ريم محمد
18/09/2009, 08:11 AM
توطئة لابد منها :
منذ فترة أصابتني فترة عن الكتابة .. و لم أخط سطرا واحدا ..
لكن لأجل هؤلاء أكتب ..
لأجل تلك البنت التي تمد يدها و صوتها ينطلق ضعيفا "ريال .. ريال .."
لأجل تلك الطفلة التي تقف أمام السيارة .. و تحادث طفلة أخرى "هذه سيارة أبي .." و حين ترى صاحب السيارة قادما تهرع ناحية البيت ..!
لأجل تلك الأم التي جرت عليه أقدار الله ..
لأجل ذلك الرجل - بنصف عقل- و الذي يسرق الماء من "سطح جيرانه" و يسترق النظر إلى نسائهم ..!
إلى أؤلئك و أكثر أكتب محطمة الحصار ..
"غدا عيد .." هكذا يرددها أطفالي الثلاثة و هم يتقافزون و يتهاوون على الفراش .. بسعادة .. عجيبة هي تلك الوجوه المدثرة بالصدق .. أحملق في أوجههم داكنة البشرة .. تفتر شفتاي عن بسمة ناقصة الاكتمال ..أنظر صوب الباب المتكئ بضعف إلى الجدار .. أملا في مقدم أب .. ليس كهذا الأب ..!
أليس من حقي أن أحيا كزوجة في كنف زوج يشعر بي .. فلست جثة .. أو بقايا "زيّر" يكتمل بي البيت من أجل الخدمة .. بل أتمنى لو اكتملت بحنان زوجي .. و عقله .. و لا يهددني كل يوم ببيع طفلتي ذات السنة .. و التي بالكاد تنطق اسمه ..
لا أعلم .. غير أن والدي يشابهه كثيرا سوى أن والدي باعني لأجل المال .. و جعلني أتوه على أرض ليست كأرضي و بشر لا يشبهونني .. و أما زوجي .. فيبتغي بيع طفلتي .. لأنه لا يعي معنى أنها ابنته .. فعقله قاصر عن الفهم .. كثيرات مثلي .. يفرحن بأولئك الرجال الذين يشتروهن .. أملا في حياة ملائكية .. ثم بعد انجلاء سكرة الحلم .. يفجعن .. مثلي ..!
يعاود الصغار .. اللعب حولي .. يحتمون بي تارة .. و يتعثرون بي أخرى .. ثم يشخصون بأبصارهم ناحية الرجل الطويل .. الضخم الجثة ذي السحنة السمراء .. ينطق .. بكلمات هزيلة و مبعثرة .. أعرفها .. من قبل ..
- البببببباااااب .. ييطرق .
- الباب يطرق ..
يهز رأسه بلا اكتراث .. أقوم من مكاني .. لأذهب ناحية الباب الذي أوصدته جيدا ..
- من بالباب ..؟!
- افتحيه .. أنا جارتكم أم سعد..
أفتحه .. لأبصر أم سعد المتغشية بغطاء أسود .. تحيني .. و تسألني .. عن حالي .. ثم تمد لي بكيس حلوى ..
- ينبغي أن يفرح الصغار .. صباح العيد ..
لا أجد حرفا واحدا أشكر به أم سعد .. العجوز الطيبة .. إلا دموع ساخنة تهادت على خدي بلا توقف ..
أغلقت الباب .. و نشجت بألم.. و أنا مليئة بالحزن ..مليئة بروح مسكينة تسكنني و تسكن صغاري لتجعل أم سعد تشفق علينا ..
تقابلني عينا الزوج .. البليدة.. ينظر للكيس .. يهرول ناحيتي .. باحثا عن نقود .. أو أي شيء ..!
أملأ كفيه من الحلوى .. ثم أعود لحجرتي ..أنظر لصغاري الثلاثة ..أخرج قماشا .. ملونا .. و أنسج عليه الحكاية .. و أقيس طول الألم و عرضه .. و أخيط حلما .. ليلبسه الصغار صباح العيد ..!
