مشاهدة النسخة كاملة : قد كنت أخالك تبنيني ...ولكنـي الآن أذوب ..!
ابتسام آل سليمان
10/09/2009, 11:56 AM
سلاما
القدوة الحسنة لدينا كالنجوم التي يهتدى بها في ظلمات الحياة .. توجهنا بغير ما أوامر .. تنصحنا
دونما رتابة أسلوب في التوجيه , تبني فينا ناطحات سحاب من الرقي الإنساني نتسامى معها في سماء المعالي ,,
كل منا له قدوة بدءا من مجتمعنا الأصغر , البيت و انتهاء بالمجتمع الأكبر سواء كان في المدرسة , الجامعة بل حتى دائرة العمل .
هو شيء إيجابي ولا شك أن تقتدي بسوانا سلوكا نافعا يرفعنا إلى القمم و لا يهوي بنا إلى القاع !
و الأكثر إيجابة من هذا أن لا نضل طريقا في اختيار قدواتنا , ولئن كان هناك قدوة حسنة فإن على الضفة الأخرى من الحياة قدوات سوء ..!
قدوة ولكنها قدوة ذات مؤثر سلبي في قتل إبداعنا و التميز ... قدوة نخالها النجاة وهي الهلك ..
نخالها الماء الذي يحيينا و إذ بها السراب الذي يفنينا ...
قد نضحي ونمسي ونحن أسارى ذوات نتوسم فيها أنها تبنينا بيد أنّا لا نستيقظ إلا وقد ذبنا فيها و ذوبنا ذواتنا وميعناها فيها , وأدنا إبداعنا و التميز , و محونا معالمنا البهية بتقليد أعمى وباتت ذواتنا القتيل القاتل في الوقت عينه .وحين الإفاقة لا نردد سوى : قد كنت أخالك تبنيني... ولكني الآن أذوب ..!
من منظورك :
/ ما الأسباب التي تدفع بنا للاختيار الخاطئ للقدوة ؟؟!
/ هل هناك ذوبان محمود في شخصية القدوة وآخر غير محمود وهل تراه التقليد الأعمى في إحدى صوره ؟؟!
/ ما المنهاج الذي تراه لتجنب الوقوع في قدوات قد يخالها البعض تنبي ولكنها تهدم ؟؟!
/// ما المعيار في نظرك للقدوة التي تبني دون أن نذوب معها ذواتنا ؟؟!
بانتظار هطولك
flwr1
فتحية الشبلي
14/09/2009, 03:04 AM
وحي
سلاماً مُغلف بالأحترام لهكذا فكر و طرح عميقين
وسلم مِداد قلمك المنير المستنير
موضوع القدوة موضوع من المواضيع التي تهمنا في حياتنا بشكلٍ عام ، فلا غرو ان يكون لكل منا قدوته في هذه الحياة بدايةً من الأسرة ، ثم إلي المدرسة ، ثم إلي دوائر أخري أكثر إتساعاً كدائرة الأصدقاء ، والعمل ، وكل جانب يكون فيه نوع من الإحتكاك الإجتماعي ببنو البشر بصفة عامـة
فالأبوان مثلاً قدوة في البيت يستعير الأبناء منهما أخلاقهما ، وأفعالهما فالطفل يري ويسمع ، ويطبق ما يراه ويسمعه قولاً وفعلا ً وهناك حديث شريف للرسول عليه الصلاة والسلام يقول فيه عندما قال لإمرأة مع طفلها ما أردت ِ أن تعطيه
قالت / أعطيه تمراً ، فقال عليه الصلاة والسلام ( أنك أن لم تعطه شيئاً كُتبت عليك كذبة ) فالوالدين يمثلان القدوة للأطفال بلا شك
وكذلك المعلم قدوة لتلميذه ، والمعلمة قدوة لتلميذتها
فالمعلم الذي يدعم درسه بكلمات التوجيه الصادقة المخلصة ، والمواعظ الأخلاقية الحسنة ، ويقدم خلاصة تجربته العملية النافعة , ويُري من نفسه النموذج الأصلح ، لا يحظى بالوقار والتبجيل فقط ، بل بإتخاذه قدوة وأسوة أيضاً .
كذلك المعلّمة التي تأخذ بأيدي تلميذاتها من الفتيات المراهقات والشابات لتعبر بهنّ إلى شاطئ الأمان ، من خلال النصائح النابعة من القلب ، والفائضة حبّاً ورحمة وحناناً ، والتي تسلك في المدرسة والشارع سلوك المرأة العفيفة الرزينة ، هي أمّ ثانية ، وربّما نسيت بعض الفتيات جوانب من حياتهنّ مع أمّهاتهنّ اللاّئي ولدنهنّ ، لكنهنّ لن ينسين معلّمة قالت بصدق وعملت بصدق
وللأسف نجد الكثير من المعلمين والمعلمات ينجحون في طرق التدريس ، لكنّ هناك قلّة من المعلمين والمعلمات لا ينجحن كقدوة مؤثرة ، بل رحنا نصطدم بهذه القلة التي تقدم من نفسها نموذجاً سيِّئاً للمربّي الفاشل ، ولذا يجب على كل معلم ومعلمة الانتباه لدوره الخطير كقدوة للطلاب , ورسالته العظيمة في بناء الأجيال .
