مجد الأمة
11/01/2010, 05:07 PM
تبًّا لهم ..!
كُنتُ إذَا ما هَاجَت الذّكْريَات ...
أنْزَوي بعِيدًا فِي زَاوية مُظْلمةٍ ... أتحسَّسُ نَبْض قَلْبِي
فَصُورٌ منَ الأمْسِ القريبْ كَانَت كَفيلة لتَغيِير وَتِيرته ...
أجْلِسُ القُرفُصاء وأحْتَفلُ بخَيبَات الهَوى ...
أنْشِدُ تِلاَوَات الفقْد ... وأرقُصُ علَى نغَمَاتِ الرَّحيل
التي لاَ تأتِي إلاَّ بالبُكَاء ...
ثُمَّ أمْشِي مُهرْوِلة، أبْحَثُ عنْ مكَانٍ لا تَصلُ إلَيه ذَاكرَتي المُمْتَلِئة بِهِم ...
ليَنتَهِي كلُّ شيْء بعد دقَائِقٍ فقط ...
ولـكن ...
آه منْ أوجَاعِ تِلكَ الدَّقائق ... آه منْها ثم آه ...
فليست سِوى نِصال تَجْتاحُ شِغاف القَلْب فتُخَلّفهُ جَرِيحًا
يئنُّ من ذِكريَاتِ المَاضي الكَئِيب ...
كُنتُ فِيمَا مضَى، أسْعَد منْ يَمْشِي عَلى رِجْلٍ ...
تَهُزُّنِي بعض أحْزانٍ ولكن سُرعَان مَا تتَلاشى بنَظرَةٍ مِنهُم ...
وآخر عَهْدِي بتِلكَ السَّعادَة كَان يوْمَ الرَّحِيل ...
يوْمَ تهَامتْ أدْمُعِي كنَهْرٍ جَارف ...
يومَ تَغيَّرت ملاَمحُ وجْهِي منْ فرط البُكَاء ...
يوْمَ أسدَلت الأشجَانُ ستَائرَها عَلى دَائرة حَياتِي ...
وسَكَنت أضْلُعِي نَارُ حُزنٍ لا تَكُفُّ عن الغَلَيان ...
فـيَا غَائبونَ ...
هَلْ تَشْعُرُون بحُزْنِي وتُحِسُّون بتأوّهَاتِ الفقْد المُوجعَة التّي تَئنُ بِي كلّ لحْظة ؟!
أمْ أنَّكم نَسِيتُم أنِين أوْجَاعِي والجِراح ؟!
أم أنَّكُم انْسحَبتم وأبيتُم مُشَاركَتِي بضع لَيالٍ كُلُّها مَصْلوبةٌ بالأَلمْ ؟!
وأعُودُ لنَفْسِي ... أجْمعُ شَتَاتَهَا ... وأصَبّرُها ...
لأنَّهُم لا يَسْمَعون فَكَيفَ لَهُم أنْ يُجِيبُونِ ..؟!
آه منْهُم ...
فهُم لا يُجِيدونَ سوَى الرَّحيل المُبكّر وإلْقَاء وُعُودٍ كَاذْبة\زَائفة بِعوْدَتهم
وتِلكَ العَوْدة سَتكُون فقَط بعدَ موتِنا وهُم يعْلَمون ذلك ...
فلمَاذا كلُّ هذهِ الوُعود؟!
وكلُّ هذه الطَّعنَات ؟!
ورَصَاصاتُ المَوتِ المَزرُوعةِ بالسُّوَيْداء ؟!
ألأنَّ الضُّعَفاء مِثْلِي أعْمَارُهم قَصِيرة ؟!
فلِماذَا يََسْتَبسِلونَ فِي قَتْلي أكْثر؟!
بالله علَيكمْ ... ارْحَموا هَذَا الحُبَّ الرَّابض بأيْسر الصَّدر ... ارْحَمُوه ...
لاَ أدْري لمَاذَا أشْتَاقُهم وهُم لا يأبَهُون
وأبْكِيهم بدَمعٍ سَاخنٍ كلَّ عَتمة وهُم لاَ يَسْمَعُون
وأنَاديهم أنِ ارْجِعُوا فحتَّى الزُّهُور علَى حَافة الطُّرُقات تَبْكِي غيَابهم ... فيَسْخَرُون
تبًّا لهم منْ بَشَر ...
أسْكَنونِي بِسِجْنٍ قُضْبانُه أرْوَاحُهم
ورمَوا فَرحتِي بحَجر غِيَابهم ومَضوا
وتَرَكونِي ضَائعة كوَطَنٍ مُحْتل
تبًّا لهم ولقُلُوبهم القَاسية ...
وهَا أنَا هُنَا
فِي صَمتِ هذَا الليل
أعَاهدُ نفْسِي وأورَاقِي والقَلم
وأعِدُهم بشَرفِ الإحْساسِ القَابعِ بالجَناحِ الأيِسر
أنّي سأرْكُل الحُزنَ بعِيدًا عنّي
وأكَفْكِفُ دمعِيَ السَّاخِن
وأنْ أدْفِنَ جُثمَانـهم بمَقْبرة النّسْيان
لأنَّهم وبكلّ بسَاطَةٍ ... لاَ يَسْتَحِقُّون ...
