاهر
14/04/2007, 11:38 AM
وحيدة الوحيدة
لم اكن ادقق النظر كثيرا لخيالي في المرآة ، نظرة اعتيادية قد لا ألمح بها تفاصيل صورتي !، استقل سيارتي ، اصل المكتب ، اجلس خلف مقعدي وأكبس زر تشغيل حاسوبي منتظرة فنجان القهوة ... تدخل وحيدة ، تلقي السلام بصوت أكاد أتبينه وكأنها ترميه لنفسها ، تبدأ حملة التنظيف ، تمسح المكتب وتفرغ سلة المهملات ، تفتح النوافذ في ديناميكية روتينية ذات وقع اعتيادي ... ثم تخرج ، هكذا عرفتها منذ عامين ، امرأة لا تعرف الابتسامة طريقا لشفتيها!!
خبرتني إحدى الزميلات أن وحيدة لقيطة ؟؟ ربتها الدولة و أسمتها وحيدة ، علمت أنها قد تجاوزت الثانية والأربعين ، لم تتزوج بعد ، طبعا ، هل يتزوج أحد لقيطة !!!!
حين تنظر لعيني وحيدة الغائرتين تشعر كم هي وحيدة !، وترى كم بكت تلك المقل !! ، أما إن حاكى الزمان تجاعيد وجهها لنطق بأسى كم تركت تجارب الحت و التعرية في وجه وحيدة من أخاديد وتلال !! دهر هي ، وما يزيد هذه المرأة غموضا صمتها القاتل ، كم أشعر بالأسى على وحيدة !! وكم أتمنى أن امسح دمعها بيدي ، لو تقبلني أختا لها ، فقط ، لاسعد قلبها ،!.
عدت من السوق ذات مساء متوجهة لبيتي حين لمحتها تخرج من أحد الزقاق حاملة أكياسا كثيرة كبيرة ، تابعتها بنظري حتى دخلت شارعا ضيقا ، لا ادر لم أوقفت السيارة وتتبعت خطاها ، كانت تسير بخطا متثاقلة من حملها ، توقفت للحظات تجمع أنفاسها المبعثرة من تعب الطريق ، وأنا ارقبها من بعيد دون أن ادري ما دافعي لملاحقتها ، كم اشعر بالألم على وحيدة ، دوما اشعر بالألم عليها ، واشعر أنها تشعر بتعاطفي معها لكنها تتجاهله دوما ، بل تحاول الابتعاد كلما حاولت الاقتراب !!! مسكينة وحيدة ، ربما تظن أنها اقل من البشر ، ربما كونها لقيطة افقدها ثقتها بنفسها !! . خرجت من حلقة أفكاري حين رأيتها تدخل ساحة كبيرة معلق على بوابتها يافطة كبيرة لم أتبينها ، قطعت الشارع على عجل وسرت أمام سور حديدي مرتفع يحيط بتلك الساحة ، توقفت ونظرت من خلاله و عجبا رأيت ، أطفالا يتركون امرأة معهم ، و يجرون نحو وحيدة المقبلة عليهم ، يلتفون حولها بشوق ، تقبلهم وتخرج ألعابا كثيرة من الأكياس ... لاول مرة اسمع صوت ضحكات متتابعة تخرج من قلب وحيدة ، لاول مرة تذوب كتلة الجليد المتراكمة على جبهتها ، تنادي بعلو حسها : هيا نلعب الغميضة !!! لاول مرة اسمع صوتها عاليا ، صوتا ناعما ، طفوليا ، كانت امرأة أخرى غير وحيدة التي استملكت مشاعر العطف داخلي .. امرأة تمنح العطف لا تحتاجه ، كريمة ، ثرية النفس والروح
و لاول مرة اكتشف أن وحيدة اسم بلا مسمى ، وأنني أنا طيلة الفترة السابقة من كانت الوحيدة !!!
إيناس الطاهر
14/04/2007, 11:39 AM
يوميات مهزوم
لم يكن جديدا علي استقبال الفشل على عتبة حياتي ، انه الصديق الذي لا يفارقني بإخلاصه والتزامه معي ... يدعونني المتشائم ولا ادر أفي دنيانا حقا ما يدعو للتفاؤل ؟؟!!...
جلست في غرفتي أكتب كلمات يسميها الفاشلون ( عبارات دمار ) ، فتأخذني أمور وتعيدني أخرى ، لم يكن بالمنزل حينها سوانا ، أنا و فرخ يخص أخي الصغير ... بدأت أراقب حركاته الكثيرة والمتزايدة ، كان يحاول جاهدا الخروج من القفص .. للحظة باتت عيناي تراقبانه في جيئته ورواحه ، في قفزاته و صوته .. أذناي تستمعان لصوته المرتفع ، ليبدأ شئ ما يتحرك بداخلي ، شعور غريب ملئ بالغضب !! بالألم ! ، بالذكريات المرة وحطام شخصيتي المبعثرة ، حركة الفرخ جعلت روحي تختنق من الداخل ، هناك شئ يلجم صدري ، صوته بدا يضايقني ولم اكن اهتم لصوته قبل اليوم !! بدأت أرى في صغر حجمه وبساطة تفكيره عظم همي وتعقيد حياتي !! ، في منقاره الصغير الجائع رأيت لاول مرة نهم الحياة وشره ساكنيها ... تحركت نحوه ، امسكته بيميني ورفعته من قفصه .. للأعلى ، للأعلى ، ثم ألقيت به بقوة إلى الأرض ... لم يمت .. زاد صراخه ، كأنه يهاجمني ، يعاندني ، ثارت نفسي وتوترت أعصابي .. الصغير يزف الي خبر فشلي ليؤرق روحي المرهقة ، اصطكت أسناني ببعضها غضبا وقهرا و ألما ، ولم اعد أرى في الفرخ إلا بقايا حطامي و مرار حياتي ، فامتدت يدي الثائرة إلى عنقه الدقيق و أغمضت عيناي ، لا هربا وانما غيظا ، وشددت على عنقه بأصابعي ، شددت ، وشددت ، فتحت عيناي .. رايته يفتح منقاره ، يخرج لسانه وصوته معقود بصدره ، حينها .. راحة غريبة سرت في جسدي وأنا أراه غير قادر على مقاومتي !، ومجاراة قوتي ... و تبدأ أصابعي من جديد تضيق الخناق عليه ، تقيده ، تقيده بشدة ... وكلما ضاق محيط استدارة أصابعي توسع فرج خفيف في صدري إلى أن أفقت من نشوتي لاراه مستسلما لي ،، رعشة باردة أحاطت جسدي ... أي شئ فعلت ؟؟ أي ذنب ارتكبت ؟؟ أي جريمة قد اقترفت ؟؟ لم اقصد ذلك .. لم اقصد موته .. أردت أن اقتل شئ يقتلني لا أن اقتله هو ... نظرت له ، وهو بين راحتيّ .. كان يتنفس بسرعة وبلا حراك ..
بدأ شاهدي يدلك صدره برقه وكأنني أقوم بعملية إحياء القلب كما يفعل الأطباء ... بدأ لسان حالي يطلق سيلا من الاعتذارات ... ودموعي تغسل بشاعة ما فعلت .. ربما انه لا قانون بدنيانا سيحاسب جريمتي لكن شيئا داخلي يرفض قتل طائر .. شئ داخلي يقول أني الآن بت مجرما ...
بدا يفيق من غيبوبة شعرتها صعبه .. حدقت بعينيه المتعبتين .. وشعرت كأنه فهم ندمي بل ظننته يكرهني ... أسينتقم مني ؟؟ انتقام ؟؟ رميته بسرعة ، و تنقلت في أركان المنزل ، عدت لاطمئن عليه بعد أن غسلت يدي التي خنقت عنقه ، وكأني اهرب من ذنبي بغسل خطيئتي .. كان يجري أمامي وكأن شيئا ما كان !! بل وكأنه كان كابوسا .. رغم سعادتي بعدم موته إلا أن الألم اكتنفني لاني رأيت ضعفي .. وشعرت أن الدنيا تتحداني لتهزمني .. بت مهزوما حتى من فرخ لا يزن إلا بضع غرامات ...
إيناس الطاهر
14/04/2007, 11:40 AM
لحن العودة
خلف تلك التلة قبعت قريته التي هجرها منذ سنين ... مترددا بين المضي للأمام أو الرجوع ... حمل حقيبة ذكرياته المهترئة فتحها ليطمئن على رغيفي الخبز الساخنين ، فقد وهبه إياها صاحب القرية التي كان يعمل بها .... اغلق بقايا الحقيبة ، شدّ على مزماره وقرر المضي للأمام ...
حين عبر التلة لاحظ كم ظلمة سماء أرضه ، وصداَ غير مفهوم يزرع بالنفس قشعريرة باردة ... أيستمر ؟؟؟ لا يدري ، أغمض عينيه وسلم نفسه لدولاب القدر ، الذي دار به وقذفه أمام أرجوحة خشبية حاول هو تجاهلها لكنها أغلقت كل الطرق ولم يعد غير ركوبها وسيلة للدخول ، وهذا ما فعله ركبها ... هزها برقة ... استدارت به نصف دورة وعلت للأمام أعلى و أعلى ليرى أمامه صحراء قاحلة وخيالات كأنها أعمدة !!! وحين هوت ، هوى قلبه معها .. تراجعت للخلف عالية فرأى سماء ملبدة بالغيوم العقيم التي لا تطرح مطر ... ورجعت الأرجوحة تهوي فاغمض عينيه جفلا ليشعر انه طائر في السماء ... شد على مزماره وضم حقيبته بقوة .... وسقط ...
فتح عينيه ليجد نفسه أمام تلك الخيالات التي ظنها أول الأمر أعمدة ، وها هي أمامه أجساد مزروعة بالأرض ، أكل الزمان عليها وشرب ... حاول نشلها من التراب فابت الا البقاء ، لقد تحولت أقدامها إلى جذور ... تركها ومضى
دخل شارع الأحرار ... ذلك الشارع الذي يذكر انه ما جلس فيه ذات يوم ... ها هو يدخله الآن ... شارعا ميتا لا حياة فيه ،
- لما عدت ؟؟
انه صوت حارس الشارع ، همس لنفسه ، ما يزال حيا إذا ؟ ، المهم أنى عدت – أجاب ومضى متعثرا بالرمال .. ورأى بين البيوت المهملة مكانا مفتوحا ، اقترب منه تأمله ، ورغما عنه انطلقت ضحكات باردة مستهجنة ..
- فيم الضحك يا ولدي ؟؟
- أنت ... أنت إسكافي ؟؟!
- ما تراه !
- لكنك حافي القدمين !
- وهل لنفسي اعمل ؟
- وهم !! أقدامهم بالأرض مغروسة ؟؟
- وهل هم من اعمل لهم ؟؟
- إذا لمن تعمل ؟؟
- للزوابع !
- الزوابع ؟؟؟
- الزوابع تأتى و تطلب الإتاوة ، إن لم تجد أي شئ ستجرف الأرض إلى البعيد
- لكنها رمال جافة لا تغني ولا تسمن من جوع
- لو ذهبت فأين تغرس الأقدام ؟؟
- ولماذا تغرس ؟؟؟
- ومن أين يشربون إن لم تغرس الأقدام ؟؟ ومن أين يأكلون يا ولدي ؟؟؟
- من ارض جوفها خاو ؟؟ ومن غيوم رحمها كالطبل فارغ ؟؟؟
- بل من أمل بذرته ستنضج ذات نهار ، ومن ليل فجره خارج ،
- لقد هزلت الأجساد وهي تنتظر
- ونضجت معها العقول .
- سيموتون ؟!
- وتبقى يا ولدي الجذور راسخة في الأرض ... تمنع الزوابع وأنا معها
عرف أن النقاش بات عقيما ... حمل حقيبته ومزماره واستدار
- أترحل ؟؟؟ ،سألته نفسه
- لم يعد لي مكان
- لا يمكنك أن تغير الطريق ، قد نويت الرجوع
- ظننتها جنة كما كانت
- رحيلك ورحيل أقرانك جعلها جدباء ، والزوابع أرهقتها بالإتاوات
- وماذا افعل وحدي هنا ؟؟
- ثبت جذورك
- أي حماقة تلك ، الكل يثبت الجذور خشية على التراب من الذهاب ... ما فائدة التراب ولا أجساد ، لا أرواح ، لا عمار ...
- ستحيا الجذور
- لقد جعت .... فتح حقيبته ، خانه حظه ، جفّ الرغيفان ... بل يبسا ، أما آن لك يا مزماري البكاء ؟؟ عزف ، وعزف ، لكنه لم يسمع أي لحن ... الكل حمقى والكل أغبياء .. قال ذلك والرحيل نيته ، هذه المرة خانه قلبه ، توقف ، نظر للأرض ... وامسك الرغيفين ... جعلهما فتاتا ونثره على الأرض ..
- يا حارس القرية ، نادى ، أنا ذاهب لاجمع من رحل ... المهاجرون سيعودون بالفؤوس ... وسنحيي الجذور وننقذ الأجساد ... يا حارس القرية ، قل للإسكافي أن يخلق أحذية للأجساد لا الزوابع ... وبمزماري سأجمعهم ومعي يعودون ...
امسك مزماره وبنيّته الجديدة عزف لحن العودة ... انفرجت أسارير السماء و حبلت الغيوم ... صوت المزمار ضعيف
ناداه الحارس : احضر الراحلين ... عودوا بالمزامير ... فقد تلد الغيوم ... وقد تمتزج الرمال بروح الدماء ...
مضى خارجا ليعود ، ولحن مزماره يجمع الأشلاء المشتتة ليوم التلاقي
إيناس الطاهر
14/04/2007, 11:41 AM
كش ملك
لم تكن رقعة الشطرنج بيني وبينه إلا ساحة حرب ،أو هكذا أريدها أنا أن تكون ، جاءنا ضيفا ، ثم استوطن وبتنا الضيوف ، بات الابن المدلل وما كان يوما ابنا للإله! لم اكن لأعترض ، ولكن نيرانا عظيمة تستفيق في حجرات قلبي الأربع باكرا ، توقد نفسها مع حطب صبري وقهري وكيدي ، وما زاد جنوني ونقمتي عليه انه ملك كل شئ ، كل شئ حتى رقعة الشطرنج خاصتي!.
مساء كل يوم أتحداه في نزال شطرنجيّ ... له المملكة البيضاء ولي السوداء، دائما الأبيض له والحصة السوداء لي !!! فـ يبدأ ، وأبدأ ، يلعب ، فـ ألعب بـ حماس أكبر... سأغلبه ، سأنتصر ، و ، و ، و ، ينظر ببرود لـ دماء التحدي تغلي في بؤبؤ عينيّ فيبتسم ، ثم يحمل فيله بخفة دون استثقال ، يجعله يعبر حدّه الأبيض ليستقر في أملاكي ...
دورك ، هكذا الرقعة تقول ، لا أجد غير القلعة لاحتمي بها . دوره ، هكذا أعلمته الرقعة ... بهدوء يمرر فيله الآخر في المسار الأسود . يا ربي ماذا افعل ؟؟ أحدق في رقعتي ، لن ينقذني إلا وزيري ، هوب ، أكلت أحد رعاياه ، يبتسم ... لا يهمه أن يقتل رعاياي وكأنه يستعلي بذاته ، ثم يبدأ لعبته المعهودة ، الحصان !!! ...
كم يهوى اللعب بالحصان وهو الذي عشق لعبة الظل وراء الجدار ! تبدأ معركتي باستخدام فنون الحرب ، وهو ،، بخفة يمتطي حصانه ويقود الآخر ... خطوة ، اثنتين ، حركة ، فأخرى ، يرتفع ضغطي .... ثم
( كش ملك )
وأخرج خاسرا ، مشكلتي أني دوما اخرج خاسرا بنفس حركاته . يمارسها بخفة حتى حفظتها ، ويفوز هو بها !!! ، وحين تبادلنا الأدوار مرة وكانت اليتيمة قمت بما قام به دون تغيير ، بالحركة الواحدة ، ورغم أنني اقتربت من خط الوسط ، اقتربت من اقتحام أرضه ولم اكن يوما لأتعدى حدوده ، إلا أن اللعبة انتهت على صوته ، باستفزاز
( كش ملك )
علمت انه سيغيب ثلاثة أيام ... فرحت ، هاأنذا ابن الأرض أخيرا ، ليته لا يعود ، ما أجمل الحرية !، عشت يومي الأول ملكا ورأيتني أكيد له حتى أحتجزه ! ، ويومي الثاني كان سعيدا ، خاصة وأن خيالي جعله مقيدا لأمر رحمتي !! ، أما يومي الثالث فقد كان مصلوبا فيه والطير غاديات رائحات ينهشن جسده !! أو هكذا طاب لي الخيال أن أراه ؟؟!! ...
لماذا اقبل وجوده في بيتي ؟؟؟ لماذا أرضى استحواذه على قلوب أهلي ؟؟ ألا يمكنني أن أقول لا ؟؟؟ حسنا قد صلبته في خيالي ، و سألاعبه الشطرنج أيضا، سأتخيله موجودا ، ألعب مكانه ، و ألعب لنفسي ، فان غلبته سأطرده غدا، وإلا فليبقى قلت ذلك في نفسي وخلايا دماغي تعمل بسرعة ، و السعادة بادية على خيالي ، فطبعا لن اجعلني أفوز علي .
- ههههه – ما أروعها من فكرة ، نعم لن اجعلني أفوز علي ، تراقصت أسارير قلبي ، وأنا ادخل غرفته ، التي كانت ذات يوم معبدي وسكوني ، وملجأ وحدتي ، أخذها وباتت غرفته ، بحثت بين أغراضها ، هاهي لوحة الشطرنج ، همست في زواياها ، ألم تشتاقي لصاحبك القديم ؟؟ قد اشتاق إليك ؟؟ هيا ساعديني لنعود لبعض ، رتبت جنوده ، مستشاريه ، وبقي ملكه .. حملته برقة وقبلت رأسه هامسا : " اليوم يا حبيبي ستموت " – قلتها وكأني فعلا انوي القيام بجريمة – رتبت جنودي و أحبتي . وكالعادة جعلت الأبيض له والأسود لي ... وبدأت به وتابعت لي ... وحركت له ، وجاوبت عني . و اندمجت باللعبة ، بتّ أحرك أحجاره كما كان يفعل ، بهدوء ، بحذر ، ببسمة صفراوية ، و أحرك أحجاري بعصبيتي وقهري ورفضي الصامت ، انقل فيله بخفة ، واهرّب مليكي خلف القلعة بقلق ، وجدتني أتناقض مع ذاتي رغما !!
لن ادعه ينتصر ، فملكي ( وحسب قناعاتي ) صاحب الرقعة قبل اللعب وبعده ، ومهما كانت النتائج ، فأنا ، أنا مالك البيت وصاحب الرقعة منذ الأزل !! ...
هيا ، أيها الفيل الأخرق عد مكانك ... أرجعت فيله ، اعلم انه ما كان ليفعلها ولكني فعلتها ، وفوق هذا قابلت وزيرة بأحد جنودي فالتهمه بنهم وجوع ، مسكين ذاك الجندي ! ، لم يحلم بوجبة دسمة على أرضه فكيف وقد التهم الوزير ؟! أعلم أنني لست عادلا ، ولكن علي طرده ، هكذا همس إبليسي في أذني ، و ربما هكذا همست الأنانية في ذاتي ، وحصانه ، اينك يا حصانه ؟؟؟؟ .. خطوتين للأمام وحركة لطيفة لليسار لان وزيري غاضب ويريد دوس حصان الفارس ... وحين اقترب من بيت العنكبوت تمرغ بين شباكه ضحية غافلة ؟!
– بطل أنا ، هههه – بشّر عجيب أقولها ، و الآن وزيري على بعد خطوات من مستنقع عدوي الحقير ، وجواداي يقبعان ليثان هادئان مهددان ، وأول مرة اخترق أجهزة الإنذار وادخل قصره العاجي ، بل مستوطنته الكبرى ، بعد قليل سأقولها ، نعم ... خطوة ، فأخرى ، أحرك له و أحرك لي ، و الآن سأقولها....
ويلجم لساني قبل قولها ، أين الملك ، أين ملك رقعته ، أينك يا سليمانه ؟كل حاشيتي على أرضه تحيط ببقايا رعاياه ، ولكن أين الملك ؟؟! ، واستيقظت على مفاجئة لم اكن قد تنبهت لها ، فعلى رقعتي وفي نصفي الذي املك و دون قصد مني ، ودون انتباه ، كان ملكه قد احتل مكان شاهي الملقى خارجا ، ولأول مرة يفوز دون جهد منه ، لأكون سبب خسارتي ، ودون أن يستفزني صوته
( كش ملك )
إيناس الطاهر
17/04/2007, 01:53 PM
نصيحة لـ متزوجة
كنت في محاضرتي ... لم يدخل الأستاذ بعد أرتب أوراقي حين انتبهت لزميلة تشكو زوجها لأخرى ... وتبدأ تلك الفذة بشرح حماقات لما يجب أن يكون ... حاولت عدم الاستماع ، لكن صوتهن أصرّ على دخول حجرات أذني من الأذن الخارجية ولج إلى الوسطى ليقتحم جدران دماغي الذي أنبئني أن هنالك بيتا وعن قريب سيضاف لبيوت دمرها زلزال النصائح الجاهلة ... أخرجت قرطاسيتي التي لا تفارق حقيبتي وكتبت ..
هل أنت متزوجة ؟؟؟؟
إذا خذي هذه النصيحة لدوام حالك واستمرار راحتك ...
لا تعط زوجك اكثر مما يستحق ... نعم
الرجال طماعون ... وان اعتادوا الكرم الفوه ، ثم استقلوه ثم قالوا هل من مزيد ؟؟؟!!!!
صدقيني ...
لا تجعلي في جيبه إلا مصروف يومه
وان حدث
وزاد الله في الخير له
اطلبي
تطلبي
وارغبي ولا تحرمي ذاتك .... فالرجال أنانيون لأنفسهم ، كرماء على نساء غيرهم بخلاء على أهل دارهم ...
أتعاني من أن زوجك يعشق الجمال ؟؟؟ ....
اعمي له عينيه ...
اعصبيهما على عجل ...
و اقطريهما بظلمة الأنين .....
أيعشق جمال الصوت فيشتهيه ؟؟؟ ....
إذا من السمع سيدتي احرميه ...
ولغيرك لا ينظر ، فلا تجعليه يستنظر ...
إن جاءك مادحا جمالك فاعلمي أن خلفه مطلبا ....
استبردي ...
لا تترددي ...
لا تنتظري مديحه فتدمنيه ....
دوما أطفئي عطشه بالعلقم ... وهل يحق للرجال غيره ...؟؟؟!!!
لا تتزيني .... وما حاجتك للزينة أمامه؟؟؟
لست عبدة له ..
بل اجعليه عبد رغباتك ....
املكي منه ما استطعت وكلما استطعت ....
سيدتي تلك نصيحتي ... لا تريه ما احب ... واجعليه يحب ما تريدين له أن يحب
وإذا في يوم ما ،، جاءك عاشقا سواك ....
أو ممسكا بذراعه امرأة أخرى ،،، لا تلطمي .....
لا تلعني .....
لا تقولي أنى السبب !!
و أن نصحي كان عجب
و أنني أضعت من حياتك زوجا ذهب ...
فلم اطلب منك أن تسمعي
و لا أمرت أن تطبقي
و لا انتظرت منك تنفيذ النصيحة
فقط نصحت
و رأيي قلت !!
آه ... صحيح ...
لا تستغربي ذات يوم ، أن يدخل وفي ذراعه امرأة أخرى اسماها زوجه
و باتت تشارككِ سيدتي نفسه
لا تلطمي سيدتي أن تكون حاضنة ذراعه أنا ....
نعم
أنا ...
إيناس الطاهر
17/04/2007, 01:55 PM
1-
الفراشة الصغيرة
لم تتخيل الفراشة الصغيرة أنها ستبتعد عن منزلها هذه المسافة ... همست لصاحبتها ، يجب أن نعود ، أمي نبهتني ألا نخرج من المزرعة .. تعالت ضحكات الرفيقة : جبانة ، اعلم انك جبانة .. هيا .. تعالي سأريكِ زهرة عذبة العطر
حاولت ألا تستجيب لنداء رفيقتها لكنها لا تحب أن يقال عنها جبانة ، انطلقت مع رفيقتها حتى وصلتا لزهرة تفوح منها رائحة طيبة .. تمايلت الفراشة إعجابا برائحة الزهرة ، وتلك الألوان الجميلة التي تزين صفحاتها ، نعم يبدو عسلها طيب الطعم .. نظرت الفراشتان لبعضهما وانطلقتا كصاروخ موجه لقلب النبتة ، وانغمستا بين ثناياها تلتهمان قطع العسل المتناثرة بين زوايا حبيبات الطلع بنهم وشره ... نسيت الفراشة الصغيرة نصيحة أمها : إياك الابتعاد عن حدود المنزل ، إياك الاقتراب مما لا تعرفين أصله .. نسيت كل شئ إلا طعم حبيبات العسل ..
بينما استغرقتا بالتهام طعامهما المفضل سادت السماء ظلمة غريبة .. رفعت الفراشة الصغيرة رأسها بعد أن انبئتها قرون الاستشعار بخطر قريب ، ورأت الكارثة .. أوراق الزهرة ترتفع بهدوء ، هدوء شديد في محاولة لضم فراشتان حسناوان اكتشفتا انهما ضحية فخ نصبته الزهرة لهما لتكونا وليمة دسمة لمعدة جائعة !!
