مضاوي الروقي
23/02/2010, 11:25 AM
فاتحة:
أيتها السيدة..
كل شيء تحطم..!
التمثال صار مسخاً!!
والبلور اشهوهب !!
@@@
الأجواء السديمية تحيط به من كل جانب، أنى قلب فكره لا يجد إلا أنقاض الآل المتشابكة تحيطه..!
لم يمضغ طعوم الوقت التي تتشهى روحه نكهاته الحنظلية، ولا استقي من نخب الفصول المثملة، التي تمنحه نشوة الوجود، ولا ظفر بلحظات هاربة، متوارية في عمق روحه تفسر له معاني السديم اللذيذة!!
ظل يبحث عن ذاته القابعة خلف قضبان الوجع السرمدي، لا يجد إلا ملامح سرابية حمقاء، كلما حدق بقوة، ازدادت في التواري!!
يتحسس ذاته، أعماقه، وجعه الليلكي الرؤى! فيظفر بالعدم!!
لا يستطيع الإمساك بخيوط العتمة المعتكرة لتوصله إلى مخرج يجد فيه ملاذه.. ونجاته..!
يوغل في تلمس ما حوله.. عله يظفر بما يعيد له هويته! بما يمنحه لحظات وجود نرجسية!، يرى نفسه من خلالها..!
كم أمل، وتمنى أن يحل طلاسم تقيم في أعماقه، أحاجي يعجز عن ترتيب مفرداتها ليكون أبجدية يلهو بها سويعات زعفرانية، يظل صداها يشير إلى أنه عبر هذا المدى يوماً!! وأشرقت في جنباته ملامحه، ونثر كلماته الخاوية خواء روحه على الأرض، لتزهر وتنتعش، وتنبت وجعه الطوباوي الأنيق!! الذي يمنح من يلامسه بريقاً خافتاً من المعاني المخملية، لتجعله هيكلاً صامداً، له وهج جذاب فاتن..!! يغري بالاقتباس.. تحوم حوله غربان قزحية تمنحه هالة من ألق..! وتعكس ألوانها عليه..! فيبدو أكثر توهجاً، وجاذبية...
@@@
ينتحب بصوت بلوري الألق!! يكسو ملامحه السرابية مذاقاً هادئاً..! يرتشف منه رحيق عمره، فينتشي ألقاً.. ليمجه على كيانه فتظهر أولى طيوف ملامحه بلونها القرمزي الذابل..!
تختلط أنفاسه المورقة بفيض شجوه.. بهزيم صدره المتصاعد لينبثق من امتزاجها رذاذ شفقي النور، غسقي الأنداء..!، يمنحه رونقاً روحياً يحلق به في فضاءات سحيقة من الوجد الموغل في متاهات الحنين..!!
عشق طيفه القرمزي الذي منحه لذة الإحساس بالوجود العدمي! فقد ظل وامقاً له متشبثاً في معالمه.. حين بدأت تعزف نغمها على قيثارة وجوده، وتمنحه الثقة في أنه نجح في استخراجها من الضباب..!!
أمسك به.. ودفنه في تابوت كيانه العقيقي..!، وسجاه بشيء من عبق لآلئه ليظل مضيئاً يدل على مكانه.. كلما تلمس ملامحه.. ليرتبها كما أراد..!
@@@
هتف بصوته المبحوح، وبنبرات خزامية الضوع، "أدركت أني سأصل..! وأني سأمسك بملامحي.. وسأكتشف غور عمقي..! وسأرى يوماً ألق وجودي يعبر الفضاءات ليعود لي مضمخاً بأريج العبور، مسكوناً بنشوة الموانئ ..! لأحبسه في بوتقة ذاتي، وأتنقل به، معلناً عن وجودي الذي سيضيء خارطة المدى..!".
عاد إلى روحه النشوى، وحدثها بلغة علقمية الحروف، نازفة بعمق شوقه، وأنين حرمانه: لكني لم أر سوى طيفي القرمزي..! وهو ذابل الملامح، متهالك العبق...!
ثم رد بصوت واثق النبرات، حالم النظرة، ولكن في ر وحي الآن شيء مسجى، وليس عدماً كما السابق..! روحي تسح عليه شيئاً من رذاذ الألق ليزهر وينمو، ويتضح..! فلم تعد تغدق على الخواء، ليورق خواء آخر...!!
@@@
في لحظات موغلة في عمق الوهْن. هكذا ظنها، فهو لم يأنس بالوقت ولا عرف له وجوداً. التفت إلى روحه يسبر غورها..، يتسكع في جنباتها بخطوات كسلى باردة برودة وجوده!!
