المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لمسة وفاء لأسد الصحراء في ذكـري إستشهاده


فتحية الشبلي
17/09/2009, 08:34 AM
http://www.aljarida.com/AlJarida/Resources/ArticlesPictures/2007/10/02/26478_4-history-106.jpg

صادف يوم أمس السادس عشر من شهر الفاتح ، أيلول { سبتمبر }
ذكري إستشهاد شيخ الشهداء عُمـر المختار
فتحية إجلال وإكبار للبطل المغوار رحمه الله وأحسن مثواه وجعل نزله الجنة مع الشهداء والصديقين

نبــذة عن الشيخ عمر المختار 1862 ـ 1931 م

نسبه ومولده ونشأته ....

هو عمر بن المختار بن عمر ، من بيت فرحات من قبيلة بريدان وهي بطن من قبيلة المنفة. امه عائشة بنت محارب

ينتسب عمر المختار إلى قبيلة المنفه إحدى كبريات قبائل المرابطين ببرقة, ولد عام 1862م في قرية جنزور بمنطقة دفنة في الجهات الشرقية من برقة التي تقع شرقي ليبيا على الحدود المصرية.
تربى يتيما، حيث وافت المنية والده مختار بن عمر وهو في طريقه إلى مكة المكرمة بصحبة زوجته عائشة.
تلقى عمر المختار تعليمه الأول في زاوية جنزور, ثم سافر إلى الجغبوب ليمكث فيها ثمانية أعوام للدراسة والتحصيل على كبار علماء ومشايخ السنوسية في مقدمتهم الإمام السيد المهدي السنوسي قطب الحركة السنوسية، فدرس اللغة العربية والعلوم الشرعية وحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، ولكنه لم يكمل تعليمه كما تمنى.
ظهرت عليه علامات النجابة ورزانة العقل، فاستحوذ على اهتمام ورعاية أستاذه السيد المهدي السنوسى مما زاده رفعة وسمو، فتناولته الألسن بالثناء بين العلماء ومشايخ القبائل وأعيان المدن حتى قال فيه السيد المهدي واصفاً إياه " لو كان عندنا عشرة مثل عمر المختار لاكتفينا بهم".
فقد وهبه الله تعالى ملكات منها جشاشة صوته البدوي وعذوبة لسانه واختياره للألفاظ المؤثرة في فن المخاطبة وجاذبية ساحرة لدرجة السيطرة على مستمعيه وشد انتباههم.
شارك عمر المختار في الجهاد بين صفوف المجاهدين في الحرب الليبية الفرنسية في المناطق الجنوبية (السودان الغربي، تشاد) وحول واداي. وقد استقر المختار فترة من الزمن في قرو مناضلاً ومقاتلاً, ثم عين شيخاً لزاوية (عين كلك) ليقضي فترة من حياته معلماً ومبشراً بالإسلام في تلك الأصقاع النائية.
وبعد وفاة السيد محمد المهدي السنوسي عام 1902م تم استدعاؤه حيث عين شيخاً لزاوية القصور.



الفاشيست والمجاهدون

بعد الانقلاب الفاشي في إيطالي في أكتوبر 1922, وبعد الانتصار الذي تحقق في تلك الحرب إلى الجانب الذي انضمت إليه إيطاليا. تغيرت الأوضاع داخل ليبيا واشتدت الضغوط على السيد محمد إدريس السنوسي, واضطر إلى ترك البلاد عاهداً بالأعمال العسكرية والسياسية إلى عمر المختار في الوقت الذي قام أخاه الرضا مقامه في الإشراف على الشئون الدينية.
بعد أن تأكد للمختار النوايا الإيطالية في العدوان قصد مصر عام 1923م للتشاور مع السيد إدريس فيما يتعلق بأمر البلاد, وبعد عودته نظم أدوار المجاهدين, فجعل حسين الجويفي على دور البراعصة ويوسف بورحيل المسماري على دور العبيدات والفضيل بوعمر على دور الحاسة,والمجاهد المخضرم الذى لم يذكر قط صالح الطلحى(قبيله الوطن الشرقى الاصليين) وتولى هو القيادة العامة.
بعد الغزو الإيطالي على مدينة اجدابيا مقر القيادة الليبية, أصبحت كل المواثيق والمعاهدات لاغية, وانسحب المجاهدون من المدينة وأخذت إيطاليا تزحف بجيوشها من مناطق عدة نحو الجبل الأخضر, وفي تلك الأثناء تسابقت جموع المجاهدين إلى تشكيل الأدوار والإنضواء تحت قيادة عمر المختار, كما بادر الأهالي إلى إمداد المجاهدين بالمؤن والعتاد والسلاح, وعندما ضاق الإيطاليون ذرعا من الهزيمة على يد المجاهدين, أرادوا أن يمنعوا عنهم طريق الإمداد فسعوا إلى احتلال الجغبوب ووجهت إليها حملة كبيرة في 8 فبراير1926م, وقد شكل سقوطها أعباء ومتاعب جديدة للمجاهدين وعلى رأسهم عمر المختار, ولكن الرجل حمل العبء كاملاً بعزم العظماء وتصميم الأبطال.
ولاحظ الإيطاليون أن الموقف يملي عليهم الاستيلاء على منطقة فزان لقطع الإمدادات على المجاهدين, فخرجت حملة في يناير 1928م, ولم تحقق غرضها في احتلال فزان بعد أن دفعت الثمن غاليا. ورخم حصار المجاهدين وانقطاعهم عن مراكز تموينهم, إلا أن الأحداث لم تنل منهم وتثبط من عزمهم, والدليل على ذلك معركة يوم 22 أبريل التي استمرت يومين كاملين, انتصر فيها المجاهدون وغنموا عتادا كثيرا.


