أحمد العراقي
04/11/2009, 11:29 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في طريقي الى عيادة الطبيب فاتح الخاقاني ( صديقي من أيام الثانوية) نتيجة مرض ألم بي مررت بشارع في البصرة أسمه (شارع الكويت) حيث باعة الكتب يفترشون الارصفة واشتريت كتابين أحدهما
ديوان بدر شاكر السياب (المجلد الثاني) والاخر كتاب باللغة الانكليزية (Quantitave chemistry)
لمؤلفه (فلاشكا)..
وصلت الى العيادة وتأملت الوجوه المنتظرة دورها.. وجوه تبحث عن شفاء عاجل لمعضلة الزمن
وأخذتني لوحات في مخيلتي الى التبصر في مكنونات هذه الوجوه .. تنهدت وسحبت شهيقا وأستقر بي
المكان الى جانب كرسي فارغ وضعت عليه كتبي .. بجانب الكرسي أمرأة تبدو في الخمسين متعبة
عيناها غائرتان .. تلف رأسها بشال وتضع العباءة المعروفة لدينا
أدرت وجهي عنها ورحت أتأمل في طفل صغير كان يتألم وتحاول أمه جاهدة ان تلهيه
ألتفت الى المرأة التي بجانبي ثانية وجدتها مطرقة الرأس وتنظر في كتبي..
قلت: يمكن أعجبها ديوان السياب وتود قراءته!!.. بحركة لطيفة مني سحبت الديوان وقلت:
تفضلي سيدتي تستطيعين قراءته.. وهنا كانت المفاجئة!!
ردت بصوت عذب وبكل جمالية اللغة:
كلا.. أنا أنظر الى الكتاب الاخر!!!!!.. قالت: أذا تسمح لي.. قلت: تفضلي وأنا في غاية الدهشة لان الكتاب تخصصي جدا ولا يقرأه الا المتبحرون في علم الكيمياء وهيئة المرأة لاتدل على علمها
أخذت تشرح لي بعض ما ورد في مسائل الكتاب المعقدة وبشكل يدعو الى الاعجاب.. لم أحتمل أكثر وساقني الفضول الى السؤال..
قلت: من أين لك كل هذا العلم؟
قالت: كنت في المرحلة الاخيرة من كلية العلوم سنة 1979 وكنت متفوقة في دروسي لدرجة ان استاذي جهز المختبر لدراسة الماجستير وجاءت الطامة الكبرى... سكتت قليلا لاحظت دمعة ترقرقت في محجر العين .. تنهدت ثم أكملت..
قُبض على أخي في كلية الهندسة بتهمة أنتمائه للحزب الشيوعي وبعد يومين تم أعتقالي بنفس التهمة
وكانت النتيجة أني فُصلت من الجامعة وتم الحكم علي بأربع سنوات سجن أما أخي فقد تم أعدامه..
وتقول:(مع أني والله لا اعرف الحزب الشيوعي الا من خلال بعض الاحاديث هنا وهناك من الطلبة)
نسيت مرضي وجزعت أشد الجزع وتذكرت السنين الماضية حين كان الشباب يتم أعدامهم أو طردهم من الدراسة ومحاربتهم حتى في رزقهم.. وهناك الالاف من هذه العينة في بلد يدعى (العراق)
أكتفي بهذا القدر لان الموضوع ذو شجون.. والمحزون بكل شجى مولعِ...
في طريقي الى عيادة الطبيب فاتح الخاقاني ( صديقي من أيام الثانوية) نتيجة مرض ألم بي مررت بشارع في البصرة أسمه (شارع الكويت) حيث باعة الكتب يفترشون الارصفة واشتريت كتابين أحدهما
ديوان بدر شاكر السياب (المجلد الثاني) والاخر كتاب باللغة الانكليزية (Quantitave chemistry)
لمؤلفه (فلاشكا)..
وصلت الى العيادة وتأملت الوجوه المنتظرة دورها.. وجوه تبحث عن شفاء عاجل لمعضلة الزمن
وأخذتني لوحات في مخيلتي الى التبصر في مكنونات هذه الوجوه .. تنهدت وسحبت شهيقا وأستقر بي
المكان الى جانب كرسي فارغ وضعت عليه كتبي .. بجانب الكرسي أمرأة تبدو في الخمسين متعبة
عيناها غائرتان .. تلف رأسها بشال وتضع العباءة المعروفة لدينا
أدرت وجهي عنها ورحت أتأمل في طفل صغير كان يتألم وتحاول أمه جاهدة ان تلهيه
ألتفت الى المرأة التي بجانبي ثانية وجدتها مطرقة الرأس وتنظر في كتبي..
قلت: يمكن أعجبها ديوان السياب وتود قراءته!!.. بحركة لطيفة مني سحبت الديوان وقلت:
تفضلي سيدتي تستطيعين قراءته.. وهنا كانت المفاجئة!!
ردت بصوت عذب وبكل جمالية اللغة:
كلا.. أنا أنظر الى الكتاب الاخر!!!!!.. قالت: أذا تسمح لي.. قلت: تفضلي وأنا في غاية الدهشة لان الكتاب تخصصي جدا ولا يقرأه الا المتبحرون في علم الكيمياء وهيئة المرأة لاتدل على علمها
أخذت تشرح لي بعض ما ورد في مسائل الكتاب المعقدة وبشكل يدعو الى الاعجاب.. لم أحتمل أكثر وساقني الفضول الى السؤال..
قلت: من أين لك كل هذا العلم؟
قالت: كنت في المرحلة الاخيرة من كلية العلوم سنة 1979 وكنت متفوقة في دروسي لدرجة ان استاذي جهز المختبر لدراسة الماجستير وجاءت الطامة الكبرى... سكتت قليلا لاحظت دمعة ترقرقت في محجر العين .. تنهدت ثم أكملت..
قُبض على أخي في كلية الهندسة بتهمة أنتمائه للحزب الشيوعي وبعد يومين تم أعتقالي بنفس التهمة
وكانت النتيجة أني فُصلت من الجامعة وتم الحكم علي بأربع سنوات سجن أما أخي فقد تم أعدامه..
وتقول:(مع أني والله لا اعرف الحزب الشيوعي الا من خلال بعض الاحاديث هنا وهناك من الطلبة)
نسيت مرضي وجزعت أشد الجزع وتذكرت السنين الماضية حين كان الشباب يتم أعدامهم أو طردهم من الدراسة ومحاربتهم حتى في رزقهم.. وهناك الالاف من هذه العينة في بلد يدعى (العراق)
أكتفي بهذا القدر لان الموضوع ذو شجون.. والمحزون بكل شجى مولعِ...