أخذ يقتلع ملامحها الصفوانية، ويصفها بعبثية سافرة..! حتى أحاطت به، بقي فراغ على امتداد الأفق ينظر فيه بلا معالم، فأيقظ ألقه القرمزي من مهجعه التابوتي!! كان له بريق خاص أغراه باحتضانه، ثم وضعه في مكانه في قلب ذلك الفراغ بين ملامحه الحجرية..!
أبرقت روحه، وأرعدت، وتجمعت الغوادي ببريقها الصدفي الأخاذ!! في حصون محاجره، لتدكها بقوة هادرة.. فتسح أوشال عينيه طوفاناً من الوجع يعتلي ملامحه الصفوانية، وعشقه القرمزي الطفولي القسمات!!!
@@@
ساعة من ألق.. ساعة من ألق قضاها..، أورقت فيها ملامحه السرابية بألوان العدم اللؤلؤي الآسر..!
رأى حلمه القرمزي يذوب في ملامحه الأخرى.. ليتحسس ذاته من خلالها..! إنه يراها.. يرى ذاته، ملامحه..! بعد أن استيقظت من جنون كراها اللذيذ..!
هاهو يراها تتشكل أمامه..!، رغم ضبابية مازال يجد حلاوتها تغفو على أهدافه..!
تجسدت في رؤاه.. وتغلغلت في روحه.. لتنعكس في فضاءاته فيضج بها الأفق..! إنه يراها حقيقة لذيذة النكهة.. في أبهى صورها.. نعم، كانت ذات إطلالة شوهاء رائعة..!! خائفة الخطو..!! لكنها واضحة القسمات!! أخذ يتلمسها بكلتا يديه، يحتضنها..! يذوب فيها...! يبللها نجيع فؤاده المعمود..!!
هدأت أجواء روحه، وتقشعت السحب التي اجتاحها...! أفاق من وسنه ولما يشبع!! تبددت معالم السراب من حوله.. و جد نفسه في سجن عاجي باهت، تمازجه ألوان نرجسية العبق تخامر كيانه.. وتمنحه بريقاً هادئ الرؤى..!!
وفي يديه بقايا من تراب يتضوع عطراً، وينضح ألقاً قرمزياً باسم التقاسيم!!
أيتها السيدة..
كل شيء تحطم..!
التمثال صار مسخاً!!
والبلور اشهوهب !!
@@@
الأجواء السديمية تحيط به من كل جانب، أنى قلب فكره لا يجد إلا أنقاض الآل المتشابكة تحيطه..!
لم يمضغ طعوم الوقت التي تتشهى روحه نكهاته الحنظلية، ولا استقي من نخب الفصول المثملة، التي تمنحه نشوة الوجود، ولا ظفر بلحظات هاربة، متوارية في عمق روحه تفسر له معاني السديم اللذيذة!!
ظل يبحث عن ذاته القابعة خلف قضبان الوجع السرمدي، لا يجد إلا ملامح سرابية حمقاء، كلما حدق بقوة، ازدادت في التواري!!
يتحسس ذاته، أعماقه، وجعه الليلكي الرؤى! فيظفر بالعدم!!
لا يستطيع الإمساك بخيوط العتمة المعتكرة لتوصله إلى مخرج يجد فيه ملاذه.. ونجاته..!
يوغل في تلمس ما حوله.. عله يظفر بما يعيد له هويته! بما يمنحه لحظات وجود نرجسية!، يرى نفسه من خلالها..!
كم أمل، وتمنى أن يحل طلاسم تقيم في أعماقه، أحاجي يعجز عن ترتيب مفرداتها ليكون أبجدية يلهو بها سويعات زعفرانية، يظل صداها يشير إلى أنه عبر هذا المدى يوماً!! وأشرقت في جنباته ملامحه، ونثر كلماته الخاوية خواء روحه على الأرض، لتزهر وتنتعش، وتنبت وجعه الطوباوي الأنيق!! الذي يمنح من يلامسه بريقاً خافتاً من المعاني المخملية، لتجعله هيكلاً صامداً، له وهج جذاب فاتن..!! يغري بالاقتباس.. تحوم حوله غربان قزحية تمنحه هالة من ألق..! وتعكس ألوانها عليه..! فيبدو أكثر توهجاً، وجاذبية...
@@@
ينتحب بصوت بلوري الألق!! يكسو ملامحه السرابية مذاقاً هادئاً..! يرتشف منه رحيق عمره، فينتشي ألقاً.. ليمجه على كيانه فتظهر أولى طيوف ملامحه بلونها القرمزي الذابل..!