مفاوضات السلام في سيدي ارحومة

وتوالت الانتصارات, الأمر الذي دفع إيطاليا إلى إعادة النظر في خططها وإجراء تغييرات واسعة,
فأمر موسوليني بتغيير القيادة العسكرية, حيث عين بادوليو حاكماً عسكريا على ليبيا في يناير 1929م, ويعد هذا التغيير بداية المرحلة الحاسمة بين الطليان والمجاهدين.
تظاهر الحاكم الجديد لليبيا في رغبته للسلام لإيجاد الوقت اللازم لتنفيذ خططه وتغيير أسلوب القتال لدى جنوده,وطلب مفاوضة عمر المختار, تلك المفاوضات التي بدأت في 20 أبريل1929م,
واستجاب الشيخ لنداء السلام وحاول التفاهم معهم على صيغة ليخرجوا من دوامة الدمار. فذهب كبيرهم للقاء عمر المختار ورفاقه القادة في 19 يونيو1929م في سيدي ارحومه. ورأس الوفد الإيطالي بادوليو نفسه، الرجل الثاني بعد بنيتو موسليني، ونائبه سيشليانو، ولكن لم يكن الغرض هوالتفاوض، ولكن المماطلة وشراء الوقت لتلتقط قواتهم أنفاسها، وقصد الغزاة الغدر به والدس عليه وتأليب أنصاره والأهالي وفتنة الملتفين حوله.
وعندما وجد المختار أن تلك المفاوضات تطلب منه اما مغادرة البلاد إلى الحجاز او مصر أو البقاء في برقة و انهاء الجهاد والإستسلام مقابل الأموال والإغراءات, رفض كل تلك العروض, وكبطل شريف ومجاهد عظيم عمد إلى الاختيار الثالث وهو مواصلة الجهاد حتى النصر أو الشهادة.
تبين للمختار غدر الإيطاليين وخداعهم, ففي 20 أكتوبر 1929م وجه نداء إلى أبناء وطنه طالبهم فيه بالحرص واليقظة أمام ألاعيب الغزاة.
وصحت توقعات عمر المختار, ففي 16 يناير 1930م ألقت الطائرات بقذائفها على المجاهدين,


أسر المختار

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/9/92/Omar_Mokhtar_arrested_by_Italian_Fascists.jpg



