أسامة بن محمد السَّطائفي
19/02/2010, 12:05 AM
http://www.emlaat.com/vb/uploaded/65_1241214761.gif
,,
السَّلامُ عليكُم وَ رحمةُ اللهِ وَ بركاتهُ .
عَـودٌ علـى شـوق .
بَيْنا وَ شاطِيءُ اللَّهفـةِ يَغمُـرهُ مـدُّ السُّكُـونِ
لِيُغرقَـهُ في دهشَـةِ اللاَّمُبالاة ،
إذا بِجَزْرٍ عنيفٍ من التَّفكُّـرِ يُعيدُ الشَّاطِيءَ إلى ما كانَ عليـهِ
من طُغيانِ الحَنينِ وَ الأنِيـن ،
وَ تَرجِعَ معهُ خفقاتُ قلبٍ غريبٍ إلى الحَيـاةِ
بينَ يدي منِ استَلَّتْـهُ .
*
أبُـوحُ هاهنا بِشيءٍ صـارَ مُذاعاً
وَ أحكِي قصَّـةً رَوَتْها على الرُّغمِ منها
صفحاتُ وجهي وَ انعِكاساتُ مُقلَتَيَّ البُنِّيَتَيْـنِ
على نَوَاظِـرِ الآخـرين .
*
فُضِـحَ أمرِي وَ شـاعَ سِـرِّي بينَ النَّـاس
بعدَ أن بـاءت كلُّ محـاولاتُ مُداراتِي بِالفَشَـلِ الوَخِيـم
لا مفـرَّ إذاً من الإعترافِ وَ اقتِرافِ جُرمِ العِشقِ المحتَّمِ
على فُؤادِيَ المُضنَى بالجِراحاتِ وَ الإنتِكاساتِ المتوالِيَـة
وَ لا منَـاصَ من تكبُّـدِ عنـاءِ عواقبٍ تُخفِي وراءَ مراراتِها
عالماً سرمَدِيًّا لازَوَرْدِيًّا منَ الأحاسيسِ الطَّـاهرَة
تجرِي فوقَ أرضِـهِ أنهارُ شهدِ الوَجْـدِ المعتَّـق
وَ تكسُـو أرجـاؤهُ كُرومُ الشَّوقِ وَ زُروعُ التَّـوْق .
*
فَـوقَ جَبينِي ألصَقْتُ تُهمَـةَ " الحُـبِّ " المَنوطَـةُ بِي
وَ مَضيتُ أمشِي هائِماً على وَجهِي أروِّجُ لِمأساتِي وَ مسرَّاتِي
في نفسِ الآن .
*
غُرِّبْتُ في جَسَدِي فسَكنتُ أبراجَ السَّمَاءِ وَ منازلَ القَمَر
أرنو إلى المُبتَعِدَةِ عنِّي بِشَخصِها
وَ القَريبةِ منِّي بِمُحيَّاها المُقْتَبَسِ لَطافَـةً من حُقولِ البَنَفْسَـجِ
وَ المُقْتَبِسِ نُوراً من شَمسِ الضُّحى المُكتَنَفَةِ بِكفِّ الرَّبيعِ الحانِيَـة .
*
يَا لِروعَتكِ المُبهِـرَة وَ يا لِحُسنِكِ المُلفِـت
وَ يا لِتَعاستِي و أنا مُنْهكٌ من مُلاحقةِ وَ جهكِ بينَ أوْجُهِ المَـارَّةِ كلَّ يوم
أسائِلُها عنكِ وَ أسْتنطِقُ معها السِّكَكَ وَ الدُّروب
أرقُبُ صامِتاً وَ آمِلاً من مَكانِيَ المُقفِرِ الباردِ
إشراقةً من عيْنَيْكِ الدَّافِئَتَيْنِ تُطِلاَّنِ على رُوحِيَ الشَّاحِبَـة
فَتختَرِقانِها وَ الفَضَـاءَ الحَزينَ من حولِي
لِيُمطِرَ بعدَ ذلكَ الطَّـربُ وَ تشُقَّ البَسمَـةُ تقاسيمَها في فَمِيَ الأجرَد
فيعلوهُ الرِّضا التَّـام .
عندَئِذٍ ، أقنعُ بِحظِّي منكِ وَ لو حتَّى حِين .
*
أذِيبِي قلبكِ في قالَبِ قَلبِي الرَّحـب ،
وَ اجعَلِي مُحيطِي الرَّمادِيَّ يَصطَبِغُ بِبَشْرتكِ المَلائِكِيَّة ،
وَ اسمَحِي لي بقطْفِ كَرَزِ وَجْنتَيْكِ الخَمْرِيَّتَيْنِ ،
وَ هذِّبِي مَسامِعِي وَ قَساوةَ طَقسِي بِلُحونِ مَزامِيرِكِ الشَّجِيَّة ،
وَ املَئِي فَراغاتِي الشَّاسِعَة من حُضوركِ العَرَمْرَم ،
وَ هُبِّي بِنَسيمِكِ المِسْكِيِّ على وَحْشَتِي القاتِمَة
فحرِّكِي ما سَكَنَ فيها من جَدائِلِ البَهْجةِ وَ الحُبور ،
وَ اسقِينِي إلى حدِّ الغَرقِ مِمَّا ارتَوَيْتِ منهُ جمالاً خلاَّباً يا " رَاوِيَـة " ،
فَاقبَلِينِي شاعركِ الأوحَـد
وَ كاتِبكِ الأبـرز
وَ مخْبُولَكِ الَّذي لا يَرجُو بُرءً من كَلَفِكِ أبداً .
*
كُونِي لِي أمًّا ،
كُونِي لي فَجْراً ،
كُونِي لي وَطَناً ،
كُونِي لِي مَهِداً ،
كُونِي لِي عِطْراً ،
كُونِي لِي هَـواءً ،
كُونِي لِي شُموعاً لا تَنطَفِـأ .
*
مُدمِنٌ لا يُريدُ أن يَصحُـو .
إليكِ سأهاجِرُ بلا مَواسِم
أرمِّمُ عِظامِي ، أستَجمِعُ فُتاتَ أيَّامِي
وَ أستأجِرُ أسراباً منَ الصَّبابةِ الزَّاجِلَة
أحشوهاَ رسائِلاً وَ سٌهاداً وَ دُموعاً
ثمَّ أدفعُها إلى أُفقِ الأمنِياتِ اللاَّمتناهِي
لتأخذنِي منِّي إليكِ
مُدْمِناً عليكِ
فلا أرغبُ في الإقلاعِ عنْكِ البَتَّـة .
سطيف ، 18/02/2010
مَسَــاءً
:rose:
,,
السَّلامُ عليكُم وَ رحمةُ اللهِ وَ بركاتهُ .
عَـودٌ علـى شـوق .
بَيْنا وَ شاطِيءُ اللَّهفـةِ يَغمُـرهُ مـدُّ السُّكُـونِ
لِيُغرقَـهُ في دهشَـةِ اللاَّمُبالاة ،
إذا بِجَزْرٍ عنيفٍ من التَّفكُّـرِ يُعيدُ الشَّاطِيءَ إلى ما كانَ عليـهِ
من طُغيانِ الحَنينِ وَ الأنِيـن ،
وَ تَرجِعَ معهُ خفقاتُ قلبٍ غريبٍ إلى الحَيـاةِ
بينَ يدي منِ استَلَّتْـهُ .
*
أبُـوحُ هاهنا بِشيءٍ صـارَ مُذاعاً
وَ أحكِي قصَّـةً رَوَتْها على الرُّغمِ منها
صفحاتُ وجهي وَ انعِكاساتُ مُقلَتَيَّ البُنِّيَتَيْـنِ
على نَوَاظِـرِ الآخـرين .
*
فُضِـحَ أمرِي وَ شـاعَ سِـرِّي بينَ النَّـاس
بعدَ أن بـاءت كلُّ محـاولاتُ مُداراتِي بِالفَشَـلِ الوَخِيـم
لا مفـرَّ إذاً من الإعترافِ وَ اقتِرافِ جُرمِ العِشقِ المحتَّمِ
على فُؤادِيَ المُضنَى بالجِراحاتِ وَ الإنتِكاساتِ المتوالِيَـة
وَ لا منَـاصَ من تكبُّـدِ عنـاءِ عواقبٍ تُخفِي وراءَ مراراتِها
عالماً سرمَدِيًّا لازَوَرْدِيًّا منَ الأحاسيسِ الطَّـاهرَة
تجرِي فوقَ أرضِـهِ أنهارُ شهدِ الوَجْـدِ المعتَّـق
وَ تكسُـو أرجـاؤهُ كُرومُ الشَّوقِ وَ زُروعُ التَّـوْق .
*
فَـوقَ جَبينِي ألصَقْتُ تُهمَـةَ " الحُـبِّ " المَنوطَـةُ بِي
وَ مَضيتُ أمشِي هائِماً على وَجهِي أروِّجُ لِمأساتِي وَ مسرَّاتِي
في نفسِ الآن .
*
غُرِّبْتُ في جَسَدِي فسَكنتُ أبراجَ السَّمَاءِ وَ منازلَ القَمَر
أرنو إلى المُبتَعِدَةِ عنِّي بِشَخصِها
وَ القَريبةِ منِّي بِمُحيَّاها المُقْتَبَسِ لَطافَـةً من حُقولِ البَنَفْسَـجِ
وَ المُقْتَبِسِ نُوراً من شَمسِ الضُّحى المُكتَنَفَةِ بِكفِّ الرَّبيعِ الحانِيَـة .
*
يَا لِروعَتكِ المُبهِـرَة وَ يا لِحُسنِكِ المُلفِـت
وَ يا لِتَعاستِي و أنا مُنْهكٌ من مُلاحقةِ وَ جهكِ بينَ أوْجُهِ المَـارَّةِ كلَّ يوم
أسائِلُها عنكِ وَ أسْتنطِقُ معها السِّكَكَ وَ الدُّروب
أرقُبُ صامِتاً وَ آمِلاً من مَكانِيَ المُقفِرِ الباردِ
إشراقةً من عيْنَيْكِ الدَّافِئَتَيْنِ تُطِلاَّنِ على رُوحِيَ الشَّاحِبَـة
فَتختَرِقانِها وَ الفَضَـاءَ الحَزينَ من حولِي
لِيُمطِرَ بعدَ ذلكَ الطَّـربُ وَ تشُقَّ البَسمَـةُ تقاسيمَها في فَمِيَ الأجرَد
فيعلوهُ الرِّضا التَّـام .
عندَئِذٍ ، أقنعُ بِحظِّي منكِ وَ لو حتَّى حِين .
*
أذِيبِي قلبكِ في قالَبِ قَلبِي الرَّحـب ،
وَ اجعَلِي مُحيطِي الرَّمادِيَّ يَصطَبِغُ بِبَشْرتكِ المَلائِكِيَّة ،
وَ اسمَحِي لي بقطْفِ كَرَزِ وَجْنتَيْكِ الخَمْرِيَّتَيْنِ ،
وَ هذِّبِي مَسامِعِي وَ قَساوةَ طَقسِي بِلُحونِ مَزامِيرِكِ الشَّجِيَّة ،
وَ املَئِي فَراغاتِي الشَّاسِعَة من حُضوركِ العَرَمْرَم ،
وَ هُبِّي بِنَسيمِكِ المِسْكِيِّ على وَحْشَتِي القاتِمَة
فحرِّكِي ما سَكَنَ فيها من جَدائِلِ البَهْجةِ وَ الحُبور ،
وَ اسقِينِي إلى حدِّ الغَرقِ مِمَّا ارتَوَيْتِ منهُ جمالاً خلاَّباً يا " رَاوِيَـة " ،
فَاقبَلِينِي شاعركِ الأوحَـد
وَ كاتِبكِ الأبـرز
وَ مخْبُولَكِ الَّذي لا يَرجُو بُرءً من كَلَفِكِ أبداً .
*
كُونِي لِي أمًّا ،
كُونِي لي فَجْراً ،
كُونِي لي وَطَناً ،
كُونِي لِي مَهِداً ،
كُونِي لِي عِطْراً ،
كُونِي لِي هَـواءً ،
كُونِي لِي شُموعاً لا تَنطَفِـأ .
*
مُدمِنٌ لا يُريدُ أن يَصحُـو .
إليكِ سأهاجِرُ بلا مَواسِم
أرمِّمُ عِظامِي ، أستَجمِعُ فُتاتَ أيَّامِي
وَ أستأجِرُ أسراباً منَ الصَّبابةِ الزَّاجِلَة
أحشوهاَ رسائِلاً وَ سٌهاداً وَ دُموعاً
ثمَّ أدفعُها إلى أُفقِ الأمنِياتِ اللاَّمتناهِي
لتأخذنِي منِّي إليكِ
مُدْمِناً عليكِ
فلا أرغبُ في الإقلاعِ عنْكِ البَتَّـة .
سطيف ، 18/02/2010
مَسَــاءً
:rose: