المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بطولات مهملة


حكمت الناهي
23/10/2009, 10:35 PM
هذا المقال نشر في سنة 2000 في جريدة الشرق الاوسط.
الأحد 25 جمادى الثانى 1421 هـ 24 سبتمبر 2000 العدد 7971 الصفحة الرئيسية

تنويه:
المقدمة والخاتمة .. بقلم الدكتور / محيي الدين اللاذقاني
بطولات مهلمة .. بقلم : الفنان / حكمت الناهي


المقدمة :
الواقع أحياناً أغرب من الخيال، فهل تصدق ان ليبياً هرب من بلده أيام الاحتلال الايطالي خوفاً من الايطاليين ووصل الى العراق عبر مصر وفلسطين وسورية ليلاقي حتفه اثناء حرب الخليج الثانية بقذيفة من طائرة يقودها طيار ايطالي.
واليك القصة أولاً كما وردت في رسالة الملحن العراقي حكمت الناهي ولنا عليها وعلى ظروف البطولة والابطال بعد ان نقرأها معا بعض الملاحظات:

بطولات مهملة :
الاخ الدكتور : محيي الدين اللاذقاني ،
هذه القصة ارجو الاهتمام بها، ففي زمن الاحتلال الايطالي لليبيا يدخل ثلاثة شبان سوقا شعبيا وفجأة يشاهدون جنودا ايطاليين يدفعون بامرأة ليبية مسنة ويرمون بصندوق الخضرة على الأرض وهم يحملون الهراوات والبنادق وتشكو المرأة امرها لقائد الدورية فيرفسها ارضاً، ابن اللئيمة، وما كان من هؤلاء الشباب الذين لا يملكون اي شيء الا الغيرة.. إلا الدفاع عن هذه المسكينة، ونشب عراك بالأيدي واطلق الرصاص فقتل احد الشباب وجرح الثاني وصوبت احدى البنادق الى الثالث فما كان منه الا ان انقض على احد الغزاة وأخذ بندقيته وبدأ يطلق الرصاص، محاولاً في الوقت نفسه انقاذ صديقه الجريح ولكنه وجد نفسه محاصراً فصوب بندقيته الى الرائد قائد الدورية وأصابه في ركبته ورآه يسقط والدم ينزف منه وهرب من المكان بمساعدة من في السوق. واختصاراً هرب الى مصر وفلسطين ثم سورية والعراق وتزوج ورزق بأبناء الى أن جاء امر الله بتنفيذ حكم الاعدام فيه في بغداد وبعد مرور 40 سنة على يد احد الايطاليين، اما كيف فهذه هي القصة الحقيقية لهذا البطل العربي وكتبت مسلسلا من 15حلقة تلفزيونية ونشرتها جريدة «الشط» الليبية في عددها 453 وزرنا ليبيا وحاولنا في كل الاتجاهات لكن لا حياة لمن تنادي، اعتقد ان هذا البطل لا يقل أهمية عن غيره من المجاهدين، وها هم اولاده يسألون عن أعمامهم في طرابلس واسم البطل نور الدين عبد الله احمد الحبشي واخته آمنة والمسلسل جاهز اذا ما وجدت النيات الحسنة. وبما ان «الشرق الأوسط» احد أهم المنابر الإعلامية العربية فقد قررت الكتابة لكم وذلك لتسليط الضوء على هذا المجاهد البطل وتقبلوا مني فائق الاحترام.

الخاتمة :
الفنان حكمت الناهي ـ الرباط
قصة هذا الليبي وبغير بطولة قومية تصلح لفيلم هائل، واذا كان الليبيون لم يهتموا بالقصة، فلا تلمهم لأن من يفرط بقبر عمر المختار لن يبحث فكرة انتاج فيلم أو مسلسل عن عبد الله احمد الحبشي، وعليه، فمن الأفضل لك يا أخي حكمت ولكل من يحمل سيناريو قصة ممتازة ان يذهب الى صناع السينما الحقيقيين، فهؤلاء وحدهم يستطيعون الاحساس بقوة هذه القصة العجيبة.

ومن الأفضل عدم التشديد على حكاية البطولة القومية في هذه الحكاية بل على جانبها الاجتماعي فقد تحررت ليبيا لكن البطل المهاجر لم يعد، وربما كانت هنا تكمن الدراما الحقيقية في حياة هذا الرجل الذي نجح في ان يقيم حياة اخرى وان ينتصر على موجات الحنين التي تصيب من كان في مثل ظروفه.

اما ان كان للراحل الحبشي موقف سياسي معارض للعودة في عهد السنوسيين ثم في عهد القذافي، فإن الأمر أعمق وأطول من ان يحيط به فيلم سريع وقصير ولا بد عندها من مسلسل طويل عن حياة هذا الرجل الخصبة، فالشجاعة ليست في مقارعة الاستعمار وحده.