القدوة الحسنة نور يضئ امامنا دروب مجهولة ، ويعبد لنا طرق ممدوة ومستقيمة نسلكها فتكون لنا بمثابة المرشد المنير ، والإتجاه المستقيم
والإنسان بحكم كونه كائن ُ إجتماعي ، لا يستطيع العيش منفرداً عن غيره فهو من الطبيعي ان يحتك بغيره من البشر ، وهؤلاء البشر بلا شك يمثلون مزيجاً بين ماهو صالح وماهو طالح أي بمعني هناك من يكون مثالاً ونموذجاً إجتماعياً جيد وهناك من يكون مثالاً ونموذجاً إجتماعياً سيئاً
وكل إنسان يحرص علي وجود قدوة حسنة في حياته تنير له السبلُ وتكون له بمثابة مرجعية صادقة يُعتمد عليها ، في رحلته الحياتية
لذا فإن القدوة الحسنة تعد ضرورة حتمية ، ومطلباً أساسياً للجميع
فالقدوة الحسنة المتحلية بالأخلاق الفاضلة ، والشمائل الحسنة ، والطباع الجميلة
وأسلوب المعاملات الرفيعة ، والإرادة الجبارة ، والطموحات العالية ، والهمم المشحوذة ، تعطـــي إنطباعاً ، أو لنقل شعوراً بإن بلوغ هذه الفضائل والأخلاقيات يعد من الامور الممكنة ، مادام هناك أُناس يتحلون بمثل هذه الصفات المحمودة
والخِصال المرغوبة .
وطبعاً للقدوة الحسنة عدة مقومات منها الاخلاص لله تعالي في الأقوال والأفعال وهذا في حد ذاته مقوم عظيم من مقومات القدوة الحسنة ، وأساسها الجوهري
فعندما يكون الإنسان أقرب إلي ربه قولاً وفعلاً فإن ذلك أولي بجعله مثالاً نزيهاً ورمزاً منهجياً يُحتذي به
ثم يليه العمل الصالح الذي وفق لسنة الله ورسوله الكريم ، ثم تأتي مطابقة الأقوال للأفعال وذلك نابع من ضرورة إقتران الأقوال بالأفعال
لقوله تعالي ( يأيها الذين آمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون ) سورة الصف الأية ( 2 )
ولن يجني الذين يقولون ما لا يفعلون . . . ويعظون ولا يتعظون ويرشدون ولا يسترشدون إلا سخرية الناس وعدم أحترامهم
بالإضافة إلي علو الهمة ، والعزيمة والإرادة ولا ننسي بالطبع التحلي بالأخلاق الحميدة ، وخاصة الصبر ، والحلم ، والصدق ، والشجاعة ، والوفاء ، والكرم ، والعفو، والحكمة ألخ من الخصال الطيبة
كذلك الوضوح مع النفس بتربية النفس أولاً وتهذيبها ، ومحاسبتها
هذا ما يؤكد عليه علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي الله عنه يقول ، من نصب نفسه للناس إماما فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره ، وليكن تهذيبه لسيرته قبل تهذيبه بلسانه ، فمعلم نفسه ومهذبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومهذبهم "
قد نضحي ونمسي ونحن أسارى ذوات نتوسم فيها أنها تبنينا بيد أنّا لا نستيقظ إلا وقد ذبنا فيها و ذوبنا ذواتنا وميعناها فيها , وأدنا إبداعنا و التميز , و محونا معالمنا البهية بتقليد أعمى وباتت ذواتنا القتيل القاتل في الوقت عينه .وحين الإفاقة لا نردد سوى : قد كنت أخالك تبنيني... ولكني الآن أذوب ..!
نعم يا وحي هناك من لا يستطيع التفريق بين القدوة كنموذج للإقتداء به وليس التحلل والذوبان فيه لدرجة طمس الشخصيات ، فنحن هنا عندما نتخذ نموذجا نقتدي به ، ليس معناه ان نقلد هذا الشخص مهما كان نوعه تقليداً أعمي لأننا عندها نتجاهل ان لكل منا طباعه الخاصة ، وأرؤاءه ، وإتجاهاته ، وميوله ، بحكم طبيعة الفروق الفردية بين بني البشر ، فهما أتفقنا وتمازجنا إلا ان لكل منه من السمات ما يميزه عن الاخري ولا يمكن بأي حالٍ من الاحوال أن نستنسخ نموذجاً لإنسان من إنسان آخر مهما بلغت درجة إنصهار كليهما في الآخر
وللإجابة علي تساؤلاتك المعروضة آدناه أقول وهي إجابة قد تختلف من شخص إلي آخر ، ومحكومة بوجهات النظر المتعددة بالخصوص
ما الأسباب التي تدفع بنا للاختيار الخاطئ للقدوة ؟؟!
/ هل هناك ذوبان محمود في شخصية القدوة وآخر غير محمود وهل تراه التقليد الأعمى في إحدى صوره ؟؟!
/ ما المنهاج الذي تراه لتجنب الوقوع في قدوات قد يخالها البعض تنبي ولكنها تهدم ؟؟!
/// ما المعيار في نظرك للقدوة التي تبني دون أن نذوب معها ذواتنا ؟؟!
بخصوص الأسباب التي قد تدفعنا إلي الإختيار السيئ للقدوة
هناك أسباب عديدة تتمثل في عدم حصول الشخص مثلاً علي القدر الكافي من التوجيه ، فعادة عندما نقتدي بشخص ما نكون نحن أقل خبرة ، ودراية بأمور الحياة وبمجريات الأحداث حولنا ، وقد يكون الجانب أو العامل النفسي له دور آخر فكثير من نجد بعض الناس ينبهرون ببعض الشخصيات عن بعد ويعتبرونهم مثالاً أعلي ، وهناك طبعاً بون شاسع بين الإنبهار ، والإقتداء فكم من شخصية بهرنا بها وأكتشفنا أنها جوفاء بالإضافة إلي الإنبهار السريع بشعارات براقة روجتها أو أعتنقتها تلكم الشخصية
اما بخصوص الذوبان فيما إذا كان هناك ذوبان محمود أم غير محمود
فلا أعتقد ان الذوبان فيه من الإيجابية شئ ، فالذوبان معناه التحلل والإنغماس والإنصهار في الشخصية المقتدي بها وأسمحي لي عزيزتي أن أستعير لفظة إنتهاج نهج الشخصية المقتدي بها في حدود المعقول إنطلاقاً من ان لكل واحد فينا بصمته المميزة في هذه الحياة بدل لفظ ذوبان محمود ، وهو قد يكون محمودا علي النطاق المجتمعي ولكن لن يكون كذلك علي النطاق الفردي للشخص في حد ذاته لان فيه نوع من طمس معالم الشخصية ، وإنحصارها في إطار وحدود الشخصية المقتدي بها ، مما يؤدي إلي بروز التقليد الاعمي ، كما تفضلت بالذكر
المنهاج الوحيد والسليم لتجنب القدوة السيئة حسب وجهة نظري البسيطة
هي أولاً / تحديد ما نريده نحن بالفعل ، ثم رسم خط سير محدد لما ينبغي ان نكون عليه ، ثم تحديد ماهو ملائم لنا لنسير في خطاه وماالذي يمكننا إضافته
وهذه الإضافة تعد نقطة رئيسية ومهمة في موضوع القدوة الحسنة فلكي نكمل المسير ونصبح مشروعاً مستقبلياً للقدوة حسنة علينا إضافة كل ماهو جيد وحسن
ومعيار القدوة التي تبني بدون ان نذوب فيها ، حسب وجهة نظري المتواضعة
هو التفرد والتميز في كل شئ وخصوصا ً في طريقة الإرشاد والتوجيه فالقدوة الحسنة يجب أن تتمتع بقدر ٍ عالٍ من المقدرة علي التوجيه والإرشاد الواعيين للشخصية المقتدية بهم ، ووتوضيح أن لكل منا طبيعته وشخصيته المتفردة والتي تميزه عن الآخر ، وأن أختلاف البشر لا يتوقف علي أختلاف أشكالهم الخارجية ، أنما يتعداه إلي سماتهم الشخصية ، والإجتماعية ، والنفسية ، ومهارتهم ، وقدراتهم ، وميولهم ، وإتجاهاتهم
وهناك بعض من القدوات الحسنة ولكنها تطمس شخصية المقتدي بها وذلك راجع إلي مرض نفسي فهناك من يريد كل من حوله يدورون في فلكه ، ويذوبون في شخصيته كنوع من السيطرة لا اكثر وهذا بطبيعة الحال يؤدي إلي الهدم لا البناء
موضوع شيق وجميل والحديث فيه يطول
سأترك الفرصة لغيري ، وربما كانت لي عودة للتعقيب
شاكرين لك طرحك الجيد ومواضيعك الهادفة
زادك ربي نوراُ وعلماً
مودتي وأحترامي
ابتسام آل سليمان
30/09/2009, 11:05 PM
سلاما
حي هلابك فتحية ومرحبا بهكذا هطول , أسعدني ...
سأتناول عبورك بشكل مفصل , كي تنال كل فقرة حقا من النقاش ... :coffee:
فالأبوان مثلاً قدوة في البيت يستعير الأبناء منهما أخلاقهما ، وأفعالهما فالطفل يري ويسمع ، ويطبق ما يراه ويسمعه قولاً وفعلا ً وهناك حديث شريف للرسول عليه الصلاة والسلام يقول فيه عندما قال لإمرأة مع طفلها ما أردت ِ أن تعطيه
قالت / أعطيه تمراً ، فقال عليه الصلاة والسلام ( أنك أن لم تعطه شيئاً كُتبت عليك كذبة ) فالوالدين يمثلان القدوة للأطفال بلا شك
راق لي تعبير ( يستعير ) والأدهى أنهم يستعيرون كل شيء و ليس الجميل و الحسن فقط , فهم ليسوا كالمصفاة ...!!! بل يتشربون كل شيء كالإسفجنة
استدلالك بالحديث الشريف في محله و هذا يذكرني بتصرف يرتكبه بعض الآباء ظنا منهم أن الأبناء لن يفعلوه مثلا :
يقول الأب لأبنائه : إذا دق جرس الهاتف أو طرق باب المنزل وكان هناك من يريد التحدث إلي فأخبروه بأني ناااااائم أو خارج المنزل ...!!
هنا أهدى لهم سلوكا لممارسة الكذب ..!!
و المثال الآخر:
أب أدمن السيجارة ( وقينا و إياكم ) ويدخن أمام الأبناء . وفي الوقت ذاته ينصحهم بترك التدخين
و تجبنه و يشرح لهم الإسطوانة العتيقة : التدخين سبب رئيسي ... إلخ
فهو هذا يهدم بأفعاله ما يبنيه غيره من تأسي ...
ومن كل هذا نخلص أن الصدق شرط أساس لبناء جيل قيم ...
ابتسام آل سليمان
30/09/2009, 11:37 PM
وكذلك المعلم قدوة لتلميذه ، والمعلمة قدوة لتلميذتها
فالمعلم الذي يدعم درسه بكلمات التوجيه الصادقة المخلصة ، والمواعظ الأخلاقية الحسنة ، ويقدم خلاصة تجربته العملية النافعة , ويُري من نفسه النموذج الأصلح ، لا يحظى بالوقار والتبجيل فقط ، بل بإتخاذه قدوة وأسوة أيضاً .
كذلك المعلّمة التي تأخذ بأيدي تلميذاتها من الفتيات المراهقات والشابات لتعبر بهنّ إلى شاطئ الأمان ، من خلال النصائح النابعة من القلب ، والفائضة حبّاً ورحمة وحناناً ، والتي تسلك في المدرسة والشارع سلوك المرأة العفيفة الرزينة ، هي أمّ ثانية ، وربّما نسيت بعض الفتيات جوانب من حياتهنّ مع أمّهاتهنّ اللاّئي ولدنهنّ ، لكنهنّ لن ينسين معلّمة قالت بصدق وعملت بصدق
وللأسف نجد الكثير من المعلمين والمعلمات ينجحون في طرق التدريس ، لكنّ هناك قلّة من المعلمين والمعلمات لا ينجحن كقدوة مؤثرة ، بل رحنا نصطدم بهذه القلة التي تقدم من نفسها نموذجاً سيِّئاً للمربّي الفاشل ، ولذا يجب على كل معلم ومعلمة الانتباه لدوره الخطير كقدوة للطلاب , ورسالته العظيمة في بناء الأجيال .
لله أنت فتحية و لله هذا الفكر الممعن في الفائدة ( ليحفظك الله و ليبارك )
دور المعلم و تأثيره في الاقتداء عميق و من الحيوية بمكان و ليتهم يدركون .....!!!
الدراسات الإحصائية تؤكد على أن الطلاب و الطالبات يقضون وقتا أطول في المدرسة مقارنة بالمنزل ..!!
ومن هذا تنشأ أهمية دورهم الريادي في تخريج جيل قيم
طبعا الواقع صار أشبه بالملتقى لا بالمدرسة , هناك من يأتي من المعلمين و همه الأول إلقاء الدروس فقط وما سواه فهذا ليس من شأنه ....إلا ما رحم ربي ...
و إليكم هذي القصة :
من أعجب ماسمعت : مرقة رقبة بقرة علي القرقبي
بقلم د/محمد بن أحمد الرشيد
الأعمال الكبيرة تحتاج إلى همم كبيرة، مع رغبة صادقة في التعامل مع المواقف بصدق وإخلاص
قال: بداية القصة كانت حين كلفت بتدريس مادة القرآن الكريم والتوحيد للصف الثالث الابتدائي قبل نهاية الفصل الدراسي الأول بشهر واحد، حينها طلبت من كل تلميذ أن يقرأ، حتى أعرف مستواهم، وبعدها أضع خطتي حسب المستوى الذي أجده عندهم.
فلما وصل الدور إلى أحد التلاميذ وكان قابعاً في آخر زاوية في الصف، قلت له اقرأ.. قال الجميع بصوت واحد (ما يعرف، ما يعرف يا أستاذ)؛ فآلمني الكلام، وأوجعني منظر الطفل البريء الذي احمر وجهه، وأخذ العرق يتصبب منه، دق الجرس وخرج التلاميذ للفسحة، وبقيتُ مع هذا الطفل الذي آلمني وضعه، وتكلمت معه، أناقشه، لعلي أساعده، فاتضح لي أنه محبط، وغير واثق من قدراته، حتى هانت عليه نفسه؛ لأنه يرى أن جميع التلاميذ أحسن منه، وأنه لا يستطيع أن يقرأ مثلهم، ذهبت من فوري، وطلبت ملف هذا الطفل؛ لأطلع على حالته الأسرية، فوجدته من أسرة ميسورة، ويعيش مع أمه، وأبيه، وإخوته، وبيته مستقر، واستنتجت بعدها أن الدمار النفسي الذي يسيطر عليه ليس من البيت والأسرة، بل إنه من المدرسة، ويرجع السبب حتماً إلى موقف محرج عرض له من معلم، أو زميل صده بعنف، أو تهكم على إجابته، أو قراءته، شعر بعدها بهوان النفس والإحباط، وأخذت المواقف المحرجة والإحباطات تتراكم عليه في كل حصة من المعلمين والزملاء، عندها فكرت جدياً في انتشال هذا الطفل مما هو فيه، خاصة وأنني أعرف بحكم الخبرة مع الأطفال أن كل ذكي حساس، وكل ذكي مرهف المشاعر، ولا يدافع عن نفسه، ولا يدخل في مهاترات قد يكون بعدها أكثرخسارة.
وبدأت معه خطتي، بأن غيرت مكان جلوسه، وأجلسته أمامي في الصف الأول، وقررت أن أعطي هذا التلميذ تميزاً لا يوجد إلا فيه وحده، ليتحدى به الجميع، وعندها تعود له ثقته بنفسه، ويشعر بقيمته وإنسانيته بين زملائه، خاصة بعد أن عرفت قوة ذكائه.
كتبت له جملة صعبة النطق، وأفهمته معاني كلماتها، حتى يتخيلها فيسهل عليه حفظها. كنا نرددها ونحن صغار، كتبتها على ورقة صغيرة، ووضعت عليها الحركات، وقلت له: احفظ هذه الجملة غيباً بسرعة، ولا يطَّلع عليها أحد من أسرتك، ولا من زملائك، وراجعتها معه خلسة عن أعين التلاميذ حين خرجوا إلى الفسحة، إذ لم يكن هو حريصاً على الفسحة، لأنه ليس له صاحب ولا رفيق، وكنت قد عودت تلاميذي على أن أروي لهم قصة في نهاية كل حصة شريطة أن يؤدوا كل ما أكلفهم به من حفظ وواجبات، وإذا تعثر بعضهم أو أحدهم في الحفظ أو الواجب منعت عنهم القصة، ليساعدوا زميلهم المتعثر في حفظه، أو واجبه، ويعاتبوه لأنه ضيَّع عليهم القصة. بعدها التزم الجميع بواجباتي لهم؛ حفاظاً على رضاي، وتشوقاً إلى استمرار القصة.
وفي أحد الأيام، وبعد أن قام الجميع بالتسميع طلبوا مني إكمال قصة الأمس، فقلت لهم: إلى أين وصلنا فيها؟ قالوا: وصلنا عند السيدة حليمة السعدية مرضعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في ديار بني سعد، ماذا حدث بعد ذلك؟ فقلت لهم: لن أكملها لكم اليوم، فتساءلوا جميعاً: لماذا يا أستاذ؟ كلنا أدينا التسميع والواجبات!
