جوري جميل
07/02/2010, 04:02 PM
نامتْ وهي تفكر, تحلمُ بالغد, عروسٌ في عز صباها تنتظر اليوم الموعود.
يوم الفرحة الكبرى كما يقال, ليلة تظهر فيها كأميرةٍ بأكمل حلاها وأجمل ثوب تلبسه في حياتها .
ذلك الثوب الأبيض الذي تنتظره كلّ فتاة , تتخيله كل لحظة وتتأمله دوماً في واجهة المحلات النسائية.
لطالما تخيـّـلت نفسها مع فارس أحلامها , يدها بيده ليمشوا مشوار الحياة الزوجية المشتركة....
وغفتْ أحلامها مع غفوة جفنيها لترتاحَ فالغد يوم شاقّ وملئ بالأحداث .
وفي الجانبِ الآخر , في بقعةٍ آخرى من الأرض رقد الشاب يتأمل الساعة المعلقة على حائط الغرفة , يعدّ الثواني ويشعر بثقلها على نفسه.
رسم لوحة فنية زاهية الألوان ترتدي فيها عروسه فستاناً أبيضاً ناصعاً تلمع فيه اللآلئ .
كله شوق ولهفة وانتظار, حب وتمني وسهر, ونامَ على أطلالِ صورة محبوبته التي ستتوّج أميرة عرش مملكته غداً.
ما أجملَ هذه المشاعر التي تكبر كل ليلة , وتسمو لكأنها مشتْ مسيرة عمر بأكمله , أحبّها وطلب زواجها وسارتِ الأمورُ على ما يرام وتولـّـدت أحاسيس مرهفة عذبة كل منهما تجاه الآخر.
جاء يومهما المنتظر, جرتِ الأحداث سريعة جميلة بنكهة الأمل والبسمة الهادئة , وأحياناً الخجلة .
ووجدتْ أحلامهما ولهفتهما طريقاً للتمرّد أخيراً .. وحقق شوق الانتظار إثبات وجوده .
تزوج العاشقان , صارا زوجين متلازمين أمامَ الملأ , صار حبهما علانية بلا خجل .
لا خوف من أعين الآخرين , لا مهابة من لوم اللائمين , لا خوف من كشف ستائرعشقهما , فحبّ الزوجين لبعضهما أمرٌ مدعى للفخر والاحترام.
مشتْ أيامٌ وكأنهما في الجنة , حياة من أجملِ وأروعِ ما يكون. (لا تعليق فهذا شهر العسل) لقاءات واجتماعات وتعارف الأهل ببعضهم .
أمّا العريسين بدأا ينخرطان بمجتمعهم الجديد , وسويعات تواجدهما خلوة كانتْ ملاذا للهدايا وتبادل عبارات الاعجاب والمحبة والأشواق.
لم يكنْ يرفض لها طلباً ويراعي مشاعرها ورغباتها , سواء بزيارتها لأحد الأقارب أو السوق أم ما شابه. كان يراعي شخصيتها كامرأة ومخلوق ضعيف أكثر ما هو بحاجة للعطف والحنو.
وكانت تستأثر دوماً مشورته , ورغباته كانت مقدّسة. وطلباته أوامر , تفعلُ ما يحب وما يريد , تراعي شخصيته كرجل وقوّامته في البيت أمرٌ يستوجب عليها أن تنفذ ما يريد .
اتجه كل منهما اتجاهاً يسلك فيه مبتغى المعيشة الكريمة, وما هي فترة قصيرة إلا وكانتْ زغاريد الفرح تعلو بيتهم , فهم بانتظار مولود جديد.
جاء الطفل وعاشا فترة تتراوح بين السعادة واختلاف وجهات النظر والقبول والرفض لبعض الأمور .
وبدأتْ خبايا الحياة تنكشف. بدأت تناقضات النفس البشرية تأخذ مجراها وتحفر في الأرض أخدوداً يزداد عمقاً كلما ازدادت المسافة , فها هو يعقد الحاجبين جرّاء أمر لم يرده من زوجته.
وها هي تبكي بحرقة من جرّاء شئ أمرها به , وله مطلق الحرية كرجل وزوج وربّ أسره على حدِّ قوله.
خلافات متعددة ومتنوعة ومتتالية , لم تعد تراعي وجوده , فلسان حالها يقول : أنا لي الحق بكل شئ كمثله وأكثر .
ولسان حاله يجزم ويقول: أنا الرجل وعليها إطاعة أوامري رغماً عنها.
وتتعالى أصوات الخلاف , تارة يصل لإهانة منها لزوجها بالكلام , وتارة يصل لضربها.
تحوّل غريب , كان كل منهما همُّه الأوّل والأخير رضى الآخر.
تحوّل ينادي بأعلى صوته كيف .. ولماذا.. ومتى..؟
متى صارتِ المشاعرُ الصادقة المرهفة الجميلة عدواً نختبئ منه خوف البوح ؟
كيف باتَ الحبيب والزوج شخصاً نبني بيننا وبينه حواجزاً وخنادقاً متأهبين لخوض حرب ضده بأي وقت. جاهزين لسل سهامنا ورشقها بوجه من كان يوماً أعزّ الأحباب وأقرب الناس ؟
غريبة هذه الدنيا, عجيبة تلك التحوُّلات والتغيُّرات الشعوريِّة , مئة وثمانون درجة مقدار زاوية التحوّل..
كان حبيباً وصار عدواً لدوداً ...وانقلبتِ الآية , سبحان الله ! كيف تمحورت القصة ثم تشعبت من جديد .
لماذا يحصلُ هذا يا بشر....؟ عندما نتذكر ( كان ) فعل ماض ناقص إلا من الذكريات , نقصَ الحضور والوجود الآني,إنْ تغيرَ فعلُ (كان) في اللغة , قد يتغير مصير (كان) الواقعية , لكن هيهات .....
عندما نتجرّد من الذكرى الجميلة التي من شأنها أن تصحِّح الرموز الغريبة والغير متناسقة في الذاكرة , ونتقمّص شخصية المحارب في ظل الدفاع عن رأيه والتعصّب والتعنـُّت له , حينها لا شئ له معنى أو قيمة تذكر.
برأيي يجب أن نتخد من الحديد قدوة لنا , التمدد بالحرارة والتقلص بالبرودة.
كما يقال أحياناً شِدّة وأحياناً لِيناً , عندما يشتد الرجل , على المرأة أنْ تلين وتنحني للعواصف العاتية كي لا تنكسِر...
وكذلك ,عندما تشتدُّ المرأة وتنفعل على الرجل أن يلين ويخمد نيران غضبه لا أن نزيد النارَ زيتاً لتحرقنا وتحول الحياة لهشيم.
عندما يضع كل إنسانٍ نفسه بموقع الآخر , لابد سيشعر بشعوره وهذا كفيل بأن نقدر ونراعي ونعي ما نفعلُ وما نقول للآخرين.
وأخص بذلك كلّ زوجين ... ... ... ...
يوم الفرحة الكبرى كما يقال, ليلة تظهر فيها كأميرةٍ بأكمل حلاها وأجمل ثوب تلبسه في حياتها .
ذلك الثوب الأبيض الذي تنتظره كلّ فتاة , تتخيله كل لحظة وتتأمله دوماً في واجهة المحلات النسائية.
لطالما تخيـّـلت نفسها مع فارس أحلامها , يدها بيده ليمشوا مشوار الحياة الزوجية المشتركة....
وغفتْ أحلامها مع غفوة جفنيها لترتاحَ فالغد يوم شاقّ وملئ بالأحداث .
وفي الجانبِ الآخر , في بقعةٍ آخرى من الأرض رقد الشاب يتأمل الساعة المعلقة على حائط الغرفة , يعدّ الثواني ويشعر بثقلها على نفسه.
رسم لوحة فنية زاهية الألوان ترتدي فيها عروسه فستاناً أبيضاً ناصعاً تلمع فيه اللآلئ .
كله شوق ولهفة وانتظار, حب وتمني وسهر, ونامَ على أطلالِ صورة محبوبته التي ستتوّج أميرة عرش مملكته غداً.
ما أجملَ هذه المشاعر التي تكبر كل ليلة , وتسمو لكأنها مشتْ مسيرة عمر بأكمله , أحبّها وطلب زواجها وسارتِ الأمورُ على ما يرام وتولـّـدت أحاسيس مرهفة عذبة كل منهما تجاه الآخر.
جاء يومهما المنتظر, جرتِ الأحداث سريعة جميلة بنكهة الأمل والبسمة الهادئة , وأحياناً الخجلة .
ووجدتْ أحلامهما ولهفتهما طريقاً للتمرّد أخيراً .. وحقق شوق الانتظار إثبات وجوده .
تزوج العاشقان , صارا زوجين متلازمين أمامَ الملأ , صار حبهما علانية بلا خجل .
لا خوف من أعين الآخرين , لا مهابة من لوم اللائمين , لا خوف من كشف ستائرعشقهما , فحبّ الزوجين لبعضهما أمرٌ مدعى للفخر والاحترام.
مشتْ أيامٌ وكأنهما في الجنة , حياة من أجملِ وأروعِ ما يكون. (لا تعليق فهذا شهر العسل) لقاءات واجتماعات وتعارف الأهل ببعضهم .
أمّا العريسين بدأا ينخرطان بمجتمعهم الجديد , وسويعات تواجدهما خلوة كانتْ ملاذا للهدايا وتبادل عبارات الاعجاب والمحبة والأشواق.
لم يكنْ يرفض لها طلباً ويراعي مشاعرها ورغباتها , سواء بزيارتها لأحد الأقارب أو السوق أم ما شابه. كان يراعي شخصيتها كامرأة ومخلوق ضعيف أكثر ما هو بحاجة للعطف والحنو.
وكانت تستأثر دوماً مشورته , ورغباته كانت مقدّسة. وطلباته أوامر , تفعلُ ما يحب وما يريد , تراعي شخصيته كرجل وقوّامته في البيت أمرٌ يستوجب عليها أن تنفذ ما يريد .
اتجه كل منهما اتجاهاً يسلك فيه مبتغى المعيشة الكريمة, وما هي فترة قصيرة إلا وكانتْ زغاريد الفرح تعلو بيتهم , فهم بانتظار مولود جديد.
جاء الطفل وعاشا فترة تتراوح بين السعادة واختلاف وجهات النظر والقبول والرفض لبعض الأمور .
وبدأتْ خبايا الحياة تنكشف. بدأت تناقضات النفس البشرية تأخذ مجراها وتحفر في الأرض أخدوداً يزداد عمقاً كلما ازدادت المسافة , فها هو يعقد الحاجبين جرّاء أمر لم يرده من زوجته.
وها هي تبكي بحرقة من جرّاء شئ أمرها به , وله مطلق الحرية كرجل وزوج وربّ أسره على حدِّ قوله.
خلافات متعددة ومتنوعة ومتتالية , لم تعد تراعي وجوده , فلسان حالها يقول : أنا لي الحق بكل شئ كمثله وأكثر .
ولسان حاله يجزم ويقول: أنا الرجل وعليها إطاعة أوامري رغماً عنها.
وتتعالى أصوات الخلاف , تارة يصل لإهانة منها لزوجها بالكلام , وتارة يصل لضربها.
تحوّل غريب , كان كل منهما همُّه الأوّل والأخير رضى الآخر.
تحوّل ينادي بأعلى صوته كيف .. ولماذا.. ومتى..؟
متى صارتِ المشاعرُ الصادقة المرهفة الجميلة عدواً نختبئ منه خوف البوح ؟
كيف باتَ الحبيب والزوج شخصاً نبني بيننا وبينه حواجزاً وخنادقاً متأهبين لخوض حرب ضده بأي وقت. جاهزين لسل سهامنا ورشقها بوجه من كان يوماً أعزّ الأحباب وأقرب الناس ؟
غريبة هذه الدنيا, عجيبة تلك التحوُّلات والتغيُّرات الشعوريِّة , مئة وثمانون درجة مقدار زاوية التحوّل..
كان حبيباً وصار عدواً لدوداً ...وانقلبتِ الآية , سبحان الله ! كيف تمحورت القصة ثم تشعبت من جديد .
لماذا يحصلُ هذا يا بشر....؟ عندما نتذكر ( كان ) فعل ماض ناقص إلا من الذكريات , نقصَ الحضور والوجود الآني,إنْ تغيرَ فعلُ (كان) في اللغة , قد يتغير مصير (كان) الواقعية , لكن هيهات .....
عندما نتجرّد من الذكرى الجميلة التي من شأنها أن تصحِّح الرموز الغريبة والغير متناسقة في الذاكرة , ونتقمّص شخصية المحارب في ظل الدفاع عن رأيه والتعصّب والتعنـُّت له , حينها لا شئ له معنى أو قيمة تذكر.
برأيي يجب أن نتخد من الحديد قدوة لنا , التمدد بالحرارة والتقلص بالبرودة.
كما يقال أحياناً شِدّة وأحياناً لِيناً , عندما يشتد الرجل , على المرأة أنْ تلين وتنحني للعواصف العاتية كي لا تنكسِر...
وكذلك ,عندما تشتدُّ المرأة وتنفعل على الرجل أن يلين ويخمد نيران غضبه لا أن نزيد النارَ زيتاً لتحرقنا وتحول الحياة لهشيم.
عندما يضع كل إنسانٍ نفسه بموقع الآخر , لابد سيشعر بشعوره وهذا كفيل بأن نقدر ونراعي ونعي ما نفعلُ وما نقول للآخرين.
وأخص بذلك كلّ زوجين ... ... ... ...