تختلط أنفاسه المورقة بفيض شجوه.. بهزيم صدره المتصاعد لينبثق من امتزاجها رذاذ شفقي النور، غسقي الأنداء..!، يمنحه رونقاً روحياً يحلق به في فضاءات سحيقة من الوجد الموغل في متاهات الحنين..!!
عشق طيفه القرمزي الذي منحه لذة الإحساس بالوجود العدمي! فقد ظل وامقاً له متشبثاً في معالمه.. حين بدأت تعزف نغمها على قيثارة وجوده، وتمنحه الثقة في أنه نجح في استخراجها من الضباب..!!
أمسك به.. ودفنه في تابوت كيانه العقيقي..!، وسجاه بشيء من عبق لآلئه ليظل مضيئاً يدل على مكانه.. كلما تلمس ملامحه.. ليرتبها كما أراد..!
@@@
هتف بصوته المبحوح، وبنبرات خزامية الضوع، "أدركت أني سأصل..! وأني سأمسك بملامحي.. وسأكتشف غور عمقي..! وسأرى يوماً ألق وجودي يعبر الفضاءات ليعود لي مضمخاً بأريج العبور، مسكوناً بنشوة الموانئ ..! لأحبسه في بوتقة ذاتي، وأتنقل به، معلناً عن وجودي الذي سيضيء خارطة المدى..!".
عاد إلى روحه النشوى، وحدثها بلغة علقمية الحروف، نازفة بعمق شوقه، وأنين حرمانه: لكني لم أر سوى طيفي القرمزي..! وهو ذابل الملامح، متهالك العبق...!
ثم رد بصوت واثق النبرات، حالم النظرة، ولكن في ر وحي الآن شيء مسجى، وليس عدماً كما السابق..! روحي تسح عليه شيئاً من رذاذ الألق ليزهر وينمو، ويتضح..! فلم تعد تغدق على الخواء، ليورق خواء آخر...!!
@@@
في لحظات موغلة في عمق الوهْن. هكذا ظنها، فهو لم يأنس بالوقت ولا عرف له وجوداً. التفت إلى روحه يسبر غورها..، يتسكع في جنباتها بخطوات كسلى باردة برودة وجوده!!
أخذ يقتلع ملامحها الصفوانية، ويصفها بعبثية سافرة..! حتى أحاطت به، بقي فراغ على امتداد الأفق ينظر فيه بلا معالم، فأيقظ ألقه القرمزي من مهجعه التابوتي!! كان له بريق خاص أغراه باحتضانه، ثم وضعه في مكانه في قلب ذلك الفراغ بين ملامحه الحجرية..!
أبرقت روحه، وأرعدت، وتجمعت الغوادي ببريقها الصدفي الأخاذ!! في حصون محاجره، لتدكها بقوة هادرة.. فتسح أوشال عينيه طوفاناً من الوجع يعتلي ملامحه الصفوانية، وعشقه القرمزي الطفولي القسمات!!!
@@@
ساعة من ألق.. ساعة من ألق قضاها..، أورقت فيها ملامحه السرابية بألوان العدم اللؤلؤي الآسر..!
رأى حلمه القرمزي يذوب في ملامحه الأخرى.. ليتحسس ذاته من خلالها..! إنه يراها.. يرى ذاته، ملامحه..! بعد أن استيقظت من جنون كراها اللذيذ..!
هاهو يراها تتشكل أمامه..!، رغم ضبابية مازال يجد حلاوتها تغفو على أهدافه..!
تجسدت في رؤاه.. وتغلغلت في روحه.. لتنعكس في فضاءاته فيضج بها الأفق..! إنه يراها حقيقة لذيذة النكهة.. في أبهى صورها.. نعم، كانت ذات إطلالة شوهاء رائعة..!! خائفة الخطو..!! لكنها واضحة القسمات!! أخذ يتلمسها بكلتا يديه، يحتضنها..! يذوب فيها...! يبللها نجيع فؤاده المعمود..!!
هدأت أجواء روحه، وتقشعت السحب التي اجتاحها...! أفاق من وسنه ولما يشبع!! تبددت معالم السراب من حوله.. و جد نفسه في سجن عاجي باهت، تمازجه ألوان نرجسية العبق تخامر كيانه.. وتمنحه بريقاً هادئ الرؤى..!!
وفي يديه بقايا من تراب يتضوع عطراً، وينضح ألقاً قرمزياً باسم التقاسيم!!