مجد الأمة
18/12/2009, 02:06 PM
بقَايا حنِين مُبعثر عَلى هَامِشِ الذَّكريَات
أكْتُبُ لَمَّا أجِدُ قِرطَاسا وقَلَمًا
أحِبُّ أنْ أفضفِضَ للوَرَقِِ الأبيض
أحِبُّ أن أبُثَّه ما بِي ومَا يدوُرُ بخُلدِي
وكثِيرًا ما أدَوّنُ علَى أصَابِع المَساءِ تمْتمَاتٍ وبترف
ولكن لَا شَيء مِن كِتَابَاتِي يستَحقُ القِراءَة
فهِي مجرَّدُ حرْفٍ مكلُومٍ لكنَّه نَابعٌ مِن الأعْمَاقِ
فجمَالُ اللُّغةِ غائِبٌ وكذَا شعُور الفرحِ
لأنَّ أحرُفِي تُترجِمُ الشَّجَن الذِي بِي
ولهذا سأظَلُّ أكْتُبُ لنفسِي ولنَفْسِي فقط سأكتُبُ ...
والآن .. وفِي هذِه السَّاعَة المُتأخّرَة، وتَحتَ ضَوءِ القمَر الذِي يُعانِقُ نَبضَ قَلمِي
قرَّرتُ أن أمرّغَ الورق بِسوَادِ الكَلِماتِ الَّتي تنْبعُ بصدْقٍ من أيْسرِ صدري المُتوجّع
ورغمَ الطَّعنات التِي خلَّفتهَا بهِ سِهامُ البينِ الجَارِحة
ورغمَ الألم الذِي سكَنَهُ مُنذُ أمَدٍ لنَفسِ السَّبب
مَازال بهِ حنِينٌ لهم، يُرَاودهُ كلَّمَا لامَسَ القَلمُ حَفِيفَ الورَق
لأرسمَ بدَورِي لوحةً مُخضَّبة بأحْزَانٍ أزَليَّة
فأقولُ أنَّ الوُقوف عَلَى أسوَارِ الحُزن قَاتِلٌ قَاتِل
وأنَّ نصل الشَّوقِ حَادٌ هوَ حدّ الإدْمَاء ..
كَمَا أنّي سأصفّقُ بحَرارَةٍ لمَنْ نَجحُوا فِي إسْكَانِي بهَذا العَالم الذي لنْ أغَادِرهُ أبدًا
ونجَاحُهم هذا .. كَان يومَ مزَّقوا النّسيَان عنْ ذَاكرتِي
واستوطَنوا البَقاءَ خَالدِين بنفحَاتِ الهَواء الذِي يُداعِبُ أنْفَاسِي كلَّ ثانِيَةٍ
أيُعقَلُ أنْ يكُونوا بهذِهِ القَسوة ..؟!
أيُعقلُ أنَّهم يملِكُون قلُوبًا منْ جلِيدٍ
لا يُذِيبُها حتَّى نُورُ البرَاءةِ الذي ينبَعِثُ مِن محيَاي ..؟!
لستُ أدرِي .. ولاَ أرِيدُ أن أدْرٍي ..
كَيْ لا تَغتَالنِي الحَقِيقةُ المُرَّة وتقضِيَ علَى ما تبَقَّى منِّي ..
ورَغمَ السَّنين، ورغمَ مَا مرَّ منْ زَمنٍ يُنْسِي المَصائِبَ والأحْزان
مَازِلتُ أنَا قَابَ اللَّهفةِ وأدنَى الوَجَع
ومَازال قَلْبِي الذِي تشظَّى وتفطَّر ولم تخمد حُرقَتهُ
وَحدَهُ يُدركُ فاجِعَةَ مَا أصابَنِي ...
فكلَّما أزحتُ الغِطَاء عنْ ذَاكرَة المَاضِي، ألفُ نبْضَةٍ تُخلقُ وتنْتَهِي
وألفُ صرْخَةٍ تُراوِدُنِي فأعصِرهَا كي لا أصرُخَ ملْء صَوْتِي
لِيَكتَسحَ الصَّمتُ قَلبِي ورُوحِي وحتَّى أنْفَاسِي
آه كم هُوَ صعْبٌ مَا أشْعُرُ به ..
وكمْ هُو صَعبٌ أنْ أرسُمَ نبْضِي حرُوفًا مِن وجَعٍ تُتَرجِمُنِي
ولَكنَّها نَوبةُ بكَاءٍ أشْعُر بهَا وأمارِسُها كلَّما عَجِزتُ عنِ الإفصَاح
وحتَّى البُكاءُ عنْدِي أصبَح لهُ لذَّة مُذهِلة كَمَا الفَرح
كلَّما أتذَكَّرُهم أشعُرُ بنارٍ تشْتعِلُ جحِيمًا في صَدِرٍي تَصحَبُهَا برُودةٌ
تزْحفُ مِنْ أصَابعِي المبتُورة إلَى أوراَقِي المَرْسُومة بِهِم
لتَزيدَ بي الحَنِين .. وحينَهَا أمَهّدُ لخَيْبَةٍ جَدِيدةٍ
فَمنذُ فارَقْتُهُم أو بالأحْرَى رحلوا عنّي
خلَّفونِي موْطِنًا للخيبَاتِ ...
