المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نَـوْحُ بـاكٍ .. ونحيبُ شاكِ


مصعب الزهراني
11/07/2009, 05:39 AM
كثكْلى ..
ماتَ عنها زوْجها ، وأخْلَفَهَا وِلاية حَالِكِ الدّنيا وليْسَ لها إلاّه !
لَبِسَ الثّوبُ الأسْودُ عيْنيها وفُؤادَهَا المكلوم جزعاً قبْل جسدها ..
تودّ لو أنها تسير في قافلةٍ ؛ لتَقع بكل بيتٍ نائحةً وَاجِمَة ،
توّد لو أن عُقاباً هَائماً في سمائِهَا السوداءِ ؛ يحْمِلُهَا إلى وَكْنِهِ في شَامِ الجَبلِ ،
لتجعلَ من هناكَ دمْعَ عينيْها مٌداً جارفاً نحْو السّفوحِ والقِيعان ، وتَدع قلبها هُناك بنارِه علّ بعضَ جمْرِهِ ينْطَفِئ .

كألمها ..
كحزنها ..
كشوقها ..
كجَواها ..
كوَجْدها ..
كبكائها وإظلام الحياةِ في أمْداءِ طرْفها ،
كالأسَى الذّي لَبِستهُ حِجْلاً وتوشّحتهُ لُبْسَاً ،

كما تفعل تماماً ..
سَأحِلّ برُكْنِهَا هُنا وأنوحُ شوقاً كلّ ما اسْتجدّ وَجْدٌ !

مصعب الزهراني
11/07/2009, 09:29 AM
وكأن الليل يستمد ظلامه من عينيَ التي لم تعد ترى سوى الدجنّة الدَّهْماء
وكأن الشّعرى هناكِ على أسرّة النوائفِ في الأفقِ الداجي يرثيني ،
ويُرْسِلُ على غَارِبِ الشّهبِ بعض تعازيه لي ،
يقول لا تجزَعْ واصطبر !

ياشعرى .. وفي أي وعاءٍ أسكب الصبر لأرشفه ؟
والقلب ناءٍ عن حناياه ..
والروح فرت من أحشائها ..
والمهجة تضوعت وسالت بعيداً عني
في أيها أسكب الصبر بربك ؟!

واهٍ وقد اشتقتُه كشوقك لليل إذْ يبدو النهار ،
إن اسطعت فأخبره : " متيمٌ عاف مُدام الهوى إلا بكَ فارجع نرشفه مريئاً وألثُمك في سكرته !"

مصعب الزهراني
11/07/2009, 09:50 AM
صباحٌ مورق صافٍ وعذب
تتخللهُ خيوط الشمس العسجدية ، تغزل به الأرض جمالاً ونقاء
نسائمُ نديةٍ تهب وتراقص الورد والأوراق ليميسوا على غنائها
وأنا وأنتِ نجلس على تلك الروضة بكل صفاء
يدي اليمنى حاضنة ليدك اليسرى كما تحتضن مهجتي طيفك الملائكيّ دائماً
نتمشى فوق ظهر الورد تارة نذكر الحب ونرتشف راحَهُ
او نتنزى على تلك التلال ونرقص عليها فرحين فاهكين لأمسككِ بعد عناء اللحاق بك وأعتنقكِ وأقص عليكِ بعض أحاديثنا
او نبحث عن وارف الظل نجثو هناك ونهمس باسم الحب كل أغنية فاتنة
وأنتِ تتغنّين وتترنمين .. وأنا أرنو وأحلق !
وكل ما ازدتي غناءً ازدت قربا
ونحن في سكرات هوانا المجنون
لا نعرف من الساعة إلا لحظتها .. هي تلك التي فيها لقائنا واُنسنا !
هكذا مصبحين في كل يومٍ كثيرا !


واليوم ..
وقبل يوم .. وبعده
صباحٌ لا زال متمسكاً برداء الليل لا شمس ولا دفء !
لا ضوء ولا أمان ..
استحثّ الليل حتى يمضي وياتي الصباح عله يجلي شيئا من الغسق أتقوى به على العيش فلا صباح
وكأن الصبح قد مات والليل خَلفه في بقية اليوم وهو وريثه الوحيد
وكأن الليل متوشحق السواد ينعي الصبح وهو في مهجته سعيدٌ أن ملك بقية الأيام والشهور والدهور
وأصبح أبد الآباد هو المُفدى عذاب العاشقين يكويهم ويصليهم سواد العين والقلب
أيا ليل فامضي عني بعيداً .. أو دعني لأمضي !