مصطفى معروفي
11/03/2010, 05:03 PM
أحيانا يشعر الكاتب سواء كان شاعرا أو كاتب قصة قصيرة أو مقال أو خاطرة بأن ما يكتبه لا يلقى الاستقبال الذي كان يتوقعه لنصه أو لنصوصه من طرف القراء ،و قد يتساءل عما أدى بالقارئ إلى عدم الاهتمام والاكتراث بما يكتبه و قد لا يتساءل وعيا منه بالحالة التي عليها القراءة في بلده أو في الوطن العربي عموما أو لا يتساءل إهمالا لذلك ليس إلا.
لكن موقف الكاتب إزاء ما يستشعره من إهمال من طرف القارئ له قد يتخذ صورتين اثنتين و قد يتخذ صورة ثالثة هي التذبذب بين الصورة الأولى و الثانية ،و الصورتان هما:
1- التوقف عن الكتابة نهائيا استسلاما لليأس و شعورا منه بعدم الجدوى من المضي فيها ، و قد فضل التوقف دون أن يبقى كاتبا راضخا للواقع الرديء و ممالئا لرموز استتبابه و تكريسه،و هم أولئك المستفيدون من استمراره.
2-الاستمرار في الكتابة مع واقع القراءة الذي لا يشجع على المضي فيها،لإيمانه و إدراكه بأن الكتابة إنما هي مسؤولية معنوية منوطة به إزاء الأمة و إزاء المجتمع الذي يعيش بين ظهرانيه ،فهو يكتب و ما زال يشير بأصبع الاتهام إلى كل ما يسيئ إلى الإنسان بوصفه كائنا مركزيا له حقوق تنبيها للمعنيين بالأمر و درءا للمضرة و أداء للواجب الذي تفرضه عليه المسؤولية المعنوية إياها.
إن الكاتب الحقيقي حسب إدراكي المتواضع للكتابة و لوظيفتها هو ذلك الشخص الذي لا يعقد المصالحة مع واقع مزر يحبل بالشقاء و تتم فيه مصادرة الحرية حيث يتحول الإنسان فيه إلى مجرد رقم في معادلة السلطة التي تراه من مناظير مختلفة أبرزها المنظور الأمني و المنظور الاقتصادي ،بحيث يصير في نهاية التحليل مجرد ترس في آلة ضخمة تعمل على إبقاء دار لقمان على حالها.
و الواقع أن الكاتب الذي يرى إهمال القارئ لنصوصه لا ينتبه إلى أنه ربما هو المسؤول عن الوضع الذي آل إليه،فالقارئ الواعي يتجه دائما إلى الكتّاب الذين ما يفتأون يحترمون أنفسهم و يلتزمون بما تمليه عليهم ضمائرهم وحدها،وهو ينفر أشد ما يكون النفور من أولئك الذين باعوا أقلامهم و جعلوها أدوات مأجورة لجهة من الجهات ، و يستميتون في تزويق واقع بئيس ليقنعوا الناس بأنه واقع جميل و أن كل شيئ على ما يرام.
أيها الكاتب ،قبل أن تلقي باللوم على القارئ لأنه أهملك راجع نفسك أولا :
+هل كنت ملتزما بما يمليه عليك وعيك بالواقع؟
+هل كنت تمارس الكتابة في مجتمعك بوصفها تضامنا تاريخيا؟
+هل كنت منحازا إلى الإنسان في كتابتك تعبر عن واقعه و طموحاته أم كنت منحازا لمصلحتك الذاتية ؟
إن هذه المراجعة هي التي ستفتح عينيك جيدا لتعرف سر إهمال القارئ لك.
تحيتي و تقديري.flwr2
لكن موقف الكاتب إزاء ما يستشعره من إهمال من طرف القارئ له قد يتخذ صورتين اثنتين و قد يتخذ صورة ثالثة هي التذبذب بين الصورة الأولى و الثانية ،و الصورتان هما:
1- التوقف عن الكتابة نهائيا استسلاما لليأس و شعورا منه بعدم الجدوى من المضي فيها ، و قد فضل التوقف دون أن يبقى كاتبا راضخا للواقع الرديء و ممالئا لرموز استتبابه و تكريسه،و هم أولئك المستفيدون من استمراره.
2-الاستمرار في الكتابة مع واقع القراءة الذي لا يشجع على المضي فيها،لإيمانه و إدراكه بأن الكتابة إنما هي مسؤولية معنوية منوطة به إزاء الأمة و إزاء المجتمع الذي يعيش بين ظهرانيه ،فهو يكتب و ما زال يشير بأصبع الاتهام إلى كل ما يسيئ إلى الإنسان بوصفه كائنا مركزيا له حقوق تنبيها للمعنيين بالأمر و درءا للمضرة و أداء للواجب الذي تفرضه عليه المسؤولية المعنوية إياها.
إن الكاتب الحقيقي حسب إدراكي المتواضع للكتابة و لوظيفتها هو ذلك الشخص الذي لا يعقد المصالحة مع واقع مزر يحبل بالشقاء و تتم فيه مصادرة الحرية حيث يتحول الإنسان فيه إلى مجرد رقم في معادلة السلطة التي تراه من مناظير مختلفة أبرزها المنظور الأمني و المنظور الاقتصادي ،بحيث يصير في نهاية التحليل مجرد ترس في آلة ضخمة تعمل على إبقاء دار لقمان على حالها.
و الواقع أن الكاتب الذي يرى إهمال القارئ لنصوصه لا ينتبه إلى أنه ربما هو المسؤول عن الوضع الذي آل إليه،فالقارئ الواعي يتجه دائما إلى الكتّاب الذين ما يفتأون يحترمون أنفسهم و يلتزمون بما تمليه عليهم ضمائرهم وحدها،وهو ينفر أشد ما يكون النفور من أولئك الذين باعوا أقلامهم و جعلوها أدوات مأجورة لجهة من الجهات ، و يستميتون في تزويق واقع بئيس ليقنعوا الناس بأنه واقع جميل و أن كل شيئ على ما يرام.
أيها الكاتب ،قبل أن تلقي باللوم على القارئ لأنه أهملك راجع نفسك أولا :
+هل كنت ملتزما بما يمليه عليك وعيك بالواقع؟
+هل كنت تمارس الكتابة في مجتمعك بوصفها تضامنا تاريخيا؟
+هل كنت منحازا إلى الإنسان في كتابتك تعبر عن واقعه و طموحاته أم كنت منحازا لمصلحتك الذاتية ؟
إن هذه المراجعة هي التي ستفتح عينيك جيدا لتعرف سر إهمال القارئ لك.
تحيتي و تقديري.flwr2