مجد الأمة
04/01/2010, 11:05 AM
أ لَحْنُ الضيَّاعُ أمْ أنْشُودة الأمَل ؟
أكْتُبُ كَلِمَاتٍ مُطْعمَة بالحَنِين
أكْتُبُهَا مِنْ عُقرِ المَنفى ...
أرتّلُ نَبَضاتِي أحْرُفًا علَى حَافةِ الوَجْد
بَعْدَ أنْ هَرَبتْ مِن دفَاتِر النّسيَان
لتَستَقِرَّ هُنَا عَلى هَامشِ الذّكْرَيَات
وتَنهلَ منْ كأسِ الأوْجَاعِ مَا يَكْفِي لتُكمِلَ رَسمَ لوحَةٍ عُجَّت بالألَم
وسَادَها سَوادٌ قَاتِمٌ أخْفَى بَعْضًا مِنْ بَهَق
بَاتت حُروفِي مُجرَّد ثرثرَة نبْض وبَعْثرة قَلم
أتَقَلَّدُهَا فِي أورَاقِي العَتيقَة ..
و أرْسُمُهَا ربِيعًا لا يأتِي إلاَّ بالنَّحِيب
كَرَبِيعِ عُمْرِي الذِي أبَت شمْسهُ البُزوغ
وآثرَت أن تَركُلنِي فِي زَاويةٍ لاَ أرَى منْهَا إلا الظَّلام المُحَاق
كُلُّ شَيء بَات عِنْدِي أسْوَدًا ...
حتَّى أنا، صِرتُ مُجرَّد رُكَامٍ أسْوَدٍ تَحمِلُه رِيحٌ غاضِبة
لا تُبقِي منّي شَيْئا ولا تَذَر
تُرَاوِدُنِي الهُمُوم، وأنْهَارٌ منْ وَجعٍ تَجْرِي بالشَّرايِين
تَلاشَى ضَمِيرُ الأنَا مُخلّفَا رُوحا صُبِغَت بـالضَّياع
مُخلّفًا قلْبًا نضَب ينبُوعُه
نَفسًا جرَّبت مذَاق الحَسْرة فَلم تجِدهَا أحْلى منَ العَلقمِ بل أمَرّ
دَمعًا بَقيَ رَهِين المحَاجرِ أبَى النُّزول
وفُؤادًا ضجَّ وهَنا عَلى وهَن
هذِهِ هِيَ أنَا وهذِهِ أحْرُفِي
معًا نُحَاولُ أنْ نُوارِيَ ما فَعلتْهُ بنَا جَذوة البَين
وأنْ نُخْفِي نُدوبًا خلَّفتْهَا فِينَا كَدَمَاتُ القَدَر
نَبْحَثُ عَنْ منْفى لا يَهتَدِي إلَيه بَشَر
نَحتَمِي هُناكَ حَيثُ لا يُوجد سُمُّ غِيابٍ قَاتل
ولا ذَكا هَجْر حَارِق
ولاَ حتَّى سَيفُ غِيابٍ مَسْلول
ولكن ...
شُمُوع الحُلم تَصرُخُ بِي أنْ قِفِ
لا تُطْفِئِني ... لا تُطْفِئي شُعْلة الأمَل
تَشَبَّثِي بهَا إلَى آخِر رَمَق
لا تذْهَبِي وتَترُكِينِي
فأنَا بحَاجةٍ إلَى أنْثى مِن زمَنِ النَّقاءِ
فلاَ تغِيبِي وُتغيّبينِي ...
وأضَاعنِي الصَّوتُ الكَظِيمُ
وبتُّ تَائهة الخُطى، شَاحِبةَ المَلامحِ
أطْلَقْتُ تلاَبيبَ البوح
وانزَويتُ بعِيدًا بعِيدًا بَعْدَ أن ضيَّعتُ دَرْبِي أبْكِي أصرُخُ وأنَادِي :
يا مَنْ يَقرؤنِي، إنّي أسْتَنْجِدُكم ...
فَمَنْ يَا تُرَى سَيَمْسَحُ عنِّي نَدْبَ الجِراحَ ؟
ويُضَمّدُهَا بِبَلْسَم التّحْنَان
ويُجَفّفَ سيُول الدَّمعِ الجَارية ؟
ويُعِيدَ إلَى ثَغرِي بَسْمتِي وضَيَائي
لتَهْجَعَ النَّفس ويَرتَاح القَلب وتَستَكِين الرُّوح
وتَعودَ الأحْلام الغَابِرة ...