قلت لهم: عندي قصة جديدة، أرويها لكم اليوم فقط، وغداً نعود لإكمال قصة الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - قالوا وما هي؟ فسردت عليهم قصة من خيالي، من أجل أن أُدخل فيها الجملة الصعبة التي حفظها ذلك الطالب وفهمها سلفاً، وقلت لهم: إن هناك جماعة يسكنون قرية واحدة يقال لهم (القراقبة)، كانوا يحتفلون بعيد الأضحى، ويذبحون فيه البقر، ويتفاخرون بذبائحهم، حتى أن كل واحد منهم يربي بقرته من شهر الحج إلى شهر الحج سنة كاملة، يغذيها بأجود الأعلاف، حتى تكون سمينة، وكان عند (علي القرقبي) بقرة يربطها أمام باب بيته في القرية، وكانت أكبر وأسمن بقرة في القرية كلها، والكل يتمنون متى يأتي الحج، وتذبح هذه البقرة، ليشربوا من مرقها، ويأكلوا من لحمها.
ولكن المشكلة أن أهل القرية عندهم عادة هي أنهم إذا ذبحوا الأضاحي يطبخون رقابها، ويضعون المرق في أوانٍ، تجمع في المكان الذي يتعايدون فيه، فدخل الشباب وأخذوا يتذوقون المرق من كل إناء، فصاح أحدهم مفتخراً بذكائه: عرفتها، عرفتها، فقالوا له: ماذا عرفت؟
قال: أنا عرفت مرقة رقبة بقرة علي القرقبي من بين مراق رقاب أبقار القراقبة
وبعد هذه العبارة قلت لتلاميذي: من الذكي الذي يعيد هذه العبارة، فتفاجأوا جميعاً، وطلبوا مني إعادتها، فأعدتها لهم، وقلت: من الذكي الذي يعيدها؟ فحاول رائد الصف، والذين يشعرون في أنفسهم بالتميز، فلم يستطيعوا إعادة حتى ثلاث كلمات منها، فقلت لهم: هذه لا يستطيع أن يقولها إلا ذكي فهم معناها، أين الذكي فيكم؟ والذي يريد المشاركة أطلب منه الخروج عند السبورة ومواجهة زملائه، وأنا أنظر إلى هذا التلميذ، فإذا نظرت إليه يخفض يده؛ لأنه يخشى الإخفاق، فثقته بنفسه معدومة، خاصة أنه رأى فلاناً وفلاناً من الذين يشار إليهم بالبنان يتعثرون، وأين هو من هؤلاء الذين أخفقوا؟ وإذا أعرضت عنه ألمحُ أنه يرفع إصبعه عالياً. وبعد أن عجز الجميع طلبت من هذا الصبي:
1 أن يقول الجملة وهو جالس في مكانه، وذلك لخوفي عليه إذا خرج ونظر إلى التلاميذ أن يصيبه البكم الاختياري، من شدة خجله وحساسيته، فقالها وهو جالس على كرسيه؛ فصفقت له، وإذا بي أنا الوحيد المصفق، وكأن التلاميذ لم يصدقوني، لأنه قالها بصوت خافت، علاوة على أن التلاميذ لم يلقوا له بالاً.
2 طلبت منه إعادتها مرة ثانية، ولكن أمرته بالوقوف في مكانه، مع رفع الصوت، وابتسمت في وجهه، وقلت له: أنت البطل، أنت أذكى من في الفصل، فقام وأعاد الجملة، ورفع صوته، فصفقت له أنا ومن حوله من التلاميذ، فقال الآخرون: قالها يا أستاذ! قلت نعم، لأنه ذكي.
3 الآن وثقت من هذا التلميذ العجيب بعد أن حمسته، وشجعته، وظهر لي ذلك في نبرات صوته. فقلت: أخرج أمام السبورة، وقلها مرة أخرى، وأخذت أشحذ همته وشجاعته، أنت الذكي، أنت البطل، فخرج وقالها والجميع منصتون، ويستمعون في ذهول.
4 ثم طلب مني التلاميذ أن آمره بأن يعيدها لهم.. فرفضت طلبهم، وقلت لهم: اطلبوا أنتم منه. وهدفي من ذلك أولاً: أن أشعرهم أنه أحسن منهم، وأنه ذكي، وثانياً: حتى يثق هو بنفسه، وأن التلاميذ يخطبون وده، وأنه مهم بينهم، وثالثاً: أن الفهم الذي عنده ليس عند غيره، وأن التلعثم وتقطيع الكلام الذي كان يصيبه أصاب جميع زملائه في هذا الموقف.
5 وطلبوا منه الإعادة مرة أخرى، فأخذت بيده، وقلت لهم أتعبتموه وهو يعيد لكم وأنتم لا تحفظون، ولا تفهمون، لأنني على ثقة أنهم سيطلبون إعادتها منه مرات كثيرة، فتركت ذلك له حتى يزداد ثقة بنفسه.
6 دق جرس انتهاء الحصة، وجاء وقت النزول إلى فناء المدرسة للفسحة، فلم يخرجوا من الصف إلا بهذا الطالب معهم، وأخذوا ينادونه باسمه، وكوّنوا كوكبة تمشي وهو يمشي بينهم كأنه قائد، أو لاعب كرة يحمل الكأس، والفريق من حوله، فخرجت خلفهم، وشاهدت التلاميذ ينادون إخوانهم وأصدقاءهم في الصفوف العليا، ويجتمعون حول هذا الطالب النجيب وهو يعيد لهم، وهم يرددون خلفه، وهو يصحح لهم، وكثر أصدقاء هذا الولد وجلساؤه بعد أن كان نسياً منسياً، ووثق بنفسه، وفي هذا اليوم نفسه طلبت منه أن يعرض هذه الجملة على أبيه وأمه، وإخوته، وجميع معارفه، وأن يتحداهم بإعادتها، وما هو إلا أسبوع واحد وجاءت إجازة نصف العام، وهنا ينبغي التنويه إلى أن حفظ تلك العبارة جاء نتيجة الفهم لمعناها. إذ إن عدم إدراك مفهوم كل كلمة فيها سيجعل حفظها حفظاً ببغاوياً، وهو ما ليس ينشده التربويون.