كَثِيرًا مَا اعتَليْتُ سلالمًا لتُخْرِجنِي منْ دوَّامَتِي
ولكنَّ الشُّعورَ بالوجلِ والكَدر ينْتَابُنِي
فأحَاولُ ثمَّ أسقطُ لأبْكِي بشُمُوخ
أبْكِي تِلكَ الأنْثى التي لمْ يَكُن يُضنِيها شيْء
أبْكِي تِلكَ الفتَاة التِي اعْتَلت وجْهَها سحَابةٌ بحَجْمِ هَمَومِ أمَّة بأكْمَلِها
أبْكِي تلكَ المُضْغة التِي أسْكَنتهُم السُّويْدَاء .. فزرَعوهَا شوكًا بقَسوتِهم
أبْكِي بَقايَا رذَاذٍ وبعْضًا مِنْ مَطَر، كَان شَاهِدًا عَلى مَا أصَابَنِي
وسأبكِي الكَثِير مِمَّا لا يَجِبُ أنْ يُقال
فقدْ أصْبحتُ مَجبُولةً علَى التَّنَفُّسِ بُكَاءًا ..
وسَأعمَلُ جاهِدةً على مُداواةِ روحٍ أرْهِقت علَى عتَباتِ الفرَاق
والتَّخلُّصِ منْ شَهقةِ الألمِ الزُّؤامِ
وحتَّى رمْي حفْنةِ الحنِين ..
كمَا أنّي سأمزّقُ التَّشرُّد الذِي أحسُّه
ولكنَّ الأمر صعْبٌ صَعب
وهوَ أنْ أجَرِّدنِي منّي ومنِ انْتِمَائِي، إذن هوَ موْتٌ حتْمِيٌّ وحقيقِي
وتَواصَلت أشْجَانِي أبُثُهَا لأورَاقِي
وكَم تمَنَّيتُ حينَها للحَرفِ أنْ يَسْتَكِين
وكَمْ مِن جُرْحٍ\وَجَعٍ\خَيْبَةٍ تَمنَّيتُ أنْ تُغادِرنِي لأَسْتَكِين ...
بقَلم : مجد الأمَّة
كُتِبَت يوم : 15\11\2009 م
السَّاعة : 22:00
أكْتُبُ لَمَّا أجِدُ قِرطَاسا وقَلَمًا
أحِبُّ أنْ أفضفِضَ للوَرَقِِ الأبيض
أحِبُّ أن أبُثَّه ما بِي ومَا يدوُرُ بخُلدِي
وكثِيرًا ما أدَوّنُ علَى أصَابِع المَساءِ تمْتمَاتٍ وبترف
ولكن لَا شَيء مِن كِتَابَاتِي يستَحقُ القِراءَة
فهِي مجرَّدُ حرْفٍ مكلُومٍ لكنَّه نَابعٌ مِن الأعْمَاقِ
فجمَالُ اللُّغةِ غائِبٌ وكذَا شعُور الفرحِ
لأنَّ أحرُفِي تُترجِمُ الشَّجَن الذِي بِي
ولهذا سأظَلُّ أكْتُبُ لنفسِي ولنَفْسِي فقط سأكتُبُ ...
والآن .. وفِي هذِه السَّاعَة المُتأخّرَة، وتَحتَ ضَوءِ القمَر الذِي يُعانِقُ نَبضَ قَلمِي
قرَّرتُ أن أمرّغَ الورق بِسوَادِ الكَلِماتِ الَّتي تنْبعُ بصدْقٍ من أيْسرِ صدري المُتوجّع
ورغمَ الطَّعنات التِي خلَّفتهَا بهِ سِهامُ البينِ الجَارِحة
ورغمَ الألم الذِي سكَنَهُ مُنذُ أمَدٍ لنَفسِ السَّبب
مَازال بهِ حنِينٌ لهم، يُرَاودهُ كلَّمَا لامَسَ القَلمُ حَفِيفَ الورَق
لأرسمَ بدَورِي لوحةً مُخضَّبة بأحْزَانٍ أزَليَّة
فأقولُ أنَّ الوُقوف عَلَى أسوَارِ الحُزن قَاتِلٌ قَاتِل
وأنَّ نصل الشَّوقِ حَادٌ هوَ حدّ الإدْمَاء ..
كَمَا أنّي سأصفّقُ بحَرارَةٍ لمَنْ نَجحُوا فِي إسْكَانِي بهَذا العَالم الذي لنْ أغَادِرهُ أبدًا
ونجَاحُهم هذا .. كَان يومَ مزَّقوا النّسيَان عنْ ذَاكرتِي
واستوطَنوا البَقاءَ خَالدِين بنفحَاتِ الهَواء الذِي يُداعِبُ أنْفَاسِي كلَّ ثانِيَةٍ
أيُعقَلُ أنْ يكُونوا بهذِهِ القَسوة ..؟!
