فتحية الشبلي
08/03/2010, 12:51 AM
تحدثت فيما سبق عن ثقافة الأعتذار كـأسلوبٌ راق ٍ للتّعامل بين الأفراد ، هذه الثَّقافة التي يفتقرُ إليها الكثيرين منّا .
وكما للأعتذار أسلوبه وثقافته الخاصة ، كذلك للنقد أسلوبه وثقافته والتي يجب أن نتعرف عليها وذلك لضمان أستمرارية العلاقات الطيبة بين الأفراد وحتي تتكون لديهم المقدرة علي توجيه النقد للآخرين بطريقة لائقة ومحببة ، وكذلك تقبل النقد من الآخرين بكل رحابة صدر وبكل أعصاب هادئة ...
فنحن في حياتنا العادية كثيراً مانجد أنفسنا في مواقف حرجة ، وقد نمر أحيانا في تجارب مزعجة تضعنا أمام أشخاص يوجهون لنا إنتقادات ٍ لاذعة ، قد تكون مؤلمة أو محبطة ، وبالرغم من أن ردة الفعل الأولي اتجاه هذه الانتقادات يمكن أن يكون الغضب إلا أن هناك طرق أخرى لامتصاص النقد والتعامل معه بطريقة أكثر هدؤءا .
هذه الطرق التي ان عرفناها ساعدتنا كثيراً في تقبل النقد المُوجه إلينا من قبل الغير مهما بلغت حدته
فكثير من الناس لا يتقبلون النقد وان كان إيجابياً في بعض الأحيان وهناك من يشعر بالخوف منه ولكن اذا أعددنا أنفسنا مسبقاً لتقبل أي نوع من النقد بهدؤء وروية فأننا حينها سنكون قادرين علي تقبله وإستعيابه سواء كان سلبياً أم إيجابياً
ولعل اهم هذه الطرق هي التقبل فعندما ينتقدك شخصاً ما نقداً سلبياً فيحب ان تتكون لديك القدرة علي التقبل وامتصاص هذه النقد فعندما يخبر شخصاً ما بانك ضعيف مثلاً فأنت بلا وعي قد تقوم بتصديقه ولكن عليك قبل كل شئ ان تسمح لنفسك أولا بالتفكير بكل الإيجابيات التي تملكها اسأل نفسك، هل أنا ضعيف حقاً .. ؟
إذا كانت الإجابة لا ، فثق بنفسك فلا أحد يمكن أن يعرفك أكثر منك وهنا تبرز الثقة في النفس كـ مطلب أساسي لمواجهة النقد .
وفي حال اجابتك بلا ، فهنا عليك التريث والتمهل قبل ان تنفجر في وجه الشخص المنتقد لك بطريقة عصبية ويجب عليك التفكير بكل الاحتمالات فقد يكون هذا الشخص غيوراً او غاصباً او لا يحبك ببساطة حينها يمكنك ببساطة ان ترد عليه بهدوء بان رايه فيك لا يهمك .
اما في حال اجابتك بنعم ...فعندها حاول ان تستمع جيداً للشخص المنتقد وبعناية واهتمام لانك في هذه الحالة تكون قد تعرفت علي بعض السلبيات في شخصيتك وتكون قد فتحت عينيك علي أشياء لم تكن تراها بوضوح من قبل.
فيجب ان تكون لدينا جميعاً القدرة علي الاستفادة من النقد السلبي وان نأخذ ما نري انه حقيقي ونحاول تغييره ونثبت للشخص الآخر باننا نمتلك صفة أفضل من كل الصفات السلبية وهي الرغبة في التغيير الي الأحسن والأفصل .
فمقدرتنا علي التعرف علي سلبياتنا وايجابياتنا عامل مهم وضروري لمساعدتنا علي تقبل النقد وتغيير ما يمكننا تغييره من سلوكيات سلبية وغير مرغوبة .
اما علي صعيد توجيه النقد للغير فيجب ان يكون محدد ومقنن وفق أُطر معينة بحيث يجب ان لا نتجاوز في توجهيه الخطوط الحمراء وان لا ننحي بالنقد منحيً هٌجومي فهناك فرقٌ شاسع بين النقد والهجوم .
النقد معناه أن تشعر الذى امامك بأنه شخص جيد وبه محاسن كثيرة ولكن للاسف هناك شىء فيه يغطى عليها وهذا شىء فى امكانه أن يتخلص منه اذا أراد ذلك فحاول ان لا تهينه أو تجرح كبريائه ، واعطه احساساً وشعوراً بالامان والاهتمام من ناحيتك .