وبعد الإجازة جاء والده إلى المدرسة، ولأول مرة أقابله، فقال: جزاك الله خيراً يا أستاذ، بارك الله لك في أولادك، جزاء ما فعلت مع ولدي، وقال: لقد سألني الأقارب الذين زارونا في الإجازة: من هو الطبيب الذي عالجت عنده ولدك، إذ كنا نعرفه يتهته في كلامه، خجولاً منطوياً على نفسه، والآن تحدى الكبار والصغار رجالاً ونساءً، وتحداهم بإعادة جملة صعبة، عجزنا نحن أن نرددها بعده، فقلت لهم إنه معلمه عوض الزايدي، جزاه الله خيراً.
واستمرت علاقتي بالأب حتى الآن، وأخذ يخبرني عن ولده، وأنه انطلق بعد هذه القصة العلاجية وحقق ما لم يكن متوقعاً أبداً:
1حفظ القرآن الكريم كاملاً، وأصبح عضواً فاعلاً في نشاطات الجماعة ورحلاتها.
2تخرج في الثانوية العامة القسم العلمي بامتياز، حيث حقق 96% في المجموع الكلي للدرجات.
3التحق بالجامعة قسم الرياضيات، وفي كل سنة دراسية كان ينال الكثير من شهادات الشكر والثناء والتميز، حتى أنه تخرج بامتياز مع مرتبة شرف.
4عُين معيداً في إحدى الكليات بجامعاتنا.. وعلمت أنه حصل على قبول للدراسات العليا في واحدة من أعرق الجامعات العالمية، ولا يزال المستقبل الواعد ينتظره بالكثير، خاصة أنه ذاق حلاوة تميزه.
هذا ... وإني لعلى يقين من أن أحداث هذه القصة الكبيرة جداً.. العظيمة أثراً لا تحتاج إلى تعليق، أو في حاجة إلى ثناء وتقدير للمعلم الذي هو بطلها، وفاعل حقيقي لأحداثها، وإني لأدعو الكُتَّاب إلى تلمس مثل هذه النجاحات وإبرازها، وعدم الإقلال من شأنها؛ لأن لها مردودها العظيم على الأجيال كلها، كما عرفنا. هكذا تكون التربية الناجعة، وهكذا المربي المحلق الناجح...
انتهت و لما تنته يارائعتنا فتحية:rose:
ابتسام آل سليمان
03/10/2009, 09:54 AM
والإنسان بحكم كونه كائن ُ إجتماعي ، لا يستطيع العيش منفرداً عن غيره فهو من الطبيعي ان يحتك بغيره من البشر ، وهؤلاء البشر بلا شك يمثلون مزيجاً بين ماهو صالح وماهو طالح أي بمعني هناك من يكون مثالاً ونموذجاً إجتماعياً جيد وهناك من يكون مثالاً ونموذجاً إجتماعياً سيئاً
وكل إنسان يحرص علي وجود قدوة حسنة في حياته تنير له السبلُ وتكون له بمثابة مرجعية صادقة يُعتمد عليها ، في رحلته الحياتية
لذا فإن القدوة الحسنة تعد ضرورة حتمية ، ومطلباً أساسياً للجميع
سلاما وتحايا لاتزول
حي هلا بك فتحية
كما أسلفتِ الإنسان كائن اجتماعي ولا يستطيع العيش منفردا و لابد له من المخالطة , ونتيجة لهذي المخالطة فإن المرء لابد أن يؤثر فيمن يخالط ( أنموذجا ) أو يتأثر ( الاقتداء)
وكما وجد النور وجدت الظلمة ....يتبع
ابتسام آل سليمان
10/10/2009, 03:41 PM
حي هلا بك فتحية
فالقدوة الحسنة المتحلية بالأخلاق الفاضلة ، والشمائل الحسنة ، والطباع الجميلة
وأسلوب المعاملات الرفيعة ، والإرادة الجبارة ، والطموحات العالية ، والهمم المشحوذة ، تعطـــي إنطباعاً ، أو لنقل شعوراً بإن بلوغ هذه الفضائل والأخلاقيات يعد من الامور الممكنة ، مادام هناك أُناس يتحلون بمثل هذه الصفات المحمودة
والخِصال المرغوبة .
أحييك أيتها الرائعة على هذا الفكر و الحضور
فيما ذكرته فائدة كبيرة , قرأتها مرة , كانت الفائدة تتلخص في :
لم َ جعل الله الأنيباء بشرا و لم يجعلهم من الملائكة ؟؟!
كانت الإجابة كالتالي :
الله عليم حكيم , فلو جعل الأنبياء من الملائكة لقال الناس: كيف نقتدي بهم و نتبعهم و هم يتباينون عنا في الصفات و الخلق و سيكون الأمر أشبه بالمستحيل أن نقتدي بمن لا يماثلنا بل ونتبعه ..!!!
ولذا جعلهم ربي من البشر و هذا ييسر أمر الاقتداء و الاتباع !!
وسأعود بإذنه ... وها امتناني ..
ابتسام آل سليمان
12/10/2009, 10:50 AM
وطبعاً للقدوة الحسنة عدة مقومات منها الاخلاص لله تعالي في الأقوال والأفعال وهذا في حد ذاته مقوم عظيم من مقومات القدوة الحسنة ، وأساسها الجوهري
فعندما يكون الإنسان أقرب إلي ربه قولاً وفعلاً فإن ذلك أولي بجعله مثالاً نزيهاً ورمزاً منهجياً يُحتذي به
ثم يليه العمل الصالح الذي وفق لسنة الله ورسوله الكريم ، ثم تأتي مطابقة الأقوال للأفعال وذلك نابع من ضرورة إقتران الأقوال بالأفعال
لقوله تعالي ( يأيها الذين آمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون ) سورة الصف الأية ( 2 )
ولن يجني الذين يقولون ما لا يفعلون . . . ويعظون ولا يتعظون ويرشدون ولا يسترشدون إلا سخرية الناس وعدم أحترامهم
بالإضافة إلي علو الهمة ، والعزيمة والإرادة ولا ننسي بالطبع التحلي بالأخلاق الحميدة ، وخاصة الصبر ، والحلم ، والصدق ، والشجاعة ، والوفاء ، والكرم ، والعفو، والحكمة ألخ من الخصال الطيبة
كذلك الوضوح مع النفس بتربية النفس أولاً وتهذيبها ، ومحاسبتها
هذا ما يؤكد عليه علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي الله عنه يقول ، من نصب نفسه للناس إماما فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره ، وليكن تهذيبه لسيرته قبل تهذيبه بلسانه ، فمعلم نفسه ومهذبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومهذبهم "
سلاما وبسمة
أيتها الرائعة بحق لا عطر بعد ما أوردت ِ وفي هذا تأكيد :
يا أيها الرجل المعلم غيره
هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى
كيما يصح به وأنت سقيم
فابدأ بنفسك وانهها عن غيها
فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك يُقبل ما تقول ويهتدي
بالقول منك وينفع التعليم
لا تنه عن خلق وتأتي مثله
عار عليك إذا فعلت عظيم
و كما قال الصحابي , عتبة بن أبي سفيان (رضي الله عنه ) : (ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك، فإن عيونهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما صنعت، والقبيح عندهم ما تركت )
ابتسام آل سليمان
13/10/2009, 09:43 AM
تحية و سلاما
نعم يا وحي هناك من لا يستطيع التفريق بين القدوة كنموذج للإقتداء به وليس التحلل والذوبان فيه لدرجة طمس الشخصيات
وهنا يكمن الداء ,
فنحن هنا عندما نتخذ نموذجا نقتدي به ، ليس معناه ان نقلد هذا الشخص مهما كان نوعه تقليداً أعمي لأننا عندها نتجاهل ان لكل منا طباعه الخاصة ، وأرؤاءه ، وإتجاهاته ، وميوله ، بحكم طبيعة الفروق الفردية بين بني البشر ، فهما أتفقنا وتمازجنا إلا ان لكل منه من السمات ما يميزه عن الاخري ولا يمكن بأي حالٍ من الاحوال أن نستنسخ نموذجاً لإنسان من إنسان آخر مهما بلغت درجة إنصهار كليهما في الآخر
نعم عزيزتي و هنا يأتي دور الوعي ,حين ندرك ماهية الاقتداء و التقليد , و في التنزيل : إن سعيكم لشتى و أيضا : و لا يزالون مختلفين .
و الفروق الفردية هي ما يمايز بيننا .فالاقتداء يبني و التقليد يذوِّب !! وحين التقليد أطمس معالمي بل قد أهدمها...
:coffee::coffee:flwr1
سماح عادل
24/10/2009, 05:25 AM
اهلا بك أيتها الراقية
نقف أولاً , حول أختيار القدوة وهل كل شخص هو مستحق لذلك أم لأ
وأسباب اختياره وبالتالي مدى امتثالنا لما نجده من صفات طيبة نرجى الإحتذاء به لاالتشبه الكامل
فذات موضوع آخر هو أقرب إلى المسخ في الشخصية وفي ذلك أسبابها لإنعدام ثقة ,وتذبذب شخصية والشعور
بالنقص وماإلى ذلك
القدوة لابد أن تتحلى بصفات ما يأنس بها الآخر ويرتاح لها (طيبة كانت أم لأ كلاً بحسب مبادئه وثقافته) حتى نجده يميل إليها دون شعور
الإعجاب والميل الودي تجاه الآخر والنجاح وغيره اسباب كثيرة تجعل من أصحابها نموذج طيبا لدى
الآخرين يحبون الإقتداء بهم .ومهم ألا يكون ذلك نسخاً مكررا لتلك الصفات وإنما معرفة الطرق المؤدية
والتمثل بها
مريم الخالد
05/11/2009, 01:45 PM
كان يجد بي قراءة الدرر التي نثرتموها هنا ... لكنه الوقت !
لذلك سأعقب بكلام بسيط إلى حين رجوعي
لعل الفرد حينما يفتقد القدوة التي من المفروض أن يتغذى منها من قبل والديه
فهو حينها يبحث عن ضالته في مكان ما !
لكن هل سيصيب في اختياراته !
هذا يرجع إلى مدى ادراك الفرد ووعيه ،
كذلك قد يُغَرر بتلك الأقنعة التي يتقن ارتداءها البعض
والحديث يطول...........
وحي.... القراءة لك تُسْعدُ :rose:
لي عودات بإذنه تعالى
ابتسام آل سليمان
06/11/2009, 02:41 PM
بخصوص الأسباب التي قد تدفعنا إلي الإختيار السيئ للقدوة
هناك أسباب عديدة تتمثل في عدم حصول الشخص مثلاً علي القدر الكافي من التوجيه ، فعادة عندما نقتدي بشخص ما نكون نحن أقل خبرة ، ودراية بأمور الحياة وبمجريات الأحداث حولنا ، وقد يكون الجانب أو العامل النفسي له دور آخر فكثير من نجد بعض الناس ينبهرون ببعض الشخصيات عن بعد ويعتبرونهم مثالاً أعلي ، وهناك طبعاً بون شاسع بين الإنبهار ، والإقتداء فكم من شخصية بهرنا بها وأكتشفنا أنها جوفاء بالإضافة إلي الإنبهار السريع بشعارات براقة روجتها أو أعتنقتها تلكم الشخصية
حي هلا بك فتحية ..
