جمعة الفاخري
25/08/2009, 06:03 PM
* إهداء إلى المبدعة لينا المهتدي ..
أَيُّها الشِّعْرُ ، يا صَلاةَ النَّارِ في مَعَابِدِ الحريَّةِ .. يا ناسفَ عروشِ الجبَابرَةِ .. وكَاشِفَ سَوْءَاتِ أعداءِ الحيَاةِ .. الممنوعينَ منَ الحبِّ .. المطعَّمينَ ضِدَّ المحبَّةِ ..
يا خبزَ الْبُسَطَاءِ وَحَلِيْبَ الْيَتَامَى وَحَلْوَى الْجِيَاعِ .. وَيَا رَخَّاتِ الارتِوَاءِ في حُلُمِ الْعَطَاشَى .. يَا دِثَارَ الأَرْوَاحِ في غُرْبَاتِ الأَوْطَانِ النَّاكِرَةِ .. النَّافرةِ من قبلاتِ الْعِنَاقِ البريءِ .. المصعَّرَةِ خدَّها لريحِ الغربَاءِ تصفعُهَا من كلِّ اتِّجاهٍ..
يا أحجارَ الصَّبرِ في قِدْرِ الْجِيَاعِ .. وَمْلَهَاةَ البطونِ في انتظارِ رغيفٍ عنيدٍ يتمنَّعُ .. يا لهفَةَ الأعمَاقِ في انتظارِ قطرةِ رِيٍّ تتأبَّى .. يا حلمًا تفسدُهُ المراودَةُ العقيمُ لِمُمْكِنٍ مستحيلٍ .. وطموحًا يئدُهُ العجزُ المكينُ بمستحيلٍ ممكنٍ .. يا هيامًا مخمليًّاً يدنو من قلوبِنا فيتدلَّى على شِفَاهِ لهفتِنَا عناقيدَ اشتهاءٍ فيبقرُ حقيقتَهُ الصَّحْوُ اللَّعينُ .. يا حلمًا يرفضُهُ الواقِعُ المنْكَرُ .. وواقعًا يلعنُهُ الخيَالُ الصَّدوقُ .. ويعلنُهُ القنوطُ جبَّارًا على أحلامِ الحيارى والمغدورينَ والتائهينَ ..
يا عَسَلَ التَّنَاسي المرِّ في جِفَانِ المغبونينَ .. يا مَرَاتِعَ الوجَعِ في القلوبِ الحيارى .. ويا فُسْحَةَ الأَحْلامِ في مُرُوْجِ الأرْواحِ الكسيرةِ ..يا مَرَايَا اللَّهفِ الجسورِ في تطلُّعَاتِ العذارى .. وَيَا أَرَاجِيْحَ القلوبِ السَّكْرَى بالهوى .. يا نزيفَ الأعمَاقِ المسكونِةِ بالأسى .. ورفيفَ المهجِ المكبَّلةِ بالعشقِ ، المحكومةِ بالجوى.
يا شَفَقَةَ الأُمَّهاتِ المكلَّلةَ بزفراتٍ حرَّى طاهراتٍ تتسامى أدعيةً خوفَ الغيابِ الفظيعِ ....! يا دُعَاءَ الآبَاءِ بالسِّترِ غُبَّ الفجيعَةِ .. يا توجُّسَ الطيِّبينَ .. وَحَذَرَ الأَبْرِيَاءِ .. يا لعنَةَ الشَّقَاءِ الأبديَّةَ في جبينِ الحياةِ ..
يا براءَةَ الدمعَةِ العذراءِ .. ونقاءَ الأمنياتِ الطيِّبةِ .. ورواءِ الأَحْلامِ السَّاذِجَةِ..
يا شَقَاوَةَ الصِّغارِ في ملاعبِ الطُّفولَةِ .. ويا جسَارَة الفتيانِ في مراتِعِ الصِّبا ..