بِقَلم : مَجْدُ الأمَّة
كُتِبَت يوم : 01\12\2009م
السَّاعة : 20:50
أكْتُبُ كَلِمَاتٍ مُطْعمَة بالحَنِين
أكْتُبُهَا مِنْ عُقرِ المَنفى ...
أرتّلُ نَبَضاتِي أحْرُفًا علَى حَافةِ الوَجْد
بَعْدَ أنْ هَرَبتْ مِن دفَاتِر النّسيَان
لتَستَقِرَّ هُنَا عَلى هَامشِ الذّكْرَيَات
وتَنهلَ منْ كأسِ الأوْجَاعِ مَا يَكْفِي لتُكمِلَ رَسمَ لوحَةٍ عُجَّت بالألَم
وسَادَها سَوادٌ قَاتِمٌ أخْفَى بَعْضًا مِنْ بَهَق
بَاتت حُروفِي مُجرَّد ثرثرَة نبْض وبَعْثرة قَلم
أتَقَلَّدُهَا فِي أورَاقِي العَتيقَة ..
و أرْسُمُهَا ربِيعًا لا يأتِي إلاَّ بالنَّحِيب
كَرَبِيعِ عُمْرِي الذِي أبَت شمْسهُ البُزوغ
وآثرَت أن تَركُلنِي فِي زَاويةٍ لاَ أرَى منْهَا إلا الظَّلام المُحَاق
كُلُّ شَيء بَات عِنْدِي أسْوَدًا ...
حتَّى أنا، صِرتُ مُجرَّد رُكَامٍ أسْوَدٍ تَحمِلُه رِيحٌ غاضِبة
لا تُبقِي منّي شَيْئا ولا تَذَر
تُرَاوِدُنِي الهُمُوم، وأنْهَارٌ منْ وَجعٍ تَجْرِي بالشَّرايِين
تَلاشَى ضَمِيرُ الأنَا مُخلّفَا رُوحا صُبِغَت بـالضَّياع
مُخلّفًا قلْبًا نضَب ينبُوعُه
نَفسًا جرَّبت مذَاق الحَسْرة فَلم تجِدهَا أحْلى منَ العَلقمِ بل أمَرّ
دَمعًا بَقيَ رَهِين المحَاجرِ أبَى النُّزول
وفُؤادًا ضجَّ وهَنا عَلى وهَن
هذِهِ هِيَ أنَا وهذِهِ أحْرُفِي
معًا نُحَاولُ أنْ نُوارِيَ ما فَعلتْهُ بنَا جَذوة البَين
وأنْ نُخْفِي نُدوبًا خلَّفتْهَا فِينَا كَدَمَاتُ القَدَر
نَبْحَثُ عَنْ منْفى لا يَهتَدِي إلَيه بَشَر
نَحتَمِي هُناكَ حَيثُ لا يُوجد سُمُّ غِيابٍ قَاتل
ولا ذَكا هَجْر حَارِق
ولاَ حتَّى سَيفُ غِيابٍ مَسْلول
ولكن ...
شُمُوع الحُلم تَصرُخُ بِي أنْ قِفِ
لا تُطْفِئِني ... لا تُطْفِئي شُعْلة الأمَل
تَشَبَّثِي بهَا إلَى آخِر رَمَق
لا تذْهَبِي وتَترُكِينِي
فأنَا بحَاجةٍ إلَى أنْثى مِن زمَنِ النَّقاءِ
فلاَ تغِيبِي وُتغيّبينِي ...
وأضَاعنِي الصَّوتُ الكَظِيمُ
وبتُّ تَائهة الخُطى، شَاحِبةَ المَلامحِ
أطْلَقْتُ تلاَبيبَ البوح
وانزَويتُ بعِيدًا بعِيدًا بَعْدَ أن ضيَّعتُ دَرْبِي أبْكِي أصرُخُ وأنَادِي :
يا مَنْ يَقرؤنِي، إنّي أسْتَنْجِدُكم ...
فَمَنْ يَا تُرَى سَيَمْسَحُ عنِّي نَدْبَ الجِراحَ ؟
ويُضَمّدُهَا بِبَلْسَم التّحْنَان
ويُجَفّفَ سيُول الدَّمعِ الجَارية ؟
ويُعِيدَ إلَى ثَغرِي بَسْمتِي وضَيَائي
لتَهْجَعَ النَّفس ويَرتَاح القَلب وتَستَكِين الرُّوح
وتَعودَ الأحْلام الغَابِرة ...
بِقَلم : مَجْدُ الأمَّة
كُتِبَت يوم : 01\12\2009م
السَّاعة : 20:50