المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غضبٌ بحدود


جوري جميل
18/01/2010, 05:27 PM
كما هناكَ حبُّ وعطفٌ هناك غضبٌ , ولا أعني إطلاقاً ترافق الغضب مع الحقد الطويل , منْ منّـا لا يغضب ؟ من منا يتدثرُ دائماً بغطاء الصَّبر والرويَّة ؟ منْ منا يلتحفُ بالحلم والعقلانية على حدٍّ سواء , دون أن يتخطّى خطاً أحمراً بطريق حلمِهِ وهدوئِهِ .
مهما كنتَ سائقاً حاذقاً , متمرِّسَاً خبيراً , لابدَّ أن تقعَ يوماً ما في مصيدة إشارة المرور وتخالفَ قواعدها سُرعَةً أو انعطافاً أو غيره , إلا إنْ مشيتَ في الصَّحراء ...!!
لكلِّ وعاء قطراتُ ماء ساخنة تذيب الدهون المتراكمة في قعره , كما لابدّ مِنْ خضِّ القارورة لكي نحصلَ على مزيج متجانس من الشراب .
يجبُ أن تثورَ البراكينُ لكي ترجع لحالها وحرارتها المحمولة والتي تستوعبها الأرض , يجبُ أن تهتزَّ طبقات الأرض حتى تنزلقَ الصُفيحات الباطنية اللينة في أعماق الكرة الأرضيَّة والتي من شأنها أن تعيدَ للأرض ثباتها .

كلُّ تلكَ الأمثلة الربَّـانيـِّة الواقعيـَّة تتيح لنا مفراً في ثورة غاضبة لبرهة من الزمن , أن نغسلَ فيها أرواحنا ونمسحَ غبارَ الطلع المزعج .
هناكَ أمثالٌ وعبرٌ نقولها ونستمتعُ بقراءتها ونتمثلُ لها في الخيال , لكنَّها ما إن تكبرُ حتى يتم وأدُها مع أخواتها .
أحياناً تكونُ ثورة الغضبِ بالصِّفة التي ذكرتها هامَّة جداً وضروريَّة للنفس البشريّـة ولكنْ , ما إنْ زادتْ عنْ حدِّها , تنقلب الأمور لضدّها , فكلُّ جرعة دواء أياً كانتْ لها مقدارٌ معيَّـنٌ ومهما عبثَ المريضُ بالموعد لنْ يصابَ بالضَّرر , قد يتباطأ مفعولُ الدواء وقد يتأخر الشفاء أو ينعدم , بينما لا ضرر مباشر أبداً .
أمّا زيادة الجُرعة دونَ معرفة الطبيب هنا تقع الكارثة الحقيقية والتي تُسَجِّـل نهاية حياتية للمريض .
وكذا هو الغضب ضروريٌّ جداً ولا يقلُّ أهمية عن المعاني السَّامية والأخلاق الحميدة التي يتمثل لها البعض , جميلٌ أن تثور لحظة وتستشيط غضباً , وتفرّج عن داخلك المتعب , وتريح عقلكَ المثقل دون أن تحطم.!! ((( دون أن تحطم)))
فليسَ أسوأ من لحظة عاصفة غاضبة تطلق للسانك العنان أنْ يخوض في كلمات تتناسب مع لحظتك هذه , أنْ تظلم عزيزاً أو تجرح حبيباً أو تكسر صلة وصل روحية معنوية بينك وبين الآخر , وإنْ كان هو أصلُ البلاء وزارعٌ للمشكلة التي أثمرتْ غضباً ..
إن ثار البركان على غير عادته , وتخطى حدوده ماذا يجري ؟
عندما تهدأ ثورة البركان هذه , يكون قد احترق كل ما وقف بطريقه , الآن بردت ناره ولكن...
كل شيء تحول لرماد ..
حينها لا تنفع رقية ولا دعاء , لأن تعود الكائنات تعيش بحرية وتمنح الكون جماله , هذا ما يحصل بعد ثورة بركانية غير متزنة ومدمرة .
فلنجعل من البحر قدوة لنا هادئ غالباً وهائجٌ أحياناً , نراه مهما عصف ومهما هاج لكنه يبقى حنوناً على كائناته , رؤوفاً بأحيائه .
لذا جميلٌ أنْ نغضب ولكن بهدوء ...:)

ابتسام آل سليمان
19/01/2010, 03:58 PM
سلاما و التحايا
حي هلا بك جوري...وشكرا تليق بحضورك
أتساءل وهل هناك غضب بحدود ؟؟؟!
بمعنى أن الغضب شيء إرادي يُتحكم في مقداره ؟؟؟!
هل يكمننا التحكم في البركان إذا ثار , و البحر إذا هاج , و الريح إذا عصفت ؟؟؟!
قال سنيكا الأصغر:
الغضب هو الحمض الذي بإمكانه إيذاء الوعاء الموجود فيه أكثر من أي شيء يُصَبّ عليه..!
وقال آخر: أضر الساعات وأخطرها ساعة الغضب، لأنها عمياء، ولأنها بلا عقارب ولا أقارب.
وقيل : لن تُعاقب بسبب غضبك، بل غضبك هو العقاب.
ويبقى التوجيه النبوي الحكيم خير وصية :
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبِيِِّ - صلى الله عليه وسلم – أَوْصِنِي, قَالَ « لاَ تَغْضَبْ », فَرَدَّدَ مِرَارًا ، قَالَ « لاَ تَغْضَبْ ».
وسؤال آخر:
هل هناك غضبٌ يُذم و غضب يُمدح ؟؟؟!*
ولي عودة للتتمة بإذنه جل و تقدس...<<:rose::coffee:

جوري جميل
19/01/2010, 06:18 PM
أهلاً بكِ ابتسام ..وسلامٌ يليق بحضوركِ الآسر ... وفكركِ الراقي

أجل هناك غضب نستطيع أن نضبط ونتحكم بحيثياته وأجه ...