أيُعقلُ أنَّهم يملِكُون قلُوبًا منْ جلِيدٍ
لا يُذِيبُها حتَّى نُورُ البرَاءةِ الذي ينبَعِثُ مِن محيَاي ..؟!
لستُ أدرِي .. ولاَ أرِيدُ أن أدْرٍي ..
كَيْ لا تَغتَالنِي الحَقِيقةُ المُرَّة وتقضِيَ علَى ما تبَقَّى منِّي ..
ورَغمَ السَّنين، ورغمَ مَا مرَّ منْ زَمنٍ يُنْسِي المَصائِبَ والأحْزان
مَازِلتُ أنَا قَابَ اللَّهفةِ وأدنَى الوَجَع
ومَازال قَلْبِي الذِي تشظَّى وتفطَّر ولم تخمد حُرقَتهُ
وَحدَهُ يُدركُ فاجِعَةَ مَا أصابَنِي ...
فكلَّما أزحتُ الغِطَاء عنْ ذَاكرَة المَاضِي، ألفُ نبْضَةٍ تُخلقُ وتنْتَهِي
وألفُ صرْخَةٍ تُراوِدُنِي فأعصِرهَا كي لا أصرُخَ ملْء صَوْتِي
لِيَكتَسحَ الصَّمتُ قَلبِي ورُوحِي وحتَّى أنْفَاسِي
آه كم هُوَ صعْبٌ مَا أشْعُرُ به ..
وكمْ هُو صَعبٌ أنْ أرسُمَ نبْضِي حرُوفًا مِن وجَعٍ تُتَرجِمُنِي
ولَكنَّها نَوبةُ بكَاءٍ أشْعُر بهَا وأمارِسُها كلَّما عَجِزتُ عنِ الإفصَاح
وحتَّى البُكاءُ عنْدِي أصبَح لهُ لذَّة مُذهِلة كَمَا الفَرح
كلَّما أتذَكَّرُهم أشعُرُ بنارٍ تشْتعِلُ جحِيمًا في صَدِرٍي تَصحَبُهَا برُودةٌ
تزْحفُ مِنْ أصَابعِي المبتُورة إلَى أوراَقِي المَرْسُومة بِهِم
لتَزيدَ بي الحَنِين .. وحينَهَا أمَهّدُ لخَيْبَةٍ جَدِيدةٍ
فَمنذُ فارَقْتُهُم أو بالأحْرَى رحلوا عنّي
خلَّفونِي موْطِنًا للخيبَاتِ ...
كَثِيرًا مَا اعتَليْتُ سلالمًا لتُخْرِجنِي منْ دوَّامَتِي
ولكنَّ الشُّعورَ بالوجلِ والكَدر ينْتَابُنِي
فأحَاولُ ثمَّ أسقطُ لأبْكِي بشُمُوخ
أبْكِي تِلكَ الأنْثى التي لمْ يَكُن يُضنِيها شيْء
أبْكِي تِلكَ الفتَاة التِي اعْتَلت وجْهَها سحَابةٌ بحَجْمِ هَمَومِ أمَّة بأكْمَلِها
أبْكِي تلكَ المُضْغة التِي أسْكَنتهُم السُّويْدَاء .. فزرَعوهَا شوكًا بقَسوتِهم
أبْكِي بَقايَا رذَاذٍ وبعْضًا مِنْ مَطَر، كَان شَاهِدًا عَلى مَا أصَابَنِي
وسأبكِي الكَثِير مِمَّا لا يَجِبُ أنْ يُقال
فقدْ أصْبحتُ مَجبُولةً علَى التَّنَفُّسِ بُكَاءًا ..
وسَأعمَلُ جاهِدةً على مُداواةِ روحٍ أرْهِقت علَى عتَباتِ الفرَاق
والتَّخلُّصِ منْ شَهقةِ الألمِ الزُّؤامِ
وحتَّى رمْي حفْنةِ الحنِين ..
كمَا أنّي سأمزّقُ التَّشرُّد الذِي أحسُّه
ولكنَّ الأمر صعْبٌ صَعب
وهوَ أنْ أجَرِّدنِي منّي ومنِ انْتِمَائِي، إذن هوَ موْتٌ حتْمِيٌّ وحقيقِي
وتَواصَلت أشْجَانِي أبُثُهَا لأورَاقِي
وكَم تمَنَّيتُ حينَها للحَرفِ أنْ يَسْتَكِين
وكَمْ مِن جُرْحٍ\وَجَعٍ\خَيْبَةٍ تَمنَّيتُ أنْ تُغادِرنِي لأَسْتَكِين ...
بقَلم : مجد الأمَّة
كُتِبَت يوم : 15\11\2009 م
السَّاعة : 22:00