منذ فترة أصابتني فترة عن الكتابة .. و لم أخط سطرا واحدا ..
لكن لأجل هؤلاء أكتب ..
لأجل تلك البنت التي تمد يدها و صوتها ينطلق ضعيفا "ريال .. ريال .."
لأجل تلك الطفلة التي تقف أمام السيارة .. و تحادث طفلة أخرى "هذه سيارة أبي .." و حين ترى صاحب السيارة قادما تهرع ناحية البيت ..!
لأجل تلك الأم التي جرت عليه أقدار الله ..
لأجل ذلك الرجل - بنصف عقل- و الذي يسرق الماء من "سطح جيرانه" و يسترق النظر إلى نسائهم ..!
إلى أؤلئك و أكثر أكتب محطمة الحصار ..
"غدا عيد .." هكذا يرددها أطفالي الثلاثة و هم يتقافزون و يتهاوون على الفراش .. بسعادة .. عجيبة هي تلك الوجوه المدثرة بالصدق .. أحملق في أوجههم داكنة البشرة .. تفتر شفتاي عن بسمة ناقصة الاكتمال ..أنظر صوب الباب المتكئ بضعف إلى الجدار .. أملا في مقدم أب .. ليس كهذا الأب ..!
أليس من حقي أن أحيا كزوجة في كنف زوج يشعر بي .. فلست جثة .. أو بقايا "زيّر" يكتمل بي البيت من أجل الخدمة .. بل أتمنى لو اكتملت بحنان زوجي .. و عقله .. و لا يهددني كل يوم ببيع طفلتي ذات السنة .. و التي بالكاد تنطق اسمه ..
لا أعلم .. غير أن والدي يشابهه كثيرا سوى أن والدي باعني لأجل المال .. و جعلني أتوه على أرض ليست كأرضي و بشر لا يشبهونني .. و أما زوجي .. فيبتغي بيع طفلتي .. لأنه لا يعي معنى أنها ابنته .. فعقله قاصر عن الفهم .. كثيرات مثلي .. يفرحن بأولئك الرجال الذين يشتروهن .. أملا في حياة ملائكية .. ثم بعد انجلاء سكرة الحلم .. يفجعن .. مثلي ..!
يعاود الصغار .. اللعب حولي .. يحتمون بي تارة .. و يتعثرون بي أخرى .. ثم يشخصون بأبصارهم ناحية الرجل الطويل .. الضخم الجثة ذي السحنة السمراء .. ينطق .. بكلمات هزيلة و مبعثرة .. أعرفها .. من قبل ..
- البببببباااااب .. ييطرق .
- الباب يطرق ..
يهز رأسه بلا اكتراث .. أقوم من مكاني .. لأذهب ناحية الباب الذي أوصدته جيدا ..
- من بالباب ..؟!
- افتحيه .. أنا جارتكم أم سعد..
أفتحه .. لأبصر أم سعد المتغشية بغطاء أسود .. تحيني .. و تسألني .. عن حالي .. ثم تمد لي بكيس حلوى ..
- ينبغي أن يفرح الصغار .. صباح العيد ..
لا أجد حرفا واحدا أشكر به أم سعد .. العجوز الطيبة .. إلا دموع ساخنة تهادت على خدي بلا توقف ..
أغلقت الباب .. و نشجت بألم.. و أنا مليئة بالحزن ..مليئة بروح مسكينة تسكنني و تسكن صغاري لتجعل أم سعد تشفق علينا ..
تقابلني عينا الزوج .. البليدة.. ينظر للكيس .. يهرول ناحيتي .. باحثا عن نقود .. أو أي شيء ..!
أملأ كفيه من الحلوى .. ثم أعود لحجرتي ..أنظر لصغاري الثلاثة ..أخرج قماشا .. ملونا .. و أنسج عليه الحكاية .. و أقيس طول الألم و عرضه .. و أخيط حلما .. ليلبسه الصغار صباح العيد ..!