في معركة السانية في شهر أكتوبر عام 1930م سقطت من الشيخ عمر المختار نظارته، وعندما وجدها أحد جنود الطليان وأوصلها لقيادته، فرائها غراتسياني فقال: "الآن أصبحت لدينا النظارة، وسيتبعها الرأس يوماً ما".
وفي 11 سبتمبر من عام 1931م، وبينما كان الشيخ عمر المختار يستطلع منطقة سلنطة في كوكبة من فرسانه، عرفت الحاميات الإيطالية بمكانه فأرسلت قوات لحصاره ولحقها تعزيزات، واشتبك الفريقين في وادي بوطاقة ورجحت الكفة للعدوفأمر عمر المختار بفك الطوق والتفرق، ولكن قُتلت فرسه تحته وسقطت على يده مما شل حركته نهائياً. فلم يتمكن من تخليص نفسه ولم يستطع تناول بندقيته ليدافع عن نفسه، فسرعان ماحاصره العدو من كل الجهات وتعرفوا على شخصيته، فنقل على الفور إلي مرسى سوسه ومن ثم وضع على طراد الذي نقله رأسا إلي بنغازي حيث أودع السجن الكبير بمنطقة سيدي اخريبيش. ولم يستطع الطليان نقل الشيخ براً لخوفهم من تعرض المجاهدين لهم في محاولة لتخليص قائدهم.
كان لاعتقاله في صفوف العدو، صدىً كبيراً، حتى أن غراسياني لم يصدّق ذلك في بادىء الأمر،وكان غراتسياني في روما حينها كئيباً حزيناً منهار الأعصاب في طريقه إلي باريس للاستجمام والراحة تهرباً من الساحة بعد فشله في القضاء على المجاهدين في برقة، حيث بدأت الأقلام اللاذعة في إيطاليا تنال منه والانتقادات المرة تأتيه من رفاقه مشككة في مقدرته على إدارة الصراع. وإذا بالقدر يلعب دوره ويتلقى برقية مستعجلة من نغازي مفادها إن عدوه اللدود عمر المختار وراء القضبان. فأصيب غراتسياني بحالة هستيرية كاد لا يصدق الخبر. فتارة يجلس على مقعده وتارة يقوم، وأخرى يخرج متمشياً على قدميه محدثاً نفسه بصوت عال، ويشير بيديه ويقول: "صحيح قبضوا على عمر المختار ؟ ويرد على نفسه لا، لا اعتقد." ولم يسترح باله فقرر إلغاء أجازته واستقل طائرة خاصة وهبط ببنغازي في نفس اليوم وطلب إحضار عمر المختار إلي مكتبه لكي يراه بأم عينيه.
وصل غرسياني إلى بنغازي يوم 14 سبتمبر ، وأعلن عن انعقاد "المحكمة الخاصة" يوم 15 سبتمبر 1931م, وفي صبيحة ذلك اليوم وقبل المحاكمة رغب غرسياني في الحديث مع عمر المختار, يذكر غرسياني في كتابه (برقة المهدأة):
"وعندما حضر أمام مكتبي تهيأ لي أن أرى فيه شخصية آلاف المرابطين الذين التقيت بهم أثناء قيامي بالحروب الصحراوية. يداه مكبلتان بالسلاسل, رغم الكسور والجروح التي أصيب بها أثناء المعركة, وكان وجهه مضغوطا لأنه كان مغطيا رأسه ( بالَجَرِدْ) ويجر نفسه بصعوبة نظراً لتعبه أثناء السفر بالبحر, وبالإجمال يخيل لي أن الذي يقف أمامي رجل ليس كالرجال له منظره وهيبته رغم أنه يشعر بمرارة الأسر, ها هو واقف أمام مكتبي نسأله ويجيب بصوت هادئ وواضح."
غراتسياني: لماذا حاربت بشدة متواصلة الحكومة لفاشستية ؟
أجاب الشيخ: من أجل ديني ووطني.
غراتسياني:ما الذي كان في اعتقادك الوصول إليه ؟
فأجاب الشيخ: لا شئ إلا طردكم … لأنكم مغتصبون، أما الحرب فهي فرض علينا وما النصر إلا من عند الله.
غراتسياني: لما لك من نفوذ وجاه، في كم يوم يمكنك إن تأمر الثوار بأن يخضعوا لحكمنا ويسلموا أسلحتهم ؟.
فأجاب الشيخ: لا يمكنني أن أعمل أي شئ … وبدون جدوى نحن الثوار سبق أن أقسمنا أن نموت كلنا الواحد بعد الأخر، ولا نسلم أو نلقي السلاح…
ويستطرد غرسياني حديثه "وعندما وقف ليتهيأ للإنصراف كان جبينه وضاء كأن هالة من نور تحيط به فارتعش قلبي من جلالة الموقف أنا الذي خاض معارك الحروب العالمية والصحراوية ولقبت بأسد الصحراء. ورغم هذا فقد كانت شفتاي ترتعشان ولم أستطع أن أنطق بحرف واحد, فانهيت المقابلة وأمرت بإرجاعه إلى السجن لتقديمه إلى المحاكمة في المساء, وعند وقوفه حاول أن يمد يده لمصافحتي ولكنه لم يتمكن لأن يديه كانت مكبلة بالحديد."