يا صلصةَ الرِّيحِ في أذنِ العدمِ .. وفحيحَ الخيبَةِ في أضلعِ الفشلِ ، وَجَهْرَ الْيَأْسِ في أَعْمَاقِ المحبَطينَ الموجوعينَ المفجوعينَ ..
وَجَلْجَلَةَ الدُّعَاءِ في مآذنِ الفجرِ .. وتسبيحةَ الصُّبْحِ في صَحْوِ الْحُقُوْلِ .. ويا فُجاءَةَ المطرِ في جدبِ المواسِمِ .. وترتيلةَ الفرحِ في خَاصِرَةِ القنوطِ..
أيُّهَا الشِّعْرُ .. يا هوانا المزمنَ .. يا أغنيتَنَا الدَّاميةَ اللِّحْنِ .. الذَّارِفَةَ الشَّجَنِ .. ويا أيقونَةَ العَذابِ المطهَّرِ .. وجرحَنَا الأزليَّ النزيفِ .. يا سماءَنَا المغطَاةَ بالوجَعِ .. ويا أرضَنَا المزرُوْعَةَ شَوْكًا .. يا مَاءَنَا المقدَّسَ .. يا خبزَ أعماقِنا الجوعى .. يا كِذْبَةَ الهِدَايَةِ في تَفَاصِيْلِ السَّرَابِ .. ويا وِشَايَةَ الصَّحْوِ ليلَ الحلمِ الجميلِ ..
يا براعةَ النِّفَاقِ في ضاحيةِ الخديعَةِ .. ويا أغنيةَ العقمِ الجديبِ في غَيَابَات الخصوبَةِ .. يا تفاصيلَنا المملَّةَ عندَ قحطِ المعاني .. ويا إيجازَنَا المخلَّ لحظةَ الْهُرَاءِ الجسورِ.. يا داءنَا المستشريَ في أعماقِنَا منذ بَدْءِ القصيدةِ .. ويا دواءَنا المميتَ المرغوبَ ..
يا عَبْقرَ الإلهَامِ في أَوْديَةِ الصَّمْتِ المقيتِ .. يا بَدْءَ عذابِنَا .. وَمُنْتَهى جِرَاحِنَا .. أَيُّهَا المستفزُّ .. أيَّتها اللَّعْنَةُ المقدَّسةُ .. يا من تُصْبِغُ علينا من فضلِ بوحِكَ .. وَتُنْعِمُ علينا بلعنَتِكَ المبارَكةَ ..تطلعُ من أكمامِ دهشتِنَا سِرْبَ حمائمَ بيضاءَ ورفَّ عصافيرَ مُلَوَّنةٍ .. وتُطْلِعُ من كَآبَاتِ ليلِنَا وَجْهَ نهَارٍ .. وَتَهْطُلُ من سَحَابَاتِ عَجْزِنَا مَطْرَ القصيدِ..
ترضى عنا فتبارِكُنَا السَّمَاءُ بهطيلِ القصَائدِ .. وتغضبُ منَّا فتلعَنُنَا بِقَحْطِ الكلمَاتِ .. تُشَفِّرُ أصْوَاتَنَا بلجلجَةِ التَّواكلِ .. وتسدُّ بحجارةِ الرَّتَابَةِ الخرساءِ حلوقَنَا .. تَسْلُبُنَا حَقَّ البوحِ الجميلِ .. وترفعُ عنَّا حَصَانَةَ القصيدَةِ .. وتُسْقِطُ عنَّا مراوَدَةَ الأمنيَاتِ العذارى .. نغضبُكَ فترجمُنَا بلعنَةِ العجزِ الصَّفيقِ .. وتصبُّ على ألْسِنةِ شوقِنَا قارًا ثقيلاً .. تُكمِّمُ شِفَاهَ أحاسيسِنَا .. وتشمِّعُ منافذَ مشاعِرِنَا .. وتُصَادِرُ قدرَتَنَا على الكلامِ .. وتفشي للكائنَاتِ عجزَنَا اللفظيِّ .. وسقوطَنَا في هَاويَةِ الخرسِ المهينِ.. وتؤمِّمُ حَنَاجِرَنَا باسمِ الضَّجَرِ الصَّفِيْقِ .. وَتَبِيْعُ قُلُوْبَنَا الرَّاجِفَةَ بَالْحُبِّ بَوَجَعٍ بَخْسٍ ..وتسكبُنَا في منتصفِ التسكُّعِ عراةً بائسينَ يائسينَ .. وتسومُنَا في نخاسَةِ اللاإحساسِ سُوْءَ الشُّعورِ .. وبئسَ المنقلبُ ..
أيُّهَا الشعرُ المبجَّلُّ .. يا أبانا الوقورُ .. وسَيِّدَنَا .. يَا مَالِكَ أَحَاسِيْسِنَا .. أيُّهَا الجبَّارُ الجهمُ .. أيُّهَا الملغَّمُ بنبضاتِ قلوبِنَا .. المفخِّخُ بِبَنَاتِ أعمَاقِنَا .. المتهاطِلُ منَّا شدوًا وغناءً وتسابيحَ .. المتفجِّرُ فينا نارًا وأشواقًا مارقةً حارقةً ..
أيُّهَا الشِّعْرُ المقدَّسُ .. الْمُنْجِزُ دَهْشَتْنَا البكرَ .. الْمُرَاوِدُ قُلُوْبَنَا عن لهفةِ المعنى ، وعسلِ المحبَّةِ ، وحَلْوَى الأمنياتِ .. أيُّهَا الملبَّدُ بعطرِ مشاعرِنا .. المغيِّمُ بلهفِ أرواحِنَا .. المتوشِّحُ بلهفِ أعماقِنا .. المجلَّلُ بدفءِ مشاعرِنا ..
أيُّهَا الْمُطلِعُ من دَوَّامَةِ الصَّمْتِ شَاعِرًا سَاحِرًا يُطْلِقُ مِنْ رَعْشَةِ أصابعِهِ حقلَ قصائدِ .. ويُخْرِجُ من عَبَاءَةِ شعورِهِ وطنَ فراشاتٍ وأقمارًا ونجومًا .. ويشعلُ أصابعَهُ قناديلَ للفرحِ المنْتَظِرِ على نوافذِ قلوبِنَا .. ويعيدُ أبجدَةَ لحظاتِ اللِّقَاءِ على هَدْيٍ من نُوْر قلبِهِ الرَّسُوْلِ ، سَاكِبًا عليها من عطرِ رُوْحِهِ البتولِ .. مُسَمِّيًا بَاسْمِ الْقَصِيْدَةِ وطنًا .. وحلمًا .. ومرجَ قصائدِ ..
أيها المرسلُ من كونِ العتمةِ شَاعِرًا مُغامرًا يُؤْمِنُ بالوجعِ الولودِ .. يؤمِّنُ للشُّموسِ في قلبِهِ مهجعًا للحلمِ .. ومتكًّأً للوجعِ .. وبيتًا للغناءِ ، وأنشودةً لِلْمُرَاوَدَةِ السَّامِقَةِ .. فتعشِّشُ على أَهْدَابِهِ رُفوفُ يماماتٍ .. وتزْهرُ بساتينُ النَّقَاءِ .. وتشرقُ مَوَاسِمُ الأُمْنيِاتِ الْخَصَابُ ..
أيُّهَا الشِّعْرُ المحيِّرُ .. أيُّها الآسرُ الجميلُ.. يا ضَوْءَ الحيَاةِ .. أَيُّهَا الصَّبَاحُ والفراشاتُ والحقولُ .. أيُّتها الأغنيَةُ والحلمُ والطموحُ .. أيُّها النَّهْرُ والبحرُ والجبالُ .. أَيَّتُهَا السَّمَاءُ البعيدةُ ، والأفقُ القريبُ .. أَيُّهَا المطرُ والأرضُ والخصبُ .. أيها الوعدُ والموعدُ والعناقُ .. يا ملاذنَا الأخيرَ .. سَلامٌ عليكَ وعطرُ قصيدةٍ ..