حاولتا التملص لكن الأوراق تضيّق الخناق عليهما حتى بات الموت وشيكا .. بدأ الاستسلام يدب فيهما إلى أن مُدّت ورقة صغيرة في قلب الزهرة تمسكتا بها جيدا لتنقلهما لجانب بعيد عن الخطر .. بتعب نظرت الفراشة الصغيرة لمنقذها ، كانت أمها ، ابتسمت بتعب شاكرة ، كان آخر ما سمعته من أمها : خبرتني جاراتي الفراشات أنكما ذهبتما باتجاه آكلة الحشرات ، فلحقتكما .. باتت تستسلم للنوم ولسانها يردد بثقل : أخر مرة يا أمي .. آخر مرة
2-
يوم سئ في ذاكرة عمار
عمار صبي في التاسعة من العمر ، مرتب ومنظم ، يستيقظ كل صباح ، يصلي الفجر ، ويتناول إفطاره وكأس الحليب الدافئ ويرتدي ثياب المدرسة ثم يتناول حقيبة الدراسة التي اعد برنامجها في الليلة السابقة ويذهب للمدرسة .. وهو طالب مجتهد ، يحل واجباته المدرسية ، ويحضر دروسه ، ويحرص على زيارة المكتبة العامة آخر الأسبوع واستعارة كتب تساعده في زيادة مداركه ومعرفته .عمار صبي ذكي يتقن لعبة الشطرنج ويفوز على أقرانه فيها ، وهو حارس مرمى ماهر أيضا ، قادر على صد أقوى الركلات حتى تلك التي تضربها قدم همام قلب هجوم المدرسة المنافسة لهم ...
ذات يوم يحضر أبو عمار حاسوبا للبيت مكافأة لولده الذكي لانه تفوق في دراسته ، وشبك الجهاز على ( الإنترنت ) وسمح لعمار باستخدام الجهاز ساعة يوميا بعد أن ينهي دراسته ، فرح عمار بهدية والده ، وكان يتمتع باللعب على الجهاز أوقات فراغه
سافر والد عمار إلى العاصمة لينهي بعض الأعمال المتراكمة وخبر العائلة انه سيتغيب تلك الليلة عن البيت ، في ذلك اليوم شغل عمار جهاز الحاسوب بعد أن عاد من المدرسة وشبك على ( الإنترنت ) بعد أن خبر والدته انه سيبحث عن موضوع لمادة العلوم ، وبدأ بتحميل برامج العاب قدم له صديقه روابطها .. يحمّل اللعبة ، ينزلها على الجهاز ويبدأ اللعب .. ساعة ، فأخرى .. وينتصف الليل وعمار جالس خلف الحاسوب
إنها السابعة إلا ربع ، استيقظ عمار هلعا ، لقد تأخر ، ارتدى ملابس المدرسة ، وخرج قبل أن يصلي الفجر ، ودون أن يغسل وجهه ، وركب باص المدرسة ، حين وصلها دخل صفه ، كم يشعر بالنعاس ، الأستاذ يشرح ، لكن عمار لا يفقه شيئا ، يتثاءب بكسل .. ما أجمل النوم – يهمس لنفسه - ، يفيق على صوت الأستاذ ، هيا يا أولادي اخرجوا الواجب .
الواجب ؟! أخ نسيت ... يقولها عمار في نفسه .. يتنبه الأستاذ للفتى فيقول له : عمار ، هل هناك شئ ؟؟
لالالالا يا أستاذ فقط ابحث عن دفتري ، فتح حقيبته ، فتش بين الكتب .. يا ويلي إنها حقيبة أختي لميس !!! لقد أخذ حقيبة أخته بالخطأ
الأستاذ يقول : من لم يقم بحل الواجب فليخرج عندي
لم يتقدم نحو الأستاذ إلا عمار .. نظر الأستاذ للفتى المجتهد باستنكار .. وبدل أن يوبخه انطلقت منه ضحكة كبيرة طويلة ، ما لبثت أن شاركتها ضحكات بقية الصف ... كلهم ينظرون لعمار ويضحكون ... نظر بهم متشككا ثم تأمل قميصه ، لا شئ خطأ ، بنطاله ، انه مكوي نظيف ، قدماه ... يا الهي ، ما هذا ؟؟ لقد نسي عمار ارتداء نعليه .. غصة متألمة في حلقه وعيناه تحبسان دمعهما بحرقة ، يشعر بالخزي .. لن يتأخر في السهر مرة أخرى ، سينظم وقته .. كم يتمنى لو كان يحلم
3-
التفاحة الأنانية
كانت شجرة التفاح تتمايل مع مداعبة النسيم لأوراقها طربا .. إنها فخورة بحبات التفاح الأحمر التي تزينها كنجوم خجلى ... تنظر لجارتها الزيتونة وتقول بغرور : انظري لي أنا أكثر شبابا منكِ ، أوراقي تتجدد كل عام ليس كأوراقكِ العتيقة التي لا تقبل السقوط في الخريف ولا ترضى التجدد في الربيع .. انظري لثمري انه احمر اللون ، يزين أغصاني ، تشتهيه عين الناظر ، لا كثمرك الصغير الحجم ، مرّ الطعم .. واستمرت تضايق جارتها بكلماتها الجارحة .. اقتربت شاة صغيرة جائعة من التفاحة وطلبت منها بعض الأوراق علها تطفئ صراخ معدتها الجائع .. ثارت التفاحة وصرخت بالشاة المسكينة التي استدارت تريد الذهاب ، نادتها الزيتونة العجوز ، وقدمت لها بعض الوريقات الطرية قائلة : لا تغضبي من التفاحة ، ما تزال صغيرة .. أكلت الشاة الأوراق وشكرت الزيتونة وانطلقت مبتعدة ..
بعد ساعة تقدم مجموعة من الصبية من شجرة التفاح ، قال أحدهم : تبدو الثمرات لذيذة الطعم ، فلنقطف بعض الثمر نأكله ، سمعت الشجرة كلامهم فأبت إسقاط بعض الثمر .. ضمت أغصانها وخبأت الثمرات بين الأغصان والورق .. وكلما حاولت يد أحد الصبية قطف تفاحة منعته الأغصان المتراصة .. غضب الفتية وقال أحدهم : هذه الشجرة بخيلة العطاء أنانية النفس ، كأنها لا تريد إطعامنا من ثمرها .. نظر الفتية لبعضهم وغابوا عن النظر .. تمايلت شجرة التفاح وقالت بفخر : لا أحد يجرؤ على إرغامي على مالا أريد . نظرت الزيتونة العجوز لها بألم ولم تتفوه بكلمة .. لحظات قليلة ويعود الصبية فتعود لتخفي ثمارها بين الغصون ..
يتوقف الصبية تحت ظلها ويخرج بعضهم مجموعة من الحجارة ، بينما كان يحمل الآخرين عصي طويلة ويبدءون بضرب شجرة التفاح فتتساقط الثمرات على الأرض ومعها غصون غضة تحمل أوراقا جميلة .. لحظات صغيرة ويعود كل شئ لحاله وتتضح الصورة ، شجرة محطمة ، مكسرة الغصون ، لا ثمر عليها ولا أوراق ، بدأت شجرة التفاح بالبكاء .. هزت الزيتونة العجوز أغصانها وقالت بألم ، لو فاضت نفسك بحب الخير ، لما حدث لك ما حدث .. أنت من اختار وعليك تحمل نتيجة أنانيتك في الاختيار ....
إيناس الطاهر
17/04/2007, 01:59 PM
بعد الانتظار ...
قال نعم بعد طول رجاء .... تستطيعين الذهاب في هذه الرحلة ، بشرط أن تكون الرحلة الأولى والأخيرة ، قبلته بفرح موافقة ... حملت سعادتها على راحتيها الصغيرتين مع ورقة كتب موافقته عليها ...
كانت هذه أول رحلة مدرسية تقوم بها منذ دراستها ، هي الآن في المرحلة الثانوية وهذه الرحلة بمثابة وداع الصحبة قبل الافتراق ، لقد قاتلت باستماتة ليقبل والدها هذه الرحلة .... و أخيرا قال نعم ، أخيراً وافق بشرط أن تكون هذه الرحلة الأخيرة رغم أنها الأولى أيضا ، تبسمت وما الفرق إنها السنة الدراسية الأخيرة.
فرحت صويحباتها لذهابها معهن ، خططن ماذا سيرتدين ؟ ماذا سيحضرن معهن ؟ كم سيأخذن من مال ؟ أين سيجلسن بالباص ؟ حلمن وشاركتهن الأحلام ...
وكان اليوم الموعود ، لم تنم ليلتها تلك ، بقيت تحادث اختها الصغرى النائمة عن كل ما ستقوم به ، في الصباح كانت اول من افاق ، توضأت وصلت ، ذهبت للمطبخ وحضرت بعض الشطائر ، وحين بدأت بارتداء الثياب التي خططت للبسها منذ ايام ، اخبرتها امها ان والدها اختار لها ثياب الرحلة ، نظرت ، يا ربي انها ثياب المدرسة ؟؟؟ أذهب الرحلة بثياب المدرسة ؟؟؟ علمت ان هذا شرط والدها و الا .... اقنعت نفسها – الرحلة ما اريد ، لا شئ اخر ، تعلم ان تنازلها هذا شيئا تكرهه ولكنها لن تلغي رحلتها ، حتى ولو كانت المسألة مسألة مبدأ...
حين همت بالخروج ناولها والدها مصروفها ، اياكِ اللف والدوران ، هكذا البنات في الرحلات .... بلعت غضبها وشك والدها ولاذت بالصمت ، تريد ان تفرح ولن يعكر خوف ابيها فرحتها ، حتى ولو كانت المسألة مسألة مبدأ ....
وصلت مدرستها ، كان رفيقاتها ينتظرنها ، جلسن ، تحادثن ، وصل الباص ، جلسن في المقعد الخلفي كما اتفقن سابقا ، في الثامنة سيتحرك الباص .
الساعة الان الثامنة والربع ، المعلمة المرافقة لم تحضر بعد ، بدأ القلق يسيطر عليهن ، الساعة الآن التاسعة إلا ربع ، صعدت المعلمة المسؤولة الباص وأعربت عن أسفها عن التأخر، تنفسن الصعداء ، طالبنها بالتحرك لتعويض التأخير ، اعتذرت وأخبرتهن أن التربية قد ألغت الرحلة لأسباب تجهلها ، وطمأنتهن ، الفصل القادم سنحاول الحصول على رحلة أخرى ...
تفرقت البنات بعد أوهام وأحلام دامت لحظات ... حزنت معلمتهن على فرحتهن التي لم تتم ، وحين همت بإغلاق المدرسة والمغادرة وجدتها جالسة على الرصيف وراسها محني مكسور.
توجهت نحوها فعرفتها ، جلست جوارها وسألتها ما يبكيها ؟؟
مسحت دموعها وقالت : الرحلة ألغيت !!!
أخبرتها المعلمة ألا تحزن ، الدنيا لن تنتهي اليوم ، الفصل القادم سنحصل على رحلة - هكذا قالت –
وما الفائدة ؟ حدثت نفسها بعد أن نهضت ، هي وحدها من يعرف أنها لن تتمكن من الذهاب إلى أي رحلة أخرى ، في نظر والدها الرحلة قد تمت بغض النظر عن الواقع ، المسألة مسألة مبدأ ، توجهت نحو منزلها وألف ألف دمعة في عينها ، فكيف لمن أبكاه حظه أن يكون نفسه مسعده ؟؟؟
إيناس الطاهر
17/04/2007, 02:00 PM
عائلة فهيم
فهيم أب لعائلة متماسكة ، يعمل ليوفر أسباب العيش الكريم لها ، يطمح بمستقبل مزهر يفوح منه ابن عظيم يخدم مجتمعه ويبني طموحه فيصعد سلم النجاح بقوة ، وابنة تكمّل رسالة ونهجا ، وتمضي للنجاح بخطى ثابتة ... ترك مسؤوليات البيت لزوجته الحنون ، لها تربية الأولاد ، وتعليمهم حقوقهم وواجباتهم ، وعليه هو توفير أساليب النجاح لهؤلاء الأولاد ...
دخل بيته ذات مساء يحمل كدّ الصباح وأوراقا تحتاج لسهر ليل مضني ... كان الصغار في عالم النوم يهنئون ، جالس زوجته واطمئن منها على وضع أطفاله وهل لهم حاجات يريدون من الأب الحاني توفيرها لهم ، جاءه صوتها ، انظر خلفك يا فهيم ، نظر ، فإذا بلوحة كبيرة معلقة على الجدار ... نهض نحوها ، وفاضت بسمة رقيقة ، تلك خاطرة كتبها ولده ، ياله من أديب كبير ، وهذه قصة كتبتها صغيرته ، ما تزال الطفلة مبتدئة ... وهنا نصيحة ، وهناك رسالة شكوى من أحد الأولاد عن أحد اخوته ... وقف أمام اللوحة قرابة الساعة ، وعاد لمكانه قائلا : دعيهم يخرجون ما في جوفهم ، وسأحرص دوما على الاطلاع على تلك اللوحة لأصل لمكنونات أولادي
وهكذا الحال كل يوم ، ولشهور عديدة ، الأبناء يضعون فكرهم ، وهو يتابع بصمت وهدوء وحذر ، ثم يعطي زوجته الرؤوم رأيه واقتراحاته التي تحتاج منها تنفيذا ، إلى أن جاءته ذات مرة ، وبدءا يتحدثان عن حياتهما ، ومستقبل الأولاد
- فهيم ، أينك من أولادك ؟؟؟
- ماذا تقولين ؟؟؟ أنا معهم دوما ، أراقبهم ، ألحظهم ، وأبني أساسات عائلتنا
- أينك من أولادك ؟؟
- بربك ماذا تريدين ؟؟؟
- ألم تفهم يا زوجي العزيز ؟؟
- أفهم ماذا ؟؟
- تلك اللوحة المعلقة على الجدار
- أراها ، وأنت تعلمين حرصي على متابعتها وفهم عقل و فكر أبنائي
- وبعد ؟؟؟
- ماذا أكثر من أن ألبي لهم حاجاتهم ؟؟؟
- قربك منهم يا فهيم !
- قربي أنا ؟؟؟ وهل أنا بعيد عنهم ؟؟؟
- أكثر مما تعتقد .
- هل شرحت ما تريدين زوجتي ؟؟
- أنت وأنا وأولادك ، تكامل لبناء بدأ ليكمل الطريق
- تابعي .
- لكنك بعيد عنهم ، بعيد عن فكرهم ، بعيد عن عقلهم فهيم .
- بربك ، أعلم ما يريدون ، وافهم ما يحتاجون ، والبي دعواتهم ورغباتهم ضمن امكاناتي
- وماذا يعلمون هم عنك ؟؟
- .....
- أقصد ، أنت عرفتهم ، فهمتهم من خلالي ، رأيت عقولهم بواسطتي أنا ، لكنك لم تكن يوما قريبا منهم ، لغتك يا غالي صعبة عليهم ، انهم يجهلونك ، بينك وبينهم حاجز كبير وسور عالٍ لا أنت قادر على النزول منه ولا هم بمستطيعين الصعود اليك ... أولادك يريدون عقلك ، فكرك ، أحلامك ، يريدون استشعار وجودك الروحي بينهم والمعنوي ... أولادك يهابوك ، أرجوك لا تكن مجرد صورة على جدار بيت أنت تبنيه ، بل كن الروح التي تبنى بها أعمدة البيت فهيم
- كيف ألتقيهم خبريني ، مطالب أنا بأمور كثيرة ، لا وقتي يسمح ، ولا امكاناتي تعطيني القدرة على استنطاق عقولهم وقلوبهم ، فكنتِ أنت وسيلتي ، عينك مرآتي ، ولسانك نصائحي ، ماذا أفعل أكثر بربك خبريني ؟؟؟ لماذا تحملين الاب أكثر من قدراته ، لماذا تضعينني المسؤول ، لماذا ألتمس لكم العذر ولا أجد منكم من يلتمسه لي ، همومكم تقتلني ولكن همومي لا تعنيكم ، ماذا أفعل ، قولي لي ماذا أفعل ؟؟
ابتسمت برقة ، وقالت : ألم تفهم للآن ؟؟؟ إنهم يقدرون غيابك ويفهمون صعوبة تواجدك الجسدي بينهم ، انهم يدركون ، ولأجل ذلك وضعوا تلك اللوحة على الحائط ، إن كان صعبا يا زوجي وجودك بينهم ، فضع فكرك في اللوحة ، انبض ودعهم يلمسون نبضك
قالت حروفها وخرجت ، تركته بين أوراقه وعينه ما انفكت تحدق باللوحة .....
إيناس الطاهر
17/04/2007, 02:02 PM
رحلة قلبت مشاعري
لم اكن قد تجاوزت العاشرة من عمري بعد ... لا اذكر تلك الأيام تماما ولكن لي معها ضبابيات بسيطة ومخنوقة ... كنا في رحلتنا لبلد أمي وركبنا الباص متوجهين إلى هناك أنا وامي ... كنت اشعر بالسعادة حين تختصني الحنونة عن بقية اخوتي وتأخذني معها ،، فمن الجميل أن تشعر بأنك الطفل المدلل لعائلتك ... وأنا كنت اعشق أمي ، أهواها بطريقة مجنونة ... لا أذكر أنني فكرت في أوامرها يوما فقد كانت السلطان والحاكم ... واعلم أن كلامها كله صدق ، ألم تعلمني أن من يكذب يكرهه الله ؟؟؟ ومن يكرهه الله يدخله النار ؟؟؟ إذا فلا بد أنها لا تكذب ... اجل لا بد أنها اطهر واصدق امرأة على وجه الأرض ...
رائحة البحر أيقظت عيناي الناعستان فأفقت على وجه أمي تدندن شيئا ، أنا احب تلك الدندنة لان أمي من يقوم بها!! ...
- أوصلنا يا غالية؟؟؟
- اجل حبيبتي ، لحظات ونصل ...
- أتحبين بلدك ماما؟؟؟
- طبعا أليست مكان ولادتي !
- ماما ... حدثيني عنها ...
- صغيرتي رأسي يؤلمني ... فيما بعد
- لماذا يؤلمك ماما ؟؟؟
- هلا صمتي قليلا ، أنت تزعجين المسافرين
صمت على مضض ، فأنا احب الحديث إلى أمي ،،، وصلنا عند دورية للشرطة ،،، يبدو أن هناك مشكلة ما تعم المكان ، أوقفوا الحافلة وطالبونا بالنزول ،،، امسكتني أمي من يدي ودخلت بي استراحة قديمة البناء وجلسنا ... طلبت لي عصيرا ولها قهوة ،، دائما أحببت أن اشرب من فنجان أمي لكنها ترفض هذا وتقول أن الآنسات الحسناوات الصغيرات يصبح لهن شنبا إن هن شربن القهوة ، أتخيل منظري بشنب ،، مضحك !! ،، ولكن ابنة الجيران تشرب قهوة وليس لها شنب ، لا بد أنها ليست جميلة ،،
شربت من العصير وبدأت انظر للناس حولي ، كلهم في همهم ماضون ، الكل ينتظر الإفراج والرجوع للحافلة ، تقدم شرطي طويل منا .. مسح على رأسي بلطف وتوجه نحو أمي
- سيدتي ، هل احضرتي حقائبكِ لطفا .
- ولماذا ؟؟
- معنا أمر بتفتيش حقائب المسافرين ..
- حسنا سأحضرها دقائق فقط
ذهبت أمي فركع الرجل أمامي ، أتعلمين انك جميلة ؟؟ - ابتسمت له - ، لي ابنة مثل عمرك لم ارها منذ شهرين ، اليوم حين انهي مهمتي سأرجع واراها ... حظا طيبا يا جميلتي الصغيرة
كانت أمي قد عادت ومعها حقيبتين صغيرتين ... فتحتهما ، فتشهما الشرطي ثم أعاد إغلاقهما .. نظر لامي قائلا :
- حقيبة اليد خاصتك سيدتي ...
- أتمزح ؟؟؟ ماذا تريد بحقيبتي ؟؟؟
- أرجوكِ سيدتي إنها الأوامر ..
رفضت أمي ذلك وبشدة ولا اعلم السبب ، فتناول الشرطي حقيبتها رغما عنها وفتحها وهي تسب وتلعن ... أول مرة أرى أمي تسب وتلعن
فتح الشرطي الحقيبة ، عثر على ثلاثة هواتف خلوية ، وآلة تصوير حديثة وأشياء لا أعرف كنهها تماما...
- لمن هذه سيدتي ؟؟
- إنها لي ، استعملها لي
نظرت لامي وقلت : لا يا ماما لقد أوصاكِ جدي بإحضارها ، نظر الشرطي لي ونظر لامي وقال : ما قولك سيدتي ؟
- ابنتي حمقاء تهذي ... إنها لي ... انحنت نحوي وقالت : اخرسي الآن
تناول الشرطي ما في حقيبة أمي وقال : في الغد مري وخذيها من الدائرة ... لم تدفعي جمركها سيدتي ...
- انتظر ، أنت لا تعرف من أكون ... أنا ابنة رئيس الديوان هنا
- اعذريني سيدتي ... القانون قانون
هيا لنفتش العائلة هناك ... غمزني وذهب .. وقفت أمي مقهورة ثم توجهت نحو هاتف موضوع في الاستراحة . ضربت رقما وقالت : العميد حسان رجاء ... ابنته
- أبي ، نعم إنها أنا ... بخير –بدأت بالبكاء- لقد اخذوا الخلويات ... اعلم أنها غير مهمة ولكني أريد تعليم هذا الحقير درسا لقد أحرجني ولم يأبه بمن أكون ... اجل اجل ... بالاستراحة ... الآن أبي ... وداعا
عادت مكانها وخلال ربع ساعة كان هناك رجل اعرفه ... انه خالي بملابس الشرطة والرتب الملصقة على كتفه ... قبل أمي وقبلني ثم توجه نحو الشرطي الذي أشارت أمي له هناك ... قال على مسامعنا : -
- حضرة الملازم
التفت الشرطي لخالي مؤديا التحية العسكرية : نعم سيدي
- اخرج ما أخذته من السيدة واعده لها –مؤشرا لامي –
نظر لها وقال : لا أستطيع سيدي ، لم تدفع الجمرك ...
- حين أقول أعطها ، تعطها
- لا أستطيع ...
- أيها العريف ، مؤشرا لرجل معه
- سيدي
- خذ عهدة الملازم و لينتظر في مكتبي ... اليوم سيحكم رئيس الديوان في أمره لمخالفته الأوامر العسكرية
- حاضر سيدي
اخذوا ما معه واعطوها لخالي ... وقيدوه وحين هموا بسحبه جريت ودون وعي نحو خالي وقلت باكية : دعه يا خالي هو لم يفعل شيئا ... انه يطبق القانون
- قال لي بنعومة : لا تتدخلي حبيبتي انه لم يقدر الناس
- لكنه القانون خالي ..
التفت لامي التي حدجتني وسحبتني وبكاي يعلو
قال خالي للرجل : الناس يا هذا مقامات ، و ليست أختي من يطبق عليها القانون ... شهرين في السجن العسكري كفيلة بان تربيك ...
اخذوا الرجل وخلال دقائق عاد الوضع لما هو عليه ... امسكتني أمي وتوجهنا لسيارة خالي الفخمة ... وكأن شيئا لم يحدث ... عاد كل شئ لحاله ... إلا أنا ... ففي هذه اللحظة عرفت كم اكره أمي !!!...
إيناس الطاهر
17/04/2007, 02:03 PM
مسرح الحياة ...
حياة واسعة مرسومة برأس إبرة ، تكمل اليوم مشهدها الأخير ، كانت هي المسرح والشاطئ والميناء ... وكنا فيها الأبطال و الكومبارس وصائدي المكافئات !!! ، أعطت كل منا دوره في الحياة و طالبتنا بحفظه بإتقان !!! فتعاقب المقصر وتكافئ المجتهد ...
خرجنا على المسرح كل يعيد دوره المرسوم دونما فهم له ، فتخرج الكلمات من ذاكرته حروف نص لترتسم للمشاهدين خيوطا عريضة و أخرى رقيقة وثالثة رفيعة حول الحدث !! ، أشلاء الحكاية شبه مكتملة ، من حدث وعقدة للجريمة ، وحتى الشخوص ، أما الزمان فهو كل وقت منذ بدء الخليقة
والمكان .... مسرح الحياة
شروط الرواية الناجحة
عدا الحل !!!
فهو الباب المفتوح لتضعه أنت
بالطريقة التي تعجبك
على أن تسمع الحل للحياة ، فان أعجبها أعطتك دور البطولة في عملها القادم !!
وإلا كتب عليك أن تحيا مع الكومبارس في دور بسيط ينتهي حتى قبل أن يبدأ ! وتنتهي أنت معه ؟!
أما إن لم تنجح في أي دور أوكل إليك
فان الحياة تحملك لترميك في عرض البحر ، وتجعل الميناء سرابا تراه دون ان تصله !!! وتبقى سابحا ، هذا إن كنت ممن أجادوا السباحة ، وقد تصادفك مكافئات عديدة إن تمسكت بإحداها نجوت ، وإلا ... ستبقى تسبح وتسبح وتسبح حتى ينهكك التعب
فتتوقف يداك عن التجديف مضطرة
وتصبح غير قادر على المقاومة
مقاومة جاذبية عميقة للأسفل
للأسفل
للأسفل
فتحتضنك أمواج البحر وتنقلك في لحظات لمحيط
غاضب
عاصف
يجمع أسماكه حولك
فتنهش لحمك متسلية في تعذيبك
وقد يغرقك الموج دونما رحمة ؟؟؟!!!!
وهكذا هي الحياة ، مسرح نصه مكتوب ، لكل منا دوره
إلى أن ننتهي ونزول
ويبقى المسرح للسفينة ربانا
يدخل فيها من يشاء ، ويرمي منها من يشاء
نفنى وتستمر الحياة ،
بالأمس كنا للماضي ،
واليوم حاضرنا
والغد مستقبل مجهول
ولا يغلق الستار على مسرح الحياة رغم انتهاء المشهد الأخـيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر
إيناس الطاهر
17/04/2007, 02:04 PM
عادي العادي ....
أفاق الأفق على بكاء عائلة عادية ... وحين تجمع البشر ليسألوا عن الحكاية ... قيل مات من الإنس انسياً ... قد كان في الأرض منسياً ،،، مات عادي .... ضربت الاكف بعضها ببعض ، يا حرام ، مات عادي ....
