مجد الأمة
07/12/2009, 02:35 PM
قَدْ حَانَ مَوْعِدُ الرَّحِيل
أمْسِكُ بأكْمَامِ اليَرَاع والحُزنُ يتَوغَّلُنِي،
ينْهشُ رُوحِي، ويَمْخرُ قَلْبِي ...
وجذْوَةٌ مُشْتعِلةٌ تحْرِقُ أعْمَاقِي ...
الضَّوءُ منْ عيْنِي اختَفَى ... ونُورُ وجْهِي قدْ أفَل ...
والعَيْنُ قدْ همَتْ بدُموعٍ هَوامِعٍ تأبَى السُّكُون ...
وبِشِريَانٍ مَعطُوب وجسدٍ مرْهق،
أحَاوِلُ لَملَمة شتَاتِي منْ أرْصِفةِ المَاضِي الكئِيب،
ولكِن يَبْقَى الشَّتَاتُ ما بقِيتُ ...
فألَمِي لاَ حُدودَ لهُ يَمتَدُّ منِّي إلَيّ ...
جُرُوحِي حدَّ الإدْمَاءِ مُؤْلِمَةٌ هِيَ ...
أوْجَاعِي تُراوِدُنِي كلّ لحْظَةٍ كلّ حِين ...
لِتأكلَنِي وتَترُكنِي عُرْضةً للضَّيَاع،
ينْهَشُ مَا تبَقَّى منْ رُوحِي لتَستَسْلمَ لَهُ وتَغِيب ...
والآن وبعْدَ كلّ ما مرَّ بِي من هُمُوم أوْرَثتني
تَذكِرة قطَار وحقِيبَة سَفرٍ جَمعْتُ فِيهَا نفْسِي،
وبعْضًا مِمَّا تَبَقى منِّي وقَلبًا وصِبًا ونَوْبَةَ حنِين ...
سأنَادِي بحيَّ علَى الرَّحيل وأمْضِي إلَى حَيْث لا أدْري
أمْضِي وأصَلّي، ليَبقى قلْبِي حيًّا ينْبِض ...
أصلّي ... كي لا تُجمِّدَ أعَاصيرُ البَيْنِ بثلوجِهَا مُقْلتِي
فلاَ أجِدُ سَبِيلاً لأبْكِينِي كَمَا أستَحِق ...
سأبْدَأُ رِحلتِي نَحوَ المنَافِي تَتقاذَفُنِي يدُ الأقْدار
لتَرميني وسَط ضجِيج الغُرْبة
فغُرْبةُ المَكان وغُربَةٌ فِي نفْسِي جَعلتنِي أتخِذ الحَرف وطَنًا لِي ...
وطنا يَحتَوِيني ويمْسحُ عنّي أشْجَانِي ...
سأرْحلُ كَمَا الطُّيور تَنسَحِبُ من وَجعِ الأعْشاش
والفَرقُ بيْنَنا أنَّها ستعُود، أمَّا أنا فلَسْتُ بعَائدَةٍ ...
سأرْحلُ وأهربُ مِن أوْراقِ النَّسيان ...
ولكن مُشْكلَتي في كُلّ هذا أنّي امرأةٌ لا تَدوسُ
على ذَاكرَتها السّنِين الطّوالُ منَ الغيَاب ...
ولكِنَّنِي سأتنَاسَى ...
وأبْدَأ حَياتِي منْ جَدِيد ...بدُونِ حُزنٍ يَتَوعَّدُنِي،
ولا حنِينٍ يُرهِقُنِي، ولا سَهمُ ذِكرَى يَفترِس الرّوحَ ولا يَبْرَحنِي ...
سأتجرَّدُ من النَّقَاءِ الذِي يَسكُنُنِي ... ومن الطّهرِ الذي بِي ...
فلمْ أجنِِ منْهُما سِوى حيَاة تفَاصيلُها مُوجِعةٌ كَانَت حدَّ الــآه ...
سأتَخلَّى عن كلّ شيْءٍ وأمْضِي ...
فمَا عُدْتُ تلكَ الفَتاة دَائمةُ البسْمة ...نضرة الوجْه ... مورَدَة الخدَّين ...
وبكُلّ شَجَاعَةٍ قَرَّرتُ أنْ أعِيشَ مع الحَرف ...
معَ القَلمِ والورَق ...
وأمارِس البَوْح ...
وسأكْتُبُ وأكْتُبُ وأكْتُبُ ... حتَّى يجِفَّ المدَاد وقَبلَهُ دمُ الشّريَان
وحِينَها فقط سأكُونُ قدْ قَضيْتُ نحْبِي،
وحِينها فقط سَتعْرٍفوُنَ أنّني متُّ قَهْرًا ...
وأمْنِيتِي أن تذْكُرُونِي كُلَّما أثْقِلتُم بهَواجِسِ الوطَن ...
وأنْ تَبتَسِموا فَقط حِينَ تقْرَؤُونِي ...