المحاكمة الصورية للشيخ

http://vb.arabseyes.com/uploaded/20755_1189272186.jpg


عقدت للشيخ الشهيد محكمة هزلية صورية في مركز إدارة الحزب الفاشستي ببنغازي مساء يوم الثلاثاء عند الساعة الخامسة والربع في 15 سبتمبر1931م،
وبعد ساعة تحديداً صدر منطوق الحكم بالإعدام شنقاً حتى الموت،
وعندما ترجم له الحكم، قال الشيخ "إن الحكم إلا لله … لا حكمكم المزيف ... إنا لله وإنا أليه لراجعون".
- وهنا نقلا حرفيا لمحضر المحاكمة كما ورد في الوثائق الإيطالية :
إنه في سنة ألف وتسعمائة وواحدة وثلاثين ؛ السنة التاسعة ، وفي اليوم الخامس عشر من شهر سبتمبر ، ببنغازي ، وفي تمام الساعة 17 بقصر "الليتوريو" بعد إعداده كقاعة لجلسات المحكمة الخاصة بالدفاع عن أمن الدولة ، والمؤلفة من السادة :
- المقدم الكواليير اوبيرتو فانتيري مارينوني ، رئيسا بالوكالة ، نيابة عن الرئيس الأصيل الغائب لعذر مشروع .
- المحامي د. فرانشيسكو رومانو (قاضي مقرر) .
- الرائد الكاواليير قوناريو ديليتلو (مستشار ، أصيل ) .
- رائد "الميليشيا التطوعية للأمن الوطني (الكواليير جوفاني منزوني ، مستشار أصيل) .
- رائد "الميليشيا التطوعية للأمن الوطني (الكواليير ميكيلي مندوليا ، مستشار أصيل) ، والرئيس بالنيابة عن الرئيس الأصيل ، الغائب بعذر مشروع .
- بمساعدة الملازم بسلاح المشاة ، ايدواردو ديه كريستوفانو (كاتب الجلسة العسكري بالنيابة) .
للنظر في القضية المرفوعة ضد : عمر المختار ، بن عائشة بنت محارب ، البالغ من العمر 73 سنة ، والمولود بدفنة ، قبيلة منفة ، عائلة بريدان ، بيت فرحات ؛ حالته الاجتماعية : متزوج وله أولاد ، يعرف القراءة والكتابة ، وليست له سوابق جنائية ، في حالة اعتقال منذ 12 سبتمبر 1931.
المتهم بالجرائم المنصوص عليها وعلى عقوباتها في المواد 284-285-286-575-576 (3) ، والمادة 26 ، البنود : 2 - 4 - 6 - 10 ، وذلك أنه قام ، منذ عام 1911م وحتى القبض عليه في جنوب سلنطة في 11سبتمبر 1931، بإثارة العصيان وقيادته ضد سلطات الدولة الإيطالية ، داخل أراضي المستعمرة ، وباشتراكه في نصب الكمائن للوحدات المعزولة من قواتنا المسلحة وفي معارك عديدة وأعمال الإغارة للسلب والنهب واللصوصية مع ارتكاب جرائم قتل بدافع نزعته إلى القسوة والتوحش ، وأعمال البطش والتنكيل ، بقصد إحداث الدمار وسفك الدماء لفصل المستعمرة عن الوطن الأم .
بعد ذلك سمح للجمهور بدخول قاعة الجلسات ، بينما جلس المتهم في المكان المخصص للمتهمين ، تحت حراسة عسكرية ، وهو طليق اليدين وغير مكبل بأغلال من أي نوع .
كما حضر وكيل النيابة العامة السينور "كواليير" أوفيتشالي جوسيبي بيديندو ، كمدعي عسكري ، والمكلف بالدفاع عن المتهم ، المحامي ، النقيب في سلاح المدفعية ، روبيرتو لونتانو .
يعلن الرئيس افتتاح الجلسة . فيحضر أيضا المترجم السيد نصري هرمس الذي يطلب إليه الرئيس الادلاء ببيانات هويته فيجيب :
- نصري هرمس ، ابن المتوفى ميشيل ، وعمري 53 سنة ، ولدت في ديار بكر ببلاد ما بين النهرين (العراق) رئيس مكتب الترجمة لدى حكومة برقة .
يكلفه الرئيس بأداء اليمين المقررة ، بعد تحذيره حسبما هو مقرر ، فيؤديها بصوت عال وبالصيغة التالية : (( أقسم بأنني سأنقل الأسئلة إلى الشخص المقرر استجوابه بواسطتي بأمانة وصدق ، وبأن أنقل الردود بأمانة )) .
فيوجه الرئيس ، عن طريق الترجمان ، أسئلة للمتهم حول هويته ، فيدلي بها بما يتفق مع ما تقدم ، ومن ثم ينبه عليه بالانصات إلى ما سيسمع . وعند هذه النقطة ، يثبت في المحضر طلب وكيل النيابة بإعفاء المترجم نصري من المهمة بسبب وعكة ألمت به والاستعاضة عنه بالكواليير لومبروزو ابن آرونه وماريا قاندوس ، المولود بتونس في 27 - 2 - 1891م ، ومهنته صناعي .
فيكلفه الرئيس بأداء اليمين المقررة ، بعد تحذيره نظاميا ؛
يتلو كاتب الجلسة صحيفة الاتهام ، فيتولى الترجمان ترجمتها للمتهم ، ويسرد بعدها قائمة المستندات والوثائق المتصلة بالدعوى ،
وبعد سردها يكلف الرئيس الترجمان بترجمتها ، حيث إن المتهم غير ملم باللغة الإيطالية ، ومن ثم يبدأ استجوابه حول الأفعال المنسوبة إليه ؛ فيرد عليها ، ويتولى الترجمان ترجمة ردود المتهم عليها .
ويثبت بالمحضر أن المتهم يرد بانتظام عن كل اتهام حسب ما جاء في محضر استجوابه المكتوب ، معترفا بأنه زعيم المقاومة في برقة وبهذه الصفة فهو الفاعل والمحرض لجميع الجرائم التي اقترفت في أراضي المستعمرة خلال العقد الأخير من الزمن ، أي الفترة التي ظل خلالها الرئيس الفعلي للمقاومة .
وردا عن سؤال ، يجيب :
منذ عشر سنوات ، تقريبا ، وأنا رئيس المحافظية . ويثبت هنا أن المتهم ظل يرد عن كل سؤال محدد حول تهمة بعينها ، بقوله : (( لا فائدة من سؤالي عن وقائع منفردة ، وما أرتكب ضد إيطاليا والإيطاليين ، منذ عشر سنوات وحتى الآن ، كان بإرادتي وإذني ، عندما لم أشترك أنا نفسي في تلك الأفعال ذاتها )) .
وردا عن سؤال ، يجيب : (( كانت الغارات تنفذ أيضا بأمري وبعضها قمت بها أنا نفسي )) .
يعطي الرئيس الكلمة لوكيل النيابة : بعد أن تناول الكلمة ، أوجز مطلبه في أن تتكرم المحكمة ، بعد تأكيد إدانة المتهم بالجرائم المنسوبة إليه ، بإصدار حكم الإعدام عليه وما يترتب عليه من عواقب .
وينهي الدفاع ، بدوره مرافعته بطلب الرأفة بالمتهم . وبعدما أعطى المتهم الكلمة كآخر المتحدثين ، يعلن الرئيس قفل باب المناقشة ، وتنسحب هيئة المحكمة إلى حجرة المداولة لتحديد الحكم .
عادت المحكمة بعد قليل إلى قاعة الجلسات ؛ لينطق الرئيس بصوت عال بالحكم بالإدانة ، بحضور جميع الأطراف المعنية . فيقوم الترجمان بترجمة منطوق الحكم .
أثبت تحريريا كل ما تقدم بهذا المحضر الذي وقع عليه : كاتب المحكمة العسكري .
الإمضاء : ادواردو ديه كريستوفانو ، الرئيس (المقدم الكاواليير أوميركو مانزولي) .
كاتب المحكمة العسكرية ، الإمضاء : ادواردوديه كريستوفاني (Edoardo De Cristofano) .
الرئيس : (المقدم الكاواليير أوميركو مانزوني)
الإمضاء : أومبيرتو مانزوني (Umberto Marinoni) .



