المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكذب عند الأطفال وطرق علاجه ....


فتحية الشبلي
14/04/2010, 12:25 AM
ما هو الكذب كمفهوم... ؟
ولماذا يكذب الأطفال...؟ وهل يختلف كذب الأطفال عن كذب الكبار .. ؟

الكذب كمفهوم هو الانحراف عن الصدق في القول والعمل والسلوك والقصد (النية) كمحاولة غير سوية وأسلوب اضطرابي لتغطية الأخطاء ، و التقصير ، ونكران الذنوب ، نكتسبه من تفاعل عوامل عدة أسرية، مدرسية ، مجتمعية، إعلامية ...
إلا أن الكذب عند الأطفال يختلف في تصنيفاته وبعض مظاهره عنه لدى الكبار ، فغالباً ما يعتقد الآباء اعتقاد خاطئ بأن التفكير الخيالي والتفكير الخرافي عند الطفل هو نوع من الكذب ويؤنبونه على ذلك بل الأكثر من ذلك يصفونه بأنه كاذب ، وفي حقيقة الأمر ما ذلك التفكير إلا نوع من الذكاء الممتاز لدى الطفل ودلالة على التقدم في النمو العقلي أي أن الطفل ينمو عقلياً بشكل مثالي وهو في حاجة لنا لكي نفهم سلوكه وتفكيره لا أن نحبطه ونعيق ذكائه ، فالطفل عندما يتسع خياله وتتفتح قدراته الذهنية وخاصة في العمر 3 – 5 سنوات يختلط لديه الواقع بالخيال ويروي قصصاً خيالية باعتبارها أحداث واقعية دون أن يقصد الكذب أو تشويه الحقيقة ( كما يتهمه خطأ وظلماً الكبار ) فهو عندما يقول بأنه قتل الأسد ، أو أنه قضى على أربعة لصوص ، أو أنه سافر في رحلة إلى القمر فهو طفل ذكي وليس بطفل كاذب كذلك الحال في التفكير الخرافي الذي يكون نتيجة ضعف القدرة على التمييز بين الواقع والإدراك كأن يحاول الطفل سرد قصة خرافية بواقع موضوعي ، مثلاً عندما يروي الطفل أنه ذهب إلى الفضاء ، أو أنه رأى العفريت أو الغول ، أو أنه ذهب إلى مدينة بعيدة .. وهذا التفكير هو أمر طبيعي بل هو في الاتجاه الإيجابي لذكاء الطفل ولنموه بشكل عام فإذا ما وصفناه بالكذب فإننا سنجرم بحق الطفل ونقف عائقاً في طريق ذكائه وندفعه نحو الانحرافات وانتهاج السلوكيات الغير سوية مستقبلاً .
ويعد غياب القدوة الحسنة ( من الآباء والأمهات والمدرسين، ووسائل الإعلام ....) والنفاق الاجتماعي وانهيار القيم الأخلاقية وطغيان المصالح المادية وفقدان الوازع الأخلاقي كلها عوامل تخلق أرضية خصبة لتعلم الكذب .
فعندما تستقبل الأم ضيفة ما أو يستقبل الأب ضيف ما بالحب والأحضان والكلام المعسول ثم ما أن يغلقا الباب خلف هذا الضيف حتى يكيلا له سيلاً من الكلام السيئ والنميمة والطفل الوديع المتواجد في المكان هو الضحية الأولى لهذا السلوك فهو في حيرة من أمره ويصبح محاطاً بهالة كبيرة من الاستفهامات التي تدور في خلده .؟؟؟؟… لماذا أبي وأمي .. يتبدلان من حال إلى حال ؟؟؟
أو : عندما يأتي شخص ما يريد الأب ويقوم الطفل بإخبار والده ويقول له الأب أخبره بأني غير موجود فهو بهذا السلوك الغير تربوي يزرع قيمة سلبية غير تربوية في نفس الطفل ويجعله عرضة ً للانحراف وممارسة الكذب واعتباره سلوكاً عادياً وهذا خطأ فادح يقع فيه الكثير من الآباء والأمهات متجاهلين مدى الضرر الذي قد يلحق بأبنائهم من جراء هذا التصرف المتناقض تماماً .
والطفل في هذه الحالة سيكون عُرضة لشيئين ، إما أن يتشرب من والديه هذه السلوكيات ويبدأ خطواته المسرعة نحو الكذب وإما أن يكبت في داخله حسرة وخوفاً وألماً وبالتالي يصاب بالحيرة والتذبذب في معرفة الصواب من الخطأ.