قصدتُ هنا الغضب الوسط بين التفريج عن مكنونات النفس والتهدئة النفسية للطبيعة البشرية وبين الحفاظ على الصفة الإنسانية والنعمة الربانية التي منحنها إياها الله ألا وهي العقل.. والعقلانية

أجزم أن لا أحداً يستطيع لا يغضب طيلة حياته , فالغضب والانفعال والتفاعل مع الأشياء والأحداث من طبيعة الإنسان وصفة داخلية فمتى ما وجد الشعور وجد الإحساس بالأشياء وبالأمور ومن ثم الغضب و الانفعال لما يجري..

هي مجرد محاولة للتمسك بزمام الحلم والصبر وعدم الاستنكار للطبيعة البشرية , فلسنا ملائكة حتى لا نتأثر بما يجري حولنا وبالوقت نفسه ألا نسمح لغضبنا أن يعبث بنا وبالآخرين حولنا , فهناك دائما خطٌ أحمرٌ لا نتخطاه أبداً..

هذا مجر رأي لا أعلم إن كان للآخرين أراء أخرى ..
أتمنى الإفادة ومشاركة الجميع..

لكِ وللجميع التحية...:)

سماح عادل
03/02/2010, 07:16 AM
اهلا بك ,,

اعجبني جدا طريقة عرضك لفكرة موضوع كثر الحديث عنه ك (توجيه وأمر محض)
ولكنك هناك اراكِ وضعتيه في قالب فكري بحت يثير التساؤلات الكثيرة
يقال (اتق شرالحليم إذا غضب)
فنعلم إن لكل شيئ طاقة , وحد وخط لايمكن تجاوزه
وفي حال التجاوز يحدث التغير بحسب حالة هذا الشخص
السؤال الموجه هنا
متى نغضب ؟ ولما نغضب ؟ وكيف نغضب؟
فليست المشكلة هنا ان نغضب اولاً فذلك مالاطاقة لنا به
ولكن ماذا بعد هذا الغضب !!!




ذلك عبور أول ,, ولي عودة بإذن الله
فقط
تقبلي تحيتي وتقديري

جوري جميل
09/02/2010, 12:11 AM
حياك الله سمـاح عادل
أشرقت بكِ صفحتي المتواضعة .

الغضب أحياناً يفقدنا أحبابنا وأعزاءً علينا , فبعد أن تهدأ ثورتنا نطلب من الغير العودة كالسابق , فالغاضب ينسى ما بدر منه لحظة غضبه , لكن هل السامع والزجاج الذي هدّته المطرقة هل ينسى ما حصل وما جرى وما سمع ؟

علينا أن نغضب لا أن نحذف الغضب من قاموسنا ولكن بالقابل علينا أن نبقي الغضب تحت التحكم وقابلاً للسيطرة لكي لا نخسر من حولنا...

سررتُ بكِ أيما سرور , كوني بالقرب دوما سماح العزيزة .

ابراهيم القهيدان
09/02/2010, 10:51 AM
سلام من الله عليكم
وشكرا لهذا القلم النير المتوهج بالابداع
:)
سأدلي بدلوي وهي وجهة نظر شخصيه لا اكثر
قد تحتمل الصواب او عكسه
.
.
الغضب هي حاله نفسيه تعتري الانسان لاي موقف كان
لا يمكن التحكم بها ولا بدرجاتها
انما تكون حسب المشهد الذي يستثير الانسان
حتى ان البعض وان كان يوصف ببرود الاعصاب
احيانا يستثار بل ويهيج غضبا
تقديري لك ولمن مر من هنا

جوري جميل
10/02/2010, 07:48 PM
أهلاً بكَ أســــــــــتاذ إبراهيم ..
بداية وأرحب بكَ في الإملاءات وأحيي هطولك بصفحتي..

أنت محق: فالغضب حالة انفعالية تمرُّ بأيٍّ كان حتى الإنسان الذي يوصف ببارد الأعصاب أو اللامبالي..

لكن كثيرٌ من البشر وتحت اسم الغضب يسمحون لأنفسهم بأن يخوضوا في غمار مُختزنٍ منذ سنين.

فهو أشبه (بالبالون) الذي انفجر بمجرد أن اخترقته إبرة مارة عابرة ...

برأيي ويبقى مجرد رأي على الإنسان أن يغضب ولكن يُــبقي مكابح الثورة هذه تحت السيطرة وهذا أمر ليس بالمستحيــــل .

لطالما خلق الله الإنسان مشتملاً على أحاسيس ومشاعر ليتفاعل مع المحيط فيؤثر ويتأثر...إذ ليس هناك من يكون بارد الأعصاب في كل شئ على الإطلاق وغير قابل للتأثر بالأحداث والأشياء..

وبمعنى أدق
( بعض الغاضبون يتفوهون بكلمات جارحة بحق الأطراف الأخرى , وبعد ذلك يتعذَّرون بكلمة : أنني كنتُ غاضباً )
أترى هذا تصرف سليم منهم كعاقلين..؟؟؟

لكَ كل التحية أخي إبراهيم , سررتُ بمروركَ ...