ابتسام آل سليمان
25/10/2009, 07:16 PM
سلاما و التحايا
حي هلا بك شاعرنا حكمت
وحي هلا بسيرة هذا البطل !
بعد معركة القادسية و انتصار المسلمين على الفرس ،أتى السائب إلى عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)
ومعه غنائم لاتحصى فلم يأبه لها ،قال :
ما وراءك يا سائب ؟
قال:
خير يا أمير المؤمنين، لقد فتح الله عليك أعظم الفتح
قال :
الحمد لله رب العالمين
...وبعد أن أخبره باستشهاد النعمان
قال :
ومن ويحك ؟
قلت فلان وفلان وفلان، فلما رأيت ما لقي قلت يا أمير المؤمنين :
ما أصيب بعدهم رجل يعرف وجهه
فاندفع يبكي و هو يقول :
المستضعفون من المسلمين .. ماضرهم ألا يعرفهم عمرما دام الذي أكرمهم بالشهادة يعرف وجوههم وأنسابهم! ما يصنعون بمعرفة عمر ابن أم عمر
و نقول بقول عمر : كم في الإسلام من أسد مغاوير لانعرفهم وما ضرهم إذ الذي أكرمهم في سبيله بالشهادة يعرفهم!
انتهت .. (من نفح الطيب بتصرف)
أما هذا البطل فليس يضره أن ليس نعرفه و نجهله ، ولئن دفنا سيرته و لم نحسن إليه وحتى بعد وفاته فحسبه :
إن الله لا يضيع أجر المحسنين

شاعرنا حكمت:
ممتنة لهكذا قصة مشرفة وتعريفنا بأبطال كهذا ..

سعد الحمري
26/10/2009, 01:53 AM
فالشجاعة ليست في مقارعة الاستعمار وحده








الرائع حكمت الناهى

شكرا لهذا الطرح المميز والرائع

الحكايات تتداعى هنا وهناك عن عرب من كل بلاد العرب لهم حكايات مثل هذه الحكاية

العرب الذين دخلوا فلسطين فى حرب 48 العرب الذين تطوعوا فى حرب56
حكايات كثيرة تروى عنهم وبطولات هى اشبه بمذاق الشهد ولذة الجنة

شكرا لك من جديد

فتحية الشبلي
31/10/2009, 07:17 PM
السيد الفاضل / حكمت الناهـــى
/
تحية مسائية معطرة بالود من ليبيا بلد المُختار
ماعرضته هنا فعلاً قصة تحتاج للوقوف عليها كثيراً من كافة جوانبها السياسية والإجتماعية علي الرغم من انها تتخذ في طابعها قالباً إجتماعياً أكثر من كونه سياسياً ، فشهامة ونبل أي عربي أصيل تقتضي منه أن يقف ذات الموقف من الجنود المستعمرين
وما أكثر البطولات من هذا النوع في جميع الدول العربية وليس ليبيا فقط والتي لم نقف عندها أو بالأحري لم تجد إهتماماً من قبل المسئولين ،

رداً علي مقولة السيد محي الدين اللاذقانى

قصة هذا الليبي وبغير بطولة قومية تصلح لفيلم هائل، واذا كان الليبيون لم يهتموا بالقصة، فلا تلمهم لأن من يفرط بقبر عمر المختار لن يبحث فكرة انتاج فيلم أو مسلسل عن عبد الله احمد الحبشي، وعليه، فمن الأفضل لك يا أخي حكمت ولكل من يحمل سيناريو قصة ممتازة ان يذهب الى صناع السينما الحقيقيين، فهؤلاء وحدهم يستطيعون الاحساس بقوة هذه القصة العجيبة.

إنى أجد في هذه المقولة إجحاف كبير بحق الليبين .... فنحن كـ ليبين لم لن نفرط في أبطالنا وأولهم شيخ الشهداء عُمر المختار والذي هو أكبر من أنْ يُعرف بفيلم أو غيره ، ثم ان فيلم عمر المختار يعد من الافلام العالمية والتي لم تتردد الدولة في دعمه والخروج به بالمظهر التقني والفني العالي الذي خرج به
والحمد لله الاحساس لدينا ببطولات وتضحيات أبائنا وأجدادنا كبير جداً ، وليس شرط ان نعبر به من خلال فيلم أو ما شابه ، وان ما حصل مع البطل عبدالله الحبشي قد حصل آلاف المرات مع غيره في ليبيا وغير ليبيا
فهل من الضرورة بمكان أن ننتج فيلماً سينمائياً يصور لنا هذه القصة ....

سيدي الكريم / حكمت الناهي
شكراً لـطرحك للموضوع الذى ربما يثير أشجان كل عربي ضاق مرارة الأستعمار وقسوته وجبروته
وعانى من ويلاته ، ونحن كأحفاد ليبين لمسنا تلك المعاناة من خلال ما يسرده لنا أجدادنا وآبائنا من حكايات ربما كانت أغرب من هذ القصة ،
نرجو من الله العلي القدير أن يُلم شمل العائلة المغتربة بأهلها وشمل كل من شتته الأستعمار أو غيره

أسأل الله التوفيق والسداد للجميع
مودتى وتقديري وأحترامي

مريم الخالد
01/11/2009, 01:55 PM
هناك في كل مكان حيث لا نراى ولا نعي ولا ندرك
صدى أصوات تلاشت عبر الزمن وبكل هدوء رحلت

جندي مجهول في ميدانه يجول ... ويدافع عن الأرض ... ويحمي العرض
ويستشهد ويدفن طاهرا ً ... لن يتعرف إليه سوى عمله الشريف
وهنا وهناك
وفي كل مكان يقبع جندي مجهول خلف كواليس أيامنا يهبنا الحياة حيث لا نعرف
ولكن هناك رب يعرف
شكرا لكمـ