أَيُّها الشِّعْرُ ، يا صَلاةَ النَّارِ في مَعَابِدِ الحريَّةِ .. يا ناسفَ عروشِ الجبَابرَةِ .. وكَاشِفَ سَوْءَاتِ أعداءِ الحيَاةِ .. الممنوعينَ منَ الحبِّ .. المطعَّمينَ ضِدَّ المحبَّةِ ..
يا خبزَ الْبُسَطَاءِ وَحَلِيْبَ الْيَتَامَى وَحَلْوَى الْجِيَاعِ .. وَيَا رَخَّاتِ الارتِوَاءِ في حُلُمِ الْعَطَاشَى .. يَا دِثَارَ الأَرْوَاحِ في غُرْبَاتِ الأَوْطَانِ النَّاكِرَةِ .. النَّافرةِ من قبلاتِ الْعِنَاقِ البريءِ .. المصعَّرَةِ خدَّها لريحِ الغربَاءِ تصفعُهَا من كلِّ اتِّجاهٍ..
يا أحجارَ الصَّبرِ في قِدْرِ الْجِيَاعِ .. وَمْلَهَاةَ البطونِ في انتظارِ رغيفٍ عنيدٍ يتمنَّعُ .. يا لهفَةَ الأعمَاقِ في انتظارِ قطرةِ رِيٍّ تتأبَّى .. يا حلمًا تفسدُهُ المراودَةُ العقيمُ لِمُمْكِنٍ مستحيلٍ .. وطموحًا يئدُهُ العجزُ المكينُ بمستحيلٍ ممكنٍ .. يا هيامًا مخمليًّاً يدنو من قلوبِنا فيتدلَّى على شِفَاهِ لهفتِنَا عناقيدَ اشتهاءٍ فيبقرُ حقيقتَهُ الصَّحْوُ اللَّعينُ .. يا حلمًا يرفضُهُ الواقِعُ المنْكَرُ .. وواقعًا يلعنُهُ الخيَالُ الصَّدوقُ .. ويعلنُهُ القنوطُ جبَّارًا على أحلامِ الحيارى والمغدورينَ والتائهينَ ..
يا عَسَلَ التَّنَاسي المرِّ في جِفَانِ المغبونينَ .. يا مَرَاتِعَ الوجَعِ في القلوبِ الحيارى .. ويا فُسْحَةَ الأَحْلامِ في مُرُوْجِ الأرْواحِ الكسيرةِ ..يا مَرَايَا اللَّهفِ الجسورِ في تطلُّعَاتِ العذارى .. وَيَا أَرَاجِيْحَ القلوبِ السَّكْرَى بالهوى .. يا نزيفَ الأعمَاقِ المسكونِةِ بالأسى .. ورفيفَ المهجِ المكبَّلةِ بالعشقِ ، المحكومةِ بالجوى.
يا شَفَقَةَ الأُمَّهاتِ المكلَّلةَ بزفراتٍ حرَّى طاهراتٍ تتسامى أدعيةً خوفَ الغيابِ الفظيعِ ....! يا دُعَاءَ الآبَاءِ بالسِّترِ غُبَّ الفجيعَةِ .. يا توجُّسَ الطيِّبينَ .. وَحَذَرَ الأَبْرِيَاءِ .. يا لعنَةَ الشَّقَاءِ الأبديَّةَ في جبينِ الحياةِ ..
يا براءَةَ الدمعَةِ العذراءِ .. ونقاءَ الأمنياتِ الطيِّبةِ .. ورواءِ الأَحْلامِ السَّاذِجَةِ..
يا شَقَاوَةَ الصِّغارِ في ملاعبِ الطُّفولَةِ .. ويا جسَارَة الفتيانِ في مراتِعِ الصِّبا ..
يا صلصةَ الرِّيحِ في أذنِ العدمِ .. وفحيحَ الخيبَةِ في أضلعِ الفشلِ ، وَجَهْرَ الْيَأْسِ في أَعْمَاقِ المحبَطينَ الموجوعينَ المفجوعينَ ..
وَجَلْجَلَةَ الدُّعَاءِ في مآذنِ الفجرِ .. وتسبيحةَ الصُّبْحِ في صَحْوِ الْحُقُوْلِ .. ويا فُجاءَةَ المطرِ في جدبِ المواسِمِ .. وترتيلةَ الفرحِ في خَاصِرَةِ القنوطِ..
أيُّهَا الشِّعْرُ .. يا هوانا المزمنَ .. يا أغنيتَنَا الدَّاميةَ اللِّحْنِ .. الذَّارِفَةَ الشَّجَنِ .. ويا أيقونَةَ العَذابِ المطهَّرِ .. وجرحَنَا الأزليَّ النزيفِ .. يا سماءَنَا المغطَاةَ بالوجَعِ .. ويا أرضَنَا المزرُوْعَةَ شَوْكًا .. يا مَاءَنَا المقدَّسَ .. يا خبزَ أعماقِنا الجوعى .. يا كِذْبَةَ الهِدَايَةِ في تَفَاصِيْلِ السَّرَابِ .. ويا وِشَايَةَ الصَّحْوِ ليلَ الحلمِ الجميلِ ..
يا براعةَ النِّفَاقِ في ضاحيةِ الخديعَةِ .. ويا أغنيةَ العقمِ الجديبِ في غَيَابَات الخصوبَةِ .. يا تفاصيلَنا المملَّةَ عندَ قحطِ المعاني .. ويا إيجازَنَا المخلَّ لحظةَ الْهُرَاءِ الجسورِ.. يا داءنَا المستشريَ في أعماقِنَا منذ بَدْءِ القصيدةِ .. ويا دواءَنا المميتَ المرغوبَ ..
يا عَبْقرَ الإلهَامِ في أَوْديَةِ الصَّمْتِ المقيتِ .. يا بَدْءَ عذابِنَا .. وَمُنْتَهى جِرَاحِنَا .. أَيُّهَا المستفزُّ .. أيَّتها اللَّعْنَةُ المقدَّسةُ .. يا من تُصْبِغُ علينا من فضلِ بوحِكَ .. وَتُنْعِمُ علينا بلعنَتِكَ المبارَكةَ ..تطلعُ من أكمامِ دهشتِنَا سِرْبَ حمائمَ بيضاءَ ورفَّ عصافيرَ مُلَوَّنةٍ .. وتُطْلِعُ من كَآبَاتِ ليلِنَا وَجْهَ نهَارٍ .. وَتَهْطُلُ من سَحَابَاتِ عَجْزِنَا مَطْرَ القصيدِ..
ترضى عنا فتبارِكُنَا السَّمَاءُ بهطيلِ القصَائدِ .. وتغضبُ منَّا فتلعَنُنَا بِقَحْطِ الكلمَاتِ .. تُشَفِّرُ أصْوَاتَنَا بلجلجَةِ التَّواكلِ .. وتسدُّ بحجارةِ الرَّتَابَةِ الخرساءِ حلوقَنَا .. تَسْلُبُنَا حَقَّ البوحِ الجميلِ .. وترفعُ عنَّا حَصَانَةَ القصيدَةِ .. وتُسْقِطُ عنَّا مراوَدَةَ الأمنيَاتِ العذارى .. نغضبُكَ فترجمُنَا بلعنَةِ العجزِ الصَّفيقِ .. وتصبُّ على ألْسِنةِ شوقِنَا قارًا ثقيلاً .. تُكمِّمُ شِفَاهَ أحاسيسِنَا .. وتشمِّعُ منافذَ مشاعِرِنَا .. وتُصَادِرُ قدرَتَنَا على الكلامِ .. وتفشي للكائنَاتِ عجزَنَا اللفظيِّ .. وسقوطَنَا في هَاويَةِ الخرسِ المهينِ.. وتؤمِّمُ حَنَاجِرَنَا باسمِ الضَّجَرِ الصَّفِيْقِ .. وَتَبِيْعُ قُلُوْبَنَا الرَّاجِفَةَ بَالْحُبِّ بَوَجَعٍ بَخْسٍ ..وتسكبُنَا في منتصفِ التسكُّعِ عراةً بائسينَ يائسينَ .. وتسومُنَا في نخاسَةِ اللاإحساسِ سُوْءَ الشُّعورِ .. وبئسَ المنقلبُ ..
أيُّهَا الشعرُ المبجَّلُّ .. يا أبانا الوقورُ .. وسَيِّدَنَا .. يَا مَالِكَ أَحَاسِيْسِنَا .. أيُّهَا الجبَّارُ الجهمُ .. أيُّهَا الملغَّمُ بنبضاتِ قلوبِنَا .. المفخِّخُ بِبَنَاتِ أعمَاقِنَا .. المتهاطِلُ منَّا شدوًا وغناءً وتسابيحَ .. المتفجِّرُ فينا نارًا وأشواقًا مارقةً حارقةً ..
أيُّهَا الشِّعْرُ المقدَّسُ .. الْمُنْجِزُ دَهْشَتْنَا البكرَ .. الْمُرَاوِدُ قُلُوْبَنَا عن لهفةِ المعنى ، وعسلِ المحبَّةِ ، وحَلْوَى الأمنياتِ .. أيُّهَا الملبَّدُ بعطرِ مشاعرِنا .. المغيِّمُ بلهفِ أرواحِنَا .. المتوشِّحُ بلهفِ أعماقِنا .. المجلَّلُ بدفءِ مشاعرِنا ..
أيُّهَا الْمُطلِعُ من دَوَّامَةِ الصَّمْتِ شَاعِرًا سَاحِرًا يُطْلِقُ مِنْ رَعْشَةِ أصابعِهِ حقلَ قصائدِ .. ويُخْرِجُ من عَبَاءَةِ شعورِهِ وطنَ فراشاتٍ وأقمارًا ونجومًا .. ويشعلُ أصابعَهُ قناديلَ للفرحِ المنْتَظِرِ على نوافذِ قلوبِنَا .. ويعيدُ أبجدَةَ لحظاتِ اللِّقَاءِ على هَدْيٍ من نُوْر قلبِهِ الرَّسُوْلِ ، سَاكِبًا عليها من عطرِ رُوْحِهِ البتولِ .. مُسَمِّيًا بَاسْمِ الْقَصِيْدَةِ وطنًا .. وحلمًا .. ومرجَ قصائدِ ..
أيها المرسلُ من كونِ العتمةِ شَاعِرًا مُغامرًا يُؤْمِنُ بالوجعِ الولودِ .. يؤمِّنُ للشُّموسِ في قلبِهِ مهجعًا للحلمِ .. ومتكًّأً للوجعِ .. وبيتًا للغناءِ ، وأنشودةً لِلْمُرَاوَدَةِ السَّامِقَةِ .. فتعشِّشُ على أَهْدَابِهِ رُفوفُ يماماتٍ .. وتزْهرُ بساتينُ النَّقَاءِ .. وتشرقُ مَوَاسِمُ الأُمْنيِاتِ الْخَصَابُ ..
أيُّهَا الشِّعْرُ المحيِّرُ .. أيُّها الآسرُ الجميلُ.. يا ضَوْءَ الحيَاةِ .. أَيُّهَا الصَّبَاحُ والفراشاتُ والحقولُ .. أيُّتها الأغنيَةُ والحلمُ والطموحُ .. أيُّها النَّهْرُ والبحرُ والجبالُ .. أَيَّتُهَا السَّمَاءُ البعيدةُ ، والأفقُ القريبُ .. أَيُّهَا المطرُ والأرضُ والخصبُ .. أيها الوعدُ والموعدُ والعناقُ .. يا ملاذنَا الأخيرَ .. سَلامٌ عليكَ وعطرُ قصيدةٍ ..