بقَلَم : مَجْد الأمَّة
كُتِبت يوم 09\12\2009م
كُنتُ إذَا ما هَاجَت الذّكْريَات ...
أنْزَوي بعِيدًا فِي زَاوية مُظْلمةٍ ... أتحسَّسُ نَبْض قَلْبِي
فَصُورٌ منَ الأمْسِ القريبْ كَانَت كَفيلة لتَغيِير وَتِيرته ...
أجْلِسُ القُرفُصاء وأحْتَفلُ بخَيبَات الهَوى ...
أنْشِدُ تِلاَوَات الفقْد ... وأرقُصُ علَى نغَمَاتِ الرَّحيل
التي لاَ تأتِي إلاَّ بالبُكَاء ...
ثُمَّ أمْشِي مُهرْوِلة، أبْحَثُ عنْ مكَانٍ لا تَصلُ إلَيه ذَاكرَتي المُمْتَلِئة بِهِم ...
ليَنتَهِي كلُّ شيْء بعد دقَائِقٍ فقط ...
ولـكن ...
آه منْ أوجَاعِ تِلكَ الدَّقائق ... آه منْها ثم آه ...
فليست سِوى نِصال تَجْتاحُ شِغاف القَلْب فتُخَلّفهُ جَرِيحًا
يئنُّ من ذِكريَاتِ المَاضي الكَئِيب ...
كُنتُ فِيمَا مضَى، أسْعَد منْ يَمْشِي عَلى رِجْلٍ ...
تَهُزُّنِي بعض أحْزانٍ ولكن سُرعَان مَا تتَلاشى بنَظرَةٍ مِنهُم ...
وآخر عَهْدِي بتِلكَ السَّعادَة كَان يوْمَ الرَّحِيل ...
يوْمَ تهَامتْ أدْمُعِي كنَهْرٍ جَارف ...
يومَ تَغيَّرت ملاَمحُ وجْهِي منْ فرط البُكَاء ...
يوْمَ أسدَلت الأشجَانُ ستَائرَها عَلى دَائرة حَياتِي ...
وسَكَنت أضْلُعِي نَارُ حُزنٍ لا تَكُفُّ عن الغَلَيان ...
فـيَا غَائبونَ ...
هَلْ تَشْعُرُون بحُزْنِي وتُحِسُّون بتأوّهَاتِ الفقْد المُوجعَة التّي تَئنُ بِي كلّ لحْظة ؟!
أمْ أنَّكم نَسِيتُم أنِين أوْجَاعِي والجِراح ؟!
أم أنَّكُم انْسحَبتم وأبيتُم مُشَاركَتِي بضع لَيالٍ كُلُّها مَصْلوبةٌ بالأَلمْ ؟!
وأعُودُ لنَفْسِي ... أجْمعُ شَتَاتَهَا ... وأصَبّرُها ...
لأنَّهُم لا يَسْمَعون فَكَيفَ لَهُم أنْ يُجِيبُونِ ..؟!
آه منْهُم ...
فهُم لا يُجِيدونَ سوَى الرَّحيل المُبكّر وإلْقَاء وُعُودٍ كَاذْبة\زَائفة بِعوْدَتهم
وتِلكَ العَوْدة سَتكُون فقَط بعدَ موتِنا وهُم يعْلَمون ذلك ...
فلمَاذا كلُّ هذهِ الوُعود؟!
وكلُّ هذه الطَّعنَات ؟!
ورَصَاصاتُ المَوتِ المَزرُوعةِ بالسُّوَيْداء ؟!
ألأنَّ الضُّعَفاء مِثْلِي أعْمَارُهم قَصِيرة ؟!
فلِماذَا يََسْتَبسِلونَ فِي قَتْلي أكْثر؟!
بالله علَيكمْ ... ارْحَموا هَذَا الحُبَّ الرَّابض بأيْسر الصَّدر ... ارْحَمُوه ...
لاَ أدْري لمَاذَا أشْتَاقُهم وهُم لا يأبَهُون
وأبْكِيهم بدَمعٍ سَاخنٍ كلَّ عَتمة وهُم لاَ يَسْمَعُون
وأنَاديهم أنِ ارْجِعُوا فحتَّى الزُّهُور علَى حَافة الطُّرُقات تَبْكِي غيَابهم ... فيَسْخَرُون
تبًّا لهم منْ بَشَر ...
أسْكَنونِي بِسِجْنٍ قُضْبانُه أرْوَاحُهم
ورمَوا فَرحتِي بحَجر غِيَابهم ومَضوا
وتَرَكونِي ضَائعة كوَطَنٍ مُحْتل
تبًّا لهم ولقُلُوبهم القَاسية ...
وهَا أنَا هُنَا
فِي صَمتِ هذَا الليل
أعَاهدُ نفْسِي وأورَاقِي والقَلم
وأعِدُهم بشَرفِ الإحْساسِ القَابعِ بالجَناحِ الأيِسر
أنّي سأرْكُل الحُزنَ بعِيدًا عنّي
وأكَفْكِفُ دمعِيَ السَّاخِن
وأنْ أدْفِنَ جُثمَانـهم بمَقْبرة النّسْيان
لأنَّهم وبكلّ بسَاطَةٍ ... لاَ يَسْتَحِقُّون ...
بقَلَم : مَجْد الأمَّة
كُتِبت يوم 09\12\2009م