انتصار الجماعي
21/05/2007, 06:01 PM
في الشارع الخلفي الذي تعود الجلوس بأركانه الضيقة بعيدا عن أعين الفضوليين ... بزاوية حيث نافذة الجارة ، يحدق بالمارة بعمق بعيد .. كان اليوم علي غير عادته يتلصص بوجوه المارة ليقتبس منها حكايات يقضي بها بقية من يومه الرتيب يشعر بأنفاسه مشدودة و انه مرتبك علي غير عادته ... وقف و مضي في طريقة مسرعا .
صعد درج العمارة و أخذ يلهث من جراء ارتقائه لدرجتين .... لقد أتعبه الزمن بما يكفي .. صوتا عميقا يطرق باب أذانه .. تناهي إليه في جلبه .. استدار ناحيته رآه يدب نحوه بساقية متعثرا في الدرجات .. فهرع إليه .. قبلهُ و سارع في تفقده .. زاد بكاء الطفل من حيرته .
هم بالولوج إلي شقته ، تسارعت أنفاسه شعر بقلبه يتحرك من مكانه ... لعله الموت يزحف إلية شيئا فشيئا ... عبر الممر و وقف بجانب النافذة تأمل شعاع الشمس القادم من الأفق يتسلل من الزجاج ... تنهد بعمق عجيب .. سري دفء في أوصاله الجامدة .. جلس علي الكرسي تطلع إلي سقف الغرفة أراد أن يسيج الصمت بكلمات ...يعبر بها عما ينتابه .. ظلت الكلمات لا تبرح لسانه .. تدور .. و تعود بين حلقة و عقله تجشم كل العناء بأن يقول كلمة .. و لكن تطابقت شفتاه .. و رفضت الإصغاء .
جن عليه الليل و هو في جلسته تلك .. أضاء الضوء .. و أحس بغصة في حلقه لماذا الذكريات بكل جميلها و قبيحُها تحاصره ، تناقشه .. لماذا تعود به لطفولته ... جال بعينيه بين الأرجاء .. في لحظات قليلة اختلطت عليه السبل لا يعرف الآن ماذا يفعل ... صدرت عنه زفرات عميقة لم يقل شيئا و لكن أحس بأنه يريد أن يتكلم و يتكلم !
أشعل سيجارته بعنف .. و أخذ يدخن بعمق و قلق .. علها اليوم المرة الأخيرة التي تري بها عيناه الشمس ... و يعانق بها الليل .. ذلك الليل الغارق بالحكايات و الأسرار قاربت الشمس للبزوغ و ما زالت الذكريات تحكم الطوق عليه برائحتها العميقة تدور و تسبح في ذاكرته الخائفة .... أنتبه بأنه مايزال يوجه لنفسه الأسئلة التي تعود أدراجها بدون إجابة أو علامات استفهام .
كل شي استهلاك معناه في هذا الزمن .... تهالك للوصول الي النافذة .. يرنو الي الشروق
ها هو يفتتح صفحة جديدة مع الذكريات .. لاشي دون ثمن في هذه الحياة الابتسامة ما تفتأ أن تخبو بمجرد الانتقال من ذكري لآخري .. هكذا بدأت له الأمور حركة دائمة من الانتقال .. توجه الي باب الشقة مستعجلا لرشف قهوته و متشوقا لمكانه العبق في الحارة ... وضع أحدي رجليه خارج الشقة .. توقف برهة و عاد نظره الي داخلها كأنه ينتظر منها جوابا عن سؤال أو أن تودعه علي أمل عودته من زقاق الشارع ... عيناه استدارتا كأنه يفتش عن مفقود عزيز .. في ظل سكينة العمارة وقع أقدامه فوق درجاتها أثار ضجيج دون أن ينطق بتلك الكلمات
صعد درج العمارة و أخذ يلهث من جراء ارتقائه لدرجتين .... لقد أتعبه الزمن بما يكفي .. صوتا عميقا يطرق باب أذانه .. تناهي إليه في جلبه .. استدار ناحيته رآه يدب نحوه بساقية متعثرا في الدرجات .. فهرع إليه .. قبلهُ و سارع في تفقده .. زاد بكاء الطفل من حيرته .
هم بالولوج إلي شقته ، تسارعت أنفاسه شعر بقلبه يتحرك من مكانه ... لعله الموت يزحف إلية شيئا فشيئا ... عبر الممر و وقف بجانب النافذة تأمل شعاع الشمس القادم من الأفق يتسلل من الزجاج ... تنهد بعمق عجيب .. سري دفء في أوصاله الجامدة .. جلس علي الكرسي تطلع إلي سقف الغرفة أراد أن يسيج الصمت بكلمات ...يعبر بها عما ينتابه .. ظلت الكلمات لا تبرح لسانه .. تدور .. و تعود بين حلقة و عقله تجشم كل العناء بأن يقول كلمة .. و لكن تطابقت شفتاه .. و رفضت الإصغاء .
جن عليه الليل و هو في جلسته تلك .. أضاء الضوء .. و أحس بغصة في حلقه لماذا الذكريات بكل جميلها و قبيحُها تحاصره ، تناقشه .. لماذا تعود به لطفولته ... جال بعينيه بين الأرجاء .. في لحظات قليلة اختلطت عليه السبل لا يعرف الآن ماذا يفعل ... صدرت عنه زفرات عميقة لم يقل شيئا و لكن أحس بأنه يريد أن يتكلم و يتكلم !
أشعل سيجارته بعنف .. و أخذ يدخن بعمق و قلق .. علها اليوم المرة الأخيرة التي تري بها عيناه الشمس ... و يعانق بها الليل .. ذلك الليل الغارق بالحكايات و الأسرار قاربت الشمس للبزوغ و ما زالت الذكريات تحكم الطوق عليه برائحتها العميقة تدور و تسبح في ذاكرته الخائفة .... أنتبه بأنه مايزال يوجه لنفسه الأسئلة التي تعود أدراجها بدون إجابة أو علامات استفهام .
كل شي استهلاك معناه في هذا الزمن .... تهالك للوصول الي النافذة .. يرنو الي الشروق
ها هو يفتتح صفحة جديدة مع الذكريات .. لاشي دون ثمن في هذه الحياة الابتسامة ما تفتأ أن تخبو بمجرد الانتقال من ذكري لآخري .. هكذا بدأت له الأمور حركة دائمة من الانتقال .. توجه الي باب الشقة مستعجلا لرشف قهوته و متشوقا لمكانه العبق في الحارة ... وضع أحدي رجليه خارج الشقة .. توقف برهة و عاد نظره الي داخلها كأنه ينتظر منها جوابا عن سؤال أو أن تودعه علي أمل عودته من زقاق الشارع ... عيناه استدارتا كأنه يفتش عن مفقود عزيز .. في ظل سكينة العمارة وقع أقدامه فوق درجاتها أثار ضجيج دون أن ينطق بتلك الكلمات