تساءل التاريخ وقد كان أفقا لا تغرب شمسه : مَن عادي ؟؟
أجابت الأرض بحزن ، هو شخص عادي ؟؟
علقت البطولة : ما تاريخه ؟؟؟
أجابت الأيام : تاريخ عادي ؟؟؟
سأل الشرف الرفيع : ما مبدؤه في الحياة ؟؟؟
رد الروتين ببطئه الدائم : مبدأ في الحياة عادي ؟؟؟
قالت الأصول طالبة من دفتر العائلة الشرح : أصله ، فصله ، كنهه ، مكانه ، حياته ، قدره ، إبداعه ، حدثني عنه اكثر !!!
تنهد دفتر العائلة ومن الأرشيف المهمل اخرج حزمة ،، بحث وبحث وبحث ، حتى ظن الجمع انه لا وجود لبشر اسمه عادي .... آهاه ... ها هو ... أنصت الحضور باهتمام فنطق الدفتر :
هو عادي ، انسان عادي ، من عائلة محافظة عادية ، والده عامل كادح عادي ، وامه ربة بيت بسيطة التفكير عادية ، اخوانه شعب من المهملين العاديين ، تعليمه سادتي تعليم عادي ، ووضعه المادي كوضع البائسين عادي ، كبر بشكل عادي ، تزوج بالأسلوب العادي ، لم يبدع في عمله ولم يبتكر ، فقد كان تصرفه في عمله عادي ، انجب بشكل عادي ، وكبر اولاده حسب طريقته القديمة ، عادي ، انسان عادي ....!!!!
سألت المعارضة الحرة : تأقلمه مع متطلبات حياته ، مع ارتفاع الاسعار ، وفرض الضريبة على البسطاء ، وسرقة المال من التعساء ، كيف تقبلها
قالت الحياة : كان بليد المشاعر بشكل غير عادي ، فكلما جاءته نكبة هزّ رأسه وقال عادي ، وكلما سرق مديره من حقه : تحوقل وقال عادي ...
كثر النقاش حول عادي حتى نهض العمل وقال : حتى حين مات ، مات بصمت دون عمل يشهد له ، ودون صدق وهدف يحيط محيط اعماله
... عجبي !!!
قال السلام : كان مسالما اذا ؟؟
رد التحدي : بل احمق عادي
حينها نهضت الحكمة بعد طول صمت ، تثاءبت واستدارت خارجة ...
ناداها البقية : ما بكِ ؟؟؟
ردت بعمقها الطويل ، وصوتها صاحب الصدى المستحيل : لا تصنعوا من عادي إنسانا غير عادي ، أراد أن يخلق من الطين واليه يعود ، مسح شخصيته بإبهام السذاجة ، لم يترك توقيعا للدنيا ، ولم يعلق على جدار التاريخ صورة ، ليس للإبداع لديه خطة ، ولا للتحدي عنده سلم ، والطموح منتحر الأصول لديه ، دعوه ، انه عادي ، فلا تشغلوا وقتكم الثمين بأمر جدا جدا جدا عادي
إيناس الطاهر
17/04/2007, 02:05 PM
عدالة البشر
كانت دائمة السؤال ، تريد أن تعرف كل شئ وأي شئ .... كانت تعشق اكتشاف المجهول و لا تمل السؤال ، عندما أصدها لم تكن تغضب بل تعيد السؤال مرة وثانية وثالثة .... فاستسلم ولا تستسلم ... لم تكن لصغر سنها تدرك أن الإنسان وعقله ما هما إلا ذرة في هذا الكون الفسيح ... كانت تظن أنني قادر على الإجابة على كل تساؤلاتها فقط لأنني ابوها ، يعني مثلها الأعلى ... عندما كنت أقول لها : لا يا بابا هذه خطأ ، أصاب بأمطار ووابل من أسئلتها التي لا تنتهي حول لماذا ؟ وكيف ؟ ومتى ؟؟؟؟
عندما عادت من مدرستها كنت جالسا في مكتبي انهي بعض أعمالي التي لم يتم إنهائها في المكتب ، قبلتني كعادتها و ذهبت لغرفتها ، لحظات وتعود ابنتي لي : بابا ... ماما تقول الغداء جاهز
- لا بابا ... عندي شغل كثير ...
- إذا ؟؟؟
- اذهبي وكلي مع ماما وناصر
- أف ... كالعادة نأكل وكرسيك فارغ .... لماذا أنت أبونا إذا ؟؟؟
- سارا ! – مصطنعا الغضب-
- حسنا ذاهبة لا تغضب ... سأقبلك لاتاكد انك لست غاضب .
تقدمت مني وبدل أن تضع شفتيها على خدي عضت أذني ، وعلى صراخي انطلقت ضاحكة ...
في المساء اجتمعت آسرتنا كاملة – ونادرا ما كانت تجتمع بسبب غيابي ، عندها وقبل أن ارتشف من فنجان قهوتي الذي أعدته سلوى ابتدأ دماغ صغيرتي بالحركة لتسألني :
- ما العدالة يا بابا ؟؟؟
استغربت سؤال طفلتي ابنة الثانية عشر ربيعا ، لكني قلت لها : العدالة ؟؟؟ العدالة !! آآآآآآآآه .... العدالة يا سارا في أن يحيا الضعيف دون خوف ... والفقير دون جوع ... و دون وجود مشردين على الارض ... والإنسان بلا استعباد ...
صمتت وبدا أن صمتها حمل عدم الرضا عن الجواب أو كان ما قد قلته لها لم يقنعها ... لذا وقبل ان ارشف من فنجاني قالت : ضعيف ؟ فقير؟ مشرد ؟ استعباد ؟ .... هل يعني هذا يا بابا ان العدالة لا تبحث الا عن هؤلاء .؟؟؟ لا شأن لها بالأقوياء والأغنياء والظالمين والأحرار ؟؟؟
ابتسمت ومسحت على شعرها وقلت : بلى بلى يا سارا ... فعلى القوي ان يراعي الضعيف ، وعلى الغني مساعدة الفقير ... واما الظالم فلا يحق له الا ان يكون عادلا وطيبا وعندما نقول الحر فنحن نعني الابيض و الاسود دون استثناء لعرق أو دين أو لون أو جنس أو عمر يا صغيرتي ...
حكت شعرها ببراءة وقالت : وان لم يفعلوا يا بابا ؟؟؟
- تنتقم منهم العدالة – اجبتها دون تفكير –
- وان كانوا فوق القانون ؟؟؟ - سألتني بثقة –
- فوق القانون ؟؟ كيف ؟؟ لا اجد احدا فوق القانون يا سارا –متشككا-
- بابا ؟؟ تذكر... وكانها تريد ان تحيرني
- لا افهم .... فعلا يا سارا لا افهم ...
- اصحاب الشبح والليموزين ... اصحاب الفيلل والقصور ... اصحاب الملايين يا بابا والشركات و المؤسسات ... اولئك الذين يدفعون في سهرة واحدة ما تنفقه انت علينا في عام ؟؟؟
عندها نظرت لصغيرتي ... انها ليست سارا الطفلة البريئة ... كيف لعمرها ان يعرف الليموزين و الفيلل ؟؟؟ كيف لعقلها الصغير ان يفهم الحساب ويعرفه ؟؟؟ نظرت اليها ولا اعرف هل افخر بها ام اخشى عليها ... حدقت بي وكانها عرفت ما افكر
- بابا ... لست طفلة يا بابا ... ادرس في مدرسة خاصة ... اجلس على النت .. اعرف اكثر مما تعتقد ... العصر يتقدم يا ابي ...
عندها فتحت فمي دهشا ... ابنتي محللة وقارئة افكار ؟؟! وهنا انطلقت ضحكة ناصر ... ابن الستة اعوام ... يقول : سارا تغلب بابا ... سارا تغلب بابا ... هيه هيه ... سارا تغلب بابا ...
شعرت سلوى بمدى الحرج الذي انا فيه وقالت : سارا ، بابا متعب الان ... لن يستطيع مناقشتك ، أتعلمان اننا سنذهب في الغد الى البحر ... سنقضي اجازة الاسبوع معا
علت ضحكات ولداي ... وخرجا وهما يفكران بالسعادة التي سينعمان بها في الرحلة ، التفتت سلوى لي وقالت : حاتم ؟؟
- نعم يا سلوى
- شعرت للحظة انك عاجز عن مناقشة سارا !!
- لست ادري يا سلوى ... البنت تفكيرها يفوق عمرها !
- انها ابنتي !... ذكية كأمها – بفخر-
- اخشى ان اعجز عن اشباع نهمها للمعرفة
- وماذا في ذلك؟؟
- ساسقط من عينها
- كلا بربك !!! لا تفكر بهذه الطريقة يا حبيبي ، صنعت من السؤال مشكلة ...
- قولي لي سلوى ... هل ميزان العدل متساو لكل الاطراف ؟؟
- لا افهم!
- هل ميزان الرئيس يشبه ميزان المرؤوس ؟؟
- كله ميزان
- هناك فرق يا عزيزتي ...
- وما هو ؟؟
- في ميزان المرؤوس كفة له وكفة عليه وفي ميزان الرئيس كفتان كلتاهما له
- لم افهم
- الرئيس يا سلوى كفتاه لصالحه لانه صاحب المال و القرار
- حسنا والمرؤوس ؟؟؟
- المرؤوس دائما الكفة عليه ما لم يرضى رئيسه عنه ... والا فاللعنة يا سلوى اللعنة...
- حاتم ... لا افهم ، ما افهمه انك زوجي وسارا وناصر ولداي وهذه الحياة عندي
صمتّ لاني اعلم انها لن تفهمني ابدا ... مهما حاولت الشرح ...
صباح اليوم التالي كنا جميعا بالسيارة منطلقين الى البحر بين غناء ومشاكسة ولداي الشقيان ، وحين وصلنا بدأت السعادة الغامرة بيننا ... الكل سعيد ، سلوى تدرب ناصر على السباحة ... اما سارا فقد تسللت الى جواري .. شدتني من يدي وقالت بالحاح
- انت لم تجب على سؤالي يا بابا
- أي سؤال يا سارا ؟؟؟
- العدالة ؟ ما العدالة يا ابي؟؟
- اجبتك ، الا تذكرين ؟!
- اذكر ، واذكر جيدا انك توقفت عند الناس الذين تعطيهم مراكزهم تسهيلات كثيرة..
- سارا ، يا ابنتي الحبيبة ، اريدك ان تعرفي ان العدالة هي الميزان ، القانون ، الانسان ... انها...
- بابا – مقاطعة - ، ومن كان فوق القانون ؟ ، بيأس..
- للمرة الثانية والثالثة والالف والمليون ... يا حبيبتي لا احد فوق القانون ...
- أتعلم يا ابي ، لاول مرة لا تفهمني ... للاسف ، لا تفهمني .
- لا تقولي ذلك ابنتي ، قولي لي من زرع بذهنك فكرة فوق القانون اولا؟؟
- و تصدقني ؟؟؟
- طبعا.
- المدرسة !
- مَن ؟؟ هل قالت المعلمة لكم ان القانون لا يحمل سلطة على الجميع ؟؟
- لا يا ابي هي لم تقل ، هي فعلت
- وكيف حدث هذا ؟؟؟
- اول امس الاربعاء ، ضاعت نقود لطالبة معنا بالصف ، وعندما بلغت المعلمة ، طلبت المعلمة مني ومن صديقتي اخلاص تفتيش حقائب الطالبات ، وعندما فعلنا وجدنا النقود في حقيبة سوزان .. وسوزان يا بابا ابنة مليونير معروف وهو من يقوم بتمويل مدرستنا كل عام ، ويقدم تبرعات باهظة وكبيرة جدا..
- نعم نعم ... وماذا حدث بعد ذلك ؟؟؟
- اجلوا الموضوع حتى الخميس . وفي الامس طلبوا سوزان ولم يخبروا والدها ، وحين استجوبوها انكرت ذلك وقالت انها لا تحتاج لهذه النقود حتى تسرقها ، اتدري ماذا قالت يا ابي ؟؟
- اجل ...
- قالت ان اخلاص التي وجدت النقود في حقيبتها لا بد وان تكون من وضعها حين خشيت من افتضاح امرها ... أتصدق ؟؟؟ واين المشكلة يا ابي ؟؟؟ ان المديرة وافقت على هذا الاقتراح ، ومساء الامس تم فصل اخلاص لانها برأي المديرة هي السارقة ، والملفقة للتهمة لابنة المليونير ... تخيل يا بابا ... صدقوا سوزان ، مع ان الدليل واضح ضدها
لم ادري ما اقول غير : ربما ان هذا ما حدث فما حاجة سوزان بتلك الاموال ؟ مديرتك ادرى منك واعلم يا سارا . اليست اخلاص تلك الفتاة التي قلتِ لي ذات مرة ان والدها لم يدفع قسط المدرسة لها ؟؟؟ واضح ان ما قلته مديرتك هو الصواب
نظرت طفلتي لي بحنق وغضب ، ذهبت ودخلت السيارة ولم تخرج منها رغم نداء أمها المتكرر ، مما اضطرنا للعودة للبيت / وما ان وصلنا حتى دخلت طفلتي غرفتها واغلقت بابها عليها ، بضع ساعات وتبعها ناصر ونام ، اما سلوى فقد حضرت فنجانين من القهوة وجلست قبالتي مستفسرة عما حدث ، وحين اخبرتها قالت : سامحك الله يا حاتم ، الا تعلم ان اخلاص افضل رفيقات ابنتك ؟؟؟ وانها ادمث صويحباتها خلقا؟؟؟
- افهميني يا سلوى ، انا واثق من براءة الفتاة
- اذا ؟؟؟
- لا اريد لابنتي ان تتعلم قاعدة فوق القانون ... لا بأس من ان اشوه صورة صديقتها امامها طالما ان ذلك سيساعد في المحافظة على صورة الحياة امامها
- تقصد انك لا تريدها ان تعتبر سوزان حالة عامة ؟؟
- تماما يا عزيزتي
عندها سمعت صوت نشيج ياتي من خلفي ، وقبل ان التفت كان صوت سارا يقتحم اذني ، لماذا يا بابا ؟؟ ماذا كانت ستكون حجتك؟؟ لو كنت انا من وجد النقود ؟؟ لماذا يا ابتي ؟؟؟
التفت اليها وصرخت : منذ متى وانت هنا ؟؟؟ كيف تتنصتين علينا ؟؟
- - اسفة ابي . لم اكن اقصد ، اتيت لاقول لك ان اخلاص بريئة ، لا تمد يدها لممتلكات غيرها ، امانتها تمنعها من وضع نار في يدها ... اردتك يا ابي – تنشحت – ان تعلم ان لاخلاص الفقيرة قناعة لا تملكها سوزان الغنية التي تعودت ان تحصل على ما تشاء ... اردت اخبارك بكل هذا ... فوجدتك واسفي تعرفه كله... وجدتك تزيف الحقيقة يا ابي ، ان لم تعرف العدالة مع اخلاص ومعي ، فكيف ستعرفها مع الناس ؟؟؟ ان لم تكن عادلا في حكمك على الحق فكيف تجيب معنى العدالة ؟؟؟ كيف تجيب عن معنا انت لم تعرفه ؟؟؟ ساقول ما قد قلته لامي منذ قليل ) لا بأس من ان اشوه صورة صديقتها امامها طالما ان ذلك سيساعد في المحافظة على صورة الحياة امامها ) ولكني ساغير فيه : لا باس من ان امحي صورة ابي القديمة لتحل مكانها صورته الجديدة ... ساحافظ على المنظور الذي تحب يا ابي ... اعدك...
ذهبت ابنتي لغرفتها واغلقت بابها على نفسها وتركتني معقود اللسان ، بينما قالت سلوى : الان فهمت سبب خوفك من عقل صغيرتك الناضج قبل اوانه ...
لم استطع الاجابة على تعليقها ، فجملة ابنتي الاخيرة بقيت تطوف بعقلي وتنزل بعدها لقلبي فتمزقه اربا ... لقد قتلت ابنتي ثقتي بنفسي ... وحطمت شيئا بداخلي وبنت بنيانا قاسيا عندي .
ومنذ ذلك الحين لم يحدث وان جاءتني صغيرتي لتسأل أي سؤال ، تغير كل شئ ... اصبحت تلجا لاي كان عداي ، وكم حاولت الدخول معها في نقاشات لكنها كانت تغلق الطريق امامي ....
ترى ايهما الصواب ، ان نغلف المرار بالسكر لاولادنا ليتذوقوه و يكتشفوا طعمه تدريجا وحين يكبرون ؟ ام نتركهم يتذوقوه مرا منذ البداية ؟؟؟
ايهما الصواب ؟؟؟ ان اخبر ابنتي كل شئ ام احاول تزييف الحقائق لها ؟؟؟
يا ترى لو كنت قلت لا ادري منذ البداية ، هل ستكون علاقتنا على ما هي عليه الان ؟؟؟ ْأشرح لها ام اتركها للايام تفهمها ؟؟؟ لا ادري ... حقا لست ادري ....!!!!!
إيناس الطاهر
17/04/2007, 02:06 PM
سادتي الآباء
سادتي الآباء ... ذاك لكم نداء ... هلّا قرأتموه ، هلّا فهمتموه .. هلّا وجدت منكم من يلبي النداء
آبي الغالي :
اعلم انه وبما أني اسكن تحت سقف بيتك فأنا ملزم بقانون عقلك وأفكارك .
ولكني جزء منك ، اطمئن لن أتمرد في أفكاري ، بيد انك لم تلحظ أبتاه أني لم اعد طفلا يبحث عن دمية يقضي بها وقت فراغه ، لم اعد ذاك الصغير الذي يرجوك فتح صنبور الماء لان يده الناعمة لا تطاله .. !! ، لم تعلم أني احتاجك الآن موجها ورفيقا ومعلما ، لا قائدا عسكريا لا يـُـثنّــــى لك أمرا ، فقد بتُّ يا والدي قادرا على رؤية مستقبلي و أحلامي
أبي العزيز
ألك أن تقرأ مني تلك الكلمات ؟؟
كم تاقت نفسي لنتبادل الأدوار
أكون أنا أنت .. وتكون يا والدي أنا .. لاقول لك ما أريد ...
دعنا نتبادلها الآن ... هذه اللحظة ، فاقول لك
يا ولدي .. لا أريد أن تخافني و أريدك أن تحترمني
لانك إن فعلت الأولى أخطأت بغيابي ، وإن كنت فعلت الأخرى حفظتني بسرك ، وعلمت أن عليك رقيب حسيب
يا ولدي ..
لن يأخذني عملي منك ، ولو كان كل وقتي ، حاول أن تتقرب مني ، تجعلني أفهمك !!
إن أتيتني مستنصحا ، أعدك ، لن اكسر لك جناحا أبدا .. سأدعك تحلق يا ولدي عاليا ، فالدنيا ليست أمام عقلك وحش كاسر لأنك فارس همام ... أثق بك هكذا . لذا جرب أن ترى الدنيا ، بقسوتها ،، وحلوها ، ومرها .. عليك أن تجرب ، فالتجربة ماء المتعلم .. و أستاذ الطالب .
لا تقلق ، لن أرسم طريقك بيدي ، ولو فعلت فلن أجبرك على السير فيه .. لأنني اعلم أن ما أراه مناسبا لك قد لا تراه أنت كذلك ...
اعلم يا ولدي كم تكره أن أشبّهك بفلان ، و أجبرك على أن تكون كفلان ، لذا لن انحت لك صورة وأقول لك تلك وجهك ..
بصمتك يا بني تختلف عن بصمة غيرك ، وهكذا تكون شخصيتك .. لذا تقرّب مني ، اعلم انك تحب أن تتقرب ، دعني اعلم ما تحب ، و أخبرك بما احب .. فنصل معا لطريق مستوية .. واعدك أنني سأوجهك ، أقوّمك . فلا حاجة لان تبحث في نفسك عن رفيق وأنا موجود .. فرفيقك لن تهمه أنت إلا للحظات .. بينما يا بني أنت كل لحظاتي ..
أبي الحبيب :
تلك رسالتي إليك .. اعكسها إن شئت لتعلم مدى حاجتي لما في الأعلى قد ذكرت ..
أستودعك من لا تضيع عنده الودائع ...
واسلم
ابنك المحب
إيناس الطاهر
17/04/2007, 02:07 PM
من يوميات طالبة
لست ممن يحسنّ الجلوس ساعتين متتاليتين في محاضرة دراسية، دخلت محاضرتي واتخذتُ المقعد الأمامي .. فتحت الكتاب ودخل أستاذ المادة ، انه دكتور جديد ، درس في الخارج ، حاصل على أعلى الشهادات .. عرفنا بنفسه ، بأسلوبه ، وقال : ملك القاعة أنا وانتم مواطنوها ، الصمت ما أريده .. كنا كما أراد ، ليس لأنه أراد ، بل لأن الجو و الملل من أراد !!
وبدأ المحاضرة ، موارد بشرية ، اقتصاد على إدارة ، كيف تحافظ على موارد بلدك وتستخدمها الاستخدام الأمثل ...هو يشرح وأنا أحيا مللاً بملل ، معدة تفكر بإفطار لذيذ وطيب خفيف ظريف !!! وعينان تحلمان بسرير ووسادة ، وقلب يدق مع دقات الساعة ويسبقها بدقتين ، دقة تعجل مرور الوقت ، ودقة تتوازن مع عجلة الزمن !! هكذا كنت ، و أظن كل من في القاعة هكذا كان .. والأستاذ مستمر بالشرح ، متعمق التفسير ، عاقد الحاجبين ، رافع الرأس بشموخ ، إلى أن ....
تنهد وقال ، لستم معي أدرك هذا ، قال أحد الزملاء : الدنيا رمضان يا أستاذ ، علينا وعليك خير!،
- ليست المشكلة برمضان .. أتعلمون أين المشكلة ؟؟؟ المشكلة أننا عرب ! ، نعشق البساطة ، لا نفكر ابعد من حدود النظر ، لماذا تقدم الغرب ؟ ولماذا بتنا من واد إلى واد اكثر عمقا ؟؟ لأننا شعب لا يعلم ما يريد ، وإذا علم صعب عليه المشوار ، وإذا مشاه ثقلت الخطى من وزن الغباء الذي يحمله ، وان وصل آخر الطريق رجع لضعف الذاكرة لديه ... نحن أمة فاشلة ، تحيا حياة السيطرة المغلفة بنداءات الحرية ، أمة ابتعدت عن دينها واشترت دنياها ، عبدت القرش والدينار ، وخافت الموت و أقدمت على الانتحار .. أمة همها بطنها ، وهل علت نفس اشترت الشبع !! يا طلابي استعدوا سنبدأ معا طريقا جديد ، طريق بدايته شائك لكنه النجاح ، ثقوا بي
خرجنا من المحاضرة ، وأنا أحلم بعقلية متفتحة عبقرية تعلمني وتزيدني من الشعر بيتا .. وانتظرت محاضرة إدارة الموارد البشرية على نار ، ويدخل الأستاذ ، يغلق الباب خلفه ، ويبدأ بأخذ الحضور والغياب ، يدخل أحد الطلبة بعد أن يطرق الباب يعتذر عن التأخر قائلا : كنت بالمصلى أعتذر ، نظر له وقال : كلكم تجعلون الصلاة حجتكم ، أخرج من المحاضرة ، لم يناقش الفتى ، حمل كتبه وخرج ، ولأنني أتعامل مع أستاذ متحضر قلت : أستاذ ، كان يصلي رأيناه يدخل المصلى حين حضرنا ، وأنت لم تبدأ بعد ، ما المانع ؟ ويبدو أنني كمن يضع الماء فوق زيت يغلي ، كالتنين الغاضب أخرج لهيبا من الألفاظ الإنجليزية تبينت بعضها وجهلت معظمها ...
وأضاف : أتدرون ما عيب العرب ؟؟ ، عيبهم أنهم يقللون من أهمية اللحظة ، ولا يعلمون أن العبقرية وليدة لحظة .. وبدأ المحاضرة ، ساعتان كاملتان ، وهو متعمق بالشرح ، لا يسمح لمشارك أن يقول ، ولا لسائل أن يستفسر ، وفوق كل ذلك ما سمعته ضرب إلا مثلا غربيا ، ولا تحدث عن الوظائف إلا من وجهة نظر غربية ، عربي بشهادة الميلاد ، معتز بسلوكيات الغرب ، بعيد عنا قريب منهم ..
وتتوالى المحاضرات ، يتحدث عن ( الديموقراطية ) ، وحرية الرأي ، لكنه متزمت برأيه !! ، متعصب لأفكاره ، يتحدث عن الاحترام ، ولا أسهل من إهانة كرامة الطالب لديه ، ويحين موعد الامتحان الأول .. نقدم الامتحان وأفجع به يساعد أحد الزملاء بأحد الأسئلة ، المصيبة رآه كل من في القاعة ، والكارثة سكوت كل من في القاعة .. أنهيت الامتحان وصعدت للتسجيل ، لقد قررت إسقاط المادة !! ملأت الاستبيان ، الرقم الجامعي ، التخصص ، السنة الدراسية والفصل الدراسي ، اسم المادة ، ثم وصلت لسبب الإسقاط .. نظرت للكلمة مليّاً وكتبت ، بشري صنعوه ببغاء ، غسل الغرب دماغه فعلموه أن يردد النظريات دون أن يفهمها ، كفة القول لديه تغلب كفة الفعل ، يبيع ولا يعرف الشراء ، يقص ولا يعرف الوصل ، مفرق الجماعة ، و مستقل في العرب البراعة ، باع ثوب الصوف واشترى ثيابا أوروبية مستعملة لفارق السعر .
ناولت مسؤولة التسجيل البيان وخرجت ..
في اليوم التالي ، كان على حائط الإعلانات ورقتين ، مشاركة من طالبة تحاكي فيها النفوس أن افخري يا نفس بقولك عربية ، ما هنت يا نفس لكنها العنصرية ، فينا العقول عقول لا طبول ، فلا تدعي يا نفس صدى العدا يقول ...
