علي عمر الفسي
29/08/2009, 06:38 AM
عقارب الساعة تشير إلى
شمس ٍ.. وغيمةٍ ومرايا مثبتة على الفراغ
ومومياءٍ .. ترتدي عتمة المساء الخريفي
وتهدد بالانتحار
.. في كل قـَدَر ٍ.. كان أحدهم يولدُ
فتولد معه ثلاث اتجاهاتٍ .. وجدار
وعليه أن يصبح حارساً ومحروساً في آن
وكان عليه أن يصحو ثلاث مئة سنين
ويزداد تسعا
وكان عليه أن يشحذ حنجرتهُ ..
ليرفع عقيرته بالهذيان
وكان عليه أن يتدرب على الهرب
ليعاود الرسوَّ على شاطئ ٍ مدجج بالصامتين
وكان عليه أن يكتشف العلاقة بين الموت
ومصير ثالث غير الحياة
وكان عليه أن يفرك عينيه جيداً
ليرى الشمس .. رغيفاً من نهار
ويرى الصفصافة .. كسيحةً
تثير انتباه ذوي الابتسامات الخاصة
وتزغرد بزهو ٍ خلف سياج الياسمين
و ليرى السيَّاف
بين يديه نشيدٌ لمملكةِ الوعود
وفي كفه بعض أمنياتٍ ممزقة
ويرى العتمة
نافلة ً .. تهبط على الوادي
ويرى أعمدة تغطيها الدماء البنفسجية
ويرى المساء بلا حول ولا انتماء
لا فرق فيه بين التجلي والتلاشي
ويرى المدينة تختفي بين جنوبها وشمالها
ويرى اغتراب الدم
وموت الأصدقاء
القابضون على أطراف معطفه البالي
أعيدوا لهم أكفهم الميتة
فهو يرفض أن تكون الهدية أكفّــاً مشدودة الأعصاب
ويرى نفسه احتمالاً من احتمالات التناسي
مثل (جوركي) .. صاغها رغيفاً من نهار.
أيها السيدات والسادة
هل ترون التشابه
بين ساعة على الحائط وموت الصبر في أوردة الانتظار
هل ترون .. خريف المشرَّد يومئ بين البائعين
كان يحيا في الصباح
ويموت في المساء
ليفتتن بصحبة الكلاب والعُصاة
ويصيح بأعلى صوته
أنا ... ما أنا ..
أنا لست أغلى من زيتونة عمرها ألف عام .. بطعنةٍ تموت
أن لست أَحَـبَّ من لواء حنطة ٍ أخضر يذبل عند الظهيرة المشققة الشفاه
أنا لست حلماً مسجوناً .. يهفوا لما وراء الجدار
أنا لست قرية تجوب ذاكرة بلا سقوف
وخربشة الطباشير .. والصفيح .. والصحف المثقوبة
وبعد ..
هاهو يغلبه النعاس
فيفرك عينيه من جديد
ليرى المرايا ... مرايا في مرايا
في مرايا ..
ويرى الظِّلال
ظِلالاً في ظِلال ٍ في ظِلال
ويرى الفصول
فصولاً في فصولٍ في فصول
ويرى الرماد
رماداً في رمادٍ في رمادٍ في رماد .
23/8/2009
شمس ٍ.. وغيمةٍ ومرايا مثبتة على الفراغ
ومومياءٍ .. ترتدي عتمة المساء الخريفي
وتهدد بالانتحار
.. في كل قـَدَر ٍ.. كان أحدهم يولدُ
فتولد معه ثلاث اتجاهاتٍ .. وجدار
وعليه أن يصبح حارساً ومحروساً في آن
وكان عليه أن يصحو ثلاث مئة سنين
ويزداد تسعا
وكان عليه أن يشحذ حنجرتهُ ..
ليرفع عقيرته بالهذيان
وكان عليه أن يتدرب على الهرب
ليعاود الرسوَّ على شاطئ ٍ مدجج بالصامتين
وكان عليه أن يكتشف العلاقة بين الموت
ومصير ثالث غير الحياة
وكان عليه أن يفرك عينيه جيداً
ليرى الشمس .. رغيفاً من نهار
ويرى الصفصافة .. كسيحةً
تثير انتباه ذوي الابتسامات الخاصة
وتزغرد بزهو ٍ خلف سياج الياسمين
و ليرى السيَّاف
بين يديه نشيدٌ لمملكةِ الوعود
وفي كفه بعض أمنياتٍ ممزقة
ويرى العتمة
نافلة ً .. تهبط على الوادي
ويرى أعمدة تغطيها الدماء البنفسجية
ويرى المساء بلا حول ولا انتماء
لا فرق فيه بين التجلي والتلاشي
ويرى المدينة تختفي بين جنوبها وشمالها
ويرى اغتراب الدم
وموت الأصدقاء
القابضون على أطراف معطفه البالي
أعيدوا لهم أكفهم الميتة
فهو يرفض أن تكون الهدية أكفّــاً مشدودة الأعصاب
ويرى نفسه احتمالاً من احتمالات التناسي
مثل (جوركي) .. صاغها رغيفاً من نهار.
أيها السيدات والسادة
هل ترون التشابه
بين ساعة على الحائط وموت الصبر في أوردة الانتظار
هل ترون .. خريف المشرَّد يومئ بين البائعين
كان يحيا في الصباح
ويموت في المساء
ليفتتن بصحبة الكلاب والعُصاة
ويصيح بأعلى صوته
أنا ... ما أنا ..
أنا لست أغلى من زيتونة عمرها ألف عام .. بطعنةٍ تموت
أن لست أَحَـبَّ من لواء حنطة ٍ أخضر يذبل عند الظهيرة المشققة الشفاه
أنا لست حلماً مسجوناً .. يهفوا لما وراء الجدار
أنا لست قرية تجوب ذاكرة بلا سقوف
وخربشة الطباشير .. والصفيح .. والصحف المثقوبة
وبعد ..
هاهو يغلبه النعاس
فيفرك عينيه من جديد
ليرى المرايا ... مرايا في مرايا
في مرايا ..
ويرى الظِّلال
ظِلالاً في ظِلال ٍ في ظِلال
ويرى الفصول
فصولاً في فصولٍ في فصول
ويرى الرماد
رماداً في رمادٍ في رمادٍ في رماد .
23/8/2009