وتتعد أشكال الكذب عند الأطفال بتعدد المواقف التي يمرون بها فقد يأخذ الكذب شكل الكذب الدفاعي وهو محاولة الخروج من موقف معين أو مأزق معين ، كأن يقول ليس هو من كسر الإناء أو فتح الباب ، وقد يكون على شكل كذب انتقامي كأن يقول إنه لم يكسر الإناء ، في حين أنه هو الذي كسره ، وإنما أخيه الأصغر والذي يغار منه هو الذي كسر الإناء ، وهنا يعمد إلى الإيقاع بأخيه لإنزال العقاب به ، وقد يكون الكذب ادعائياً ، كإدعاء المرض لعدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة ، قد يكون كذب تعويضي ، وخاصة عند إحساسه بالنقص الجسمي ، أو النفسي ، أو الاجتماعي، أو الاقتصادي ، وقد يكون كذباً مقصوداً ، كأن يكذب خوفاً من العقاب ، أو كذباً لا شعورياً نتيجة دوافع لا شعورية لا يدركها الطفل ، ككراهية لوالديه ، أو مدرسيه ، أو أخوته
ولمساعدة الأطفال على التغلب على هذه المشكلة علينا الكشف عن دوافعهم اللاشعورية في وقت مبكر، وإيجاد القدوة الحسنة لهم دائماُ ، وتنمية القيم الأخلاقية المتعلقة بالصدق في الأقوال والأفعال لديهم وغرس مفاهيم الدين الحنيف في نفوس أطفالنا تلك المبادئ التي تدعو إلى نبذ الكذب كعادة أخلاقية ذميمة ومقيتة فضلاً عن ذلك يجب أن نعطي الأطفال الذين يلجؤون إلي الكذب كوسيلة دفاعية الفرصة للتخلص من هذه العادة السيئة ، وذلك لمساعدتهم من خلال تشجيعهم على الصدق والأمانة دون تخويف أو عقاب ، بالإضافة إلى تشجيع الطفل على ممارسة هواياته وألعابه بكل حرية ، ومعرفة مظاهر النمو المختلفة لدى الطفل، ولا بأس من الاستعانة بالمختصين في هذا المجال ، لمعرفة طرق العلاج والإرشاد الصحيحة والمُثلى للخروج بالأطفال المصابين بهذه المشكلة إلى بر الأمان .


احترامي للجميع .....
إملاءات المطر

ابراهيم القهيدان
14/04/2010, 01:20 PM
:) اسعدت صباحا ايتها النقية
وإشراقة مشرقة لمحياك ممزوجة برذاذ المطر
الذي يداعب أجواء الرياض هذه الأيام
الكذب سلوك إنساني مشين لا يتصف به النبلاء وإن اختلقت له الاسماء ووضعت له المبررات
فمنهم من يقول كذبة بيضاء
فسبحان الله حتى الكلام (لونوه)
يقول الإمام النووي رحمة الله عليه في تعريف الكذب
بأنه هو الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو عليه سواء تعمدت ذلك أم جهلته لكن لا يأثم في الجهل وإنما يأثم في العمد
وهناك العديد من الآيات التي تحمل التهديد والوعيد لمن يحملون هذا السلوك
والأطفال يستقون تصرفاتهم وأقوالهم ممن يحتكون بهم أو يحيطون بهم
وهي سلوكيات مكتسبة حسب الفئات المحيطة بهؤلاء الأطفال وايضا التربية لها دورها الأكبر في هذا الجانب
.
.
الحديث هنا ممتع ومتسع
انما الوقت لا يسمح
تقديرك محل اهتمامنا
شكرا لهذا الطرح الجميل
:rose:

جوري جميل
14/04/2010, 11:40 PM
مساؤكِ نرجسٌ , كأنتِ
موضوعكِ رائع جداً وقيِّم بالفعل...
الكذب عند الأطفال عادة سائدة , وجميلٌ أن يعي الأهل جميعاً ما لهم من دور فاعل في تأكيد أو مسح هذه البيانات السيئة , والغير سوية
المواقف الحاصلة على مرأى من الطفل كفيلة بتعليمه الطباع والسلوكيات المكتسبة
والإرشاد الصحيح لكل عمل , يبني منه شخصية بناءة وسوية مستقبلاً
فليس من الضروري أن يرى الأهل ثمار تربيتهم الصالحة بشكل فوري آني , إنما مع الزمن والنمو والتطور العقلي والجسدي للأبناء سيتطور معهم القدرة على التمييز بين الخاطئ والمصيب
وسيجد هؤلاء نتيجة ما قدموه عندما يلقون برَّاً متناهياً وسمعة حسنة وكلمات طيبة تقال بحق أبنائهم , فضلاً عن الأجر والثواب .
جميلٌ ما طرحتيه , وبالغ الأهمية يا صديقتي
شكراً لهذا الطرح الموفق , ولكل ما تطرحيه في مجالس الفكر ,
مواضيعكِ , مهمة وقيِّــمة وجديرة بالشكر
تحياتي الخالصة

فتحية الشبلي
15/04/2010, 04:05 AM
:) اسعدت صباحا ايتها النقية
وإشراقة مشرقة لمحياك ممزوجة برذاذ المطر
الذي يداعب أجواء الرياض هذه الأيام
الكذب سلوك إنساني مشين لا يتصف به النبلاء وإن اختلقت له الاسماء ووضعت له المبررات
فمنهم من يقول كذبة بيضاء
فسبحان الله حتى الكلام (لونوه)
يقول الإمام النووي رحمة الله عليه في تعريف الكذب
بأنه هو الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو عليه سواء تعمدت ذلك أم جهلته لكن لا يأثم في الجهل وإنما يأثم في العمد
وهناك العديد من الآيات التي تحمل التهديد والوعيد لمن يحملون هذا السلوك
والأطفال يستقون تصرفاتهم وأقوالهم ممن يحتكون بهم أو يحيطون بهم
وهي سلوكيات مكتسبة حسب الفئات المحيطة بهؤلاء الأطفال وايضا التربية لها دورها الأكبر في هذا الجانب
.
.
الحديث هنا ممتع ومتسع
انما الوقت لا يسمح
تقديرك محل اهتمامنا
شكرا لهذا الطرح الجميل
:rose:



وهنا رذاذ من المطر المنهمر بحضوركـ الذي اتشرف به كثيراً وأسعد به أكثر ....:)

شاكرة لك إضافتك المُثرية للموضوع .


كُنْ بالقرب دائماً فوجودكـ يبهجني

لحضوflwr2ركـــ المفيد

احترامي

ذكرى بنت أحمد
15/04/2010, 05:12 PM
الكذبُ عندَ الصغار بحدّ ذاته مشكلة ،
لكنّ يبقى الطفل عجينة سهلة التّشكيل ،
فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه !
بإمكانهم اللجوء إلى الكثير من الوسائل في السبيل للحدّ من الكذب
وإعطاء الهدايا لمن يصدق دائماً في حديثه :)
لكن تبقى المشكلة التي لا حلّ لها . .
وهي الكذب عند الكبار !!
من يصلحها ؟

فتحية :
لغة آسرة ، وطرحٌ مميّز كأنتِ ! :)
:rose:

سماح عادل
15/04/2010, 06:17 PM
أرى في مواضيعك يافاضلة قيمة كبيرة لاتقتصر على القراءة الموضوعية فحسب
وإنما المدارسة بجديه سواء كان الامر يتعلق بطفل أم بالغ ,
وضحت هنا أسباب ودوافع الكذب عند الطفل وهي تختلف بإختلاف الموقف الذي يقع فيه الطفل
ومانحن بحاجة إلى معرفته حقاً هو إحتواء الطفل عقلياً وفكرياً لنعرف مايرمي إليه في أحاديثه
كحاجة أو لفت إنتباه أو إدعاء أو مما سردتِ أعلاه
شكرالله لك أخية

فتحية الشبلي
16/04/2010, 07:35 PM
مساؤكِ نرجسٌ , كأنتِ
موضوعكِ رائع جداً وقيِّم بالفعل...
الكذب عند الأطفال عادة سائدة , وجميلٌ أن يعي الأهل جميعاً ما لهم من دور فاعل في تأكيد أو مسح هذه البيانات السيئة , والغير سوية
المواقف الحاصلة على مرأى من الطفل كفيلة بتعليمه الطباع والسلوكيات المكتسبة
والإرشاد الصحيح لكل عمل , يبني منه شخصية بناءة وسوية مستقبلاً
فليس من الضروري أن يرى الأهل ثمار تربيتهم الصالحة بشكل فوري آني , إنما مع الزمن والنمو والتطور العقلي والجسدي للأبناء سيتطور معهم القدرة على التمييز بين الخاطئ والمصيب
وسيجد هؤلاء نتيجة ما قدموه عندما يلقون برَّاً متناهياً وسمعة حسنة وكلمات طيبة تقال بحق أبنائهم , فضلاً عن الأجر والثواب .
جميلٌ ما طرحتيه , وبالغ الأهمية يا صديقتي
شكراً لهذا الطرح الموفق , ولكل ما تطرحيه في مجالس الفكر ,
مواضيعكِ , مهمة وقيِّــمة وجديرة بالشكر
تحياتي الخالصة




الكريمة جوري .....

لحضورك إضافة مثرية ومفيدة دائماً وهذا ما عهدته فيك فكر عميق ونظرة ثاقبة :)


شكراً للإضافة الجميلة وأخري للحضور الأجمل .....


مودتي واحترامي وامتناني وجورية كأنت ِ flwr3

فتحية الشبلي
16/04/2010, 07:42 PM
الكذبُ عندَ الصغار بحدّ ذاته مشكلة ،
لكنّ يبقى الطفل عجينة سهلة التّشكيل ،
فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه !
بإمكانهم اللجوء إلى الكثير من الوسائل في السبيل للحدّ من الكذب
وإعطاء الهدايا لمن يصدق دائماً في حديثه :)
لكن تبقى المشكلة التي لا حلّ لها . .
وهي الكذب عند الكبار !!
من يصلحها ؟

فتحية :
لغة آسرة ، وطرحٌ مميّز كأنتِ ! :)
:rose:




ذكري الجميلة ....
أصبتِ فيما قلتِ .....:) فالطفل عجينة سهلة التشكيل والأبوين هما المسئولين عن تشكيله بالشكل الايجابي والسلبي فهما بمثابة القدوة له بلا شك .....


شكراً لعبير حضورك يا بهية
flwr2

فتحية الشبلي
16/04/2010, 07:49 PM
أرى في مواضيعك يافاضلة قيمة كبيرة لاتقتصر على القراءة الموضوعية فحسب
وإنما المدارسة بجديه سواء كان الامر يتعلق بطفل أم بالغ ,
وضحت هنا أسباب ودوافع الكذب عند الطفل وهي تختلف بإختلاف الموقف الذي يقع فيه الطفل
ومانحن بحاجة إلى معرفته حقاً هو إحتواء الطفل عقلياً وفكرياً لنعرف مايرمي إليه في أحاديثه
كحاجة أو لفت إنتباه أو إدعاء أو مما سردتِ أعلاه
شكرالله لك أخية



الراقية جداً سماح :)

الإحتواء هو أساس عملية تنشئة الطفل وهذا الإحتواء يجب ان يكون متكاملاً ، اي اجتماعيا ونفسياً ووجدانياً وتربوياً وعقلياً ..... وامر ضروري لمعرفة داخل الطفل ومفتاح الولوج إلي شخصيته ومن ثّم بناءه وتشكيله بناءاً سليماً ومتوازناً ....


شكراً للحضور المُثري كــ عادتك يا واسعة الأفق والفكر

flwr2