وعلى الجانب الآخر إعلان من مساعد العميد للشؤون الطلابية بتوجيه إنذار للطالبة المدعوة بسبب الاستخفاف بقوانين الجامعة !!؟؟ ، واستخدام الدعابة في قوانين محراب العلم !!
عجبي !! .
إيناس الطاهر
18/04/2007, 03:25 PM
حلمت أنني احلم ...
حلمت أنى احلم بمملكة قابعة في ميزان بكفتين ، كفة لخطايا النفوس ،، وكفة لخطايا الروح ،، وحلمت أن الموت محمول على أكتافه الطير بلا نزاع أو خناق ،، والقلوب حمراء مبعثرة الأوراق ،، والنساء لآلئ مرصوصة حول عنق اللطف تتهادى مع موج البحـر بلا تجريح أو تقتيل أو اسوداد ...
حلمت المحيط قد تجمد .. فخرجت من جوفه أرواح ملايين الموتى ينشدون لحن الخلود ،، في انتظار الحساب ،، ميزان لا يخطئ .. و نار لا تطفأ ،، و أقوام تمضي و أقوام تروح ...
حلمت أنني احلم اني بسفينة تمضي بمحيط أوله صفحة بيضاء وآخره بلا نهاية اسود ،، ولا ميناء له ولا مرسى ،،، وجوه تأتى ووجوه تروح ، وجوه اعرفها ووجوه اجهل أصحابها ،، وكلهم ملفوفين بكفن ازرق كزرقة السماء قبل أن تنقلب للأحمر ،،
كانوا كالأصنام وجوه باردة وعيون جامدة وأفكار متحجرة ،، التف بينهم كما تلتف الرياح بين أغصان طرية فأجدني عارٍ خالٍ فارغ ،،،
ادخل قلوبهم فلا أراها!!!
و أجدني أصفر كريح دخلت شجرا أجوف ،،،
وبدون مقدمات لاذ البحر بالفرار ،، فاعتلت الموجة ، وصرخت الأرض تحته صرخة قابيل حين قرر الغدر ،، علت السفينة وهبطت ، علت وهبطت ، علت وهبطت ،، ونست أنها بشرا حملت ، ونست أنها غلف القلوب حوت ،،
ورمت الغيوم سهاما كالحجارة ،،، وحملت الغيوم في رحمها بذرة بالحرام ... من خان أرباب السوابق وحمّل الغيوم ؟؟؟
ونادى من أعلى جبل الأقدار صوت ... قال يا من حقوق الله تأكلون ،، يا أبناء إبليس الي فلتخرجون ،، وللأرض تعودون ،، ليس من النار خلقتم يا أولاد الطين ،،، أفعالكم من وجع الخطيئة ، وطموحكم وأمانيكم من الرغبة الدنيوية مصنوعة ،،،
مخنوق مقهور مظلوم ، أريد الهروب ومنافذ حلمي مغلقة والأبواب بلا مفاتيح فأين المهرب والمفر؟؟؟
وبدون مقدمات جاءتني السكينة بثوبها السندسي الأخضر ... مسحت الغبار ورفعت هامتي فوق متون حلمي فاستيقظت منه وأمرت عيني آن تفتح على الواقع ففتحت فإذا الصبح قد شق جوف الليل وخرج ،،،
السماء زرقاء ، والخضرة موجودة ، ولا شئ من حلمي الذي كان في حلمي كان ،،،
ابتسمت : على الأرض السلام قلت ، وما حاكمت حلمي على كذبه ، فهل يسأل ميتا عما رأى ؟؟؟ ...
علمت أن الوقع جميل ، والأجمل منه الحقيقة دون تزييف ،، والابتسامة جوهرة ، والأمل ميعاد ،،، والإنسان قلبا وعقلا وروحا ،،، علمت أن الحقيقة في أن نعيش الحقيقة وألا نهرب من الواقع للأحلام ،، لأنها بكل بساطة ستسحبنا لدوامة ملفوفة متعبة ونفيق منها على كابوس ... وعلمت أننا من روح الله خلقنا ... وبأمر ربي قد صيّرنا ... وما رغباتنا وضياعنا إلا طيف رماه أعوان إبليس ...
دنيانا امرأة مزينة بجواهر ورغبات الحياة ... تشيب إن أعرضنا عنها وتزهو وتحلو كلما إليها اقبلنا ... روحها من دماء عاشقيها ، كدراكولا في كتاب الأساطير على دماء البشرية يفيق ... ومن نور الشمس ووهج الحق يحترق ...
آه لو علم كل هاو لمصالحه انه غير نصيبه ما أخذ ... ولغير قدره ما سعى لانقلبت الموازين ، وما بات في برد الشتاء مشرد ، ولا جاع مسكين ، ولا بكت أم على مستقبل يتيم ... ولا حسد فقير غني أو طرد من بابه الغني فقير
ما أجملك دنيانا ، حين تزهين بالرضا ، وتحكمين بالعدل ، وتتنفسين بالرجا فسحات الأمل
إيناس الطاهر
18/04/2007, 03:27 PM
حمقاء .... تحلـــــــــــم
رأته اول مرة ... طرقات مبعثرة في قلبها لا تتوقف ... امسكت كراستها التي لا تفارقها وكتبت تقول :
(((( أهمس لنفسي أنك القدر ، وأنك الفارس المنتظر . أنَ حياتي ليل أنت فيه القمر ، وأن قلبي صحراء ومن بسماتك جاءها المطر... أهمس لذاتي العطشى أنَ ارتوائي سيكون فقط من كلمة تنطقها شفتيك ، ومن وعـد يصدر من عينيك ، ومن لحظة اهتمام أكون فيها مجرد فكرة للحظة عبرة في ساعة مولاي نكرة... أأقول أني أحببتك لا لست كذلك ولكن روحي الباحثة قالت لي أنه أنت ولا أدري لماذا؟؟. أهمس وأهمس وأهمس ، وكل همسي جاء في لحظة ســكــون... )))
بعد مدة من وجودهما بالمكتب ... جاء ذات صباح ولاول مرة يلقي عليها التحية ... قلبت سماها على ارضها ، فاخرجت كراستها وكتبت تقول بفرح غامر
((( قال لي سلاماً ، عذب سلامه... ومن سلامٍ أُفهمت كلامه. عذب وطيب المنبت هو ، بيد أنه ما عنى الشوق ، من سلامه..
قال لي سلاماً ، وقلتُ مثله ، أو ربما قلتُ ما قد قاله . قلتُ أعني الشوق والمنى ، وما عرف ما قد عنيتُه!.
قال لي سلاماً بهمسٍ وذهب ، ومن فيهٍ له خرجت كالذهب، آهٍ لقلبي دقَّ وا عجب ، وقلب له لا لم يُستلَب .
قال لي سلاماً وأشرف بالذهاب ، وقلتُ سلاماً أُهمّ بالإياب ، سلامهُ لقلبي لذّ وطاب ، سلامي إليه أصله سراب ... وأبقى أُسلّم دون جواب ، ويبقى انتظاري تحت التراب... )))
رأت عيون النساء تلاحقه وهو مبتسم لهذه ، ويواعد تلك وتتراقص عيناه رغبة مع أخرى ،، الا هي ،،، ومن حزن والم كان بقلبها أمسكت كراستها وكتبت بدموع محروقة :
((( مــاذا بـك؟ لمَ لا تنظر نحوي؟ لمَ لا تحدق في عينين ذابتا شوقاً لنظرة من مقلتيك!. لمَ تشيحُ ناظريك عني؟تلقي السلام دون انتباه، وما تدري أن سلامك أشغلني فكراً وأرّقني ليلاً ، وأطالني سهراً. ليس تيهاً ما أنا فيه بل حيرة لا أدري لها معناً أو سبباً. أتــرانـي يا من غفلت عني ؟ لستُ حقاً أدري. لربما كنت في طريق غير- يا مولاي- طريقي ، أنت سائر في طريقك دون التفات ، وأنا في غياهب ظلمتي أجلو الخطوة ، وانتظر التالي؟؟؟؟..... )))
وفي النهاية ملت من الانتظار ... فاعترفت له في رسالة خطية منها ... اعترفت بذل العاشقين ... ناداها نحوه وواعدها خارج المكتب ... قال لها حضوري سيكون الرد صغيرتي الحسناء ... انتظريني فان حضرت مضينا ، ذهبت للموعد وقلبها يسبقها وانتظرته ولم يحضر ... عادت لبيتها واخرجت كراستها وكتبت تقول
((( قال أنه قادم في المحطة الاولى ، وكنت أول المنتظرين، قواطر تمر ، وقواطر تقف ، وقواطر تهم بالرحيل. أُناس تأتي ، وقوم ترحل ، وآخرون بدأت بالشروع ، أفل النهار، وحيا العالمين طيف الغروب ، وأستدق بعد لحظات عنق الليل ، وخلت الساحة الا مني أنا لأني أعلم أنه لا يكذب وأن قاطرة المحطة الاولى لم تصل بعد ؟؟؟!!!!..... )))
وفي الغد ذهبت لعملها كي تراه فوجدته امام مكتبه ... حين رآها نادها وقال معرفا بالمرأة التي امامه : زوجتي ام آدم .. زميلتي الصغيرة حواء ... حينها علمت كم هي حمقاء ،،، وكم يضيع من يبحث عن الامان دون عنوان ... عادت لمكتبها وأخرجت كراستها وبدون وعي بالسلة وضعتها و ... و ... أشعلت فيها
إيناس الطاهر
18/04/2007, 03:34 PM
الجسد....أم،،الروح ؟؟
منذ مئات العصور وهو يحيا في نفق اسود ، في نفس المكان يجلس ، لا يحاول الخروج من منفاه و لا حتى تبديل مطرحه ، كبّل نفسه بقيود اليأس و الإنحطاطية الذاتية ، هرب من بيئته و مجتمعه والناس ، وجاء لهذا النفق ، قطنه وجعل منه وطنا ... أكله كان الندم ، وشرابه هناك الألم ، وهواؤه أصلا عدم !!! شمسه هي الضمير وأنيس وحدته الصرير ، ولا يعنيه من الدنيا قليل أو حتى كثير ، قابع في قوقعة العزلة لأنه فقد ذاته ، أضاع مع الدنيا معاناته ، و لوثت هواء البشر آهاته ... أحب فخانه محبوه ، أبدع وما ابتكر سلبوه.... كان بشرا فمن إنسانيته أخرجوه... حينها فتح عينيه على الحقيقة المرّة ، لم يعد إنسانا ،، فماذا يفعل و قد اصبح ذئبا في مجتمع ذئاب و اسود ؟؟؟ في شريعة الغاب الأقسى من يسود!! العامة كانوا العبيد ؟؟؟؟ ماذا يفعل ؟؟؟
سيهرب و يلجأ لنفق محاسبة الذات... دخله وابعد عن روحه الملذات ، حضر بعزم كتاب الملامات ، و مرت الأيام فالشهور فالسنين ... واصبح العمر يمضي ، من عصر أول ، لعصر تالي ... وتتابعت العصور ،،، جاء إلى الأرض بشر وغار منها بشر ، وهو في نفس المكان لا يعد السنين حتى نسي التاريخ والعد ! استيقظ ذات وقت وقلما كان ينام ، وحينها وجد نفسه انسيا ... معالم الوحشية التي ظهرت عليه في السابق والتي قد هرب منها قد اختفت ... عاد له جلده الأملس ، ونظرات عينيه أحس بدفئهما وحرارة براءتهما ؟؟؟ حينها وجد نفسه في ملل من المكان .... فلأول مرة يشعر بحاجته للهواء ، لاول مرة يسمع صوت معدته تطلب الطعام ومعها الأمعاء !! ولاول مرة منذ عصور يتوق يتوق لشرب الماء !!؟؟ نهض وقد أعياه الجلوس ،،، تنمّل مؤلم في ساقيه ... حاول الخطو فسقط ، عاد كالطفل الذي يحبو و يحاول النهوض .. فيسقط ،يحاول النهوض .. فيسقط ، يحاول ،، اجل النهوض .... فيسقط!!! ثمّ ! ماذا ؟؟ ها هي القدمان تسيران ، خطوة وخطوة وأيضا خطوة ، ها ... هاهو يمشي ، يجري ، ويهرول ،، ويضحك ، لأول مرة منذ عصور يضحك ويسمع صوتا لضحكته!! حرك يديه اللتين تجمدتا ... اجل لقد عاد طاهرا نقيا عذبا .
ولأول مرة تبحث عينيه عن المخرج، هو الآن أمام باب النفق الذي دخل منه إليه ، ومن الجهة الأخرى مخرج النفق ... خلف الباب كان هناك عالم هرب هو منه في الماضي ، وخلف المخرج بوابة الانتشار والتفتت في نور الحرية ... إن خرج من الباب ستموت روحه ويحيا الجسد ، وان خرج من المخرج سيموت الجسد و تحيا روحه ، قلبه يقول الباب ، وضميره القابع في ركن خفي يقول المخرج ... جسده يطلب الباب وروحه تطلب المخرج ... وهو حائر بين هذا وذاك ، إلى أين يمضي ؟؟؟ والى أي الاتجاهين يتوجه ؟؟؟ احتار وارتبك ... وفجأة قرر ... حمل متاعه ولسان حاله يقول هناك مغاسل للذنوب ... ومقاصل للأعناق الظالمة ، اخذ نفسا عميقا ، آخر ما سيتنفس من العدم و جرى دون رجعه ، أسرع و أسرع وقفز للعالم الآخر ....
اختار روحه ،،، اختار النور ،، اختار الحرية و الانتشار ... اختار المخرج ... تبعثر ... وانتشر ... وتوزعت حناياه غبار ... وأخيرا وجد نفسه..
إيناس الطاهر
22/04/2007, 01:59 PM
بكتْ ، كان القهر يعتلي وجنتيها
" من زود حرقتها ، بكت "
وأضرمتْ في القلب ناراً
مالكِ يا هادية ؟؟؟ أيُّ شيطانِ إنسٍ أبكاكِ ؟؟
شهق الأسى من قهرها ، وناحتْ أفواه الحياة حزناً
سكبت السماء دمعها ، واهتزّت الأرضُ وجعاً ،،،
مالكِ يا هادية ؟؟ أيّ ابن شرٍّ أبكاكِ ؟؟
عصفَ النسيم خائفاً
ولملمت الأوراق خضرتها
ونام الربيع نومةً لا تقوم ،،،
مالكِ يا هادية ؟؟ أيّ خنجرٍ ظالم أبكاكِ ؟؟؟
صرخُ الوليد عليها جوعاً
ونسيَ الصعلوك مهنته من أساها
وامتهن الراهبُ فنّ الرقص الصامت ،،،
مالكِ يا هادية ؟؟ أيُّ رعدٍ حرق أفراحك ؟؟؟
كان الحزنُ أكبرُ من وجـ ع ـي
أنتِ ، يا سائلة ، من أبكاني !!!
وآآآآآآآآآآآآآآآآآآهٍ منها انا ، تبَّ مبكيكِ هاديتي وتبّْ
إيناس الطاهر
22/04/2007, 02:00 PM
حين بكى ،، شكى
وارتمى على قلب ست النسا
وحكى عن ألم ، شرب ربعه
ولها باقي الألم
واعترف
انه اغترف من الأسى ، وما نسى
وأنّ الرسائل في المنظور إنْ حكى...
هاجسه الصمت ،، ويصرُّ على الكتمان
ويعلم أنّ فن الاتقان >>> الإعلان ......
بكى ، وصمت
أو صمت فـ بكى
وصمته كـ بئر لا قرار له ليستكين / يلين
إلا انطق أيها الحجرُ المتين
إنّ اليقين لا يخفيه إلا دحض اليقين ....
عيناه للـ سماء في شغف
والغيوم نظّارة للـ تلف
انطق
فقد مولاي ، يفوت الأوان
وتأتي بعد مرور القطار ... لتعترف بـ الهوى ... ولا تجد الا سراباً مستحيلاً ...
قلها ... انطقها ... الفظها ...
لا تدع المساحة تمنعها ...
فقد اقترب يوم الفراق ،
نادني للـ ع ـناق ، فـ بعد غد سـ نلتقي أغراباً ...
اسبق غدك ، لـ نعتلي سوياً مولاي السحاب
إيناس الطاهر
22/04/2007, 02:29 PM
فقط هي سكرة الموت من استطاعت اخراج المكنون
لجوف المغارة المهجور
قيل مسكون بالجان
وظلموا الجان حيث كان !!!!
هكذا حرفنة الأوهام
تُدرِك ... ولا تُدرَك !!!!!
لتحتمي خلف ظلها
خشية العار
مصائب وهواجيس
وترحل دون وداع ،
لتترك في أثرها صفحات بلون الماء
خشي الشاربون منه تلويثا
وخشيت من ظنون الشاربين
وقد قطّرت صفحات ماءها بنار الأمل ،
وجمّعته ، بقارورة الرجاء
هكذا هي الساعات الأخيرة قبل القلوع
خوف من الصعود
وبعد الصعود ، خوف من مطبات الهواء !!!
وتستفرغ من جوفها ما تبقى من رجاء
ليحمله كيس في قمامة انقطاع الخير
وترميه أيدي النظافة المتبلورة بصورة
وحش كاسر يلتهم ما تبقى من جسد مهمل
وتدور الساقية بثورين بجسد انسان ورأس أفعى
لتتملص من الحبال أوهام ، وتحيط بالعنق مقاصل
هي الذنوب ، إن استعبدتها ، لم تهملك الا لحظات البكاء ،
ثم تسحبك للدرك الأسفل من جحيم نفسك ،
لتتركك رضيعا على قارعة الطرق ، يتيما دون عون ،
مسكينا بلا معين
وتنطلق من النفس آهة محروقة بأعقاب سجائر مبتورة الرأس
عودها من ريحان عجوز
ووردها من جوري قد جفّ ساقه
وتنساب في حنايا القلب حرائق تنبئ بتلاطم الموج
بعد أعاصير الكبت الداخلي
وتتهافت على الأقلام أنامل لا تتقن فن الحديث ، لكنها تتقن فنون الطعن بالخناجر واستلال سيوف الحرف على فرس الهجوم اللا معنى لهجومه
فالقاتل والمقتول في النار
والصالب والمصلوب في الجحيم
والمقبل والمدبر في أروقة الشوارع
يكنسون ما تبقى من جماجم الحمقى وقلوب العذارى
وتتجلى في لحمة كونية مصائب الشعوب ،
لتتشكل في كتاب الثقافة مسميات للفن والأدب والربحية اللا مالية
هكذا اقتنص النسر تلك الرميمة من الجسد المنهك
وهكذا انتشرت الضباع بين أشجار الزيزفون ،
لتحلق طيور الحب بعيدا وتهجر عشها
فقد عاد مالك الحزين ليستولي على الأرض ،
وينشر بقيثارته كل معاني الوحدة والأنين
هل نجا فرعون من فعلته ؟؟؟
أم على هامان يا فرعون ؟؟؟؟؟؟
وينقسم النيل عن أرض بلا خضرة ،
ويناجي دجلة أهل الخير ليحفروا منه منجم الذهب ،
بينما يقبع الفرات خاويا من أسماك راحلة رحلة الشتاء والصيف !!!!
أهملت الثلوج أرض نجد ،
وعانقت حرارة الشمس مكسيك لتذيب
ما تبقى من ملامح البشرية ، ويتوحد الانسان
في تابوت حجمه بمساحته لا يزيد عن طوله وعرضه ،
كأنما تقف على رؤوسها الطير وهي تحفر قبر اتهاماتها ،
هذه الدنيا بعجب رهيب
تحب مالا تجد ، ولا تجد ما تحب
وحين تتمنى ، تصاب بسهم الغرور ،
ورأسه المكسور يصر على البقاء داخل تجويف قفصها الصدري
تحدثت امرأة عن عشقها ،
وسكبت في قالب العشق ترهات من مخاوف لا معنى لها ،
ودعت ، ورحلت ، ولم تترك لمسكنها عنوانا ، وبرحيلها رحل الوجود ،
وقرر الالحاد أن يعم تشريعه في غاب كل من فيها اسود ،
ولا ظبية تسرح ولا مكان للعبيد ،
فكل الأرض أحرار وكلهم مغلغلين بالقيود !!!!
متغطرسة نظرات الشك
وعنجهية اللؤم تحرق بُنّها في طبق الخيانة ،
لتتوحد من المخاوف إهانة ،،،
قد كان يكرهها ،
وعن طريق كلمتين ،
بات بها مغرما ،
وكلاهما يضحك على كليهما !!!!
هناك ،
تكتب الأساطير حرفنة هرقل ،
ورؤوس ميدوزا المتضاعفة حال قطعها
وبين سطور الاغريق انتشى للخضار أمل ،
وبين الرومان اعتلى العرش أقرع أجوف !!!
الأحدب يعالج حدبته رجوة نظرة
وعشتار يخالج السماء أن امطري لتخضر عروقي
وكيوبيد سارح يبحث عن قلبه
وهيروميس يناغي السندباد في سفينة تحلق فوقها العنقاء
تلك أمة من تشعبات عروق
وربما عروق من تنهدات خليج
والمضيق يقف دون وعي فقد انفجر آخر ماله من حدود !!!
تتسامى رفعة القلم عن عنفوان الذاتية
لتطلق صفارة الحكم نهاية المباراة قبل بداية الشوط الأول
حيث اكتشفوا في ساحة الملعب عنكبوت يبني عشه ليصيد غمامة حبلى !!!!
.
مجرد كارثة لحظية
فقد انقلبت النيازك
إيناس الطاهر
22/04/2007, 02:30 PM
http://www.al-coffee.com/a1/dfgh.jpg
أتربصك بين الخفايا
وأستشهد الوجد في الحنايا
أتلصصُ كــ طفلٍ طائش ثقوب الزوايا
علّني أظفر من حروفك رحلتي
نحو الشروق ،
نحو السماء ،
نحو الأماني المبهمات في الثنايا
أجمعكَ ، و أقول للــ عذّال لستَ مطلبي
ومذهبكَ من الرجال ، ما وافقَ مذهبي
أقول أني أكرهك ،
وأخفي الوجد بين حرّى أضلعي
أرتّبك ، وأكتبك
بين أسطر القوارير ملاكاً ، أبعثركَ
وأرمق منهنّ نظرة العشق والحلم والشوق والإيمان
فــ أزيد تيهاً
وأزيد هوى
وأذوب عشقاً
وأتوه خُطاً
أحبك ، وأخفي حبّك
أهيم بكَ وأتظاهر بالبرود من هيامي
حتى لا ترى حسنك إلا عيوني
ولا تسهر لقلبك إلا جفوني
ألؤماً ما بيّ وما في فعلتي ؟؟؟
مولاي ،
في الحبّ تتكسر الأشرعة
في الحب حلالٌ ، حلالٌ ، حلالٌ
لؤم السجايا
إيناس الطاهر
22/04/2007, 02:35 PM
سـ أتراقص مطلقاً تحت أضواء الشوارع
وحدي وصوت المطر
تك ، تك ، تك
قطرات السماء تجمعني
فـ أدور في عالمي أتلّوى
http://www.w30w.com/up-pic/uploads/76861b6306.jpg
سـ أتراقص مطلقاً تحت أضواء الشوارع
وأمدّ ذراعاي طرباً / ألماً
كما يغرغر بائع روحه ساعة الموت
أغرغر طرباً !!!!
http://www.w30w.com/up-pic/uploads/76861b6306.jpg
سـ أتراقص مطلقاً تحت أضواء الشوارع
تحت ثيابي سـ أحمل ألف جمرة تحرق روحي
فـ أدور حول ذاتي ، يرونني طرباً أتراقص
وأراني وجعاً أدور
http://www.w30w.com/up-pic/uploads/76861b6306.jpg
سـ أتراقص مطلقاً تحت أضواء الشوارع
تحت القبو أجمع أشلائي المتبعثرة
وأنحت من الأرض قبري
وأتكفّن بـ أحزاني
فـ يرهقني التفكير بـ غدٍ
ويرهقني وقع الألم العازف ، والتفاف جسدي المتراقص
فـ أهوي فوق بعضي
بعد طول تراقُص
إيناس الطاهر
22/04/2007, 02:36 PM
الوقت مرّ ، واليأس حلّ
للـ آن لم اعثر على وجهي الضائع
http://steeler.jeeran.com/f4e9fb3430.jpg
أيكفيني وجهٌ واحد ؟؟
ما عدتُ أدري كيف أتعامل معي
إيناس الطاهر
22/04/2007, 02:40 PM
أولُ الذلِّ نشوة
وآخر النشوة شهيقٌ مح ـبوس
سحقاً لكلِّ المشاعر الملقاة على شاطيء الوهم
عارية
.
..
...
ما يزالُ هناك متسـ عٌ للـ بكاء
ابكِ ، كـ طفلٍ صغ ـيرٍ ابكِ ،،،
لا تقلق ، لن أرتّب أوجاعك عرساً
.
.
.
.
يـ ـهـ ـمني أن أراكَ إنساناً
قالَ يُداعبُ غضبَ أنثى
ما حالك و اليأس ؟
ولمَ أنتِ أسيرة لـ هذا التعبير
وكأنك تحتاجين دسّه في كل تفاصيلِ روح ـكِ المرهقة !!!
أخرجي من سجن بعض الأفكار حتى و إنْ كانت جميلة
فـ في الخارج ساحات الكلمات المورقة ،
لا تنتظر أكثر من الأصابع لـ تنسج منها بحر لا ينتهي من الكلمات
وبعض الساحات تنادي اصابعك لـ مداعبتها فـ لا تحرميها
أنتِ امرأة جائعة لـ حدّ الارهاق
تشبَع حين تُطعِم
تارة تجودينَ بسرعةٍ شديدة وعنف ما بعده من عنف ...
وتارة تنسكب الأنوثة عبر أصابعك
حتى يكاد الحبرُ الخارجُ من أطراف القلم لا يصل إلى الورقة فـ لا يعلق
فـ تضطرين إلى إعادة تكرار بعض الكلمات
نظرتُ لـ كومةِ أحج ـار الطلاسمِ في إناءه
سيدي ، أريدُ الإنسان !!!!