بقَلم : مجد الأمَّة
كُتِبت يوم : 04 نوفمبر 2009م
السَّاعة : 20:20
أمْسِكُ بأكْمَامِ اليَرَاع والحُزنُ يتَوغَّلُنِي،
ينْهشُ رُوحِي، ويَمْخرُ قَلْبِي ...
وجذْوَةٌ مُشْتعِلةٌ تحْرِقُ أعْمَاقِي ...
الضَّوءُ منْ عيْنِي اختَفَى ... ونُورُ وجْهِي قدْ أفَل ...
والعَيْنُ قدْ همَتْ بدُموعٍ هَوامِعٍ تأبَى السُّكُون ...
وبِشِريَانٍ مَعطُوب وجسدٍ مرْهق،
أحَاوِلُ لَملَمة شتَاتِي منْ أرْصِفةِ المَاضِي الكئِيب،
ولكِن يَبْقَى الشَّتَاتُ ما بقِيتُ ...
فألَمِي لاَ حُدودَ لهُ يَمتَدُّ منِّي إلَيّ ...
جُرُوحِي حدَّ الإدْمَاءِ مُؤْلِمَةٌ هِيَ ...
أوْجَاعِي تُراوِدُنِي كلّ لحْظَةٍ كلّ حِين ...
لِتأكلَنِي وتَترُكنِي عُرْضةً للضَّيَاع،
ينْهَشُ مَا تبَقَّى منْ رُوحِي لتَستَسْلمَ لَهُ وتَغِيب ...
والآن وبعْدَ كلّ ما مرَّ بِي من هُمُوم أوْرَثتني
تَذكِرة قطَار وحقِيبَة سَفرٍ جَمعْتُ فِيهَا نفْسِي،
وبعْضًا مِمَّا تَبَقى منِّي وقَلبًا وصِبًا ونَوْبَةَ حنِين ...
سأنَادِي بحيَّ علَى الرَّحيل وأمْضِي إلَى حَيْث لا أدْري
أمْضِي وأصَلّي، ليَبقى قلْبِي حيًّا ينْبِض ...
أصلّي ... كي لا تُجمِّدَ أعَاصيرُ البَيْنِ بثلوجِهَا مُقْلتِي
فلاَ أجِدُ سَبِيلاً لأبْكِينِي كَمَا أستَحِق ...
سأبْدَأُ رِحلتِي نَحوَ المنَافِي تَتقاذَفُنِي يدُ الأقْدار
لتَرميني وسَط ضجِيج الغُرْبة
فغُرْبةُ المَكان وغُربَةٌ فِي نفْسِي جَعلتنِي أتخِذ الحَرف وطَنًا لِي ...
وطنا يَحتَوِيني ويمْسحُ عنّي أشْجَانِي ...
سأرْحلُ كَمَا الطُّيور تَنسَحِبُ من وَجعِ الأعْشاش
والفَرقُ بيْنَنا أنَّها ستعُود، أمَّا أنا فلَسْتُ بعَائدَةٍ ...
سأرْحلُ وأهربُ مِن أوْراقِ النَّسيان ...
ولكن مُشْكلَتي في كُلّ هذا أنّي امرأةٌ لا تَدوسُ
على ذَاكرَتها السّنِين الطّوالُ منَ الغيَاب ...
ولكِنَّنِي سأتنَاسَى ...
وأبْدَأ حَياتِي منْ جَدِيد ...بدُونِ حُزنٍ يَتَوعَّدُنِي،
ولا حنِينٍ يُرهِقُنِي، ولا سَهمُ ذِكرَى يَفترِس الرّوحَ ولا يَبْرَحنِي ...
سأتجرَّدُ من النَّقَاءِ الذِي يَسكُنُنِي ... ومن الطّهرِ الذي بِي ...
فلمْ أجنِِ منْهُما سِوى حيَاة تفَاصيلُها مُوجِعةٌ كَانَت حدَّ الــآه ...
سأتَخلَّى عن كلّ شيْءٍ وأمْضِي ...
فمَا عُدْتُ تلكَ الفَتاة دَائمةُ البسْمة ...نضرة الوجْه ... مورَدَة الخدَّين ...
وبكُلّ شَجَاعَةٍ قَرَّرتُ أنْ أعِيشَ مع الحَرف ...
معَ القَلمِ والورَق ...
وأمارِس البَوْح ...
وسأكْتُبُ وأكْتُبُ وأكْتُبُ ... حتَّى يجِفَّ المدَاد وقَبلَهُ دمُ الشّريَان
وحِينَها فقط سأكُونُ قدْ قَضيْتُ نحْبِي،
وحِينها فقط سَتعْرٍفوُنَ أنّني متُّ قَهْرًا ...
وأمْنِيتِي أن تذْكُرُونِي كُلَّما أثْقِلتُم بهَواجِسِ الوطَن ...
وأنْ تَبتَسِموا فَقط حِينَ تقْرَؤُونِي ...
بقَلم : مجد الأمَّة
كُتِبت يوم : 04 نوفمبر 2009م
السَّاعة : 20:20