ريم بنت عبدالعزيز
27/03/2010, 07:36 PM
.
.
ليلةٌ صيفيّةٌ حارّة لا نسيماً عليلاً, ولا أحاديثاً تُغري بالسمر ..مكبلةٌ أيادي الكلام !
و ألفُ بائسٍ يلتحفون الأرصفة ويستوطنون طرقاً غير ممهدةٍ ,إلا بالأرق..
يتحدثون ولا يتحدثون, هكذا في العيون ألف حكاية, والصمتُ روضةُ المحزونين , المحترقين بـضوْءِ القمــر
يتشجع أحدهم ليسخرَ من الآخر :
الظّلمةُ لا تُخفي ملامح ضعفك, ظلك يفضح ماسُكِب في الصدر المؤجج بالأسى, وأُغلِق عليه في منفى العذاب واختلاجات النَّفس..
لم ينتظرْ إجابة ؛ لأن العيون مازالت هي التي تتحدث , والصمتُ لغة تعلمها على رصيف المشردين.
كيف يهربون ركضاً ؟ وقد فضحهم الظل الساكن خلفهم , يصرخ هرب , هرب!
يالضعفك حتى عمود الإنارة الذي تنزوي خلفه كشبح يفضح ظلك وأنت ساذج بذكائك !
ممنْ اشتريتَ كذبة أنك حزم وأنك غيم وأنك قوّة !
لستُ لأبيع الكذب , ولكنكَ مجرد فرقعة أصابع , في لحظةِ تملل..
لأني أعرف أن الذي يستوطنني يستوطنك , وأن وطني وطنك ..
أتعلم دعنا نثرثر أكثر , الورق وطن لي ولك , لكل من يلتحفون الرصيف ويستوطنون المنفى
دعهم يرسمون بنا شخصياتٍ ساخرة ٍ, باكيةٍ , مشرّدةٍ..
الأهم أن للأوراق سُكّاناً كــ نحن!
ألم تستجب لدعوتي بعد؟ ألا تريد الثرثرة ؟ ,
كعيناي تتحركان بالحديث وشفتاي مطبقتان حتى عن التنفس ,
وأنت عينيك تتجهان لذات الشيء بدون تململ , أوفّ ...صمتُكَ قاتل!
لا عليّ سأنفضُ عن قلبي بؤسَ الحكايا المملة , لعلها تتربصُ بقلبكَ وتعالج صمتكَ ..
تعال وافتحْ ذراعيكَ للوطن الذي رُزِقنا بِهِ ..
ستدهشكَ أعمدةُ الإنارةِ , ألم تنم بعد تحت عمودٍ يسيلُ حبراً؟
تعالَ واتركْ الأثر ...
تعالَ وارسمْ معي سكةَ قطارٍ , و عمودَ إنارةٍ , و مدناً متراميةٍ ..
نحنُ من يفوزُ أخيراً , ويضحك كثيراً ..
نحنُ من يبيعُ التذاكر ونحن من يشتريها ونحن من يقود القطار ونحن المسافرون
ونحن العابرون الذين يستظلون محطات القطار , وينظرون لنا بغبطة أن قطعنا نصف المشوار!
آه , لم أخبركَ نحنُ أيضاً المشوار !
ونحنُ المدينةُ البائسةُ يلتحفُ أهلها الأرصفة ويستوطنونَ الأشواك ..
- ونحنُ الأشواك...!
-صه!
.
خذ بيدك ولا تأخذ بيدي , أيها العابر معي والمستوطن والمستظل بالشرفات الحزينة
انهضْ من على الغبارِ الذي تراكمتَ فوقه , و زكمتَ أنفه !
خذ من قلبكَ الأسى واقذفه لأول عابرٍ تتقاطع على شفتيه متاهاتُ ضحك !
*ماكُتِب أعلاه :
سيناريو أبطاله مشردٌ صامت ومشردٌ يتحدث بالصمت ؛ سقطا من عربةِ قطارٍ شقت الجدار
ولفظَتهُما على ورقةٍ كُنتُ عنونتها بـ:وطنٌ اسمه منــفى!
فوجدتُ الشريدين يبحثان عن هذا الوطن ليقتسما الرغيف صباحاً ومساءً ,
وفي صبحٍ آخر يملأ مائدتهما ذات الرغيف !
*
و أنتم ...
مساؤكم وطن !
.
ليلةٌ صيفيّةٌ حارّة لا نسيماً عليلاً, ولا أحاديثاً تُغري بالسمر ..مكبلةٌ أيادي الكلام !
و ألفُ بائسٍ يلتحفون الأرصفة ويستوطنون طرقاً غير ممهدةٍ ,إلا بالأرق..
يتحدثون ولا يتحدثون, هكذا في العيون ألف حكاية, والصمتُ روضةُ المحزونين , المحترقين بـضوْءِ القمــر
يتشجع أحدهم ليسخرَ من الآخر :
الظّلمةُ لا تُخفي ملامح ضعفك, ظلك يفضح ماسُكِب في الصدر المؤجج بالأسى, وأُغلِق عليه في منفى العذاب واختلاجات النَّفس..
لم ينتظرْ إجابة ؛ لأن العيون مازالت هي التي تتحدث , والصمتُ لغة تعلمها على رصيف المشردين.
كيف يهربون ركضاً ؟ وقد فضحهم الظل الساكن خلفهم , يصرخ هرب , هرب!
يالضعفك حتى عمود الإنارة الذي تنزوي خلفه كشبح يفضح ظلك وأنت ساذج بذكائك !
ممنْ اشتريتَ كذبة أنك حزم وأنك غيم وأنك قوّة !
لستُ لأبيع الكذب , ولكنكَ مجرد فرقعة أصابع , في لحظةِ تملل..
لأني أعرف أن الذي يستوطنني يستوطنك , وأن وطني وطنك ..
أتعلم دعنا نثرثر أكثر , الورق وطن لي ولك , لكل من يلتحفون الرصيف ويستوطنون المنفى
دعهم يرسمون بنا شخصياتٍ ساخرة ٍ, باكيةٍ , مشرّدةٍ..
الأهم أن للأوراق سُكّاناً كــ نحن!
ألم تستجب لدعوتي بعد؟ ألا تريد الثرثرة ؟ ,
كعيناي تتحركان بالحديث وشفتاي مطبقتان حتى عن التنفس ,
وأنت عينيك تتجهان لذات الشيء بدون تململ , أوفّ ...صمتُكَ قاتل!
لا عليّ سأنفضُ عن قلبي بؤسَ الحكايا المملة , لعلها تتربصُ بقلبكَ وتعالج صمتكَ ..
تعال وافتحْ ذراعيكَ للوطن الذي رُزِقنا بِهِ ..
ستدهشكَ أعمدةُ الإنارةِ , ألم تنم بعد تحت عمودٍ يسيلُ حبراً؟
تعالَ واتركْ الأثر ...
تعالَ وارسمْ معي سكةَ قطارٍ , و عمودَ إنارةٍ , و مدناً متراميةٍ ..
نحنُ من يفوزُ أخيراً , ويضحك كثيراً ..
نحنُ من يبيعُ التذاكر ونحن من يشتريها ونحن من يقود القطار ونحن المسافرون
ونحن العابرون الذين يستظلون محطات القطار , وينظرون لنا بغبطة أن قطعنا نصف المشوار!
آه , لم أخبركَ نحنُ أيضاً المشوار !
ونحنُ المدينةُ البائسةُ يلتحفُ أهلها الأرصفة ويستوطنونَ الأشواك ..
- ونحنُ الأشواك...!
-صه!
.
خذ بيدك ولا تأخذ بيدي , أيها العابر معي والمستوطن والمستظل بالشرفات الحزينة
انهضْ من على الغبارِ الذي تراكمتَ فوقه , و زكمتَ أنفه !
خذ من قلبكَ الأسى واقذفه لأول عابرٍ تتقاطع على شفتيه متاهاتُ ضحك !
*ماكُتِب أعلاه :
سيناريو أبطاله مشردٌ صامت ومشردٌ يتحدث بالصمت ؛ سقطا من عربةِ قطارٍ شقت الجدار
ولفظَتهُما على ورقةٍ كُنتُ عنونتها بـ:وطنٌ اسمه منــفى!
فوجدتُ الشريدين يبحثان عن هذا الوطن ليقتسما الرغيف صباحاً ومساءً ,
وفي صبحٍ آخر يملأ مائدتهما ذات الرغيف !
*
و أنتم ...
مساؤكم وطن !