أولُ الذلِّ نشوة
وآخر النشوة شهيقٌ مح ـبوس
سحقاً لكلِّ المشاعر الملقاة على شاطيء الوهم
عارية
.
..
...
http://www4.0zz0.com/2007/03/07/10/10606826.jpg
أحتاجُ البح ـثَ عن جدولِ رجاي المنهك
أحتاجُ فضَّ ع ـذريةَ حزني الكامنُ داخلي
أكبلُ مبسمي المزيف
نعمْ ، مزيفةٌ تلك الابتسامة
وخلفها جحيمٌ وقيده صبري و الأسى
منزوعةً مني
حين يضيق أفقُ ظهري المنحني على خوفه
فـ أتنفسُ في مضيقٍ هواؤه عدمٌ ، مفطورٌ على سقم
عقيمةٌ نبضاتُ قلبٍ يأنْ
وآآآآآآآآآآآآآآهٍ من ح ـرقة غدي
مزيفةٌ أحلامي
مرسومة بـ ماء الخ ـوفِ من ذاك القادمُ نحوي
ينتهكُ حرمات تشريعي
ويفرضُ نفسه مستعمراً خلوتي
هل نخافُ الوحدة ؟؟ أم نهابُ أنفسنا ساعة كفرٍ بنا ؟؟
كافرةٌ بي ، فـ أينني من إيماني
أقتاتُ على حزنِ الجوعى
أتسولُ صبر الأمواتِ
عاريةٌ مني ، ومني عارية
رحمااااااااااااااااااااااااااااااااااكَ ربي
إيناس الطاهر
22/04/2007, 02:42 PM
حين يجثو على قبر الأسى
أعمى محمّل بـ عَتهِ الصمت
تحتفل الأوطان بـ خيانة عظمى !!!
حين يجلس على كرسي السادة ، عبدٌ لا يملك صكَّ تحريره
يباع في سرمدي الليل ثرى وطن
وحين يكون دواء الكرامة الخوف
وثمن الشرف المعدة
وتذهب مع الريح النخوة
نقيم مأتماً كل من يحضره أموات !!!
هي في القلب همومٌ تسطح وقد تخرج من العين ، تفضح
ومع الصامتين ، أمتهن اللعبة صموداً
قصرٌ يبنيه حلم
من الرمل ،
بين أمواج البح ـرِ يغ ـرق
وداخ ـله ، طفلةٌ تح ـلم !!!
http://www.xx5xx.net/up-pic/uploads/0518cc822a.jpg
يا طفلةَ البح ـرِ ، والخ ـيالِ ، و قصر الرمل الهاوي
على الح ـلم تولدُ الأماني ؟
وتموتُ في المخ ـاض !!!
إيناس الطاهر
22/04/2007, 02:42 PM
http://www.xx5xx.net/up-pic/uploads/9b65b174eb.jpg
لن يتغ ـير الكابوس أبداً
سـ تبقى ملتصقة دون حراك ، بـ الورق !!!
ترقص الـ [ البالية ] ، بـ قدمٍ مع ـلّقة بـ الخوف
لن يتغ ـير الكابوس أبداً
يا عروساً من ورق
إيناس الطاهر
22/04/2007, 02:44 PM
http://www.xx5xx.net/up-pic/uploads/b749ebab46.jpg
ويلتصق بي دون إرادة
بُرجِ الأسد
لبؤةٌ صاح ـبته
ويلتصق بي دون إرادة
لـ أعاني
http://alhashimialagili.jeeran.com/qazwer.jpg
ألا عتقاً من عبودية ليلٍ أطال صمتاً
عزفَ كذباً ، فـ انار الليل شمساً
عجبي ، أتخرج الشمس نوراً في سرمدي ليل
إلا إنْ أهدى أصيل البوح من الهوى كذباً !!!
يا قاربي الماضي في رحم السماء
اغرزه خيانة ، واطعن بـ خنجر اللؤم قلباً
فـ كم صارت البلاهة ، سلعة الأغبياء
وكلهم في ميدان الحماقة ، متغابي ومستغبي
إيناس الطاهر
22/04/2007, 02:47 PM
http://shiny.jeeran.com/n/a0.jpg
منتصفي يحمل النور أبيضَ ، يحيطه الحزن حتى يسود الألم ما حول البياض ، فـ أستدير حول السواد يحيطني ، وتكتنفني وحدتي وبأسي المشدود على حرقتي وألمي
http://shiny.jeeran.com/n/b0.jpg
فـ أُحبس خلف جدران أناتي ،
أقاوم القيد ، أحاول تكسير القيود
فـ تلجمني معاناة الألم ، وبوادر الشقاء
لـ أستدير للـ موت أبحث عن ناره ، وأعطي ظهري للـ حياة ، وكلّ ما أحب مني يُدبر
http://shiny.jeeran.com/n/d0.jpg
أحاول إمساك طوق النجاة ، أينني مني وقد غابت روحي عني
أييني مني ، وقد صارت الكواكب تجهلني
ويحي بُترت يدي حين ظننتني أمسكت طوق النجاة ، آآآآآآآآآآآآآآآآه من ناري
وأمنح وردة نفسي لـ عشاق الخير وأجهل رضاي عني
لـ تذبل آخر عطوري بين مفترق يأسي وفرحي
فـ أتوه في لعثمة الحياة ، فـ لا ينفع الورد ولا يفيدني عطري
http://shiny.jeeran.com/n/e0.jpg
لـ تزيد القيود حولي وتتضاعف القضبان بيني وبيني
وتحصرني الحياة في ذنبي ، وأصلب على بوابات بوحي وروحي
بئساً لي لا شئ يستحق الإقبال نحوي
مثقلة خطواتي ، لا يدرك ما فيّ حتى ذاتي
متعبة أنا ، كيف لا أفعل وناقص نظري وضعيف نبضي ومتألم جسدي
والموت يهجر ، يبتعد ، ويصرّ أن يعذبني ويؤلمني
قلبي يؤلمني ،
يؤلمني
والله يا ربِّ يؤلمني
إيناس الطاهر
22/04/2007, 02:48 PM
http://www.al-coffee.com/enas/2.jpg
تعملقتْ داخلي شوارع اليأس وتعملق وجهي معها
http://www.al-coffee.com/up/uploaded/11_1165484404.jpg
الطريق طويلة ، أطول من عمري ، ومن حدّ نظري ، ومن مطمح يأسي وموطن بؤسي
رزنامتي أنهت سنتها الحالية ، واستعدت للـ رحيل نحو الأمس
أثرٌ رجعي لـ حياتي تؤخره ذاكرتي المفعمة بـ الماضي الحزين
حين كبّلوني ظلماً ، وكانت زنزانتي هذي الحياة
مولودة يبكون حضورها ، وبـ الم تشارك الباكين البكاء جوعاً
دون ثديٍّ يُشبع جوفها الطري ، فـقد قتلوا أمها ساعة المخاض
فـ أنجبت شيطاناً صغيراً تلّبس جسد إنسان
كان أنا ؟؟؟؟
طريقي طويل ، ممدودٌ بـ الموت
أشتمّه كلما نبض القلب ضعفاً
ربي رفقاً
ما عادت الأنفاس تمسح دمعاً ولا تسمح بـ أملٍ تجود به الروح المثكلة بـ العناء
أتكئ على حافة هاويتي ، في طريقي المهمل
أرتجي وصول القافلة ، وصول القطار ، وصول أيّ قادم يعيد لـ أرضي الاخضرار
وأنأى بـ الفشل ، تهدم سكرات الموت نشوتي بـ عناق حميم للـ حياة
وأمارس غرز خنجرٍ مسموم في أيامي المتبقية
لـ أصعد روحاً لا تجد من يذكرها ولا يبحث فيها وعنها
لـ تترامى دموعي على تلك الطريق ، وحدها من تعرف الطريق ، إليّ !!!!
طريقي طويلة ، ومثقلٌ رأسي من النوم
نومٌ ياتي على وجع
أجبرتني إياه تلك المسكنّات ، وهذه الحبوب الحمقاء من الأدوية ، كي أنسى الألم ، ألم نبضي الضعيف حين يتدفق الدم بطيئاً إلى الدماغ فـ يصيب الخَدَر كل الجسد ، لا يترك موضعاً إلا ويلسعه
لـ يطرح الطنين في أذني وليده من أزيز ، فـ يزيدني ما بيّ حقداً ، وكرهاً واسوداد !!!!
طريقي طويل ، محفوف بـ الخراب
يلثم شفتي كل صباح لـ يخبرني أنني ناقصة عن كل النساء
امرأة مختلفة ، من طبع مختلف ، من تكوين آخر للـ حقد على الكون المندثر تحت غطاء الروح المسلوبة
ينزل الخراب لـ عنقي ، يلتهمها على عجلٍ في نشوة الظفر بـ الجسد ، فـ تنتشي نفسي وتخرج الآآآآآآه مزفوفة بـ لسعة لا إبرة لها ، فـ إذا ما شبع من العنق ألهمه الفجور الجسد ، لـ يمزق ثياب الصحة عنه ويبدأ بـ التهام كلّ قطعة على حدة !!!
وتتوّجع أشلائي المبعثرة ، وينتشي جندي الخراب بـ ما حصّل من نشوة حين مارس الخطيئة مع طفلة ، فقدت عذرية روحها ساعة اغتصاب !!!!
طريقي طويل ملئ بـ نعيق الغربان
تطير فوق شعري المنكوش ، تضع بيضها بـ رفق ، يتفقس البيض بعد ساعة لـ تعجّ رأسي آلامٌ من النعيق متتالية فـ يصيبني الصداع دون هدوء ، رحماك ربي ، فتّاك ذلك الألم ، قاتل ، متعِب ، مؤلم
لـ استسلم في نهاية المطاف لـ تلك الحبوب المخدّرة وإبرة تفقدني السيطرة على نفسي وأنااااااااام
مرغمة ، أناااااااااااااااااااااااااااااام
إيناس الطاهر
22/04/2007, 02:49 PM
هل رنوتَ إلى بوح الطير على الغصن يغرّد ؟؟
أسألته إن كان يُضمر الفرح ساعةً أم يشهق ساعة احتضار ؟؟؟
كم هي تلك الطقوس التي نتتبعها كـ بارق
وكأننا نبحث في انفسنا عن صهوة بـ لا لجام
http://www.moveed.com/data/media/44/422.jpg
كرسيّ باردٌ أصابه الصقيع بـ الجمود
لـ حتى أفاق على انكسار
هكذا نشر الجليد أحاديثه في أذني ، همساً قريباً
أريد أن أمتهن من الصقيع مهنة التسول
تصاعدت أبخرة الجنون من مبهم غريب عليّ ، يروقني هذا الصباح ، وتلك الأصابع المصابة بـ البرود ، قد التقيت بـ وجه السماء
تصافحنا على حين عشق ، فألبستني خاتم الرضا ،
وكنتُ إذا أردت الرداء ، تلفحّت بـ شفّاف ثوبٍ من جليد ،
أعاد إلى مهمل الخلايا من عطاء أن أفيضي عليّ النعم
أداعب شَعر أنين الكلام ، يزيد تكويناً وأزيد محتوى ، وكل قواميس الأبجديات ، فاحت عطوراً لذاك النوى
والآن ، أينها تلك الكلمات عنك ، مجنونة كادت تنتحر شنقاً إذا عينك أغفلتها أو رمقتها بـ نصف النظر
أريد محاكمة كومَ الجليد ، أسيراً لدي وقيده في معصميّ
مكبل أمامي
لا يملك حريته
أعذبه ، أغلله ، أقيده ، وألهيه وأتعبه ، وأستفزه وأستنكهه ، وأحرمه وامنعه ، ثم اصله ولا أقطعه ، وأهمس في بياضه المستتر ،
فإن طلب فك القيد زدته ضيقاً
وإن نادى الشتاء ، أشعلتها صيفاً
لـ يزيد نيران الظمأ وما ارتوى
دمت يا صديقي جميلاً دوماً ، بارداً أبداً ، صقيعاً لـ عمرٍ مضى ، وعمرٍ أتى ، وعمرٍ لا أدري ما خفي فيه وما اختفى
إيناس الطاهر
22/04/2007, 02:52 PM
جامدةٌ كلّ تلك الروح المحبوسة في عين ثكلى
ملامحُ باردة ، لا معناً لها
حتى احتضار بقايا الجزع !!!!
المتعب حقاً
أنني بدات رحلتي إلى انتصاف بعضي ، ما عاد فيّ شئ كاملٌ
حتى دوائر يقيني ، بدأ يقتسمها الشك وينصّفها ضياعاً دون رحمة
أي سجن مبهم ما نحبس أنفسنا فيه دون قيد والباب مفتوح
بقايانا جزء من ذنب كان في الماضي ، بعض من سجايانا !!!
http://www.al-coffee.com/up/uploaded/11_1165485628.jpg
كنتُ فيما مضى ، أظنها رايتي ، ومعك عن الدنيا أستغني
وشمتُ حبّك على كفي ومضيت ، سواكَ لا أرى ، وغيرك لا يُقنع قلبي
وضعتك بـ ماء عيني وحذرتُ على نفسي ألا أبكي
تراميت حول روحك عبدة تجيد تقبيل الثرى
إذا مرّت من الطريق لـ سيدها خطوات !!!!
أعلنتك ، صومعتي ومحراب قلمي
ومارستُ شغبي وفوضويتي بين يديك ، وما حدّثتني نفسي ، أنْ كفي وحسبي
ظلمتني يا مهجة الروح ، وقيّدت مني كل يد
وعلّقت بقايا حريتي حيث لا تطول يدّ
أنا من فتح قيود اليدّ ، ويداي من كبلّهما القيد
وأتقوقع على كبريائي أخنقه عبرة وأقتله ظمأ
أرنو لـ ماضي ذكريات ، أسمع دفء صوتٍ ، فـ أبكي دماً على ظلم قهري
أحاكيك نجماً في سمايَ ، ولم أدرك إلا متأخراً أن نجم سماي ، قد ألِف سواي ،،،
واااااااااااااااااااااااااحرّ قلبي
http://www.al-coffee.com/up/uploaded/11_1167132271.jpg
لـ يتجمد كل معنى ، في وجهي الثابت
بـ لا ملامح ، ودون عواطف ، بـ لا صورة ودون روح
تتساقط رغماً عني يا ماء عيني دمعاً
وبـ سقوط دمعي ، يموت قلبي ، ظلماً
http://www.al-coffee.com/up/uploaded/11_1167132207.jpg
قتلتني من الوريد
بعد أنْ رسمت على يدي ، صورة قبري ولون كفني ، ومفترق طرقي
بربك يا أنت ، لماااااااااااااااااااااااذا
إيناس الطاهر
22/04/2007, 02:53 PM
http://www.xx5xx.net/up-pic/uploads/9b65b174eb.jpg
لن يتغ ـير الكابوس أبداً
سـ تبقى ملتصقة دون حراك ، بـ الورق !!!
ترقص الـ [ البالية ] ، بـ قدمٍ مع ـلّقة بـ الخوف
لن يتغ ـير الكابوس أبداً
يا عروساً من ورق
ينيرُ ما بين حدّي ووجعي
لـ يشرقَ من مفترق طرقي
نورٌ يستبيح مكرمات نفسي ، فـ ترنو إليه أسماعي حبوراً
كرويةٌ عجيبة تلك الأرض
مستديرة ونيران غيرتها تلفحني
فـ تخفت كل ملامح نفسي المتأهبة للـ هجوم
درءاً للـ شرّ ،
من ضحكات صفراء لها ألف وجه
السماء غريبة
تعجّ بـ النجوم ، نجم يولد ، وآخر يموت
ونجم تهواه الكواكب وحوله تدور
وآخر أحاط نفسه بـ سياج عزلته ، " ممنوعٌ الاقتراب من حدودي "
وإلا فـ الاحتراق لن يبقي للـ وجوه معالم
ومن خشيتي
تمازجت في تشكيل مبهمٍّ حياتي
لـ نعانق ألوان السماء في فوضوية غريبة
بـ لا حدود لها ولا فكر ، تستجدي لون أساس عليه تنطلق
فـ تموت قبل أن تحيا !!!!!
لـ يمرّ من بين عيناي وجسدي
شهابٌ خارق
يمزّق ما تبقّى داخلي من تساؤلات
ينير حياتي لحظة عبوره
ثم تمتقع ألواني بـ السواد
لـ أحترق من أنين صبري المتقرّح على أبواب صبر أصابه البرود بـ البلادة
أينك ؟؟؟
جبتُ المجرّات أبحث عنك
عن وحيك المندثر في الحطام
ناديتك ، أينك ؟؟؟
عاد الصدى حزيناً إليّ
عذراً من تبحثين عنه ، " خارج نطاق الخدمة المجراتيّة "
حينها ابتدعتُ من جنوني كوكباً آخر
لا وجود له إلا في مترفي من خيال ،،،،
كوكبُ حصّل ألوانه من أوراق الشجر ، لـ يتركها على الغصون بالية ، خريفية ، لا حياة فيها
وينبض هو وحده بـ الحياة
فـ يموت صبري قبل أن ينضج لونه أو تكبر فيه بذرة الأمل
لـ أهوي من علِ
من ذلك الفضاء المنسوج بـ خيانة أفكاري !!!
سحقاً لها من تضاريس كوكبٍ لم يولد إلا لـ يخون ، ويمتهن العهر في قعر بيت الفضيلة
أكوابٌ أثملت بقايا الرجاء
فـ هوت من أدراجي معاني الاحترام ، على مضض
وعند الغروب بعد ان فني الصباح مني بـ الحطام
أبحث عن بقايا نزفي المتراكم على الجدران
كـ رادارٍ أجاد البحث دون جدوى ، عن خيال
أسماه جنون معتقلي ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، حلم
إيناس الطاهر
22/04/2007, 02:53 PM
مجنونةٌ قرّرتْ الانطلاق نحو الأرضْ
لـ تحيا بين البشر ، وتنطق عنهم ، وربما لهم ، وجائز ضدّهم
تعشق ، الـ ذاتْ
تكره ، الـ ذاتْ
تنتمي ، للـ ذاتْ
وتنسى في هذا الكون ، معنى الـ ذاتْ
تلك هي أنا ، لـِ أنا
والباقي شذرات :)
إيناس الطاهر
22/04/2007, 02:54 PM
يبدو متألماً
والـ ج ـرحُ عميق
جرّاحهُ أنتَ يا ملاكي
احذر ،، لا تـ كن جرّاحاً لـ جرح سـ ينزف من جديد
[ ]
[ ][ ]
كيف تعانق الشفق ؟
كيف تولد ؟
هل تفردُ جناحيكَ رأفةً لـ بعثِ ح ـياة ؟؟
أمْ طبيبٌ يداوي الناسَ وهو ع ـليل
[ ]
[ ][ ]
همسةٌ لـ ملاكٍ مبعثر :
سـ ينمو الزَّغَب
ويحلّق حيثُ الـ روح المنفوثة من حطامِ الأسى
تأنّى يا رفيق
ما زال هنالك متسـ ـعٌ لـ كيوبيد
هل نُحسنُ يا كيوبيدي مرمى القلوب ؟؟
في المنتـ ـصف ، حيث ينبض الخفوقُ من جديد
إيناس الطاهر
22/04/2007, 02:55 PM
مع ظفائر الجزع جاءت :
" لا تكترث ، فـ لا شئ يستحق "
إيناس الطاهر
22/04/2007, 03:59 PM
لا تُقدّم صكَّ الغ ـفران بـ يمينك
وتطلبُ عذريةَ أفكاري بـ الشمال ،،،
فـ أنا للـ شيطان حليفٌ ، إنْ كانت حريتي للـ امتهان
إيناس الطاهر
22/04/2007, 04:24 PM
قال لي " قد أخذت النساء حقّها ، طالبت بالحرية وحصّلتها ، هنيئاً لكم يا نساء ، قد اصبحتن معنا في المضمار "
أيها الكاتب المخضرم لا تتحدث بصيغة الجماعة ، إن كنتَ رجلاً فلا تعمّم للمشاعر وبين الموجودين إناث ، والعكس صائب ، فيا صديقي جنسنا عن جنسكم مختلف ، مطالبنا تختلف ، وحاجياتنا تختلف ونظرتنا تختلف
ولا تظنني من أؤلئك المتكالبات على الحرية حتى قيّدن أنفسهن ،
حرّة بنفسي ومبادئي ومعتقداتي ،
لم أعترف يوماً بحرية المرأة ولا بكلمة المساواة ،
أحب أن يكون شريكي أعلى مني فأفتخر به ، وأطول مني فيحجب عني شرّ الدنيا ، وأعرض مني فأحتمي بظهره ،
إن سرنا الدرب سوياً ، أريده جواري ، لا هو أمامي بالركب ولا خلفي ،،
لا يسبقني ولا يبطئ عني ،
أريده قوّاماً غير لوّاماً ،
صبوراً غير متصبّراً ،
حنوناً في غير ابتذال ،
ولست ممن يقلن أريد صوتي وصوته بذات النبرة ،
بل احتاجه جهورياً ، صوتي في حضرة جنابه خافت ،
يملك من الصقر حدّة البصر ، ومن الذئب شراسة الطبع ، ومن الثعلب دهاء العقل ، ومن الأسد سلطة الحياة ،
من الحمام رقته ومن الديك يقظته ومن البحر قوّته ومن الأرض بركانها ،
من الأم عطفها ، ومن الحياة شبابها ،
لا أريده خانعاً ولا متجبراً ،
لا أحتاجه مثرثراً على غير رسالة أو هدف ،
إن تكلّم صمت المحيطين به ،
وإن صمت تعرّقوا هيبة منه ،
إن دافع كان صاحب رسالة مسموعة ،
وإن هاجم كان صاحب سيفاً لا يخمد رأسه ،
لست كأي النساء صدقني فلا تجمعني بهن ،
فلهن دين ولي دين
إيناس الطاهر
23/04/2007, 03:21 PM
مذكرة قصيرة لـ رجلٍ جالس على الـ [حصيرة]
الزمان : الآن تماما
المكان : أفترش أرض غرفتي لـ عدم مقدرتي الجلوس على أي مقعد
فـ أنا بطبيعة الحال رَجلُ مقاعدٍ في النهار و أرض في الليل
همسة : زيّنت كلمة رجل بـ فتحة على الراء كي لا يضمها أحد فـ أصبح لا قيمة لي فجأة
الأحداث : أحتضن حاسوبي الشخصي والفوضى تسكن كل شبرٍ حولي
علبة سجائر زرقاء اللون فرنسية المنشأ " كرتونية اللباس "
وعلبة سيجار ورقية اللباس بنية اللون ترتمي بقربها
وفنجان قهوة تركية يقترب من شفتي حينا و تارة يبتعد
و صحن " متبل " كأطيب ما أحب أكله يسكن بقربي على الأرض أيضا
أهم الأحداث :
حوار مسنجري ...
هي : خبرني عن الـ مرأة في حياتك ...!
أنا : أوووووووه قريبا سترين مسلسل " نساء من حياتي " بين السطور
هي : نساء .... ؟؟
أنا : وما المشكلة ..؟
هي : نساء يعني جمع وليس مفرد ..
أنا : أعرف أن الكلام عن 20 ألف امرأة قد يطول
هي : .......
انا : انتظري اذا الاحداث سـ تأتي تباعا
خاتمة : لحظة تفكير صغيرة قادتني نحو الأمام رجوعا
هل سـ أمتلك القدرة على كتابتهن بين سطوري ... ؟
وإن مرت أحداهن ولم يعجبها الكلام عنها هل سـ تقتلني .. ؟
حركة لا شعورية جعلت قدمي تغرق في " صحن المتبل "
وأنا الآن أسبح زيتا
وعند اختمار الفكرة في فرن أفكاري سـ تُترجم إلى ورق ....
من أرض غرفتي مع ألف التحيات
أنظر في حروفك ، أستعجب منك يا وائل ، او إذا أردتَ يا عبدالرحمن الناصري
قد تكون ألف امرأة ، وقد تكون مائة امرأة ، وقد تكون 20 ألفاً
ليس المهم كم هنَّ ، ولا بمَ تحدثتَ معهنَّ ، ولا كيف ناقشتهنَّ أو حاورتهنَّ
ليس المهم أحببتهنَّ أو كرهتهنَّ
وافقتهنَّ أو عارضتهنَّ
ليس المهم إن أحبتكَ إحداهنَّ
او بغضت روحكَ سيدةٌ منهنَّ
ليس المهم آنساتٍ أم عانساتٍ هنَّ
متزوجاتٍ أو أرامل أو مطلقاتٍ كُنَّ
كل ذلك يا صديقي الجميل ليس بـ المهم !!!
ما يحيرني ، ويزيدني أسئلة على أسئلة
ما شأنكَ بهنَّ
إن لمْ توافق عقلك آرائهنَّ ، دعهنَّ وشأنهنَّ
لستَ النبي المنتظر
ولا الصراط المستقيم
لستَ مسروراً بـ سيفه ، ولا الميزان القويم
دع الناس وشأنهم ، ولـ يكن لك من الناس شأنك
قد جئنَّ كلهنَّ إليكَ واثقات
ليس لـ رفضك أو قبولك تجعل منهنَّ حقل تجارب لـ رأيك
لا يحق لكَ يا صديقي
يقيناً لا يحق
المرأة ، ضلع أعوج مسكين
ضعيف وإن استقوى
من القوارير وإن ادعى الصلابة
إن أخطأت فلـ ضيق قلب
أو سوء معاملة
أو بحثٍ عن رفق ورفيق
دعهنَّ وشأنهنَّ
ما هكذا يا صديقي نجازي النساء
صافحن إبليس أو امتلكن الرياء
ما هكذا نحادث النساء
ادعين الخير
او ارتدين الوقار
ما هكذا نشتري روح النساء
صديقي الصدوق
دعهنَّ وشأنهنَّ
إيناس الطاهر
26/04/2007, 02:37 PM
http://www.u11p.com/folder3/U11P_UttzqOz9K0.jpg
بعض الحقائق تحتاجُ لـ خيطٍ يمر حول تضاريس حالمة
وعيون ناعسةٍ نائمة
وأجفان ما ملّت الأبواب المغلقة
بعضُ انعكاسات النور تسري حول أرواحنا قبل أن ترسم الشفق حول معالم الجسد
تدخلُ بـ نورٍ رحماني ، وهدوءٍ سلطاني
تجعل من مرارة واقعنا حياةً برزخية لـ يوم الميعاد
بعضُ ألوان الحياة
حين ترتسم على وجهٍ أملسٍ ، يضجُّ بـ الحنين
تقبّل ثغر الأمنيات
وتمنحُ وئاماً وسكينةً كـ لون الخريف
يعطي السموَّ ، ويمنحُ الرفق ،
كـ آخر العمر ، حصّل من الدنيا أوجاعها ، وعاش أفراحها
وساوم في لحظات اليأس عن أتراحها
فـ حان الرقود الأخير ، لأوراق الحياة
أشعرُ بـ سكينةٍ تجتاحُ حياتي
وتضعني في بروازٍ لا يريد الثورة ، لا يبحث في الهجوم ، ولا يتسكع في مقاهي البطالة الروحية
أشعر بـ الصفو يرقد فوق جبين أمنياتي
يملّس شيباتي اليأسية
ويرتمي على صدرِ خوفي
لـ يلثمَ بـ شغفٍ أوجاع ماضٍ لم يهرب من أرض المعركة
يناغشُ تارةً ،
فـ أتجاوبُ معه في لذةٍ هادئة ،
ولحظة هانئة
أساوم وجوده ، فـ يبيعني الحياة
بعض أشلاء النور
حين تريد الرحيل
تمنحنا الحياة
http://www2.0zz0.com/2007/04/26/08/35272511.jpg
ما أجمل لحظات الثمالة
حين تنقلب الموازين
فلا إمكان إلا للمستحيل
ربما لا أحتاج عكس الدنيا لـ أهنأ
ربما أحتاج أن أقلب صورتي ، فأرى الحياة بـ المقلوب أحلى
وأغمض جفني بعد حلم
ألا ليت الأحلام تكون
وليت الأماني ما سكنت غمضى الجفون !!!!
إيناس الطاهر
28/05/2007, 11:55 AM
عندما تخجل الأحجار تتفجر قلوبهاعيون عذبه
لاسلام ولا كلام
هكذا يكون خطاب الأعداء
عندما يسقط الحب صريعا بسيف السذج
وما الحب
ألا شهوه
او نزوه
او لهوه
او سهوه
ولو كان به بعض من فتات الصدق فهو كذب
وكنت أظنه قبل ذلك غير ذلك
لاأحبك
يا ذلك الذي كان مصدر الحياه
أما الآن ، يحتضر بين أحضان غيبه ، الأرق
أأنا
يامتكسر المشاعر
ماضٍ كريه
ام ذكرى عقيمه
أم فعل سيء
أنا --هل تعلم من أنا ؟؟؟
أنا الذي وجدت قلبك محطم كزجاج سقط من بين يدي طفل أخرق
فجمعت شظاياه بين أناملي التي تجرحت
وغسلت بدمي شظايا قلبك !!!!
في الآخر أقول
تبا لك يادمي
وشكرا لك ياشظايا قلبه
إيناس الطاهر
28/05/2007, 04:48 PM
هي فيروساتي اليــــوم مذبوحه
مقتولة مقصولة
ترتمي بينها العبرات فوق المغاصل بسهوله
قتلتيني بعتابك
وابقيتِ الجثة مهمولة
مالي أنـــا إلا عذابك
يبتغي بين هجرك و عنادك
كيف ابقى بلا حاسوب يسامرني
عذب القوافي
ومنها اشتاق للمحاتك بالسواقي
بين نبع الماء الدافء
اتقتليني و تصلين على جثماني الدامي بنبالك
وقوس النبال بـ يديك ياقناصة بالروح
وما بـ الروح ياحاسوبي إلا فيروسات و جروح ..
إيناس الطاهر
28/05/2007, 04:52 PM
أكره اللون الأحمر
وبعد منظر الدم المبعثر
صرت أكرهه أكثر
رُخص العروبة في الدماء تناثر
زجاجاً متكسر
يجرح وطئ النعال عليه
فقط العربية من النعال ما يُجرح ولا نتذمر
توني بلير ، يفترض حقّ يهود في الدفاع عن النفس
ورايس ، كلبة اليهود المدللة ، تكتفي بـ الابتسام
ونحن نعترض
نحن نرفض
ونرسل المساعدات الإنسانية
بـ ربك ، أيحتاج ميّت لـ مساعدة بشرية !!!!
أكره الإكتفاء بـ النظر
واليوم لا خيار عندي إلا النوم ، مجبرة عليه ،
مكرهة عليه
فـ ماذا يفيد استيقاظنا
ونوم الظالمين عبادة
سـ أنام
إيناس الطاهر
29/05/2007, 04:30 PM
أحتاجُ أنْ أتنفسَ بقوّةٍ
قوةٌ تُخرجُ روحي من بين طرقاتِ قلبي
وتسحبُ انفاسي من رئتيَّ دون رحمةٍ
أريد أن أمارسَ سادّيةً تعذيبيةً على خلايا نفسي
تقتلها ولا تحييها
تدميها ولا تشفيها
تجرحها دون أن تداويها
أريد ان اخونني الف مرّة ، واطعن ظهري بخنجر الثقة المسموم على أمان
لأستسقي الأوردةَ نبضاً فتبخل بالعطاء ، ولا أجد ملاذاً سوى القهر وانحباس الدموع
لألعن النور ألف ميلاد ، وأهرب للظلام
خفاشٌّ ظلومٌ مكفهّرُ الأحداقِ ، مستشرٌّ على جَورٍ وبهتانٍ
خشوعه كفرٌ ، وإيمانه إلحاد ، ويقينه أساس الخراب
كدراكولا على دماء البشرية تحيا ، تهرب من النور ، وتكبر بالشرَه الأعظم للدماء
كانت مشاعري نحوي ، أستزيدها تعذيباً فتتلو على أسماعي طلاسماً من الجان ، في حجابٍ من رذيلة الأفعال نُسجَ وحيكَ ما فيه على غضب ، لترتوي من رمدانة العيون قبور ،
وتستعيذ من الشرور سطور ، وتلتهم من الخير جذور ، ولا تحيا أرض على صلب الأفكار ،
إلا تلك المولودة من خطيئة النشوة ، ونشوة الجريمة ، وجريمة الاغتصاب عهراً وتكفيراً
مبتورةُ الساعدِ على غير هداً أرثي لحالي فأهجوني
وأحزن لطبعي فأقتلني
وأستلذُّ جرحي ، وأستزيدُ قرحي ، وأصلبُ كل نور على بوابات جهنم المنسوجة في عينين أقسمتا ألا تناما قبل أن تغدران الخير وتستبيحان المحرمات ويهان عند ناظريهما كل مكرّم من منطق
سحقاً له من فكر ذاك الذي يبقى صريعاً على صفحات لم تنطق
وإن نطقت لم تُسمع ، وإن أسمعت لم تحرّك ساكناً ، وإن حركت فغير دبيب نمل يمرّ على سهل ما اقامت الخطى
إن القلوب المنحوتة من الصخر لا تلين إلا بالنقر على رؤوسها ، ولا تترطّب إلا بالحفر على رأسها ، ولا تستنشق الشرف إلا من دموع المثكلين المترفين بالالم ، فنحن أبناء الخطيئة ، شئنا ام أبينا ،
قبلنا أم رفضنا ، نحن والذل على ميعاد ما لم نستقي من دماء بعض ، ونجعل ذوينا سلّم طموحنا
وأساس عليائنا ، ورفعة مساعينا
الغاية تبرر الوسيلة ، هكذا نطق بها الزمان وأمنتها الآذان ، وسحقت من دونها الآراء
لا يعلو إلا الخائن ، ولا يرتقي إلا الحاقد ، ولا تنقص في المرء خصلة نور إلا
وزادت في ميزانه الخيرات ، لتبصق الطرقات كل شريف عفيف ، تعاقبه بالإهمال ،
وتجازيه بالنكران ، وتقتله بالهوان ، وتتركه لنسور البشر ينهشون لحمه دون شبع ،
كلما نقص من بعضه جزء تعفن ، وكلما تعفن تزينت الدنيا وازدادت شباباً
بخساً أثمان من تدافعوا نحو حمى الوطيس لإبقاء كل ماردٍ ، وعاهرٍ ، وكافرٍ وجاحدٍ يستلَّ
سيف الظلم ألف موعد مع كلِّ مسكين لا حول له ولا قوة
بئساً لكل شهيدٍ دفع روحه لوطن لا يراعي الحرمات ، وينتهك المحرّمات ،
ويستغلُّ الممكنات ليصنع للسلطان عرشاً من عظام المساكين
يا ايتها المؤودة افيقي ، وخبريهم عن ذنبك
فحين في الأرضِ دفنتِ كان تكفير الذنب صكَّ غفران
ويلوح من بعيد الأفق ، غراب ، ينعق بالخراب ، ويجثو فوق إصبع السلطان ، يعلن الولاء
وتضيع أمةٌ ، ذنبها أنها لم تولد حين وقعوا الهدنة والبيعة للشيطان
ولم تقبض نسبة الأرباح ، تلك التي ذهبت لجيب الخزي والعار
ويبقى في الفيفاء عراةً ، حولهم الثياب ، وفوقهم الذباب ، وتحتهم السراب ، ولا ينفع لعوراتهم المكشوفة
إلا القتل والإرهاب
إيناس الطاهر
30/05/2007, 06:54 PM
قالت؟؟
قالت : لسانك طويل يا فتى
فـ تلطّف
ولاتعرّي لسانك معي ،
وألبسه معطف
واستحي في خطابي ،
و اخجل
وإلاّسـ يكون لي معك ،،
تصرّف
قلت : روايدا ُ ورجاءً ،
تمهلي
الورود ليست بهذه الطريقه ،
تقطف
أنا الذي سقيت الأدب
ماء الذوق
أنا الذي جعلت الإحساس ،
مرهف
أنا الذي أنطقت الحياء
في حروفي
والغريب أني عندك للآن
لم أًًُعرف
إسمعي يا طفلتي حكمة
من عجوز
من الغباء أن تلاقي المخرز
بالكف
والعذر إن أصبحت لاأرتقي
لخطابك
وأظن أن هذا العجوز يا طفلتي
خرّف
إيناس الطاهر
31/05/2007, 12:50 PM
غرورةٌ هي تلك النفس ، تستعلي ، وتظن أنها ترتقي ، ودون ان تتقي تسقط في درك الوهم ودون أن تدري ، تصاب بالخيبة !!!
ما لي ونفسي ، أهذبها فأعذبها
أربيها فأزيدها غيّاً وجلافة
يقال أن النساء ، ذوات طبع ناعم في الطبيعة ، مجبولات على الحلم والعاطفة ، تكوينهن يمنحهن حرارةً ما تفتأ تنام حتى تفيق ، وكأنّهن بتلك العواطف الجياشة داخلهن ، يخلقن كوناً من نسيج متلاحم للإنسانية ، وكأنهن يبنين ما قد تعجز عنه أفكار أعظم مهندسي هذا الزمان
هكذا يقال ، ولكن أين الحقيقة من كلّ ذلك ؟؟؟
هل يجوز لي أن أمنح التعميم من وضع تخصيص لحالي ؟ أم أنني مجبرة على جعلي فأر تجارب ، وإعطاء النتيجة التطبيقية على حالي ، وكأنني كائن مستقل عن كلّ النساء ، لا علاقة له بهنّ ، غريبٌ عنهن ، وعن احتياجاتهن وعواطفهن ، ومشاعرهن ، وحتى تمردّهن !!!!
تارةً يأخذني الحنين للكلمة ، فأولد بكلمة ، وأعشق كلمة ، وأبكي من كلمة
وتارةً يلين جدار الوهم عند الخلائق وقلبي ما لان أو هان أو مارس فنّ الحنان !!!!
هل حين نحتاج للعاطفة نضعف ؟؟
وهل حين نستغني عنها نضعف ؟؟
أنا قبل أم عاطفتي ؟؟؟
مشاعري أم نفسي ؟؟؟
هل تلك الياء الملحوقة بكل كلمة ، ذلك الضمير المتصل شكلاً ، المنفصل معناً ، المستتر شعوراً ، العائد عليّ دون إرادةٍ مني ، يجعلني قويةً ظاهراً ، وضعيفةً من أعماقي ؟؟ أم هو العكس تماماً ؟؟؟؟
حين كنتُ صغيرةً ، كانت مشاعري فاترة من كلّ شيء ، من أيّ عاطفة ، لم يكن يثير اهتمامي معنى العائلة ، أو معنى البشرية ، كانت الأنا عندي ، مترفةً ، مغرورةً ، وربما هذا حالنا حين كنّا صغاراً ، نجد من يدارينا ، يعاقبنا ثم يعود لمراضاتنا ، لحتى نظن في وهلة أنّ الكبار يقعون بين إصبعين من أصابع ضغوطنا عليهم ، إصبع البكاء ، وإصبع الرياء ، ليصبح بعد ذلك ما نريده في كنف ( كن فـ يكون )
اليوم ، انا أكبر ، أكثر نضوجاً ، لكنني أقل خبرة
تلك الأساليب والدهاليز التي كنتُ أتقن فنونها في صغري ، حين لم أعقل ، أمست في ليلة دكناء غريبة عني ، أحاول تعلّمها فتنأى عني ، لحتى ما عاد يجدي البكاء ، ولا التوسل ، ولا حتى ممارسة عقاب الذات ، حتى الرياء ، صار ممقوتاً تصرفاً ومنهجاً
هل حين نكبر ، يضعف السحر فينا ؟؟ أم هي المهلة المعطاةُ لنا من الحياة حتى نتشبث بها ، ونتمسك بأذيالها ، فإذا ما حصّلت منّا مبتغاها تركتنا ومعتركها ، في نصف المحيط ، لا نحن حصّلنا الشاطيء ، ولا نحن استطعنا تجاوز الأعاصير والعواصف !!!!
ربما أكون نادمةً على أنني كبرت ، وربما اكون حزينةً لأجل ذلك
فكأننا كلما زاد العمر بنا ، تزيد إرهاصات الدنيا وضغوطات النفس ، فنعجز صدقاً عن مواكبة رغباتنا ومعادلتها بالإمكانيات المتاحة لذلك !!!
أظنني أفضل حالاً من كثيرين غيري ، فأنا املك القدرة على التعبير عمّا أحس وأشعر ، في حين يعجز الكثير عن التعبير عمّا يعتلج فكره ويؤرق روحه
لكن حتى تلك الميزة تكاد تخنقني ، تكاد تحاصرني وتضيّق الخناق علي ، فهي ، تجعلني سلعةً لمشاعري ، غير قادرةً على دبلجتها إلا وفق الصفحة وكيف يريد الترتيب و حرفنة الأدب
كم تتملكني الرغبة بأن أكون متسولةً تستجدي القلوب علّها تظفر بأحد الحسنيين ، وربما أريد أن اكون كتلك البليدة التي لا تتحرك فيها ذرّة مشاعر وإن قامت القيامة على من تحب
للحظة ، احب النذالة ، أحب الجور ، وأعشق النيجاتيف من كل شيء ، ربما لأن الأصل لم يسعفني ، وربما لأن العدل لم ينصفني ، وربما لأنني من الذين يعانون قلّة الرضا ، فلا هم يقبلون الواقع كيف هو ، ولا هم يرتضون الصمت على ما هم فيه
مهلاً ، هل اعتراضي على واقعي يعني أنني على أبواب الكفر ؟؟؟
لا وربي ، لست يا إلهي أعترض على القدر ، ولا على مجرى ما أحيا ، لكنني أريد البوح ، التنفس ، أريد ان افهم ، صدقاً أحتاج لأن أفهم الكثير عن كل شيء
ما هي الحياة ؟؟ ومن هم نحن ؟؟
ماذا نريد ، عن ماذا نبحث ؟؟ إلى أين نريد قطار الحياة كي يأخذنا
هل نرضى إن حصّلنا الأفضل ؟ وهل الأفضل يكمن في تحصيل الأكثر ؟؟؟
غني ، فقير
ظالم ، مظلوم
أبيض ، اسود
مؤمن ، كافر
ليل ، نهار
لمَ كلّ تلك المتضادات ؟؟؟ ولمَ كلُّ التعقيدات
هو ذاته القالب ، جسد فيه وجه وصدر وساقان
وفي الوجه فمٌّ وانفٌ وأذنانِ وعينان
وفي الصدر قلبٌ بأربع حجرات
وفي الساقين أصابع وأعصاب
ذات التركيب ، فلمَ كلّ ذلك التعقيد ؟؟ لمَ هي تفكر بشكل وأنا بشكل ؟؟ ولمَ هو غني وذاك فقير ؟؟ ولمَ هذا طيب وذاك شرير ؟؟
لماذا يفكر هؤلاء بقلوبهم ويفكر غيرهم بالعقول ؟؟ ولماذا ينام البعض ولا يحمل عبأ حياة ولا ينام آخرين رغم سهولات الحياة ؟؟؟
لماذا أنا إيناس ولم آنَس بذاتي بعد ؟ وكيف آنَس غيري بي ولم أعرف نفسي بعد ؟!! ، لماذا اليوم أنا حزينة وفي الأمس غاضبة وفي الغد انتظر المجهول ؟؟
من أعاقب ؟؟ ومن أجازي ؟؟ .. ومن أنتظر ؟؟؟
لماذا ؟؟؟
يا ربي كم أحتاج لإجابة !!!
إيناس الطاهر
02/06/2007, 04:15 PM
أمرني من أثق به أنْ كفى ...
في متنْ الحلم :
ذات صبح إنصاتٌ لصوتِ البكاء على قارعة الطريق
لكن الليل يخبرني أن هناك أملا قد يظهر
من جديد ... أشعر بذلك حد التأكيد ...
البطولة لحلم لمْ يبدأ :
تختفي خلف الكواليس حكايات شرقية ، ومظاهر لنرجسية
ومشاعر لشاعر أبى الموت الا بقبر محروق ، لكن
في داخل الحكاية يبدو الرمز ناطقا ، أنه عما
قريب سيصل الى بر الامان برسالة شكر
وعرفان ، ترى هل هي أضغاث أحلام
أم يتحقق المنى ويتم الاتصال ولا
يبقى الحلم خارج نطاق الخدمة
ألف ، باء ، عتهٌ وحمق :
يقول الراوي يا كرام
أن الجميلة بقيت يومان بلا زاد ، وغير المرّ الأسود ما دخل جوفها ، وعيونها
الساحرة ما انقطع دمعها ... والوحش متربص أمام الباب لينفث النزاع عبر الأركان !!! والفارس المغوار مسجون في قلعة السبعة بحور لا يقوى على إنقاذ فتاته ، يبثها أشواقه وحبه وقربها الأزلي منه
يضيف الرواي يا كرام أن رسائل الشوق
في كل يوم تصل يد الجميلة دون مانع من وحشها
فحمائم البريد ترسل الشوق كل حين ، فأين المصيبة ؟؟؟؟؟
أن الجميلة تصرّ على الخنوع للوحش وتمزق أشواق فارسها البطل ، رغم علمهما
أن في قلب كليهما يرقد الأمل والرجاء ... فماذا يفعل الفارس بربك أيها الراوي أجب !!!!!
إيناس الطاهر
02/06/2007, 04:20 PM
الجمال وقع الهمس الناعم في أرواحنا
يُخلد نوره سكناتنا ، كـ الضوء الخافت يرتعش خوفاً من نسيم بارد
رأيتُه يراقص أوراق الخريف لـ تتساقط تحت قدميه وتمنحه كلّ ما تملك ،
فـ إذا ما مرّ على الثلج زاد وسامة بـ الشيب
فـ كيف بربك أسعى للـ جمال وأجده إن لم يكن أنت ؟؟؟
وكيف لي أن أرى جمالاً وأنا لا أرى سواك !!!
أنت كـ وتر القيثار مشدود على افتراق أوتارك ، حين يداعبك الحنين لا تكون إلا ثابت اللحن
جمالك الحقيقي يكمن في رقة قلبك وقوّة عقلك
ينهضان متماسكين دون تلاصق فـ كأنّ قناعة روحك تخبرك أنّ أعمدة المعابد تقوم على إنفصال
والسرو والصنوبر لا ينموان في ظل بعض
فـ كيف أرتجي قلبك أو عقلك دون الآخر ؟؟؟ بـ الله خبرني
انجذابي لك كـ حنين الحياة لذاتها ، فـ بكَ ولك خرجت نفسي للـ حياة وقلبي يحيا في كنفي لكنه ما عاد مني / ملكي
هل أخبرتك قبل اليوم أني أحبك ؟؟
لا أدري لمَ حين أنطقها أشعر أنها الأولى ، والأخيرة بك / لك !!!
تأكد أنّ قلبي معك كـ قوس وحبي سهم إليك ينطلق
أرجوك حاول أن تدرك أنني لا آتيك إلا صادقة ،
يا من أفيق على وجهه النائم وأستفيق على نظراته المتفحصة
إيناس الطاهر
02/06/2007, 04:28 PM
لح ـظاتٌ تمرُّ بنا ، نشعر بها أنَّ الوح ـدة ما ينتظر أرواح ـنا
ندور في الأرضِ بح ـثاً عن ذلك النصف التائه
فـ إذا ما رفضت الأقدار خلق روح ـه
تنتكس منّا الأماني
http://www.anhaar.com/vb/uploaded/2776_1175168469.jpg
أشعر بـ وجودك ، كـ طيفٍ يجوبُ الحياةَ خافِتاً
أنبئني شهيقك ، أنّك لـ زفيري متابِعاً
وإنْ غابَ عن الاعتراف اسمك
يُشعرني أنينك ، بـ التصاقكَ
http://www.anhaar.com/vb/uploaded/2776_1175168469.jpg
يا أيها المج ـبولُ من خيوط الخ ـيال
المرسوم من خطوط المح ـال
تنبثق منه الشمسُ ولا سبيلَ وِصال !!!
http://www.anhaar.com/vb/uploaded/2776_1175168469.jpg
انع ـتاقي رتقٌ
وحريتي في صولج ـانك قيدٌ
تسح ـبني دوّامةٌ إلى حيث أكونُ
حالمةً تهذي !!!
حقيقة بربك أم خيال ما وصل ؟؟
أرسمكَ وجهاً به أحتفل
إيناس الطاهر
09/06/2007, 04:50 PM
( سي السيد )
لستُ خيالياً ، ولا متأثراً بأفلامِ السينما القديمة !! صدقوني لستُ كذلك ، إنني فعلاً أنقل واقعي بتلقائيةٍ وشفافية ، فأنتم لا تعرفونه ، لقد كانَ لصوتُ أبي في الردهةِ مهابةٌ تنفثُ الخوفَ فينا ، فيصمت عن الكلامِ حتى دبيب النملِ في أعشاشه لا تسمع ، فأبي ، كان ( سي السيد ) ، حين يدخل البيت بعد عناء يومٍ طويل ، ونسمع تنحنحه ، تلوذ منّا كلّ كلمة كادت تخرج ، وتقطع كلّ جملةٍ قبل أن تكتمل ،
ملكُ البيت إنْ حضر ، عميَ من عيوننا البصر
حتى أمي ، تصبح كالنحلةِ الشغالة ، ما تفتأ تجلس حتى تقوم ،
تحضّر طست الماء بالملح ، والمنشفة الزرقاء الناعمة ، وجلابية أبي الحريرية ، وما أن يجلس على أريكته حتى تسرع إلى قدميه ، تخلع عنه نعليه ، وجوربيه ، ثم تدخل قدميه الطست وتغسلهما بحنان ، كأنها تداعب قيثاراً أوتاره أصابع أبي ، ثم تنشفهما جيداً ، وتدهنهما بالزيت الدافئ ،
وتبدأ النحلة الشغالة وبناتها بتحضير مائدة الطعام ، كلّ الأصناف التي يحبها والدي تتواجد على الطاولة ، وأولها طبق الزفر الذي يرمّم عظم الرجل الكادح في البيت ، ويوضع إناء الماء والكوبُ أمام الكرسي الذي ترأس الطاولة ، ثم تدخل النحلة غرفة نومها لتنادي سي السيد حتى يتناول غداءه ، وحتى يخرجان من الغرفة تبقى عيوننا ترمق المائدة ولعابنا يتسايل من أطراف الفم ، ورائحة الطعام تنخر أدمغتنا الصغيرة ، ألا ليت لي بقضمة قبل أن يحضر أبي .
ويأتي ليجلس خلف كرسيه ، ثم ينادينا للحضور فنحلق حوله كما الحمائم الوديعة التي تخرج هديلها الهاديء تطالبك العطف عليها ومسح جناحيها بحنان ، وننتظر والدنا حول المائدة ليبدأ طعامه أولاً ، وطبعا قبل أن يمدّ يمينه يرفع كفيه للسماء ، وبصوتٍ رصين يقول :
إلهنا ، ربّ الأرباب ، الواحد الرحمن الرحيم ، الحمد لك من قبل ومن بعد على ما أنعمت به علينا ورزقتنا ، شكر لا يليق إلا بوجهك ومهما زاد نقص في كمالك ، نسألك دوام النعمة والعافية ، ونسألك طهر مأكلنا ، وطهر مشربنا ، وطهر ملبسنا ، لا إله إلا أنت سبحانك إنّا أتيناك طائعين ، أدمها علينا من نعمة وامنعها من الزوال ، بسم الله
ويمدّ يده للطعام ، لنهتف بعده آمين ثم بسم الله ، ونمد أيدينا ، وطبعاً لا نأكل من طبق لم يضع أبي يده فيه ، ولا تسمع طيلة جلوسه صوتاً لملاعق أو صوت طعام يمضغ ، ومهما كانت لهفتك للطعام فلن تقبل عليه بشرهٍ أو فجع ، بل تدعي أدب تناوله في حضرة الملك ، حتى يشبع ويقول الحمد لله ، فتسرع النحلة الشغالة معه إلى المغسلة تمسك له منشفة تناوله إياها بعد أن ينتهي ، ينشف يديه ويدخل غرفته ليأخذ قيلولة الظهيرة ، وطبعاً لن أتحدث عمّا يحدث بعد نهوضه ، فكأن ضغطاً كبيرا ارتفع عن صدورنا لتبدأ رحلة العراك حول المائدة ، ويأكل كلّ بطريقته والشاطر من يأكل أكثر من حصته
إيناس الطاهر
09/06/2007, 04:53 PM
(سي السيد - تابِع )
رغم أننا نحيا في بيت سي السيد ، إلا أننا لم نكن نشعر برجولتنا الكاملة ، فكان لا يحق لنا أن نضرب أخواتنا الإناث ، ولا يحق لنا أن نأمرهن ، أو ننهرهن ، أو نمارس طقوس الرجولة المتخمة في حضرة الوالد الكريم ، كان يوبخنا إذا ضايقناهن ويقول بعينين تقدحان شرراً ، لن يطال بناتي ضيم وأنا أتنفس
أبي مزيج عجيب ، لم أكن أشعر معه بالرحمة أبدا ، وكنتُ أشعر بالمقت له أحياناً كثيرة ، فطبيعته العجيبة ، توحي بالديكتاتورية والظلم والجور ، أيام العطل حين كنتُ أنزل معه إلى محل الأقمشة كنتُ أراه ذلك السيد الذي استولى على قلوب أهل الكار ، كلهم يقدمون الولاء والطاعة له ، يهتمون برضاه ، كان دوماً يتعامل مع الجميع بأسلوب التاجر المتمكن ، لم يخسر في تجارته يوماً ، وكان يقول لي بين الفينة والأخرى ، التاجر الحقيقي ، هو الرجل الحقيقي ،
لم أره في يومٍ من الأيام يردّ جائعاً أو متسولاً أو حتى فقير ، كان يعطي بلا حساب ، كم هو غريب هذا الرجل ، فيه من كل شيء خصلة ، حتى الرحمة اظنها تسكن قلبه الغليظ أحياناً
حين كنتُ أرافقه إلى المسجد أنا وإخوتي في الجُمع ، كان يقف في الصفِّ الأول ، وكنتُ أخجل ان أقف جواره ، كيف أقف جوار الملك ، فكان يشدني من ساعدي ويقول : أتكره أن تحصّل من الأجر أكثره ؟! ، الرجل الحقيقي لا يتخلّف عن المجلس الأول
يووووووووه ، من هو الرجل الحقيقي ؟؟ أهو التاجر الحقيقي ؟؟ أم صاحب المجلس الأول ؟ أم هو ذلك المتصدّق المحسن ؟ أم هو قابض الأصوات ؟؟ ما عدتُ أفهم تلك الفلسفة الرجعية ، ولكنني في ذات الوقت لم أكن لأجادل أبداً
وتمرّ الأعوام ، لأنهي الثانوية بمجموع كبير ، وتدخل الفرحة البيت من أوسع أبوابها ، فالابن البكر رفع رأس أبيه ، وتزغرد أمي في حضرة السلطان ، والغريب انه لم ينهاها أبداً بل كانت الضحكة تتراقص في عينيه وكأنه عاد طفلاً صغيراً يفرح بالعيد حين يحضر ، وزاد زهوه في الحارة ، ( يا أرض انهدّي ما عليكِ قدّي ) ، أنا من نجح وليس هو ، فلم كل ذلك الفخر العجيب؟
ذات مساء يناديني فأقبل إليه مهرولاً وأجلس قبالته وقلبي يطرق بشدّه
- والله كبرت يا ناصر وصرت رجّال
- كلّه من خيرك يا والدي
- إياك ، هو من خير الربّ يا ولدي فإياك أن تنسب الفضل لغير أهله
- عذراً والدي ،
- والآن ، ماذا تفكر أن تدرس يا ولدي ؟
ويلوح الصمت ، أدرس ؟؟ صدقاً لم أفكر في ذلك البتّة ، هل يعني ذلك أنني سأكمل تعليمي الجامعي ؟ وأدرس ؟ كنتُ أظنه سيطالبني الوقوف جواره في المتجر وتعلّم الصنعة ، يااااااااااه ، أنا طالب جامعي ما أجمل ذلك
قال أبي وكأنه ما كان ينتظر إجابة مني
- معدلك يؤهلك لدخول كلية الطب ،
صدمني ، لقد قرّر عني ، وافرض مثلاً أنني لا أريد دراسة الطب يا أبي ( طبعاً قلتها في قلبي )
- ألمحُ فيكَ خيراً كبيراً ، أظن نيويورك ممتازة لدراسة الطب ، وخالك هنا فلن تشعر بالغربة أبداً
ويقرر مرّة أخرى بالنيابة عني ، ويحك يا رجل ، من خوّلك لتفكر عني أنا ، فلتذهب للجحيم ما أبشع طريقتك !
- هاه يا ناصر ، ماذا قلت
- إ، إإإ ، أووووه ، كما تشاء يا والدي
- جميل جداً ، حضّر نفسك ، سأهاتف خالك اليوم ونتفق
لا أدري كم مرّ ، لكن عرفت من أمي أنّ أبي أرسل أوراقي بالبريد إلى خالي في ولاية نيويورك ،وبعد فترة جاء قبولي في إحدى الجامعات هناك ، وتحددّ سفري في اكتمال بدر الشهر المقبل ،
ولا اعرف ، هل كنتُ سعيداً بذلك أم حزيناً ، لقد كنتُ أصغر من أن أتحمل مسؤولية الغربة ، وفي ذات الوقت كنت سعيداً بالخروج عن سيطرة أبي ، كنت سعيداً أنني لم اعد من أملاكه الخاصة
وسط دموع أهل البيت جميعاً ، أغادر البيت ، ويرافقني أبي حتى المطار
وقبل إقلاع الطائرة ، يناولني مصحفاً في يدي ويشد على كتفي ، إياك النساء والخمر يا ناصر ، إياك ، كن رجلاً حقيقياً
إيناس الطاهر
10/06/2007, 12:55 PM
(سي السيد - تابع )
وأصل نيويورك ، كان خالي فاضل بانتظاري في المطار ، وابل من القبلات والأحضان ثم استقليت معه سيارته مكشوفةَ السقف وانطلقنا في شوارع نيويورك ، عالم آخر ، عجيب غريب ، كألوان الورد ، صاخب يضجّ في الحياة ، حتى خالي ، ليس كما كنت اذكره ، حلق شعره حتى آخره ، واضعاً حلقاً في إحدى أذنيه ، يرتدي قميصاً فيه من كل الألوان ، كنت أزْوِره بطرف عيني وأقول في نفسي ، لو رآك أبي فهل سيقول عنك رجلاً حقيقي ؟؟
أمضينا النهار جلّه خارجاً نتنقل من مطعم لمقهى ، وندخل حديقة الحيوانات هناك ، ويعرفني خالي على جماعةٍ من أصدقاءه ، كلهم شذوذ عن ما اعرفه عن الرجولة ، منهم العرب ومنهم أيضاً الأجانب ، إنجليزيتي ضعيفة ولكن هذا لم يمنع أن ادخل معهم أحياناً في حوارات ، الغريب أنني وجدتُ نساء مغايرات لأمي ، في الشوارع كانت سائقة التكسي ، وسائقة الحافلة ، امرأة تشارك الرجل في كل ما يقوم به ، امرأة يقول الغرب عنها ، نصف المجتمع
لا أنكر ، سعدتُ برؤية امرأة تنظر للرجل كمكمّل لها وليس سيدها ومالك أمرها ، نسخة أخرى مختلفة عن أمي ، مختلفة تماماً
حين دخلتُ البيت مع خالي ، أشار لإحدى الغرف وقال هنا ستنام يا ناصر ، انقل حاجياتك وتعال نتسامر
ويمضي الليل ولم ينم لي جفن وأنا احدث خالي ، بدا مختلف عمّا عرفته قبلاً ، عرفتُ أنه لم يدرس في الجامعة ، وأنّ المصروف الذي يرسله جدي إليه ينفقه كلّه على متعته وحياته ، وأنه ينوي الزواج بإحدى الأمريكيات ليحصل على الجنسية
- الحياة هنا يا ناصر ، هناك ، في الوطن الموت ، ولا شيء غير الموت
- ولكن يا خال ، ألا ترى أنك تقتل حلم جدي ، لو عرف أنك لم تدرس سيموت
- ههههههههههههههه ، ومن سيخبره ؟؟؟ انت ؟؟ هل ستفعل ؟
- طبعاً لن اكون الخنجر الذي يقتل جدي ، ولكن عاجلاً أم آجلاً سيعرف
- لا تقلق المفروض أن اتخرج بعد عام ونصف ، حتى ذلك الوقت سأكون قد حصّلت الجنسية ، وحينها فليذهب الجميع للجحيم ، وأنت هل تنوي فعلاً دراسة الطب ؟ ام تنوي أن تكون مشرداً مثل خالك ؟؟ يا ناصر لا شيء يعدل الحرية ، عش كيف تشاء ، هنا النساء كحبات الرمل ، فقط أخرج بعض الدولارات ، واحصل على مئة امرأة في اليوم
وبدأ يقهقه بغباء ، ثم قال
- الأسبوع القادم تبدأ الدراسة ، حتى ذلك الوقت أتركك كي تقرّر ، وأريك كيف يعيش خالك
وصدقاً عشت مع خالي ثلاثة أيام لم أعش مثلها طيلة حياتي ، كنت أرى لهفته على الحياة ، وكنت امضي معه في ذلك القالب أجمل الأوقات لحتى بدأت فكرة أن احيا مثله تعشش في خلايا دماغي ، خاصة وأنا ارمق تلك الأجساد الساحرة تتمايل حول ذراعاه في غنج يوقف شعر الرأس ، ببضعة دولارات يمكنك أن تحصل على مئة امرأة في اليوم ،
أمران لم أجربهما مع خالي أبداً أولاهما الخمر ، فكم ساءني أن أراه مضحكة المحيطين به وهو يتمايل سكراناً ويتلفظ بأسوأ الكلمات ، بل وقد يهين نفسه لذلك لم أقرب الخمر أبداً ، ولو على سبيل المجاملة ، لا أدري صدقاً ، هل كان منظر خالي ما يمنعني أم صورة أبي التي تلاحقني كلما هممت بالخطأ ، أراه وسوطه اللعين يتربصان بي فينهراني ، حتى النساء ، كنت أهيم بتجربة عالمهن ، فخالي فاضل يقول أنّ الجنس أجمل متعة خلقت على الأرض ، ولكن لا أستطيع ان أفعلها ، هنالك شيء ما زال حيياً داخلي ، خالي ليس قلقاً من هذا الأمر فهو يقول أنني لا أحتاج اكثر من أربعين يوماً لأصير أفضل منه في كل شيء
إيناس الطاهر
10/06/2007, 12:58 PM
( سي السيد - تابع )
اليوم الأربعاء ، الساعة الثالثة والنصف صباحاً ، عدت أحمل خالي على ظهري سكراناً يتمايل ، أدخلته غرفته ودوي الهاتف يوقظ الأموات ، جريت نحوه ، وجاءني صوته من بعيد يمسح أي سعادة كنتُ قد قضيتها منذ مطلع النهار
- ناصر ، أينك ، منذ يومين أحاول تحصيلك ولا أحد يجيب
- والدي ، أأأأأأأأأهلاً – بتردد - ، كنتُ ، في مدرسة ليلية لتعليم الانجليزية
- أجل ، فهمت ، - بدا غير مقتنع بكلامي – كيفك يا ولدي
- بخير ، كيفكم أنتم
- أمك ما تزال تبكي ، لكن ما عليك ، متى ستبدأ الدراسة
- الإثنين بالمشيئة يا والدي
- هل حضّرت المراجع والكتب ؟؟
- ماذا ؟؟؟ آآآآآه المراجع ، طبعاً ، طبعاً
- أكيد ؟؟
- طبعاً والدي أكيد
- وخالك فاضل ، كيف حاله ؟ وكيف حال دراسته
- خالي !! إنه بخير ، أموره على أحسن ما يرام
- هل ينقصك المال ناصر ؟
- لا لا لا ، اطمئن لا ينقصني شيء أبداً
- هل تصلي يا ناصر ؟
- أصلي ؟؟ - ياااااااااااااااه – طبعاً يا والدي لم أقطع فرض صلاة – بتردد –
- أكيد ؟؟
- أكـ ، أكييييييد
- ناصر ، ارفع رأس أبيك ، ولو نقصك شيء فأنا حاضر ، تأكد أنني أثق بك ، كن رجلاً حقيقياً يا ولدي
وينقطع الاتصال ، وكم حمدت الله أن المكالمة انتهت ، ولا أدري كيف قلبت مكالمة أبي أفكاري كلها ، كان اول شيء أقوم به في الصباح زيارة الجامعة وتحصيل الخطة الدراسية ، ثم شراء المراجع ، وفعلاً سجلت حينها في مدرسة ليلية لتعليم الانجليزية ، وبدأت رويداً رويداً أبتعد عن أجواء خالي فاضل
وبدأت الدراسة ، في كلية الطب كانت الجدية على ملامح كل الطلاب ، وبدأنا الدراسة ، هناك بدأت تربطني صحبة مع فتاً زنجي اسمه ميل ، فخبرته عن خالي ، وعن حياته ، حينها قال لي أنني أستطيع مشاركته غرفته ، بشرط ان أساهم في دفع إيجارها ، كان الاقتراح جميلاً ومقبولاً لدي ، ونقلت حاجياتي وسط ذهول خالي فاضل ودهشته
- بإمكانك الا تحيا حياتي ولكن هل رحيلك هو الطريقة ؟
- افهمني يا خال ، مسكن ميل أقرب للجامعة وأنا أريد ان اوفر من مصروفي
- يالك من اخرق ، والدك لم يمنع عنك شيء ، فلماذا تكترث بالمال
- والدي ، صدقني هو السبب يا خال
- ولكن إن هاتفتني العائلة ماذا أقول ؟
- لا تقلق لقد هاتفت أبي وأعطيته رقم منزل ميل وشرحت له السبب ، لن يحرجك احد
- كما تشاء يا ابن أختي
كنتُ ادرك ان حزن خالي لمفارقتي كان بسبب المال الذي سينقطع عنه وليس لأجلي ، فالمصروف الذي يمدّه به جدي إضافة لما كان معي كان يعطيه متعة اكبر ولهواً اكثر ولذلك لم اكن حزيناً جداً لمفارقته ،
بيت ميل لم يكن فخماً جداً ، كان غرفةً واحدة ومطبخاً وحماماً ، ربما لم يكن بفخامة منزل الخال ، لكنه كان اهدا وكله كتب ومراجع ، ورويداً رويداً بدأت اتأقلم مع الاجواء الجديدة ، مساء كلّ خميس كان البيت يمتليء بالشباب والبنات ، كما في بيت خالي ، لكن السبب في بيت ميل مختلف ، كانوا ياتون ليذاكروا سوياً وكنت اذاكر معهم ، وقد تحسنت لغتي كثيراً ، كانوا يحضرون مشروبهم معهم كما كان يحدث مع الخال ، لكن هنا يشربون في غير بحث عن المتعة ورغم ذلك لم اقرب المشروب معهم وكنت اكتفي بالشاي والقهوة ، إحدى الفتيات وتدعى ماري ، كانت تنعتي بالعربي المتخلف ، وكلما تشاجرنا معاً تقول اذهب وفكّ عذريتك أولاً أيها الخجول فيضحك الجميع ورغم ذلك لم أكن لأنصت لأحد ، بل لقد عدت للصلاة من جديد ، كان ميل يحترم ديني ، ولم يكن يسخر منه كما كان يفعل البقية ابداً ، كان يقول لي ، نحن الزنوج نكره البيض هنا ، ونمقتهم لأنهم يعاملون الحيوانات أفضل منّا ، لذلك قد أحبكم أيها العرب ، فأنتم كما الزنوج منبوذين مكروهين جداً ، كنت أستمع له وأبتسم ، لو عرف الأمريكان أبي ، فأظنهم لن يكرهوا العرب وحسب بل سيعلنونها حرباً عالمية ثالثة !!!
إيناس الطاهر
10/06/2007, 01:00 PM
( سي السيد - تابع )
الأحد ، يوم العطلة الرسمي ، الذي يصير ميل فيه شخصاً آخر ، كان يخرج مع صديقته ويمضيان النهار خارج البيت ، يقول لي : لم أقرب الكنيسة في حياتي ، أمي تقول عني كافراً ، لكنني لا أؤمن بيسوع ، أتعرف يا ناصر أكره أن أفكر في أنني أصلي ليسوع الأبيض ، ربما إن كان أسوداً فسأؤمن به
كانت تلك المرة الأولى التي يحدثني ميل فيها عن معتقده ، صدقاً لم أظن في حياتي أنني سأستمع لرجل يجعل لون البشرة سبب إلحاده ، سألت ميل عن امه فقال أنها امرأة في السبعين من العمر ، تسكن في حي السود ، وهو لم يراها منذ عامين تقريباً ، طلبت منه التعرف عليها فضحك وقال أننا العرب عاطفيون بشكل مقيت ، وفعلاً ذات أحد أخذني عندها ، ودخلنا البيت ، كانت هنالك امرأة بدينة جداً ، تجلس على كرسي متحرك ، وجوارها كلبٌ أسود أيضاً ، نظر ميل نحوي همس بارتجاجة بدت في صوته
- أتعلم ، لم اكن أدري أن أمي تستخدم كرسياً متحرك
- هل هنالك أحد ( جاء صوتها المبحوح )
- إنه أنا ، ميل يا أم ، تقدم نحوها وطبع قبلة باردة على خدّها
- ميل ؟؟ ظننتك متّ ، جميلٌ أنك حضرت ميل
عاد ميل نحوي مشدوهاً
- ناصر أمي صارت عمياء
لا أنكر ، شعرتُ بحزن عميق نحو هذه السيدة ،
- ماذا تريد ميل ؟
- فقط أحببت أن اطمئن عليكِ وسأغادر حالاً
لم تتفوّه العجوز بكلمة ، وحين همّ بالخروج أمسكته من ذراعه وقلت له
- هل أنت مجنون ألا تريد ان تقضي اليوم معها
- مجنون لو بقيت ، ماذا أريد من امرأة عمياء كسيحة ؟ إن حضن صديقتي هذه اللحظة اجمل منها
وخرج ميل ، ولم تقوى قدماي على اللحاق به ، إلى أن جاء صوت العجوز
- ميل أما زلتَ هنا ؟؟
- لا يا سيدتي ، إنه انا ناصر ، صديق ميل
- أوه ، سعيدة انك ما تزال موجوداً ميل ، الجو بارد هل تدخلني لغرفتي
لا ادري ، هل أصيبت بالصمم ايضاً ، لكنها حادثت ولدها فكيف لم تسمعني ؟ ومع ذلك حرّكت كرسيها وأدخلتها لغرفتها
- ميل ، هلا أحضرت علبة الدواء إنها على المنضدة الموجودة تحت النافذة ومعها كوب ماء لو سمحت
وبحركات آلية أحضرت الدواء وكوب الماء
- هلا جلست جواري ميل ؟
وفعلاً حققت لها طلبها وجاورتها ، فمدت يدها البدينة ومسحت وجهي قائلة ، حلقت ذقنك إذاً ، اظنك صرت وسيماً يا صغيري ،
لم أحرك ساكناً ، وبقيت مشدوهاً من تلك المرأة ، خشيت انها لم تسمع صوتي في الخارج بسبب صوت الهواء فإن سمعته الآن فستعرف أن ولدها هجرها وربما لغير رجعة لذلك اكتفيت بتلبية رغباتها بصمت حتى استسلمت للنوم ، فتركتها وخرجت
بينما كنتُ أعود للبيت ، كانت الأفكار تأخذني لبيتي ، هل سيأتي الزمان وتضام أمي فيه وتحلم برؤيتي فأنأى عنها ؟؟ وهل لو عرف أبي أنني أخدم امرأة مسنة سيفرح بي ويفاخر ؟؟
لا ادري ، صدقاً لا أدري ، ومنذ ذلك اليوم ، أنهي جامعتي وأذهب إلى بيت تلك المقعدة ، اخدمها واطعمها واغسل ثيابها لها ، وأنظف البيت أيضاً ، مسكينة كانت تستأجر من يخدمها وتدفع المبلغ الذي تمنحها الحكومة إياه في سبيل خدمتها ، والغريب أن العجوز ما كانت تكف عن الحديث ولم تحاول يوماً ان تسألني ولم تستمع بعد تلك المرّة لصوتي أبداً ، ميل كان ينظر لما افعله باستغراب شديد ، كان يقول لي أن ما اقوم به هو الجنون بعينه ، لكنني لم أكن اجيبه ابداً ، وتركز محور حياتي حول دراستي وتلك العجوز ، حتى ذلك اليوم ، الذي دخلت البيت فيه ، وكانت العجوز ملقاة على الأرض ، اسرعت نحوها ، ورفعتها رغم ثقلها ثم هاتفت الإسعاف وتمّ نقلها إلى المستشفى ، أخبرني الطبيب الذي كشف عليها أنها تصارع الموت ، هاتفت ميل لأخبره لكنني لم أستطع تحصيله ، فتركت له رسالةً صوتية وكلّي أمل أن تظفر العجوز بلمس خدّ ولدها قبل رحيلها ، سهرت قربها طيلة الليل ، رغم فقدانها للوعي ، وحين استيقظت بحثت يدها عن خدي حتى لمسته وقالت بصوت منهك متعب : شكراً يا ناصر ، ليت ميل حمل قلبك .
ثمّ أخرجت الروح ، أدركت حينها وبعد موتها أنها كانت تعرفني لكنها كانت تمثل على نفسها ، كانت تريد ان تشعر أن ثمرة حملها لم تكن متعفنة
الغريب أن ميل لم يشعر بالحزن لموتها بل اعتبره راحة لها وله ، ورفض التكفّل بمصاريف الجنازة بحجة أنّ الحي أولى بالمال من الميت ، فدفعت تكاليف الجنازة مني ودفنتها وحدي حيث لم يحضر جنازتها أحد ، الجميل أنها عرفت كيف تنتقم من ميل ، فقد اوصت بالبيت وبكل ما ادخرته طيلة حياتها للكنيسة المجاورة لبيتها وأوصت لي بكلبها ، شعرت انها أوصت لي بأفضل شيء تملكه ولكن لأنني لا أحب الكلاب فقد اطلقته لسبيله فلا حاجة لي به
إيناس الطاهر
11/06/2007, 05:07 PM
(سي السيد - تابع )
وكأن الخير أمرٌ عجيب ، لقد حدّث ميل أصدقاءه عما قمت به ، فوجدت لي شعبية كبيرة ، وصار لي من المعجبات الكثر ، والذكية من تستطيع أن تظفر بقلبي
حينها أدركت أن المراة الغربية رغم مشاركتها الرجل في كل أعماله ، لم تكن تبحث عن مكمل لها ، بل عمّن يحتويها بقلبه ، وطبعاً فقد ظفرت بناصر حسناء زنجية تدعى سارا ، كانت جميلة جداً ، بل أكاد أجزم حين أقول ساحرة ، كنا نمضي وقتاً طويلاً بعد الجامعة معاً ، وندرس معاً ، وكم حاولت استثارتي إلا أنها لم تنجح ، فقد كان المصحف في جيبي و صوت أبي يمنعاني عن رغباتي ورغباتها فعرضت الزواج علي ، رفضت بداية لكن أمام إلحاحها ورغبتي القوية بها وافقت ، ولم أرتأي في فعلتي الخطأ ، فأنا في غربة ، كلّ المغريات سهلةٌ ، أفلا أشتري صلاحي ؟؟ وعقدت قراني عليها دون حفلة ودون ان تخبر عائلتها فقد كانت مستقلة كلياً عن عائلتها ، بعد العقد انتقلنا للعيش سوياً في شقة جميلة
علاقتنا كانت هادئة ، ندرس ونتمتع بالحياة ، وبالعكس ابتعدت سارا عن الكحول لأجلي ،
وابتعدت عن كل صحبتها القديمة ، وصارت تفعل ما أحبه تماماً بل وكانت تطلب مني تعليمها كلمة عربية كل يوم ، كنتُ أخشى من حريتها ، لكنني وجدتها تفعل ما أحب وبنفس راضية.