الأعدام ...

في صباح اليوم التالي للمحاكمة الأربعاء، 16 سبتمبر1931( الأول من شهر جمادىالأول من عام 1350 (، اتخذت جميع التدابيراللازمة بمركز سلوق لتنفيذ الحكم بإحضار جميع أقسام الجيش والميليشيا والطيران،
واحضر 20 ألف من الأهالي وجميع المعتقلين السياسيين خصيصاً من أماكن مختلفة لمشاهدة تنفيذ الحكم في قائدهم.
واحضر الشيخ عمر المختار مكبل الأيدي، وعلى وجهه ابتسامة الرضا بالقضاء والقدر،
وبدأت الطائرات تحلق في الفضاء فوق المعتقلين بأزيز مجلجل حتى لا يتمكن عمر المختار من مخاطبتهم،
وفي تمام الساعة التاسعة صباحاً سلم الشيخ إلي الجلاد، وكان وجهه يتهلل استبشاراً بالشهادة وكله ثبات وهدوء، فوضع حبل المشنقة في عنقه، وقيل عن بعض الناس الذين كان على مقربة منه انه كان يأذن في صوت خافت آذان الصلاة، والبعض قال انه تتمتم بالآية الكريمة "يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية" ليجعلها مسك ختام حياته البطولية. وبعد دقائق صعدت روحه الطاهرة النقية إلي ربها تشكو إليه عنت الظالمين وجور المستعمرين.
وسبق إعدام الشيخ أوامر شديدة الحزم بتعذيب وضرب كل من يبدي الحزن أويظهر البكاء عند إعدام عمر المختار، فقد ضرب جربوع عبد الجليل ضرباً مبرحاً بسبب بكائه عند إعدام عمر المختار. ولكن علت أصوات الاحتجاج ولم تكبحها سياط الطليان، فصرخت فاطمة داروها العبارية وندبت فجيعة الوطن عندما على الشيخ شامخاً مشنوقاً، ووصفها الطليان "بالمرأة التي كسرت جدار الصمت".



هنيئاً لنا بهذا البطل العربي المجيد :):flower2:

فتحية الشبلي
17/09/2009, 04:54 PM
مقولة شهيرة للشيخ الشهيد ....

http://www.islam2all.com/upload/video/omar-almokhtar/w.jpg



نحــن لا نستسلـم ، ننتصــر أو نمـوت ، سـوف تأتــي
أجيــال مــن بعـدي تُقـاتلكـــم
أمــا أنا فحياتـي ســـوف تكـــون
أطـول مــن حيــــاة شــانـقــيِ

فتحية الشبلي
17/09/2009, 05:13 PM
صور للشيخ الشهيد أسد الصحراء
http://www.baddawi-camp.com/forum/uploaded4/116_1228649323.jpg

http://www.libya-al-mostakbal.org/Almokhtar/omar-almktar-08.jpg

http://www.islam-network.net/Vb/imgcache/2/7589alsh3er.imgcache

http://farm2.static.flickr.com/1174/1387509285_b6cf8e53b6.jpg

http://images.alwatanvoice.com/images/topics/7824308493/13.jpg

http://www.lovely0smile.com/g-img/omar-almktar/omar-almktar-15.jpg

http://www.zilfawi.com/vb/uploaded/5869_1200532955.jpg

فتحية الشبلي
17/09/2009, 06:00 PM
قصيدة أمير الشعراء { أحمد شوقــي } في رثاء عُمرالمختار

ركزوا رفاتك في الرمال لــواء
يستنهض الوادي صـباح مساء


يا ويحهم نصبــوا منارا من دم
يوحي إلى جيــل الغد البغضاء


ما ضر لو جعلوا العلاقة في غد
بين الشعــوب مـودة وإخاء


جرح يصيح على المدى وضحية
تتلمس الحـرية الحمـــراء


يأيها السيـف المجـــرَّد بالفلا
يكسو السيوف على الزمان مضاء


تلك الصحارى غمد كل مهــند
أبلى فأحسن في العدو بــــلاء


وقبور موتى من شــباب أمية
وكهولهم لم يبرحوا أحـياء


لو لاذ بالجــوزاء منهم معقل
دخلوا على أبراجها الجــوزاء


فتحوا الشمال سهـوله وجباله
وتوغلوا فاستعـمروا الخضـراء


وبنوا حضارتهم فطاول ركنها
دار الســلام وجلّق الشماء


خُيّرت فاخترت المبيت على الطوى
لم تبن جاهـا أو تلم ثـــراء


إن البطولة أن تمـوت مـن الظمأ
ليس البطـولة أن تعب المــاء


أفريقيا مـهد الأسـود ولحــدها
ضجت عليك أراجلا ونســـــاء


والمسلمون على اختـلاف ديارهم
لا يملكون مع المصـاب عــزاء


والجاهلية مـن وراء قبــورهم
يبكون زيد الخـيل والفلحـــاء


فــي ذِمَّــة اللـهِ الكـريمِ وحفظِـه
جَسَــدٌ (ببرْقة) وُسِّـــــدَ الصحـراءَ


لـم تُبْـقِ منـه رَحَـى الوقـائِع أَعظُمًا
تَبْــلَى, ولــم تُبْـقِ الرِّمـاحُ دِمـاءَ


كَرُفــاتِ نَسْــرٍ أَو بَقِيَّــةِ ضَيْغَـمٍ
باتـــا وراءَ السَّـــافياتِ هَبــاءَ


بطـلُ البَـداوةِ لـم يكـن يَغْـزو على
"تَنْكٍ", ولـــم يَـكُ يـركبُ الأَجـواءَ


لكــنْ أَخـو خَـيْلٍ حَـمَى صَهَواتِهـا
وأَدَارَ مـــن أَعرافهــا الهيجــــاءَ


لَبَّــى قضـاءَ الأَرضِ أَمِس بمُهْجَـةٍ
لــم تخْــشَ إِلاَّ للســماءِ قَضــاءَ


وافــاهُ مَرْفــوعَ الجــبينِ كأَنــه
سُــقْراطُ جَــرَّ إِلـــى القُضـاةِ رِداءَ


شَــيْخٌ تَمــالَكَ سِــنَّهُ لـم ينفجـرْ
كـالطفل مـن خـوفِ العِقـابِ بُكـــاءَ


وأَخــو أُمـورٍ عـاشَ فـي سَـرَّائها
فتغـيَّرَتْ, فتـوقَّع الضَّــــــراءَ


الأُسْـدُ تـزأَرُ فـي الحـديدِ ولـن ترى
فـي السِّـجنِ ضِرْغامًـا بكى اسْتِـخْذاءَ


وأَتــى الأَسـيرُ يَجُـرُّ ثِقْـلَ حَـديدِهِ
أَسَـــدٌ يُجَــرِّرُ حَيَّـةً رَقْطــاءَ


عَضَّــتْ بسـاقَيْهِ القُيـودُ فلـم يَنُـؤْ
ومَشَــتْ بهَيْكلــه السـنون فنـاءَ


تِسْـعُونَ لـو رَكِـبَتْ مَنـاكِبَ شـاهقٍ
لترجَّلَتْ هَضَباتُــه إِعيـــــــاءَ


خَـفِيَتْ عـن القـاضي, وفات نَصِيبُها
مــن رِفْــق جُـنْدٍ قـادةً نُبَــلاءَ


والسِّـنُّ تَعْصِـفُ كُـلَّ قَلْـبِ مُهَـذَّبٍ
عَــرَفَ الجُدودَ, وأَدرَكَ الآبــــاءَ


دفعــوا إِلـى الجـلاَّدِ أَغلَـبَ مـاجدًا
يأْسُــو الجـراحَ, ويُطلِــق الأُسَـراءَ


ويُشــاطرُ الأَقــرانَ ذُخْـرَ سِـلاحِهِ
ويَصُــفُّ حَوْلَ خِوانِـــه الأَعـــداءَ


وتخــيَّروا الحــبلَ المَهيــنَ مَنيّـةً
للَّيْــثِ يلفِـــظ حَوْلَـهُ الحَوْبــاءَ


حَـرموا الممـاتَ عـلى الصَّوارِم والقَنا
مَـنْ كـان يُعْطِـي الطَّعْنَـةَ النَّجْـــلاءَ


إِنـي رأَيـتُ يَـدَ الحضـارةِ أُولِعَـتْ
بـــالحقِّ هَدْمـــا تـارةً وبِنـاءَ


شـرَعَتْ حُـقوقَ النـاسِ فـي أَوطانِهم
إِلاَّ أُبــاةَ الضَّيْـــــمِ والضُّعَفــاءَ


يــا أَيُّهَـا الشـعبُ القـريبُ, أَسـامعٌ
فـــأَصوغَ فـي عُمَـرَ الشَّـهِيدِ رِثـاءَ؟


أَم أَلْجَـمَتْ فـاكَ الخُـطوبُ وحَـرَّمت
أُذنَيْــــكَ حـينَ تُخـاطِبُ الإِصْغـاءَ؟


ذهــب الـزعيمُ وأَنـتَ بـاقٍ خـالدٌ
فــانقُد رِجــالَك, واخْـتَرِ الزُّعَمـاءَ


وأَرِحْ شـيوخَكَ مـن تكـاليفِ الـوَغَى
واحْــمِلْ عـلى فِتْيـانِـكَ الأَعْبــاءَ

أسامة بن محمد السَّطائفي
18/09/2009, 04:35 AM
{ ..