أتفق و إياك في هذا لا سيما في فترة المراهقة , التي تكاد تكون أشد فترات التربية أهمية حيث تنعكس على ما بعدها ,
أما بخصوص الذوبان فيما إذا كان هناك ذوبان محمود أم غير محمود
فلا أعتقد ان الذوبان فيه من الإيجابية شئ ، فالذوبان معناه التحلل والإنغماس والإنصهار في الشخصية المقتدي بها وأسمحي لي عزيزتي أن أستعير لفظة إنتهاج نهج الشخصية المقتدي بها في حدود المعقول إنطلاقاً من ان لكل واحد فينا بصمته المميزة في هذه الحياة بدل لفظ ذوبان محمود ، وهو قد يكون محمودا علي النطاق المجتمعي ولكن لن يكون كذلك علي النطاق الفردي للشخص في حد ذاته لان فيه نوع من طمس معالم الشخصية ، وإنحصارها في إطار وحدود الشخصية المقتدي بها ، مما يؤدي إلي بروز التقليد الاعمي ، كما تفضلت بالذكر
وأؤومن برأيك هذا كثيرا ..
تحية تشبهك و شكرا ..
:):coffee:flwr2
جوري جميل
16/11/2009, 07:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القدوة شئ جميل لأننا نرى فيها أموراً إيجابية نتمنى تحققها فينا إن أمكن ذلك, القدوة شخص ترفَّع عن بعض العيوب التي على الأقل ما نعتبرها نحن بشكل فردي عيوباً .
ولكن رغم جعل القدوة منارة ونبراساً نهتدي به في بحر قد يجتاحه ظلم في فترة ما , يجب أن تبقى القدوة والشخص المقتدى به بمعزل عن المقتدي .
فأنا إن أحببت أحدٌ ما لا على التعيين , سواء أخي أو زوجي أو أبي وأعجبني هدوءه في التصرف في المواقف وردوده المدروسة مثلاً , واعتبرتها أمراً محبذاً لدي , فإن أول شئ يجب أن أتعله من القدوة كيف أكون مثله بعد عزل شخصيتي عن شخصيته . لا أن أتداخل به وأذوب به لدرجة الانصهار وانعدامي .
أن أكون مثله فيما أحب فيه لا أن أكون صورة طبق الأصل أو نسخة مكرره عنه , فلكل منا وجود وكينونة خاصة به .
فلتكن القدوة دافعاً يدفعنا نحو الأفضل ولنكن سراج نور يتوهج كل حين .
شكرا على الموضوع الجميل والطرح الرائع وعذراً إن كان في إطالتي ملل .
بارك الله بك كثيراً .
ابتسام آل سليمان
29/11/2009, 06:24 PM
المنهاج الوحيد والسليم لتجنب القدوة السيئة حسب وجهة نظري البسيطة
هي أولاً / تحديد ما نريده نحن بالفعل ، ثم رسم خط سير محدد لما ينبغي ان نكون عليه ، ثم تحديد ماهو ملائم لنا لنسير في خطاه وماالذي يمكننا إضافته
وهذه الإضافة تعد نقطة رئيسية ومهمة في موضوع القدوة الحسنة فلكي نكمل المسير ونصبح مشروعاً مستقبلياً للقدوة حسنة علينا إضافة كل ماهو جيد وحسن
ومعيار القدوة التي تبني بدون ان نذوب فيها ، حسب وجهة نظري المتواضعة
هو التفرد والتميز في كل شئ وخصوصا ً في طريقة الإرشاد والتوجيه فالقدوة الحسنة يجب أن تتمتع بقدر ٍ عالٍ من المقدرة علي التوجيه والإرشاد الواعيين للشخصية المقتدية بهم ، ووتوضيح أن لكل منا طبيعته وشخصيته المتفردة والتي تميزه عن الآخر ، وأن أختلاف البشر لا يتوقف علي أختلاف أشكالهم الخارجية ، أنما يتعداه إلي سماتهم الشخصية ، والإجتماعية ، والنفسية ، ومهارتهم ، وقدراتهم ، وميولهم ، وإتجاهاتهم
وهناك بعض من القدوات الحسنة ولكنها تطمس شخصية المقتدي بها وذلك راجع إلي مرض نفسي فهناك من يريد كل من حوله يدورون في فلكه ، ويذوبون في شخصيته كنوع من السيطرة لا اكثر وهذا بطبيعة الحال يؤدي إلي الهدم لا البناء
موضوع شيق وجميل والحديث فيه يطول
سأترك الفرصة لغيري ، وربما كانت لي عودة للتعقيب
شاكرين لك طرحك الجيد ومواضيعك الهادفة
زادك ربي نوراُ وعلماً
مودتي وأحترامي
سلاما
وحي هلا بك عزيزتي فتحية و بورك في أيامك و العيد :) :kisses:
واستكمالا للدرر التي نثرتها :
/ بلى ينبغي علينا تحديد ما نريده في الحياة و بعدها نبحث عن إشارات توصلنا لهذا السبيل , بدءًا من السعي الدوؤب لنيل المراد مرورا بصحبة من يعيننا و يأخذنا لبر الأمان , لا من يردنا على أعقابنا خاسرين ومن لا قدوة له , في نظري كمسافر بلا دليل في فلاة ممتدة
/ أما معيار القدوة التي تبني و لا تهدم :
أتفق فيما ذكرته جملة و تفصيلا , و القدوة التي تتخذ من مبدأ القدوة النبيل سبيلا للسيطرة على الغير فليست بقدوة بل إنها قدوة تحتاج لقدوة
وليحفظك الرب و ليبارك أيتها الفراشة الأروع ..:)
,:rose::coffee:
vBulletin® v3.8.8 Beta 1, Copyright ©2000-2024, Jelsoft Enterprises Ltd.