كثيراً ما اخبرتها كيف تتصرف أمي مع ابي بطريق ساخرة رافضة لعلاقة الاستعباد تلك ،خبرتها أننا منذ قرون قد دفنّا علاقة السخرة وكنت لا أرى كهذا تخلف إلا في مسلسلات الجيل الأول وعند أمي ، وأنه لا يروقني ما كان من امي أبداً ، فكانت تنصت وتشاركني الضحك دون أن تتفوه بكلمة واحدة
وكلما انتهى فصل دراسي أهاتف أبي وأعلمه بالنتيجة فأشعر ان رئتيه امتلأتا فخراً وكأنني به ديك حبش منفوخ بسببي
أنا الآن في السنة الثالثة ، عدت للبيت ، وكانت سارا في انتظاري مضطربة الوجه ، بدا في وجهها ألف كلمة لا تقوى على الخروج ، حدقت بها في ريب ، وحين ألححت السؤال قالت : خالك في المستشفى
وصلت المستشفى ، وسألت عن غرفة خالي ، فعرفت انه بالإنعاش ، ما زلت اذكر ذلك التاريخ جيداً ، ثلاثة أيام في الإنعاش ثم غيبوبة حاول معها الأطباء كل جهدهم فلم تنفعهم ، وحاولوا في نهاية المطاف وبعد أن خذلتهم الحيلة عملية إحياء صناعيّ له إلا أنه قد رحل حيث لا عودة
المخدرات أذهبت عقل خالي ثم قتلته ، مسكين ، تلك الفتاة التي كان يطمع بالزواج بها ساعدته على الإدمان ، وبدل أن تقدم له الجنسية قدّمت الموت له على طبق من ذهب ، هاتفت أبي وتركت له وسيلة نقل الخبر للعائلة ، أذكر كم بكيت حينها ، مات خالي الذي لم يتجاوز الخامسة والعشرين بسبب بهرجة حياة ألهته ، وربما لأنه لم يكن رجلاً حقيقياً
سارا تحملت نفسيتي في تلك الفترة بروح راضية ، كنت أشعر كم تحبني هذه المراة ، بل اظنها تعشقني حدّ الثمالة ، ولست انكر كنت أبادلها الحب بالحب وليس هناك ما ينغص علينا العلاقة ، لم تحاول يوماً فتح موضوع الإنجاب معي ، بعد ان شرحت لها أنني لا أريد أولاداً هذه الفترة
وتمر السنين تباعاً وأحصل على شهادة الطب بتقدير جيد جداً ويعرض علي أن أكمل الماجيستير كمنحة من الولاية ، لكنني أشتاق لوطني وأحن إلى حضن امي
وتأتي مشكلتي مع سارا ، إنها تريد مرافقتي ، كيف آخذها معي ؟؟
قالت أنها مستعدة أن ترافقني فخبرتها باستحالة ذلك ، حينها بكت كطفلٍ صغير وتوسلت بقلب طهور إليّ ، قالت لي أنني من جعل لحياتها معناً ، وأنها قبلي كانت تحيا في الفراغ ، وكادت تسقط فريسة إدمان المشروب والإنحراف ، وأنني من ساعدها
كانت تتحدث وكأنني فارسها الهمام ، بل وكأنني نبيّها المنتظر ، لحتى شعرت أنني لو طالبتها الساعة بالتخلي عن كل ما تملك فلن تتردد إرضاء لي ، وحين التزمت الصمت أمام بكاها قامت لتقدم حلاً يحوي الإغراء لي والتضحية عندها ، حين قالت أنّ بإمكاني أن أستأجر لها شقة بعيدة عن البيت ، ودون ان تعرف العائلة بأمر زواجنا ، حينها وافقت ، ربما كان حلّها منطقيا ومرضياً لأنانيتي ، ولكنني لا أنكر أنني فعلاً وفي داخلي ، أهيم بها حدّ الجنون ،،،،
إيناس الطاهر
14/06/2007, 11:46 AM
( سي السيد - تابِع )
ونعود للوطن ولم أخبر عائلتي بذلك ، وقد أوكلت لصديق لي قبل عودتي أمر استئجار بيت بعيد عن بيتنا وحين وصلنا أخذتها للبيت ، كان جميلاً ويطل على حديقة جميلة ، فرحت سارا بها كثيرا فعانقتني بشكر ، وطلبت مني الذهاب لعائلتي كي يفرحوا بعودتي ، فخبرتها أنني قد اغيب عنها اياماً فتفهمت الوضع بروح طيبة
وأعود حيث أحب ، وبين الزغاريد والفرح كادت روحي الخروج ، لقد كبر إخوتي ، وتزوجت اختان لي في غربتي ، حتى أبي ، بدا أكبر سناً وأكثر ضعفاً مما كان ، وقد علمت أن أخي الأوسط درس التجارة ويساعد أبي الآن في محلاته ، ولم يتغير شيء ، ما يزال الطست بالماء المالح والمنشفة والجبة الحريرية ما ينتظران أبي حين يعود من العمل ، وما يزال أهل البيت يصمتون حين يجلس أبي على كرسيه
وتمرّ الأيام واعمل في مستشفى المدينة وأقدم أوراق سارا لتعمل معي في ذات المستشفى ، ونمضي وقتنا معاً ، وكثيراً ما كنتُ أغادر معها لشقتنا لنمضي بعض الساعات قبل عودتي لبيت العائلة .لم تكن زوجتي تمتعض أو تشكو من تركها وحيدةً في بلد غريبة عنها بكل المقاييس، لقد كانت تمضي معظم وقتها في المستشفى في غيابي ليلاً ونهاراً
حتى جاء يوم كنتُ أخشاه ، ففي نظر العائلة ، حان موعد إكمال ديني ، وكم حاولت التملص ، لكن لم استطع الهروب من إلحاح أبي ووالدتي ، وأهرب إلى سارا أبثها ما حصل معي ، والغريب أنها تقول لي أنها كانت تتوقع ذلك وتستغرب كيف لم أفكر فيه ، بل وتنظر لي نظرة حنون وتقول لبي للعائلة ما تريد ، ثق أنني لن اغضب
أخرج من عند زوجتي يتملكني الغضب ، سارا لا تحبني إذاً ، كيف تسمح لي بالزواج ، لو كانت تحبني فعلاً لاقترحت علي أن اعلن امر زواجنا واجابه عناد العائلة واتحداهم ، للحظة كاد يقتلني شعوري بان الحبيبة قد تبدلت عليّ ، لكنني بعد تفكير أدركت أن سارا محقة ، فأنا لست مستعداً لإعلان أمر زواجنا ومواجهة عاصفة أبي المتوقعة لذا فإن الحل الأمثل هو أن أستجيب ، ربما كنتُ فعلاً أضعف من المواجهة أو ربما أنني فعلاً إنسان أناني ، تحوقلت من حماقة ما يراودني وبعد أيام خبّرت أمي عن عزمي في اتخاذ خطوة فعلية للزواج ،ليتم زواجي من فتاة انتقتها امي لي ، اسمها حنان ، هي معلمة ، في الثانية والعشرين من عمرها ، جميلة جداً ، ولا أنكر كثيرة المطالب أيضاً . ويتم الزفاف ، وننتقل لعش الزوجية ، كان أبي قد بنى لنا في البيت شققاً بعدد إخوتي لنبقى جواره ، ألهذه الدرجة يرفض سي السيد استقلالنا عنه ؟
وتمضي الأيام تباعاً ، صرت مقلاً في منح سارا وقتي ومع ذلك لم يحدث يوماً وأن اعترضت ، ولكن في لحظات خلوتنا معاً كانت تسأل بإلحاح ، هل تغسل حنان لك قدميك ؟؟ هل تحضّر لك أشهى المأكولات ؟ هل تفعل معك ما تفعله أمك تماماً
أقول لسارا وقد مللت من أسئلتها : يا حبيبتي ، امي من زمن سي السيد ، نحن الآن جيل متقدم ومختلف ، وليس متخلف ، حنان امرأة متحضرة لا تفعل ذلك البتّة ، بل قد أشاركها طهو الطعام وأعمال المنزل ، تصمت سارا ، وكأن إجابتي لم تقنعها أبداً
والحقّ أقول ، ووالله ليس بالأمر تحيزاً لسارا ، حنان كانت متغطرسةً جداً ، لم تكن تحب طقوسنا في أن تتناول العائلة كلها طعام الغداء معاً وكانت تعترض على كل شيء ولم أكن لأرفض قناعاتها فهي حرّة ومحقة ، فلها أن تكون مملكتها كيف تشاء ، ربما فيما يتعلّق بحريتها ما كنتُ أتدخل بل وألتمس لها العذر تلو أخيه لكنّها كانت تتجاوز حدودها كثيراً ، وكانت تتعامل مع والدتي بأسلوب يناقض الأدب ، ولا أظنني اتحيز لسارا إن قلت أن اللهفة التي ألمحها في عين سارا حين أقبل عليها لم أشعر بها في قلب حنان أبداً ،وما أدركته أن أبي لم يكن يحب حنان ولا يحب التعامل معها ربما لأنها لم تحيطه بهالة الاحترام التي تعود أن نقدمها له
بعد عام من زواجي من حنان رزقتُ بعبد الرحمن ، ولست أنكر أن ولدي جاء بطريق الخطأ فلم تكن حنان تريد الأولاد قبل عامين أو ثلاث ولكن إن كانت كل الأخطاء بمثل هذه الروعة ألا ليت حياتنا كلها أخطاء ،فكم كنت اطير حين احتضنه او أقبله ، وكان يسؤوني إهمال امه له ، كانت الكراسات والدفاتر أهم منه ، وكنت امضي الليل معه وهي نائمة في فراشها لا تكترث ، وتسوء علاقتي بزوجتي الثانية ، فهي لم تبني أسس احترام بيننا ، بل وصل التجاوز معها لأن تنهرني أمام العائلة كأنني طفل صغير ، كنت ارى فيها صورة المرأة الناشز ، وكثيراً ما كنت اقارنها بسارا فأعرف أن تلك العربية المطالبة بالتحرير والمتحدثة بحقوق المراة لم تفهم حقوق المرأة جيداً وان زوجتي الغربية سارا فهمت عاداتنا وتقاليدنا ومعنى الحرية بشكل أوسع ، ويصل الضيق مني ذروته ، كل يوم شجار ، وأبي ، الرجل القاسي صامت لا ينطق ، حتى حين تنهال حنان بوابل من الشتائم علي ، أرى الغيظ في عينيه ويدخل غرفته ويغلق بابه عليه دون ان ينطق ، أما سارا فكانت تحاول التماس العذر تلو الآخر لحنان ، لكن الامر بدأ يخرج عن الصبر حين كنا نحضر حفل زفاف لأخت حنان ودون قصد مني سقط كوب العصير على ثوب حنان ، لتصرخ بولع ( تالي الموت يا ناصر ) أمام أبي وإخوتي وعائلتها على تلك الطاولة المشؤومة ، حينها دار في عقلي كلمة نسيتها وقتاً طويلاً ، كلمة أبي ، كن رجلاً حقيقياً ، لأنظر في عيني حنان وأقول بغضب ، أنتِ طالق
إيناس الطاهر
14/06/2007, 11:47 AM
( سي السيد - تابِع )
عدت للبيت دونها ، ومعي صغيري عبد الرحمن أخذته أمي وقالت دعه ينام الليلة في حضني ، نظر أبي بوجهي وابتسامة الرضا على محياه وهمس : كنتُ أتمنى أن تدرك معنى رجوليتك من زمن بعيد ، بدا راضياً عما حدث الليلة ، ولست أخفي الحقيقة عن نفسي ، لقد كنتُ راضياً أيضاً ، واعتبرت ما حدث فرصةً لأغادر بيتي وأذهب لسارا ، وما أنْ رأيتها تبتسم حين رأتني ، حتى نسيت الدنيا وما فيها . في اليوم التالي ذهبت للمحكمة وطلقت حنان قانونياً وأعطيتها مؤخرها ، والعجيب أنها في المحكمة نظرت لي وقالت : رجل متخلف
سمعتها في نيويورك حين لم اتبع أهواء المحيطين بي واليوم اسمعها من حنان حين لم اكن خاتماً بإصبعها . تقدمتْ من عبد الرحمن ، قبلته ، وناولتني إياها قائلة ، هو لك ، منك وإليك ، أريد ان احيا حياتي . كنت اخشى ان تطالب به ، لكن السماء أسعفتني حين تخلت تلك الأم الرؤوم عن فلذة كبدها كي تحيا حياتها
شهر منذ طلاقي من حنان ، وعدت للسكن مع العائلة ، حتى بدأت امي تغني على موال الزواج من جديد ، فعبد الرحمن يحتاجُ أماً وأنا أحتاج من تنسيني أسلوب حنان الهمجي ، ولم يعترض أبي على ذلك ، حينها كان يجب أن أتخذ خطوة جريئة وإن كنت ساندم عليها ما حييت
حين انهيت دوامي في المستشفى أمسكت يد سارا وخبرتها أن هنالك مشواراً سنفعله سوياً ، لم تسالني إلى اين وجاءت معي ، ادخلتها البيت ، رأيتهم حيرتهم وهم يحدّقون في وجه زوجتي الزنجية الحسناء باستغراب ، قلت بثقة لم اتعودها أمام أبي ، وعيناي في عينيه تماماً ما تزحزحتا ، أبي هذه سارا ، زوجتي الأجنبية ، نحن متزوجان منذ ستة اعوام تقريباً .
كادت الصدمة تسقط امي مغشية ، بينما حدّق أبي في وجه سارا ، حدّق ملياً ، وذهب لغرفته
طلبت من زوجتي الصعود لشقتنا لكنها لم تنطق ، كانت الصدمة قد أوقفت كل معالم وجهها ، كادت تبكي ، لماذا يا ناصر ؟؟ شعرتها تريد أن تصرخ بها ، لكنها بدل ذلك كله توجهت نحو غرفة أبي ، وطرقت الباب طرقتين ودخلت
حركتها تلك لم تفاجئني وحدي ، بل فاجئت كلّ من في البيت ، وبقيت أتجرع الصبر ، ساعة ونصف وسارا لم تخرج من غرفة أبي بعد ، لحظات ويفتح الباب ، يخرج أبي واضعاً يده على كتف سارا ، نظر لي وقال :
الذنب ليس ذنب من باعت الدنيا لأجلك يا ناصر ، ليس ذنب من هجرت الدار والظهر والسند لأجلك يا ناصر ، ليس ذنب من قبلت الظلم على نفسها لأجلك يا ناصر ، ليس لأجل من دخلت غرفتي في محاولة طلب المغفرة لك واضعة كل الاستعداد لفعل ما قد يغفر لك عندي ، ليس ذنبها البتة يا ولدي ، الذنب ، ذنب من لم يستطع ان يحمي بيته ، ولم يدافع عن حقه ، ولم يضحي لأجل من يحب
زغردي يا أم ناصر ولا تلطمي ،
التفت لأخي الأوسط وقال : محمود ، في الغد سيكون زفاف أخيك على ابنتي سارا
اليوم ، بعد عامين من حفل زفافي على سارا ، أرى عبد الرحمن و سعيد يرتعان حولي ، تركت سارا العمل وتفرغت للعناية بعبد الرحمن وأنجبت طفلنا سعيد وهي من اختار اسمه ، على اسم أبي ، بل إنها تمضي فترة غيابي مع والدتي تتعلم الطبخ العربي وأزيد لقد أسلمت سارا بنفس راضية ودون ان اطلب منها ذلك ، وصارت الطفلة المدللة للعائلة والحبيبة المقربة لأمي وأبي
وحين اعود للبيت متعباً تسرع إليّ بطست الماء المالح وتقوم تماماً بما كنتُ أرى أمي تقوم به واعترض عليه بل إنني ارى عبد الرحمن وسعيد يتسمران حين ادخل ولا يمدان اليمين للطعام قبل أن أفعل
بعد ثلاثين سنة من مولدي أدركتُ الحقيقة فيما كنتُ أمقته في بيت والدي
لم يكن أبي سي السيد ، ولم نكن نصمت في حضرته لأنه ظالم غشيم
ولم تكن أمي مهانة دون حرية
كان كلّ ما يحدث تعبير من نفوسنا الراضية بذلك عن الحب والاحترام
اليوم أدركت سبب إلحاح سارا قديماً بمعرفة كل تلك التفاصيل ، كانت ترى فيها معنى الحب وليس الخنوع فأنا اليوم بنظر الأفكار الحمقاء المطالبة بحقوق المرأة وحريتها ، ظالم غاشم ، احمق ، متخلف ، لكنني بنظر زوجتي الحبيب المصان ، دون أطلب تسرع إليّ .
اليوم كلما عبرت الشوارع ونظرت اليافطات المطالبة بتحرير المرأة ، ورأيت في الفضائيات تلك الإعلانات والدعايات والبرامج ، أبتسم فليت كل النساء فهمن الحرية كما فهمتها زوجتي سارا
إيناس الطاهر
16/06/2007, 05:03 PM
الغيبوبة
أهلاً بكم على متن طائرتنا ، نتمنى لكم سفراً سعيداً ، ها نحن نستعدّ للإقلاع ، تأكدوا من ربط أحزمة الأمان لكم ولأبنائكم رجاء ، وتأكدوا من إغلاق المحمول . كان صوت المضيفة يأتي عبر المكبّر الصوتي بينما بدأ كلّ الركاب يقومون بالإجراء المطلوب بعد أن تأكد الجميع من إغلاقهم الهواتف الخلوية.
انطلقت الطائرة في السماء ، بدأ كلّ شيء بالتقزّم ، حتى صار يحتاج لمجهرٍ .كان جالساً قرب النافذة ، يقرأ روايةَ الشيخ والبحر لآرنست همنغواي ، حينما مرّت المضيفة جواره تسأله إن كان يرغب في تناول شيئاً فأجابها برغبته بفنجان قهوة دون سكّر ، وعاد لصفحات روايته حين قاطعه صوت صغير يجاوره
- كيف تستسيغ القهوة دون سكّر ؟؟
- كما تستسيغ الشوكولا بالسكر
- الوضع الطبيعي للشوكولا أن تكون بالسكر ، كما هو الحال مع القهوة ، فكيف تستسيغ طعم المرار ؟؟
- خبرني يا صغيري ما لون القهوة ؟؟
- أسود
- أرأيت ؟؟ الأسود من ألوان الحزن لا الفرح ، لذا يليق به ألا يُطعّم بالسكر ، ذاك هو الوضع الطبيعي
- آهاه ، فهمت
- ههههههههههه ، أداعبك يا صغيري ، فقط أنا أعاني من ارتفاع السكر والضغط لذلك لا أقدم على الحلويات
- لكن القهوة تضر أيضاً
- حسناً ضرّ أقل بنسبة ملعقتين سكر
- لم أفهم
- هههههههههههههه ، لا عليك يا صغيري ، خبرني ما اسمك
- أنا ؟؟ جوزيف ، وأنت ؟؟
- فنار
- فنار ؟؟ أهو اسم عربي ؟؟
- طبعاً ، ويعني القنديل الذي يضيء عتم البحر ، من أين أنت يا جوزيف ؟؟
- من لبنان ، وأنت ؟؟
- أنا ، من وطن لم أعثر عليه بعد
- كيف يعني ؟
- لا تهتم يا صغيري إنها فلسفة ، حين تكبر ستفهمها حتماً ، كم عمرك جوزيف ؟
- ثلاثة عشر عاماً وأنت ؟؟
- بعد أربعة أشهر سأبلغ الأربعين
- أهاه ، تقريباً أنت في عمر والدتي
- أينها والدتك ؟؟
- مع أختي لميس هناك هي وأبي
- ولماذا لست معهم ؟؟
- حسناً هكذا جاء رقم مقعدي فقد حجزنا في اللحظات الأخيرة
- نعم ، نعم فهمت ، ومن أكبر أنت أم لميس
وفي هذه الأثناء أحضرت المضيفة فنجان القهوة ، ليطلب منها فنار كوب عصير لصديقه الجديد ، وحين تستدير يكمل جوزيف
- لميس في العاشرة تقريباً ، لكنها تعاني الإعاقة
- أي نوع من الإعاقات ؟؟
- لديها بطؤ نمو في عقلها
- هل نتفق ألا ننعتها بالمعاقة ولنقل فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة
- حسناً لا مشكلة في المسألة
- المشكلة يا جوزيف تكمن في عدم القدرة على منح الحق للآخرين .
- أظنني استوعبت مقصدك ، حاضر عمو فنار
إيناس الطاهر
16/06/2007, 05:04 PM
الغيبوبة - تابِع
كانت الأمور في أحسن أحوالها ، وبدأ فنار يراقب الراكبين ، عجوزان بدا وكأنهما يمنحان نفسيهما راحة بعد عناء عمر طويل ، فتاة منذ إقلاع الطائرة وهي تضع السماعات في أذنيها ، زوجين الرجل نائم والمرأة تداعب طفلها الصغير ، وللأمام قليلاً والدا جوزيف نائمان بينما الأخت تنظر في المحيطين بملامح جامدة
أغمض عينيه ليظفر بلحظات راحة ، فبعد وصوله تنتظره لحظات حافلة ،
زلزال حرّك الطائرة كعصفور صغير وبدا الاضطراب واضح على كلّ من في الطائرة ، صراخ يعلو تتبعه محاولةٌ لاستدراك الوضع من طاقم الطائرة ، لكن المحاولة تبوء بالفشل ، حيث ينفجر الجزء الخلفي للطائرة ، وتتطاير الأجساد كأوراق اللعب الخفيفة ، حينها تسارع الجميع لاستخدام جهاز التنفس ، ثوانٍ فقط ، قبل أن يحل الظلام في وجه جميع الركّاب
فتح عينيه على ظلمةٍ قبل أن يدرك حجم الألم في عظامه ، لحظات وبدأت الظلمة تخف حتى بدا وكأنه في مكان لا سماء فيه ، شعر وكأنه ما يزال يحلم ، لكن اللحظات صارت تمرّ في ذهنه تباعاً ، لقد كان في طائرة ركّاب متوجهاً إلى النصف الآخر للأرض حيث سيحضر مؤتمراً في التركيب النفسي والعقلي للإنسانية ، نعم ، كانت هنالك محاضرة سيلقيها هو في المعالم التركيبية لنزاع الخير والشرّ في الذات الإنسانية وهل هي مكتسبة أم متأصلة في البدن
يتذكر ذلك جيداً ، ويتذكر عائلته ، زوجته أستاذة الفيزياء ، والتي لم يتفق يوماً معها في فكرة من أفكاره وكانت تنعته بالمجنون الأخرق ، بل ويذكر أنهما اتفقا على الانفصال حال عودته من المؤتمر ، ولاحت في ذهنه صورة ولده ، ابن الرابعة ، لقد تأخر حتى تزوج ، وها هو يرزق بابن على كبر
حرّك رأسه متفادياً أفكاره في محاولة لسحق ذلك الظلام ، لحظات من الدهشة انسابت من فمه المفتوح وهو يرى عينيّ ماء تخرجُان من الأرض أمامه ، مدّ يده ولمسهما ، واحدٌ حارٌ يغلي ، والآخر باردٌ زلال ، أين هو بالضبط ؟؟؟
حدّق بالمكان لم تعلو جسده سماء زرقاء ولا سوداء ، بل مجموعةً من الصخور ، ماء وصخور وظلام ، أين هو ؟؟ ينهض جاهداً رغم شعوره بألم في ساقه اليمين وانحناء في كتفه الأيسر إلا أنه جاهد نفسه ، وبدأ يسير على تأوده في أنحاء ذلك المكان المظلم ، حتى وصل لمنطقة تنبثق منها أشعة نور بعيدة نوعاً ما ، حاول الجري نحو النور بكل ما أوتي من جهد ، وحين وصل لبوابة النور ، وجد مساحة ممتدة تنتهي بعد عشرات الأمتار أمامه ، استمرّ بالمشي خارج حدود الكهف حتى وصل لحافة تلك الأمتار فلا يرى إلا وادٍ سحيق تعلوه سماء زرقاء ، وادٍ ممتد للأسفل لا يعرف المرء ما نهايته وأفق متسع ، نظر للظلمة خلفه ، وللنور أمامه ، ليدرك أنه في كهفٍ مظلم ، كيف وصل له ؟؟ بدأ يتذكر حادث الطائرة واللحظات الأخيرة فيه ، ولكن كيف وصل لهذا العمق من الكهف ؟؟ مهما كانت قوّة الدفع بعد تحطم الطائرة فإن وصوله لهذا العمق غريب ، ثم أين هو حطام الطائرة تلك ؟؟ لا بد وأنه في الوادي ؟؟ ولكن إن نجا هو فلا بدّ وأن يكون هنالك غيره من الناجين ، ثم من يدري ربما تكون هنالك فتحة أخرى في مكان ما من هذا الكهف المظلم ؟؟ بدأ ينادي بصوت مرتفع ومتعب في ذات الوقت علّ هنالك من يسمع صدى صوته ، دون فائدة ، أقبل على عين الماء البارد يرتشف منه ويطفئ ظمأه ، كان عذباً لذيذاً ، والآن هو يشعر بالجوع ، بحث في أرجاء الكهف عمّا يلبي للمعدة نداءها وبعد طول بحث عثر على مساحةٍ واسعة مملوءة بالفطر ، حدّق بها ملياً وابتسم ، حتى رحيله سيحيا على الفطر والماء ، ولكن سبحان الله لا يترك عباده ولا ينساهم
قطف بعض الفطر وغسله بالماء وتناوله نيّا كما هو ، وحين لم يستطع أن يستسغ طعمه استلقى على ظهره وفكّر
" إلى أيّ حدٍّ يمكن أن يخلو الكهف من الأفاعي والعقارب والزواحف السامة ؟؟ ثمّ انتقل تفكيره لمرحلة أخرى ، ترى هل كيان الإنسان المستقل الذي لا يشاركه أمثاله الحياة الاجتماعية أمرٌ طبيعيّ ؟؟ إلى أي حدّ يمكن للانسان أن يكتفي بنفسه دون أن يختلط بالمحيط الخارجي ؟؟ وما مدى الاستقلال الذي يحققه وجود فرد دون جماعة ؟؟ وهل وحيد الوجود مستقلّ بذاته ام عبد وحدته ؟؟ وذلك الظلام حوله هل هو ظلمة الكهف أم سواد روحه وسوداوية نظرته ؟؟ لقد آمن أنّ الطهر المسكون بالقلوب المؤمنة قادر على إنارة الحياة ، لحتى يستغني الأعمى عن نعمة البصر بوجود فضيلة البصيرة ، فإلى أي حدّ يمكنه أن يصف نفسه بالفاضل وبصره عاجزٌ عن تكوين دارة من النور المستمدّ من إيمانه وطهره ؟؟! ، بدا متشككاً من إنسانيته ، وتذكر جملته لجوزيف ( الأسود من ألوان الحزن لا الفرح ، لذا يليق به ألا يُطعّم بالسكر ، ذاك هو الوضع الطبيعي ) ، نعم ولكن صار السواد في حالته تلك نقمة وفيض ذنب ، ثم استيقظ من فكره ، جوزيف ، هل يمكن أن يكون قد مات ؟؟ يا الله كان يلمح ذكاء يشتعل في عينيّ الصبي ، حدّق بالمحيط حوله وأغمض عينيه واستسلم للنوم
vBulletin® v3.8.8 Beta 1, Copyright ©2000-2024, Jelsoft Enterprises Ltd.