فتحِيَّة ، أيُّتها النَّحلةُ الدَّؤوبَة سلامٌ عليكِ وَ رحمَة ،

أخذتنا بموضوعكِ هذا إلى تلكَ الذِكرى الأليمة / الخالدة ، إلى ذلكَ الحدثِ البُطولِيِّ ،

ذِكرى استِشهادِ شيخِ المُجاهدين عمر المُختار ، ذلكَ البطلُ الهُمامُ الغَضنفرُ الضِّرغامُ ،

مُركِعُ الطَّليانِ وَ هازِمُ الطُّغيانِ وَ كاسِرُ الصُّلبانِ ، فلقد كانَ استِشهادهُ بِمثابةِ الدَّفعةِ القويَّةِ للشَّعبِ اللِّيبِيِّ على التَّمسكِ بِالجِهادِ وَ المُطالبةِ بِالإستِقلالِ وَ الحرِّيَّة ،

فكانَ لهُ ذلكَ بإذنِ الواحدِ الأحدِ ، وَ الفَضلُ في ذلكَ يعودُ إلى - بعدَ اللهِ ثمَّ بَسالةِ ليبيا الشَّقيقَة - كِفاحِ شيخنا وَ صبرهِ وَ إلهامهِ ،

فسلامُ اللهِ عليكَ يا عُمرُ وَ بركاتهُ وَ رِضوانهُ ، وَ سقى المولى الكَريمُ جدثكَ بفيضٍ من رحماتهِ مِدرارِ ،

/

شُكراً جَزيلاً لكِ يا فتحيَّة على الجُهدِ المَبذولِ وَ العَملِ المَقبولِ ،

تحيَّةٌ وَ سَـلام :flower2:

.. }

فتحية الشبلي
18/09/2009, 06:46 AM
{ ..

فتحِيَّة ، أيُّتها النَّحلةُ الدَّؤوبَة سلامٌ عليكِ وَ رحمَة ،

أخذتنا بموضوعكِ هذا إلى تلكَ الذِكرى الأليمة / الخالدة ، إلى ذلكَ الحدثِ البُطولِيِّ ،

ذِكرى استِشهادِ شيخِ المُجاهدين عمر المُختار ، ذلكَ البطلُ الهُمامُ الغَضنفرُ الضِّرغامُ ،

مُركِعُ الطَّليانِ وَ هازِمُ الطُّغيانِ وَ كاسِرُ الصُّلبانِ ، فلقد كانَ استِشهادهُ بِمثابةِ الدَّفعةِ القويَّةِ للشَّعبِ اللِّيبِيِّ على التَّمسكِ بِالجِهادِ وَ المُطالبةِ بِالإستِقلالِ وَ الحرِّيَّة ،

فكانَ لهُ ذلكَ بإذنِ الواحدِ الأحدِ ، وَ الفَضلُ في ذلكَ يعودُ إلى - بعدَ اللهِ ثمَّ بَسالةِ ليبيا الشَّقيقَة - كِفاحِ شيخنا وَ صبرهِ وَ إلهامهِ ،

فسلامُ اللهِ عليكَ يا عُمرُ وَ بركاتهُ وَ رِضوانهُ ، وَ سقى المولى الكَريمُ جدثكَ بفيضٍ من رحماتهِ مِدرارِ ،

/

شُكراً جَزيلاً لكِ يا فتحيَّة على الجُهدِ المَبذولِ وَ العَملِ المَقبولِ ،

تحيَّةٌ وَ سَـلام :flower2:

.. }

أخى الكريم أسامة السطائفي سليل الشهداء والأبطال
تحية لك ،و شكراً لهذا المرور العطر الذى أثلج صدرى ، وهذا ليس بالغريب عليك يا حفيد الشهداء الكرام ، الذين قدمــوا أعظم التضحيات من أجل الأستقلال والحرية :)
فالمليون شهيد ، كانت بحق علامة فارقة في عالم البطولات والتضحيات
إمتناني وأحترامي
ولروحك النقية ألف تحية وهذه
:rose: