المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفقر , الإعلام والمشاعر المؤقتة !


سماح عادل
13/04/2010, 08:10 AM
الفقر, الإعلام والمشاعر المؤقتة !


لِمَ لا تستثار عواطفنا إلا في الوقت الضائع ؟
لِمَ لا نشعر بقيمة ما نملكه إلا إذا فقدناه فنبكي ضياعه من بين أيدينا؟
كثيرة هي الأسئلة ,ومايهمني الإجابة عليه هنا .
سؤال آخر ولكنه في نفس منحى تلك الأسئلة السالفة .
لِمَ تستثار شفقتنا وربما إنسانيتنا ونسارع لنجدة المنكوب من
إخوتنا والمتضرر, المحتاج والسائل..إلخ بعد أن يراق ماء وجهه
ذلاً ومهانة ويفتح كتاب معاناته ليقرأه كل قارئ ؟.
هنا تبدأ صيحات الاستغاثة تتوالى, كلٌ يريد أن يحظى بالسبق
في المساعدة والمعاونة مبتغياً في ذلك الأجر والمثوبة
لايخفى على اثنين ما للإعلام اليوم الدور الفعال في إيصال أصواتنا
لكل من يهمه الأمر .وبالتالي الحصول على مانريد بعد أن تستنكف
جميع إمكانياتنا الشريفة في نيل مانريد دون بلبلة أو تشهير.
ونخضع تحت عدسة الإعلام لنقرأ تاريخ المعاناة منذ ولادتها إلى
أن وصل الحال بنا إلى هنا ولنطمئن بعدها أن ثمة قلوب طيبة ستقف معنا
وأيادٍ بيضاء ستمد يدها إلينا بلا من ولا أذى ولكن ,بعد أن يصبح لسان حالنا
على كل لسان .
أطلعت على قصة لمواطن منكوب افترش أرض بلاده فراشاً له وسماءها دثاراً له
وجعل من مياهها في دورها الخاصة والعامة مكان له للاستحمام .
قصة حزينة مؤلمة قرأتها في إحدى الصحف المحلية
ثلاثة شهور كانت هي معاناته بلا بيت ولا مأوى ولا ملاذ , وأعلنها صرخة في ساعة صراحة
يوماً إلى الإعلام فتسابقت الأيدي الكريمة لنجدته وإعانته مشكورة
ما لفت انتباهي في هذه القصة ليست المعاناة التي يعانيها لعلمي أن ثمة أسر توازي معاناته وربما أكثر
بكثير ولكن ذل المسألة وقف حائلاً بينهم وبين وصول صوتهم, وليس تلك القلوب النقية المساهمة
في إعانة إخوتها بما يسره الله وأنعم عليهم فهم كثر بفضل الله تعالى
ماجعلني حقيقة أقف في حيرة من واقع هذه القصة .هو صحوة الجمعيات الخيرية في هذا الوقت بالذات
وثم الأثر الذي زرعه الإعلام في نفس المتضرر حين قال :علمت بدور الإعلام الإيجابي
فلولاه بعد الله لما تحسن حالنا ولست نادماً على ذلك!
لا أظن أننا في منأى عن هؤلاء , وهم بيننا نراهم ويروننا ولكننا لانحرك ساكناً إلا بعد إن تثار
الأضواء حولها وتترصد العيون لها لنشمر بعد ذلك عن أيدينا عطفاً ورحمة لمعاونتهم.وتستيقظ في نفوسنا
الأخوة والمروءة والشهامة
أي ذل ينتظر هؤلاء, وأي إنسانية هذه تغلفنا في لحظات دون الأخرى.وماذا عمَّن منعه الحياء السؤال
هل يموت جوعاً وفقراً حتى نسعفه بما يجود لدينا من نعم ؟!
وهل المساعدة تكفي وحدها لنجدة من يريد الإعانة, وهل يقف دورنا لهذا الحد
هو ما أريد معرفته بحق ؟!
فالمال ينقص , والأكل ينقص ,فهل يتسول مرة أخره ليراق ماتبقى في وجهه من ماء ليشحذ ماتجود
به نفوس الموسرين ؟ أم نأخذ بيده وهذا الأهم والأطيب بنظري إلى مساعدته ؟كيف يستثمر ما يملكه من قدرات لمعاونة نفسه بنفسه بدلاً من ندب الحظ وشكوى الحال؟ (بدلاً أن تعطيني سمكة علمني الصيد)
هل يفكر هؤلاء بمثل ذلك , أم ما يريدوه هو الكسب السريع بأقل الأثمان وأكثر راحة
برأيي الخاص : إن الإعلام دوره في ذلك يجب أن يتخطى الإفصاح والكشف عن الواقع المؤلم إلى تثقيف السائل عن دوره الحقيقي والعمل معاً لمساعدته أو مراقبته عن كثب حتى يتحسن حاله للأفضل.




سماح ,,

جوري جميل
13/04/2010, 04:16 PM
ما أجملك يا سماح وأنتِ تطوقين المنابر بأشعة من نوركِ
ما أجملكِ وأنتِ تسردين لنا حكاية الزمن والمجتمع القاصر بحق أبنائه..
أجل يا حبيبة فقد صدقتِ بكل ما ذكرتِ تماماً ..
والمثل القائل : بدلاً أن تعطيني سمكة علمني الصيد
فيه العبرة والحكمة والمقصد البالغ الأهمية
أعجبتني هنا ككل مكان لكِ ظلٌ فيه يا نقية
طرحٌ موفق وجمالٌ من جمالكِ مستمدٌّ

بوركتِ أيتها الشجرة المعطاءة والمثمرة بثمار فكرية ناضجة .
دمتِ ذلك النور

جهاد خالد
13/04/2010, 05:54 PM
المميزة دائماً وأبداً .. سماح
شكرا جزيلا

ثم..

أضيف إلى حديثك نوعاً آخر ذلك النوع الذي لا يستطيع حتى أن يصل إلى الإعلام لينشر قصته
وكأن المساعدة من حق من استطاع أن يصل إلى ما يريق ماء وجهه فقط!

أما عن الإعلام..
فهو ليس خادماً صادقاً بقدر ما هو مبتز دنيئ المقصد(ليس دائما لكن على الأغلب)
فتلك المذيعة أو ذلك المحاور الذي يتحدث بكل الأسى عن مأساة انسانية ويستجلب من اجلها العون
هو هو ذاته الذي يطوي صفحات تلك القصة بـ (فاصل) ويعود لتقهقه ضحكته مع علية القوم عاليا!
وكأنه يغذي برنامجه وحواره ببريق القصة وأخذ العاطفة للمشاهد فلا يكسب نجاحا لقناته وبرنامجه فحسب إنما يكسب الحب والثناء والمجد

ليس حديثي عن كل الإعلاميين فمنهم من صدق قوله وفعله وخلص
لكن للأسف هذا أغلب من نراه على شاشتنا وصفحات جرائدنا ومجلاتنا

وعن الإعلام أيضا ..
فهو لا يقوم بدور مفيد أيضا بقدر ما يقوم بدور تثبيطي وتخديري
فليس الطبيعي أن يتوجه ذو الحاجة إلى من يعلن حاجته ثم ينتظر جود جواد
لكن الطبيعي أن تحل حكومة هذا الإنسان وأولياء أمره إلى حل مشكلته التي هم أسبابها الرئيسة
بل وعليهم ألا يرموه في (مزابل) الوطن المخرب حتى تحدث المشكلة من الأساس!

كل ذلك وتبقى حقيقة أننا نختار دائماً الطريق الأيسر ودائماً ما يكون طريق الذلة والانحناء!


تقبلي كل التحايا يا نقية

ابراهيم القهيدان
13/04/2010, 11:53 PM
عمتي مساء ايتها القديرة
طرح في قمة الروعـــة
ويلامس قضية اجتماعية حاضرة الوجود
وللاسف يااختاه انه لا يوجد لدينا اعلام نزيه
انا شخصيا لا أقرأ مايكتب بالصحف بل لا اقرأ صحف نهائيا
لعدم ثقتي فيما يطرح
هنا اتوقف مع سؤال يجبرني على التوقف
هل لدينا اعلام شفاف وذو مصداقية يتمتع بثقة القارئ بكل الاوطان العربية ؟

سماح تقديري لك ولقلمك

سماح عادل
15/04/2010, 06:22 PM
ما أجملك يا سماح وأنتِ تطوقين المنابر بأشعة من نوركِ
ما أجملكِ وأنتِ تسردين لنا حكاية الزمن والمجتمع القاصر بحق أبنائه..
أجل يا حبيبة فقد صدقتِ بكل ما ذكرتِ تماماً ..
والمثل القائل : بدلاً أن تعطيني سمكة علمني الصيد
فيه العبرة والحكمة والمقصد البالغ الأهمية
أعجبتني هنا ككل مكان لكِ ظلٌ فيه يا نقية
طرحٌ موفق وجمالٌ من جمالكِ مستمدٌّ

بوركتِ أيتها الشجرة المعطاءة والمثمرة بثمار فكرية ناضجة .
دمتِ ذلك النور



سعيدة حقاً بمرورك أيتها الفاضلة,
وهي رسالتي في هذه الحياة , ولامن ولافضل عليه في ذلك
وإنما واجب أسأل الله أن يكتب لي التوفيق تجاهه
اسأل الله ان يصلح الحال والمآل



بورك المرور

سماح عادل
15/04/2010, 06:26 PM
المميزة دائماً وأبداً .. سماح
شكرا جزيلا

ثم..

أضيف إلى حديثك نوعاً آخر ذلك النوع الذي لا يستطيع حتى أن يصل إلى الإعلام لينشر قصته
وكأن المساعدة من حق من استطاع أن يصل إلى ما يريق ماء وجهه فقط!

أما عن الإعلام..
فهو ليس خادماً صادقاً بقدر ما هو مبتز دنيئ المقصد(ليس دائما لكن على الأغلب)
فتلك المذيعة أو ذلك المحاور الذي يتحدث بكل الأسى عن مأساة انسانية ويستجلب من اجلها العون
هو هو ذاته الذي يطوي صفحات تلك القصة بـ (فاصل) ويعود لتقهقه ضحكته مع علية القوم عاليا!
وكأنه يغذي برنامجه وحواره ببريق القصة وأخذ العاطفة للمشاهد فلا يكسب نجاحا لقناته وبرنامجه فحسب إنما يكسب الحب والثناء والمجد

ليس حديثي عن كل الإعلاميين فمنهم من صدق قوله وفعله وخلص
لكن للأسف هذا أغلب من نراه على شاشتنا وصفحات جرائدنا ومجلاتنا

وعن الإعلام أيضا ..
فهو لا يقوم بدور مفيد أيضا بقدر ما يقوم بدور تثبيطي وتخديري
فليس الطبيعي أن يتوجه ذو الحاجة إلى من يعلن حاجته ثم ينتظر جود جواد
لكن الطبيعي أن تحل حكومة هذا الإنسان وأولياء أمره إلى حل مشكلته التي هم أسبابها الرئيسة
بل وعليهم ألا يرموه في (مزابل) الوطن المخرب حتى تحدث المشكلة من الأساس!

كل ذلك وتبقى حقيقة أننا نختار دائماً الطريق الأيسر ودائماً ما يكون طريق الذلة والانحناء!


تقبلي كل التحايا يا نقية

يسؤوني هذا الخدر الذي نعيشه
ولكن الامل باق , وفي أمة محمد الخير الكبير
شكرالله لك يانجيبة
أسعدني حضورك العطر

سماح عادل
15/04/2010, 06:29 PM
عمتي مساء ايتها القديرة
طرح في قمة الروعـــة
ويلامس قضية اجتماعية حاضرة الوجود
وللاسف يااختاه انه لا يوجد لدينا اعلام نزيه
انا شخصيا لا أقرأ مايكتب بالصحف بل لا اقرأ صحف نهائيا
لعدم ثقتي فيما يطرح
هنا اتوقف مع سؤال يجبرني على التوقف
هل لدينا اعلام شفاف وذو مصداقية يتمتع بثقة القارئ بكل الاوطان العربية ؟

سماح تقديري لك ولقلمك



اهلاً بك أيها الفاضل ,
هي زفرات ماكان لي ألا أن ابثها هنا
على وعسى قلباً يحن وعقلاً يعي ويفتهم
بورك المرور استاذي

فتحية الشبلي
15/04/2010, 08:05 PM
العزيزة / سماح


أولاً أود ان أشكركـ علي هذا الطرح المميز وهذا ليس بغريب عليك فمنذ ان عرفتك وأنا أقرأ مواضعيك التي دائما تحمل مضامين وأبعاد واهداف مميزة

قضية الإعلاكم العربي تحديداً تحتاج لوقفة كبيرة ، فكثيراً ما نجده يعتمد علي البهرجة والإثارة بدون تقديم اي حلول
شخصياً أجده يفتقر إلي الشفافية في بعض المواطن وخصوصاً التي تتعلق بالقضايا السياسية
أنظري تسارع الإعلام إلي نقل ما يحدث في فلسطين إبان حصار غزة .... وماذا قدم الاعلام العربي سوي تصوير المشاهد المؤلمة وتصوير المنكوبين الذين هم بأمس الحاجة للمساعدة وتقديم يد العون
ولا ننسي مقدرة الإعلام العربي الفذة في تصوير القمم العربية الفارهة ...!!!!

كل ما هنالك بهرجة ، وإثارة ، وعدم مصداقية ، وتزييف للحقائق ، ومحاولات لاهثة لتحقيق السبق الإعلامي بأشكاله ...!!


طرح يثير الشجون ... لي عودة إن شاء المولي ..


احترامي

سماح عادل
17/04/2010, 03:41 AM
العزيزة / سماح


أولاً أود ان أشكركـ علي هذا الطرح المميز وهذا ليس بغريب عليك فمنذ ان عرفتك وأنا أقرأ مواضعيك التي دائما تحمل مضامين وأبعاد واهداف مميزة

قضية الإعلاكم العربي تحديداً تحتاج لوقفة كبيرة ، فكثيراً ما نجده يعتمد علي البهرجة والإثارة بدون تقديم اي حلول
شخصياً أجده يفتقر إلي الشفافية في بعض المواطن وخصوصاً التي تتعلق بالقضايا السياسية
أنظري تسارع الإعلام إلي نقل ما يحدث في فلسطين إبان حصار غزة .... وماذا قدم الاعلام العربي سوي تصوير المشاهد المؤلمة وتصوير المنكوبين الذين هم بأمس الحاجة للمساعدة وتقديم يد العون
ولا ننسي مقدرة الإعلام العربي الفذة في تصوير القمم العربية الفارهة ...!!!!

كل ما هنالك بهرجة ، وإثارة ، وعدم مصداقية ، وتزييف للحقائق ، ومحاولات لاهثة لتحقيق السبق الإعلامي بأشكاله ...!!


طرح يثير الشجون ... لي عودة إن شاء المولي ..


احترامي



أخية ,
هو ذاك للأسف عزيزتي ,
نسأل الله الصلاح
وبإنتظارعودتك وإثراءك الطيب

ندى الحربي
17/04/2010, 04:00 AM
صدقتِ يا سماح..
الإعلام مرآة الأمة..
لكنه في الوقت نفسه حجة لها لا عليها
فلو استمر في إظهار الجانب السيء فقط.. لكان أكثر قتامة من الواقع
الاستمرار في طرح قضية ما.. خيرٌ من طرح أكثر من قضية في فترة قصيرة ثم نسيانها

جميل طرحك..
موفقة
..

سماح عادل
17/04/2010, 06:08 PM
صدقتِ يا سماح..
الإعلام مرآة الأمة..
لكنه في الوقت نفسه حجة لها لا عليها
فلو استمر في إظهار الجانب السيء فقط.. لكان أكثر قتامة من الواقع
الاستمرار في طرح قضية ما.. خيرٌ من طرح أكثر من قضية في فترة قصيرة ثم نسيانها

جميل طرحك..
موفقة
..

والأجمل هو مرورك أختاه
أشكرلك مرورك

طارق قاسم
30/04/2010, 10:53 AM
السلام عليكم ورحمة الله

الاخت الكريمة سماح

انا زائر عابر يستدعيني رذاذ مطر هذا المنتدى المدهش بين حين وآخر فألتمس قطرات منه أبلل بها ريق أيامي وأغسل بها وفيها وجه وقتي لكن دائما اول شعور ينتابني حين العودة هو الندم لأني لا أنصب خيمتي دائما تحت المطر هنا في ظل هذه الغيمة الياقوتة .. هذه المرة استوقفتني تساؤلاتك أختي الكريمة وأضاءت في قلبي قمرا حزينا لأني فعلا أتساءل مثلك : لِمَ لا تستثار عواطفنا إلا في الوقت الضائع ؟
لِمَ لا نشعر بقيمة ما نملكه إلا إذا فقدناه فنبكي ضياعه من بين أيدينا؟

ذلك أني بالفعل تجتاحنى الآن مشاعر فقد مؤلمة حركت داخلي سحائب من شجن وحنين جارف لكل ما فقدته وفقدتهم لأجدني اتساءل بحرقة ومرارة : لماذا لا يشعر الواحد منا بقيمة ما في يديه إلا عندما يخسره او يفارقه ؟ ولماذا لا تكون مشاعرنا في أوج بهائها ويقظتها إلا في الوقت الضائع ؟؟

ثم إن الموضوع الذي تتحدثين عنه أختي الكريمة مس قلبي بصورة خاصة لأني أعمل في الإعلام وظللت لسنوات أشرف على باب يتلقى شكاوى المحتاجين وكنت اتساءل نفس سؤالك : ( لِمَ تستثار شفقتنا وربما إنسانيتنا ونسارع لنجدة المنكوب من
إخوتنا والمتضرر, المحتاج والسائل..إلخ بعد أن يراق ماء وجهه
ذلاً ومهانة ويفتح كتاب معاناته ليقرأه كل قارئ ؟ )

غير اني مع الابحار في دنيا الإعلام عرفت السبب .. وللدقة : السببين الذين يجعلاننا ننتظر حتى يصرخ المحرومون ألما لنفيق لمعاناتهم ونسعى لأداء بعض دورنا نحوهم .. السبب الأول اختى الكريمة - في تقديري - هو أننا لا نطبق الأنظمة الاجتماعية والإغاثية التى قررها ديننا الحنيف الذي يفرض التزامات مالة ذات مصارف كفيلة بالقضاء على كل أسباب الاحتياج في مهدها ، كما انها كفيلة بتوصيل المساعدة إلى محتاجيها قبل حتى أن يفكروا في اللجوء للسؤال ..كما ان الإسلام العظيم يفرض واجبات والتزامات اجتماعية كفيلة بنسف أي حرمان في المجتمع .. الإسلام هو الدين الوحيد الذي فيه نص يتعبد به هو حديث شريف يؤكد أن أي حي يبيب فيه جائع واحد فقد أثم اهله جميعا .. كما ان الإسلام هو الدين الوحيد الذي أفتى احد فقهائه هو ابن حزم بأنه يجوز نزع الملكيات الخاصة لسد حاجات الناس .. طبعا بقدر وحساب يخضع لتقديرات دقية .. طبعا هذا غير فرائض وتوجيهات إسلامية كثيرة جدااااااااااا تكفى وزيادة لحفظ ماء وجه كل محتاج وتعفيه من المسألة .. حتى في العلاج.. في الإسلام العلاج من كل انواع الامراض فرض على الدولة ان توفره للجميع بدءا من الانفلونزا حتى السرطان بدون مقابل او بمقابل رمزي وهو ما كان يحدث طوال قرون

هذا عن الشق القيمي الإنساني في الموضوع اما عن الشق الإعلامي فأزعم والله اعلم أن الاعلام بصورته التى تمارس في العالم كله هو إعلام غير إنساني ليس له بعد رسالي أو هدف حقيقي لكنه إعلام يحتفي بـ " الحالة " أو الـ " الفلاش " أو الـ " الخبطة " وكلها تيمات جوهرها الإبهاء ولفت الانتباه والصعود بالاثارة الى منتهاها وهو ما يتجسد في ان اعرض عليك على الشاشة او في الصحيفة شخصا محتاجا يصرخ شاكيا بحاجته عارضا المه أمام الجميع لتتزق القلوب وتتحقق الاثارة للبرنامج او الصحيفة..انه اعلام يكرس واقع تبلد المشاعر وانتظارها ان تحدث الكارثة حتى تتحقق

اين الحل اذن؟

الحل في رايي هو ان يعمل كل منا بمفرده او مع غيره على توصيل اي مساعدة يقدر عليها لاي محتاج يبلغه امره .. وهكذا ستتسع دائرة الخير باذن الله تعالى

شكرا جزيلا عل ىالموضوع الرائع واسف جدا للاطالة لكن كما قلت لك اسئلتك حركت داخلي اشياء كثيرة مؤلمة وشجية

سماح عادل
01/05/2010, 02:54 AM
السلام عليكم ورحمة الله

الاخت الكريمة سماح

انا زائر عابر يستدعيني رذاذ مطر هذا المنتدى المدهش بين حين وآخر فألتمس قطرات منه أبلل بها ريق أيامي وأغسل بها وفيها وجه وقتي لكن دائما اول شعور ينتابني حين العودة هو الندم لأني لا أنصب خيمتي دائما تحت المطر هنا في ظل هذه الغيمة الياقوتة .. هذه المرة استوقفتني تساؤلاتك أختي الكريمة وأضاءت في قلبي قمرا حزينا لأني فعلا أتساءل مثلك : لِمَ لا تستثار عواطفنا إلا في الوقت الضائع ؟
لِمَ لا نشعر بقيمة ما نملكه إلا إذا فقدناه فنبكي ضياعه من بين أيدينا؟

ذلك أني بالفعل تجتاحنى الآن مشاعر فقد مؤلمة حركت داخلي سحائب من شجن وحنين جارف لكل ما فقدته وفقدتهم لأجدني اتساءل بحرقة ومرارة : لماذا لا يشعر الواحد منا بقيمة ما في يديه إلا عندما يخسره او يفارقه ؟ ولماذا لا تكون مشاعرنا في أوج بهائها ويقظتها إلا في الوقت الضائع ؟؟

ثم إن الموضوع الذي تتحدثين عنه أختي الكريمة مس قلبي بصورة خاصة لأني أعمل في الإعلام وظللت لسنوات أشرف على باب يتلقى شكاوى المحتاجين وكنت اتساءل نفس سؤالك : ( لِمَ تستثار شفقتنا وربما إنسانيتنا ونسارع لنجدة المنكوب من
إخوتنا والمتضرر, المحتاج والسائل..إلخ بعد أن يراق ماء وجهه
ذلاً ومهانة ويفتح كتاب معاناته ليقرأه كل قارئ ؟ )

غير اني مع الابحار في دنيا الإعلام عرفت السبب .. وللدقة : السببين الذين يجعلاننا ننتظر حتى يصرخ المحرومون ألما لنفيق لمعاناتهم ونسعى لأداء بعض دورنا نحوهم .. السبب الأول اختى الكريمة - في تقديري - هو أننا لا نطبق الأنظمة الاجتماعية والإغاثية التى قررها ديننا الحنيف الذي يفرض التزامات مالة ذات مصارف كفيلة بالقضاء على كل أسباب الاحتياج في مهدها ، كما انها كفيلة بتوصيل المساعدة إلى محتاجيها قبل حتى أن يفكروا في اللجوء للسؤال ..كما ان الإسلام العظيم يفرض واجبات والتزامات اجتماعية كفيلة بنسف أي حرمان في المجتمع .. الإسلام هو الدين الوحيد الذي فيه نص يتعبد به هو حديث شريف يؤكد أن أي حي يبيب فيه جائع واحد فقد أثم اهله جميعا .. كما ان الإسلام هو الدين الوحيد الذي أفتى احد فقهائه هو ابن حزم بأنه يجوز نزع الملكيات الخاصة لسد حاجات الناس .. طبعا بقدر وحساب يخضع لتقديرات دقية .. طبعا هذا غير فرائض وتوجيهات إسلامية كثيرة جدااااااااااا تكفى وزيادة لحفظ ماء وجه كل محتاج وتعفيه من المسألة .. حتى في العلاج.. في الإسلام العلاج من كل انواع الامراض فرض على الدولة ان توفره للجميع بدءا من الانفلونزا حتى السرطان بدون مقابل او بمقابل رمزي وهو ما كان يحدث طوال قرون

هذا عن الشق القيمي الإنساني في الموضوع اما عن الشق الإعلامي فأزعم والله اعلم أن الاعلام بصورته التى تمارس في العالم كله هو إعلام غير إنساني ليس له بعد رسالي أو هدف حقيقي لكنه إعلام يحتفي بـ " الحالة " أو الـ " الفلاش " أو الـ " الخبطة " وكلها تيمات جوهرها الإبهاء ولفت الانتباه والصعود بالاثارة الى منتهاها وهو ما يتجسد في ان اعرض عليك على الشاشة او في الصحيفة شخصا محتاجا يصرخ شاكيا بحاجته عارضا المه أمام الجميع لتتزق القلوب وتتحقق الاثارة للبرنامج او الصحيفة..انه اعلام يكرس واقع تبلد المشاعر وانتظارها ان تحدث الكارثة حتى تتحقق

اين الحل اذن؟

الحل في رايي هو ان يعمل كل منا بمفرده او مع غيره على توصيل اي مساعدة يقدر عليها لاي محتاج يبلغه امره .. وهكذا ستتسع دائرة الخير باذن الله تعالى

شكرا جزيلا عل ىالموضوع الرائع واسف جدا للاطالة لكن كما قلت لك اسئلتك حركت داخلي اشياء كثيرة مؤلمة وشجية




أخي الكريم ,
بارك الله في مرورك,
لقد اسعدني بحق هذا المرور , وكونك من أبناء الإعلام
فلقد شهد شاهد من أهله
استوقفني ردك وأخذت اقرأه بتمعن ,
أشكر لك مرورك مجدداً
لك تحيتي