حينها ستجده يستمع اليك بكل جوارحه وتجده يناقشك بل ويطلب منك أن تعدد عيوبه كى يراها ويتجنبها ، وبهذا يتولد لديه شعور بأنه أنسان ليس بالسيىء وأنه باستطاعته أن يكون أفضل من خلالك ومن خلال نقدك .
لكن الهجوم شىء آخر تماماً ، الهجوم معناه أن تُشعر الذى أمامك أنه إنسان ملىء بالنواقص والعيوب وأن وجوده غير حيوي في الحياة وهذا النوع من النقد الهجومي يسهم اسهاماً كبيراً فى هدم الشخص الذى أمامك وجعله لا يطيقك ولا يطيق نفسه ، وخصوصا اذا كان هذا الهجوم قادم من شخص يحبه ويثق به ، قد تظن أنك تفعل ذلك لمصلحته ولكنك لا تدرك أنك تهدمه ، وتهدم شخصيته وتجرح مشاعره وتزعزع ثقته بنفسه، فتجعله فعلا لا يحب أن يستمع اليك لانك بكل بساطة أظهرت أسوء ما فيه دفعة واحدة
وهذا يحدث غالباً مع الكثير من المربين والمربيات من آباء وأمهات ومعلمين ومعلمات في تربيتهم للنشئ
ولهذا النوع من النقد مخاطره الكبيرة الأثر علي الناشئة ، وهذا طبعاً يخلق شخصيات عديمة الثقة في نفسها وضعيفة الشخصية وغير قادرة علي تحمل المسئوليات الملقاة ً علي عاتقها مستقبلاً .
فيجب ان نكون حريصين كل الحرص علي الرقي في المعاملة والرفق واللين واسداء النصائح وابداء الآراء وتوجيه الأنتقادت للغير بطريقة لائقة وذلك حتي من منطلق كوننا مسلمين ويجب علينا ان نتبع اصول وتعاليم ديننا الحنيف ، من ناحية ضرورة المحافظة والحرص علي مشاعر الغير .
فالكلمة الطيبة صدقة ، ولها مفعول السحر والبلسم الشافي عكس الكلمة السيئة والجارحة والتي تجعل بيننا حواجز وتخلق بيننا حساسيات ومشاحنات نحن بغني عنها ، وتظل طريقة وأسلوب المعاملة هي الفيصل في هذا المقام ولنا في رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام الأسوة والقدوة الحسنة ..
الحديث يطول ونأمل من المارين منا هنا اضافة ما يمكن اضافته للفائدة والإثراء ...
تقديري واحترامي ...:flower2:
فراشة المطر ..:no5:
وكما للأعتذار أسلوبه وثقافته الخاصة ، كذلك للنقد أسلوبه وثقافته والتي يجب أن نتعرف عليها وذلك لضمان أستمرارية العلاقات الطيبة بين الأفراد وحتي تتكون لديهم المقدرة علي توجيه النقد للآخرين بطريقة لائقة ومحببة ، وكذلك تقبل النقد من الآخرين بكل رحابة صدر وبكل أعصاب هادئة ...
فنحن في حياتنا العادية كثيراً مانجد أنفسنا في مواقف حرجة ، وقد نمر أحيانا في تجارب مزعجة تضعنا أمام أشخاص يوجهون لنا إنتقادات ٍ لاذعة ، قد تكون مؤلمة أو محبطة ، وبالرغم من أن ردة الفعل الأولي اتجاه هذه الانتقادات يمكن أن يكون الغضب إلا أن هناك طرق أخرى لامتصاص النقد والتعامل معه بطريقة أكثر هدؤءا .
هذه الطرق التي ان عرفناها ساعدتنا كثيراً في تقبل النقد المُوجه إلينا من قبل الغير مهما بلغت حدته
فكثير من الناس لا يتقبلون النقد وان كان إيجابياً في بعض الأحيان وهناك من يشعر بالخوف منه ولكن اذا أعددنا أنفسنا مسبقاً لتقبل أي نوع من النقد بهدؤء وروية فأننا حينها سنكون قادرين علي تقبله وإستعيابه سواء كان سلبياً أم إيجابياً
ولعل اهم هذه الطرق هي التقبل فعندما ينتقدك شخصاً ما نقداً سلبياً فيحب ان تتكون لديك القدرة علي التقبل وامتصاص هذه النقد فعندما يخبر شخصاً ما بانك ضعيف مثلاً فأنت بلا وعي قد تقوم بتصديقه ولكن عليك قبل كل شئ ان تسمح لنفسك أولا بالتفكير بكل الإيجابيات التي تملكها اسأل نفسك، هل أنا ضعيف حقاً .. ؟
إذا كانت الإجابة لا ، فثق بنفسك فلا أحد يمكن أن يعرفك أكثر منك وهنا تبرز الثقة في النفس كـ مطلب أساسي لمواجهة النقد .
وفي حال اجابتك بلا ، فهنا عليك التريث والتمهل قبل ان تنفجر في وجه الشخص المنتقد لك بطريقة عصبية ويجب عليك التفكير بكل الاحتمالات فقد يكون هذا الشخص غيوراً او غاصباً او لا يحبك ببساطة حينها يمكنك ببساطة ان ترد عليه بهدوء بان رايه فيك لا يهمك .
اما في حال اجابتك بنعم ...فعندها حاول ان تستمع جيداً للشخص المنتقد وبعناية واهتمام لانك في هذه الحالة تكون قد تعرفت علي بعض السلبيات في شخصيتك وتكون قد فتحت عينيك علي أشياء لم تكن تراها بوضوح من قبل.
فيجب ان تكون لدينا جميعاً القدرة علي الاستفادة من النقد السلبي وان نأخذ ما نري انه حقيقي ونحاول تغييره ونثبت للشخص الآخر باننا نمتلك صفة أفضل من كل الصفات السلبية وهي الرغبة في التغيير الي الأحسن والأفصل .
فمقدرتنا علي التعرف علي سلبياتنا وايجابياتنا عامل مهم وضروري لمساعدتنا علي تقبل النقد وتغيير ما يمكننا تغييره من سلوكيات سلبية وغير مرغوبة .
اما علي صعيد توجيه النقد للغير فيجب ان يكون محدد ومقنن وفق أُطر معينة بحيث يجب ان لا نتجاوز في توجهيه الخطوط الحمراء وان لا ننحي بالنقد منحيً هٌجومي فهناك فرقٌ شاسع بين النقد والهجوم .
النقد معناه أن تشعر الذى امامك بأنه شخص جيد وبه محاسن كثيرة ولكن للاسف هناك شىء فيه يغطى عليها وهذا شىء فى امكانه أن يتخلص منه اذا أراد ذلك فحاول ان لا تهينه أو تجرح كبريائه ، واعطه احساساً وشعوراً بالامان والاهتمام من ناحيتك .
حينها ستجده يستمع اليك بكل جوارحه وتجده يناقشك بل ويطلب منك أن تعدد عيوبه كى يراها ويتجنبها ، وبهذا يتولد لديه شعور بأنه أنسان ليس بالسيىء وأنه باستطاعته أن يكون أفضل من خلالك ومن خلال نقدك .
لكن الهجوم شىء آخر تماماً ، الهجوم معناه أن تُشعر الذى أمامك أنه إنسان ملىء بالنواقص والعيوب وأن وجوده غير حيوي في الحياة وهذا النوع من النقد الهجومي يسهم اسهاماً كبيراً فى هدم الشخص الذى أمامك وجعله لا يطيقك ولا يطيق نفسه ، وخصوصا اذا كان هذا الهجوم قادم من شخص يحبه ويثق به ، قد تظن أنك تفعل ذلك لمصلحته ولكنك لا تدرك أنك تهدمه ، وتهدم شخصيته وتجرح مشاعره وتزعزع ثقته بنفسه، فتجعله فعلا لا يحب أن يستمع اليك لانك بكل بساطة أظهرت أسوء ما فيه دفعة واحدة
وهذا يحدث غالباً مع الكثير من المربين والمربيات من آباء وأمهات ومعلمين ومعلمات في تربيتهم للنشئ
ولهذا النوع من النقد مخاطره الكبيرة الأثر علي الناشئة ، وهذا طبعاً يخلق شخصيات عديمة الثقة في نفسها وضعيفة الشخصية وغير قادرة علي تحمل المسئوليات الملقاة ً علي عاتقها مستقبلاً .
فيجب ان نكون حريصين كل الحرص علي الرقي في المعاملة والرفق واللين واسداء النصائح وابداء الآراء وتوجيه الأنتقادت للغير بطريقة لائقة وذلك حتي من منطلق كوننا مسلمين ويجب علينا ان نتبع اصول وتعاليم ديننا الحنيف ، من ناحية ضرورة المحافظة والحرص علي مشاعر الغير .
فالكلمة الطيبة صدقة ، ولها مفعول السحر والبلسم الشافي عكس الكلمة السيئة والجارحة والتي تجعل بيننا حواجز وتخلق بيننا حساسيات ومشاحنات نحن بغني عنها ، وتظل طريقة وأسلوب المعاملة هي الفيصل في هذا المقام ولنا في رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام الأسوة والقدوة الحسنة ..
الحديث يطول ونأمل من المارين منا هنا اضافة ما يمكن اضافته للفائدة والإثراء ...
تقديري واحترامي ...:flower2:
فراشة المطر ..:no5: